مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة: ملك اليمين: السراري والإماء : تعدت الزوجات

اذهب الى الأسفل

* مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة:  ملك اليمين: السراري والإماء : تعدت الزوجات  Empty * مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة: ملك اليمين: السراري والإماء : تعدت الزوجات

مُساهمة  طارق فتحي الأحد أبريل 30, 2017 3:40 am

رابعا: مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة:
(5) ملك اليمين: السراري والإماء
توطئة:
الرقيق في اللغة هو: المملوك ذكراً كان أم أنثى، والرق في اصطلاح الفقهاءهو: عجز حكمي يقوم بالإنسان سببه الكفر، أو هو عجز شرعي مانع للولايات من القضاء والشهادة وغيرها.
قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله : "وسبب الملك بالرق : هو الكفر ، ومحاربة الله ورسوله ، فإذا أقدر اللهُ المسلمينَ المجاهدين الباذلين مُهَجهم وأموالهم وجميع قواهم وما أعطاهم الله فتكون كلمة الله هي العليا على الكفار : جعلهم ملكاً لهم بالسبي إلا إذا اختار الإمام المنَّ أو الفداء لما في ذلك من المصلحة للمسلمين .أضواء البيان3 / 387.

وأسبابه ثلاثة:
الأول: الأسر والسبي من الأعداء الكفار.
الثاني: ولد الأمة من غير سيدها يتبع أمه في الرق.
الثالث: الشراء ممن يملك الرقيق ملكاً صحيحاً معترفاً به شرعاً.
هذا، والأصل في الإنسان الحرية والرق طارئ، والله تعالى خلق آدم وذريته أحراراً، وإنما الرق لعارض الكفر

والأصل كذلك في الرقيق أنه مكلف كسائر المكلفين متى كان بالغاً وعاقلاً رجلاً كان أم امرأة، وهو مجزي عن أعماله خيراً أو شراً، وأنه يوافق الأحرار في أغلب الأحكام باستثناء بعض الأحكام التي يختص بها الرقيق.
أما الاستمتاع بالإماء، فإنه لا يكون مشروعاً إلا إذا كان في ملك تام للمستمتع، أو نكاح صحيح، وما خرج عن ذلك فهو محرم، لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ*إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ }المؤمنون:5-6

فالآمة التي يحل الاستمتاع بها إما أن تكون زوجة، وإما ملك يمين، كما يشترط لوطئها الملك التام، وأن لا يقوم بها مانع يقتضي تحريمها عليه.
يُقصد بملك اليمين (الإماء/ السراري): تلك المرأة الأسيرة في الحرب المشروعة التي ضرب عليها إمام المسلمين الرق وملكها لأحد المجاهدين، وعندها تصبح بذلك ملك يمينه، وعليه أن يكرمها ويفتش لها عن زوج يعفها، فإذا لم يجد فله أن يعفها بنفسه بملك اليمين من غير حاجة إلى عقد زواج.والآن لم يبق رقيق في العالم الإسلامي لاتفاق المسلمين وغيرهم على منع الرق

أما الخادمةٍ الحالية الآن فهي حرة وليست من ملك اليمين، ولا يجوز اعتبارها رقيقة أصلا؛ لأنها حرة والحر لا يملك.

يحاول المستشرقون من استغلال قول الحق تبارك وتعالى ( وما ملكت أيمانكم ) اتخاذ ذلك سبيلا للطعن في الإسلام، فزعموا أن الإسلام قد دعا إلى الرق، والحقيقة التي لا مجال للطعن فيها، أن الإسلام قد دعا إلى العتق، ولم يدعو إلى الرق، وذلك على خلاف ما كان منتشرا قبل الإسلام في الحضارات القديمة، التي كانت تدعو إلى الرق لا إلى العتق.

وهذا ما يدعمه أحد الرحّالة الأوربيين، في القرن التاسع عشر الميلادي، وهو كرستيان سنوك الهولندي المولد، والذي نال شهادة الدكتوراه سنة (1880م) من جامعة ليدن، والذي زار الجزيرة العربية ودخل مكة وبقي في الحجاز سنة (1882م) ستة أشهر، وكتب حوادث رحلته هذه بالألمانية، وتكلم في هذه الرحلة عن الرق الذي رآه وشاهده في الحجاز، ومع أنه ليس هو الرق بجميع آدابه الإسلامية إلا أنه قال عنه: "إن الذي يدخل سوق الرقيق بتصورات أوروبية وفي ذهنه كابينة العم توم:
Uncle Tom –Cabin، وهي إشارة إلى الرقيق الذي كان يُرسل إلى العالمالجديد، سيأخذ انطباعاً سيئاً، وسوف يغادر السوق وهو مشمئز من سوء المنظر،وهذا الانطباع الأولي هو انطباع خاطئ، ومع الأسف فإن معظم المستشرقينالرحّالة لم يصوّروا لنا إلا انطباعاتهم الأولية، وهذا هو مصدر الخطأ لديهم". إلى أن قال: "وعلى العموم فإن الرقيق في العالم الإسلامي لا يختلف كثيراً عن الخدم والعُمّال في المجتمع الأوروبي. وإن الذي يعرف الظروف المحليّة يعرف هذا تماماً، ويعلم كذلك أن إلغاء الرقيق يعني ثورة اجتماعية في الجزيرة العربية.

وهناك العديد من الأوربيين الذين يعرفون جيداً شؤون الشرق، لا يريدون أن يقولوا ذلك بصراحة؛ لئلا يتهم هؤلاء بأنهم ضد الاتجاه السائد عموماً، الداعي إلى تحرير الرقيق نهائياً، وبأنهم ضد الاتجاه المبني على مشاعر إنسانية نبيلة..."، إلى أن قال: "إن خدعة ما يُسمى حركة تحرير الرقيق، ليس سَبَبُها اهتماماً شعبياً لغاية شريفة، ولكنه لعبة خطرة مزيّفة، يقوم بها رجال السياسة الكبار، لأغراض غير إنسانية، وذلك من أجل أن يتخذ العالم المسيحي موقفاً عدائياً خاطئاً ومزيَّفاً ضدّ الإسلام."صفحات من تاريخ مكّة، سنوك هو رخونية، وترجمة د. على الشيوخ، طبع دارة الملك عبد العزيز: (1419هـ:2/323، 326، 330)

وإني لأقول أخيراً: لو علم الغربيون المنصفون حقيقة أحكام الإسلام، ومن بينها أحكام الرق والسبي فيه، لتمنّوا النجاة من حياة الخواء الروحي؛ التي يعيشون فيها بسبب عقائدهم الباطلة عن الله تعالى وأنبيائه وكُتُبه والخروج من حياة الرذيلة، والفحش بسبب الحريّات التي تبيح الزنا وعمل قوم لوط، ولو بالاسترقاق وَفْقَ أحكام الإسلام!
ولكي تستبين الصورة أمامنا، وتتضح الحقيقة جلية لا تقبل الشك أو الريبة فيها، فلسوف نعرض لقضية الرق في شيء من الإطناب، لكي يتضح لنا كيف كان الإسلام يُعامل الرقيق، وكيف أنه عمل على القضاء على ظاهرة الرق، التي كانت تُهدر فيها كل معاني الإنسانية للرجل والمرأة على حد سواء، ولسوف يكون عرضنا لتلك القضية من خلال النقاط التالية:
• الرق قبل الإسلام.
• معاملة الإسلام للرقيق.
• كيف خطط الإسلام للقضاء على الرق.
مرسلة بواسطة علاء محمد إسماعيل في 10:52 ص ليست هناك تعليقات: روابط هذه الرسالة
إرسال بالبريد الإلكترونيكتابة مدونة حول هذه المشاركة‏المشاركة في Twitter‏المشاركة في Facebook‏المشاركة على Pinterest
التسميات: الباب الثالث: الإسلام والمرأة:مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة(5) ملك اليمين, السراري والإماء
(13) الخلاصة في تعدد زوجات النبي – صلى الله عليه وسلم -(4) تعدد زوجات الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم -:

رابعا: مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة:
(4) تعدد زوجات الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم -:
(13) الخلاصة في تعدد زوجات النبي – صلى الله عليه وسلم -

من كل ما تقدم يتضح لنا كذب الادعاءات والافتراءات التي حاول هؤلاء الحاقدون أصحاب الميراث القديم والدفين من العداء الصاقها بشخص الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – من أن زواجه من أمهات المؤمنين كان ناتجا عن تحكم الهوى وشهوة الجسد وبالقطع فهذا الكلام ينطوي على الكثير من المغالطات التي جاءت نتيجة حتمية لكم الأحقاد التي تلاعبت بأفئدة وعقول المستشرقين.
- فالرسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتزوج حتى الخامسة والعشرين من عمره فكانت فترة عزوبته فترة طهر ونقاء رغم أنها فترة القوة والشباب، فلقد أدَّبه الله سبحانه وتعالى فأحسن تأديبه.
ثم تزوج سيدنا محمد "صلى الله عليه وسلم" وهو في الخامسة والعشرين من عمره – 25 – بالسيدة خريجة بنت خويلد "رضي الله عنها" وهى في الأربعين من عمرها – 40 – وقد سبق لها الزواج من قبل – فعاش معها "صلى الله عليه وسلم" خمساً وعشرين سنة – 25 – لم يتزوج غيرها.
وبعد وفاة السيدة خديجة رضي الله عنها تزوج سيدنا محمد "صلى الله عليه وسلم" بالسيدة سودة بنت زمعة "رضى الله عنها" لكي يتكّفَّلَ بهذه الأرملة بعد وفاة زوجها بعد هجرة الحبشة الثانية.

وبعد هجرة المسلمين إلى المدينة المنورة كانت بداية تأسيس الدولة الإسلامية وظهرت هناك مجموعة من الأسباب الاجتماعية، والتشريعية والتعليمية و قد أدت إلى حاجة النبي "صلى الله عليه وسلم" إلى الزواج بأكثر من زوجة للمساهمة في بناء المجتمع الجديد ولظهور أسباب معينة يستلزم معها الزواج بكل زوجة من الزوجات.فهل من المعقول أن نحكم على رجل أنه شهواني وقد قضى زهرة شبابه وقوته مع زوجة واحدة تزيد على عمره خمسة عشر عاماً ؟!
هذا بخلاف أن كل من تزوجهنَّ بعد ذلك أرامل أو سبق لهن الزواج وكان لأسباب هامة كما سنذكر فيما بعد أن شاء الله ، ماعدا السيدة عائشة فهي البكر الوحيدة من بينهن.

- كما أن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" لم يكن هو الوحيد الذي تزوج من بين الرسل بأكثر من زوجة ، فغيره من الرسل قد فعل كسيدنا داود وسيدنا سليمان "عليهما السلام" وكالكثير من أنبياء بنى إسرائيل الذين كانوا جميعا معددين للزوجات بدءا من جدهم سيدنا إبراهيم "عليه السلام" فلماذا لم ينكر أحد على هؤلاء الأنبياء جميعا زواجهم بأكثر من زوجة بينما أصبح سيدنا محمد "صلى الله عليه وسلم" هو المهتم الوحيد من بينهم ؟

- هذا ولا يغيب عن كل ذي رأي حصيف أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – الذي ضن على نفسه بالعيش الرغد، رغم قدرته على ذلك، لم تتمكن من رغبة أو شهوة أو هوى قبل البعثة فقد كان مثالا يُحتذى في كل شئ من الأخلاق الكريمة، فهل يُعقل أن تتحكم به شهوة الجسد بعد البعثة والنبوة؟! فهذا كلام لا ينسجم مع العقل السليم، فلنسمع لما تقوله السيدة/ أم سلمة – رضي الله عنها – وهي تصف لنا طعام رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ليلة عُرسه عليها، فماذا كان في بيت العريس؟! تقول: " دخلت فإذا جرَّة هناك فاطلعت فإذا فيها شئ من شعير، وإذا رحى وبرمة، وقد نظرت، فإذا فيها كعب من إهالة – شحم – فأخذت ذلك الشعير فطحنته، ثم عصدته في البرمة،وأخذت الكعب من الإهالة فأدمته به، فكان ذلك طعام رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وطعام أهله ليلة عرسه"
- بالله عليكم أمثل ذلك البيت الذي لا يأكل سوى خبز الشعير المغطى بالشحم، بل كثيرا لا يوجد به سوى التمر، أمثل ذلك البيت، الذي لا يوجد فيه إلا مثل ذلك الطعام، يمكن أن يُقال أن صاحبه وسيده، كان ذا شهوة أو هوى؟!

- كما ينبغي علينا ألا نغفل الخلاف الذي نشأ بينه – صلى الله عليه وسلم وبين زوجاته اللائي كن يطمعن في مزيد من النفقة التي كانت بين يديه – فهو الذي كان يُقسم الفئ الغنائم بين أصحابه – ولو زاد نفسه شئ – فلن يحدث شئ – ولكنه – صلى الله عليه وسلم – يرفض ذلك بشدة، ويُخير زوجاته بين العيش معه على هذا الحال والمنوال من التقشف وبين الطلاق والتفريق، ولكل منهن نفقتها، وطلب منهن التفكير، ومشورة أهلهن، ولقد خلد القرآن الكريم ذلك في قوله تعالى: { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً } * { وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَٱلدَّارَ ٱلآخِرَةَ فَإِنَّ ٱللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً}(1) سورة الأحزاب: 28 (2) طبقات ابن سعد ج/ 92
أمثل ذلك الرجل النبي الرسول – صلى الله عليه وسلم – يمكن أن يُقال فيه أنه كان صاحب شهوة أو هوى؟!

- هذا ولا يغيب عنا شئ آخر وهو لو كان لتلك الشهوة أو الهوى أدنى أثر في زيجاته – صلى الله عليه وسلم – لكان ذلك الأثر واضحا وجليا في اللائي وهبن أنفسهن له – صلى الله عليه وسلم – وكن كثيرات، وكلهن يتمتعن بالجمال، وما يثير الجمال، ولكنه – صلى الله عليه وسلم- لم يستجيب لذلك، رغم إباحة الله له خاصة من دون المؤمنين، مثلما اختصه بزيادة عدد زوجاته عن أربع، وكان ذلك الرفض منه – صلى الله عليه وسلم – لأنه في زيجاته كانت له أهداف بعيدة كل البعد عن الشهوة والجسد، فقد كان يهدف إلى توطيد دعائم الدين الجديد، وتقوية شوكته من خلال المصاهرة، التي كان علاقة لها احترامها المشهود بين العرب قال تعالى: { وَٱمْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ ٱلنَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِيۤ أَزْوَاجِهِـمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلاَ يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }(3) سورة الأحزاب: 50

- نقطة أخيرة إذا كان للشهوة الجسدية أثر في قلب الرسول – صلى الله عليه وسلم – أو بمعنى آخر قد تمكن حب الجمال في النساء منه، فلماذا لم يلجأ إلى الأبكار الحسان، وكن كثيرات؟! فإن الزواج من البكر أفضل من الزواج من الثيب؟! لدرجة أنه – صلى الله عليه وسلم – كان يحث أصحابه على الزواج من الأبكار، بينما هو – صلى الله عليه وسلم – كان يتزوج من الثيبات بل الطاعنات في العمر؟! لماذا؟! لأنه – صلى الله عليه وسلم – لا يبحث عن شهوة الجسد، وإنما يبحث ويهتم بتوطيد دعائم الدين الجديد، فلنستمع إليه – صلى الله عليه وسلم – يوصي أصحابه قائلا: " عليكم بالأبكار، فإنهن أعذب أفواها، وأنتق أرحاما، وأرضى باليسير"(4) ابن ماجه - 1861
بالله عليكم أمثل ذلك الرجل النبي الرسول الكريم الصادق الأمين – صلى الله عليه وسلم – يمكن أن يُقال فيه أنه كان ذا شهوة أو هوى؟!و الآن تعالوا بنا نرى بعض الأسباب و الدواعي السياسية والاجتماعية والدينية التي دعت الرسول – صلى الله عليه وسلم - لتعديد زوجاته.

أولا : نشر التعليم و توريث الإسلام والدعوة .
فلا بد من دخول ناس لبيت الرسول - صل الله عليه وسلم- لنقل التفاصيل المطلوبة لتعليم الأمة،والمرآة هى نصف المجتمع فهي تحتاج أن تتعلم فأراد النبي "صلى الله عليه وسلم" أن يجعل من كل زوجاته معلمات لجميع المسلمين والمسلمات ليبينوا لهم دينهم وديناهم ويعلموهم الحلال والحرام في كل أمورهم.
هناك أمور خاصة بالنساء تتعلق بأحكام الزواج والحيض والنفاث والطهارة وغيرها تحتاج فيها المرآة أن تسأل أمرآة مثلها وقد تخجل من سؤال النبي "صلى الله عليه وسلم" عنها فكان هذا هو دور زوجات النبي "صلى الله عليه وسلم".
ولقد كان من المستحيل أن تقوم زوجة واحدة أو زوجتان بتحمل هذه المسؤولية العظيمة في هذا الدور التعليمي للأمة الإسلامية مهما أوتيت من قوة الذاكرة والذكاء والقدرة على الحفظ.
ولا ننسى دورهن الكبير في رواية الأحاديث النبوية
فلقد ذكر الرواة أن عدد الأحاديث التي رواها نساء رسول الله "صلى الله عليه وسلم" عنه قد جاوزت ثلاثة آلاف حديث – 3000 – روت منهم السيدة عائشة "رضى الله عنها" 2210 حديث – ويليها السيدة أم سلمة "رضى الله عنها" فقد روت 378 حديثاً. وباقي الزوجات كن تتراوح أحاديثهن بين 11 الى 65 حديثاً وهذا الاختلاف في رواية كل واحدة عن الأخرى يرجع الي:- الذكاء - مدة الحياة الزوجية - امتداد العمر بعد وفاة النبى "صلى الله عليه وسلم" ، وقد اجتمعت كل هذه الأسباب للسيدة عائشة "رضى الله عنها" فلقد عاشت بعده 42 سنة تنشر العلم
ثانيا: كسب التأييد وتأليف القلوب و تأصيل العلاقة بين الصحابة وتشبيكها مما يؤدي إلى تماسك الأمة فالدعوة الإسلامية لازالت في مرحلة المهد و تحتاج إلى التبليغ وكسب التأييد لنشرها بين الناس والإكثار من أتباعها لذلك وجدناه عليه السلام يتزوج بابنة أبي بكر وبنت عمر بن الخطاب ويزوج ابنتيه لسيدنا عثمان،والبنت الثالثة لسيدنا علي رضي الله عنهم جميعا وأرضاهم ، ويتضح لنا هذا من زواجه – صلى الله عليه وسلم – من:
• السيدة جويرية بنت الحارث -رضى الله عنه -
فقد تم أسرها مع قومها في غزوة بنى المصطلق وهى بنت (الحارث بن أبى ضرار) سيد قومه ، فعرض عليها النبي "صلى الله عليه وسلم" إن يفديها ويتزوجها إذا أرادت ، فوافقت وفرحت جداً. فما هى نتيجة هذا الزواج ؟ قام الصحابة بتحرير جميع الأسرى إكراما لهذه الزوجة فما كانت امرأة أعظم على قومها بركة منها "رضى الله عنها" ، ودخل قومها جميعاً فى الإسلام وهم راضون وراغبون نتيجة هذه المعاملة الطيبة.
ثالثاً: اكتمال التشريع من خلال إبطال الإسلام لعادة التبني التي كانت منتشرة في الجاهلية قبل الإسلام
فقد كان من عادة العرب في الجاهلية تبنى أبناءً يعطونهم أسماءهم ويكون لهم الحق في ميراثهم ولا يتزوجون المحرمات من نسائهم كابنه هذا الرجل باعتبارها أخته.. فأراد الله تبارك وتعالى أن يلغى هذه العادة، وهذا ما يتضح لنا من خلال زواج النبي – صلى الله عليه وسلم – من السيدة/ زينب بنت جحش.
فكان النبي "صلى الله عليه وسلم" يتبنى قبل الإسلام سيدنا زيد أبن حارثه وكان لقبة زيد ابن محمد فأمر الله تبارك وتعالى سيدنا محمد "صلى الله عليه وسلم" أن يزوج زيد متبناه من السيدة زينب بنت جحش أبنه عمه النبي "صلى الله عليه وسلم" فتزوجها – ولكنها كانت تتعالى عليه لشرفها في قومها ، فطلقا سيدنا زيد بعد أن أستأذن النبي "صلى الله عليه وسلم" في ذلك فأذن له بعد أكثر من محاولة للإصلاح بينهما.
ثم أمر الله تبارك وتعالى أن يتزوج النبي "صلى الله عليه وسلم" بالسيدة زينب بنت جحش بدون عقد الإبطال عادة التبني وأن سيدنا زيد سيصبح أسمه مرة أخرى زيد أبن حارثة ويكون ذلك بأمر الله تعالى حتى لا يكون هناك حرج على المؤمنين في الزواج بزوجات طليقات أبنائهم بالتبني – فكان زواج النبي "صلى الله عليه وسلم" لهدف تشريعي واجتماعي وهو إبطال الإسلام لعادة التبني.

رابعاً: تحقيق التكافل من خلال رعاية الأرامل والأيتام
ومن أمثلة ذلك

السيدة/ سودة بنت زمعة "رضى الله عنها": فقد تزوجها النبي "صلى الله عليه وسلم" بعد وفاة زوجها.
السيدة/ هند أم سلمة المخزومية "رضى الله عنها": وقد تزوجها النبي "صلى الله عليه وسلم" بعد وفاة زوجها في غزوة أحد وقد كانت كبيرة في السن وأم أيتام.
السيدة/ أم حبيبة رملة بنت أبى سفيان "رضى الله عنها، التي أسلمت مع زوجها بمكة ثم هاجرت معه إلى الحبشة ، فتنصر زوجها هناك وتركها في هذه البلد الغريبة فأرسل "النبي صلى الله عليه وسلم" إلى (النجاشى) يخطبها حتى لا تفكر في العودة إلى مكة فيؤذيها أهلها فكان هذا الزواج من الأسباب الأساسية التي دفعت أبو سفيان وهو والدها ومن سادة قريش إلى الدخول في الإسلام.
خامسا إقامة الدليل العملي على جواز الزواج بالكتابيات من اليهود والنصارى:
ومن أمثلة ذلك:
السيدة صفية بنت حيى بن أخطب - رضى الله عنها-
فكانت من يهود بنى النضير وابنة زعيمها فخيرها النبي "صلى الله عليه وسلم" بعد أن وقعت في الأسر وقتل زوجها في غزوة خبير بين أن يعتقها النبي "صلى الله عليه وسلم" وتكون زوجته أو تعود لأهلها. فاختارت أن يعتقها وتكون زوجته فأراد النبي "صلى الله عليه وسلم" تأكيد حق المسلمين في الزواج من اليهوديات.وعدم إذلال هذه المرآة وأن يشجع المسلمين على إعتاق الرrيق وعلى تشجيع اليهود على الإسلام أو على الأقل عدم إيذاء المسلمين،
السيدة/ مارية القبطية – رضي الله عنها-
الجارية التي أرسلها له المقوقس عظيم القبط في مصر، والتي تزوجها وأنجب منها ابنه إبراهيم. وذلك لتأكيد حق المسلمين من الزواج من النصرانيات.
سادساً: إعطاء القدوة في التعامل مع زوجاته.
حتى نتعلم من النبي "صلى الله عليه وسلم" ونهتدي به في طريقة معاملته لزوجاته في بيته وذلك لتنوع طبائع النساء واختلاف شخصياتهن ومن أمثلة ذلك
-القسمة بالعدل : في الوقت والمأكل والنفقة.. وإذا أراد السفر عمل بينهن قرعة ، ولما حج أخذهن كلهن معه.
-احترامه لآرائهن : مساعدته في خدمة البيت – استنكاره ورفضة ضرب النساء- وفاؤه لمن مات منهن - مد اعبتهن والبشاشة لهن – وقوفه منهن موقف المصلح.
بعد هذا العرض نأتي للخاتمةوهي:أن مشروعية التعدد بهذا العدد فوق أربع زوجات كانت خصوصية من خصوصيات الرسول - صل الله عليه وسلم - كخاصية وصال الصيام والقيام ...
وإن أحب أحد أن يعدد ويقتدي بالنبي - صلوات الله وسلامه عليه - فليكمل الإقتداء ولتكن دواعي زواجه كدواعي زواج الرسول ليكتمل الأجر وينتفي الإثم الذي حذر منه الله عز وجل {َلَن تَسْتَطِيعُوۤاْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ ٱلنِّسَآءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ ٱلْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَٱلْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً}(5) سورة النساء: 129
مرسلة بواسطة علاء محمد إسماعيل في 10:50 ص هناك تعليقان (2): روابط هذه الرسالة
إرسال بالبريد الإلكترونيكتابة مدونة حول هذه المشاركة‏المشاركة في Twitter‏المشاركة في Facebook‏المشاركة على Pinterest
التسميات: الباب الثالث: الإسلام والمرأة:مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة
(11) أم المؤمنين/ ميمونة بنت الحارث بن حزن الهلالية – رضي الله عنها:ثانيا: أحوال و ملابسات زواجه – صلى الله عليه وسلم – من زوجاته – رضي الله تعالى عنهن

رابعا: مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة:
(4) تعدد زوجات الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم -:
ثانيا: أحوال و ملابسات زواجه – صلى الله عليه وسلم – من زوجاته – رضي الله تعالى عنهن
(11) أم المؤمنين/ ميمونة بنت الحارث بن حزن الهلالية – رضي الله عنها

اسمها ونسبها:
هي ميمونة بنت الحارث بن حزن بن جبير بن الهزم بن روبية بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالية.
أما أمها كانت تدعى هند بنت عوف بن زهير بن الحرث، أخواتها من أمها وأبيها.: أم الفضل (لبابة الكبرى) زوج العباس رضي الله عنهما، و لبابة الصغرى زوج الوليد بن المغيرة المخزومي وأم خالد بن الوليد، وعصماء بني الحارث زوج أُبي بن الخلف، وغرة بنت الحرث زوج زياد بن عبد الله بن مالك الهلالي.
أخواتها لأمها فهن:
- أسماء بنت عميس زوج جعفر رضي الله عنه، ثم مات فخلف عليها أبو بكر الصديق رضي الله عنه، ثم مات فخلف عليها علي كرم الله وجه.
- وسلمى بنت عم من أمها وأبيها.يس زوج حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، ثم ملت فخلف عليها شداد بن أسامة بن الهاد.
- وسلامة بنت عميس زوج عبد الله بن كعب بن عنبة الخثعمي. (1)محب الدين الطبري: السمط الثمين ص189.
ولهذا عُرفت أمها هند بنت عوف بأكرم عجوز في الأرض أصهاراً، فأصهارها: أشرف الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصاحبه الصديق، وعميه حمزة والعباس ابنا عبد المطلب، وجعفر وعلي أبناء عمه أبي طالب، وشداد بن الهاد رضي الله عنهم أجمعين.وتلك فضائل حسان، فهل فوق ذلك من أسمى وأفخر من هذا النسب الأصيل والمقام الرفيع...؟؟(2) العصامي: سمط النجوم العوالي 1/201.

أزواجها قبل الرسول صلى الله عليه وسلم:
كان زواجها رضي الله عنها أولاً بمسعود بن عمرو الثقفي قبيل الإسلام، ففارقها وتزوجها أبو رهم بن عبد العزى. فتوفي عنها وهي في ريعان الشباب. ثم ملأ نور الإيمان قلبها، وأضاء جوانب نفسها حتى شهد الله تعالى لها بالإيمان، وكيف لا وهي كانت من السابقين في سجل الإيمان. فحظيت بشرف الزواج من رسول الله صلى الله عليه وسلم في وقت فراغه من عمرة القضاء سنة 7 للهجرة. (3) سير أعلام النبلاء ص 239: 240

رغبتها في الزواج من النبي – صلى الله عليه وسلم -
في السنة السابعة للهجرة النبوية، دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه مكة معتمرين، وطاف الحبيب المصطفى بالبيت العتيق بيت الله الحرام. وكانت ميمونة بمكة أيضاً ورأت رسول الله وهو يعتمر فملأت ناظريها به حتى استحوذت عليها فكرة أن تنال شرف الزواج من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن تصبح أماً للمؤمنين، ولما لا وهي تعرف كل شئ عنه – صلى الله عليه وسلم – فهي أخت أم المؤمنين زينب بنت خزيمة لأمها، والتي لم تمكث في بيت النبوة لأكثر من ستة أشهر، وانتهى بها الأجل، فلا غرو أن تطمع في ذات الشرف الذي حاذته أختها بزواجها من النبي – صلى الله عليه وسلم - وفي تلك اللحظات التي خالجت نفسها همسات قلبها المفعم بالإيمان، أفضت ميمونة بأمنيتها إلى أختها أم الفضل، وحدثتها عن حبها وأمنيتها في أن تكون زوجاً للرسول الله صلى الله عليه وسلم وأماً للمؤمنين، فلم تكتم أم الفضل الأمر عن زوجها العباس فأفضت إليه بأمنية أختها ميمونة، ويبدو أن العباس أيضاً لم يكتم الأمر عن ابن أخيه فأفضى إليه بأمنية ميمونة بنت الحارث. فبعث رسول الله ابن عمه جعفر بن أبي طالب ليخطبها له، وما أن خرج جعفر رضي الله عنه من عندها، حتى ركبت بعيرها وانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما أن وقعت عيناها عليه صلى الله عليه وسلم حتى قالت: "البعير وما عليه لله ورسوله".
لقد كانت -رضي الله عنها- آخر امرأة تزوَّجها رسول الله صلى الله عليه وسلم (4)ابن سعد: الطبقات الكبرى 8/132.

قال ابن هشام: وكانت جَعَلَتْ أمرها إلى أختها أمِّ الفضل، فجعلتْ أمُّ الفضل أمرها إلى زوجها العباس، فزوَّجها رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وأصدقها عنه أربعمائة درهم(5) ابن كثير: السيرة النبوية 3/439.
ويُقال: إنها هي التي وَهَبَتْ نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم، وأنزل الله تعالى فيها: {وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} [الأحزاب: 50]. لما انتهت إليها خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم لها وهي راكبة بعيرًا قالت: الجمل وما عليه لرسول الله صلى الله عليه وسلم(6) ابن هشام: السيرة النبوية 2/646، والسهيلي: الروض الأنف 4/117، وابن كثير: السيرة النبوية 3/439.

ميمــونة في القرآن الكريـم:
وهبت ميمونة نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم فأنزل.الحق – تبارك وتعالى – فيها قرآنا فقال الزهري وقتادة و ابن سعد بسنده إلى عكرمة أن سيدتَنا ميمونة بنت الحارث رضي الله تعالى عنها هي التي وهبت نفسَها للنبي صلى الله عليه و آله وسلم * فأنزل الله تعالى ( وامرأةً مؤمنةً إن وهبتْ نفسها للنبي إن أرادَ النبيُ أن يستَنْكِحَهَا خالصةً لك من دون المؤمنين ) (7) سورة الأحزاب: 50

الحكمة من زواج النبي بها
- لقد حقَّق النبي صلى الله عليه وسلم بزواجه من السيدة ميمونة -رضي الله عنها- مصلحة عُلْيَا، وهي أنه صلى الله عليه وسلم بهذه المصاهرة لبني هلال كَسَبَ تأييدهم، وتألَّف قلوبهم، وشجعهم على الدخول في الإسلام، وهذا ما حدث بالفعل، فقد وجد النبي صلى الله عليه وسلم منهم العطف الكامل والتأييد المطلق، وأصبحوا يدخلون في الإسلام تباعًا، ويعتنقونه طواعيةً واختيارًا(Cool محمد فتحي مسعد: أمهات المؤمنين ص206.
- قال العلامة محمد رشيد رضا: ورد أن عمَّ النبي صلى الله عليه وسلم العباس رغَّبه فيها، وهي أخت زوجه لبابة الكبرى أمِّ الفضل، وهو الذي عقد له عليها بإذنها، ولولا أن العباس رأى في ذلك مصلحةً عظيمةً، لما اعتنى به كل هذه العناية(9) محمد رشيد رضا: نداء للجنس اللطيف في حقوق النساء في الإسلام ص84.
- هذا بخلاف أن هذا الزواج كان تكريما لها ولأصهار أمها الذين تعددوا، وكان لأغلبهم الفضل في نصرة الإسلام مثل: أبو بكر الصديق، وحمزة والعباس ابنا عبد المطلب،وجعفر وعلي ابنا أبي طالب، والوليد بن المغيرة، وزياد بن عبد الله بن مالك الهلالي.هذا بخلاف أنها أخت أم المؤمنين زينب بنت خزيمة لأمها، والتي انتهى أجلها بعد زواجها من النبي – صلى الله عليه وسلم – بنحو ستة أشهر.
وهذا ما يجعل أمر زواجه – صلى الله عليه وسلم – منها لا يتفق مع الزعم أنه كان زواج عماده شهوة الجسد، وهو المنزه – صلى الله عليه وسلم – عن كل ذلك.
مرسلة بواسطة علاء محمد إسماعيل في 10:47 ص هناك تعليق واحد: روابط هذه الرسالة
(10) أم المؤمنين/ رملة بنت أبي سفيان بن حرب – رضي الله عنها:ثانيا: أحوال و ملابسات زواجه – صلى الله عليه وسلم – من زوجاته – رضي الله تعالى عنهن
شجرة نسب أم حبيبة والتقاءه بنسب محمد بن عبد الله وبأنساب باقي أمهات المؤمنين
نسبها
هي : أم حبيبة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية الأكبر بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. واختلف في اسمها فقيل هي رملة وقيل هند.
أمها: صفية بنت أبي العاص بن أمية الأكبر بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن قريشبن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وصفية هي عمة أمير المؤمنين عثمان بن عفان.

حالها قبل الزواج من النبي – صلى الله عليه وسلم –
كانت أم حبيبة من ذوات الرأي وفصاحة، تزوجها أولاً عبيد الله بن جحش، وعندما دعا الرسول- عليه الصلاة والسلام- الناس في مكة إلى الإسلام، أسلمت رملة مع زوجها في دار الأرقم بن أبي الأرقم، وحينما اشتد الأذى بالمسلمين في مكة؛ هاجرت رملة بصحبة زوجها فارة بدينها متمسكة بعقيدتها، متحملة الغربة والوحشة، تاركة الترف والنعيم التي كانت فيها، بعيدة عن مركز الدعوة والنبوة، متحملة مشاق السفر والهجرة، فأرض الحبشة بعيدة عن مكة، والطريق تتخلله العديد من الطرق الوعرة، والحرارة المرتفعة، وقلة المؤونة، كما أن رملة في ذلك الوقت كانت في شهور حملها الأولى، في حين نرى بأن سفر هذه الأيام سفر راحة ورفاهية، ووسائل النقل المتطورة ساعدت على قصر المسافة بين الدول. وبعد أشهر من بقاء رملة في الحبشة، أنجبت مولودتها "حبيبة"، فكنيت "بأم حبيبة
فهي -رضي الله عنها- رغم أنها ابنة زعيم مكة وقائدها أبو سفيان بن حرب، فقد أعلنتْ إسلامها رغم معرفتها بعاقبة هذا الأمر عليها وسخط أبيها، وما يجره ذلك من متاعب وآلام ،انتهت بهجرتها وزوجها المسلم آنذاك إلى الحبشة. وقد هاجرت -رضي الله عنها- إلى الحبشة وهي حامل بابنتها حبيبة ووَلَدَتها هناك(1) ابن سعد: الطبقات الكبرى 8/97، وابن حجر: الإصابة في تمييز الصحابة 7/651، وقيل: ولدتها بمكة.
هاجرتْ أمُّ حبيبة مع زوجها عبيد الله بن جحش إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية فَوَلَدَتْ له حبيبة، وبها تُكنى رضي الله عنها، وفي الحبشة تنصَّر عبيد الله، وثبتَتْ هي على الإسلام(2) ابن سيد الناس : عيون الأثر
وفي الحبشة رأت السيدة أمُّ حبيبة رؤيا، ثم أصبحت واقعًا جديدًا لها، فتروي رضي الله عنها: رأيتُ في النوم كأن عبيد الله بن جحش زوجي بأسوأ صورةٍ وأشوهه، ففزعتُ فقلتُ: تغيَّرَتْ والله حالهُ. فإذا هو يقول حين أصبح: يا أمَّ حبيبة، إني نظرت في الدين فلم أَرَ دينًا خيرًا من النصرانيَّة، وكنتُ قد دِنْتُ بها ثم دخلت في دين محمد، ثم رجعت في النصرانيَّة. فقلتُ: والله ما خِيرَ لكَ. وأخبرْتُهُ بالرؤيا التي رأيتُها، فلم يحفلْ بها، وأكبَّ على الخمر حتى مات.

زواجها من النبي – صلى الله عليه وسلم -
تزوجها النبي محمد – صلى الله عليه وسلم - بعد وفاة زوجها عبيد الله بن جحش بن رئاب الأسدي الذي ارتد عن الإسلام إلى المسيحية، وهي في الحبشة,ولها منه ابنتها حبيبة.
أرسل النبي محمد إلى النجاشي يخطبها، فأوكلت عنها خالد بن سعيد بن العاص وأصدقها النجاشي أربع مائة دينار وأولم لها وليمة فاخرة وجهزها وأرسلها إلى المدينة معشرحبيل بن حسنة. تزوجت الرسول محمد سنة 7 هـ، وكان عمرها يومئذٍ 36 سنة، وذكر في شأنها القرآن{عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة} (3)سورة الممتحنة: 7
أقامت مع الرسول محمد وبقية أمهات المؤمنين ومعها ابنتها حبيبة ربيبة الرسول محمد والتي تزوجها فيما بعد داود بن عروة بن مسعود الثقفي.
فقد رأت أمُّ حبيبة في منامها كأنَّ آتيًا لها يقول: يا أمَّ المؤمنين. ففزِعْتُ فأوَّلتُها أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يتزوَّجني. قالت: فما هو إلاَّ أن انقضت عِدَّتي فما شعرت إلاَّ برسول النجاشي على بابي يستأذن، فإذا جارية له -يقال لها: أبرهة- كانت تقوم على ثيابه ودهنه، فدخلَتْ علَيَّ، فقالت: إن المَلِكَ يقول لكِ: إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - كتب إلَيَّ أن أُزَوِّجَكه.
فقالت: بشَّركِ الله بخير. قالت: يقول لك الملك وكِّلي مَنْ يُزَوِّجك. فأرسلتْ خالدَ بن سعيد بن العاص، فوكَّلَتْه وأعطتْ أبرهة سواريْن من فضة وخَدَمتَين كانتا في رجليها، وخواتيم فضة كانت في أصابع رجليها؛ سرورًا بما بشَّرتها، فلمَّا كان العشيّ أمر النجاشي جعفر بن أبي طالب ومَنْ هناك مِن المسلمين فحضروا، فخطب النجاشي فقال:
الحمد لله الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار، أشهد أنْ لا إله إلاَّ الله وأنَّ محمدًا عبده ورسوله، وأنه الذي بشَّر به عيسى بن مريم؛ أمَّا بعد: فإن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - كتب إلَيَّ أن أزوجه أمَّ حبيبة بنت أبي سفيان، فأجبتُ إلى ما دعا إليه رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، وقد أصدقْتُها أربعمائة دينار. ثم سكب الدنانير بين يدي القوم.
فتكلَّم خالد بن سعيد، فقال: الحمد لله، أحمده وأستعينه وأستنصره، وأشهد أنْ لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحقِّ؛ ليُظهره على الدين كله، ولو كره المشركون. أمَّا بعد، فقد أجبتُ إلى ما دعا إليه رسول الله – صلى الله عليه وسلم - وزوَّجته أمَّ حبيبة بنت أبي سفيان، فبارك الله لرسول – صلى الله عليه وسلم -. ودفع الدنانير إلى خالد بن سعيد بن العاص فقبضها، ثم أرادوا أن يقوموا فقال: اجلسوا؛ فإن سُنَّة الأنبياء إذا تزوَّجوا أن يُؤكل طعامٌ على التزويج. فدعا بطعام وأكلوا، ثم تفرَّقوا.
قالت أمُّ حبيبة: فلمَّا وصل إلَيَّ المال أرسلتُ إلى أبرهة التي بشَّرتني، فقلتُ لها: إنِّي كنتُ أعطيتُك ما أعطيتُك يومئذٍ ولا مال بيدي، فهذه خمسون مثقالاً، فخُذيها فاستعيني بها.
فأبتْ وأخرجتْ حُقًّا فيه كل ما كنتُ أعطيتُها فردَّتْه عليَّ، وقالت: عزم عليَّ الملك أن لا أَرْزَأَكِ شيئًا، وأنا التي أقوم على ثيابه ودهنه، وقد اتبعتُ دين محمد رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، وأسلمتُ لله، وقد أمر الملك نساءه أن يبعثن إليك بكل ما عندهن من العطر. قالت: فلمَّا كان الغد جاءتني بعُودٍ، ووَرَسٍ، وعنبر وزبَّادٍ كثير، فقَدِمْتُ بذلك كلِّه على رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، فكان يراه علَيَّ وعندي فلا ينكره.
ثم قالت أبرهة: فحاجتي إليك أن تقرئي على رسول الله – صلى الله عليه وسلم - منِّي السلام، وتُعلميه أنِّي قد اتَّبعتُ دينه. قالت: ثم لطفتْ بي وكانت التي جَهَّزتني، وكانت كلَّما دخلت علَيَّ تقول: لا تنسَيْ حاجتي إليك. قالت: فلمَّا قَدِمْتُ على رسول الله – صلى الله عليه وسلم - أخبرْتُه كيف كانت الخطبة، وما فعلَتْ بي أبرهة، فتبسَّم، وأقرأْتُه منها السلام، فقال: "وَعَلَيْهَا السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ"(4) ابن سعد: الطبقات الكبرى 8/97، 98، وابن عساكر: تاريخ دمشق 69/ 143، والصالحي: سبل الهدى والرشاد 11/194.

إخلاصها لدينها ولزوجها – صلى الله عليه وسلم -
سنة 8 هـ وقبل فتح مكة قدم أبو سفيان المدينة ليكلم النبي طالبًا في أن يزيد في هدنة الحديبية، ولما دخل على ابنته أم حبيبة حجرتها أسرعت وطوت بساطًا لديها مانعةً والدها من الجلوس عليه كونه فراش النبي، وقالت لوالدها: "هو فراش رسول الله وأنت امرؤ نجس مشرك". بالرغم من أن أباها فرح عند زواجها بالرسول إذ قال: ذاك الفحل، لا يجدع أنفه!!
ملامح شخصيته:
لقد تمتعت أم المؤمنين أم حبيبة بصفات عظيمة جعلت النبي– صلى الله عليه وسلم - يتزوجها، وتنال هذا المكانة والتي تحلم بها كل امرأة ومن هذه الصفات:
• الصبر والثبات على الحق.فقد تزوجت قبل الإسلام من عبيد الله بن جحش بن رياب الأسدي ثم أسلما معاً وهاجرا إلى الحبشة، وولدت له حبيبة، وبعد مدة تنصر زوجها ومات، وثبتت هي على الإسلام.
• الموالاة لله ولرسوله فقط ونري ذلك في موثقها مع أبي سفيان، عندما ذهب إلي المدينة سنة ثماني من الهجرة حتى يجدد صلح الحديبية.فقد خرج أبو سفيان حتى قدم المدينة فدخل على ابنته أم حبيبة فلما ذهب ليجلس على فراش رسول الله – صلى الله عليه وسلم - طوته فقال يا بنيتى ما أدري أرغبت بهذا الفراش عنى أم رغبت بي عنه قالت هذا فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت رجل مشرك نجس فلم أحب أن تجلس على فراش النبي صلى الله عليه وسلم.
• الكرم. ونري هذه الصفة واضحة عندما أخبرت أبرهة وهي جارية حبشية كانت تخدم النجاشي أم حبيبة بنبأ الرسالة والتي بعث بها رسول الله يطلب فيها تزويجه من أم حبيبة،ففرحت أم حبيبة وأعطت الجارية [ أبرهة] سوارين من فضة و خدمتين كانتا في رجليها و خواتيم فضة كانت في أصابع رجليها سرورا بما بشرتها به.

الحكمة من زواج النبي – صلى الله عليه وسلم - منها
غطى الحزن أم حبيبة بل كساها، فقد أصبحت وحيدة في محنة الاغتراب والهجرة بعد فقدها لزوجها الذي مات متنصرا، بينما لا يزال أبوها وأهلها على الشرك والعداء للإسلام، فكان لابد من تكريمها، وإيجاد عائل لها ولأبنها، ومنْ يقوم بذلك غير رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الذي لم تبعده المسافات عن متابعة أصحابه الذين هاجروا إلى الحبشة، فكان يستمر في السؤال عنهم وعن أحوالهم، والبحث عما يخفف عنهم آلام العيش والغربة.
فقد تزوَّج النبي – صلى الله عليه وسلم - السيدة أمَّ حبيبة في العام السابع من الهجرة النبويَّة المشرَّفة، وكان زواجه منها – صلى الله عليه وسلم - تكريمًا لها على ثباتها في دين الله، فكم منْ امرأة تَتْبَعُ خطى زوجها في كل حركة وسكنة في حياته، تفعل الخير بفعله، وتكفُّ عن الشرِّ بِكَفِّه!! ويندر من النساء منْ تُخالف زوجها! إلا أن هذه المرأة المهاجرة بدينها وولدها لم يُزعزعها أَلَمُ الفراق بينها وبين زوجها وعائلها في بلد يبعد آلاف الأميال عن بلدها، وإنما حاولتْ بكل ما أُوتيتْ من قوَّة أن تثني زوجها عن تغيير عقيدته إلى عقيدة التوحيد، لكنَّه أصرَّ وتولَّى، فصبرتْ وشكرتْ، فكافأها الله بزواجها من رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، وجعلها أُمًّا للمؤمنين.
كما كان في زواجه منها – صلى الله عليه وسلم – محاولة لجذب أباها أبا سفيان إلى الإسلام بناء على تلك المصاهرة فقد كان رجلا يحب الفخر، فرغم عدائه للرسول – صلى الله عليه وسلم إلا أنه فرح عند زواجها بالرسول إذ قال: ذاك الفحل، لا يجدع أنفه!.أفكان هذا الزواج القائم على تكريم الزوجة الصابرة المحتسبة في محنة الغربة والهجرة يُعد كما يحاول البعض إلصاق التهم برسولنا– صلى الله عليه وسلم – بأنه زواج قائم على متعة الجسد؟! ورغبة الهوى؟!
مرسلة بواسطة علاء محمد إسماعيل في 10:44 ص هناك تعليق واحد: روابط هذه الرسالة
إرسال بالبريد الإلكترونيكتابة مدونة حول هذه المشاركة‏المشاركة في Twitter‏المشاركة في Facebook‏المشاركة على Pinterest
التسميات: الباب الثالث: الإسلام والمرأة:مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة
(9) أم المؤمنين/ صفية بنت حيي بن أخطب – رضي الله عنها ثانيا: أحوال و ملابسات زواجه – صلى الله عليه وسلم – من زوجاته – رضي الله تعالى عنهن -
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى