مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* طرق الصوفية - القلب المظلم والمضيء - التصوف افعال

اذهب الى الأسفل

* طرق الصوفية - القلب المظلم والمضيء - التصوف افعال  Empty * طرق الصوفية - القلب المظلم والمضيء - التصوف افعال

مُساهمة  طارق فتحي السبت سبتمبر 19, 2015 7:36 am

إن الطرائق الصوفية (لا الطرق) مؤسسات تربوية، أنشئت لتعليم الناس المطابقة بين معلومهم ومعمولهم؛ حتى لا يتسرب إليهم النفاق والشرك وهم لا يدرون. غير أنه لما انشغل الناس بظواهر الأمور، صارت عندهم المؤسسة مقصودة لذاتها؛ وصاروا يخدمونها كما تُخدم الغاية. فصارت بذلك صنما من الأصنام التي يجب التخلص منها.

وما أعجب أمر الناس، إذ أنهم في كل زمن يأتي بعد الشرائع، يتخذون لأنفسهم أصناما تكون تجسيدا لأهوائهم؛ يزعمون أنهم يعبدونها تقربا إلى الله، وهم كاذبون. كانوا قديما ينحتون أصنامهم من الحجارة، فصارت اليوم عندهم مذاهب ومؤسسات. وعلى هذا فكل طريقة، تُهمل التربية المقرِّبة إلى الله، وتغيب في التنظيم والتراتبية وتجميع الناس، فهي صنم من أصنام العصر يجب التخلص منها لفتح الطريق أمام الدين الحق.

هذا لا يعني أن المؤسسات الفقهية أو الدّعوية بريئة من هذه الصفة، وإنما نحن نحصر كلامنا فيمن يلينا من إخواننا؛ ونلتزم بوحدة الموضوع حتى لا يضيع القارئ معنا. لذلك ندعو كل منتسب إلى طريقة صوفية أن يُسائل نفسه:

- أين الله في معاملته داخل طريقته؟ هل يكون الله أول المعتبَرين في نظره أم لا؟
- هل عمله، يقربه إلى الله ويجد لذلك علامة من قلبه، أم هو يكتفي بترديد كلام سمعه من مصدر غير موثوق؟
- هل طريقته تحرص على سلامة إيمانه وسلوكه، أم أنه عند المشرفين عليها رقم من الأرقام في العدد العام؟
- هل السلوك إلى الله أهم من التنظيم عنده، أم العكس؟
- هل يجد أقدام الصحابة أمامه في الطريق إن كان من أهل السلوك، أم لا؟

إن كانت الإجابات بـ"نعم"، فليحمد الله، وليزدد تمسكا بطريقته، وليبذل في خدمتها نفسه وماله. وأما إن كانت الإجابة بالعكس، فليُفق من غفلته، وليتدارك أمره قبل ورود الموت عليه. فإنه والله لا ينفع عند الله إلا الحق، ولن ينفعه تزويق كلام، ولا موالاة قوم نيام.

وإن كانت التزكية الشرعية، عملا إسلاميا مؤسسا بالكتاب والسنة لدى جميع الأمة، فليعلم القارئ أنها مؤسسة عمومية، ومشفى عام، يضم بين جنباته كل من تحققت فيه الصفات المشترطة، في أي بقعة كان من الأرض. قد تندرج ضمن هذه المؤسسة المحمدية الكبرى، مؤسسات فرعية إن كانت على الهدى عاملة؛ كما قد تبقى خارج أسوارها، إن هي أَهملت ما من أجله أُنشئت. وكل فرع لا يقاس إلى أصله، يوشك أن ينقطع.

فعلى إخواننا من المنتسبين إلى عموم الطرائق، أن يتفقدوا أحوالهم ولا يجاملوا في ذلك أحدا. فإن الله أولى بالمعاملة من كل مخلوق، وهو الحاكم على عباده ومجازيهم عن أحوالهم وأعمالهم، لا سواه سبحانه. وإننا ما قلنا قولنا هذا من باب المنافسة لهم على دنيا أو جاه، وإنما قلناه من باب النصيحة في الدين. وما التوفيق إلا من عند الله.

القلب المظلم و القلب المضيء
مُساهمة  طارق فتحي في الجمعة 18 سبتمبر 2015 - 20:36

اعلم أيّها المؤمن العاشق الصادق الذائق أنّ خزانة العلوم واسطوانة الفهوم هي القلب فهو جامع الصفات الجمالية والحلل المرضية فما نجح من نجح إلاّ بسبب صلاح قلوبهم كما ورد في الحديث الشريف ( إنّ في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كلّه ألا وهي القلب )

وبما أنّ الأمّة الإسلامية اليوم مصابة في قلوبها أحببت أن أذكر لهم طرفا من شؤون القلب علّهم يفقهون كما قال تعالى بخصوص القلوب ( لهم قلوب لا يفقهون بها )

فاعلم أيّها الصوفي المبجّل أنّ القلب هو أساس ومحور الإيمان فهو الصراط المستقيم الذي توعّد إبليس لعنه الله تعالى بالقعود فيه في قوله ( لأقعدنّ لهم صراطك المستقيم ) فهو واضع منخره على قلب الإنسان يوسوس متى غفل القلب عن ذكر الله تعالى كما قال تعالى ( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحقّ ) ثمّ وصف غيرهم من قساة القلوب في هذا الباب فقال تعالى ( وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ) وقال تعالى ذاكرا علاقة ذكر الله تعالى بالقلوب : ( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللًّهِ الا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ )

فمتى علمت أهميّة القلب علمت أنّ مدار الإيمان عليه لذا اشتغل أهل الله تعالى عليه تزكية من تخلية وتحلية لأنّه أساس الدين والطريق
فذكر الله تعالى هو بداية السير لصلاح هذا القلب وتنويره وعلمه وفقهه وبصره وسمعه فإنّ جميع الحواس الباطنة المعنوية موقوفة على صلاح القلب فإذا صلح اشتغلت تلك الحواس وإذا فسد فسدت معه تلك الحواس وانعدم صلاحها فلا حياة لها ولا عمل إلاّ أعمال الشرّ

فتعلّق البصر بحقيقة القلب قال تعالى ( وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون ) فلو لا عمى قلوبهم لأبصروه ولكنّه عليه الصلاة والسلام رآهم فأبصرهم وهم في حالة لا يبصرون فاخترقت بصيرته إلى بواطنهم فرآهم بقلبه أنّهم لا يبصرون لهذا قال تعالى ( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن أتّبعني .. ألآية )

وبما أنّ للقلب بصرا ثاقبا وهو البصيرة التي ترى ما خفي من أحوال الناس من حيث الصلاح والطلاح والإيمان والكفر والحسن والقبح فإنّ له كذلك سمعا يسمع به وقد قال تعالى فيمن لا يسمع بقلبه ( وإن تدعوهم إلى الهدى لا يسمعوا ) أي لا يسمع الهدى غير القلب فمن لا قلب له فلا هدى له وكذلك له يد يحسن بها ويبطش وله رجل يمشي بها فتخترق السبع الطباق فما مشى أحد من قاف إلى قاف إلاّ بسرعة مشي القلب ثمّ إنّ له عقلا يفقه كما قال تعالى في قوم ( لهم قلوب لا يفقهون بها ) وقال تعالى ( أفلا يتدبّرون القرآن أم على قلوب أقفالها )
فالأمّة اليوم مصابة في قلوبها لا تسمع ولا ترى ولا تفقه بقلوبها كما قال عليه الصلاة والسلام في قوم ( يقرأون القرآن لا يتجاوز تراقيهم )

فقد بلغنا أنّ رسول الله عليه الصلاة والسلام شقّ الملكان صدره وأخرجا قلبه عند مرضعته حليمة السعدية فغسلاه وأخرجا منه حظّ الشيطان لهذا صلح لنزول القرآن عليه كما قال تعالى ( نزّله على قلبك ) فإنّ جميع الأنوار والأحوال والمقامات والعلوم والمعارف لا تنزل إلاّ على القلب فهو بابها أمّا العقول فهي متى عرفت معاني القلب وتنوّرت بنوره رجعت في حكمها إليه ولا بدّ كما قال عليه الصلاة والسلام في جماعة ( لقد كنت لبعثهم كاره ) لمّا قتلوا أصحابه بعد أن أرسلهم إلى من سألوه ذلك كي يعلّمونهم الإسلام فغدروا بهم وقتلوهم فرجع إلى حكم قلبه عليه الصلاة والسلام في ذلك وهكذا جميع العارفين رضي الله عنهم لا يرجعون إلاّ إلى حكم قلوبهم بداية ثمّ يقفون على واقع حكمها نهاية

وإنّ آلة الكشف القلبي فحدّث عنها ولا حرج فهي العين الباصرة الحقيقية ونعني بها الفراسة وأمر زائد عليها فهي درجات فليس كشف العارفين ككشف غيرهم ولا فراستهم كفراسة غيرهم كفي حكاية الإمامين أحمد بن حنبل والشافعي رضي الله عنها في ذلك الرجل الذي تفرّس فيه أحدهما على أنّه كان يمتهن نجارا فيما تفرّس فيه الثاني على أنّه حداد فلمّا سألاه قال : كنت نجارا وأنا الآن حداد أو العكس صحيح

أما وظيفة القلوب الحقيقية فهي القرب من المحبوب الأعظم سبحانه وتعالى فلا شغف لها إلاّ بقربه ودوام وصلته والتذلّل تحت عرش رحمته فلو عرض عليها الكون ما التفتت إليه فإنّ مرادها من يريدها خالصة له

فما افترقت الأمّة اليوم وتفرّقت إلا بسبب افتراق وتفرّق قلوبها بعد تشتّتها رغم أنّ الدين لا يستقيم إلاّ بالتآلف أمّا الإختلاف والفرقة فهي سبب الهزيمة والنكسة هكذا سنّة الله تعالى في كونه فأين قلوب الأمّة اليوم التي يصدق فيها قول الله تعالى ( تحسبهم جميعا وقلوبهم شتّى )

فالقلب هو رأس مال كلّ مؤمن ...

وكلّما تبجّحوا بالعالم الغربي أقول لهم : نعم ولكن لا قلوب لهم فليس لهم نور في قلوبهم ولا وصله بالله تعالى

فيا من تتبجّح بأوروبا وأمريكا والغرب هل أخبرك بشيء : إنّهم خلاصة أهل النار والسبب : لا قلوب لديهم... إن هم كالأنعام بل هم أضلّ سبيلا ...

فافرح بما آتاك الله تعالى من قلب فيه المعاني الجميلة وأوّلها الإيمان بالله تعالى واجب الوجود سبحانه واشتغل من الآن على قلبك كي تراه يرى ويبصر ويسمع فتذوق عندها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر


أمّا الغافلون فعن قريب هم ذاهبون أفلا تسمعون .. فالصعق الظاهري هذا كلا شيء أمام الصعق الباطني عندما تكاشف الروح يوم القيامة عند النفخ بهول المطلع فأين الأجساد عند النفخ وقد أكلها التراب بل الصعق الحقيق هو صعق الروح لما يتبيّن لها من عظمة الله تعالى سبحانه وتعالى عما يشركون

فاشتغل من الآن على قلبك وإلاّ فلا تتكلّم في دين الله تعالى فتقول غير الحقّ ( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم ) فهناك تظهر القلوب لا تخفى منها خافية فيصبح الظاهر باطنا والباطن ظاهرا ولا باطن ولا ظاهر بل الكلّ سواسية ( ولقد جئتمونا فرادى كما خلقتاكم أوّل مرّة ) فيقول القائل كيف ذكرنا في المجيء بالجمع وفي الأخير بالفرد هذا كي تعلم أنّ تكليفك أنت في مفرد فرد ولا تزر وازرة وزر أخرى كي تفهم معنى قوله تعالى ( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه )

فاشتغل على قلبك ودعك من هذا وذاك ودعك من سفسفاط العقل والفكر فهي غول مفترس كبير فمن نسي قلبه فلا عقل له فلو كان له عقل لكان له قلب ...

وإنّ للقلب لحضرات وأحوال ومقامات موجودة في القرآن الكريم بأبلغ بيان

فإنّ رأس مالكم احبتي هو القلب فها انا قد نصحتكم

والسلام

التصوف أفعال و ممارسة ليس فقط دراسة Empty التصوف أفعال و ممارسة ليس فقط دراسة
مُساهمة  طارق فتحي في الجمعة 18 سبتمبر 2015 - 20:34

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة و السلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين وبعد فلما رأيت كثرة المنتسبين للركن الثالث من الدين وكثرة المتشدقين بالكلام في مقامات اليقين فحصل من ذلك العزوف عن إتباع مدارج السالكين لحضرة رب العالمين لما يرى الناس من مخالفة هؤلاء المنتسبين للاحسان بأفعالهم لأقوالهم بل صار كلٌّ يدّعي الوصول والتعبير وشقشقة اللسان عن مقام الإحسان فادّعاه القاصي والداني فأردت بكتابة هذه السطور أن أبين أنّ التصوف وعبادة الله سبحانه وتعالى عن طريق المشاهدة والعيان أن ذلك لا يدرك إلا بالعمل بما جاء به القرآن وسنة سيد ولد عدنان وبمجاهدة النفس بل بذوبانها حتى يصير الإنسان من فرسان هذا الشأن إذ ليس الخبر كالعيان وحتى يصير ركن التصوف عند العامة والخاصة "معنى ومبنى لا مغنى ومبكى" [ليس التصوف لبس الصوف ترقعةً ولا البكاء إذ غنّى المغنون

بل التصوف أنْ تصفو بلا كدر وتتبع الحقّ والقرآن والدين
فإذا كان القادم على رحلة الجهاد في سبيل الله تعالى لا بد له من إعداد العدة لذلك من عزم صادق وإرادة قوية لا تزعزعها رعود ولا رياح ورغبة في الوصول لرب العالمين ولو كان هذا الوصول بثمن النفس والمال فان القاصد لمصافات الله سبحانه وتعالى وتبديل طبيعته الجسمانية وإرجاعها إلى صفائها الفطري الذي خلقت عليه يستدعي تضحية ومجاهدة ومصابرة ومكابدة وليس تدرك هذه العظائم بالدعوى ولقلقة اللسان فإذا كانت الشريعة التي هي ركن الإسلام لا يتكلم بعلمها إلا من ذابت جلود سيقانهم بالجلوس أمام أهلها وذابت جفونهم من مطالعة كتب أهلها وضاعت من أعمارهم سنين من التضحية بمجون الشباب وأهله فكذلك ركن الإحسان لا يمكن أن يدرك بدراسة كتب التصوف ولا بالتقاط مسائله من أفواه الناس ولكنه ممارسة قبل أن يكون مدارسة ومجاهدة وتضحية بالغالي والرخيص هذا إذا كان له من الله دعوة للدخول إلى باب إرادته وإلا فكم من واقف أمام الباب فلم يفتح له وكم من داخل ولم يَنْعم بمشاهدة أهل الدار وكم من واصل طُرد والعياذ بالله دون أن يقضي منها الأوْطار إذًا يجب على العبد تعظيم النّسبة... أوّلا ثم تعظيم أهلها والدالين عليها حتى يكون من الذين نظروا إلى الأشياء بعين التعظيم فاستمدوا منها وكتبوا عند الله من العظماء.
الحمد لله الذي رفع قدر أولي الأقدار عن الركون إلى هذه الدار. ومنح صفاء إحسانه للمنيبين إلى دار القرار. ونفّذ تصاريف الأقدار في أهل الجنة والنار. لا يسأل عما يفعل لأنه على الحق فيما يفعله وربك يخلق ما يشاء ويختار. وأشهد أن لا إلاه إلا الله وحده لا شريك له الملك العظيم القادر القهار. وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله المصطفى من صميم نزار صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وعلى أتباعه صلاة وسلاما دائمين متعاقبين ما أعقب الليل النهار. أما بعد فيا عباد الله لما كانت الطرق إلى معرفة الله تعالى والتحقق بالأحوال والمقامات التي يسلك بها المريد إلى المورد العظيم ليستلهم منها كيفية التحقق بأحكام مقام الإسلام وأنوار مقام الإيمان وأسرار مقام الإحسان.فالتحقق بأحكام مقام الإسلام بمعرفة أحكام شريعته حتى يعبد الله على ضوابطها (لا تقدموا على شيء حتى تعلموا حكم الله فيه) وتكون عبادته لربه على سبيل التحقيق فهو عندما يوحد الله سبحانه وتعالى يكون متحققا بمضمون كلمة لا إلاه إلا الله محمد رسول الله وهي التي يندرج تحتها 66 عقيدة من عقائد التوحيد.

وقول لا إلاه إلا الله محمد أرسله الإله تجمع كل هذه المعاني كانت لذا علامة الإيمانوهي أفضل وجوه الذكر فاشغل بها العمر تفز بالذخر

يعني أن كلمة التشهد التي ترددها الألسنة بداية من الآذان إلى الإقامة إلى التشهد يجب أن يكون السالك عالما بمضمونها ومحتواها فهي تندرج تحتها 66 عقيدة ابتداء من صفات الله الواجبة في حقه تعالى وأضدادها الصفات المستحيلة في حقه تعالى والجائزات وصفات الرسل الواجبة والمستحيلة والجائزة ومقتضيات الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والصراط والميزان وحوض النبي صلى الله عليه وسلم والجنة والنار والقضاء والقدر خيره وشره وهذا ما أشار إليه بقوله تجمع كل هذه المعاني ثم تأتي بالصلاة مستوفيا شروط الطهارة الكبرى والصغرى بمعرفة واجباتها وسننها ومبطلاتها وبمعرفة أحكام الصلاة من واجبات وسنن ومبطلات ثم معرفة أحكام الزكاة.
فرضت الزكاة فيما يرتسم عينا وحبا وثمارا ونعم

فتعرف كل هذه ومبلغ النصاب منها ومتى تُزكّى وكيف تزكّى ثم تعرف أحكام الصوم وفروضه ومبطلاته وتعرف أحكام حجك وأركانه وواجباته ومبطلاته.

(وإنْ ترد ترتيب حجّك اسمعا بيانَه والذّهنَ منك اسْتجْمِعَ)
ثم إذا علمت هذا وأردت دخول مقام الإيمان فاعلم أنه يكون بالجزم بأن الله مطلع عليك أينما كنت فلتقم بمراقبته على الدوام حتى تصل إلى حضورك معه فتجده هو المراقب لك فاستبدل شعور مراقبتك وهنا يتحول الإيمان إلى إيقان وهذا هو النور المطلوب والذي يجب على الإنسان السعي للحصول عليه في هذه الدار قبل أن نصل إلى دار الآخرة (يوم يقول المنافقون للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا ورائكم فالتمسوا نورا) ولهذا قلنا سابقا ليتحقق بأحكام الإسلام (وأنوار مقام الإيمان) أما أسرار مقام الإحسان فهي التي قال فيها الله سبحانه وتعالى (ومَنْ أحْسنُ دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن) فليس الإحسان بالانتساب إلى طريق ولا بالدعوة بكونه متبعا لشيخ ولا بالتفاخر بطول مدة متابعته ولا حتى بالحصول على رضاه يوما ما فكل هذه لا تختلف كثيرا عن علاقتنا مع والدينا وأساتذتنا ومعلمينا فهي لا تغني علينا من الله شيئا. إذا لم تكن محبتنا للشيخ دائمة واعتقاد بأنه مشرفا ومطلعا على أحوالنا دائم الأبد ثم إذا دخلنا تحت رعايته وتربيته يكون هذا الدخول مؤبدا فلا تفكّه منه أي قوة لأن طريق الله صعب ومحتوى على مهالك جمة ولذا قال: (يصحب شيخا عارف المسالك يقيه في طريقه المهالك) وبقوله يصحب لا بمعنى الملازمة ببدنه فكم من مريد أو قريب كان يصبح معه ويُمس وما نال من هذه الصحبة الجسدية شيئا ولكن الصحبة المعنية هي الصحبة القلبية بأن يكون شيخه في باله دائما في أي خاطر يخطر له في قلبه يعرضه عليه فان وجده يقبله فاليمضه وإلا فليرفض هذا الخاطر في الحين وهكذا يصبح المريد ملقيا بقيادة لشيخه على مدى حياته ولا يخالفه في قول أو في عمل او في حال وهذه هي الصحبة المطلوبة وهذا ما يقع به الوصل بدون فصل ولكل مريد ما يريد (لقد نلت منا بقدر رغبتك فينا) (فحَبّه الإلهُ واصطفاه) لحضرة القدوس واجتباه) وأول منزل للمريد في الصحبة بالأدب ولا تُسلك الطريق إلا بالآداب والآداب أساس الطريق والذكر يثبته والتقوى فراش الذكر ومن لم يلازم الأدب أسرع إليه العطب فالصوفية يُعرفون بالأدب ولا يتميّزون إلاّ به وبه يحصل أدب الباطن الذي نسميه التعظيم وبه تنتج المحبة فمن الأدب الإنفاق لأنه ثبت عند الجميع أن خطيب الزواج لا بد له أن ينهج منهج الإنفاق وإذا كان هذا خاطب المرأة فما بالك بخاطب حسن الحضرة قال صلى الله عليه وسلم توادّ تحابّو فمدد الشيخ جارٍ والتعرض إليه يكون بالود. ومن هنا وصل من وصل وانفصل من انفصل. ثم بعد الاتصاف بالأدب والإنفاق عليك بمتابعة الشيخ في القول والفعل والحال وبتعظيمه وحبه يرسب العلم اللدني في القلب ويتصف المريد بمحاربة نفسه ومعصية هواها أينما وُجد لكي لا يحجبه عن نور الله المتجلي في شيخه وكلما أحبه أشرقت عليه أنوار حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم فان اتسعت هذه الرؤيا ظهرت له في جميع خلق الله (ظهرت بالألوان لا تحصى بالتعداد – وكلّ لون كان كامل الاستعداد) وعلى المريد في بدايته أن لا يؤول كلام شيخه بمفهومه الخاص فيحمله على غير ما أريد بالمذاكرة فيتغير معناها وتطمس أنوارها فيتغير سيره من حيث لا يدري قال تعالى: "سأريكم آياتي فلا تستعجلون" وعليه أن يضع علمه وراءه ولو كان عالما بعلم الظاهر كالذين يحكمون على الذاكرين بالعمارة أنهم يحرّفون اسم الله بل يجب عليه السكوت ولا يتكلم حتى يفتح الله تعالى عليه وان اتبعتني فلا تسألني عن شيء (ولازم الصّمتَ إلاّ إن سئلت فقل لا أعلم عندي وكن بالجهل مستترا).وليستحضر دائما مذاكرات شيخه أمام عينيه حتى يحصل له الحضور مع الله تعالى حينئذ لا يغيب عنه شيء لأنه صار ينظر بقلبه يقول الله سبحانه وتعالى (وتَحْسِبهم أيْقاظا وهم رقود) أي تحسبهم ينظرون إلى هذا الوجود بالعينين وهم عن هذا الوجود لوجودهم به.(فوجودنا وجودك وشهودنا شهودك). وبهذا التحول تحصل مشاهدة الحق في كل شيء فيشهده في كل شيء يقول الله سبحانه وتعالى: "أن يعلَمِ الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أُخذ منكم" ومن آداب طريق التصوف أن لا يرى الفقير نفسه أهلا للتقديم على أحد من المسلمين فضلا عن أوليائه تعالى. ومن الآداب أن يزن كل شيء بميزان الشرع ثم يُرجع الأمر إلى قلبه ويستفته فان كانت شمسُ الأنوار طلعت عليه فليمض ما أمره بقلبه وان لم يزل في قيد الحجاب فليرجع ذلك الخاطر ولا يُمضه وقد يكون الشيخ يأذن للمريد في بعض الأشياء ليختبره فيها من حيث لا يشعر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [مافاتكم أبو بكر بكثرة صلاة ولا بكثرة صيام ولكن بشيء وقر في صدره] وهذا الشيء يكمن في مراقبته لله تعالى بقلبه وبان رسول الله وهو سر النقطة.كإذنه لك بالأكل معه ليختبر مقامك في الحياء من الله تعالى لان من حصل له الحياء من الله تعالى يستحي أن يفتح فمه أمام شيخه سواء بالكلام أو بالأكل فان كان لك منه حياء برهنت على أنك تستحق الدخول لحضرة الله تعالى وان لم تستح مُنعت من دخول حضرة الله (فإذا حضر الأدبُ حضرتِ الطريق وان غاب الأدب فلا أدب ولا طريق) ولا يكون الفقير فقيرا حتى يكون كاملا ذاتا وصفة فان لم يكن كذلك بطل فقْره عند المحقّقين وإياك والتصنع والتزين باللباس والهيئة فقط وإنما اقتدائك به في الزي والقول والعمل والحال ومن علامات قبولك عند الله تعالى قبول عباد الله لك ورضاهم عنك هو دليل رضا الله تعالى وحاصل الأمر أن الفقير الذي يطلب علو الحال فليطلبه بالتذلل لأهل الوصال وبمحاربة النفس الأمارة بالسوء فالمعرفة أولها صبر ومجاهدة وحب ومكابدة ثم غيب ومشاهدة فاحرص على حسن البداية لتحصل على الغاية في النهاية. وعلى الفقير أن يعلم أنه نقطة من بحر علم شيخه وحاله فكيف يمكن له أن يظهر شيئا من ذلك فليذكر نفسه بحاله قبل أخذه الطريق وليذكر أن شيخه هو سبب فتحه والكشف عن قلبه حجاب الغفلة فتعلم ما لم يعلم من قبل وليذكر أن قول سيد الأدباء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لما قيل له (اقرأ) بماذا أجاب (ما أنا بقارئ) لأنه أدّبه ربّه فأحسن تأديبه فمعنى (ما أنا بقارئ إنما القارئ هو أنت يا ربي) وكان أكثر دعائه صلى الله عليه وسلم (أعوذ بعفوك من عقابك وأعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بك منك) أي أعوذ بذاتك مما سواها فهذا ما يدعونا إليه شيخنا رضي الله عنه.

ونهجُ سبيلي واضحٌ لمن اهتدى ولكنها الأهْواءُ عمّتْ فاغوتوعادي دواعي القيلِ والقالِ وانْجو منْ عوادي دعاوي صِدْقُها قصْدُ سُمْعةِ

وشيخنا يدعونا للقيام بحدود الله سبحانه وتعالى وبالقيام بحقوق الربوبية وذلك بالاستغراق بصفاتنا والتحقق بها من (فقر وعجز وجهل وذل) وبقدر ذلك نكون قد عظّمنا ربّنا وبقدر تعظيمنا يُمكننا من معرفة ذاته السّنيّة وبذلك تتنور القلوب قيل إن الله تعالى خلق ملكا ينادي (يا ابن آدم يا مسكينا كنت في العدم مفقودا فمن ذا الذي صيرك نسخة الوجود إلاّ الكريم الودود من ذا الذي أبرزك من عالم الغيب لعالم الشهود من الذي استنقذك من ظلمة الكفر إلى نور الإيمان ومن ذا الذي تكفّل بشؤونك إلاّ الكريم المنان. فكن مطيعا لله تعالى تكن عبده حقا ولا تطع نفسك وهواك فتكون لهما رِقَّا) وسال سيدنا عبد السلام بن مشيش رضي الله تعالى عنه تلميذه سيدنا الإمام أبو الحسن بِمَ تلقى الله تعالى قال: بفقري.

فأجابه : والله لئن لقيت الله تعالى بفقرك لتلقاك بالصّنم الأعظم (هلاّ لَقِيتَه به).
فدله إلى مقام الفنا عن الفعل والوصف ودله على الفنا في الذات العلية وهذا ما يدلنا عليه إمامنا وطبيب أرواحنا سيدنا الشيخ إسماعيل قدس الله سره بقوله في مرآة الذاكرين في مناجاة رب العالمين (فأراها منك واليك وأكون فيها داعيا بك إليك) ألا ترى أن هذا القول نابع من مشكاة رسول الله صلى الله عليه وسلم (أعوذ بك منك) وهكذا العارفون لما تحققوا من اختلاف آثار قدرة الله تعالى وتنوّع مظاهر الحكمة الالاهية وسرعة تحول المقادير في تبديل أحوال الخلق بسرعة مذهلة من معصية إلى توبة ومن كفر إلى إيمان وكذلك العكس ومن فقر إلى غنى ومن صحة إلى مرض ومن حياة إلى موت لهذا لا يسكنوا إلى عطاء ولم ييأسوا في بلاء بل سكناهم إلى من بيده المَنْحُ والعطاء فكان بذلك دوام اضطرارهم لمولاهم الكريم وحده لأنهم يعلمون أن حكم الله نافذ كلمح البصر أو هو اقرب ومشيئته قاهرة لا يصرفها عن نفاذ مراده صارف ولا تردها هِمّة وليّ ولا عارف ففي لحظة يقرّب البعيد ويبعد القريب ويعز الذليل ويذل العزيز ويقبض المبسوط ويميت الحي ويحي الميت فمن أين لعبد ثبوت حال أو مقال وهو عين المقال في الحال. (كن فيكون). فعلينا باستماع ما قاله مولانا الإمام وإتباع توصياته الغالية ونسكن فيها سكنى ولا نضيع أوقاتنا الغالية في غير ذكر الله تعالى ولا نستمع إلى من ينعق بما لا يسمع) فمن لم ينفعه شيخه لا ينفعه غيره ولنعلم أن الغاية من الطريق هي العبادة على طريق الشهود فبه تبصر أن الفاعل الحقيقي وهو الله وإنما العبد مَحَلٌّ لظهور التجليّات وهذا مصداق ما قاله سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه. "ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله قبله" لأنه يرى انفعال إلا أكوان عن الحق وحده. فحتى سماعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا ما جعله شيخنا رضي الله عنه مقام كمال المعرفة للمريد فمتى كمل سير المريد وتحقق بهذا المقام صار يرى شيخه محل لجريان الأقدار وإن المعارف والإمدادات من الله تعالى وحده إنما شيخه مجرى الإمدادات ولهذا لا يتأثر بانتقال شيخه إلى دار البقاء فالمدد جاري من الله على يد شيخه سواءا أكان حاضرا أو غائبا وبدليل أنه يسيّر المريدين على بعد المسافات دون أن يلتقوا به بالحس ثم بعدما استعرضنا البعض من (غاية الطريق) لنستعرض الآن ثمن هذه الغاية لمن أراد الوصول إلى حضرة القدس والتمتع بلذة الانس. وقد تشعّبت الطرق في هذا الزمان وظن الناس أن الطريق بالأقوال وكيف يكون الوصول بالأقوال دون الأفعال وحديث (إن من البيان لسحرا) يدلنا على أن نحذر من أقوال المتبجحين بلقْلقة اللسان فيسحرون به بعض الناس بأنه غوث وقطب وبأنّه يوصل الفقير ويجعله نجما لا يُدرَك فينجذب إليه البعض في حين أن هذا قاطع لطريق الله على الراغبين في السير على منوالها فهؤلاء يحبون المال حبا جما ويحبّون الجاه عند الناس والرفعة والسمعة فهذه كلها سموها فتاكة به وبمن يتبعه وإذا أردت امتحان هؤلاء فتظاهر بالفقر ولو كنت من ذوي الغناء فسوف يعرضون عنك ولا يرغبون في قبولك من أتباعهم أما شيخنا قدس الله روحه كان على مدى مسيرته لا ينظر إلى الفقير بنظرة ميزانه بالمال أو بوظيفته وإنما ينظر إليه بنظرة حاله مع ربه فان وجده لائق بالسلوك اشترط عليه أولا القيام بواجبات الطريق التي هي التقوى والسمع والطاعة والإنفاق وأن يكون متّبعا لأركان الطريق التي هي الصدق والتصديق والمحبة وان يكثر من ذكر الله تعالى عملا بقوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا) وبساط الذكر التقوى ومخافة الله تعالى في السر والإعلان وفي الخلا والملا.وبأمره بمحبة الإخوان أولا

(محبة الإخوان شرط لازم تعظيمهم تزكو به المكارم)
ثم بمحبة شيخه ومن علاماتها أن يحب بحبه ويكره بكرهه ويفرح بفرحه ويحزن بحزنه إذ كيف يسير إلى معرفة الله تعالى من يحب ما أبغضه شيخه أو يبغض ما أحبه بل يكون قلبه على قلب شيخه فهو علامة محبة المريد الصادق واللبيب الحاذق وبصحبة أهل القلوب لائق وللقاء الله تعالى شائق.ومن آداب المريد مع شيخه عدم إظهار العلم أمامه كذلك كل ما من شأنه أن يظهر خصوصية ويروض نفسه بإلزامها الصمت (فان اتبعتني فلا تسألني عن شيء).

ومن الأدب عدم الالتفات إلى غير شيخه وعقد نيته على النفع من الله على يد شيخه فقط.ويكون طلب المريد من شيخه أن يذكره الله وينسيه نفسه ويزهده في الدنيا ويرغبه فيما عند الله تعالى ويعرفه حقيقة ما خلق لأجله ويقهره على الشهوات بمذاكراته وبهمته ويمنع عنه الدعوى ويصلح حاله مع الله تعالى ومع عباده وأن يكون مطلبه الوحيد قرب الله تعالى ولقائه على أحسن حال فيكون حال هذا المريد وشرفه انه أصبح ممن يصدق فيه الحديث القدسي (أنا جليس من ذكرني) (وأنا معه حين يذكرني) ويكفيه من شيخه أنه كان ضالا عن الطريق الحق فأرشده إليها وكان لا يتعظ بموعظة فوعظه فاتعظ ومن آداب المريد مع شيخه محبته ولا يكتمها ويكون إظهار ذلك بالخدمة والتعظيم والتحدث باللسان فالتمسك بالمحبة لا تفوته فائدة من الخير أبدا (صاحب المحبة ما خلّى حتى حبة) وصاحب المحبة طائر وتبدأ المحبة بالإخوان والتعظيم لأنه في بدايته لا يصل إلى محبة الشيخ لأنها كبيرة عنه إلا على أهل الصدق فأقواله شهاب الحضرة تحرق النفوس البعيدة المدنسة بالشهوات ولأن النفس لا يمكن أن تندرس وتضعف إلا بمذاكرة الإخوان أولا إلى أن تطبق التحمل لقوال الشيخ فإذا خمدت بأقواله عادت تحمل أثقالا لأحواله فإذا خمدت بأحواله حصل لها التمكين في الاخلاص لله تعالى والداخلون على المشائخ أصناف منهم من دخل بالنية والصدق – ومنهم من دخل بالنية دون الصدق – ومنهم من دخل بغير نية ولا صدق فصاحب الدخول بالنية وبالصدق يكون فتحه بمجرد وصوله إلى شيخ التربية أما صاحب النية فقط فيكون فتحه بعد مدة من تربيته تحت نظر الشيخ أما من لم يكن له نية ولا صدق فهو من المتخلقين حتى بإذن الله تعالى له فقد يصحب المريد الشيخ الثلاثين والأربعين سنة ولا يكمل صدقه لأن الصدق أمر عظيم من كمل صدقه كملت ولايته ومن علامات كمال الصدق أن لا يشير شيخه بشيء إلا عمل به ولو كانت الإشارة على طريق المزاح ولا يفعل شيء إلا بإذنه والداخل للطريق بغير نية في شيخه فهو منافق ويصعب على الشيخ معالجته ويصبح متصف بالهزل والمزاح وعدم ملازمة الشريعة قولا وفعلا (إنما الأعمال بالنيات) والسير في طريق الله كله على متن النفس لا غيرها فهي باخسة للعبد متى أراد إصلاح أمرها وانتسب إلى شيخ التربية تأتي بسوء الظن فيه وفي الطريق فإذا عصاها صاحبها وألزمها إتباع الشيخ تلون السير معه بحجاب محبته فلا يدخل باب محبة الشيخ وهنا يجب على المريد المصارحة في إظهار عدم محبته لشيخه واستعصاء نفسه في الحصول عليها لأن في إظهار هذا المرض إعانة على دفع الظنون والشكوك والأوهام وهذه كلها من جنود النفس الأمارة بالسوء التي تحفز صاحبها وتهيئه وتذله إذا علمتْ منه الرغبة في الصدق والمحبة في طلب الله تعالى وتحدثه نفسه بأحاديث الغفلة بأنك لا خير فيك ولا نية ولا صدق لك ولا محبة ومرادها كسر ظهره بثقل ما تحمله لكي يسمح لها في الانفلات والرجوع إلى خلطة من يَسْوى ومن لا يَسْوى لتحاول قتل صاحبها لمّا نوى قتلها فإذا علمت هذا منها فعاقبها بكثرة الذكر والتوجه إلى الله والسهر في طاعة الله وتذيقها منازلات الجلال حتى تستنشق رائحة الصبر عند نزول المصائب ورائحة الحلم عند وجود الغيض ورائحة الكرم عند وجود البخل ورائحة البسط عند وجود القبض ورائحة الضعف عند وجود القوة ورائحة العز عند وجود الذل ودائما سلاحه هو الإكثار من ذكر الله تعالى بلا هوادة فإذا أصبحت زكية فزكّها قال تعالى: " قد أفلح من زكاها " ولا تظلمها بعد كمالها فالأمارة سميت كذلك لاتصافها بأوصاف الحق أما إذا صارت متحققة بأوصافها التي هي الفقر والذل والعجز والجهل وتحققت وشهدت بان الشريعة حق والحقيقة حق وقامت بإحكام هذه وهذه عادت راضية مرضية وصار صاحبها كاملا.ومجمل الأمران المريد مطالب بان لا يحل عقدة الرياضة ما دام في هذه الدار ويجب على صاحب الرياضة أن يتحرز من مجالسة الضعفاء غاية التحرز وهم ضعفاء اليقين لأن القرب منهم يضعّف يقينه والعبد المراقب لله تعالى كالأسد لا يأوي إلى الفيافي (المرء على دين خليله) ولا يجلس المريد في مكان يفقد فيه قلبه فمن طلب اليقظة والحضور وجلس في مواضع الغفلة فقد طلب المحال وأكبر علة هي حب الرئاسة والجاه والرفعة وحب الثناء من الخلق فمن يرضى بهذه العلل يموت قلبه فمن كان يريد تنوير قلبه والقرب من ربه فليراقب مولاه تعالى ويخافه ويخاف هيبته وسطوته لتضعف بذلك حججه ويقرب من ربّه وعجيبٌ من الإنسان أن يدّعي الحقيقة مع حياته بنفسه ويطلب الحضور مع ربه وهو حاضر مع غيره ويطلب حضور الله تعالى معه وهو لم يحضر مع الله في كل نفس ولحظة (لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمْعهُ الذي يسمع به وبَصَرهُ الذي يبصر به) يقول تعالى: "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" كل من هو أحسن منك حالا – لا مقالا – فهو من أهل الذكر وإذا أردنا أن نصون الطريق من الآفات علينا بالرجوع للرياضة ومجاهدة النفوس فنحن كلنا مطالبون بالرياضة من سائرين وواصلين أتُرى العسكريين يتركون التدريب ويخلدون إلى الراحة أم أنهم يتدربون في كامل الأوقات وبذلك يتم لنا ملازمة معرفة مقام ربنا سبحانه وتعالى فالعارف يخاف من الخروج عن وصفه فيموت يعني تموت معرفته كما يخاف الحوت من خروجه من الماء ويطالب نفسه دائما بالاعتصام بمقام المسكنة والفقر والأدب مع سائر التجليات.يقول الإمام ابن عطاء الله رضي الله عنه (العارف لا يزول اضطرارُه ولا يكون مع غير الله قرارُه. ولا يتأتى مقام المعرفة إلا عن طريق شيخ تربية مأذون له من طرف شيخه في نشر الطريق) لقوله تعالى: "واتبع سبيل من أناب إلي" ولأنه صلى الله عليه وسلم كان يأمر أصحابه بتجديد البيْعة وكان يربّيهم فيُعطي كلاًّ ما يليق به فقد أوصى واحدا بقوله لا تغضب وقال لغيره (قل ربّي الله استقم) رواه مسلم وحديث سَلَمة قال ناداني رسول الله للمبايعة فبايعته أول الناس قال وأيضا ثم بايع فإذا كان في آخر الناس قال (إلا ما بايعتني يا سَلَمة قال قلت قد بايعتك يا رسول الله أول الناس وفي وسط الناس قال (وأيْضا) قال فبايعته الثالثة ومبايعته له كان قصده للتأكيد وتبعه صلى الله عليه وسلم مشائخ التربية بأخذ العهد على المريدين فيدعونهم إلى تقوى الله تعالى بالوعظ والتذكير وإلزامهم على التوبة والتقوى والاستقامة ومجاهدة النفس والتحلي بمقامات اليقين بعد التخلي عن كل رعونات النفس وإتباع الشياطين إلا أن كثيرا ممن غرهم الشيطان والنفس بأنهم صاروا عارفين كمل وأقطاب وأعوان فادّعوا مقام المشيخة فضلّوا على الصراط المستقيم وأضلوا الناس وقالوا بأنهم يروا رجال الغيب كالملائكة وسيدنا الخضر عليه السلام فيكذبون على الناس بأمور كذبا صُراحا ويلبّسون عليهم بخيال شيطاني فهلكوا وأهلكوا ومن شدة دهائهم فطموا أتباعهم عن العلم ويرغّبون اتباعهم في السعي وراء حُطام الدنيا ولو كان على طريق المحذور ويلعنون من ينكر عليهم هم وأبنائهم ولا يعلم من أحكام وضوئه وصلاته ولا يرجع إلى الله في شيء ورحم الله الإمام القشيري الذي يقول [ذهب الإيمان من أربعة لا يعلمون بما يعلمون ويعملون بما لا يعلمون ولا يتعلمون ما لا يعلمون ويمنعون الناس من العلم] فإذا اتّبعت أحوال هؤلاء المدّعين وأتباعهم لم تجد عندهم نفحة من فتح ولا نور ولا حقيقة ولا علم ولا ذوق ولا فهم على الله تعالى وصارت دعوة هؤلاء المتمشيخة بالحرص على الاستتباع بكل وسائل الدعاية حتى انجر بهم الأمر إلى أن صاروا يبعثون بأتباعهم في البلاد ليدعون الناس لإتّباعهم.ويُراودونهم بإعطائهم الدراهم وقهرهم في حالة استجلابهم بكل قوة مُتاحة ليكثروا السواد وليقولوا للناس انظروا إلى كثرة أتباعنا أفلا يدلكم ذلك على أننا على حق وهذه كلها من أصول الجهل وقواعد الضلال وكل من اعتقد في جَهَلة المدّعين أنهم على حق فقد نسب أشياخ الطريق الحقيقيين القدامى إلى الجهل أما من اتبع شيخا غوثا فليتبعه بصدق ومحبة لأنه دليله غلى الله ومن لوازم المحبة الطاعة.ومحكّ الصدق في محبة الشيخ أن لا يصرفهُ عنه صارف ولا ترده السيوف ولا المتالف ومن أراد تزكية إرادته فعليه بالمجاهدة ولا يأكل إلا عند الجوع ولا ينام إلا غَلَبَهُ ولا يتكلم إلا عند الضرورة الشرعية وأركان الطريق (الجوع والعزلة والسهر والصمت).

بيت الولاية قُسّمت أركانُه ساداتنا فيه من الأَبْدالما بين صِمتٍ واعتزال دائما والجوع والسّهر النزيه الغالي
وما يجب على المريد ملازمته لشيخه وليحرص على أن يكون بصره عليه فذلك باب وقد اتّفق شيوخ على أن دواء القلب في [الذكر فهو أسرع الأدوية لِعلاج القلوب] ثم حضور الاجتماع في الزاوية بدون انقطاع ولو على واحد فقد قال سيدنا الشيخ المريد الذي يغيب عن حضور اللقاءات لا تحتتي نفسي عليه بخير وبعد ملازمة الذكر والانقطاع إليه انقطاعا كلّيا يتحمل جفاء الإخوان وأذاهم ويكفّ إذاه عنهم لترويض نفسه بذلك حتى تنقطع عليه العزّة بنفسه والفقير الصادق لا يكون له نفس ولا يوافقها في حظوظها والمريد الخائن هو من تهاون بحضور مجالس الذكر كسلا أوْ لهوا بحديث الدنيا فلا بد أن يكشف الله تعالى عيوبه على لسانه ويطلق لسانه في أحد من أهل الله عز وجلّ فيبتليه الله تعالى وأن يُصفّي لقمته والتحري من الشبهات والإكسير الذي يقلب عين طينة العبد ذهبا خالصا هو الإكثار من ذكر الله تعالى مع الإخلاص ومجمل القول أن محبة الشيخ هي أصل الاجتباء والاصطفاء فمن لم يبالغ في محبة شيخه بحيث يؤثره على جميع شهواته لا يفلح في طريق الله لأن محبة الشيخ مرتبة إدمان يترقى المريد منها إلى مرتبة محبة الله تعالى ومن لم يحب الواسطة التي بينه وبين ربه من شيخه ورسول الله صلى الله عليه وسلم فهو منافق والمنافق في الدرك الأسفل من النار وحقيقة محبة الشيخ أن يحب الأشياء من أجله ويكرهها من أجله (هل واليْتَ لي وليّا أو عاديت فيَّ عدوا ما حرمة الشيخ إلا حُرمةَ الله فقم بها أدبا بالله فهم نوّاب الإرسال في العالمين وهم ورَثَة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلهم حفظ الشريعة في العموم ولهم حفظ القلوب من الميل إلى غير مرضات الله تعالى وهم بوّابون لحضرة الله ومن صَحِبَ شيخا ثم اعترض عليه فقد نقض عهد الصحبة ووجب عليه تجديد العهد وقد قالوا عقوق الشيخ ليس منه توبة ويستجلب مقت الله سبحانه وتعالى وكان الإمام القشيبري رضي الله تعالى عنه يقول يجب على المريد أن يصحح عهده بينه وبين الله تعالى أن لا يخالف شيخه في كل ما يشير به عليه وكان الإمام خليل المالكي صاحب المختصر رضي الله عن فتح الله عليه بسبب نزحه) سرب بيت شيخه عبد الله المنوفي رضي الله تعالى عنهم أجمعين حينما سمِع بأنّ شيخه ذهب لاستحضار [القنواتية] فأتى بالفأس والزنبيل من الليل وصار ينزح إلى الظهر فما رجع شيخه حتى نزحت القنوات فدعى له فصار علماء المالكية يرجعون إليه في جل مشاكل الشريعة ويقول أيضا إذا صدق المريد مع شيخه ونادى شيخه من مسيرة ألف عام أجابه حيّا كان أو ميتا. ويقول الإمام علي بن وفي رضي الله تعالى عنه المريد الصادق عَرشُ الاستواء رحمانية شيخه عليه وكلّ مريد التفت إلى شيخ آخر فهو دليل على فساد ابتداء الصحبة مع شيخه بل يجب عليه أن يرى روحانية شيخه متصلة به لا ينحجب عنه شيخه لاتصال روحه به.يقول الإمام أبو عبد الله القرشي رضي الله تعالى عنه (إنما يفهم عنك من أشرق فيه ما أشرق فيك).يقول الإمام الهبطي رضي الله تعالى عنه في وجوب إتباع شيخ التربية:إن أقل ما يستفيد التابع من الشيخ هو معرفة الحق من الباطل ويالها من رتبة عالية لمن رُزِقَها يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي الذي يرويه الإمام مسلم في صحيحه في باب فضل مجالس الذكر (هم القوم لا يشقى بهم جليسهم) ولا يشقى إلا إذا كان كافرا بهم لأن الفجار والمنافقون كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تزيدهم معيّنة إلاّ بعدا أو طردا وأما من ىمن به وصدقه لا يشقى وإن لم يره (كصهيب) فالإيمان الحقيقي هو الرؤية الحقيقية التي هي المنبنية عن الإتباع (قل إن كنتم تحبون الله تعالى فاتّبعوني يحببكم الله) ومن حكمته تعالى ومن تمام حججه على عباده تجديد الخلافة على رأس كل قرن برجل كامل وغوث صالح ليجدد أمر الدين في أذهان الخلق وقلوب الأمة بعد بعدها عن تعاليم كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم امتدادا من حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم الخلق لله ولماذا كان عصرنا ووقتنا الحاضر أشد صعوبة من القرون الفارطة وذلك لأن النفوس كانت في السابق أشد شوقا إلى الروحانية وعندما وجدت الروح شرابها الصافي النابع من حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم انكبت عليه بلا هوادة وباعت النفوس والأموال والأهل كما سمعوا نداء الحق (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم أموالهم بأن لهم الجنة) أما اليوم فترى المسلم يصلي ويصوم ويزكي ويحج وليس له قلب يعني فيما يفعله فليس له نية ولا حضور وقلب مع اله تعالى وذلك لفساد القلوب يقول تعال: "أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها" ومن هذه الأقفال حب الدنيا والميل إلى شهوات النفوس وهو ما زرع في القلوب الوهم والوهن. وحتى العبّاد والزهّاد لعِبت الآن بهم أنفسهم لعدم معرفتهم لها فمن لم يعرف النفس لا يتأتى له معرفة الله تعالى والذي لا يعرف ربه كيف يمكن أن يعرف عَقَبة الناس فيستريح من عقبة الناس وأكبر حجاب هو حجاب البشرية (ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق) وبهذا الحجاب حُرموا من الإخلاص في العبادة ولماذا أنكر الناس عامة وخاصة العلماء منهم لأنهم حُجبوا بغطاء البشرية عن سر الخصوصية التي أعطاها اله تعالى للخاصة من المشايخ وهي التي ألبستهم صفات الحق سبحانه وهم متشبثون بالمظاهر وحقيقة مشائخ الطريق باطنة لا يراها إلا من هداه الله تعالى إليهم ولأن علماء الظاهر يحكمون على الشيخ بأفعال وأقوال وأحوال أتباعه ويقولون لو كان له سر لظهر على مريديه. وبما أن الغاية من الطريق مجهولة وهذه كلها أمور ينكرونها وينكرون على من مارسها فيفروا بأنفسهم لأن من طبيعة النفوس إذا جهلت شيئا عادته أما من سمِع بقلبه قوله تعالى (فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمةً من عندنا وعلمناه من لدننا علما) فمن سمِع هذا بقلب حاضر مع الله تعالى كيف تعز نفسه وقد سلمها قلبه الكبير وأعلى أحوال العبد هو شعوره بالنقص يقول شيخنا رضي الله عنه (عليه نصّي راجيا إتمام نقصي) وهذا ما جعل الكليم يقول (لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حُقبا) أما من يرى نفسه شامخة عالمة قادرة قوية عتية فهذه ترّهات تركت العباد عبيد عند أنفسهم وما يشعرون يقول الله سبحانه وتعالى (وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تبصرون).فلو علم العبد هذا التهديد الإلهي لما عزّت عنه نفسه ليبيعها فإذا رجع العبد إلى ربه بكثرة تفقد خطاياه وذنوبه ووجد حاله لا يليق بحضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبحضرة الله تعالى أسلم نفسه لمن يتولاها بالتربية ولَقابله نَقْصَه فوضع يده في يد شيخه للوصول بها للحضرة الالاهية فكما أن النفس يخيفها نار العذاب فكذلك يكون رجوعها بخوفها من نار الحجاب.ويصبح صاحب النفس الزكية في حالة صلاة روحاني فكما أن الصلاة واجبة على كل مكلف بل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مروهم بها لسبع واضربوهم لعشر وما ثمة عبادة أمر بها الشرع دون سن التكليف إلاّ الصلاة لوجوب اتصال العبد بمولاه ومناجاته في حالة الصلاة فكذلك صلاة الأرواح واجبة وجوبا عينيّا على كل مكلف بالغ فصلاة القلوب أهم من صلاة الأشباح وصلاة القلوب لا تتأتى إلا برياضة النفس ونقلتها من مقام أمّرة بالسوء وهي التي تأمر صاحبها بارتكاب المعاصي والفواحش وإتباع هواها وهي التي تأمر صاحبها بإدعاء صفات الله عز وجل كالعلم والغنى والعز والقوة والكبرياء وتنهى صاحبها عن الاتصاف بأوصاف العبودية التي هي العجز والذل والفقر والجهل فمن أراد العبودية عليه بتحويل هذه النفس من أمارة إلى نفس لوامة وأن يسلك بها مسالك المجاهدات والرياضات مدة طويلة على قدر مدة ترويضها فيقطع عليها عوائد النوم وكثرة الأكل ويجبرها على الذكر والانقطاع إليه قال تعالى (وإن تعدل كل العدل لا يؤخذ منها) ما دامت تأمر بالسوء فإذا قطع بها هذه المرحلة حتى تُشرق أنوار القلب بهداية الله سبحانه وتعالى فتصبح مطمئنة وهي التي اطمأنت ثم لشهود الحق جل وعلا وبعد اطمئنانها بأوصافها وتسكن سكنى لا خروج منها فإذا تحققت بالشريعة حقا وشهدت الحقيقة حق وقامت بأوامر الشرع وتحقق الحق صارت نفس راضية مرضية تدخل لعالم الملكوت بالله تعالى ثم بعد معرفة الله تعالى (فالمرء على دين خليله ولينظر أحدكم من يخالل) فإياك يا مريد الله من الجلوس بمكان تفقد فيه قلبك (وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فاعرض عنهم) واعلم يا سيدي المريد أن كمال حقيقتك أن تشهد الحق وجودك بل ليس لك وجود فوجودنا وجودك وشهودنا شهودك.
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى