* عمتي والجن - الهمس الصاخب - رحلتي للكعبة - النساء يمكنهم - الخبز - الحقيقة

كرسي الاعتراف
طارق فتحي
عندما تلبس الجن عمتى
قصه حقيقية
(("وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ"؟! ))
انا واختى شابتان جميلتان فى مقتبل العمر..جميلتان ممتلئتان الجسم بيضائتان البشره..عندما نخرج للشمس يتلألأ وجهينا تحت اشعتها من شده البياض..
تزوجنا اخوان شقيقان..وسكنا فى منزلين متجاورين
فى يوم كنا ذاهبات الى المسجد لحضور احتفال هناك..وكان الطريق للمسجد يمر على مقبرة كبيره.. وكان الوقت مغربا..والدنيا بدأت تظلم قليلا..فاستعجلنا المسير..ودخلنا المقبرة نمشى بين القبور مسرعات..
دخلنا والخوف يكسونا..فتارة نمشى على قبر..وتارة..تصطدم ارجلنا بالحجاره..من شده خوفنا..
يومها شعرنا بخوف كبير..وان هناك خطبا حدث لنا..
احسسنا اننا غير مرتاحات..وان اجسادنا بدت اثقل من المعتاد..
لم تتحدث احنا بما حدث لها للاخرى..
لكن رجعنا الى منزلنا ونحن مختلفات عن ذى قبل..لم نعد تلك الاختنين المتحابتين ..
صارت كلا منا تتحاشى الاخرى..وعندما نجتمع مع بعضنا بحكم جيرتنا لبعض..تحدث بيننا المشاكل على اقل سوء فهم او اتفه الاسباب..
كما اننا بتنا نحلم احلام مزعجه..نرى كوابيس..اكثر احلامنا عن القطط السوداء..دائما نتشاجر مع ازواجنا..
احد الاختين وهى مريم..كانت تعانى اكثر من اختها..كانت قد اصبحت عصبيه جدا..
اى شئ يثير مشاعرها..وتحزن وتصبح عينيها شريرتان غاضبتان..اما سلمى..فكانت اكثر ايمانا..واكثر حبا لطاعه الله عز وجل..
احست والدتهما ان هناك خطبا قد الم ببناتها كلما زاروها..
فسالت من حولها عن السبب..لكن لا جواب..فالامر كان مبهما..
الى ان يوما...كانت مريم قد ذهبت لزياره صديقه لها قد رجعت من السفر..وكان عندها بعض النسوه هناك..مجتمعات..جلست مريم بينهم تضحك وتتسامر..حتى احست بشئ غريب فى معدتها..احست انها ثقيله وان هناك شئ يجثوا على قلبها..ويتحكم فى رأسها وجسدها..شئ يخنقها..يمسك لسانها..يخنقها فلا تستطيه ان تتحدث او ان تتنفس..حاولت ان تقوم فوقعت..حاولت مره اخرى...فشعرت ان شخصا يحملها عاليا ويرميها ارضا..3 مرات وهى على هذا الحال..والنساء تتفرج عليها خائفات..لا يعرفون مايفعلون..يخافون ان يقتربن منها..فيصيبهم مكروه..
تحاملت مريم على نفسها..تحاول ان تهدئ نفسها..لكنها لم تستطع ان تفعل شئ..لان ارادتها كانت مسلوبه..فليس هى من يحرك يديها..ولا هى من يحرك قدميها..ولا هى من يحاول ان يقوم ويرمى بنفسها ارضا حتى يرتطم رأسها بالارض مسببا لها الوجع والالم..
انها؟؟؟؟؟


الهمس الصاخب
طارق فتحي
كعادتي بعد منتصف الليل من كل يوم اؤدي طقوسي الدينية حتى صلاة الفجر, بعدها اخلد الى النوم العميق يغمرني احساس رائع بالطمأنينة والرضا والقبول. ذات يوم شتائي عاصف وسماء مكفهرة ترعد وتبرق, اطلت من نافذة غرفتي فاذا بالشوارع خالية تماما والساعة تشير الى الثالثة بعد منتصف الليل , سمعت طرقا خفيفا على الباب وخشية من استيقاظ اهلي والقاء اللوم عليَ كالعادة , هرعت مسرعا لارى من الطارق في مثل هذه الساعة المتاخرة من الليل , فاذا بي اجدها فتاة شابة لم اراها من قبل .
ارجوك اخي الجو مكفهر في الخارج اني ارتجف من شدة البرد وصوت البرق والرعد يصيبني بالجنون هلا سمحت لي بالاحتماء عندكم ريثما تهدأ هذه العواصف اللعينة , اطرقت راسي ملياً متفكراً بالامر اضطررت اخيرا السماح لها بالدخول بعد ان رايت المياه تقطر من شعرها وملابسها وهي في حالة يرثى لها . سيما والبيت يعج بالاولاد النائمين فلا ضير من دخولها للاحتماء من هذا الجو القارص البرودة .
دخلت الشابة اليافعة المنزل واجلستها في الصالة بعد ان جلبت لها كوبا من الماء بحسب طلبها , هلا اعرفك ؟ من تكونين من فضلك ؟ ولماذا انت خارج المنزل في مثل هذه الساعة المتاخرة من الليل ؟ لم تنبس الفتاة الشابة ببنت شفة بل طلبت مني ان اجلب لها كوبا آخر من الماء , فلبيت طلبها .
لم ترد الفتاة على تساؤلاتي وكان الاعياء باديا علي ملامحها الغضة حاولت ان تهمس بصوت خافت كي لا توقظ اهل الدار الى ان شفتيها المرتعشتين حالتا دون ذلك . شعرت بالاسى نحوها , اخبرتها اني سانام في الغرفة المجاورة للصالة واذا ما احتجت شيئا يمكنك ايقاضي واخباري باي امر تطلبينه مني , تصبحين على خير .
في الصباح هرعت مسرعا الى الصالة ليتبين لي ان الفتاة اختفت دون ان تترك اثراً عند مغادرتها المنزل , في البداية اعتبرتها قلة ذوق منها الا اني اقنعت نفسي لربما خجلت فانسحبت بهدوء خارج المنزل , الا اني نسيت امرها سيما وان الاهل مازالوا يغطون في نوم عميق . وحمدت الله في سري لو استقيض احدهم امي او ابي او احد اخوتي لكنت غارقاً في علامات الاستفهام والتعجب سيما ومعروف عني الحنكة والحكمة في التصرف والاقوال والحمد لله على اية حال . عدى الامر بسلام .
في ذات صباح اليوم وعند الظهيرة طرق بابنا طارقا خرجت له فاذا به احمد سعيد وهو نادرا ما كان يزورني بعد تخرجنا من الاعداي تفاجأت به  مذكراً اياه بعلاقتنا الوطيدة ايام الدراسة ومذاكرتنا معا ً , اطرق الشاب راسه مليا  محدقاً في الارض وبيده ملف مملوء بالصور الكبيرة الحجم منها بالاسود والابيض ومنها صور ملونة .
جلسنا معاً في حديقة الدار الامامية نتهامس بعض الامور الشخصية ففهمت منه انه تعين في دائرة النفوس الخاصة بالزواج والطلاق والولادات والوفيات الكائنة في مدخل شارع الرشيد بجانب المصرف الزراعي المطل على نهر دجلة . اردفته قائلاً ما هذه الصور التي في ملفك اخي احمد ؟
فتح الملف وقال لي هذا ارشيف الوفيات لهذا اليوم عملي كثير ومرهق اجلب بعضة الى البيت لاكماله على خير ما يرام . وبدافع الفضول البشري اخذت منه الملف وهو يرتشف كوب الشاي خاصته وبينما انا اقلب بالصور فاذا بي اتفاجأ بصورة الفتاة التي زارتني بعد منتصف الليل , ارتعبت نهضت على قدمي وصديقي احمد فاغرا فاه لا يعلم ما حصل لي . طارق .. طارق.. ما خطبك اخي ؟ كانك رايت شبحاً انها صور اموات ليس الا . لوحت له بصورة فتاتي وانا اطوح بها فوق راسه .
يا الهي انها صورة خالتي توفيت قبل خمسون عاما وهي ما زالت شابة جميلة جدا ويافعة , هذا ما اخبرتني به امي ولها صورة في غرفتها استنسخت منها هذه الصورة للارشيف وقبرها لازال موجودا في مقبرة الغزالي . اخبرت صديقي احمد سعيد بتفاصيل زيارتها لي في الساعة الثالثة من الليلة الماضية . لعلة لم يصدقني الا انه خجلا مني رد علي هامسا ساخذك اليوم بعد الغداء الى المقبرة لترى قبرها بام عينك .
دخلنا مقبرة الغزالي  عصر نفس اليوم وبين تعرجات المقبرة ومتاهاتها جلبني احمد سعيد الى قبر خالته وكم كانت دهشتي عظيمة اذ وجدت القبر مبلول بالماء وقدح الماء خاصتي موضوعاً فوقه , انظر سعيد انه القدح الذي سقيتها منه الماء في منزلنا لدينا باقي طقم الاقداح ساريك اياه عند عودتنا .
التفت بعصبية شديدة متهيجا كمن فاز بسباق مارثوني طويل وانا اهمس بصخب انظر انظر فالتفت الى احمد سعيد فلم اجده فكانما تبخر من المقبرة على وسعها .!
عدت لدارنا وانا مذهولا مما جرى لي  خائر القوى منهك تائه الفكر فعرجت على دار صديقي احمد سعيد للاستفسار عما فعله معي في المقبرة وسبب اختفائه المفاجيء , طرقت الباب فخرجت لي والدته وعند طلبي منها ان تنادي على احمد لامر ما , تبسمت في وجهي وقالت صديقك احمد مع والده في البصرة من شهر تقريباً كيف لا تعلم ذلك وانتم اصدقاء وابناء محلة واحدة .

رحلتي الى الكعبة
طارق فتحي

لكل امرئ عقيدة وهوى سواء كان ذلك في الوجدانيات او الروحانيات ام غير ذلك من الامور التي اعتاد التعايش معها في مسيرة حيانه الطويلة . ومن هولاء كنت ولا زلت بشوق فائض وحب جامح لزيارة بيت الله الحرام . اخذتنا غمرة الحياة حتى امسينا على اعتاب الستين من العمر . فكان التهجير الطوعي والقسري يضرب اطنابه في بلدي فهجر من هجر وقتل من قتل في فتنة عمياء لم تبقي ولا تذر .
وكان العبد لله ممن فروا بدينهم وعرضهم ومالهم في سبيل الله الى ارض الله الواسعة. ومازال حلم زيارتي لبيت الله الحرام يراودني بين الفينة والاخرى . ومضت اثني عشر سنة عجاف اخرى وتعدينا عتبة السبعين عاما . ومازال الحلم يراودني كثيرا . وكلما تفدم بي العمر اكثر ازداد شوقي لحج بييت الله اكثر فاكثر .
في ليلة الخميس المصادف 25-10-2018  قرر لي السفر الى مكة في رحلة عجيبة اغرب من الخيال . شددت الرحال في الساعة الثانية عشر من منتصف الليلة الفائتة واذا بي في رحاب بيت الله الحرام اكملت حجتي والحمد لله على كل حال .
حاورت صاحبي ماذا اقول للناس عند عودتي هل انا حاج فعلا .؟ انهم لا يصدقوني . ربت احدهما على كتفي وقال قل للناس انت حاج . وانت منا بالرضا والقبول . نهضت على صوت آذان الفجر مطمئن النفس مرتاح البال تغمرني السكينة ويلفني الهدوء من جميع جنباته , احسست انني نشطت من عقال . ذهبت عني كل الامي واوجاعي وعدت كشابا يافعاً مغتبطا بسعادة يصعب وصفها .
اقتبس لكم من كتاب تفسير الاحلام لابن سيرين مما قاله في رؤية الكعبة وجميع المناسك في بيت الله الحرام وتأويلة وهو من اعلام المفسرين من التابعين :
يسرد ابن سيرين -أشهر مفسري الأحلام من التابعين- في الباب الرابع عشر من كتابه "تفسير الأحلام" تأويل رؤيا الحج والعمرة والكعبة والحجر الأسود والمقام وزمزم وما يتصل به والأضاحي والقربات؛ فقال إن من رأى أنه ذاهب للحجّ في وقت الحجّ وكان معزولاً رجع إلى الولاية، وإذا كان مسافراً وصل، وإن كان تاجراً ربح في تجارته، وإن كان مريضاً شفاه الله من المرض، وإن كان مدينا قضى الله عنه ديّنه، وإن لم يحجّ من قبل فسوف يحجّ، وإن كان من الضالّين هداه الله، ومن رأى أنه اعتمر أو حجّ فسوف يعيش طويلاً، وتـًقبل أعماله.
وأضاف أن من رأى أنه حجّ ولم يؤد شعائر الحجّ فسوف يقصد السلطان لحاجة تخصه، ومن رأى أن الناس يودعونه للحج بمفرده فسوف يموت، ومن رأى أنه طاف بالبيت ولاه بعض الأئمة أمراً شريفاً  فإن رأى كأنه يلبي في الحرم فإنه يظفر بعدوه ويأمن من خوف الغالب، فإن لبى خارج الحرم فإن بعض الناس يغلبه ويخيفه، ومن رأى كأن الحج واجب عليه ولا يحج دل على خيانته في أمانته وعلى أنه غير شاكر لنعم الله تعال، ومن رأى كأنه في يوم عرفة وصل رحمه ويصالح من نازعه وإن كان له غائب رجع إليه في أيسر الأحوال فإن الله تعالى جمع بين آدم وحواء في هذا اليوم وعرفها له.
الحاج طارق فتحي
25 – 10 -2018

النساء يمكنهم ذلك ؟
طارق فتحي


نعم النساء يمكنهم
نعم يمكنهم
نعم النساء يمكنهم فعل اي شيء
نعم النساء يمكنهم القيام بكل شيء
نعم لباس النساء كما يحلو لهم
يمكنهم لبس الفستان كما يحبون
يمكنهم خلع الملابس اذا كانوا يحبون ذلك
نعم النساء يمكنهم ان يفعلوا ما يحبون


يمكنهم تحدي اللباس ان كانوا يرغبون
والتعري كما يرغبون ويحبون
يمكنهم اقامة علاقات حميمية اذا كانوا يحبون
ليس عليهم ان يفعلوا ذلك اذا لم يكن كذلك


المراة , النساء عامة اذا كانت برعبتها
يمكنهم القيادة كما تفعل انت
هم يمكن ان يكونوا قواد وراس الحربة
الله اعطاهم القوة الذهنية ودقة الملاحظة
انه من الخطا ان يخلقكم على حد سواء
احترمكم جميعا لهم, هو حق النساء!


يمكنهم اخبارك اذا كانوا معجبين بك
لا تفترض انهم مثلك
كن مستعدا اذا قالوا لا
المراة يمكنها ان تقول لا و لا
يجب ان تحترم ما قالوا


نعم, لديهم نفس الحق مثلك
حق التعليم والتعلم كما تفعل انت
لا تعتقد انهم يخافون من شيء


انهم الام التي حصلت عليك
انت في رحمهم تسعة اشهر


فكر في هذا انهم افضل منك
اعطيهم الاحترام لا تصرخ
! ايها الفتى الصغير, لقد امسكت بك
! شكرا لك
همسات وحيد في الغربة
الخبز والملح
طارق فتحي
من الموروث الشعبي العربي ( بتصرف )
دخل رجل غريب الى مطعم في الشام وطلب رغيف خبز اكل نصفه وترك النصف الأخر وخرج وفي كل يوم كان يفعل ذلك فانتبه اليه رجل شامي فسأله بكل ادب لماذا تأكل نصف الرغيف وتترك نصفه في كل يوم؟ ومن اين انت؟
فقال الرجل انا من بغداد ، ودرت بلادا ولم اجد من يحفظ الخبز والملح فانا اكل نصف الرغيف ولا اجد من يستأهل ان يأكل نصفه الثاني .
قال له الرجل الشامي: انت اليوم ضيفي،..
وجاء الموعد وكان الشامي يعيش في بيته مع امه وابنة عمه اليتيمة التي على وشك الزواج بها، وطرق البغدادي الباب ففتحت ابنة عم الشامي فهام بها البغدادي، وبعد الغداء قال البغدادي للشامي اريد ان استحلفك بالله يا من تقاسمنا الخبز والملح ان لا ترد طلبي، من الفتاة التي فتحت الباب؟ قال هي ابنة عمي ، فقال اريد الزواج منها فقال الشامي هي لك
سافر البغدادي مع عروسه ليعيشا في بغداد، وبعد مدة ماتت ام الشامي وفقر وباع بيته ليأكل بثمنه وقلت النقود ولم يبق إلا شيء يسير، فقرر ان يسافر الى صديقه في بغداد ، وحين وصل بغداد علم ان صديقه البغدادي اصبح من اغنياء بغداد ولديه قصر هناك، فتوجه لقصره وطلب من الخادمة مقابلة صديقه ، فعادت الخادمة تحمل كيسا من النقود الذهبية وأعطته اياه، فقال لها انا اريد مقابلة صديقي، ورمى بكيس النقود فانفرطت الليرات الذهبية على الأرض وذهب وفي عينيه دمعة كبيرة .....
واكتشف الشامي ان نقوده انتهت ولم يعد معه ثمن العودة للشام وأصبح ينام في المساجد، فأتاه رجل طاعن في السن ميسور الحال، وسأله عن حاله فقال: اني لا اجد قوت يومي فقال له الرجل لما لا تعمل في التجارة؟ وسأعينك بقرض مبلغ مال معتبر تبدء به تجارتك..
وبدأ الرجل يعلمه التجارة وإسرارها والأسواق وكل شيء يفيده في عمله الى ان اصبح الشامي في سنوات من العمل الدؤوب ميسور الحال وبنى قصرا في بغداد..
جاءت امرأة مسنة وطلبت من الشامي ان تعمل على خدمته في القصر
مقابل معيشتها فوافق وكانت له اما حقيقة ..ثم قالت له ان هناك فتاة فقيرة تريد العمل معي في القصر فوافق بقلبه الطيب المعتاد وبدأت الفتاة تتفانى في العمل الى ان تعلق بها الشامي وطلب الزواج منها..
سهلت له الامور المرأة المسنة وحدد موعد الزفاف في بغداد .....
دخل الرجل البغدادي قصر الرجل الشامي فقال له الشامي اتيت لزيارتك فبعثت خادمتك بكيس النقود وكأني متسول والآن ماذا تريد؟؟؟..
قال له البغدادي: اني نظرت من شباك القصر فوجدت حالك التي اتيت بها
فأرسلت لك النقود لتصلح بها حالك امام ابنة عمك التي زوجتني اياها رغم انك كنت تريدها،، وحين وجدت ان كرامتك قد ابت عليك اخذ النقود، احترت ماذا افعل من اجلك.. فهل تعلم من الرجل الكبير الذي علمك التجارة انه أبي،
والمرأة التي تخدمك في بيتك هي أمي، وأنا اليوم اتيتك لأحضر زفاف أختي..
ثم اشار بيده فدخلت ابنة عم الشامي تجر في يدها طفل وطفلة كانهما الشس والقمر، واقتربت من ابن عمها الشامي تهنأه ، وجلس الجميع مع بعض ،، هنالك أخرج البغدادي من جيبه نصف رغيف وقسمه على الجميع فأكلوه ....
انه الخبز والملح يا سادة...
إن من الأخلاق الحميدة أن لا نرمي حجراً في البئر الذي شربنا منه..

الحقيقة
طارق فتحي
اخي العراقي اخي العربي
هذه هي الحقيقة  لا كما تراها انت المتموضع في بلدك .
سافر و سترى شعوباً غيرنا و ستعرف وجهاً آخر للحياة. ستصدق كم كذبنا حين قلنا ندعي، وستكتشف أن بلادنا ليست خضراء مباركة كما تعلّمنا بل حمراء من دمائنا المسفوكة عبثاً. ستعلم أننا فشلنا بأن نتعلم كيف نحيا مع بعضنا كبشر؛ لنصبح عبئاً ثقيلاً على أنفسنا و على الإنسانية.
ستكتشف أننا لم نعد خير أمة أخرجت للناس. و سترى أنك وسط مجتمع يسبح في النفاق و الرياء و الكذب؛ مليئ بالتناقضات و الخرافات و الأساطير الخيالية. سترى أننا لا نملك الحقيقة المطلقة لأسرار الكون و الدنيا و الآخرة كما نظن و لسنا الوحيدين الذين نستحق الجنة إن كنا نستحقها.
ستتأكد أن لا وقت و لا طاقة و لا رغبة و لا حاجة للغرب في التآمر على ديننا و مذاهبنا كما نتوهم لأننا نحن من نتآمر على بعضنا و ندمر أوطاننا بأيدينا؛ حيث مازلنا نعيش في القرن السابع خارج الزمن.
ستتأكد أننا لسنا في معركة مصيرية مع شياطين الكفار و الماسونية العالمية بل لا نحارب إلا طواحين الهواء أو لا نحارب إلا أنفسنا في أحسن الأحوال. سترى أننا أسأنا لديننا أكثر من أعدائه المفترضين و ستكتشف أن لا أحد من رجال الدين يمتلك تفويضاً أو مرسوم تعيين أو وكالة عامة من الله
. ستتبادل الأفكار بلا حدود مع رجل غريب في مطعم أو مقهى، و تتبادل الابتسامات مع إمرأة حسناء في الشارع دون أن ينظر أحد إلى عرقك أو لونك أو عقيدتك غير أنك إنسان فقط؛ تشعر بإنسانيتك لأول مرة كما لم تشعر بها من قبل طيلة عمرك. ستتعلم إحترام غيرك لتنال إحترامه. وستخجل لأشياء كنت تقترفها كبديهيات في وطنك كرمي عقب السيجارة أو عبور الشارع من غير المكان المخصص
. سوف تشتاق في كل لحظة للوطن و الأهل و الأصدقاء، و ستفتقد جلساتهم و ضحكاتهم و رائحة خبزهم و الكثير من التفاصيل. لكنك تخاف أن تعود يوماً، و إن عدت فلن تكون أكثر من زائرٍ عابر أو ميت في تابوت لا محالة،
حيث سيصبح القبر في وطنك أقصى أمانيك منه.