مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* المماليك-نشأت الاسلام-العصر العباسي-احراق البصرة-تنظيرات-لعنة التاريخ-اطول حصار.

اذهب الى الأسفل

* المماليك-نشأت الاسلام-العصر العباسي-احراق البصرة-تنظيرات-لعنة التاريخ-اطول حصار. Empty * المماليك-نشأت الاسلام-العصر العباسي-احراق البصرة-تنظيرات-لعنة التاريخ-اطول حصار.

مُساهمة  طارق فتحي الأحد أبريل 14, 2019 5:10 am

دولة المماليك
هي دولةً قامت في مصر وأجزاءٍ من بلادِ الشام، وأسّست حُكماً على الأراضي التي تمكنت من السيطرةِ عليها، وحصلتْ هذه الدولة على اسمها نسبةً للمماليك الذين حكموها، أمّا اسم المماليك أو المملوكيّ فهو مشتقٌ من الفعل الثلاثي (مَلَكَ) أي سيطر على الشيء وأصبح خاصّاً به، ومع مرور الوقت أصبح المسمى يُطلقُ على كلّ فارسٍ، أو طفلٍ يتمّ أسره أثناء الحرب ويصبحُ مملوكاً لكلٍّ من الدولتين العباسيّة، والأيوبية.
مؤسّس دولة المماليك يعتبرُ السلطان عزّ الدين أيبك هو مؤسّس دولة المماليك في عام 1250م، وكان من الأمراء الذين خدموا في قصرِ السلطان الأيوبيّ نجم الدين، وقد كان عز الدين أيبك أميراً للأسطولِ البحريّ للمماليك الذين شاركوا في الحروب الصليبيّة، وبعد وفاة السلطان نجم الدين لم ترضَ الدولتين العباسيّة، والأيوبية بأن تحكم مصر زوجته شجرة الدر، ولكنّهم أيّدوا حُكمها ممّا أدى إلى اعتقالِ الكثير منهم، وليتمكنوا من الحصول على حُكمٍ شرعي يضمنُ استمرار وجودهم في مصر، سعوا إلى تزويجِ الأمير عز الدين أيبك من سلطانة مصر شجرة الدر والتي تنازلت عن حكمها له ممّا أدى إلى انتهاء حُكم الدولة الأيوبيّة،
والإعلان عن حُكم دولة المماليك في مصر. تاريخ دولة المماليك بعد أن تمّ الإعلانُ رسمياً عن تأسيس دول المماليك في عام 1250م، أصبح لهم نفوذٌ على الكثيرِ من الأراضي المصريّة، فقرّروا وضع مجموعةٍ من الخُطط العسكريّة التي تساعدهم على غزو العديد من الأراضي الأخرى في منطقةِ شبه الجزيرة العربية، وبلاد الشام فواجهوا الغزو المغوليّ على مصر. في عام 1260م أثناء عهد حكم السلطان المملوكي بيبرس، وضع المماليك مجموعةً من الاستراتيجيات التي ساعدتهم في السيطرة على العديد من المناطق في بلاد الشام، والتي كانت تحت حُكمِ الصليبيين، وفي عام 1290م تمكنوا من احتلال مدينة عكا، والتي كانت آخر المُدن التي احتلها الصليبيون،
وكانت مدينةُ القاهرة في ذلك الوقت من المدن المتقدمة، إذ اعتبرت مركزاً تجارياً يربطُ بين العديد من الطرق التجاريّة البرية والبحرية. في عام 1450م أصبحت دولة المماليك تعاني من ضعفٍ في حُكمها؛ إذ بدأت تفقدُ السيطرة العسكريّة، والاقتصاديّة على العديد من المناطق التابعة لها، وأدّى ذلك إلى تدهور مجتمع الدولة، ولم تتمكن من مواكبة التطوّر العسكري الذي ظهرَ في الدول الأخرى،
واستمر تراجع الدولة حتى عام 1517م عندما أعلن الحاكم العثماني سليم الأول ضمّ أراضي مصر إلى الدولة العثمانيّة، ممّا أدى إلى انتهاء حُكمِ دولة المماليك.
النظامُ العسكري في دولة المماليك كانت الدولة تعتمدُ على نظامٍ عسكري قويّ بصفته الأساس لاستمرار وجود الدولة، وقد تمّ توزيع الأفراد العسكريين على مجموعةٍ من الفئات، ومن أهمها: الحرس السلطانيّ الذي كان يهتمُ بتقديم الحماية للحاكم، ثمّ الجنود الذين كانوا يشاركون في المعارك الحربية، والأمراء العسكريون الذين يقودون الجيوش، وساهم هذا النظام العسكريُ في المحافظةِ على تفوقهم عسكرياً لسنواتٍ طويلة.

نشأت الدولة الإسلامية
ظلّ النبي عليه الصلاة والسلام في مكة المكرمة ثلاث عشرة سنة يدعو الناس إلى عبادة الله وحده، وترك ما هم عليه من الضلالات والشرك، فآمن به عددٌ من الرجال والنساء الذين شكلوا معه عليه الصلاة والسلام جماعة أخذت على عاتقها نشر رسالة الإسلام في ربوع المعمورة، وبذل الجهود من أجل تحقيق هدف إقامة الدولة الإسلامية.
مراحل نشأة الدولة الإسلامية
الدولة الإسلامية الأولى تمّ تأسيس الدولة الإسلامية الأولى في المدينة المنورة بقيادة النبي عليه الصلاة والسلام، فقد عرف المسلمون أول شكلٍ للدولة الإسلامية عندما هاجر النبي عليه الصلاة والسلام والمسلمون من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، حيث وضع النبي الكريم أولى ركائز الدولة الإسلامية حينما دعا إلى المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار لتأليف قلوب المسلمين بعضهم البعض، كما وضع معاهدةً بين المسلمين وغيرهم في المدينة المنورة من اليهود، وبدأ بإرسال الرسل إلى الملوك والحكام لنشر رسالة الدولة الإسلامية.
الدولة الإسلامية الثانية بدأت هذه المرحلة من تأسيس الدولة الإسلامية في السنة الحادية عشر للهجرة، فقد توفي النبي عليه الصلاة والسلام ولم يعهد لأحدٍ من الصحابة بشيءٍ من أمر الخلافة والحكم، وإن كان بعض العلماء استأنسوا ببعض الأحاديث في بيان أحقية أبي بكر الصديق رضي الله عنه بالخلافة دون غيره لأفضليته في الإسلام وصحبته، ولقد ظهرت حكمة النبي عليه الصلاة والسلام في ترك الوصية في أنه أراد أن يثبت مفهوم الشورى بين المسلمين، ولذلك بعد وفاته عليه الصلاة والسلام اجتمع الصحابة والمسلمون في سقيفة بني سعادة، حيث استقر رأيهم بعد نقاشاتٍ وسجالاتٍ على اختيار أبي بكر رضي الله عنه لتبدأ بذلك مرحلة الدولة الإسلامية الثانية
التي تعاقب على حكمها أربعةٌ من الخلفاء الراشدين الذين حكموا بسنة النبي الكريم وهديه، وقد استمرت تلك الخلافة ثلاثين عاماً من سنة 11 للهجرة إلى سنة أربعين للهجرة، وأصبح للدولة الإسلامية فيها نظامها الإجتماعي، والإقتصادي، والسياسي، والتنظيمي المستند على أحكام الشريعة الإسلامية وتعاليمها. تتابع الدول الإسلامية وانتهائها نشأت بعد دولة الخلافة الراشدة دولٌ إسلامية توارث فيها الحكام السلطة عن بعضهم البعض، وأول هذه الدول هي الدولة الأموية التي ابتدأت منذ عام 40 للهجرة وانتهت سنة 132 للهجرة، لتعقبها الدولة العباسية التي بدأت منذ العام 132 للهجرة واستمرت إلى سنة 656 للهجرة، ثم تتابعت بعدها العديد من الدول التي ظهرت في مناطق مختلفة من العالم، ثمّ أخيراً جاءت الدولة العثمانية التي حكمت منذ العام 1300 للميلاد واستمرت حتى سنة 1923 حينما ألغى مصطفى كمال أتاتورك الخلافة واستبدلها بجمهورية تركيا القومية.

العصر العباسي
خصائص العصر العبّاسي
قامت الدولةُ العباسيّة إبّان سقوط الدولةِ الأمويّة الناتج عن التوارث الّذي أدّى إلى سقوط آخر الخلفاء لبني أُميّة في معركة (الزّاب) التي وقعت شمالي العراق عام مئة واثنين وثلاثين للهجرة. ت
ُنسب الدولة العبّاسيّة لـ (العبّاس بن المطلب)، وقد امتدّ عُمر الدولة خمسة قرون، وكان سقوطها على يد المغول عام ستمئةٍ وستةٍ وخمسين للهجرة، وقد تميّز العصر العباسي عن غيره من العصور في العديد من الخصائص في كافة جوانب الحياة، والتي سنذكر كلاً منها على حدة في سياق الحديث عن تلك الخصائص في هذا العصر.
خصائص الحياة السياسيّة في العصر العبّاسي
أصبَحت مدينة بغداد عاصمةً للدولة عوضاً عن مدينة دمشق، لتتحوّل بغداد بعدها إلى وجهة جميع النّاس من جميع أنحاء المعمورة. كان الطابع الفارسي هو الغالب على مدينة بغداد، والعصر العبّاسي بشكلٍ عام، على عكس الطابع الّذي كان سائداً في العصر الأموي، والّذي كان عربيّاً خالصاً.
نقل العباسيّون في هذا العصر عن الفُرس النظام الوزاري، وقلّدوهم في نظام الحُكْم والمَلبس والزي. ساد التفكّك والانقسام في
العصر العبّاسي الثاني، وأدّى هذا الأمر إلى تَجزئة الدولة لعددٍ من الدويلات، كالدولة الحمدانيّة التي نشأت في مدينة دمشق،
والدولة الفاطميّة في مصر،
والدولة السامانيّة في فارس،
والدولة البويهيّة في العِراق.
ظهرت في هذا العصر العديد من الفتن والثورات، كفتنة (القرامطة) التي راح ضحيتها أعدادٌ كبيرة من البشر. بروز العُنصر التُركي، وعلى وجه الخصوص بعد تولّي المعتصِم الخلافة عام مئتين وثمانيةَ عشرة للهجرة، وقد أطلق على تلك الفترة اصطلاحاً (العصر العبّاسي الثاني)، الذي كان البداية الأولى لضعف الدولة والتي انتهت بانهيارها.
خصائص الحياة الاجتماعيّة في العصر العبّاسي
تَميّزت الحياة الاجتماعيّة في العصر العباسي بشكلٍ عام بالحياة المُترفة، والنعيم الذّي طغى في تلك الفترة، وهي بالتفصيل كالتالي:
الطبقة الحاكمة:
وقد توافرت لهذه الطبقة كافة وسائل المُتعةِ والترفيه، فكان أصحاب هذه الطبقة يُجزلون العطاء للأدباء والعُلماء، وقد أدّى هذا الأمر إلى ازدهار الحركةِ العلميّة في تلك الفترة.
الطبقة العامة:
عاشت هذه الطبقة حياة شقاءٍ وبؤسٍ في سبيل تحمّل أعباء الحياة الصعبة، وكان شكل الرفاهيّة التي ساد هذه الطبقة في تلك الفترة من خلال الاستماع إلى الحكايا والأساطير وتداول الأخبار، ومشاهدة القرّادين، ومن تلك المجالس تولّدت السير الشعبيّة وحكايا ألف ليلةٍ وليلة.
أهمّ المظاهر الاجتماعيّة التي برزت في هذا العصر الازدياد الكبير في الحركة العمرانيّة الناتجة عن التوسّع في بناء وتشييد القصور الفاخرة والمساجد الفخْمة، وزخرفة العاصمة بغداد بزينة لا يوجد لها مثيل في سائر البلاد. ظهور طبقتين متباينتين إلى حدٍ كبير؛ الطبقة الأولى تنعم بسعة العيش والرخاء، والطبقة الثانية وهي الطبقة الكادحة. بروز وازدهار الفنون، وعلى وجه الخصوص فنّ الغِناء. اشتعال نيران الشعوبيّة الّتي لم تكُن تقتصر على المفاضلةِ بين العرب والفرس وحسب؛ بل تجاوزتها إلى المُفاضلة بين العرب وأبناء الشعوبِ الأُخرى. انتشار الانحِلال والمُجون والزندقةِ الناتج عن اختلاط العرب بعددٍ من الشعوب الأُخرى في ذلك الوقت.
خصائص الحياة الثقافيّة في العصر العبّاسي نشطت العلوم في العصر العبّاسي، وعلى وجه الخصوص اللغة العربيّة على اعتبار أنها لغة القرآن والدّين، وكانَ الفرس المسلمين من أشدّ الناس اهتماماً باللغة العربيّة، وقد نبغ منهم العديدين الّذين تبوؤا مَناصب عالية لا يصل إليها سوى كلّ عالمٍ متمكّن من اللغة، ومنهم (عبد الحميد الكاتب).

إحراق البصرة .. ثورة الزنج

منذ أن قام الحسين بن علي -رضي الله عنهما- بالخروج على الخليفة الأموي يزيد بن معاوية سنة 60هـ، أصبح هذا الخروج سُنّة في بيت الطالبيين، فمن الحين للآخر يظهر رجل من أهل البيت سواء من الفرع الحسينيّ أو الحسنيّ يدعو للحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويقود الناس للخروج على السلطة الحاكمة، حتى أصبح لا يخلو جيل من الأجيال من هذا البيت إلا خرج منه رجل أو رجلان على الخلفاء، وكان هؤلاء الثوار يستغلون حب الناس لآل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم؛ ليكون ذلك عونًا وعضدًا لهم في ثورتهم، ولربما أساسهم الوحيد الذي يعتمدون عليه في جذب الأعوان والتفاف الناس..

وذلك الأمر أدى لظهور بعض الشخصيات من هذا البيت لم تكن ذات صلاح ولا تُقى ولا ورع، خرجت ولم يكن من خروجها إلا الدنيا والمصالح, وأيضًا أدى ذلك الأمر لظهور بعض الكاذبين الأدعياء ألصقوا أنفسهم زورًا بآل البيت ليجذبوا الناس حولهم، ومن ثَمّ يحققون أغراضهم الخبيثة التي عادةً ما تكون الطعن في الدين والنيل من متاع الدنيا.
وصفحتنا هذه لواحد من هؤلاء "الأدعياء" الكَذَبَة الذين قادوا أعنف الثورات التي خرجت في أمة الإسلام، والتي امتدت طوال خمسة عشر سنة متصلة.

في سنة 255هـ ظهر رجل بظاهر البصرة زعم أنه علي بن محمد بن أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ولم يكن صادقًا بل كان أجيرًا واسمه علي بن محمد بن عبد الرحيم، وأصله من قرية من قرى منطقة الريّ. أخذ هذا الرجل في دعوة الزنج العبيد الذين كانوا يكسحون السباخ بالبصرة، وكلّمهم عن الحرية والعدل والمساواة وتوزيع الأموال بين الناس والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكلامًا أشبه ما يكون بكلام الشيوعيين والاشتراكيين الآن، مع الفارق أنه كان يستخدم دعواه الكاذبة بآل البيت؛ ليروج على جهلة الناس وما أكثرهم..!
فالتف عليه جماعة من الزنج وجهلة الناس، وعَبَر بهم دجلة ولم يكن عددهم كبيرًا إنما كانوا لا يزالون قلة، ففكّر في كيفية توسيع قاعدته.

انتقل هذا الكاذب الخبيث إلى بغداد ليدعو بها لثورته، وقال لأصحابه: "إنني أحفظ سورًا من القرآن في ساعة واحدة جرى بها لساني من غير أن يحفظها لي أحد". وزعم لهم أنه يعلم ما في ضمائرهم، وأن الله يُطلعه على ذلك، فراج أمره في بغداد على الأغبياء والجهلة، فكثر جمعُه، فعاد بهم إلى أرض البصرة وأخذ في الاصطدام مع "والي" المدينة، وانتصر عليه عدة مرات، وهُزم هو عدة مرات، ولكنه كان قويّ العزيمة ثابت الرأي. وحتى يستميل الناس إليه لم يكن يتعرض لأموال الناس، ولا يؤذي أحدًا، وإنما يأخذ مال السلطان، فقَوِي شأنه واستفحل أمره.

شعر الخليفة العباسي المعتمد بخطورة هذا الرجل وتنامي قوته(1)، فأرسل إليه عدة جيوش لمحاربته ولكنه انتصر عليه، ثم انتقل هذا الخبيث بثورته إلى فارس ليدعو الناس هناك مستغلاًّ جهل أهل هذه البلاد وميلهم الطبيعي لآل البيت واستعداد النساء هناك لقبول مثل هذه الأفكار, ومكث الخبيث هناك فترة حتى جاءته الأخبار بأنّ أهل البصرة قد اتسعت أملاكهم وكثرت أموالهم ومؤنهم، فقرّر الخبيث الهجوم على البصرة.

كان مع هذا الخبيث شيطان من الجن يأتيه بالأخبار ويخاطبه بما وقع، فقام هذا اللعين في أتباعه وقال لهم محرضًا على الهجوم على البصرة: "دعوت الله على أهل البصرة فخوطبت إنما أهل البصرة خبزة لك تأكلها من جوانبها، فإذا انكسر نصف الرغيف خربت، فأوّلت الرغيف القمر وانكساره انكسافه، ورفعت البصرة لي بين السماء والأرض ورأيت أهلها يُقتلون، ورأيت الملائكة تقاتل معي وتثبت جيوشي". وجاء كما نقل له شيطانه من الأخبار كما قال لأصحابه، فانكسفت الشمس ليلة 14 شوال سنة 257هـ بالبصرة، فحميت نفوس أتباعه الجهلة الزنج، وظنوا أنهم على الحق.

هجم هذا الخبيث ومن تبعه من الجُهّال على مدينة البصرة يوم 14 شوال سنة 257هـ، فدمروا المدينة تدميرًا كاملاً، وأحرقوا جامعها وقتل من فيها من الرجال والعلماء والأعيان، وهرب والي المدينة ومن معه وتركوا أهل المدينة لمصيرهم المحتوم، ونادى أحد أمراء هذا الخبيث الدعيّ في أهل المدينة: "من أراد الأمان فليحضر". فاجتمع عنده خلق كثير من أهل البصرة، فغدر بهم المجرم وأمر بقتلهم جميعًا، وكانت الزنج تحيط بجماعة من أهل البصرة ثم يقول بعضهم لبعض: "كيلوا"، وهي الإشارة بينهم إلى القتل، فيحملون عليهم بالسيوف فلا يُسمع إلا قول "أشهد أن لا إله إلا الله" من أولئك المقتولين، وصراخ وضحك الزنج عند ضربهم للناس بالسيوف..!

وظلوا يفعلون ذلك بالبصرة عدة أيام، وحرقوا الزروع والكلأ من الجبل إلى الجبل، فكانت النار تحرق ما وجدت كل شيء من الإنسان والحيوان والزروع والبيوت، وقُتل في هذه الواقعة عشرات آلاف من المسلمين، والعجيب أنه لم يُقتل أحد من العلوية الذين جاءوا إليه وسألوه عن نسبه فانتسب لهم زورًا بآل البيت كأنه لم يقتل أحدًا ولم يفعل شيئًا! وهكذا الحال في كل زمان ومكان، وكانت هذه الواقعة إيذانًا باندلاع الثورة الشاملة للزنج وظهور قوتهم بشكل علنيّ وقويّ ضد الخلافة العباسية، واستمرت هذه الثورة قُرابة الخمسة عشر سنة.
الجدير بالذكر أن بعض المعاصرين ألّف رواية تتحدث عن ثورة الزنج، وأنها كانت ثورة ضد الظلم والطغيان، وأنهم كانوا طُلاّب حق وعدل وأشباه هذا الكلام الفارغ! والجدير بالذكر أن مؤلف الرواية شيوعي نصراني اسمه ألفريد فرج، فلا عجب إذن!

لعنة التاريخ!!
أنا مولع بالتاريخ!!
ولهذا أتحدث دائماً عن أهمية قراءة التاريخ قراءة صحيحة للتعرف على «الحاضر»!!
إن الحاضر هو ما يسبغ الأهمية على التاريخ، أما التاريخ فلا يمد يدًا لينتشل الحاضر من كبوته قط، مجد طيبة ومنف وقاهرة المعز ومدينة الرشيد ودار بني أمية وصنعاء مهبط سام بن نوح لا يهم هذا العالم بشيء.

العالم لن يحتضن اليمن ويهبها رقيها وتطورها المنشود شفقة على عرش بلقيس، أو إجلالًا لبراقش، لن يهب الزمن للقاهرة مجد لاس فيغاس فقط.
لأن لها تاريخًا ملهمًا عظيمًا ولا يباهى، لن يأسى الزمن على بغداد ولا يذرف دموعه على بابل، الزمن لا يعير التاريخ اهتمامه.

إنه والحق يحتقر تلك الأمم التي تشهر في وجه الواقع الوحش خنجر التاريخ الصدئ، إن خنجر التاريخ متآكل ودرع الحاضر مسبوك من البلاتين والزمن لا يحني رأسه للتاريخ قط إلا حين يرى تاريخ أمة ما قد ألهم واقعها.
بكائيات عمرو ابن أبي ريشة لا تبكي الزمن، هو لا يبكي حين يسمع رب وامعتصماه انطلقت، لكنه قد يحني رأسه لمجد العثمانيين حين يراه الهم الأتراك واقعًا جديرًا بالإجلال.

دعني أحدثك عن صورة أخرى للتاريخ، الصورة التي يبديها الواقع المزدهر، إذ إن التاريخ كما قلت لا يصنع الحاضر، إنما الحاضر المزدهر كفيل بأن يسبغ على التاريخ ذلك القدر من الاهتمام الذي يليق به.

وسأحدثك كيف ذلك، إن مدفع صدأ على حصن طيني بني قبل قرن هو تاريخ جدير بأن يكتب العالم عنه ما دام أنه في الإمارات، حيث واقعها المزدهر يجعل من التاريخ الذي لا قيمة له أسطورة.

بينما أطلال معبد يشهد على حضارة مغرقة القدم لن يجعل العالم مشغولًا به، لأن الحاضر المتخلف المنحط انسحب على التاريخ العظيم فأحاله كومة قاذورات، إن شبرية متهالكة احتزم بها راعٍ بائس ذات يوم في صحاري قطر لهي تاريخ يجلله الاهتمام أكثر بكثير من آثار بابل العظيمة. يا صديقي إن التاريخ مجرد عصا يتكئ بها العجز، ليبرر نفسه.

العراقيون والسوريون والمصريون واليمنيون ولدوا بين أطلال التاريخ، فآثروا انتظار بركاته، فبال على رؤوسهم وأغرقهم في الوحل.
الإماراتيون والقطريون والكويتيون ولدوا في أراض عارية عن التاريخ، فشدوا سواعدهم وشمروا ليصنعوا تاريخهم الخاص، وهذا ما أنجزوه.
الأتراك صحوا فجأة فألفوا أنفسهم محاطين بأطلال العظمة، فانتفضوا ليعيدوا التاريخ في لباس الحاضر، وحين نلغو في التاريخ والحاضر ونربطهما بالمجد والازدهار
فحري بي أن أحدثك عن ثلاثة أنواع من الأمم، أو الدول أو القوميات. دول بلا تاريخ لكن حاضرها زاهٍ وبهي، أمريكا بكل مجدها تتزعم هذا النوع من الدول، وأستراليا وكندا، وروسيا، وجنوب أفريقيا، وإمارات الخليج ربما باستثناء عمان والسعودية.

النوع الاول : دول بلا تاريخ لكن حاضرها مزدهر .
الأمريكيون لا تاريخ لهم ليعتزوا به أو يتباهوا ببطولاته، فتاريخهم لا يمتد سوى قرنين من الزمن، كانوا قبلها مجرد عبيد ورعايا للملك الإنجليزي، وكانوا سيظلون على تلك الحال لولا اندلاع الثورة الأمريكية والاستقلال من إنجلترا، إن تاريخ أمريكا يبدأ بجورج واشنطن وثورة الإخوة الماسونية الأولى على إنجلترا، لم تكن قبل ذلك إلا مستعمرات تكدح وتزرع كي تعيل الإنجليز وتملأ خزائن الملك الإنجليزي بالذهب، وقبل ذلك لم تكن سوى غابات وأدغال، وأستراليا ليس لها تاريخ، ولم تقم حاضرها على تراث تاريخها، إذ إنها لم تتطور من البدائية التي عاشها سكانها الأصليون، إلى دولة مزدهرة ومتطورة كما هي الآن، إن تاريخها يبدأ برعاة البقر الإنجليز وصائدي الجواميس، وحاضرها يبدأ بالاستقلال عن إنجلترا.

روسيا تاريخها ليس مغرقًا في القدم، إذ لا حضارة لها، ولم تقم أسس دولتها إلا قبل ثلاثة قرون أو أربعة، حين أسست إمبراطوريتها الإقطاعية، معتمدة على الزراعة، لم تكن بحد ذاتها إلا إقطاعيات يتملكها النبلاء ولم يكن مواطنوها الآخرون إلا عبيدًا وأقنانًا يتملكهم النبلاء ويتصرفون بهم كيفما شاؤوا. لا حضارة تاريخية للروس ولا مكان لهم في معجم التاريخ العتيق. هذا لم يمنع أن تنشأ إحدى أقوى الدول في العالم المعاصر.

كندا أيضًا تشبه أمريكا وأستراليا بدأ تاريخها باستقلالها من المستعمرين، أما إمارات الخليج فتاريخهن الحضاري هامشي نوعًا ما، إذ لا إرث حضاري عتيق أو منجزات حضارية قديمة لهن، فتاريخهن في العصر الإسلامي يثبت تخلف وهمجية البدو الذين كانوا فيهن، أما حاضرهن فيبدأ قبل نصف قرن ليس إلا، لم تكن الإمارات قبل بضعة عقود إلا شتاتًا من القبائل البدوية المتنقلة ولفيفًا من قرى الصيادين البائسة، ومثلها قطر والبحرين والكويت، غير أن حاضرهن يعد زاهيًا وبهيًا.
بكل ما للكلمة من معنى،

النوع الثاني : دول لها تاريخ ولا حاضر لها
من الدول تلك التي لها تاريخ ولا حاضر لديها، اليمن والعراق ومصر وسوريا خير نموذج على هذا النوع من الدول، التي انشغلت بالتباهي بتاريخها ولم تلتفت لحاضرها قط. فأحفاد الفراعنة وأحفاد التبباعة وأحفاد بابل وأحفاد حنبعل، لم يصنعوا لأنفسهم شيئًا يزين حاضرهم. وظلوا يتحدثون عن تاريخهم كأنهم من صنعوه وكأنه من سيصنع مستقبلهم. غير أن الحقيقة هي أن الفراعنة بكل كبريائهم وجبروتهم وعظمة سلطانهم لم يغنوا شيئًا عن أحفادهم المشردين المعذبين المنفيين في بلاد الله الواسعة يبحثون عن رزقهم وقوت أبنائهم،

وأسلافنا نحن تببابعة حمير وملوك سبأ وأقيال معين بكل زخم تاريخهم، ومعهم ملكة سبأ التي يراد إلحاقها ظلمًا بالحبشة، وسميي سيف بن ذي يزن وكل عفاريته ما صنعوا لنا شيئًا رغم تباهينا بهم وحديثنا الدائم عنهم، والضحك على جيراننا الخليجيين بأنهم لا يملكون رجالًا مثلهم، فها نحن ذا نبصر بحقد الراعي الإماراتي يعيش بثراء شيخ يمني وها نحن ذا نرى أنفسنا مهوى لصدقات وهبات الجميع، ونرى أنفسنا نتسول حتى أمننا وحياتنا من هؤلاء الذين قلنا لهم إنهم بلا تاريخ، إن تاريخنا لم يغن عنا شيئًا؛ لأن التاريخ كما قلت لن يصنع الحاضر ولن يبني المستقبل،

إنه أفيون يمنحنا النشوة ويملؤنا بالاتكال، لكنه لن يحمل عنا الطوب ويبني لنا المستقبل، إن حاضرنا مدمر ومستقبلنا لا محل له من الإعراب، وتاريخنا بحد ذاته أتى عليه الحاضر البائس وأحاله حطامًا. ولن أضطر للحديث عن سوريا والعراق والمغرب العربي، فالحال واحد. حيث برزت زنوبيا وحيث نشأ هاني بعل، وسرجون ونبوخذ نصر، وسيف بن ذي يزن، وعشرات الجهابذ المنقوشين على صفائح تاريخنا.

النوع الثالث : لها تاريخ زاهر وحاضر مزدهر
من الدول وهي تلك التي تملك التاريخ الزاخر بالحضارة والمنجزات الحضارية، وفي الوقت ذاته نجمها الحضاري يتلمع في سماء الحاضر، خذ إيطاليا وإنجلترا وإسبانيا والصين واليابان، ودولًا أخرى لا حصر لها.


ما هو اطول حصار في التاريخ
مفهوم الحصار تتنوَّع معاني وأنواع الحصار في اللغة، والاصطلاح، كما تختلف أنواع الحصار، ومُدَّته، وقُوَّته، ونتائجه، وأهدافه، على مَرّ العصور، حيث كانت هذه الكلمة تُستخدَم بمعنى ما يُقيَّد به الشيء، فيُقال: "شدَّ الدابَّة بالحِصار"؛ أي بالقَيد، والرِّباط، والوثاق، ويُقال: "حِصارُ القلعة مُرتفِع"؛ أي سورُها طوله مُرتفِعٌ.
أمّا مفهوم الحصار اصطلاحاً؛ فهو عمل عسكريّ يهدف إلى عَزل العدوّ عن محيطه، وذلك بقَطع الإمدادات، ووسائل الاتّصال عنه بشتَّى الطُّرُق، سواء كانت عن طريق البحر، أو الجوّ، أو اليابسة، كما أنّه من الممكن أن يكون في حصن أو منطقة مُحدَّدة، وقد تَجِد من يَفرضُ الحصارَ على منطقة، أو شعب من الشعوب، فيمنعُ عنه المُؤَن، والاتّصالات، والسَّفَر برّاً، وجوّاً، وبحراً، إضافة إلى أنّ مفهوم الحصار قد يقتصر على الحصار البحريّ، أو الجوِّي، وقد يجمعهما معاً.
تختلف وجهات النظر حول الحصار محلّياً، ودوليّاً، وتتنوَّع التفسيرات المُتعلِّقة به من فئة إلى أخرى؛ فمن منظور سياسيّ، يُعتبَر الحصار تغيُّراً جذريّاً في بروتوكولات التعامُل الدوليّ، ووسائله، وهو من منظور اجتماعيّ، وسيلة لقَتْل الناس جوعاً، وإخضاع إرادتهم، والتضييق عليهم بكافَّة السُّبُل.
أطول حصار في التاريخ تعدَّدت الهجمات على سواحل البحر الأبيض المُتوسِّط؛ لأهمِّية موقعه الاستراتيجيّ، وذلك منذ أوائل القرن الخامس عشر، وحتى نهايات القرن السادس عشر، ومن أهمِّ تلك المُواجهات، الحرب التي اندلَعَت بين الإمبراطوريّة العُثمانيّة، ونظيرتها في البندقيّة، وتحديداً حصار مدينة كاندية، التي كانت تتمتَّع بموقع استراتيجيّ على سواحل البحر الأبيض المُتوسِّط.
بدأت قِصَّة هذا الحصار في عام 1644م، عندما هاجم فرسان الأسبارتيّة (وهم فرقة عسكريّة صليبيّة) إحدى السُّفُن العثمانيّة، ونَهبوا ما فيها من كنوز، كما أَسروا حريم السُّلطان اللواتي كُنّ على مَتْن السفينة، ثمّ أخذوهنّ إلى القُسطنطينيّة، وقد كان هذا سبباً كافياً لتبدأ الإمبراطوريّة العثمانيّة حرباً واسعة النِّطاق؛ فبدأت هجومها على جزيرة كريت، وفرضَت سيطرتها على مدينة خانية، وريثيمنو، وخلال شهرين وقعت جزيرة كريت بأكملها تحت سيطرة العثمانيِّين.
ظلّت أنظار العثمانيِّين مُتَّجهة نحو مدينة كانديةح ففي الأوّل من شهر أيّار عام 1648م، بدأ العثمانيُّون حملتهم الواسعة لمُحاصَرة المدينة بعد أن طوَّروا خطوط الحصار، والاتّفاقيات؛ وذلك لقَطْع الإمدادات كُلِّها عن المدينة، وعلى الرغم من أنّ سُكَّان البندقيّة طلبوا إرسال المساعدات، والإمدادات إليهم من الدُّول الأوروبِّية المجاورة، إلّا أنّهم لم يحظَوا منها بشيء؛ لأنّ الدُّول الأوروبِّية كانت مُنهَكة من توالي الحروب عليها، وكان لإنجلترا وهولندا اتِّفاق تجاريّ مُسبَق مع العثمانيِّينن وكَرَدٍّ على الحصار، قطعت البندقيّة الإمدادات عن الجيوش العثمانيّة في عام 1649م، إلّا أنّ العثمانيِّين اهتمّوا بزيادة التعزيزات، والمعونات لحملتهم، فاستعاد الجيش قوّته، وفَرَض حصاره من جديد، واستمرَ في هجماته المُتكرِّرة وقَصْفه للمدينة لمدّة 16 عاماً، ومن الجدير بالذِّكر أنّ مزيداً من الإمدادات، والتعزيزات وصلَت إلى الجيش العثمانيّ بعدها، مصحوبة مع الوزير الأوَّل المُشرِف على هذا الحصار.

مع بداية المرحلة الأخيرة من الحصار، خَسِر الجيش العثمانيّ أكثر من 70 ألفاً من جنوده خلال عامين، وذلك أثناء محاولاتهم لاختراق الجدران، والحصون، علماً بأنّ خسائر المدافعين كانت تزيد عن 29 ألفاً أثناء تَصدِّيهم للهجمات العثمانيّة المُتكرِّرة،وبالرغم من ذلك، قدَّم العثمانيِّون معاهدة سلام وهُدْنة في عام 1668م، تقضي بأن يحتفظَ أهل البندقيّة بنصف جزيرة كريت لهم، إلّا أنَّهم رفضوا ذلك العَرْض، حيث كان أملهم بخسارة العثمانيِّين وانسحابهم كبيراً، خاصَّةً بعد وُصول الدفعة الأولى من الإمدادات الفرنسيّة التي كانت تحوي أكثر من 6 آلاف جنديّ، وأكثر من 30 سفينة رسَت على موانئ الجزيرة، وعلى حين غِرَّة، شَنّ الجنود الفرنسيِّون غارة مُفاجِئة على خطوط الدفاع العثمانيّة، ممّا أدّى إلى هزيمتهم من الضَّربة الأولى، إلّا أنّ العثمانيِّين استعادوا قوَّتهم، واستطاعوا أن يُغيِّروا قواعد اللعبة لصالحهم من جديد، وبعدها وصلَت الدفعة الثانية من الإمدادات التي عزَّزت القُوى الدفاعيّة للفرنسيِّين، وشَنُّوا قَصْفاً مدفعيّاً على خطوط الدفاعات العثمانيّة باستخدام 15 ألف قذيفة لم تكن ذات جدوى، حيث ألحقت الأضرار بالسُّفُن الفرنسيّة، إلى أن تدمَّرت إحداها بالكامل.

مع طول فترة الحصار، وإنهاك المقاتلين، ونَقْص المُؤَن، وتوالي الهزائم، والانكسارات، وانتشار الأمراض، والأوبئة، قرَّرَ الفرنسيّون الرحيلَ بسُفُنهم عن مدينة البندقيّة، والتخلِّي عن هذه المعركة، ليشُنَّ العثمانيّون بعدها بخمسة أيّام هجوماً جديداً استطاعت القُوّات الفرنسيّة التصدِّي له، إلّا أنّ قائد الدفاع في كاندية، لم يَعُد لديه سوى 3500 جنديّ مقاتل، فأيقن أنّ هذه الإمكانيّات محدودة، ولن تستطيع الصمود والتصدِّي للحصار فترة أطول، وفي 27 من شهر أغسطس عام 1669م، قرَّر المدافعون عن مدينة كاندية الاستسلام للقُوَّات العثمانيّة، بعد قتال وحصار فَرَضته الإمبراطوريّة العثمانيّة، حيث دام لمدّة 22 عاماً تقريباً، وهو لا يزال من أطول، وأصعب حملات الحصار، إذ انتهى عندما أعلنَ القائد موروسيني الاستسلام للوزير الكبير أحمد الكوبريلي،

وتمَّ توقيع اتّفاقية سلام ضَمِنَت للمواطنين حقَّ مُغادَرة المدينة، والاحتفاظ ببعض الجُزُر، والحصون، وجزء كبير من بحر إيجة، ممّا جعل البندقيّة تحظى ببعض السيطرة على التجارة البحريّة إلى موانئها في البحر الأبيض المُتوسِّط.
أشكال الحصار تتعدَّد أشكال الحصار، ووسائله؛ فالحصار قد يكون اقتصاديّاً، أو بحريّاً، أو عسكريّاً، حيث يُعرَّف الحصار الاقتصاديّ بأنّه: التضييق على بلد من البلدان بمُختلَف الوسائل؛ وذلك عن طريق مَنْع التعامُل معها تجاريّاً، أمّا الحصار البحريّ، فيتمّ تعريفه بأنّه: سدُّ الطُّرُق البحريّة، ومَنْع وصول الذخائر والمُؤَن إليها، وفيما يتعلَّق بالحصار العسكريّ، فإنّ تعريفه قد يتمثّل بكونه تطويق الجيوش للمُدُن، أو الأهداف العسكريّة؛ بهدف دَفْع أهلها إلى الاستسلام، وذلك عن طريق قَطْع وسائل الحياة، والاتِّصالات عنها.
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى