مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* سيرة سيدي أبي الحسن الشاذلي - مقاصد التصوف للنووي -

اذهب الى الأسفل

* سيرة سيدي أبي الحسن الشاذلي - مقاصد التصوف للنووي -  Empty * سيرة سيدي أبي الحسن الشاذلي - مقاصد التصوف للنووي -

مُساهمة  طارق فتحي السبت سبتمبر 19, 2015 7:06 am

ولد سيدي أبو الحسن الشاذلي في المغرب العربي في قرية غمارة القريبة من سبتة.
وما يهمنا في رحلة سيدي أبي الحسن الشاذلي هو الإنتباه إلى سيره في دائرة الولاية العظمى الجامعة لعالمي الملك الملكوت.
وسنحاول إن شاء الله استقراء هذا مما هو متاح لدينا من سيرته رضي الله عنه.
نشأ سيدي أبو الحسن بغمارة وحفظ القرآن وطلب العلم ورحل لفاس فقرأ على كبار علماء وقته حتى أصبح من كبار العلماء بحيث كان يُعَدُ للمناظرة في العلوم الظاهرة ، ثم تاقت نفسه لعبادة الله عز وجل فتزهد وتنسك وجاهد نفسه وراضها صياماً وقياماً وتلاوة وذكراً وساح وجال ولزم الخلوة والانقطاع عن الناس , أخذ أولاً الطريقة بفاس عن الشيخ ولي الله سيدي محمد بن حرازم بن سيدي علي بن حرازم. ثم جعل يطلب القطب فبلغ به المطاف إلى العراق.

إنَّ أول دوائر الرحلة بعد سيره السابق في الشريعة وفي الزهد وفي الطريق هي الدائرة التي سلكها سيدي أبو الحسن رضي الله عنه طلباً للقطب فإن حقيقة سيدي أبي الحسن رضي الله عنه نادت على هذا اللقاء. إن النصف الأول من هذه الدائرة هو رحلته من المغرب إلى العراق طلباً للقطب وبحثاً عن صاحب الوقت، وهو سير من المغرب إلى المشرق: أي من الغيب إلى الشهادة، وانتهى هذا السير باجتماعه بالشيخ الصالح أبى الفتح الواسطى تلميذ سيدي أحمد الرفاعي رضي الله عن الجميع، وقد قال سيدي أبو الحسن رضي الله عنه عن سيدي أبي الفتح: "فما رأيت في العراق مثله" ونلاحظ هنا أهمية هذا اللقاء الذي سرى فيه لون سيدي أحمد الرفاعي في العبودية التامة في سيدي أبي الحسن الشاذلي، فإن لقاء الأولياء ليس كلقاء غيرهم، فإن المعارف والأسرار والأنوار التي في مرآة أحدهم تنعكس في مرآة الآخر قال رسول الله صل الله عليه وسلم: "الْمُؤْمِنُ مِرْآةُ الْمُؤْمِنِ".
قال سيدي أبو الفتح الواسطي لسيدي أببي الحسن الشاذلي رضي الله عنهما: " تطلب القطب بالعراق ، وهو فى بلادك ، ارجع إلى بلادك تجده". قال سيدي أبو الحسن: " فرجعتُ إلى بلاد المغرب ، إلى أن اجتمعتُ بأستاذى الشيخ الولى العارف الصديق القطب الغوث أبى محمد عبد السلام بن بشيش، الشريف الحسنى. فلما قدمت عليه ، وهو ساكنٌ مغارة برباطه فى رأس الجبل، اغتسلتُ فى عينٍ أسفل الجبل، وخرجت من علمى وعملى ، وطلعت إليه فقيراً، وإذا به هابطٌ علىَّ، فلما رآنى قال : مرحباً بعلىِّ بن عبد الله بن عبد الجبار، وذكر لى نسبى إلى رسول الله ، ثم قال لى : ياعلىُّ طلعتَ إلينا فقيراً عن علمك وعملك، فأخذت منا غنى الدنيا والآخرة .. فأخذنى منه الدهش، وأقمتُ عنده أياماً، إلى أن فتح الله على بصيرتى "
إن هذه العودة من العراق إلى المغرب هي النصف الثاني من هذه الدائرة – التي يتجه فيها سيدي أبو الحسن رضي الله عنه من المشرق إلى المغرب: من الشهادة إلى الغيب والتي انتهت بالفناء الظاهر في قوله: "وخرجت من علمى وعملى"، ثم أسفرت عن فتح بصيرة سيدي أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه التي هي عينه الملكوتية. وبهذا استتمت هذه الرحلة، واكتملت الدائرة إكتمالاً تاماً في المغرب.
ونستكمل الرحلة: وقد رسم خط سيرها الأستاذ سيدي عبد السلام بن بشيش لتلميذه سيدي أبي الحسن وأعطاه الإطار العام لها، ومفاتيحها، يقول سيدي أبو الحسن الشاذلي: "كنت يوماً جالساً بين يديه ، وفى حجره ابن له صغير ، فخطر ببالي أن أسأله عن اسم الله الأعظم ، فقام الى الولد ، ورمى بيده فى طوقي وهزني وقال : يا أبا الحسن أنت أردت أن تسأل الشيخ عن اسم الله الأعظم ، إنما الشأن أن تكون أنت اسم الله الأعظم، - "يعنى أن سر الله مودع فى قلبك".
قال: فتبسم الشيخ وقال : جاوبك فلان عنا ، ثم قال: ياعلى ، ارتحل إلى أفريقية، واسكن بلداً بها تسمى بشاذلة ، فإن الله عز وجل يسميك الشاذلى، وبعد ذلك تنتقل إلى تونس ، ويؤتى عليك بها من قبل السلطنة، وبعد ذلك تنتقل إلى أرض المشرق ، وبها ترث القطيبة.. فقال أبو الحسن لأستاذه، بعدما تهيَّأ للرحيل : أوصنى. قال الشيخ عبد السلام : يا علىّ ، الله الله ، والناس الناس، نزِّه لسانك عن ذكرهم، وقلبك عن التماثيل من قِبَلهم، وعليك بحفظ الجوارح، وأداء الفرائض، وقد تمت ولاية الله عندك، ولاتذكرهم إلا بواجب حق الله عليك ، وقد تم ورعك، وقل: اللهم أرحنى من ذكرهم، ومن العوارض من قِبَلهم، ونجنى من شرهم ، واغننى بخيرك عن خيرهم، وتولّنى بالخصوصية من بينهم ؛ إنك على كل شىءٍ قدير"انتهى.
وتبدأ رحلة سيدي أبو الحسن الشاذلي الجديدة وفيها يرتحل إلى شاذلة ثم إلى تونس وقد بلغ درجة الولاية، وتبدأ دائرة جديدة عند ارتحاله من تونس مشرقاً ماراً بمصر ثم الحجاز ثم عودته مغرباً إلى تونس مرة ثانية انتظاراً للوريث..

مقاصد التصوف للامام النووي
مُساهمة طارق فتحي في الجمعة 18 سبتمبر 2015 - 19:47

هي خمسة: تقوى الله في السر والعلانية، واتباع السنة في الأقوال والأفعال، والإعراض عن الخلق في الإقبال والإدبار، والرضا عن الله تعالى في القليل والكثير، والرجوع إلى الله في السراء والضراء.
فتحقيق التقوى: بالورع والاستقامة، وتحقيق اتباع السنة: بالتحفظ وحسن الخلق، وتحقيق الإعراض عن الخلق: بالصبر والتوكل، وتحقيق الرضا عن الله: بالقناعة والتفويض، وتحقيق الرجوع إلى الله تعالى: بالشكر له في السراء والالتجاء إليه في الضراء.
وأصول ذلك كله خمسة: علو الهمة، وحفظ الحرمة، وحسن الخدمة، ونفوذ العزيمة، وتعظيم النعمة.
فمن علت همته ارتفعت رتبته، ومن حفظ حرمة الله حفظ الله حرمته، ومن حسنت خدمته وجبت كرامته، ومن نفذت عزيمته دامت هدايته، ومن عظم النعمة شكرها، ومن شكرها استوجب المزيد.
وأصول العلامات خمسة: طلب العلم للقيام بالأمر، وصحبة المشايخ والإخوان للتبصر، وترك الرخص والتأويلات للتحفظ، وضبط الأوقات بالأوراد للحضور، واتهام النفس في كل شيء للخروج من الهوى والسلامة من العطب.
فطلب العلم آفته: صحبة الأحداث سناً وعقلاً وديناً مما لا يرجع إلى أصل ولا قاعدة. وآفة الصحبة: الاغترار والفضول. وآفة ترك الرخص والتأويلات: الشفقة على النفس. وآفة اتهام النفس: الأنس بحسن أحوالها واستقامتها، وقد قال تعالى: {وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها} سورة الأنعام: الآية 70.
وأصول ما تداوى به علل النفس خمسة: تخفيف المعدة بقلة طعام والشراب، والالتجاء إلى الله تعالى مما يعرض عند عروضه، والفرار من مواقف ما يخشى الوقوع فيه، ودوام الاستغفار مع الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم آناء الليل وأطراف النهار باجتماع الخاطر وصحبة من يدلك على الله.
في بيان الوصول إلى الله تعالى
وهو بالتوبة من جميع المحرمات والمكروهات، وطلب العلم بقدر الحاجة إليه، والملازمة على الطهارة، وأداء الفرائض الرواتب في أول وقتها جماعة، وملازمة ثمان ركعات الضحى، وست بين المغرب والعشاء، وصلاة الليل، والوتر، وصوم الاثنين والخميس، وثلاثة أيام البيض، والأيام الفاضلة، وتلاوة القرآن بالحضور والتدبر، والإكثار من الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وملازمة أذكار السنة صباحاً ومساء، ومنها:
اللهم بك نصبح، وبك نمسي، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك النشور صباحاً و [تستبدل] المصير [بالنشور] مساءً. [الترمذي (3388)، وأبو داود (5068)، وابن ماجة، (3868)].
أصبحنا وأصبح الملك لله، والحمد لله، والكبرياء لله، والعظمة لله، والخلق والأمر والليل والنهار وما سكن فيهما لله [عمل اليوم الليلة لابن السني (38)]. اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر ثلاثاً [أبو داود (5073)].
اللهم إني أصبحت أُشهدك، وأُشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك، أنك أنت الله لا إله إلا أنت، وحدك لا شريك لك، وأن محمداً عبدك ورسولك أربعاً [أبو داود (5078)].
رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم نبياً ورسولاً ثلاثاً [الترمذي (3386) وأبو داود (5072)].
{آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير * لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين} [سورة البقرة، الآيتان 285 286].
{فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم} سبعاً. [سورة التوبة، الآية 129].
{فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون * وله الحمد في السموات والأرض وعشياً وحين تظهرون * يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون} [سورة الروم، الآيات 17 - 19].
و[قراءة سورة] يس.
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ثلاثاً.
{لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون * هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم * هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون * هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم} [سورة الحشر، الآيات 21 - 24].
و [سورة] الإخلاص والمعوذتين، ثلاثاً. [الترمذي (3570)، النسائي (5082)].
بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاثاً. [أبو داود (5088)، (5098)، الترمذي (3385)، ابن ماجة (3869)].
أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وان يحضرون ثلاثاً. [مسلم (2709)، وابن السني (49)].
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم أتوب إليه ثلاثاً. [عمل اليوم والليلة لابن السني (82)].
سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته ثلاثاً. [مسلم (2726)]. وإذا اتسع الوقت فقل: سبحان الله، الحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر مئة مرة. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم كذلك مئة مرة. [البخاري (6384)، ومسلم (2704)].
لا إله إلا الله الملك الحق المبين كذلك مئة مرة.
لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير كذلك مئة مرة أو ثلاثاً. [البخاري (1154)، وابن السني (10)].
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك ونبيك، وحبيبك ورسولك النبي الأمي وعلى آله وصحبه ثلاثاً، أو كذلك مئة مرة. وفي هذا القدر كفاية لذوي العناية، والله الموفق للهداية، وهو يهدي السبيل، وحسبنا الله ونعم الوكيل. آمين

طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى