مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* ماهية أو حقيقة الصهيونية - الخلفية التاريخية لنشأة الصهيونية

اذهب الى الأسفل

* ماهية أو حقيقة الصهيونية - الخلفية التاريخية لنشأة الصهيونية  Empty * ماهية أو حقيقة الصهيونية - الخلفية التاريخية لنشأة الصهيونية

مُساهمة  طارق فتحي الجمعة مايو 12, 2017 6:16 pm

بني صهيون الصهيونية
أولا: ماهية أو حقيقة الصهيونية
أن أول من استعمل لفظة الصهيونية هو اليهودي بيرم نبوم وقد أطلقها على - حركة عودة صهيون - وذلك قبل مؤتمر بال ببضع سنوات وأريد بها منذ البداية أن تكون تعبيرا عن مجموعة الآمال اليهودية بالعودة إلى فلسطين.
وتعريف الصهيونية في الظاهر يبدو سهلا، لكنه في الحقيقة ليس كذلك خصوصا وأن التعريف الغربي يختلف عن التعريف العربي والإسلامي، أما التعريف اليهودي فيأتي بين التعريفين.
فبينما نجد الغرب الأوروبي الصليبي يرى الصهيونية بمعنى: الأمل في التخلص من العبء اليهودي في المجتمعات الغربية، وحل ما سمي بالمشكلة اليهودية بما يريح الغرب واليهود أنفسهم أو ما يمكن أن نطلق عليه حل المشكلة اليهودية.

نجد التعريف العربي ينظر للصهيونية على أنها عدوان ومؤامرة تجسدت في : أن منْ لا يملك حقا أعطاه لمنْ لا يستحق، ومن خلال تلك الرؤية نجد أن:الصهيونية عدوان صريح على قطعة غالية من الوطن العربي لها مكانة دينية عند العرب والمسلمين.
أما التعريف اليهودي للصهيونية، هو بين التعريف الغربي والتعريف العربي، فالصهيونية بالنسبة لليهود إضافة إلى أنها مشروع بالمعنى الغربي، إلا أن هذا المشروع بالنسبة لليهود: يرتكز على نبوءات آتى بها اليهود بناء على ما جبلت عليه النفسية اليهودية من طمع وجشع واسترخاص ما للغير أو ما لكل من يطلقون اليهود عليهم الأغيار أو الأمميين أو غير اليهود.
جبل صهيون (الذي يسمى بـ(جبل داود) عند المسلمين المقدسيين.
فالصهيونية عند اليهود تمثل الارتباط بجبل صهيون في فلسطين، وهذا الجبل يعتبر مقدساً عند اليهود، ويذكر عهدهم القديم في سفر التكوين الإصحاح الأول فقره 2 بذلك فيقول " لأن الرب قد اختار صهيون .. اشتهاها سكنا له " ويقول أيضا "رنموا للرب الساكن في صهيون "كما يقول " لأنه من صهيون تخرج الشريعة " أي شريعة اليهود.

المعبد بالقرب من جبل صهيون.
و جبل صهيون هذا يقع جنوب بيت المقدس، و استولي عليه نبي الله داود وأقام في حصني صهيون وسماه مدينة داود وأصبح صهيون مكانا مقدسا لاعتقاد اليهود بأن الرب يسكن فيه، فقد ورد في المزامير" رنموا للرب الساكن في صهيون".وعلي هـذا فالصهيونية هي في ظاهرها العمل علي عودة اليهود المشتتين واستقرارهم في فلسطين، أي في جبل صـهيون وما حـوله وتأييد ذلك القـول بالمساعدة المالية والأدبية.
وكلمة صهيون كما فسرها اليهود لها معان ثلاثة:-
• مدينة الملك الأعظم.
• اسم حصة سماه نبي الله داود.
• اسم جبل يقع في شرق القدس.

فلقد استغل اليهود سبقهم في تدوين التاريخ وقدم الديانة اليهودية واستمرار الحوار معها،علاوة على استضعافهم بين الأمم فلم يجدوا سوى التسلح بالمثاليات ويلبسوا أنفسهم بها. فهم الأفضل في كل شيء، واختياراتهم فوق كل البشر لأنهم وضعوا أنفسهم فوق كل البشر، فهم شعب الله المختار وهم أبناء الله وأحباؤه كما يزعمون، كأنهم لا يمشون على نفس الأرض ولا يستنشقون نفس الهواء كما الآخرون. قال تعالى على لسان اليهود والنصارى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ} المائدة: 18

ونظرا لاختلاف الدلالات المتداولة لمفهوم الصهيونية نجد ثمة مساهمات فكرية عربية استهدفت تصحيح دلالة هذا المفهوم المراوغ، من أشهرها محاولة المفكر عبد الوهاب المسيري في موسوعته الشهيرة، حيث قدم –رحمه الله - تحديدا سماه "الصيغة الصهيونية الأساسية الشاملة" التي خلاصتها أن:
أ- اليهود شعب عضوي منبوذ غير نافع يجب نقله خارج أوروبا ليتحول إلى شعب عضوي نافع.
ب- ينقل هذا الشعب إلى أي بقعة خارج أوروبا (استقر الرأي، في نهاية الأمر على فلسطين بسبب أهميتها الإستراتيجية للحضارة الغربية وبسبب مقدرتها التعبوية بالنسبة للمادة البشرية المستهدفة) ليوطن فيها وليحل محل سكانها الأصليين، الذين لابد أن تتم إبادتهم أو طَرْدهم على الأقل.
ج- يتم توظيف هذا الشعب لصالح العالم الغربي الذي سيقوم بدعمه وضمان بقائه واستمراره.
ومما تقدم نجد أن: الصهيونية مذهب سياسي عنصري مدمر، أتخذ من الدين سبيلا للتأثير علي العقول و النفوس . كما أنها تشمل كافة المذاهب الخبيثة كالماسونية و الروتاري .. الخ التي تختلف فيما بين من حيث الوسائل والغايات في محاولة لكسب العطف العالمي بأساليب تبدو طاهرة بريئة ثم تنتقل في صمت إلي أغراضها المدمرة وأهدافها الرهيبة.

وفي كل الأحوال فإن منْ يقفون خلف الصهيونية ويدعمونها، يدعون في الظاهر بأنها تعني عودة اليهود إلى أرضهم وتراثهم التي طردوا منها. لذلك لا يمكن الركون إلى تعريف واحد للصهيونية فسرعان ما نجد المعنى يتراجع ويتغير وتختلف طرق تفسيره تبعا لتغير غاية منْ له علاقة!
فالصهيونية في ظاهرها وكما تروج لها آلة الإعلام الصهيونية ومنْ يسير خلفها و يدور في فلكها من رجالات الغرب الصليبي هي: آلية لتحقيق المشيحانية وعودة المسيح لكي تبدأ بعد ذلك دولة الألف عام، التي يحكم فيها من وجهة نظر الغرب الصليبي ( المسيح عليه السلام )، ومن وجهة نظر اليهود ملك من نسل ( داود عليه السلام )
والصهيونية رغم أنها أوروبية المولد والنشأة إلا أنها تحمل في داخلها الحذر القديم المتبادل بين المسيحية واليهودية في العالم الأوروبي، ولكن الصهيونية عرفت كيف تجند هذا التناقض وهذا الحذر لصالحها موهمة المجتمعات الغربية الأوروبية دائما أنها تخدم مصالحها بينما كانت في كل مرة تستغلها لتخدم مصالحها هي، فتذهب المصالح الغربية وتبقى المصلحة الصهيوينة.

فبراعة هرتزل في تطوير الخطاب الصهيوني المراوغ فتحت الأبواب المغلقة أمام كل الديباجات اليهودية المتناقضة التي غطت، بسبب كثافتها، على الصيغة الأساسية الشاملة للصهيونية، وأخفت إطارها المادي النفعي حتى حلت، بالنسبة لأعضاء الجماعات اليهودية في الغرب، بل بالنسبة لمعظم قطاعات العالم الغربي، محل الصيغة الأساسية الشاملة.
فتحول اليهود إلى كيان مقدس له هدف وغاية ووسيلة ورسالة.. وتذهب الصيغة المُهودة إلى أن العالم هو "المنفى" وأن اليهود يشكلون "شعباً عضوياً واحداً" لابد أن يُنقَل من المنفى (فهو شعب عضوي منبوذ) إلى فلسطين "أرض الميعاد".
وبتأمل الخطاب الفكري الصهيوني نلاحظ أن كل اتجاه صهيوني يتبنى أسلوبا معينا ليصل إلى الهدف ذاته، وهو أن الشعب اليهودي "شعب عضوي موحد" يعيش في شتات المنفى، وينبغي تجميعه في أرض يؤسس عليها وطنه القومي. وهذا الهدف كان مقصدا إستراتيجيا في السياسة الأوروبية، وإن تعددت الدوافع إليه

يقول تيودور هرتزل مؤسس الصهيونية الحديثة في كتابه "الدولة اليهودية"بالنسبة لأوروبا سنقيم هناك "آي في فلسطين" جزاءاً من السور المضاد لآسيا وسنكون حراس الحضارة المتقدمي المواقع ضد البربرية.
إلا أن هرتزل الذي يتكلم عن حراسة الحضارة الأوروبية لا يهمه في الواقع أمر هذه الحضارة في شيء إلا ما يساعده فيها على تحقيق مشروعة ففي مقاطع أخرى من مذكراته يعبر عن فرحته بالخلافات المستحكمة بين الكاثوليك والبروتستانت، وبين فرنسا وروسيا وبريطانيا وألمانيا في النزاعات القومية والتوسع الاستعماري مما يتيح للصهيوينة اللعب على وتر المتناقضات وإيهام كل طرف على حدة بأن الصهيونية تحقق له مصالحه دون سواه واستغلال كل طرف لتحقيق المآرب الصهيونية وحدها.

من ذلك العرض يمكن أن نخلص إلى بعض التعريفات للصهيونية منها:
- الصهيونية حركة سياسية تسعى لحل المشكلة اليهودية بالتوطين في ارض الميعاد (فلسطين).
- الصهيونية: حركة وطنية لإعادة الشعب اليهودي إلى وطنه.
- الصهيونية حركة سياسية عنصرية متطرفة ترمي إلى إقامة دولة لليهود في فلسطين تحكم من خلالها العالم كله , تدعو إلى احتقار المجتمع البشري وتحض على الانتقام من غير اليهود.
- الصهيونية حركة سياسية عنصرية متطرفة، ترمى إلى إقامة دولة لليهود في فلسطين تحكم من خلالها العالم كله، واشتقت الصهيونية من اسم (جبل صهيون) في القدس حيث ابتنى داود قصره بعد انتقاله من حبرون (الخليل) إلى بيت المقدس في القرن الحادي عشر قبل الميلاد. وهذا الاسم يرمز إلى مملكة داود وإعادة تشييد هيكل سليمان من جديد بحيث تكون القدس عاصمة لها.
- الصهيونية: تمثل الفلسفة القومية لليهود التي أخذ اليهود تعاليمها من التوراة والتلمود الذي سيطر هو والبروتوكولات على الصهاينة سيطرة كاملة فيسيرون على مخططاتهما، جاعلين استهجان الغير مبدأهم الأول.
- الصهيونية حركة ظهرت في القرن التاسع عشر استجابة لمشكلات أوروبية، وقد استثمرت التراث الثقافي اليهودي والدعم الأوروبي فانتهت إلى إقامة دولة عنصرية في فلسطين، مرتكزة في إقامتها لدولتها هذه على جدلية الإجلاء والتوطين، إجلاء للفلسطينيين أصحاب الأرض وتوطين اليهود بدلا عنهم.
وخير ما نختتم به كلامنا عن ماهية وحقيقة الصهيونية تلك الكلمات للحاخام اليهودي المربرجر :- الورقة التي تلعبها الصهيونية دائما هي الخلط في أذهان الرأي العام العالمي بين شيئين مختلفين هما اليهودية والصهيونية وجعلهما يبدوان وكأنهما شيء واحد -
وعلى أساس هذا الخلط تبني الصهيونية دعايتها ضد العرب لتحقيق قضيتهم القومية أو بمعنى أدق قضيتهم الاستعمارية.

ثانيا: الخلفية التاريخية لنشأة الصهيونية
توطئة:
كلمة "صهيوني" مشتقة من الكلمة "صهيون" وهي أحد ألقاب جبل صهيون والذي يعتبر الأقرب إلى مكان بناء الهيكل في القدس كما هو مذكور في الصحائف المقدسة لدى المسيحية واليهودية وتعبّر كلمة "صهيون" عن أرض الميعاد عند اليهود وعودة اليهود إلى تلك الأرض.
أما الصهيونية فهي حركة سياسية هدفها توحيد اليهود في الشتات ثم تشجيعهم على الهجرة إلى فلسطين وإسكانهم فيها، وذلك من خلال إغرائهم بالأماني والأحلام الوردية التي تنتظرهم في الأراضي الفلسطينية لإقامة المستعمرات اليهودية .
وتوجت جهودها بعد الحرب العالمية الثانية بإقامة دولة إسرائيل عام 1948 ، واعتراف عدد من الدول بها وقبولها عضوا في الأمم المتحدة وقد تضافرت جهود كل من بريطانيا و الولايات المتحدة لإنجاح هذه الحركة من خلال الدعم المستمر لها.

السبي البابلي لليهود.
(أ) اختلاف المؤرخين حول نشأة الصهيونية:
اختلف الباحثون في تحديد تاريخ نشأة الصهيونية ، فيزعم البعض من المفكرين الصهاينة أن الحاجة لإقامة وطن قومي يهودي قديمة قدم التاريخ اليهودي حيث ظهرت وعبرت عن نفسها بعد الأسر البابلي لليهود على يد نبوخذ نصر ،هذا بخلاف اعتقاد المتدينين اليهود أن أرض الميعاد قد وهبها الله لبني إسرائيل فهذه الهبة أبدية ولا رجعة فيها إلا إنهم لم يتحمسوا كثيراً للصهيونية باعتبار أن أرض الميعاد ودولة إسرائيل لا يجب أن تُقام من قبل بني البشر كما هو الحال بل يجب أن تقوم على يد المسيح المنتظر، ويرجع هذا الاختلاف إلي أن هذا التيار مغلف بالسرية و الكتمان حيث أنه يُظهر غير ما يبطن ولا يقول صراحة متي نشأت الصهيونية، وإليكم نماذج من تلك الآراء حول نشأة الصهيونية.

أوديسا.
(1) ناثان برنباوم الفيلسوف اليهودي والصهيونية
الصهيونية تعني (محبي صهيون Lovers of zion) ، وصهيون اسم جبل يقع جنوب القدس.
وكانت بداية الصهيونية على شكل هيئة، نشأت في مدينة أودسا ( من أكبر مدن جمهورية أوكرانيا اليوم، وتقع على ساحل البحر الأسود ).
وكان يهود روسيا أكثر اليهود حماساً لهذه الهيئة؛ فقد كان يحضر اجتماعاتها شخصيات متحمسة من رجال العلم والزعماء الاشتراكيين ، يتزعمهم: ليون بنسكرLion Pinskr طبيب روسي ، ومن أبرزهم : أحد عاهامAchad ha-am.

ويُقال أيضا أن أول من استخدم مصطلح الصهيونية هو ناثان برنباوم الفيلسوف اليهودي النمساوي عام 1890 وتم عقد أول مؤتمر صهيوني في مدينة بال ،في سويسرا ليتم تطبيق الصهيونية بشكل عملي على فلسطين فعملت على تسهيل الهجرة اليهودية ودعم المشاريع الاقتصادية اليهودية.

جبل الهيكل أو جبل صهيون
(2) الصهيونيان شبتاي تسيفي و دافيد روبيني:
ولكننا إذا ما تصفحنا التاريخ اصطدمنا باليهودي الصهيوني شبتاي تسيفي الذي حاول أن يعد لهجرة يهود العالم إلي فلسطين حيث يوجد جبل صهيون وذلك عام 1666 ، وكادت أن تنجح محاولته لولا أن العثمانيين تيقظوا لمحاولته وأفسدوها .

ومن قبله نجد اليهودي دافيد روبيني قد قدم مشروع تحالف بين اليهودية والمسيحية ضد الإسلام والمسلمين ويهدف هذا التحالف إلي غزو فلسطين وعودة اليهود إليها وقد أعتمد هذا المشروع في تنفيذه علي كل من البرتغال والحبشة ولكن البرتغال رفض المشاركة وفشل المشروع . في عام 1838 قام اليهودي موسي نتغيير بمحاولة مع الباب العالي في الآستانة ومع محمد علي والي مصر لشراء بعض أراضي فلسطين لكي يهاجر اليهود إليها .
(3) نابليون والصهيونية:
ويري بعض الباحثين أن نابليون بونابرت هو الذي أيقظ الصهيونية من مرقدها في العصر الحديث لأنه هو الذي أمر بعقد مجمع السنهدرين الصهيوني اليهودي وحاول تكوين فيلق يهودي لاستعادة فلسطين وقام بإعلان ذلك علي الملء من اليهود .
موشي ميمُن رسام يهودي يرسم عن حال قتلى الأسرة اليهودية والتي أبادها الجيش القيصري الروسي، والحاخام اليهودي يقرأ التوراة على قتلى الاحتجاجات اليهودية
(4) مذبحة اليهود في روسيا:
ولعل المذبحة التي نزلت باليهود في روسيا عام 1882 والتي تُعد من أشد المذابح التي تعرضوا لها من أهم الأسباب التي جعلت بمولد الحركة الصهيونية الحديثة حيث أدرك اليهود أنه ليس ثمة عيش لهم إلا في أرض الميعاد، وكان باعث هذه الحركة الصهيونية اليهودي " سيمي بنيكر " الذي أخذ يدعو في روسيا لهذه الحـركة وقد تألفت علي أثر دعـوته جمـعية سميت " بجمعية عشاق صهيون " .
ومما يؤكد ذلك الرأي ما ذكره وايزمان في مذكراته من أن ( الحركةالصهيونية في حقيقتها وجوهرها نشأت في روسيا )وألفت في بعض الدول الأوروبية جمعيات مماثلة لجمعية عشاق صهيون الروسية .

(5) أثر البروتستانتية المتطرفة في نشأة الصهيونية:
وعل العكس من ذلك الرأي سالف الذكر، يرى البعض أن بدايات الفكر الصهيوني كانت في إنجلترا في القرن السابع عشر في بعض الأوساط البروتستانتية المتطرفة التي نادت بالعقيدة الاسترجاعية التي تعني ضرورة عودة اليهود إلى فلسطين كشرط لتحقيق الخلاص وعودة المسيح لكن ما حصل هو أن الأوساط الاستعمارية العلمانية في إنجلترا تبنت هذه الأطروحات وعلمنتها ثم بلورتها بشكل كامل في منتصف القرن التاسع عشر على يد مفكرين غير يهود بل معادين لليهود واليهودية.

(6) الاستعمار الغربي وبلورة الفكر الصهيوني:
إن الفكر الصهيوني ليس نتاجا للتراث الديني اليهودي ولا نتاجا لحركة ثقافية يهودية. بل هو نتاج مباشر للفكر الاستعماري الغربي ،فالصهيونية والعالم الغربي يرون في اليهود مادة نافعة وعنصرا وظيفيا يمكن توظيفه في خدمة العالم الغربي. ففي أواخر القرن التاسع عشر لم يكن ثمة فكر صهيوني بين اليهود، لكن بدأت فكرة نقل اليهود إلى فلسطين عندما لاحظ هرتزل اليهود الموجودين في أوروبا الشرقية حيث كان اليهود يتعرضون لبوغرمات "تعيث فسادا، إلى هدم بعنف" منظمة فوجد أن الحل الوحيد هو التخلص منهم عن طريق تحويل سير الهجرة إلى خارج أوروبا الصهيونية واليهودية د/ عبد الوهاب المسري.
(البوغروم (عن الروسية : погром ؛ أو громить، بمعنى: "تعيث فسادا، إلى هدم بعنف" هي شكل من أشكال الشغب موجها ضد جماعة معينة، سواء كانت عرقيه أو دينية أو غيرها، وتشمل تدمير منازلهم، الأعمال التجارية والمراكز الدينية. تاريخيا ،كثيرا ما استخدم مصطلح (المذبحة المدبرة-Pogrom) باللغة الانكليزيه للإشارة إلى أعمال العنف واسعة النطاق ضد اليهود - إما التلقائية أو مع سبق الإصرار والترصد—ولكن كثيرا ما استخدم مصطلح (المذبحة المدبرة-Pogrom) للإشارة إلى حوادث مماثلة ضد الآخرين، ومعظمهم من الأقليات والجماعات المذابح التي عادة ما تكون مصحوبة بالعنف الجسدي الموجهة ضد الشعب وحتى القتل أو مذبحة.

(7) تطور الصهيونية على يد اليهودي النمساوي هيرتزل
ولقد ارتبطت الحركة الصهيونية الحديثة بشخصية اليهودي النمساوي هيرتزل الذي يعد الداعية الأول للفكر الصهيوني الحديث والمعاصر الذي تقوم على آرائه الحركة الصهيونية في العالم. وكان مؤتمر بازل بسويسرا عام 1897 بعثا للصهيونية الحديثة وتجديدا خطيرا في وسائلها وغاياتها ، الأمر الذي ضاعف من قوتها وكفل لها الذيوع والانتشار ، ذلك أنه أيد في اجتماعاته القرارات التي عرفت فيما بعد ببروتوكولات حكماء صهيون.
لقد أحيت هذه الحركة الصهيونية اللغة العبرية للصهاينة لأن هذه اللغة هي الخزانة التي أودع فيها كل نفيس من حياة بني إسرائيل الروحية وأحياء التعصب الديني و الجنسي الممثل في شعب الله المختار ، ثم إحياء التاريخ اليهودي وأخيرا اتخاذ القهر و العنف والبطش وسائل لتحقيق أهداف و أغراض الصهيونية
فظهور منظمة تهتم بهذه الفكرة كان في أغسطس 1897م في مدينة بازل السويسرية حين اجتمع 204 من قادة اليهود وانتخبوا هرتزل رئيسا للمنظمة وقاموا بصياغة البروتوكولات السرية التي افتضح أمرها بعد ذلك.

ويعرف المؤلف اليهود أنهم كتلة بشرية ضئيلة من أول أمرها في الوجود، وعلى هذا أجمع المؤرخون حتى في زمن أنبياء اليهود كانوا حفنة قابلة لأن تذروها الرياح بين إمبراطوريات الشرق، وإن كان هناك جذور لبدء الحركة الصهيونية من سقوط الدولة اليهودية إلى اضطهاد الروس ودخول اليهود إلى الغرب واستعبادهم فإن بوادرها تأسيس حركة تحرير لليهود من نير استعباد الأوربيين وهي التي عرفت باسم الماسونية وكانت تحاول مساعدة اليهود وإخراجهم من محنتهم ، الذين لم يكونوا على قلب رجل واحد بل كانوا مختلفي الآراء والاتجاهات فمنهم:

- فمن من رأى أن خلاصهم عن طريق المسيح المنتظر فلجأوا إلى التدين.
- ومنهم من رأى أنهم يجب عليهم الذوبان في مجتمع غير اليهود ونسيان الذاتية اليهودية للتخلص من هذه المعاناة.
- ومنهم من رأى أن الهجرة من البلاد التي يعانون فيها إلى غيرها من البلدان التي لا تعامل اليهود بعنصرية هي الأجدى
- ومنهم منْ بحث في فكرة الاستيطان ودعمها من قبل رجالات المال الأثرياء وإنشاء الجمعية اليهودية للاستعمار ولم تكن فلسطين هي المكان الوحيد المقترح بل هناك أمريكا والبرازيل والأرجنتين وغيرهم.
- ومنهم من رأى البقاء في أوربا الشرقية لذلك رأوا أن من مصلحتهم الانضمام للحركات الشعبية والسياسية والاقتصادية ثم التملص منها وتحقيق أغراضهم من خلال الحكومات التي نصروها ووضعوا دساتيرها.
- ورفض بعضهم كل الحلول السابقة ورأوا العودة إلى التعاليم التوارتية مهما كلفهم ذلك من مال وجهد ونفس.
وعلى ذلك تكون الحركة الصهيونية قد ارتبطت في نشأتها بنشأة الحركات القومية التي اجتاحت القارة الأوروبية في أواخر القرن التاسع عشر وكانت ركيزتها استغلال الظروف السياسية في أوربا والتي تمثلت في:
- رغبة اليهود للعودة إلى صهيون منذ القدم.
- تزايد العداء للسامية في أوروبا خاصةً في روسيا القيصرية .
- توسع الاستعمار الأوروبي في آسيا وإفريقيا مما مكنها من استغلال تنافس القوى الاستعمارية في الشرق الأوسط لتحقيق أهدافها.
حجاج يهود يشدون الرحال الى بيت المقدس ....
(ب) الخلاصة:الصهيونية والنصوص المقدسة:
إليكم الآن بعضا من تلك النصوص المنسوبة كذبة لتوراة نبي الله موسى – عليه السلام -:
" وذهب الملك ورجاله إلى أورشليم إلى اليبوسيين سكان الأرض … وأخذ داود حصن صهيون "(صموئيل الثاني /5)
" أما أنا فقد مسحت ملكي على صهيون جبل قدسي "(مزامير/2)
" دعوا للرب الساكن في صهيون ، لأنه مطالب بالدماء "(مزامير/9) .
" أذاني الرب صهيون يرى بمجده .. لكي يحدث في صهيون باسم الرب وبتسبيحه في أورشليم "(مزامير/102)
" لأن الرب قد اختار صهيون اشتهاها مسكنا له " (مزامير/132)
" ويقولون هلم نصعد إلى جبل الرب إلى بيت إله يعقوب فيعلمنا من طرقه ونسلك في سبله ، لأن من صهيون تخرج الشريعة ، ومن أورشليم كلمة الرب "(اشعيا/2).
" طوبى لجميع منتظريه ، لأن الشعب في صهيون يسكن في أورشليم "(اشعيا/30) .
" على جبل عال اصعدي مبشرة صهيون ، ارفعي صوتك بقوة يا مبشرة أورشليم "(اشعيا/40(
خريطة اسرائيل الكبرى كما تدرس في مدارسهم
قبل تأمل تلك النصوص علينا أن ندرك أن الصهيونية تعني (محبي صهيونLovers of zion) ، وصهيون اسم جبل يقع جنوب القدس،ولا يمكن التفريق بين اليهودية والصهيونية ، فالصهيونية وليدة اليهودية ، ونتاج لها،أو هما وجهان لعملة واحدة ، وحين نقول إن الصهيونية يهودية المنشأ والفكر والأسلوب فلا نقصد بذلك ديانة موسى ـ عليه السلام ـ فإن موسى برئ منهم براءة الذئب من دم ابن يعقوب ، ولكن أعني أن الصهيونية قرينةاليهودية المزيفة والمحرفة في المنشأ والفكر والأسلوب وذلك لتحقيق غاية وأهداف محرفة متمثلة في إقامة وطن لليهود في فلسطين على اعتبار الوعد الإلهي بأن أرض كنعان منحة وهبة وهدية من الله لشعبه اليهودي المختار والمفضل على باقي الشعوب والأجناس والأمم الأخرى، وأن العلاقة بينهما علاقة السيد بالعبد، فاليهودي سيد، وباقي الأمم له عبيد.
وإذا ما تأملنا النصوص التوراتية السابقة نجد أنفسنا أمام ثلاثة أمور كل منها يؤكد الآخر:
الأول : أنه لا فرق بين اليهودية المزيفة والصهيونية
الثاني : ارتباط منشأ الصهيونية ، بمنشأ اليهودية المزيفة .
الثالث: إضفاء القداسة أو الصبغة الدينية على الصهيونية لتستتر بها وتُخفي أهدافها.
الحائط الغربي للمسجد الأقصى وهو ما يسميه اليهود حائط المبكى.
فإذا كانت كلمة صهيوني يُقصد بها الشخص المؤمن بحق اليهود بالتجمع والعودة إلى أرض فلسطين، فهي في ذات الوقت مشتقة ونابعة من كلمة صهيون التي ذكرت في العهد القديم من الكتاب المقدس (التوراة) في مواقع كثيرة مرتبطة بقداسة المكان، ومن ثمة ضرورة العودة إليه باعتباره منحة وهبة وهدية من الله ( حسب زعمهم ) لشعبه اليهودي المختار، ولا نغفل شيء آخر في تلك النصوص وهو ارتباط صهيون بمنْ بنبي الله داوود – عليه السلام – ولماذا داوود لأنه الشاب الصغير القوي الذي ظهرت على يديه الكثير من المعجزات والذي تمكن من قتل جالوت عدو اليهود اللدود، في المعركة المقدسة التي عاد لهم فيها التابوت المقدس، وهنا تحمل النصوص إشارة ضمنية إلى كل يهودي مشتت مضطهد في مكان عليك بالهجرة والعودة إلى أرض الميعاد حتى يتبدل بك الحال من العبودية والاضطهاد حيث تُقيم إلى العزة والسيادة في صهيون أي في فلسطين.

التابوت.معركة جالوت.
داوود يقتل جالوت
كهنة قبيلة اللاويين ( قبيلة موسى وهارون) يحملون التابوت في مقدمة أي ترحال.
ومن ثمة تُصبح العودة إلى فلسطين والإقامة بها عملاً من أعمال التقوى لا عملاً من أعمال الدنيا وجزاؤه يكون في الآخرة. ومن هنا برز حب اليهود لصهيون ، والذي عبر عن نفسه من خلال الصلاة والتجارب والطقوس الدينية المختلفة ، وارتباط ذلك التعبد بالذهاب إلى فلسطين للعيش بغرض التعبد ،ولذا كان المهاجرون اليهود الذين يستقرون هناك لا يعملون ويعيشون على الصدقات التي يرسلها أعضاء الأقليات اليهودية في العالم
ومن هنا كان لكلمة صهيون إيحاءات شعرية ودينيه في الوجدان الديني اليهودي ، فقد أتى في المزمور رقم 1837 على لسان اليهود بعد تهجيرهم إلى بابل : " جلسنا على ضفاف أنهار بابل وزرفنا الدمع حينما تذكرنا صهيون " .
فصهيون بالنسبة لهم هي: التعبد، هي: التحول من الضعف إلى القوة ، هي: التجمع بعد الشتات، هي: السيادة بعد العبودية، هي: أرض الموعد، هي: المنحة والهبة من الله لشعبه اليهودي المختار، هي: مكان ملك اليهود القادم والذي سيكون من نسل منْ ؟! من نسل داوود، والذي به سيتمكنوا من حكم وتسيد العالم، والقضاء المبرم على عدوهم، و الشرط الوحيد لتحقق كل ذلك هو الهجرة والتجمع أين في فلسطين؟! وهنا ندرك كم تستر الهدف السياسي واختفى خلف خلفية دينية توراتية تعبدية، لنضع أيدينا على حقيقة أن الصهيونية نتيجة حتمية لليهودية المحرفة.

وطبقا للتزييف التوراتي الذي قام به أحبار يهود في الأسر البابلي ترجع نشأة الصهيونية إلى ما قبل عهد خليل الرحمن إبراهيم – عليه السلام - ، حيث تذكر توراتهم المحرَّفة : أن نوحـًا ـ عليه السلام ـ شرب خمرًا وبدت عورته ، فلما رآه ابنه كنعان هكذا أخبر أخويه سام ويافث فسترا عورة أبيهما ، فدعا لهما وقال ": ليكن كنعان عبدًا لهم يفتح الله ليافث فيسكن في مساكن سام ، وليكن كنعان عبدًا لهما " .
هكذا كانت البداية بسكر نوح ففضحه كنعان ، وهو أبو العرب فدعا عليه نوح ، وبارك سام وهو أبو اليهود، ومن ثمة يكتسي عداء اليهود بطابع ديني ليُضفي عليه المزيد من القداسة، ويصبح طرد الكنعانين من أرضهم في فلسطين له ما يُبرره شرعا، ولعل هذا ما يبرر لنا أيضا قتل اليهود بل سحقهم لأطفال فلسطين بدم بارد، فقد وكأنهم يقدمونهم قربانا لمعبودهم المزيف يا هو الذي لا يشبع من الدم العربي، ودائما يردد لشعبه المختار أريد المزيد والمزيد من الدم العربي.
قبر النبي إبراهيم في المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل.
وبعد نوح ودعائه، تتحدث التوراة المزيفة عن أمر الله لإبراهيم بالذهاب إلى فلسطين ، ثم يجعل هذه الأرض لنسله فقط ، وهم اليهود " قال الرب لإبراهيم اذهب من أرضك وعشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أريك فأجعلك أمة عظيمة وأباركك وأعظم اسمك وتكون بركة وأبارك مباركيك ،ولاعنك ألعنه ، وتتبارك فيك جميع قبائل العرب واجتاز إبراهيم في الأرض إلى مكان شكيس إلى بلوظة مورة ، وكان الكنعانيون حينئذ في الأرض وظهر الرب لإبرام وقال : لنسلك أعطي هذه الأرض "(الإصحاح العاشر(
وقال أيضـًا له:" وأعطي لك ولنسلك من بعدك أرض غربتك كل أرض كنعان مسكنـًا أبديـًا " الإصحاح السابع عشر
ويأتي الأمر صراحة لإبراهيم بتحديد مملكته في الإصحاح الخامس عشر فيقول له : "لنسلك أعطي هذه الأرض من مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات" وهذا ما صرح به صراحة " بن جوريون " قائلاً :" تستمد الصهيونية وجودها وحيويتها من مصدرين مصدر عميق عاطفي دائم ، وهو مستقل عن الزمان والمكان ، وهو قديم قدم الشعب اليهودي ذاته ، وهذا المصدر هو الوعد الإلهي والأمل بالعودة ، يرجع الوعد إلى قصة اليهودي الأول الذي أبلغته السماء أن " سأعطيك ولذريتك من بعدك جميع أرض كنعان مسكنـًا خالدًا لك"

نبوخذ نصر في الكتاب المقدس.
من خلال العرض السابق نستطيع القول أن الصهيونية كحركة دينية سياسية تعني في المقام الأول بالعودة إلى فلسطين، ليست فكرة جديدة وليدة هذا القرن ، أو ما قبله من القرون ، ولكنها فكرة وليدة الفكر اليهودي المنحرف الذي غيَّر وبدَّل وصرَّف وزيَّف في كتاب موسى ـ عليه السلام ـ وأنها فكرة كانت تتوارثها أجيال اليهود جيلا إثر جيل مرة في طي الكتمان ، وأخرى جهارًا نهارًا كالشمس في رابعة النهار، وذلك حسب حالة القوة التي يتمتع بها اليهود في المجتمع الذي يعيشون فيه، فكانوا يستغلوا ظروف ذلك المجتمع لتتمشى مع فكرتهم حتى تبلورت تلك الفكرة واستمدت قوتها على يد الاستعمار الأوربي الطامع في أرض العرب وخيراتهم فساعد اليهود على تحقيق فكرتهم وهدفهم حتى يبلغ هو الآخر هدفه، ثم تطور الأمر بظهور المذهب البروتستانتي المتطرف الذي يؤمن بعقيدة الاسترجاع التي تعني ضرورة عودة اليهود إلى فلسطين كشرط لتحقيق الخلاص وعودة المسيح، فيما عرف بالمسيحية الصهيونية أو الصهيونية المسيحية.
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى