مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* كل شريعة سماوية تنسخ ما سبقها

اذهب الى الأسفل

*  كل شريعة سماوية تنسخ ما سبقها Empty * كل شريعة سماوية تنسخ ما سبقها

مُساهمة  طارق فتحي الجمعة أغسطس 26, 2016 7:46 pm

كل شريعة سماوية تنسخ ما سبقها
الله عز و جل هو الذي خلق الكون وما فيه وأوجد كل ما هو موجود ويدبر أمور الكون كله وما فيه ومنه الناس. وقضاؤه و قدره عادل وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون. لهذا من حق الله تعالى وقدرته وتصرفه بعث الرسل وإنزال ما يشاء من الشرائع للناس في إطار تنظيم حياتهم وابتلائهم وامتحانهم، ومن قضاء الله وقدره نسخ الشرائع ببعضها ونسخ الآيات ببعضها داخل الشريعة الواحدة حسب ما يراه صالحا لعباده وتطور البشرية والنظام التربوي التدريجي الذي أراده للناس وحسب ظروف التخفيف عنهم. والأدلة منها الحج 52 " وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم " والنحل 101 " وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون " والبقرة 106 – 107 " ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض و ما لكم من دون الله من ولي ولا نصير " والرعد 39 " يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب " . فكل الكتب السماوية التي انزلها الله تعالى لها أصلها في اللوح المحفوظ في السماوات عند الله عز وجل. والإسراء 86 " ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلا " والزخرف 2 – 4 " والكتاب المبين إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم " والشورى 24 " أم يقولون افترى على الله كذبا فإن يشأ الله يختم على قلبك ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلماته إنه عليم بذات الصدور " والمائدة 101 "يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم عفا الله عنها والله غفور حليم قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين " . أكد الله تعالى أن القرآن أحسن شريعة أنزلها للناس لقوله في الزمر 55 " واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون " والأعراف 3 " اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء " . هذا دليل على بطلان التوراة والإنجيل وغيرهما لأن الله تعالى أمر باتباع القرآن وحده والدليل والبرهان المؤكد عدة آيات منها الأعراف 156 – 157 " و رحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف و ينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون " والنور الذي انزله الله هو القرآن الكريم وقد جعل الله تعالى الالتزام به شرطا للفوز في ابتلاء وامتحان الدنيا وبرحمة الله تعالى وجنته.
الله تعالى هو الذي أنزل التوراة والإنجيل وقد أخبر الناس أنه ذكر فيهما خبرا عن نزول رسالة القرآن بعدهما ولسنا في حاجة إلى الاستشهاد بالنص المتعلق بهذا الإخبار في التوراة والإنجيل للناس لأن القرآن بين أيديهم وهو حجة من الله تعالى وكلامه الصدق والحق. فتدبروا أيها النصارى واليهود الأعراف 156 – 157 وغيرها واتبعوا القرآن الذي أنزله الله إليكم و إلى كافة الناس، والدليل الأعراف 158 " قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون " و اتباع الرسول هو اتباع القرآن لأنه ملزم بأمر من الله تعالى هو أيضا باتباع القرآن وسوف أبين الأدلة على ذلك فيما بعد. فالنصارى و اليهود بشر من الناس ملزمون بالقرآن و هل هناك من يثبت عكس هذه الحقيقة.
فالقرآن أبطل به الله تعالى وألغى صلاحية ومفعول التوراة والإنجيل لأنه جعل الإيمان بالقرآن والعمل بأحكامه شرطا للإيمان والفوز في امتحان الدنيا والنجاة من عذاب الله في الدنيا ونار جهنم في الآخرة . والدليل المائدة 15 " يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين " فالقرآن منزل لليهود والنصارى مثل كافة الناس أليس هذا دليلا على إلغاء وإبطال صلاحية التوراة والإنجيل وأن الشرع السماوي الوحيد الذي له مفعول وصلاحية منذ القرن السادس الميلادي إلى ما شاء الله تعالى هو القرآن . والدليل محمد 1- 3 " الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم والذين آمنوا وعملوا الصالحات وأمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم كذلك يضرب الله للناس أمثالهم " والممتحنة 1 " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق " . والمائدة 48 " وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة و لكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون " . هذه الآية أمر فيها الله تعالى بتطبيق أحكام القرآن على أهل الكتاب أي النصارى واليهود لأنهم ملزمون به مثل كافة الناس وبين الله تعالى أن كل أمة لها شرعها وكتابها السماوي الخاص بها الذي هو مادة ابتلاء وامتحان لها في المدة الزمنية التي أرادها الله تعالى و تحاسب أمام الله طبقا لأحكامه.
وكل شريعة تنسخ ما سبقها . والقرآن في هذه الآية مصدق للكتب السابقة بمعنى أنه يضم أحكاما مشتركة بين الكتب السابقة ، والقرآن هو المهيمن على كل الكتب السابقة بمعنى أنه هو الملزم للناس و كل ما يخالفه من أحكام الشرائع السابقة باطل وملغي وغير ملزم للناس. لهذا فالقرآن مهيمن على التوراة والإنجيل بمعنى أن كل حكم شرعي فيهما باطل وملغي إذا كان مخالفا لأحكام القرآن الكريم لقد أضل بعض المغرضين كثيرا من الناس بتفسيرهم الخاطئ لمقطع من سورة المائدة 48 وهو " لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا و لو شاء الله لجعلكم أمة واحدة و لكن ليبلوكم في ما آتاكم " وهدفهم تبرير أديان الكفر كالمسيحية بفروعها واليهودية والبوذية والهندوسية وغيرها. و أبين عدم صحة هذا التفسير فأقول بان تفسير هذا المقطع المذكور مرتبط بسياق الآية التي ورد فيها وبآيات القرآن الأخرى وقد ذكرت المائدة 48 سابقا. وقد أمر فيها الله عز و جل الرسول بتطبيق القرآن على اليهود والنصارى مثل كافة الناس، وأكد بأن القرآن في أعلى درجة الإلزام التشريعي بحيث كل ما يخالفه من التوراة والإنجيل والشرائع السابقة فإنه باطل وملغي بدليل عبارة ومهيمنا عليه الواردة في المائدة 48. وأكد الله تعالى في هذه الآية أنه لم يجعل الناس منذ آدم حتى الآن أمة واحدة بل قطعهم إلى أمم متعددة لكل أمة كتاب ورسول يبلغه للناس، كل شريعة وأمة تنتهي مدتها وصلاحية كتابها بنزول كتاب آخر حسب المدة الزمنية التي أرادها الله تعالى. والأمة التي أرادها الله منذ القرن السادس الميلادي إلى ما شاء الله هي أمة القرآن. ومن الأدلة الحج 34 " و لكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فإلهكم إله واحد فله أسلموا " والحج 67 " لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه فلا ينازعنك في الأمر وادع إلى ربك إنك لعلى هدى مستقيم " والرعد 30 " كذلك أرسلناك في أمة قد خلت من قبلها أمم لتتلوا عليهم الذي أوحينا إليك " وهو القرآن الكريم. و البقرة 134 " تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون " و البقرة 141 " تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون " ويتعلق الأمر بأمة التوراة و أمة الإنجيل حيث أكد الله تعالى وهو الصادق والحق والعدل أنهما زالتا من الدنيا وانتهت صلاحية ومفعول التوراة والإنجيل بنزول القرآن.
فالشرائع متعددة بتعدد الرسل عليهم صلاة الله وسلامه والأمم ولكن دين الله واحد هو الإسلام فكل الأمم قد خلت وحلت محلها أمة القرآن الذي انزله الله عز و جل لكافة الناس في الكون ومنهم النصارى واليهود. والمائدة 49 تأكيد للحكم الشرعي الوارد في المائدة 48 حيث قال فيها الله تعالى " و أن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك " وما أنزل الله تعالى لرسوله محمد بن عبد الله عليه و على كل الرسل صلاة الله وسلامه هو القرآن . والدليل عدة آيات منها مثلا طه 2 " ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى " والنمل 1 – 3 " طس تلك آيات القرآن وكتاب مبين هدى وبشرى للمؤمنين الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون " والسجدة 2-3 " تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين أم يقولون افتراه بل هو الحق من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون " ويس 2-5 " والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم تنزيل العزيز الرحيم " والزمر 1-2 " تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين " . فالله تعالى هو الذي أنزل التوراة والإنجيل وهو المختص قطعا في إبطالهما وإلغائهما بالقرآن لهذا فإن المائدة 48 – 49 والأعراف 158 وآيات القرآن الأخرى قد عدلت مضمون آيتي المائدة 42-43 وفسرت لنا المائدة 68 بحيث أمر الله أهل الكتاب بالاعتراف بإخباره تعالى في التوراة والإنجيل عن رسالة القرآن وأمرهم بالالتزام بها لأنه منزل لهم مثل كل الناس.
وأوجه نداء إلى المسلمين واليهود والنصارى وكل الذين يعتنقون ديانات مخالفة لدين الله الحق الإسلام بأن لا يعتمدوا على ما يكتبه علماء الكفار عن القرآن والسنة النبوية لأنهم يحرفون حقائق القرآن لتأييد أديان الكفر والقضاء على الإسلام.وكمثال سمعت وشاهدت أحدهم في قناة تلفزيونية يومه الثامن جمادى الأولى 1430 يتكلم عن تفسير القرآن وترجمته إلى اللغة الألمانية . وأكد صراحة أنه مؤمن بالله ولكنه غير مؤمن بالقرآن مدعيا أن فيه سلبيات لا تعجبه فهذا الإدعاء كفر. وكيف يؤمن بالله تعالى ويكفر بكلام الله وشرعه الحق وهو القرآن، الذي أنزله لكافة الناس في الكون . فاحذروا علماء الكفار الذين يتآمرون على القرآن لتبرير كفرهم وتدعيم تحريفهم للتوراة والإنجيل ومنع الناس من اعتناق دين الله الحق الإسلام بتعاون مع الكنيسة ورجالها مقابل امتيازات ومصالح مادية وسياسية وللقضاء على الإسلام والسيطرة والاستيلاء على خيرات المسلمين وموارد دار الإسلام.وأحيلكم على البحث الذي نشرته حول قواعد فهم القرآن . فالشرط الأساسي لفهمه أن يكون المفسر له مؤمنا صادقا متقيا وعالما وأن تفسر الآية في محورها وسياقها وأن تقارن بكل آيات القرآن الأخرى لأن القرآن يفسر بعضه بعضا ولأن الله تعالى نسخ آيات كليا بآيات أخرى وعدل آيات جزئيا بآيات أخرى . لهذا لا يجوز شرعا تحديد حكم الآية الشرعي إلا بعد مقارنتها بكل آيات القرآن الأخرى . فاحذروا أيها المسلمون تحريف الكفار للقرآن والسنة.

الأحكام المشتركة بين الشرائع السماوية
مُساهمة طارق فتحي في الإثنين 8 ديسمبر 2014 - 17:39


سوف أبين بعض هذه الأحكام الشرعية حسب ما استطعت تدبره في القرآن الكريم لأني لم أتمكن من الاطلاع على محتويات الشرائع السماوية السابقة لمقارنتها. سيقول البعض بأن هذه المقارنة غير ممكنة مادامت الشرائع السابقة غير متوفرة لدينا وأجيب بتأكيد صادق أن هذه الأحكام المشتركة بين الشرائع السابقة منها ما بينه لنا الله تعالى في القرآن. وبما أنه هو الذي أنزل الشرائع السابقة والقرآن وبما أنه الصادق والحق فإنه المرجع الحق لمعرفة الأحكام المشتركة بين الكتب المنزلة على الرسل. و كل شريعة نسخت ما قبلها و أول حكم شرعي مشترك بينها عبادة الله عز و جل والإسلام له وحده دون شريك له والتدين بدين الله الحق الإسلام، والأدلة على هذه الحقيقة كثيرة منها الشورى 13 " شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه " والنحل 36 " ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت " فـدين الله تعالى الحق واحد هو الإسلام في كل الشرائع السماوية ومنها التوراة والإنجيل. ولكن علماء أهل الكتاب حرفوا التوراة والإنجيل ووضعوا أديانا خاصة بهم وأسسوها حسب هواهم ومصالحهم لتحقيق مكاسب مالية وسياسية. والدليل على أن الإسلام دين الله الحق في كل الشرائع السماوية ما يلي: يس 60-61 " ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم " والبقرة 21 " يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم و الذين من قبلكم لعلكم تتقون " وآل عمران 19 " إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب " والبينة 1 – 8 " لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة رسول من الله يتلوا صحفا مطهرة فيها كتب قيمة وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة و ما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه " . إن هذه السورة تؤكد أن أهل الكتاب ملزمون بعبادة الله وحده طبقا للبينة التي أنزلها الله على رسوله محمد وهي القرآن . ولكنهم يعبدون تمثال المسيح عيسى بن مريم ويعبدون المال وهوى النفس والشياطين والأضرحة لهذا قال الله تعالى في سورة يونس 104 " قل يا أيها الناس إن كنتم في شك من ديني فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله و لكن أعبد الله الذي يتوفاكم و أمرت أن أكون من المؤمنين " الأنعام 56 " قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله قل لا أتبع أهواءكم قد ضللت إذاً و ما أنا من المهتدين " و سورة الكافرون 1 – 6 " قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم ولي دين " فدين الرسول محمد عليه وعلى كل الرسل صلاة الله وسلامه هو الإسلام لله وحده أما دين الكفار فهو عبادة الصليب والهوى والمال والشهوات والرهبان والباباوات. قول الله تعالى في سورة الكافرون لكم دينكم ولي دين لا يعني أنه شرع لهم دينا خاصا بهم أبدا بل دينهم من وضعهم و تأسيس علمائهم تحريفا للتوراة والإنجيل وهو دين كفر بينما الدين الحق الذي شرعه الله تعالى للناس كافة في الكون هو الإسلام لله وحده وعبادته طبقا لمناسك الشريعة ذات الصلاحية والمفعول و الإلزام منذ أكثر من أربعة عشرة قرنا وهو القرآن فهذا ما قال الله تعالى لرسوله محمد في آل عمران 20 " فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله و من اتبعن وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا " والزمر 13-15 " قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم قل الله أعبد مخلصا له ديني فاعبدوا ما شئتم من دونه قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين " . وآل عمران 83 " أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا و كرها وإليه يرجعون " وآل عمران 85 " ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين " والنصر 1 – 3 " إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا ".
والمائدة 3 " اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم و اخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا " والنساء 125 " ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا و اتخذ الله إبراهيم خليلا " ولقمان 22 " ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى وإلى الله عاقبة الأمور " والفتح 28 " هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله و كفى بالله شهيدا " والصف 9 " هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون " .
فكل الرسل دعوا إلى دين الله الحق الإسلام . والدليل الأنبياء 25 " وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون " والزخرف 45 " واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمان آلهة يعبدون " والروم 30 " فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم، ولكن أكثر الناس لا يعلمون " والمائدة 72 " لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار " .طبعا إذا تاب المشرك لله توبة نصوحا نهائية وصادقة حتى الموت وآمن وعمل صالحا واتقى يدخل الجنة.
إن عبادة الله وحده هي الالتزام بالكتاب المنزل في مدة صلاحيته ومفعوله التي حددها الله تعالى لهذا قال الله تعالى في سورة الذاريات 56 " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " وآل عمران 79 " ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله " وآل عمران 80 " ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون " وآل عمران 144 " وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين " والتوبة 31 " اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون " فأهل الكتاب كفار ما لم يؤمنوا بالقرآن وما لم يعملوا بأحكامه قولا وعملا سرا وعلانية ولو ادعوا الإيمان بالله وتدينوا بأديانهم المخالفة لدين الله الحق الإسلام، ومصيرهم جهنم، ومنهم من يدعي أن المسيح عيسى بن مريم هو الله والرب يحبون المسيح ويعبدون الصليب والرهبان ورجال دينهم كالباباوات الذين يعتبرونهم واسطة بينهم وبين المسيح، ويقولون أن المسيح هو الرب فيتبعون ما نسبه إليه علماؤهم كذبا ويدعون أن المسيح صلب وقتل وهذا غير صحيح نهائيا بل مات وبعثه الله ورفعه الملكان إليه في الجنة. و أقول للنصارى واليهود فإذا كان المسيح ربا كما تعتقدون فلماذا صلب وقتل كما تدعون لو كان عيسى ربا لما استطاع أحد أن يمسه بسوء وإذا كان فعلا ربا فما هي مظاهر تصرفه في الكون وأين هو. فهذا الادعاء من طرف أهل الكتاب دليل على أن المسيح ليس ربا بل الله تعالى خلقه وبعثه رسولا للناس وأنزل عليه الإنجيل ولكن أنزل القرآن ناسخا للإنجيل والتوراة وكل الشرائع السابقة.
إن النصارى واليهود كفروا وكتبوا أقوالا نسبوها لرسول الله عيسى وهي مخالفة للإنجيل وفعلوا نفس الشيء في السنة النبوية المحمدية حيث نسبوا للرسول محمد أقولا و أفعال كذبا لتحريف القرآن الكريم. فاحذروا أيها المسلمون الكذب على رسل الله عليهم صلاة الله وسلامه ولا تتبعوا ما نسب للسنة النبوية إذا كان مخالفا للقرآن.
وأبين أدلة تشهد على أن دين الله الحق هو الإسلام منذ آدم إلى رسالة القرآن ومنها شهادة الرسل والأنبياء التي رواها لنا الله تعالى في القرآن . ومنها يونس 71 – 72 " واتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم و شركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي ولا تنظرون فإن توليتم فما سألتكم من أجر إن أجري إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين " وقول نبي الله سليمان عليه السلام في النمل 31 " ألا تعلوا علي واتوني مسلمين " وذلك في رسالته التي وجهها لقوم سبأ الذين كانوا مشركين بالله ولما حضرت حاكمة سبأ عنده أسلمت والدليل النمل 44 " قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين " وقال نبي الله إبراهيم عليه السلام في البقرة 128 " ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم " والبقرة 131 " إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين " والبقرة 132 " ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون " . وعاتب الله تعالى اليهود والنصارى عن تحريف التوراة والإنجيل في سورة آل عمران 67 " ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين " وقال الله تعالى على لسان سحرة فرعون لما أبطل سحرهم بواسطة نبيه موسى عليه السلام في الأعراف 125 – 126 " قالوا إنا إلى ربنا منقلبون وما تنقم منا إلا أن آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين " وقال الله عز وجل على لسان موسى عليه السلام في يونس 84 " وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين " وقال الله تعالى في المائدة 111 " وإذ أوحيت إلى الحواريين آن آمنوا بي وبرسولي قالوا آمنا واشهد بأننا مسلمون " ويتعلق الأمر برسول الله عيسى بن مريم عليه السلام.
وفي القرن السادس الميلادي أي منذ أكثر من أربعة عشرة قرنا أنزل الله عز و جل رسالة القرآن على رسوله محمد بن عبد الله عليه وعلى كل الرسل صلاة الله وسلامه، فنسخ بها كل الشرائع السابقة ومنها الثورات والإنجيل. فالقرآن شريعة سماوية متكاملة يضم الأحكام التشريعية المنظمة لمختلف جوانب الحياة البشرية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدينية وهي صالحة لكل زمان ومكان والدليل عدة آيات منها النحل 89 " ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين " والقصص 53 " وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين " . فكل الشرائع السماوية ومنها التوراة والإنجيل دعت إلى عبادة الله تعالى وحده وكل الرسل عبدوا لله وحده ودعوا إلى عبادته وحده طبقا لأحكام ومناسك الشرائع التي بلغوها للناس ومنهم موسى والمسيح عليهما السلام. ومن الأحكام المشتركة بين الشرائع السماوية أنها كلها مادة ابتلاء واختبار وامتحان للأمم التي أنزلت إليها، وكل شريعة لها مدتها الزمنية التي حددها الله تعالى وهي مدة صلاحيتها ومفعولها وإلزامها، وكل الشرائع السماوية أكدت قاعدة شرعية هي أن كل إنسان ولو الرسل والأنبياء وأولي الأمر في دار الإسلام مسؤول عن عمله وقوله وتفكيره سرا وعلانية وكل إنسان مجبر بالالتزام بأحكام الشريعة ذات الصلاحية والإلزام في المدة الزمنية التي حددها لها الله تعالى و الدليل على أن الشرائع السماوية نظام استخلاف للناس وابتلاء وامتحان لهم ما يلي العنكبوت 2 – 3 " أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين " والمائدة 48 " لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون " لكل أمة أنزل الله شريعة هي مادة ابتلائها وامتحانها تحاسب عن أعمالها طبقا لها. والأعراف 168 " وقطعناهم في الأرض أمما منهم الصالحون ومنهم دون ذلك و بلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون " والأعراف 94 " وما أرسلنا في قرية من نبي إلا أخذنا أهلها بالبأساء والضراء لعلهم يضرعون " وللمزيد حول ابتلاء الله عز وجل للناس راجع أخي المحترم البحث الذي نشرته في موقعي بالإنترنت حول موضوع من هو الله تعالى وأين هو.
و من الأحكام المشتركة بين الشرائع السماوية إقامة العدل بين الناس طبقا لما شرعه الله عز وجل لهم والدليل الحديد 25 " لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز " والبقرة 213 " كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه " والنحل 90 " إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي " والنساء 58 " إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل " والنساء 105 " إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما " و المائدة 48 " فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق " و المائدة 49 " وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك ".أمر الله عز وجل بالحكم بين الناس بشرعه لأن شرعه هو العدل والحق. وبتطبيق منهج الله تعالى يتحقق العدل بين الناس. ومن الأحكام المشتركة بين الشرائع السماوية أنها حجة على الأمم التي أنزلها لها الله عز وجل والدليل النساء 165 " رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما " . الرسل يشهدون أمام الله تعالى يوم الحساب على أنهم بلغوا الشرائع السماوية للناس فلا يمكنهم الاعتذار عن عدم التبليغ. والمزمل 15 " إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولا " والفتح 8 " إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا " والأحزاب 45-46 " يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا " . لكن الرسل لا يكونون سراجا منيرا للناس إلا بالشرائع المنزلة عليهم. وقال الله تعالى عن المسيح عيسى بن مريم في النساء 159 " و يوم القيامة يكون عليهم شهيدا " بمعنى أنه يشهد على أهل الكتاب أنه بلغ لهم الإنجيل ليلتزموا به قبل نزول القرآن.
والأنعام 83 " وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه " وهي الشريعة التي أنزلها الله تعالى عليه ليبلغها للناس. والنحل 89 " ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى و رحمة وبشرى للمسلمين " والحج 78 " وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير " .فالأمة الإسلامية بعد الرسول مكلفة من الله تعالى بتبليغ القرآن وتفسيره للناس والدعوة إلى الله تعالى، وبذلك تكون حجة يوم الحساب أمام الله عز و جل حيث تشهد أنها بلغت القرآن وفسرته للناس في الكون وهذا التبليغ واجب فرضه الله عليها.
ومن الأحكام المشتركة بين الشرائع السماوية التي أكدها الله سبحانه وتعالى في القرآن التوبة والمغفرة عن الذنوب والسيئات إذا تحققت التوبة النصوح الصادقة النهائية حتى الموت دون عودة لمخالفة شرع الله تعالى. والأدلة فصلت 43 " ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة و ذو عقاب أليم " . فالتوبة نعمة أنعم بها الله تعالى على كل إنسان مرة في العمر فقط بشروط هي أن تكون مرة واحدة في العمر وبشرط أن تتجسد عمليا في الإيمان والعمل الصالح والتقوى حتى الموت لقوله تعالى في آل عمران 102 " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته و لا تموتن إلا و أنتم مسلمون " و أن لا يعود التائب إلى مخالفة القرآن و ارتكاب الذنوب و السيئات. إذا تحققت هذه الشروط في التوبة يبدل الله تعالى سيئات التائب حسنات و يدخله الجنة مثل باقي المؤمنين الصالحين المتقين. و لكن من عدل الله تعالى أنه لا يظلم فالتائب الذي ينقض ويخالف شروط التوبة ويعود للسيئات يضاعف عليه الله تعالى ما سبق ارتكابه منها ولا يتوب عليه مرة ثانية. ولكن يوم الحساب يحاسبه على كل أعماله و يوضع له ميزان الحسنات والسيئات لأنه قد يعود لاتباع شرع الله ويكسب الحسنات رغم مخالفته شروط التوبة باستثناء الإنسان الذي يموت على الكفر، فقد قرر الله تعالى له جهنم. وأعماله في الدنيا باطلة ولا يقام له ميزان أعماله.
سوف أبين الأدلة الشرعية في النقطة المتعلقة بالكفر وجزائه. فاصبروا وثابروا واستمروا على التقوى أيها التائبون لتستفيدوا من امتياز نعمة التوبة التي جعلها الله تعالى حكما شرعيا لكل الأمم وفي كل الشرائع والكتب السماوية. ولكن لا تتبعوا الذين كذبوا على الله تعالى ورسوله ليضلوا الناس ويحققوا مصالحهم السياسية والاقتصادية. فالصلاة من الجمعة إلى الجمعة والعمرة إلى العمرة وصوم يوم عاشوراء لا يغفر الذنوب والسيئات أبدا. و لقد جعل الله عز وجل التقوى حتى الموت الشرط الأساسي لمغفرة الذنوب والسيئات وقبول توبة التائب.والأدلة كثيرة منها الأنفال29 " يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا و يكفر عنكم سيئاتكم و يغفر لكم " . و الحديد 28 " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و آمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته و يجعل لكم نورا تمشون به و يغفر لكم " و الطلاق 5 " ذلك أمر الله أنزله إليكم و من يتق الله يكفر عنه سيئاته و يعظم له أجرا " و الأحزاب 70-71 " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و قولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم " . فالتقوى الدائمة الصادقة شرط لمغفرة الذنوب، فهل صلاة الجمعة و العمرة إلى العمرة و صوم عاشوراء هي التي تغفر الذنوب و السيئات؟ إن هذا كذب على الله و على رسوله لأن التقوى هي الالتزام التام بأحكام القرآن كلها قولا و عملا سرا و علانية و هي التي يغفر الله بها الذنوب و السيئات. ومن الأحكام المشتركة بين الشرائع التي أنزلها الله تعالى وأكدها القرآن فريضة العمل الحلال لكسب الطعام ومتاع الدنيا والاستفادة من زينة الأرض وبركات السماء والأرض التي خلقها الله عز و جل. و الدليل الجمعة 10 " فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون " . كل إنسان ملزم بإطعام نفسه بالحلال لإنقاذها من الموت وتوفير حاجياتها المشروعة من زواج وكسوة ومسكن وغيره. الأعلى 14 – 19 " قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى " .
هذه قاعدة شرعية بين الشرائع السماوية. ومدلولها أن الإنسان ملزم بالعمل الحلال لمتاع الدنيا ولكن في إطار الالتزام بشرع الله تعالى الذي له صلاحية ومفعول وإلزام في فترته الزمنية التي حددها الله لأنه مادة ابتلاء وامتحان واختبار التي تحدد نتيجته يوم الحساب والجزاء إما الحياة الدائمة في عذاب الله ونار جهنم وإما الحياة الدائمة في سعادة الجنة مع الله تعالى.و يونس 7 – 8 تؤكد هذا الحكم الشرعي وتفسره وفيها قول الله تعالى " إن الذين لا يرجون لقاءها ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون " .والمنافقون 9 " يأيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون " .
هناك حكم شرعي أساسي وآمر مشترك بين الشرائع السماوية وهو أن يعيش الإنسان الحياة المؤقتة في أرض الدنيا بالشروط التي تخوله وتمكنه من الحياة الدائمة الخالدة في أرض الجنة والنار والحساب والجزاء بالسماوات بعد البعث. فإما حياة دائمة في عذاب الله بجهنم وإما حياة دائمة في سعادة الجنة حسب أعماله التي عملها في دار العمل والامتحان وهي الدنيا.
ومن الأحكام المشتركة بين الشرائع التي أكدها القرآن الجهاد في سبيل الله عز و جل بالنفس والمال. و الدليل التوبة 111 " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم " . هذه الآية تؤكد أن الله تعالى فرض الجهاد في سبيل الله بالمال والنفس وخصص رحمته وجنته لمن قام بهذا الواجب الشرعي. ومدلول الجهاد في سبيل الله تبارك وتعالى لا يعني أن الله في حاجة إلى من يدافع عنه ويحميه لأنه قوي وقاهر فوق كل ما في الكون وقضاؤه وقدره مطلق وعادل،و لا يستطيع أحد منع قضاء الله وقدره أبدا بل الجهاد بالمال والنفس في سبيل الله يعني الدفاع عن الإسلام وهو دين الله الحق وشريعته القرآن وعن دار الإسلام في مواجهة اعتداء أعداء الله تعالى الكفار و المنافقين. وهذا ابتلاء من الله ليعلم المؤمنين الصادقين المتقين من غيرهم. والدليل محمد 4 " ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض " و الحجرات 15 " إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون " والأنفال 74 " والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم " والتوبة 88 – 89 " لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأولئك لهم الخيرات وأولئك هم المفلحون أعد الله لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم " .
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى