مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* اسرار السحر اليهودي - السحر المغربي - حل السحر بسحر مثله .

اذهب الى الأسفل

* اسرار السحر اليهودي - السحر المغربي - حل السحر بسحر مثله . Empty * اسرار السحر اليهودي - السحر المغربي - حل السحر بسحر مثله .

مُساهمة  طارق فتحي السبت أبريل 06, 2019 7:24 pm

اسرار السحر اليهودي
اعداد: طارق فتحي
لكن لم نشرح حتى الآن كيف يستقطب و يجذب لغريغور إليه الجن و العفاريت و الشياطين، و ما هي العلاقة بينهما ؟؟؟ من هذا المنطلق علينا أن نعلم أن لغريغور روح علوية تستمد قوتها و طاقة حياتها من الأذكار و العزائم التي يرددها سحرة اليهود، فهو (أي لغريغور) مرتبط بتلك الجماعة و بقاءه حيا مرتبط بذكرها، فلو حدث و أن توقفت الجماعة عن تلاوة تلك الأذكار، لمدة معينة يصبح لغريغور مضطرا للعيش من الطاقة الموجودة به، فمتى نفذت تلك الطاقة مات، تماما مثل الجسد البشري فهو يحتاج إلى الغداء ليقوى و يعيش، فمتى توقف الإنسان عن الأكل يقوم الجسد بتذويب الشحم و الطاقة المخزنة داخله، فمتى ذاب كل الشحم، يستهلك الجسد اللحم حتى لا يبقى إلا العظم فمتى وصل الجسد البشري لهذه المرحلة و لم يجد غداءا يستهلك يموت إنسان.

إذا لغريغور يحتاج لذلك الذكر حتى يقوى و يكبر و يعيش، و بدون ذلك الذكر سيموت شيء فشيء حتى يفني و يندثر، هذه هي إذا العلاقة بين الاثنين، لكن علينا الآن أن نشرح كيف يجذب لغريغور الجن و الشياطين و العفاريت إليه ؟؟؟ كما شرحت أعلاه و بالتفصيل الممل، لغريغور روح علوية طاهرة و كلما زاد عدد الذاكرين لاسم الذي يعيش لغريغور منه كانت قوته اكبر، و الأرواح العلوية نور وهاج، و كما هو معلوم النور جذاب لكل شيء، فلو أشعلنا في الليل مصباحا إلكترونيا للاحظنا أن الحشرات تنجذب إليه و تدور حوله، لأنه يصدر طاقة حرارية مؤثرة على تلك الحشرات، الجن و الشياطين و العفاريت أيضا تجذبها بعض الألوان و بعض الأنواع من الطاقة، فلغريغور يصدر طاقة حيوية و حرارية تجذب إليه تلك الأرواح، مع العلم أن لغريغور روح لا جسد له، و هو مثل السراج الوهاج التي ينير المكان بألوان و حرارة تبهج القلوب، فهذه الطاقة التي يصدرها لغريغور تجذب إليها الأرواح السفلية فقط، فتأتي تلك الأرواح و تأخذ منها حاجتها من الطاقة، فمتى أخذت من تلك الطاقة صار لزاما عليها أن تعود إليها لتتزود من جديد بالطاقة التي يصدرها لغريغور و بالتالي تصبح مرتبطة به، تماما مثل شخص أدمن على استهلاك مادة مخدرة لا يستطيع أن يعيش بدونها، و كلما صار استهلاكه لتلك المخدرات كبيرا كلما صار ارتباطه بها و حاجته إليها كبيرا. إذا لغريغور يمد الأرواح السفلية بطاقة حيوية لتعيش، فهي متى أخذت منه صارت تابعة له، و كلما زاد استهلاكها لهذه الطاقة زاد ارتباطها بهذا لغريغور.

الاستنتاج النهائي أن العلاقة ثلاثية؛ العلاقة الولي تربط لغريغور بالساحر لأن طاقته الحيوية مستمدة من أذكار الساحر، ثم العلاقة الثانية بين لغريغور و الأرواح السفلية لأن هذه الأرواح تستمد قوة حيوية منه، و في الأخير يشكل الثلاثة علاقة مرتبطة ببعضها البعض لأنهم جميعا يستمدون قوتهم الحيوية من بعضهم البعض.

الآن و بعد أن أعطينا شرحا مفصلا من هذه المسألة وجب علينا أن نوضح كيف يستخدم اليهود للغريغور في أعمالهم الروحانية ؟؟؟ أولا علينا أن نعلم أن لكل إغريغور خصائص غير موجودة في غيره من أشباهه، لأن كل واحد مرتبط بجماعة معينة قد تكون أكثر أو أقل عددا من جماعة أخرى، فقوة لغريغور تكون كبيرة كلما كان عدد الأعضاء المنتمين للجماعة كبيرا و العكس صحيح، ثانيا؛ لكل إغريغور جدول خاص به و اسم سري و اسم قوة تستعمل لندائه و طلب المعونة منه أثناء الأعمال الروحانية، لن أتوسع هنا أكثر من هذا لأن هذا الشرح يتطلب موضوعا منفصلا نظرا لطوله و أهميته.

أولا علينا أن نوضح أن عملية تنشيط لغريغور و كيفية طلب العون الروحاني منه تعتمد على ثلاث شروط أساسية ليكون العمل صحيحا هي كالتالي:
01) معرفة الاسم السري للغريغور.
02) امتلاك الخاتم السري للغريغور.
03) معرفة الاسم السري أو الورد أو العزيمة الخاصة به.
غياب أحد هذه الشروط يعني بكل بساطة أن هذا الروح لن يستجيب للساحر حين يناديه، لأن عمله ناقص، لكن و قبل الخوض في شرح هذه الأمور بصفة مفصلة لابد لي أن أنبه الجميع لأمر أخر لا يقل أهمية عن الشروط الثلاثة المطلوبة لعملية طلب العون و المدد منه؛ هذه النقطة المهمة تتمثل في كيفية الارتباط به حتى يستجيب لنداء الساحر حين يطلب المدد منه، فتابعي معي بكل حذر لأن الأمر مهم جدا.

كيفية الارتباط بلغريغور:
حين يترشح أحد المبتدئين لدخول جماعة معينة من جماعات السحرة اليهود، أول خطوة لابد له من اجتيازها هي أن يقبله الحاخام الأكبر الحاكم على الجماعة المراد الانخراط فيها، فإن كان لهده الجماعة أكثر من شيخ واحد (أي ثلاثة أو خمسة أو سبعة) يجب أن يقبله على الأقل ثلثي الشيوخ، أي يقبله عن الأقل اثنان إن كان عدد الشيوخ ثلاثة، أو ثلاث شيوخ إن كان عددهم خمسة، أو خمسة شيوخ إن كان عددهم سبعة، و في حالة تساوي عدد الشيوخ الذين قبلوا العضو الجديد، يخضع المترشح لامتحان معين و نتيجة الامتحان تحدد مصيره سواء القبول أو الطرد. قد تبدوا لنا هذه العملية أو هذا التقليد معقدا لكن لكل أمة طريقتها الخاصة في تسيير شؤونها، و الحاخامات اليهود بهذه الطريقة يصطفون خيرة المبتدئين لتعليمهم الروحانيات، و بالتالي ليست الروحانيات العبرية مفتوحة لكل من هب و ذب، بل هي مقتصرة على عصارة المريدين و خيرتهم، و من جهة أخرى هي طريقة ذكية جدا و ماكرة لحفظ العلوم الروحانية من الشيوع بين عامة الناس.
متى تجاوز المبتدأ مرحلة القبول؛ يتم عرضه على شيخ أو حاخام معين قصد تجربته و امتحانه، هذا الامتحان معروف باسم امتحان الطبائع الأربعة (أي امتحان النار، ثم امتحان الهواء، ثم امتحان الماء، و أخيرا امتحان التراب) تتم هذه الامتحانات بدون علم المبتدأ، بحيث لا يجرأ أحد من الأعضاء على تنبيه المنخرط الجديد بالعراقيل التي ستوضع في طريقه، لأن الهدف هو اختيار أحسن الشباب و أقدرهم على تلقي العلوم الروحانية، و كل منخرط جديد يفشل في أكثر من امتحان واحد لا يقبل و يطرد قبل أن يتلقى درسا واحدا، من هنا نستنتج أن الروحانيات العبرية مفتوحة فقط لعصارة المترشحين لذلك هي قوية، لأن الذين يمارسونها متمكنين في هذا المجال.
حين يتجاوز المنخرط الجديد هذه الامتحانات الأربعة فقط يربطه الحاخام بلغريغور، و ليس قبل ذلك، لأن ما سيكشفه له الحاخام من أسرار حول هذا الروح يعتبر سرا يمنع منعا بثا البوح به أو إفشاءه و سنلاحظ ذلك حين نصل إلى القسم الذي يؤذيه المبتدأ حين يربط بهذا الروح
إذا العقبتان الوحيدتان في طريق المنخرط الجديد هما:
واحد: قبول الحاخامات له.
ثانيا: اجتياز امتحان الطبائع الأربعة.
تتم عملية الارتباط بلغريغور إذا بعد هاتين المرحلتين و ليس قبلهما، كما تتم عملية الارتباط عن طريق طقس روحاني خاص سنراه معا في محله إن شاء الله تعالى فلا نسبق الأحداث.
إذا بعد اجتياز هذه العقبتين؛ يبدأ الحاخام في تهيئة المبتدأ أو العضو الجديد قصد ربطه بلغريغور، و أول خطوة هنا هي تحديد الاسم السري للمنخرط، و طلسمه الخاص؛ قد تبدوا لكم هذه الأمور مبهمة لكن لن تكون كذلك بعد الشرح الأتي:

السحر والسحرة في المغرب العربي
اعداد : طارق فتحي
المرابطون والموحدون شجعوا السحرة وكانت لهم أسواقا عامرة يؤمها الناس
ما الذي يجمع بين دخان البخور وامواج البحر ونور القمر وبيض الحرباء وعش الخطاف وروث الدواب ومخ الضبع؟
ليس الامر لغزا لامتحان ذكاء القارئ، فمن الواضح، في فهم كل مطلع على أحوال المجتمع المغربي، ان الذي يجمع كل هذه العناصر المتفرقة الى بعضها هو علاقة غامضة ومخيفة تدعى السحر, وتشمل مطلق الممارسات والطقوس الغريبة التي تمكن الفرد من جلب المنافع او المضار لنفسه او للاخر بحسب الطلب، وتحقيق كل غريب وعجيب من رغبات الناس التي تختلف ولا تنتهي!
إن السحر من اقدم المعتقدات والظواهر التي عرفتها البشرية منذ ليل التاريخ, وليس معروفا عن شعب من شعوب الارض انه كان يجهله، في الماضي كما في الحاضر, وذلك ما دفع علماء الاجتماع والانثربولوجيا الى الخروج باستنتاج مفاده ان السحر هو نتاج حاجات طبيعية مشتركة، كامنة في اعماق النفس البشرية المعقدة.
ومثل غيرهم من امم وشعوب الارض، عرف المغاربة منذ العصور الغابرة معتقدات تعبدية وسحرية ما زالت بقاياها صامدة ومتداولة بيننا حتى الان, فقد عبد البربر وهم المغاربة الاقدمون عيون الماء والاشجار والكبش ملك القطيع والكواكب وجن المغارات والعيون والهواء, واعتقدوا في السحر، اي في امكانية خلق شيء أو حيوان او بشر اما برسمه او بكل بساطة من خلال النطق باسمه, واعتقدوا انهم بذلك يستطيعون التحكم فيه والامساك به وتدميره او معاقبته, ومارسوا ايضا عبادة الموتى، وكانوا يوجهون قبورهم جهة مشرق الشمس ويدفنون مع موتاهم المجوهرات والجرار والقصاع الطينية لاعتقادهم في خلود الروح.
واذا كانت تلك معتقدات اسلاف البربر، فإن القارئ سيكتشف خلال الاتي من مقالات ان الكثير من المعتقدات والممارسات السحرية التي لا تزال رائجة حتى اللحظة الراهنة في المغرب، هي استمرار لتلك المعتقدات القديمة التي سادت منذ ما قبل التاريخ, واضيفت اليها خلال المراحل التاريخية اللاحقة بعض المعتقدات والطقوس الرومانية، خلال فترة الوجود الروماني بالمغرب، قبل الفتح الاسلامي, كما انضافت اليها في العصور الوسطى تأثيرات افريقية حملها معهم الى المغرب التجار الذين كانوا يجلبون العبيد من غرب افريقيا، بالاضافة الى التأثيرات القادمة من الشرق الاسلامي.
ويشهد التاريخ ان ملوك اكثر السلالات الحاكمة في المغرب اصولية وتشبثا بأحكام الشريعة الاسلامية، وهم المرابطون والموحدون، كانوا يشجعون او يغضون الطرف عن انتشار السحر والسحرة, وكانت في عصورهم للسحر اسواق عامرة يؤمها عامة الناس على مرأى ومسمع من السلطات، بل ان الملوك المرابطين حسب روايات تاريخية كانوا يستشيرون المنجمين، قبل عبورهم البوغاز الى عدوة الاندلس.
ويحكي المؤرخ ابن عذاري المراكشي في هذا الصدد، ان الامير أبا القاسم الذي كان يرافق يوسف بن تاشفين المرابطي، خلال غزوته للضفة الاندلسية من بوغاز جبل طارق، لم يعط الامر لجنوده بمهاجمة الجيوش المعادية الا بعد ما حصل على موافقة منجمه,, حيث يقول المراكشي «فأمر الامير ابو القاسم منجمه بأخذ طالع الوقت والنظر فيه فوجده أوفق طالع وأسعد وأدلها على أن الظفر للمسلمين والدايرة للمشركين، حسب ما جرى الامر عليه,,».
وحسبنا هذه الاشارة التاريخية العابرة لنصل الى مغرب الحاضر، الذي لا يزال للمعتقدات السحرية القديمة فيه حضور قوي، من ابرز تجلياته ما نراه من رسم لاصابع اليد الخمسة على مؤخرة شاحنة,, او كتابة عبارة «عين الحسود فيها عود»، او تعليق حدوة الحصان على بعض ابواب الدور، بالاضافة الى الاقبال الذي لا يزال كبيرا على زيارة اضرحة الاولياء ودكاكين السحرة واسواقهم، الخ في مدن المغرب الكبيرة، كما في قراه النائية.
ويدفعنا ذلك الى اعادة طرح السؤال القديم الذي طرحه بعض الانثربولوجيين منذ بدايات القرن الماضي: من اين اكتسب المغاربة تفوقهم على غيرهم من الشعوب المغاربية والعربية في مجالات السحر؟
المؤكد ان انفتاح بلادنا عبر التاريخ على رياح التأثيرات التي حملها معهم، بشكل متلاحق، تجار وغزاة او فاتحون فينقيون ورومانيون وقرطاجيون وافارقة ويهود ثم مسلمون، كان له دور ما في هذا «التفوق»، لكن من جانب آخر، يسجل تاريخ السحر في المغرب ان نخبة من الفقهاء، السحرة المغاربة وضعوا قبل قرون مصنفات تعتبر رائدة واعمالا مؤسسة في هذا المجال, ونخص منهم بالذكر ابا العباس البوني وابن الحاج المغربي، اللذين ألفا الكثير من الكتب في العلوم الخفية، لا يزال رواجها الكبير على طول الوطن العربي وعرضه حتى اليوم، دليلا قائما يشهد على تفوقها في الميدان.
وقد شكلت تلك المصنفات تحولا غير مسبوق زاد من نشر «المعارف الخفية» على نطاق واسع، حيث لم تبق أسرارا ثمينة تحتكرها صفوة الفقهاء السحرة، ونزلت الى الارصفة لتباع بأبخس الاثمان, وصارت ربات البيوت يتسابقن الى تجريب الوصفات الغربية التي تعج بها تلك الاوراق الصفراء، من اجل علاج طفل مريض او كبح تسلط زوج!
لكن، كيف نفسر تعايش بقايا المعتقدات السحرية مع التطور الهائل للعلوم في الوقت الذي يعيش فيه المجتمع المغربي المعاصر منذ عقود قليلة في بؤرة تحولات عميقة تمس بنياته وانماط التفكير والسلوك لدى الافراد والجماعات ومن عنف التحولات تستحيل الحياة اكثر ميلا الى الصعوبة والتعقيد.
والمعروف في علم الاجتماع انه في زمن التحولات العميقة تتنامى مشاعر عدم الاستقرار ويزداد انتشار الخرافات كلما زادت ظروف الحياة صعوبة، اي ان الخرافات تكثر وتنتشر بانتشار حالات القلق والاضطراب والشعور بالضعف والعجز عن مواجهة مشكلات الحياة ومخاطرها», ولذلك فإن السحر كما الخرافة في المجتمع المغربي، انما يقوم بتهدئة المخاوف الناشئة عن الاضطرابات التي تسود زمن التحولات الراهن.
وبعبارة أخرى يمكن القول ان السحر يحافظ على مشاعر الخوف من الانحرافات والتوترات المؤذية للمجتمع، فيلعب بذلك لصالح ضبط النظام الاجتماعي (القائم), فهو من الجانب السوسيولوجي مطمئن لانه يمنح للانسان الاعتقاد في التعرف على الشر وانه في الامكان معالجته, ومن الجانب النفساني، يلعب السحر دورا تفريغيا بتحديده لمبررات القلق لدى الفرد وتغييره لاتجاه العدوانية نحو عامل محدد للضر,, اما من الجانب الايديولوجي فإن السحر يفسر من خلال حركة الارواح الشريرة، انتقائية الحوادث والمصائب والويلات التي تصيب بعض الناس وليس الاخرين,,» ومن هنا الضرورة التي يفرضها السحر على الافراد باللجوء اليه في مرحلة التحولات العميقة.
إن هذه السلسلة من المقالات ليست تذكرة داود لمن يرغب في تعلم السحر, والوصفات التي سيجدها القارئ في بعض الحلقات تعمدنا التصرف فيها، بشكل يحبط كل محاولة لتطبيقها, واذا نوردها فلغاية وحيدة هي تقريب نمط التفكير السحري الى القارئ غير المطلع, ولن نكرر بما يكفي من الالحاح تحذيرنا للقارئ الكريم من مغبة تجريبها, وناقل الكفر ليس بكافر!
عندما شرعنا في تجميع المادة المرجعية لاعداد هذه المقالات حول السحر في المغرب، هالنا حجم الفراغ الكبير الذي تعانيه المكتبة المغربية حول الموضوع, فكل ما هو منشور باللغة العربية حتى الان لا يتجاوز بضع مقالات وكتابين او ثلاثة تتناول موضوع السحر بشكل عام, ولا تعكس بالتالي عمق وحجم انتشار الظواهر والمعتقدات السحرية في المغرب.
واغلب ما كتب حول الموضوع باللغات الاجنبية خصوصا الانكليزية والفرنسية، انتج خلال المرحلة التي سبقت وواكبت او تلت الوجود الاستعماري الفرنسي للمغرب، اي نهايات القرن التاسع عشر الى منتصف القرن العشرين الميلادي, وانتجته ثلة من المهتمين والباحثين الاجانب، اغلبهم فرنسيون، وللامانة نسجل ان بعضهم درسوا السحر في بلادنا بالكثير من العمق، فيما كان اخرون منهم متحاملين تحكمهم نظرة التفوق الاستعماري على شعبنا «المتخلف» و«المتوحش».
وفي مقابل فراغ المكتبة المغربية والعربية الملحوظ من المؤلفات التي تتناول السحر من وجهة نظر نقدية، لاحظنا ان «مكتبات الرصيف» تحقق ارباحا خيالية من اعادة طبع الكتب الصفراء التي تتناول مجالات واغراض السحر باستعراضها لوصفات مفصلة تفي بكل الاغراض التي تخطر ولا تخطر على بال انسان، وتلاقي اقبالا لا يتصور من قراء كثر، يميز اغلبهم بالكاد بين الحروف الابجدية!
قد يلاحظ القراء على هذه الحلقات انكبابها على المعتقدات والممارسات السحرية في ارتباطها بظاهرة الاولياء المتصوفة والزوايا الواسعة النفوذ الروحي في المغرب, ويجد ذلك مبرره في كون كاتب هذه السطورة يعتقد بتواضع لكن بيقين تام، انه «بين المقدس والسحري (في معتقد عامة المغاربة) ليس ثمة فرق جوهري»، كما خلص اليه (ادموند دوتيه) قبل قرن من اليوم, ونسوق دليلا على ذلك، مرة أخرى، ما نلمسه من تمسح بالمزارات والاضرحة التي لا تزال وستبقى لفترة طويلة مقبلة مجالا حيويا للسحرة وباعة الوهم, اولئك الذين يزعمون تخليص مرضى الخرافة من شر يلاحقهم ليمنحوهم في المقابل «البركة»، هذه القوة السحرية التي تفعل كل شيء تجلب العريس للفتاة العانس، وتشفي امراض البدن والعقل، كما تقرأ لاصحاب النفوس القلقة من المجهول صفحات المستقبل من دون غموض وبصيغ التفاؤل.
أليس ذلك هو التخصص الكبير للاضرحة وللسحر في المغرب؟



حل السحر عن المسحور بسحر مثله
جمع وتأليف : طارق فتحي
حل السحر عن المسحور يأتي على جهتين :
الأولى : أن يكون بمباح شرعاً ، كاستخراجٍ له بعد علم بمكانه ، أو رقية من راق ، أو نحو ذلك ، فهذا لا شِيَةَ على صاحبها ومباح بالإجماع ، قال الحافظ ابن حجر – يرحمه الله – كما في » فتح الباري « (( وقد سُحر النبي صلى الله عليه وسلم وفُك عنه سحره وَرَقَى ورُقِي صلى الله عليه وسلم )) أ. هـ .
§ الثانية : أن يكون بسحر آخر ؛ لإبطال السحر الأول الذي وقع فيه امرؤٌ ، فهذا وقع فيه الخلاف بين السلف والخلف ، وقد حكاه عن السلف جماعة ، ومن أولئك : ابن بطال المالكي – يرحمه الله – كما في : » شرحه على البخاري «
( 9/445 ) حيث قال فيه : " واختلف السلف هل يُسأل الساحر عن حل السحر عن المسحور " ، وذكر القولين في المسألة ، واشتهار حكاية الخلاف بَيِّنَةٌ ، وقد توارد الأئمة على ذكرها ، ومن مشاهير أولئك : الحافظ ابن حجر – يرحمه الله – كما في : » فتح الباري « وبدر الدين العيني – يرحمه الله – كما في : » عمدة القارئ « والموافق ابن قدامة – يرحمه الله – كما في : » المغني «في آخرين .
والقول الأول المشتهر : عدم جواز ذلك ، وأنه محرم ؛ وأدلته معروفة ، ومن ذلك : العمومات الواردة في النهي عن الذهاب إلى السَحَرِة والعرافين ، ومن ذلك : ما خرجه الإمام أحمد في : » مسنده « وفيه ابن عياش ، وفيه مقال كما قاله الأئمة ومنهم الحافظ بن حجر – يرحمه الله – وفيه يقول المصطفى r : (( تداووا عباد الله، ولا تداوو بحرام )) ، ومن ذلك نهي النبي r عن الذهاب إلى الساحر كما في الحديث المشهور ، وفيه : (( من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة )) خرجه مسلم ، والساحر داخل في جنس ذلك – كذا قالوا – .
وأما القول الثاني : فذهب إليه جمهور الفقهاء ، وهو مذهب الإمام البخاري ، وجزم به جماعة ، وعلقه البخاري – يرحمه الله – في : » صحيحه« عن سعيد بن المُسَيِّب أنه : جوزه ، وقال به ، ووصله الطبري في : » تهذيب الآثار « ، قال الحافظ ابن حجر في : » تعليق التعليق « : " وسنده صحيح " ، وبه جزم جماعات ، وهو مشهور مذهب الشافعية ، كما في : » شرح المنهاج « للشمس الرملي وغيره .
وهو مشهور مذهب الحنابلة ، ولكن بقيد : الحاجة ، والاضطرار إلى ذلك ، وليس المقصود بالاضطرار : الضرورة التي توجب جواز أكل الميتة ؛ وإنما الحاجة التي تظهر فيها المشقة ، كذا شرحوه ، قرره عن الحنابلة جماعة ، ومن أولئك : الحجاوي – يرحمه الله – في كتابه » الإقناع « ( 4/301 ) ، وقرره ابن النجار في : » المنتهى « ( 5/175 ) ، وبهذا جزم جماعة من الأئمة ، ومن أولئك : الإمام ابن جرير الطبري – يرحمه الله – ، وذكر أن هذا من النفع ، والذي نُهي عنه ضَرَرُ السحر ، لا الانتفاع به هنا ، ذكره عنه جماعة ، ومن أولئك : ابن بطال كما في : » شرحه على البخاري « ( 9/445 ) .
يقول الحافظ ابن حجر t كما في : » فتح الباري « ( 1/244 ) : " وهذا هو المعتمد ( أي : جواز حل السحر بالذهاب إلى ساحر ) قال : وهذا هو المعتمد ،
ويُجاب عن الحديث والأثر ، ( أي : الذي فيه نهي ) ، " بأن قوله r : (( النشرة من عمل الشيطان )) إشارة إلى أصلها ، ( أي أصل النشرة من عمل الشيطان ؛ ولكن هنا لا ليس كذلك ) ، إشارة إلى أصلها ويختلف الحكم بالقصد ، ( أي : إذا قصد الإضرار بالذهاب إلى الساحر حَرُمَ ، وإذا قصد الانتفاع بالذهاب إلى الساحر جاز ) قال : ويختلف الحكم بالقصد ، فمن قصد به خيراً كان خيراً ، وإلا فهو شر أ. هـــ .
وقال ابن الجوزي – يرحمه الله – كما في : » غريب الحديث « ( 2/408 )
" . . . إطلاق السحر عن المسحور لا يكاد يقدر على ذلك إلا من يعرف السحر ، ومع هذا فلا بأس بذلك " أ. هـ .
وعليه فإن القول بما ذهب إليه الجمهور من الشافعية والحنابلة ، وهو مذهب البخاري ، واعتمده الحافظ ابن حجر وغيره . يُخَرَّّج على أنه خرج من العمومات ؛ لأجل أنه من باب طلب الانتفاع بحل مَرضٍ وعلة ، يَشُقُّ نَزْعُها عادة ، ولذلك قال ابن الجوزي : " إطلاق السحر عن المسحور لا يكاد يقدر على ذلك إلا من يعرف السحر " أ. هـ.
ولكن هاهنا شيئان :
§ الأول : أنّ الأصل في تقرير المسألة : ما سبق من : النهي عن السحر ، والذهاب إلى السحرة ، وما إليه .
§ الثاني : أن يكون ذلك الاختلاف على المحل الذي وصف آنفاً ، وهو : أن يكون في المضايق عند وجود الحرج والمشقة ، والعنت مما يسمى : بالحاجة الظاهرة ذات المشقة ، التي تقوم مقام الضرورة .

ما يتعلق بتصديق الساحر .
ما يتعلق بتصديق الساحر ؛ هل هو موجب للخروج عن الملة . على المذهب عند السادة الحنابلة ؟ .
المعتمد والمشهور فيه : هو أن المرء لا يخرج عن الملة إن صدق الساحر ، بعد الذهاب إليه ، هو الذي اعتمده المرداوي في : » الإنصاف « ، وكذا البهوتي في : كشاف القناع « في آخرين ، ومنه حديث : (( من أتى كاهناً أو عرافاً ، وصدقه بما قال فقد كفر بما أنزل على محمد )) قال أصحاب المذهب : المراد كفر دون كفر ، وليس كفراً مخرجاً من الملة ، أو كفراً النعمة ، لا الكفر الذي يخرج من الإسلام ، كذا قالوا في تأول الحديث ، وعليه فإن المسألة فيها قولان :
§ الأول : هو أن ذلك موجبٌ للكفر . وأنه لا يجوز البتة المجيء بذلك التصديق لظاهر الحديث ، وهذا هو الذي جزم به ابن قيم الجوزية – يرحمه الله – كما في : شرح منازل السائرين .
§ الثاني : أن ذلك لا يوجب الخروج من الملة ؛ وإنما هو كفر دون كفر ،
أو كفر نعمة , وهو معتمد مذهب الحنابلة ، قال شيخ الإسلام عند الشافعية – أي زكريا الأنصاري – كما في : » أسنى المطالب « وهو مذهب الشافعية " أ. هـ ، وقرر ذلك الكاساني عن الحنفية – أيضاً – كما في : » بدائع الصنائع « في آخرين .
إلا أنه لا بد من التنبيه إلى أمر في ذلك وهو : أنّ التصديق يأتي على جهتين :
§ الأولى : أن يصدق أن هناك من عنده شيء من خصائص الرب I فلا ريب أن ذلك كفر ، ولو قعد في بيته .
§ الثاني : ألا يصرف له شيء من خصائص الربوبية والإلهية وما إليها ؛ وإنما يصدق أن الساحر فيه شيئان :
¥ الأول : أنه يضر وينفع بإذن الله كسبب محرم شرعاً ، فإن الأسباب
نوعان :
¤ الأول : أسباب توصل إلى مُسَبِّبَاتٍ عادة ، وذلك جائز ، ومن ذلك : أنَّ الماء يُحْدِثُ الرَّي ، وأن النار تحرق وما إلى ذلك ، وقيل : هذا جبلَّة وطبع ؛ وأما السببية ففي غيرها ، ومن ذلك : الأمراض والاتقاء منها ، كأسباب معروفة ، ولذلك نُهي أن يدخل الإنسان على مريض إلى آخره .
¤ الثاني : أسباب محرمة شرعاً ، أو منهي عنها : كنهي كراهة أو تحريم ، ومن ذلك : السحر ، فإن السحر أثبت الشارع له ضرراً ونفعاً بإذن الله ، ونهى عنه ، وعن تعلمه – وهو معروف في قصة هاروت وماروت – بالإجماع ، قاله القرطبي – يرحمه الله – في : » أحكام القرآن « في آخرين .
¥ الثاني : أن يصدق بأنه يعمل السحر ، وعملية السحر سبق وصفها ، وهي : مركبة من نفثات شيطانية ، مع عقد وما إليه ، فإذا صدق أنه : يعمل السحر على عمله المشهور ، فإن ذلك لا شية فيه من حيث هو ، وكذا الأول لا شية فيه من حيث هو ، فهذان شيئان يصح التصديق بهما في حق الساحر ويجوز ، ولا حرج شرعاً في وقوع ذلك ؛ بل الأول الشرع أتى بإثباته فوّجب إثباته على وفق ما جاء في الشرع ، والثاني صحيحٌ من حيثُ عمليَّةُ السحر ، وقد ذكرها الأئمة ، ووقع ذلك للنبي r وَلَمَّا وصفوا طريقة سحره r ذكروا ذلك .
والخلاصة : أن التصديق إذا كان بذينك الأمرين الموصوفين آنفاً في الشق الثاني فلا شيء فيه ؛ وأما إذا كان من الأول فإنه كفر بواح ولو صرفه لنبيٍّ ، أو وليٍّ ، أو أبٍ ، أو نحْْوِ ذلك ، فلا يشترط فيه أن يكون لساحرٍ اصالة .

تضافرت الأدلة من الكتاب والسنة على تحريم السحر وكفر الساحر، يقول الله سبحانه وتعالى عن اليهود (واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون).فقد أخبر سبحانه وتعالى بكذب الشياطين فيما تلته على ملك سليمان -عليه السلام- ونفى عنه ما نسبوه إليه من السحر، بنفي الكفر عنه، مما يدل على كون السحر كفراً. وأكد كفر الشياطين، وذكر صورة من ذلك وهي (تعليم الناس السحر) ومما يؤكد كفر متعلم السحر قوله تعالى عن الملكين اللذين يعلمان الناس السحر ابتلاء لمن جاء متعلماً (إنما نحن فتنة فلا تكفر) أي لا تكفر بتعلم السحر.ثم أخبر سبحانه أن تعلم السحر ضرر لا نفع فيه، فقال (ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم) وما لا نفع فيه وضرره محقق، لا يجوز تعلمه بحال. ثم يقول سبحانه (ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق) أي لقد علم اليهود فيما عهد إليهم، أن الساحر لا خلاق له في الآخرة، قال ابن عباس: ليس له نصيب، وقال الحسن: ليس له دين. فدلت الآية على تحريم السحر، وعلى كفر الساحر، وعلى ضرر السحرة على الخلق، وقال سبحانه (ولا يفلح الساحر حيث أتى) ففي هذه الآية الكريمة، نفي الفلاح نفياً عاماً عن الساحر في أي مكان كان، وهذا دليل على كفره.

طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى