مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* الهند ماقبل التاريخ حتى القرن العشرين - جزيرة القرم - الدولة الزندية

اذهب الى الأسفل

* الهند ماقبل التاريخ حتى القرن العشرين - جزيرة القرم - الدولة الزندية  Empty * الهند ماقبل التاريخ حتى القرن العشرين - جزيرة القرم - الدولة الزندية

مُساهمة  طارق فتحي الخميس يناير 31, 2013 7:27 am

جمهورية الهند
الهند أو كما يطلق عليها رسميا جمهورية الهند (بالهندية: भारत गणराज्य)، بلد تقع في جنوب آسيا. سابع أكبر بلد من حيث المساحة الجغرافية، والثانية من حيث عدد السكان، وهي البلد الديموقراطية الأكثر ازدحاما بالسكان في العالم.و يحدها المحيط الهندي من الجنوب، وبحر العرب من الغرب، وخليج البنغال من الشرق، وللهند 7,517 كيلومتر (4,700 ميل)خط ساحلي. 7,517 كيلومتر (4,700 ميل) تحدها باكستان من الغرب ؛ وجمهورية الصين الشعبية، نيبال، وبوتان من الشمال، بنجلاديش وميانمار من الشرق. تقع الهند بالقرب من سريلانكا، وجزر المالديف واندونيسيا علي المحيط الهندي.
الهند هي مهد حضارة وادي السند ومنطقة طريق التجارة التاريخية والعديد من الامبراطوريات، كانت شبه القارة الهندية معروفة بثراوتها التجارية والثقافية لفترة كبيرة من تاريخها الطويل. نشأت هناك أربعة أديان رئيسية هي الهندوسية والبوذية والجاينية والسيخية، في حين ان الزرادشتية، اليهودية، المسيحية والإسلام وصلوا إليها في الألفية الأولي الميلادية وشكلت هذه الديانات والثقافات التنوع الثقافي للمنطقة. تدريجيا ارفقت الهند الي شركة الهند الشرقية البريطانية في وقت مبكر من القرن الثامن عشر، ثم استعمرت من قبل المملكة المتحدة في الفترة من منتصف القرن التاسع عشر إلى منتصف القرن العشرين، وأصبحت الهند دولة مستقلة في عام 1947 بعد حركة الكفاح من أجل الاستقلال التي تميزت على نطاق واسع بالمقاومة غير العنيفة {5/}
الهند هي جمهورية تتكون من 28 ولاية وسبعة أقاليم إتحادية مع وجود نظام برلماني ديموقراطي. وتمتلك ثاني عشر أكبر اقتصاد في العالم في سوق صرف العملات ورابع أكبر قوة شرائية في العالم. وقد حولتها الإصلاحات الاقتصادية منذ عام 1991 الي واحدة من أكبر الاقتصادات نموا، وومع هذا لا تزال تعاني من مستويات عالية من الفقر و والأمية وسوء التغذية نظراً للكثافة السكانية الهائلة.تملك الهند مجتمع متعدد الديانات، كما أنه متعدد اللغات ومتعدد الأعراق والهند أيضا هي موطن التنوعات في الحياه البرية بأنواع عديدة من المحميات.

اصل تسمية الهند
اسم (الهند) مشتق من اندوس، وهي مشتقة من الفارسية من الكلمة الفارسية القديمة الهندوس، من السنسكريتية سيندو، من التسمية المحلية التاريخية لنهر اندوس.[8] أشار اليونانيون القدماء إلى الهنود بإندو كما في (Ινδοί" Indoi ")، شعب اندوس. ان دستور الهند والاستخدام الشائع للغات الهندية المختلفة اعترف أيضا باسم بهرات كاسم رسمي [9] لكلتا المركزان بالتساو.[10] بهرات اسم مشتق من اسم الملك الأسطوري Bharata في الأساطير الهندوسية.هندوستان india for hamze alsubaihi والتي هي الكلمة الفارسية للفظة "أرض الهندوس" وتاريخيا اشير إليها بالهند الشمالية، كما تستخدم أحيانا مرادفا لكل الهند.

الهند ماقبل التاريخ
يبين مأوي صخور فترة العصر الحجري في منطقة من البلاد من خلال الرسوم ويقع مأوي الصخور في بهيمبكتا في ماديا براديش وهو أقدم أثار عرفتها الحياة البشرية في الهند. وتوجد أول المستوطنات الدائمة التي ظهرت منذ أكثر من 9000 سنة وتطورت تدريجيا الي حضارة وادي السند، [12] والتي يعود تاريخها الي سنة 3300 قبل الميلاد في الهند الغربية. وأعقب ذلك العصر الفيدي والذي ادي الي تأسيس الهندوسية وبعض الجوانب الثقافية الأخرى في بدايات المجتمع الهندي، وانتهت في سنة 500 قبل الميلاد. ومنذ سنة 550 قبل الميلاد تقريبا، تأسست في جميع أنحاء البلاد العديد من الممالك المستقلة والجمهوريات التي عرفت بـ ماهاجاناباداس.
= الرسم في كهف "اجانتا" في "اورانجاباد ماهاراشترا" في القرن السادس
وفي القرن الثالث قبل الميلاد تم توحيد معظم جنوب آسيا بداخل الامبراطورية المورية عن طريق شاندراغوبتا ماوريا وازدهرت في عهد اشوكا الأكبر.[14] ومنذ القرن الثالث الميلادي، أشرفت سلالة جوبتا على ذلك العصر الذي اشير إليه قديما بـ "العصر الذهبي للهند".[15] تشمل [16]امبراطوريات جنوب الهند علي امبراطورية شالوكيا وأسرة تشولا وفيجاياناغارا. وبفضل رعاية هؤلاء الملوك ازدهر العلم والتكنولوجيا القديمة والهندسة والفنون والمنطق واللغة والأدب والرياضيات وعلم الفلك والدين والفلسفة. عقب ذلك الفتح الإسلامي في شبه القارة الهندية بين القرن ال 10 والقرن ال 12، وأصبح جزءا كبيرا من شمال الهند تحت حكم سلطنة دلهي، وتم فيما بعد احتلال البلاد من قبل الامبراطورية المغولية. في ظل سيادة أكبر الأكبر تمتعت الهند بتقدم ثقافي واقتصادي وكذلك بانسجام ديني.[17][18] وقام اباطرة المغول تدريجيا بتوسيع امبراطورياتهم لتغطية أجزاء كبيرة من شبه القارة الهندية وكان من أهم حكام المغول في القارة الهندية هو الحاكم المغولي المسلم شاه جهان الذي ترك آثاراً عظيمة لا زالت خالدة حتى الآن تشهد مدى تقدم البناء في عصره ومن أعظم الآثار هو تاج محل في أغرا الذي يزوره الملايين سنويا. بينما كانت القوة المهيمنة في شمال شرق الهند لمملكة "أهوم" في اسام، من بين الممالك القليلة التي لم يطلها الغزو المغولي.وكان أول تهديد كبير واجه الإمبراطورية المغولية في الهند من قبل الملك راجبوت ومها رانا براتاب في القرن 14 وبعد ذلك من ولاية هندوسية كانت تعرف بكونفدرالية ماراتها والتي سيطرت علي جزء كبير من الهند في منتصف القرن ال 18.[19] منذ القرن الـ 16 أسست القوى الأوربية مثل البرتغال، وهولندا، وفرنسا، والمملكة المتحدة بعد انتهاء التداول محطات تجارية واستغلت لاحقا النزاعات الداخلية لتأسيس مستعمرات في البلاد. وبحلول سنة 1856 أصبحت معظم الهند تحت سيادة حكم شركة شرق الهند البريطانية.[20] وبعد مرور عام، حدث في جميع أنحاء البلاد عصيان مسلح من قبل متمردين من قوات حربية ومن الممالك، وعرف ذلك بحرب الاستقلال أو ب"تمرد الجندي الهندي" كمصطلح متداول أكاديمياً، وكانت هذه الثورة تشكل تحديا خطيرا لسلطة الشركة ولكن هذه الثورات فشلت عسكرياً في النهاية. ونتيجة لعدم الاستقرار، أصبحت الهند تحت السيادة المباشرة النظام الملكي للمملكة المتحدة.

الهند في القرن العشرين
في القرن ال 20، وعلى الصعيد الوطني تم بدء حركة استقلال الهند والكفاح من أجل الاستقلال الذي أطلقه مؤتمر الهند الوطني وغيرها من المنظمات السياسية. وقاد الزعيم الهندي موهانداس كارامشاند غاندي الملايين من الناس في حملات وطنية للقيام بالعصيان المدني الغير عنيف.[5] وفي 15 أغسطس 1947، حصلت الهند على استقلالها من الحكم البريطاني، ولكنها في الوقت نفسه تم فصل مناطق الأغلبية المسلمة عن البلاد لتكوين ولاية منفصلة اطلق عليها باكستان.[21] وفي 26 يناير 1950، أصبحت الهند جمهورية وأصبح الدستور الجديد حيز التنفيذ.[22] واجهت الهند منذ الاستقلال تحديات جمة بعد الاستقلال من نوع التعصب الديني والعنف الطبقي، والناكسالية، والإرهاب ومتمردي الانقسمات المحلية وخصوصا في ولاية جامو وكشمير وتمرد شمال شرق الهند. ومنذ هجمات 1990 الإرهابية التي طالت العديد من المدن الهندية لم تقم الهند بحل النزاع الإقليمي بينها وبين الصين، والذي تصاعد في عام 1962 إلى حرب بين الصين والهند، وباكستان أيضاً الأمر الذي أدى الي حروب 1947، 1965 و1971 و1999. الهند هي أحد الأعضاء المؤسسين للأمم المتحدة (عندما كانت تسمى الهند البريطانية)، وحركة عدم الانحياز. في عام 1974، أجرت الهند تجربة نووية تحت الأرض [23]، [23]وخمس تجارب أخرى في عام 1998، وجعل ذلك من الهند دولة نووية.[23] حدثت [24]إصلاحات اقتصادية كبيرة وابتداء من عام 1991 حولت الهند إلى واحدة من أسرع الاقتصادات نموا في العالم، زائدا من نفوذها على الصعيد العالمي.
الاستقلال
أعلن يوم 15 أغسطس 1947 عيدا لاستقلال الهند عن الحكم البريطاني. حصلت الهند على استقلالها بعد حركات المقاومة غير المسلحة والعصيان المدني التي قادها المؤتمر الوطني الهندي. وقد تزامن هذا الاستقلال مع تقسيم الهند إلى حكومة الهند وحكومة الباكستان. وقد خلف هذا التقسيم الكثير من حركات العنف والتهجير حيث قتل ما بين 500 ألف إلى مليون شخص بينما هجر ما يقارب العشرة ملايين. منذ الاستقلال، واجهت الهند تحديات من العنف الديني، الناكسالية والإرهاب وحركات التمرد الانفصالية الإقليمية، وخاصة في ولاية جامو وكشمير وشمال شرق الهند. وفي التسعينيات، أثرت الهجمات الإرهابية على العديد من المدن الهندية. ولم يتم حل نزاعاتها مع جمهورية الصين الشعبية، والتي تصاعدت في عام 1962 لتصل إلى الحرب الصينية الهندية، كما استمرت النزعات المسلحة مع الباكستان كالحروب الناشبة سنة 1947، 1971، 1965 و 1999.
تعد الهند دولة نووية وقوة لا يستهان بها في المنطقة. فهي تملك ثالث أكبر جيش عامل في العالم وتصنف التاسعة عالميا من حيث الإنفاق على القوة العسكرية. أجرت تجربتها النووية الأولى في 1974، تلتها خمس تجارب أخرى في عام 1997.

الحكومة الهندية
الدستور
إن دستور الهند، هو من أطول وأكثر الدساتير المستقلة في العالم شمولا، والذي دخل حيز التنفيذ في 26 يناير 1950. مقدمة الدستور تعرف الهند باعتبارها دولة ذات سيادة، وانها جمهورية اشتراكية وعلمانية وديموقراطية.[25] تمتلك الهند مجلسين تشريعيين برلمانيين يعملوا بنظام وستمنستر البرلماني. كان يوصف شكل الحكومة عادة بال "شبة الاتحادي" مع وجود مركز قوي وولايات اضعف،[26] ولكن نما بصورة متزايدة فيدراليا منذ اواخر عام 1990 كنتيجة للتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.[27]
رئيس الدولة
رئيس الهند هو رئيس الدولة [28] ينتخب بطريقة غير مباشرة من قبل المجمع الانتخابي [29] لمدة خمس سنوات.[30][31] رئيس الوزراء هو رئيس الحكومة، ويمارس معظم الصلاحيات التنفيذية.[28] ويعين من قبل رئيس الجمهورية [32]، [32] رئيس الوزراء بحكم القانون يدعم من حزب أو تحالف سياسي يضم غالبية المقاعد في مجلس النواب.[28] وتتألف السلطة التنفيذية من الرئيس، نائب الرئيس، ومجلس الوزراء (المجلس الذي يعمل كلجنة تنفيذية له)ء. أي وزير يحمل منصب وزير يجب أن يكون عضوا في أي من مجلس البرلمان. أو في النظام البرلماني الهندي، تخضع السلطة التنفيذية إلى السلطة التشريعية مع رئيس الوزراء ومجلسه حيث يكون مسئولا مباشرا أمام نواب المجلس البرلماني.[33]
السلطة التشريعية
السلطة التشريعية في الهند هي مجلسيين برلمانيين ويتكونوا من مجلس الشيوخ ويسمي Rajya Sabha ومجلس النواب ويسمي Lok Sabha (مجلس الشعب).[34] مجلس Rajya Sabha هو هيئة دائمة وتتكون من 245 عضو يعلمون لمدة ست سنوات متعاقبة.[35] ينتخب معظمهم بطريقة غير مباشرة من الولاية والمشرعيين الإقليمين طبقا لنسبة عدد السكان في الولاية. يتم مباشرة انتخاب[35] 543 عضوا من 545 عضوا بمجلس Lok Sabha عن طريق التصويت الشعبي لكي يمثلوا الدوائر الانتخابية المستقلة لمدة خمس سنوات.[35] ويتم انتخاب العضوان الأخران من المجتمع الانجلو هندي من قبل الرئيس، لو رأي الرئيس ان المجتمع لم يكن ممثلا علي نحو كاف.[35]
المحكمة
الهند لديها ثلاث مستويات قضائية متكاملة، يتكون من المحكمة الدستورية ويرأسها رئيس المحكمة الدستورية في الهند، وواحد وعشرون محكمة عليا وعدد كبير من المحاكم الابتدائية.[36] وللمحكمة الدستورية اختصاص أصلي بالقضايا المتعلقة بالحقوق الأساسية، النزاعات بين الولايات والمركز، الاستئناف علي المحاكم العليا.[37] وهي مستقلة قضائيا، [36]، وتملك القوة لتصدر قوانين وتعارض قوانين النقابة والولاية التي تتعارض مع الدستور.[38] كما أن الدور المطلق كمفسر للدستور هو أهم مهام المحكمة العليا.[39]
التقسيمات الإدارية
خريطة 28 ولاية وأقاليم اتحادية في الهند
تتكون الهند من ثماني وعشرين ولاية وسبعة أقاليم أتحادية. جميع الولايات والإقليمان الاتحأديان ل بونديشيري واقليم العاصمة الوطني دلهي قاموا بانتخاب الهيئة التشريعية والحكومات علي غرار نموذج وستمنستر.الخمس أقاليم الاتحادية الأخرى تحت الحكم المركزي مباشرة من خلال مدراء معينيين.في عام 1956، في إطارالقانون ينص على إعادة تنظيم حركة اعادة التنظيم الخاصة بالولايات تم تشكيل الولايات بناء علي أساس لغوي.[40] ومنذ ذلك الحين، ظل هذا الهيكل إلى حد كبير بدون تغيير. تم تقسيم كل ولاية أو إقليم اتحاي الي مقاطعات إدارية.[41] وتم تقسيم المقاطعات بدورها الي tehsil وأخيرا الي قرى.

الأحزاب السياسية في الهند
الهند هي أكبر ديمقراطية في العالم من حيث عدد السكان.[42][43] وبالنسبة لمعظم فترة ما بعد الاستقلال، والحكومة الاتحادية كان يقودها المؤتمر الوطني الهندي.[44] وتم السيطرة علي السياسة من قبل العديد من الأحزاب الوطنية بما فيهم المؤتمر الوطني الهندي، حزب Bharatiya Janata وحزب الهند الاشتراكي (الماركسي) واحزاب إقليمية مختلفة.منذ عام 1950 إلى عام 1990، فيما عدا فترتين قصيرتين، المؤتمر الوطني الهندي تمتع بالأغلبية في البرلمان. وكان المؤتمر الوطني الهندي خارج السلطة بين عامي 1977 و 1980، عندما فاز حزب الشعب الهندي في الانتخابات بسبب سخط الرأي العام بشأن حالة الطوارئ التي أعلنها رئيس الوزراء آنذاك انديرا غاندي. في عام 1989، قام ائتلاف الجبهة الوطنية بقيادة جاناتا دال تحالفا مع ائتلاف الجبهة اليسارية بالفوز في الانتخابات ولكن تمكن من البقاء في السلطة لمدة عامين فقط.[45] وحيث أن انتخابات 1991 لم تقدم لأي حزب سياسي أغلبية، شكل المؤتمر الوطني الهندي حكومة أقلية برئاسة رئيس الوزراء ناراسيمها راو وتمكنت من استكمال مدة الخمس سنوات الخاصة بها.[46]
الانتخابات العامة
السنوات من 1996 الي 1998 كانت فترة اضطراب في الحكومة الاتحادية مع عدة تحالفات ذات تأثير وقصيرة الأجل. حزب الشعب الهندي شكل الحكومة لفترة قصيرة في عام 1996، تليها الجبهة المتحدة التي استبعدت كل من حزب الشعب الهندي والمؤتمر الوطني الهندي، وفي عام 1998 شكل حزب الشعب الهندي تحالف وطني ديموقراطي مع العديد من الأحزاب الأخرى وأصبح أول حكومة غير تشريعية لتكمل مدة الخمس سنوات كاملة.[47] في [47] في الانتخابات الهندية عام 2004، فاز المؤتمر الوطني الهندي بأكبر عدد من مقاعد مجلس النواب وشكيل حكومة ائتلافية أطلق عليها التحالف التقدمى المتحد، وبدعم من مختلف الأحزاب ذات النزعة اليسارية وأعضاء المعارضة لحزب الشعب الهندي. جاء مجددا التحالف التقدمى المتحد إلى السلطة في الانتخابات العامة التي جرت عام 2009، بينما انخفض علي نحو كبير التمثيل السياسي للاحزاب ذات النزعة اليسارية مع الائتلاف.[48] أصبح مانموهان سينغ أول رئيس وزراء منذ جواهر لال نهرو في 1962 الذي يعاد انتخابه بعد الانتهاء من مدة الخمس سنوات كاملة.

العلاقات الخارجية الهندية
الطائرة المقاتلة الحديثة.سوخوي 30 MKI هي قوات الجوية الهندية الرئيسية مقاتلة ونسخة مطورة من سو 27. [122][122]
منذ استقلالها في عام 1947، وحافظت الهند على علاقات ودية مع معظم الدول. قامت بدور رائد في سنة 1950 عن طريق الدعوة إلى استقلال المستعمرات الأوروبية في أفريقيا وآسيا.[50] اشتبكت الهند في اثنين من التدخلات العسكرية القصيرة الأمد مع اثنتين من دول الجوار- قوات حفظ السلام الهندية في سري لانكا وقوات كاكتوس في جزر المالديف.و الهند هي عضو في دول الكومنولث، وعضوا مؤسسا لحركة عدم الانحياز.[51] وبعد الحرب الهندية الصينية، والحرب الهندية الباكستانية عام 1965، تحسنت علاقات الهند مع الاتحاد السوفيتي وأستمرت كذلك حتى نهاية الحرب الباردة. خاضت الهند حربين مع باكستان بسبب مسألة خلاف كشمير. الحرب الثالثة بين الهند وباكستان في عام 1971 أسفرت عن إنشاء بنجلاديش (ثم شرق باكستان).[52] وحدثت مناوشات اضافية بين الدولتان حول نهر سياتشن الجليدى.في عام 1999، خاضت الهند وباكستان حرب غير معلنة علي كارجيل.
تشارك الهند وروسيا في علاقات وثيقة- يظهر هنا رئيس مانموهان سينغ مع الرئيس دميتري ميدفيديف في مؤتمر القمة ال 34.
في السنوات الأخيرة، والهند تلعب دور مؤثر في رابطة جنوب آسيا للتعاون الاقليمى، و منظمة التجارة العالمية.[53] قدمت الهند ما يصل إلى 55،000 من أفراد العسكرية الهندية وأفراد الشرطة للعمل في خمسة وثلاثين عملية من عمليات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة عبر أربع قارات.[54] على الرغم من الانتقادات والعقوبات العسكرية صممت الهند علي رفض التوقيع على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية ومعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وتفضل بدلا من ذلك الحفاظ على سيادتها على برنامجها النووي. العرض الأخير التي قدمته الحكومة الهندية عزز العلاقات مع الولايات المتحدة والصين وباكستان.أصبح للهند علاقات وثيقة في المجال الاقتصادي مع غيرها من الدول النامية في أمريكا الجنوبية وآسيا وأفريقيا.
القوات المسلحة الهندية
وتحتفظ الهند بثالث أكبر قوة عسكرية في العالم، والتي تتكون من الجيش الهندى والقوات البحرية، القوات الجوية [22]، والقوات المساعدة، مثل القوات شبه العسكرية، وحرس السواحل، وقيادة القوات الاستراتيجية. فإن رئيس الهند هو القائد الأعلى للقوات المسلحة الهندية. الهند تحافظ على معاهدة التعاون الدفاعي مع روسيا ،إسرائيل وفرنسا، والذين هم أكبر موردي أسلحة. أشرفت منظمة ابحاث الدفاع والتنمية على تطوير الأسلحة المعقدة والمعدات العسكرية محليا، بما فيها الصواريخ البالستية، وطائرات مقاتلة والدبابات الرئيسية الحربية لتقليل اعتماد الهند علي الواردات الأجنبية.أصبحت الهند قوة نووية في عام 1974 بعد اجراء تجربة نووية أولية، عملية بوذا المبتسم، وأجرت مزيد من التجارب تحت الأرض في عام 1998. احتفظت الهند بالسياسة النووية " عدم البدء بالاستخدام"[55] وفي 10 أكتوبر 2008 وقعت اتفاقية التعاون النووي المدني بين الهند والولايات المتحدة، قبل تلقي الهند لوثيقة التنازل من الوكالة الدولية للطاقة الذرية لانهاء القيود الدولية المفروضة علي التجارة والتكنولوجيا النووية والتي بها أصبحت الهند بحكم الواقع سادس أكبر قوة نووية في العالم.

جغرافية الهند
الموقع
الهند هي جزء كبير من شبه القارة الهندية، تقع أعلي السهل التكتوني الهندي، هو سهل ثانوي بداخل السهل الأسترالي الهندي.[57] العمليات الجيولوجية المحددة للهند بدأت منذ خمسة وسبعين مليون سنة، عندما بدأت شبة القارة الهندية ثم جزء من جنوب القارة الأكبر Gondwana في بالانحراف تدريجيا مستمرا لمدة خمسين مليون سنة- عبر المحيط الهندي الذي كان لم يتشكل بعد.[57] نتيجة لتصادم شبة القارة مع السهل الاوراسي واختفائها تحته، ادي ذلك الي نشأه الهيمالايا، أعلي جبل علي الكوكب، الذي يتاخم الهند من الشمال والشمال الشرقي.[57] وفي قاع النهر السابق مباشرة جنوب جبال الهيملاايا الناشئة، حيث ادي تحرك سهل أرضي الي حدوث غور والذي أصبح تدريجيا فيما بعد مملوء بالرواسب التي تحملها الأنهار، والتي [58] تشكل الآن سهل [59]Indo-Gangetic. الي الغرب من هذا السهل مقطوعا بسلسلة جبل Aravalli الذي يقع في صحراء Thar.[60] السهل الهندي الأصلي أصبح الآن شبة جزيرة الهند، الأقدم وجيولوجيا الجزء الأكثر استقرارا في الهند.، ويمتد الي اقصي الشمال عند سلسلة جبال Satpura and Vindhya في وسط الهند.تبدأ تلك السلاسل الجبلية المتوازية من ساحل بحر العرب في Gujarat في الغرب إلي Chota Nagpur Plateau الغنية بالفحم في Jharkhand في الشرق.[61] الي الجنوب منهم بقية أرض شبه الجزيرة، نجد ديكان يحده من اليسار واليمين سلاسل الجبال الساحلية، Ghats الغربي وGhats الشرقي بالتوالي،[62] يحتوي النجد علي أقدم التكوينات الصخرية في الهند يرجع بعضهم لأكثر من مليار سنة.
المساحة
يبلغ عدد سكان الهند حوالي 1,210,193,422 حسب الإحصائية الهندية عام 2011م.[1] وبذلك تقع الهند الي الشمال من خط الاستواء بين '44°6 و'30°35 شمال خط العرض و'7°68 [63] و'25°97 شرق خط الطول.[64]
= خريطة طبوغرافية للهند.
يمتد ساحل الهند 7,517 كيلومتر (4,700 ميل)طويلا من تلك المسافة 5,423 كيلومتر (3,400 ميل)منتميا الي شبه جزيرة الهند والي 2,094 كيلومتر (1,300 ميل)لأندامان ونيكوبار، وجزر لاكشادويب.[2] واستنادا إلى الخرائط الهيدروغرافية البحرية الهندية، يتكون البر الرئيسي للساحل من الآتي: 43% شواطيء رملية، 11% ساحل صخري بما في ذلك المنحدرات الصخرية الشاطئية و 46% مسطحات من الطمي "mudflats" أو مستنقعات ساحلية.[2]
الأنهار
Munnar تلة محطة الغربية Ghats في ولاية كيرالا
أنهار الهيملاايا الرئيسية التي تدفق بشكل كبير داخل الهند بما في ذلك نهر الجانج وبراهمابوترا وكلاهما يصب في خليج البنغال.[65] تشمل الروافد الهامة لنهر الجانج، نهري Yamuna وKosi منخفضي الانحدار بشدة مسببين فيضانات مدمرة كل عام.من الأنهار الرئيسية لشبة الجزيرة والتي يمنع مصبها المنحدر المياه من الفيضان ويشمل ذلك نهر Godavari وMahanadi وKaveri وKrishna ويصبوا أيضا في خليج البنغال،[66] ونهر Narmada وTapti ويصبوا في بحر العرب.[67] ومن بين أبرز المعالم الساحلية في الهند مستنقعات ران كوتش في غرب الهند، والغرينية دنا سونداربانس، والتي تشترك مع الهند وبنغلاديش.[68] وللهند أرخبيلان هما : Lakshadweep وهي مجموعة جزر مرجانية بجانب الساحل الجنوبي الغربي للهند وجزر Andaman و Nicobar وهم سلسلة بركانية في بحر Andaman.[69]
المناخ
يتأثر مناخ الهند بشدة بالهيمالايا وصحراء Thar وكل منهما يؤدي إلي الرياح الموسمية.[70] تمنع الهيمالايا هبوب رياح katabatic الباردة القادمة من آسيا الوسطي، لتحافظ علي الجزء الأكبر من شبة القارة الهندية أكثر دفئا من معظم المناطق التي تقع معها علي نفس خط العرض.تلعب[71][72] صحراء Thar دورا حاسما في جذب الرطوبة المحملة بالرياح الموسمية الجنوب غربية وهذا في الفترة بين يونيو وأكتوبر لتمد الهند بمعظم أمطارها.[70] أربع مجموعات مناخية رئيسية هي السائدة في الهند : الاستوائية الرطبة، الاستوائية الجافة، وشبه الاستوائية الرطبة والجبلية.

جزيرة القرم الاوكرانيه
مع تصاعد احتمالية دق طبول الحرب بسبب الاجتياح الروسي لشبه جزيرة القرم الاوكرانيه ..
اليك ببعض المعلومات التاريخيه حول هذه المنطقه ..
١- شبه جزيرة القرم .. امارة أُنشئت بعد التوسع المغولي بقيادة "جنكيز خان" ، حكمها أحفاده ، ثم أسلموا بعد ذلك وحسن إسلامهم
٢- كان القرم يُحكم بنظام (الخانية) وهي من مُسميات الأنطمة التُركية القديمة ، وحاكمها يُلقب بـ(خان القِرم) ، والشعب يُسمى بـ( التَـتر )
٣- بعد الشهرة الواسعة لمحمد الفاتح (فاتح القسطنطينية ١٤٥٣م) ، وافق خان القِرم على الخضوع والتبعية للدولة العثمانية ، ووقع معاهدة على ذلك
٤- وتنص المعاهدة على أن للدولة العثمانية حرية الإختيار في تعيين خاناً (أميراً) للقرم ، شريطة أن يكون من نسل "جنكيز خان" المسلمين
٥- وتنص المعاهدة على السماح بذكر إسم "خان القرم" على المنابر ولكن بعد إسم الخليفة العباسي في مصر و السلطان العثماني (لم يتم ضم مصر أنذاك)
٦- أصبح "خانات القِرم" وخيالتهم التترية المتمرسة عضو فعال في الفتوحات العثمانية في أوروبا..بالرغم أنهم كانوا يُقاتلون بنظام العصور الوسطى
٧- ومما زاد من التقارب .. زواح حفيد محمد الفاتح (سليم ياووز) من إبنة خان القرم "منكلي كيراي" عائشة خاتون (وهي ليست عائشة والدة القانوني)
٨- عاصمة القرم في العهد العثماني كانت (بخش سراي) وهي من أجمل بقاع الدنيا عمارةً وطبيعة ، أما حالياً فهي (سيمفروبل) وكانت تسمى (آق مسجد)
٩- فشلت جميع المحاولات المتكررة من روسيا لإحتلال القرم بسبب القوة العثمانية ، ولكن بعد ضعفها .. إحتلت روسيا القرم وضمتها نهائياً عام ١٧٣٨م
١٠- وبمجرد دخول روسيا للقرم ، بدأت المذابح الجماعية للمسلمين تتواصل بين فترة وأخرى وبلغت أقصاها عندما تم تصفية أكثر من ١٠٠ ألف (إبادة جماعية)
١١- هاجر أكثر من مليون و ٢٠٠ ألف تتري مُسلم إلى الأراضي العُثمانية على فترات زمنية متباعدة ، وبعضهم هاجر إلى العراق وازبكستان وتركستان
١٢- في عام ١٩٢٨م حاول (ستالين) إنشاء كيان يهودي في القرم ، لكنه عدل عن ذلك بعد ثورة المسلمين بقيادة (ولي إبراهيم)، وأمر بإعدام ٣٥٠٠ تتري!
١٣- قام ستالين عام ١٩٢٩م بنفي أكثر من ٤٠ الف مسلم إلى سيبيريا (مناطق مُتجمدة) ، ومات أغلبهم بسبب الجوع و البرد، وأُلغي الأعتراف بسيادتها
١٤- نجحت السياسة الروسية في تهجير المسلمين من القرم ، ففي عام ١٨٨٣م كان عددهم (٩ مليون) وفي عام ١٩٤١م (٨٠٠ الف) .. واليوم (٢٥٠ الف)!
١٥- ومن المضحك المُبكي .. أن موسكو كانت تدفع الجزية لخان القِرم (محمد كيراي) التابع للدولة العثمانية ، واليوم روسيا تحتل القِرم!
مساجد القرم الاثرية تعود الى الحياة

الدولة الزندية (1750-1794)
نخبة من المؤرّخين الروس ترجمة: جلال زنگابادي إن السياسة المركزية، الصارمة، التي اتبعها نادرشاه أفشار (1688-1747م) اثارت نفوراً عامّاً تجاه حكمه؛ ومن ثم انفضّ من حوله، القسم الأعظم من كبار الاقطاعيين. ويذكر انه كان قد تعرّض لمحاولة اغتيال، أثناء عبوره لغابات مازندران، وقد شك بولده رضا قلي ميرزا، بأنه المدبر للعملية! وكذلك خيبته في غزو داغستان وتركيا العثمانية، ناهيكم عن الانتفاضات المتواصلة، في السنوات (1743-1747م) ضد عرشه؛ كل ذلك مجتمعاً جعله متبرّماً ساخطاً، بل ابتلى بحالة مرضيّة من سوء الظن والشك ؛ فاستحال فظاً وقاسياً جدّاً، بل وساديّاً؛ بحيث شنّ حملة تصفيات جماعيّة حتى على اعوانه من الأعيان، وخاصة في مقره السياسي الدائم في (مشهد) ؛ ولذلك دبّرت ضده مؤامرة شارك فيها حتى خوانين القبيلة الافشارية، وافلح المتآمرون في القضاء عليه في خيمته؛ فاندلعت إثْر مقتله الحروب الأهلية الدموية، التي قادها اقطاعيو ايران؛ بهدف الاستيلاء على العرش. ففي خراسان (مشهد) تسمّى علي قلي ميرزا أفشار (إبن أخ نادر) بـ (عادل شاه) واعتلى العرش سنة 1747 ، غير انه ما لبث ان لاقى مصرعه سنة 1748 بصورة غامضة، على يد اخيه ابراهيم ميرزاخان، الذي خلعه وسمل عينيه! وسرعان ما لحقه ابراهيم مقتولاً؛ ليخلّفه شاهرخ (حفيد نادر) الذي شق رجال الدين بمشهد عصا الطاعة عليه؛ بتحريض من الميرزا سيّد محمد مجتهد، الذي ادّعى بأنه من السلالة الصفوية (من طرف زوجته) ليحكم بالنيابة عنها. وقد تمكن فعلاً من خلع شاهرخ وسمل عينيه، وأعلن نفسه (الشاه سليمان الثاني)، لكنه يوسف علي خان (رئيس احدى القبائل) خلعه وأعدمه وأعاد شاهرخ الى العرش كملك بالاسم فقط، بينما حكم هو فعليّاً، واقتصر حكمه على خراسان خلال الحقبة (1748-1796م). وفي افغانستان هيمنَ احمد خان من قبيلة أبدالي (دراني) معلنا افغانستان دولة مستقلة، وتلقّب بـ (الشاه). وتمكن من بسط سلطته على هرات وسيستان. وفي استرآباد ومازندران، حكم محمد حسن خان رئيس قبيلة قاجار. وفي آذربايجان الجنوبية، حكم آزادخان الافغاني ، وهو احد قادة نادر شاه سابقا. أمّا خانات (إمارات) آذربايجان الشمالية وارمنستان وسلطنة گرجستان (جيورجيا) الشرقية، فقد استقلت عن ايران، في حقيقة الامر. وفي ما تبقى من ايران، حكم رئيسا قبيلتين كرديتين هما علي مردان خان رئيس قبيلة بختياري وكريم خان زند، رئيس قبيلة اللر (الزند فرقة من عشيرة اللك- المترجم) ، وقد اقتسم البختياري والزندي مدينة اصفهان، ليحكما باسم الشاه الصفوي اسماعيل الثالث، الذي اعلن نفسه شاها بعد مصرع نادر شاه، لكنّما سرعان ما دبّ النزاع بين ذينك الحليفين (البختياري والزندي) ؛ ممّا ادّى الى مصرع علي مردان خان اغتيالاً، وانتصار كريم خان زند، الذي ما لبث ان اسس الدولة الزندية (1750-1794م). بعد مصرع نادر شاه، وبغية السيطرة على ايران كلها؛ احتدمت الصراعات العنيفة بين المجموعات الاقطاعية الثلاث الحاكمة في (فارس) و (استرآباد= كَركَان) و (آذربايجان ايران) وذلك بقيادة: كريم خان زند، ومحمد حسن خان قاجار، وآزادخان. وقد انتهى الصراع، بانتصار ساحق لكريم خان زند، في حدود 1758م ، ومع ذلك لم يستطع بسط سلطته على عموم ايران، إلاّ في 1763م، بل ظلّت خراسان خارج دائرة نفوذه؛ حيث كان يحكمها شاهرخ أفشار الأعمى. ثم ان افغانستان وامارات آذربايجان – اران وارمنستان وسلطنة گرجستان الشرقية بقيت مستقلة. اتخذ كريم خان (شيراز) القريبة من موطن قبيلته، عاصمة لدولته، وسرعان ما نحّى الشاه اسماعيل الثالث عن العرش؛ لانتفاء الحاجة اليه؛ ليحكم بنفسه، لكنّه لمْ يتلقب بـ (الشاه) كالآخرين، وانّما اكتفى بلقب (وكيل الرعايا). يعتبر كريم خان، اول حاكم ايراني (من أرومة ايرانيّة/ ج.ز) يفلح في بسط حكمه على عموم ايران، منذ سقوط البويهيين في سنة 1055م ؛ إذْ كان الحكام والسلاطين، في الفترة ما بين سقوط آل بويه وصعود كريم خان، إمّا من الترك أو من المغول. لقد اثبت كريم خان بجدارة بأنه حاكم قدير وداهية وفعال؛ فرغم كونه من رؤساء القبائل الرحّالة (كانت عشيرة الزند رحّالة آنذاك رغم مقرها الدائم في ملاير، جنوب همدان/ ج.ز) إلاّ انه لم يستعن بالاقطاعيين الرحّالة وحدهم، وانما استقطب اليه امراء القبائل المستقرة، وحتى التجار، بل منح التجّار الأرمن امتيازات كبيرة، بالإضافة إلى سعي حكومته الى إحياء الصناعات والحرف، وتأسيس المصانع الكبيرة للأواني الفخارية والزجاجية، وقد استقدم كريم خان، الى شيراز، أولئك الخبراء الصناعيين، الذين كان نادر شاه قد استقدمهم سابقا من الهند، وخفف من ثقل الضرائب على كاهل المواطنين، ناهيكم عن اصدار قرارات تحدّ من الاطماع الانانية للملاكين ومظالمهم بحق القرويين، ونشط في إحياء قسم كبير من شبكات الري في أنحاء فارس وجنوب ايران. وكانت تلك الخطوات بمثابة نهوض مشهود للقوى الانتاجية. وكذلك بنى كريم خان، في عاصمته شيراز، ابنية جديدة، اسواقاً، مساجد، جوامع وقصوراً. ورغم كونه من الرّحّل، بلْ أمّيّاً، اهتمّ اهتماماً بالغاً بشؤون التربية والتعليم، جامعاً حوله ذوي العلم والمعرفة ، واكرم العلماء، وقد جدد بناء ضريحيّ الشاعرين الكبيرين سعدي وحافظ في شيراز. وكان كريم خان يسعى الى كسب الناس بالمعروف الى حدّ تخصيص 0 ساعتين – ثلاث ساعات من وقته يوميّاً؛ للاطلاع شخصيّاً على مشكلات الناس وشكاواهم ومطاليبهم.. وكان كريم خان حامياً للتشيّع والروحانيين الشيعة ، لكنه كان في الوقت نفسه حسن المعاملة مع اتباع الطوائف والأديان الاخرى. قدم كريم خان تسهيلات كبيرة لـ (شركة الهند الشرقية الانكليزية) ومنها السماح باستيراد الأصواف الى ايران واعفاء وارداتها وصادراتها من الرسوم الگمرگية، وحق تأسيس وكالة تجارية في (بوشهر) في سنة 1763ولكنه اشترط على التجّار الانگليز عدم اخراج الذهب والفضة من ايران، وفرض عليهم ان يشتروا الأمتعة الايرانية مقابل بيعهم للأمتعة الانگليزية، التي كانت من المنسوجات على الأغلب. لقد كانت البضائع الاوربية الواردة الى ايران حتى اواخر القرن (18م) قليلة جدا؛ إذْ لمْ تتحول ايران بعد الى دولة تابعة أو شبه مستعمرة لأيّة دولة أوربّيّة، وقد انتزع كريم خان البصرةَ من قبضة العثمانيين؛ لكونها الميناء الرئيس للخليج الفارسي حينذاك، وبُغية رفع مستوى التجارة الخارجية لايران. بما ان الانگليز عدّوا الشروط التجارية المفروضة عليهم من قبل كريم خان مجحفة؛ فقد سارعوا إلى تحويل مكاتبهم التجارية من (بوشهر) الى البصرة، التي استعادها العثمانيون. وكان التجار الهولنديون آنذاك ينافسون التجار الانگليز بشكل ملحوظ، اذ بسطوا نفوذهم على جزيرة (خارگ) الواقعة في الخليج الفارسي، وزادوا وقوّوا استحكاماتهم العسكرية فيها؛ بحيث اضحى الطريق البحري (البصرة- بوشهر- هندستان) تحت هيمنتهم، اضافة الى اقامة المكاتب التجارية في خارگ، واحتكار صيد اللؤلؤ، لكنّما لمْ تمرْ غير سنوات قليلة، حتى ظهر قرصان قوي اسمه (الامير مهنا) ليحتل الجزيرة سنة 1776فألحق الضرر بالتجارة الايرانية -الانگليزية، بلْ أدّى كل ذلك الى تضاؤل الأهمية التجارية لميناء بوشهر. تردت اوضاع الدولة الزندية ؛ إثر وفاة كريم خان سنة 1779؛ إذْ بدأت النزاعات العائلية تمزّق شمل الأسرة الزندية الحاكمة، فقد بقي ابو الفتح خان ابن كريم خان، حاكما بالاسم فقط خلال السنوات (1779- 1782) بينما راح اخوه وقادة كريم خان صادق خان، وزكي خان، وابن اخيه علي مرادخان، والزمر الاقطاعية المؤيدة لكل واحد منهم ، يتنازعون ما بينهم على مقاليد السلطة. وبعد صراع مرير انتصر علي مرادخان على منافسيه، وحكم خلال الفترة (1782- 1785) غير ان حكام وامراء العديد من المناطق لم يرضخوا لسلطته؛ فتصدعت وحدة الدولة الايرانية من جديد وتلاشت، واستشرت القلاقل والفتن والفوضى. وكان هنالك اقوى خصم لدود للاسرة الزندية، ألا وهو آغا محمد خان خواجه ابن محمد حسن خان قاجار، والذي كان يعيش تحت الاقامة الجبرية في البلاط الزندي؛ بعد مقتل والده، ولكنه انتهز الفرصة بعد موت كريم خان ؛ ليفرّ عائداً الى موطنه في مازندران؛ ليترأس قبيلته القاجارية، ويتعاظم نفوذه. كان آغا محمد خان، المعروف بـ (أخته خان= الخان المخصي/ج.ز) مستبّداً، غاشماً، وخبيثاً حاقداً، بلا رحمة، وقد حكم في السنوات (1779-1797) واثبت بأنه سياسي حسب مواصفات زمانه؛ فصار مؤسس الاسرة القاجارية، التي حكمت ايران قرابة القرن ونصف القرن. تمكن آغا محمدخان من ان يهزم جعفرخان زند، وانتزع منه اصفهان، كما استطاع بدهائه ان يستقطب الخانات ورؤساء القبائل الرحالة في شمال ايران، ويوحّد قواهم، ثم يتخذ طهران (القريبة من اطلال ري القديمة) عاصمة لدولته؛ لقربها من موطن قبيلته قاجار، ولتحكّمها بطرق القوافل... فرّ جعفرخان المهزوم الى شيراز، وقتل اثر مؤامرة.. واثناء الصراع المحتدم بين الحكومتين الزندية والقاجارية، والذي انتهى بانتقال سلطة ايران من الاولى الى الثانية؛ لعب الحاج ابراهيم (حاكم شيراز) الملقب بـ (شاه ساز= صانع الملوك) وكان من كبار الرؤساء المحليين، وقد لعب دورا مهما مشهودا، فأثمرت جهوده بإيصال الشاب لطفعلي خان ابن جعفر الى العرش في سنة ، ولكن الصراع المحتدم بين الزمرتين من اقطاعيي ايران (الزمرة الشمالية، التي كان يقودها القاجاريون، والجنوبية بزعامة الزنديين) انتهى بانتصار القاجاريين؛ اثر خيانة الحاج ابراهيم للأمير لطفعلي خان؛ اذ سلم شيراز لآغا محمد خان قاجار؛ ليحصل مقابل خدعته على منصب الصدر الأعظم عند القاجاريين! بينما ظل لطفعلي خان في كرمان (جنوب شرقي ايران) صامداً يقاوم القاجاريين، حتى وقوعه اسيراً بأيديهم ؛ إثر خيانة البعض من اعوانه في سنة 1794 ، فسمل آغا محمد خان عينيه بنفسه، ولمْ يشف غليله، بلْ راح يصب جام حقده المقيت على أهالي كرمان المؤيدين والمناصرين للطفعلي، ولقد انتقم منهم بهتك اعراضهم وسبي الفتيات والنساء وتوزيعهن على جنوده، كما امر باقتلاع عيون جميع الشباب والرجال الكرمانيين؛ فقدّم جنوده (20 الف زوج من العيون المقتلعة لهذا الطاغية الوحش! وحقيقة الامر، ان انتصار الزمرة الاقطاعية الشمالية بقيادة القاجاريين، في الصراع من اجل السلطة؛ لم يحصل بمحض الصدفة؛ ففي (القرن 18 م) شهد شمال ايران انتعاشاً اقتصاديّاً كبيراً ، حيث زادت الصادرات من الحرير الخام (الابريسم) والقطن. وارتبطت طرق القواف التجارية بين روسيا وتركيا وايران واسيا الوسطى بالموانئ الواقعة على بحر الخزر (قزوين). وكان ايضا لتوسع العلاقات التجارية مع روسيا اهمية اقتصادية بالغة لشمال ايران، غير ان جنوب ايران، ورغم مساعي كريم خان لم يشهد الانتعاش التجاري المرجو، الذي يمكن ان يضاهي التجارة مع روسيا، في ذلك العهد؛ حيث غدا اقطاعيو الشمال اغنى واقوى من الجنوبيين، واصبح الثراء والقوة في متناول يد آغا محمد خان في صراعه ضد الزنديين، وخاصة في بناء قوّاته... وبانتصار الزمرة القاجارية اعتلت سلالة تركية الاصل عرش ايران. في نهاية (القرن18م) شهدت ايران انحطاطاً اقتصادياً ومعمارياً كبيراً، ما عدا الانتعاشة القصيرة في عهد كريم خان زند، فقد ساد التخلف والانحطاط في اوصال المجتمع في المرحلة الاخيرة للاقطاع. فكان من المحال، مع طغيان العادات والتقاليد البطريركية الاقطاعية على الرحل، ان يحصل تطور متكامل وسليم في علاقات الانتاج البالية ، وخاصة في ظل النظام الاستبدادي العسكري الاقطاعي.. كانت ايران دولة متطورة ومتقدمة بصورة متكاملة ، بل واعلى منزلة من الدول الاوربية خلال (القرون 9-12م) على كافة الصّعد الاقتصادية والثقافية والاجتماعية ، غير انها انحطت في (القرن18 م) الى حضيض التخلف عن الركب الحضاري للدول الاوربية، التي انتصرت فيها الرأسمالية كأنگلترا وفرنسا وهولندا وعن الدول الرأسمالية (الناشئة والنامية) كروسيا القيصرية. ومردّ ضعف ايران هو وقوعها تحت تأثير النفوذ الاقتصادي والسياسي للدول الاوربية وخاصة انگلترا، التي كانت آنذاك دولة رأسمالية صناعية متقدمة، في اواخر (القرن18 م). وعليه فان العامل الخارجي، الذي ظهر آنذاك قد اثّر في سياق التطور التاريخي لايران، بحيث يمكن اعتبار نهاية القرن18 م ، هي البداية الحقيقية لتاريخ ايران الحديث، حيث تحولت تدريجيا في القرن19 م (اي العهد القاجاري) الى دولة تابعة ، بل شبه مستعمرة. المصدر تاريخ ايران * از دوران باستان تا پايان سده هيجدهم ميلادى ن. و. پيگولوسكايا/ آ. يو. ياكوبوسكي/ اي. پ. پطروشفسكي/ ل. و. استروبوا ترجمة: كريم كشاورز چاپ. پنجم ، 1363 ش (1985م) انتشارات پيام – تهران . * (الاقسام 17-18-19-21 من الفصل التاسع من السفر الكبير)
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى