* نوستراداموس .. أشهر العرافين على مر العصور

اعداد : طارق فتحي

videoicon/icons/stories/images/site/com.alazma.www//:http"=src "png.videoicon/icons/stories/images/site/com.alazma.www//:http"=alt img> (2
كان شيئا مفزعا حقا، عندما شاهدت فيلما غريبا عن حرب مدمرة تقع في أمريكا وتنتهي بدمار العالم، وكانت نبوءة من تنبؤات
(نوستراداموس) في منتصف القرن السادس عشر، وحدد فيها قيام الحرب العالمية الثالثة ويسرد الفيلم من خلال التنبؤات (حروب
نابليون وطاعون أوروبا، وظهور هتلر والحرب العالمية الثانية) وتمتد إلى الرجل القوى الذي يزحف بجيوشه من آسيا ويشعل الحرب
الكبرى.
ومازالت تنبؤات الطبيب الفرنسي اليهودى الأصل (نوسترا داموس) تثير الحيرة والاهتمام وتشغل العلماء،ولا تجد لها تفسيرا.. فمن
يكون (نوستراداموس)، وماذا تروى رباعياته من النبوءات الخارقة، وهل هي مجرد مصادفات تاريخية؟!
حاسة خارقة
كان (ميشيل نوسترا داموس) إنسانا عاديا لا يختلف عن غيره من أبناء عصره، ولد في مدينة (سانت ريمى) بفرنسا عام 1503 ، لأبوين
مسيحيين من اصل يهودي، وتعلم في صغره اللغات اللاتينية والعبرية واليونانية ومنذ صغره اهتم (نوستراداموس) بالتنجيم، لكنه
كان يعيش في عصر محاكم التفتيش وسيطرة الكنيسة، لذلك أبعده والداه لدراسة الطب في مونبيليه بفرنسا خوفا من أصلهم اليهودي قبل اعتناقهم الكاثوليكية، لكن (نوستراداموس) ترك الجامعة لكى يذهب إلى الريف في جنوب فرنسا لمساعدة الضحايا، بعد تفشي وباء الطاعون الأسود .
وبعد أربع سنوات من الترحال،عاد لإكمال دراسة الطب، وما إن استكمل دراسته الجامعية ،حتى وجد نفسه منغمسا في مقاومة وباء الطاعون، الذي اكتسح فرنسا وقتذاك ، وظل يتنقل بين القرى والمدن التي ضربها الوباء، طوال المدة بين عامي 1525 و 1529 ،وعندما عاد بعد ذلك إلى مدينة (مونبيليه)، مارس الطب وقام بتدريسه في جامعتها لبضع سنوات، ثم شرع في السفر حتى استقر في مدينة تدعى يوجين، حيث تزوج من فتاة جميلة أنجب منها طفلين.
وازدهر عمل( نوستراداموس) كطبيب وذاع صيته، لكن وباء الطاعون انفجر مرة أخري ، وكانت زوجته وطفلاه بين ضحايا ذلك الوباء
اللعين، وكان لهذه المأساة تأثيرها على مسار حياته ومهنته، وعاد إلى التجوال مرة أخري، حيث قضى 8سنوات لم يعرف خلالها الاستقرار في مدينة واحدة لأكثر من شهر، وأثناء تجواله هذا اكتشف في نفسه القدرة على استبصار الأحداث قبل أن تقع ،حيث كان يشعر في بعض اللحظات، انه يمتلك حاسة متفوقة ،تمكنه من التوغل في المستقبل بسهولة غريبة، ألا انه استطاع بعد ذلك، أن يستدعى تلك الحاسة، ولاحظ الذين حوله، انه يتوقع أشياء عجيبة ثم تقع ،وقبل أن يصارح الناس بهذه التنبؤات ،كان يسجلها سرا،
ثم ينتظر أن تتحقق، وكان الكثير جدا يتحقق بصورة أذهلته، ومن ثم فكر أن يعتزل الطب ليتجه نهائيا إلى التنجيم.
تنبؤات مذهلة
ومن الغريب أن هذا الرجل الذي توقع أحداثا رهيبة وقعت، سواء في عصره ، أو ماتلى ذلك من قرون ، لم يتوقع أن تموت زوجته
وابنته معا، وهذا الحادث الرهيب هز صورته، ووزنه،ونبوءاته عند الناس ، لكنه استطاع أن يسترد قدراته الخارقة،عندما استدعاه
الملوك والأمراء ورجال الدين ، لينبأهم بما سيحدث لهم ويقال: انه حدث في إحدى المرات،وهو ما يزال شابا صغيرا، أن شاهد أثناء
تجواله في ايطاليا،شابا يدعى (فيلكس بيريتى) وكان ذلك الشاب يرعى بعض الخنازير، فما كان من (نوستراداموس) ألا أن ركع على
ركبتيه أمام الشاب ،وقال له: أهلا يا صاحب القداسة، واندهش الناس، لكن راعى الخنزير هذا أصبح راهب بعد ذلك، ثم أصبح بعد عشرات
السنين البابا سكستوس الخامس .
وحدث مرة أخري إن دعي( نوستراداموس) للغداء،فقال لصاحب الدعوة: لديك اثنان من الخنازير:واحد ابيض وواحد اسود ، وانك سوف تذبح لنا الخنزير الأبيض، أما الخنزير الأسود فسوف يأكله الذئب،وانتهز صاحب البيت هذه المناسبة، وقال للطاهى: اذبح لنا الخنزير الأسود بسرعة، وجاء الطعام ، وقال نوستراداموس: بالضبط هو الخنزير الأبيض، لكن صاحب الدعوة أكد له أن هذا هو الخنزير الأسود،
لكن (نوستر اداموس) أصر على انه الأبيض،وجاء الطاهي واعترف،بأن الخنزير الأسود الذي ذبحه،تسلل إليه الذئب وخطفه وهرب .
ملكة فرنسا
وعندما سمعت كاترين دي مديتشي، زوجة هنري الثاني ملك فرنسا بقدرة (نوستراداموس)على التنبؤ،استدعته إلى قصرها،وأخبرته أن عرافا قد تنبأ منذ 40 عاما بموت الملك هنري الثامن أثناء مبارزة، وأنها تريد منه أن يخبرها ،إذا كان ذلك صحيحا، وعندئذ قرأ (نوستراداموس) احد مقاطع كتابه (قرون) على مسمع من الملكة،وكانت كلمات المقطع تقول بالحرفالأسد الشاب سيغلب العجوز في ميدان الحرب،في قتال فردى، وفي قفص من الذهب سيفقأ عينيه،فيصبح الجرحان جرحا واحد،ثم يموت ميتة قاسية) وبعد خمس سنوات من مقابلة كاترين (نوستراداموس) زوجت ابنتاها ،أحداهما من فيليب عاهل أسبانيا، والثانية تزوجها دوق ساخوى، واشترك الملك هنري في المبارزات الودية التي جرت ضمن احتفالات الزفاف، متناسيا النبوءة القديمة التي أكدها نوستراداموس، وبينما كان
الملك يتصادم بالرمح مع شاب يدعى جابرييل في المبارزة انكسر رمحه، واخترقت شظية القفص الذهبي الذي كان الملك يحمى به وجهه، فانفقأت عينه، ونفذت الشظية إلى المخ لتحدث جرحين متصلين وعاش الملك بعد الحادث 10 ايام،عانى خلالها من ألام رهيبة،قبل أن يقضي نحبه في ميتة قاسية .
كان لهذا الحادث اكبر الأثر على كاترين، فواظبت من بعده على استشارة (نوستراداموس) في كل ما يتعلق بمستقبل أولادها، ثم طلبت إليه، أن يرسم طالع أبنائها ،فقال لها: إن ابنها الأكبر فرانسيس الذي سيتولى العرش بعد والده هنري الثاني سيموت بعد تسمم دمه، وهو في الثامنة عشرة من عمره، وأن ابنها الثاني تشارلس الذي سيخلفه على العرش، سيموت بداء السل وهو في منتصف العشرينات من عمره، بعد أن يتسبب في مذبحة رهيبة، وان هنري الأصغر سوف يموت بطعنة سكين.
ومرت الأيام .. وذات يوم ذهبت الملكة كاترين لزيارة (نوستراداموس) وكان معها طفل صغير في السادسة من عمره، وهو هنري أمير
دافار، وعندما شاهد (نوستراداموس) هذا الطفل، أصر أن يراه عاريا،ودهشت الملكة ،وخاف الصبي،لكن عندما حل الليل ونام
الصبي،استدعت الملكة (نوستراداموس) إلى غرفة نومه،وجردت الصبي من ملابسه،ونظر(نوستراداموس) مليا إلى ظهر الصبي،وكتفه ،وعنقه، ثم قال للملكة التي بلغ فضولها ذروته هذا الصبي سيكون ملكا ذا باس) .
وكل الذين عاشوا بالقرب من الملكة كاترين،والذين تتبعوا تاريخها،يعرفون إن كل ما قاله (نوستراداموس) لها ،قد تحقق بحذافيره،فقد ظلت كاترين في حداد على زوجها هنري الثامن لمدة سبع سنوات،وعاشت وحكمت طوال 30 سنة أخرى، أو أنها على الأقل قد لعبت دورا بالع الأهمية في شئون فرنسا،
لأن أبنها فرانسيس الثاني الذي خلف والده هنري الثامن، ظل معتل الصحة دائم المرض حتى مات في ال 18 من عمره، بعد إصابته بتسمم الدم، وابنها الثاني تشارلس التاسع، كان في العاشرة من عمره عندما جلس
على عرش فرنسا،فحكمت كاترين البلاد حتى كبر،وبعد ذلك ظلت صاحبة الكلمة والنفوذ.وقد تسبب تشارلس التاسع بالفعل في
مذبحة (سانت بارتو لوميو) لشهيرة ،التي جرت لبروتستانت فرنسا،ثم مات بعد إصابته بمرض السل ،وهو لا يزال في منتصف
العشرينات من عمره ، أما هنري الثالث الذي اعتلى عرش فرنسا بعد موت تشارلس التاسع،فقد طعنه الراهب جاك كليمنت بسكين وهو
في المرحاض ومات على الفور، وبعد ذلك جلس هنري أمير دافار على عرش فرنسا رغم انه كان بروتستانتيا،وكان بالفعل ملكا ذا بأس.
 
المصدر
سامي عبد الخالق