مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* عظماء في الاسلام : الدسوقي - عبد الله المروزي - أبو العباس السبتي

اذهب الى الأسفل

* عظماء في الاسلام : الدسوقي - عبد الله المروزي - أبو العباس السبتي Empty * عظماء في الاسلام : الدسوقي - عبد الله المروزي - أبو العباس السبتي

مُساهمة  طارق فتحي الأحد أغسطس 21, 2016 7:50 pm

سيدي إبراهيم الدسوقي
هو سيدي الإمام الصوفي شيخ الإسلام إبراهيم بن عبدالعزيز (أبي المجد) بن السيد على قريش بن السيد محمد الرضا بن السيد محمد أبي النجا الذي ينتهي نسبه للإمام الشريف جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام علي زين العابدين و الملقب بالسجاد بن مولانا الإمام الحسين سبط رسول الله صلوات الله و سلامه عليه
فيروى الجلال الكركى عن بعض الثقات أنها هي السيدة فاطمة أبنه ولى الله أبي الفتح الواسطي قدس الله سره. و كان سيدي ابوالفتح من أجل أصحاب سيدي احمد الرفاعي رضى الله عنه، كما انه من شيوخ سيدي ابي الحسن الشاذلي رضى الله عنه
ولقد ولد هذا الإمام الشريف سيدي إبراهيم الدسوقي رضى الله عنه سنة 633 هجرية على أشهر الروايات حيث ذكر ذلك الإمام الشعراني و الإمام المناوي و العارف النبهاني رضى الله عنهم أجمعين.
و على كل فالجميع متفقون على أن الإمام الدسوقي قد عاش من العمر ثلاثا و اربعين سنة.
و لقد كان أقطاب الولاية ينتظرون مولد الإمام الدسوقي و يبشرون به قبل ميلاده. ومن ذلك ما روى من أن العارف بالله سيدي محمد بن هارون كان يقوم لسيدي عبدالعزيز ابي المجد والد القطب الدسوقي إذا مر عليه و يقول: (( في ظهره ولى يبلغ صيته المشرق و المغرب)).
اقام رضى الله عنه بخلوته بدسوق عشرين سنة في انفراد مع ربه قانتًا متبتلا يسبح في بحار القرب.
علاقة القطب إبراهيم مع سيدي القطب أبو الحسن الشاذلي رضى الله عنهم أجمعين:: انه تلقى عن القطب الكبير الشاذلي تبركا حيق قال: ( أخذت الطريقة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - و عهد البيعة عن القطب ابي الحسن الشاذلي) .
و ايضا، فلقد كان هناك اتصال للقطب الدسوقي بطريقة سيدي أحمد الرفاعي رضى الله عنهعن طريق والده الذي أخذ عن سدي ابي الفتح الواسطي الذي تلقى الطريقة عن القطب الرفاعي ..
بعض ما قاله رضى الله عنه::
1) عن القطب البدوي:
و لقد أثر عن سيدي إبراهيم الدسوقي أنه كان يقول عن أخيه القطب البدوي: (( إن ابن العم السيد أحمد البدوي هو الأسد الكاظم )).
2) الشريعة و الحقيقة:
( الشريعة أصل و الحقيقة فرع. فالشريعة جامعة لكل علم مشروع و الحقيقة جامعة لكل علم خفى و جميع المقامات مندرجه فيهما).
3) عن ادعياء طريقته :
يوضح لنا مقياس التبعيه الحقيقة لطريقته فيقول نفعنا الله بعلمه في الدارين:
(( الله خصم كل من شهر نفسه بطريقتنا ولم يقم بحقها و استهزأ بنا)).
لبس الخرقة الشريفة من الشيخ نجم الدين محمود الأصفهاني وهو من الشيخ نور الدين عبد الصمد النظري وهو من الشيخ نجيب الدين علي الشيرازي وهو من الشيخ شهاب الدين السهروردي وهو من الشيخ أبي النجيب ضياء الدين عبد القاهر السهروردي وهو من الشيخ وجيه الدين وهو من الشيخ فرج الزنجاني وهو من الشيخ أبي العباس النهاوندي وهو من الشيخ محمد بن حفيف الشيرازي وهو من الشيخ القاضي رويم أبي محمد البغدادي وهو من إمام الطريقة وسيد الطائفة أبي القاسم الجنيد البغدادي وهو من خاله سري السقطي وهو من الشيخ معروف الكرخي وهو من الشيخ داود الطائي وهو من الشيخ حبيب العجمي وهو من الشيخ الحسن البصري وهو من قاءد الاولياء سيدنا الإمام علي بن أبي طالب وهو من سيد الخلق وسيد الأنبياء الكرام سيدنا ومولانا رسول الله .
قال العارف بالله العلامة الشيخ أبو بكر الأنصاري (قدس الله سره) في (عقوداللآلئ) في ترجمة الشيخ: له المنهاج الأرفع في المعالي، والقدم الراسخ في أحوال النهايات، واليد البيضاء في علم الموارد، والباع الطويل في التصرف النافذ، والكشف الخارق عن حقائق الآيات، والفتح المضاعف في المشاهدات، وهو أحد من أظهره الله إلى الوجود، وأبرزه رحمة للخلق، وأوقع له القبول التام عند الخاص والعام، وصرَّفه في العالم، ومكنه في أحكام الولاية، وقلب له الأعيان، وخرق له العادات، وأنطقه بالمغيبات، وأظهر على يديه العجائب، وصومه في المهد
من صدق في الإقبال على الله، انقلبت له الأضداد فعاد من كان يسبه يحبه، ومن كان يقاطعه يواصله. لا يكمل رجل حتى يفرَّ عن قلبه وسره وعلمه ووهمه وفكره، وعن كل ما خطر بباله غير ربه. من ليس عنده شفقة ولا رحمة للخلـق، لا يرقى مراتب أهل الله. كل من وقف مع مقام، حُجِب به. ما دام لسانك يذوق الحرام، فلا تطمع أن تذوق من الحكم والمعارف شيئاً. الطريق كلها ترجع إلى كلمتـين، تعرف ربك وتعبده. رأس مال المريد المحبة والتسليم.
ومن كرامات سيدى إبراهيم الدسوقى أنه : توجه بعض تلاميذه إلى ناحية الإسكندرية لحاجة يقضيها لأستاذه فتشاجر مع رجل من السوقة في شأن حاجة اشتراها منه فاشتكاه السوقى إلى قاضى المدينة وكان جباراً ظالماً متكبراً على الفقراء فلما وقف ذلك الفقير بين يديه أمر بحبسه وأراد ضربه بلا موجب بغضاً في الفقراء فأرسل الفقير إلى شيخه سيدى إبراهيم يتشفع به في خلاصه فلما بلغه الخبر كتب إلى القاضى رقعة فيها هذه الأبيات :
سهام الليل صائبة المرامى
إذا وترت بأوتار الخشوع
يقومها إلى المرمى رجال
يطيلون السجود مع الركوع
بألسنة تهمهم في دعاء
بأجفان تفيض من الدموع
إذا وترن ثم رمين سهماً
فما يغنى التحصن بالدروع
فلما وصلت الرقعة إلى القاضى جمع أصحابه وقال لهم انظروا إلى هذه الرقعة التى جاءت من هذا الرجل الذى يدّعى الولاية بعد أن آذى حاملها بالكلام واحتقره ثم زاد في سب الأستاذ ثم أخذ يقرأها فلما وصل إلى قوله إذا وترن ثم رمين سهماً خرج سهم من الورقة فدخل في صدره وخرج من ظهره فوقع ميتاً .
توفي () سنة ست وسبعين وستمائة هجرة(676 هـ) بمصر في مدينة دسوق . نفعنا الله به وببركته.

عبد الله بن المبارك المروزي
عبد الله بن المبارك المروزي (118 هـ-181 هـ) عالم وإمام مجاهد مجتهد في شتى العلوم الدينية والدنيوية.
اسمه ومولده وموطنه
اسمه عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي التميمي مولاهم أبو عبد الرحمن المروزي. عن العباس بن مصعب قال: كانت أم عبد الله بن المبارك خوارزمية وأبوه هندي، وكان عبداً لرجل من التجار من همذان من بني حنظلة. عن الحسن قال: كانت أم ابن المبارك تركية، وكان الشبه لهم بيناً فيه وكان ربما خلع قميصه فلا أرى على صدره أو جسده كثير شعر.
مولده قال أحمد بن حنبل: ولد ابن المبارك سنة ثمان عشرة ومائة. وقال خليفة: وفيها – يعني ثمان عشرة ومائة – ولد عبد الله بن المبارك. وقال بشر بن أبي الأزهر: قال ابن المبارك ذاكرني عبد الله بن إدريس السن فقال: ابن كم أنت فقال: إن العجم لا يكادون يحفظون ذلك ولكني أذكر أني لبست السواد وأنا صغير عندما خرج أبو مسلم قال: فقال لي: قد ابتليت بلبس السواد. قلت: إني كنت أصغر من ذلك، وكان أبو مسلم أخذ الناس كلهم بلبس السواد الصغار والكبار. وكان أبو مسلم في بداية الدولة العباسية قد ألزم الرعية كباراً وصغاراً بلبس السواد، وكان ذلك شعارهم إلى آخر أيامهم.
موطنه : مرو وهي من مدن خراسان
من كتبه : الزهد
نشأته
نشأ ابن المبارك في أسرة متواضعة؛ فقد كان أبوه أجيرًا بسيطًا يعمل حارسًا لبستان أحد الأثرياء، غير أن والده هذا كان سبب رخائه أورثه المال وافرا مدرارا. إن المتأمل لهذا المال الذي وصف بأنه مدرارا ليعلم أنه سبب الخير كله، فقد اكتسبه “والده المبارك” بجد وجهدٍ وكفاح وصبر، فكان ثمرة يانعة مقنعة لرجل ورع، حريص على أداء حق العمل، فلم يرض إلا أن يشغل كل وقته في العمل تحريًا للأجر الحلال، فلم يتطلع يومًا للأكل من البستان، وهو ما يكتشفه صاحب البستان ويتعجب له. ففي إحدى زياراته طلب منه بعنب يأكلها، فجاءه بواحدة، فوجدها حامضة، فطلب منه واحدة أخرى، فكانت كذلك، فقال له: كم لك في هذا البستان وأنت لا تعرف الحامض من الحلو؟ فقال مبارك – صادقًا –: وكيف أعرف وأنا لم أذق شيءًا منه!! فتعجب صاحب البستان، وقال: ألا تتمتع ببعض ما هو تحت يديك؟! قال مبارك: لم تأذن لي في ذلك.. فكيف أستحل ما ليس لي؟! سكت الرجل مندهشًا وقال له: فقد أذنت، من الآن فكل! كان الأب صالحًا فاستخرج عبد الله كنزًا، وحصّل علما وأدبًا وفقها ما زالت تتوارثه الأجيال! ومن المهم أن ابن المبارك ولد في السنة 118 هـ في عهد الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك وكانت أمه خوارزمية فطلب العلم وهو ابن عشرين سنة فأقدم شيخ لقيه هو الربيع بن أنس الخراساني تحيل ودخل إليه إلى السجن فسمع منه نحوا من أربعين حديثا ثم ارتحل في سنة إحدى وأربعين ومئة وأخذ عن بقايا التابعين وأكثر من الترحال والتطواف وإلى أن مات في طلب العلم وفي الغزو وفي التجارة والإنفاق على الإخوان وتجهيزهم معه إلى الحج، وعاش إلى سنة 181 هـ حيث توفي في خلافة هارون الرشيد.
منهجة العلمي
اتفقت جميع المصادر على أنه كان طلاّباً للعلم نادر المثال، رحل إلى جميع الأقطار التي كانت معروفة بالنشاط العلمي في عصره. فيه يقول عبد الرحمن بن أبي حاتم: «سمعت أبي يقول: كان ابن المبارك ربع الدنيا بالرحلة في طلب الحديث، لم يدع اليمن ولا مصر ولا الشام ولا الجزيرة والبصرة ولا الكوفة»، وقد شهد له أحمد بن حنبل بذلك أيضاً.
كان ابن المبارك يقول: «خصلتان من كانتا فيه نجا: الصدق، وحب أصحاب محمد ». وقد كان ينشد العلم حيث رآه ويأخذه حيث وجده، لا يمنعه من ذلك مانع، كتب عمن هو فوقه، وعمن هو مثله، وتجاوز ذلك حتى كتب العلم عمن هو أصغر منه. وقد روي أنه مات ابن له فعزاه مجوسي فقال: ينبغي للعاقل أن يفعل اليوم ما يفعله الجاهل بعد أسبوع. فقال بن المبارك : اكتبوا هذه.
بلغ به ولعه بكتابة العلم مبلغاً جعل الناس يعجبون منه، فقد قيل له مرة: كم تكتب؟ قال: لعل الكلمة التي أنتفع بها لم أكتبها بعد. وعابه قومه على كثرة طلبه للحديث فقالوا: إلى متى تسمع؟ فقال إلى الممات. وعمل على جمع أربعين حديثا وذلك تطبيقا للحديث النبوي القائل: (من حفظ على أمتي أربعين حديثاً من أمر دينها بعثه الله يوم القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء)نسأل الله أن يجمعنا به على خير…
ولم يكن ابن المبارك يهتم بالجانب الكمي في جمع العلم فحسب, بل كان اهتمامه يتوجّه إيضاً إلى الانتقاء النوعيّ له, دافعه في ذلك أمانة العلم والاستبراء للدين, لذلك كان التثّبت العلمي هو المنهج الذي التزم به ابن مبارك وأخضع له كل ما كان يصل إليه من أحاديث, حيث كان يتحرّى ما يقبل منها وما يردُّ من خلال اسنادها.
كما حرص على دراسة الصّحيح من احاديث رسول الله “” والاشتغال بها على غيرها, حيث قال” لنا في صحيح الحديث شغل عن سقيمه”.
وقد أورد ابن المبارك في كتاب الزهد بعض الأحاديث الضّعيفة, وذلك لأنه يرى جواز العمل في الحديث الضعيف في فضائل الأعمال.
شيوخه وتلامذته
شيوخه
قال الذهبي
وقال ابن الجوزي
قال بن عساكر
قدم دمشق وسمع من الأوزاعي، سعيد بن عبد العزيز، وأبي عبد رب الزاهد، عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وهشام بن الغاز، وعتبة بن أبي الحكم الهمداني وابراهيم بن أبي عبلة، وأبي المعلى صخر بن جندل البيروتي، وصفوان بن عمر وعمر بن محمد بن زيد العسقلاني، والحكم بن عبد الله الأيلى، ويحيى بن أبي كثير، وابن لهيعة، والليث بن سعد، وسعيد بن أبي أيوب، وحرملة بن أبي عمران، وأبي شجاع سعيد بن زيد والأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، ويونس بن أبي اسحاق، ومجالد بن سعيد، وهشام بن عروة، وزائدة بن قدامة، ويحيى بن سعيد الأنصاري، ويحيى بن عبيد الله بن موهب، وأسامة بن زيد الليثي وابن عجلان، وابن جريح ومعمر، ويونس بن يزيد، وموسى بن عقبة، وهشام بن سعد، ومحمد بن اسحاق، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند، ومالك بن أنس، وسفيان الثوري، وحماد بن زيد، والمبارك بن فضالة، وسليمان التيمي، وحميد الطويل، وعوف الأعرابي، وشعبة وهشام بن حسان، وعاصم بن سليمان الأحول، وعبد الله بن عون، وخالد الحذاء، وغيرهم[6]
تلامذته
قال الحافظ بن كثير
وعنه – أي روى عنه – الثوري، ومعمر بن راشد، وأبو اسحاق الفزاري، وجعفر بن سليمان الضبعي، وبقية بن الوليد، وداود بن سليمان، والوليد بن مسلم، وأبو بكر بن عياش وغيرهم من شيوخه وأقرانه. ومسلم بن إبراهيم، وأبو أسامة وأبو سلمة التبوذكي، ونعيم بن حماد، وابن مهدي، والقطان، واسحاق بن راهويه، ويحيى بن معين، وابراهيم بن اسحاق الطالقاني…. وغيرهم
من أقوال علماء عصره
قال نعيم بن حماد : كان ابن المبارك يُكثر الجلوس في بيته، فقيل له : ألا تستوحش ؟ فقال : كيف استوحش وأنا مع النبي وأصحابه ؟
- قال أشعث بن شعبة المصِّيصي : قدم الرشيد الرقة، فانجفل الناس خلفَ ابن المبارك، وتقطعت النعال وارتفعت الغبرة، فأشرفت أم ولد لأمير المؤمنين من برج من قصر الخشب، فقالت : ماهذا ؟ قالوا : عالم من أهل خراسان قدم، قالت : هذا والله المُلكُ، لا ملكُ هارون الذي لا يجمع الناس إلا بشُرط وأعوان.
- قال محمد بن علي بن الحسن بن شقيق : سمعت أبي قال : كان ابن المبارك إذا كان وقت الحج اجتمع إليه إخوانه من أهل مرو، وفيقولون : نصحبك، فيقول : هاتوا نفقاتكم، فيأخذ نفقاتهم فيجعلها في صندوق ويُقفل عليها، ثم يكتري له ويخرجهم من مرو إلى بغداد، فلا يزال يُنفق عليهم ويطعمهم أطيب الطعام وأطيب الحلوى، ثم يخرجهم من بغداد بأحسن زي وأكمل مُروءة، حتى يصلوا إلى مدينة الرسول ، فيقول لكل واحد : ما أمرك عيالك أن تشتري لهم من المدينة من طُرفها ؟ فيقول : كذا وكذا فيشتري لهم، ثم يخرجهم إلى مكة فإذا قضوا حجهم قال لكل واحد منهم : ما أمرك عيالُك أن تشتري لهم من متاع مكة ؟ فيقول : كذا وكذا، فيشتري لهم، ثم يُخرجهم من مكة، فلا يزال يُنفق عليهم إلى أن يصيروا إلى مرو، فيجصص بيوتهم وأبوابهم، فإذا كان بعد ثلاثة أيام عمل لهم وليمة وكساهم، فإذا أكلوا وسرّوا دعا بالصندوق، ففتحه ودفع إلى كل رجل منهم صُرته عليها اسمه.
- قال سفيان الثوري : إني لأشتهي من عمري كله أن أكون سنة مثل ابن المبارك، فما أقدر أن أكون ولا ثلاثة أيام.
- قال ابن عُيينة : نظرت في أمر الصحابة، وأمر عبد الله، فما رأيت لهم عليه فضلاً إلا بصحبتهم النبي ، وغزوهم معه.
- قال القاسم بن محمد بن عباد : سمعت سُويد بن سعيد يقول : رأيت ابن المبارك بمكة أتى زمزم فاستقى شربة، ثم استقبل القبلة، فقال : اللهم إن ابن أبي الموال حدثنا عن محمد بن المُنكدر عن جابر عن النبي أنه قال : ((ماء زمزم لما شُرب له))وهذا أشربه لعطش القيامة، ثم شربه.
- قال نعيم بن حماد : كان ابن المبارك إذا قرأ كتاب الرقاق يصير كأنه ثور منحور أو بقرة منحورة من البكاء، لا يجترئ أحد منا أن يسأله عن شيء إلا دفعه.
- قال أبو حاتم الرازي : حدثنا عبدة بن سليمان المروزي قال : كنا سرية مع ابن المبارك في بلاد الروم، فصادفنا العدو، فلما التقى الصفان، خرج رجل من العدو فدعا إلى البراز، فخرج إليه رجل فقتله، ثم آخر فقتله، ثم دعا إلى البراز، فخرج إليه رجل، فطارده ساعة فطعنه فقتله فازدحم إليه الناس، فنظرت فإذا هو عبد الله بن المبارك وإذا هو يكتم وجهه بكمه، فأخذت بطرف كمه فمددته فإذا هو هو. فقال : وأنت يا أبا عمرو ممن يُشنع علينا.
- وقال أبو حسان عيسى بن عبد الله البصري : سمعت الحسن بن عرفة يقول : قال لي ابن المبارك : استعرت قلماً بأرض الشام، فذهبت على أن أرده فلما قدمت مرو نظرت فإذا هو معي، فرجعت إلى الشام حتى رددته على صاحبه.
- قال أسود بن سالم : كان ابن المبارك إماماً يُقتدى به، كان من أثبت الناس في السنة، إذا رأيت رجلاً يغمز ابن المبارك فاتهمه على الإسلام.
- قال النسائي: لا نعلم في عصر ابن المبارك أجل من ابن المبارك ولا أجل منه ولا أجمع لكل خصلة محمودة منه.
- عن الحسن بن عيسى، قال: اجتمع جماعة من أصحاب ابن المبارك مثل الفضل بن موسى، ومخلد بن حسين، ومحمد بن النضر فقالوا : تعالوا نعد خصال ابن المبارك من أبواب الخير، فقالوا : العلم، والفقه، والأدب، والنحو، واللغة، والزهد، والفصاحة، والشعر، وقيام الليل، والعبادة، والحج، والغزو، والشجاعة، والفروسية، والقوة، وترك الكلام فيما لا يعنيه، والإنصاف، وقلة الخلاف على أصحابه.
- قال حبيب الجلاب : سألت ابن المبارك، مأخير ما أعطي الإنسان ؟ قال : غريزة عقل، قلت : فإن لم يكن ؟قال : حسن أدب، قلت : فإن لم يكن؟ قال : أخٌ شفيق يستشيره، قلت : فإن لم يكن ؟ قال : صمت طويل، قلت : فإن لم يكن ؟ قال : موت عاجل.
- عن عبد الله قال :إذا غلبت محاسن الرجل على مساوئة لم تذكر المساوئ، وإذا غلبت المساوئ على المحاسن لم تذكر المحاسن.
- قيل لابن المبارك : إذا أنت صليت لم لا تجلس معنا ؟ قال : أجلس مع الصحابة والتابعين، أنظر في كتبهم وآثارهم فما أصنع معكم ؟ أنتم تغتابون الناس.
- وجاء أن ابن المبارك سُئل : من الناس ؟ فقال : العلماء، قيل : فمن الملوك ؟ قال : الزهاد، قيل : فمن الغوغاء ؟ قال : خزيمة وأصحابة (يعني من أمراء الظلمة)، قيل : فمن السفلة ؟ قال : الذين يعيشون بدينهم.
- وعنه قال : إن البصراء لا يأمنون من أربع : ذنب قد مضى لا يدري ما يصنع فيه الرب عز وجل، وعمر قد بقي لا يُدرى مافيه من الهلكة، وفضل قد أُعطي العبد لعله مكر واستدراج، وضلالة قد زينت يراها هدىً، وزيغ قلب ساعة فقد يسلب المرء دينه ولا يشعر.
- عن ابن المبارك قال : من استخف بالعلماء ذهبت آخرته، ومن استخف بالأمراء ذهبت دنياه، ومن استخف بالإخوان ذهبت مروءته
أثر العلم على شخصيته واخلاقه
اولا 1- الورع والخشية: كان القاسم بن محمد يكثر السفر مع ابن المبارك, فلم يكن يلحظ زياده في عبادته على غيره, فيعجب من ذلك وكثيراً ما تحدّثه نفسه: بما فضل هذا الرجل علينا حتى نال هذه الشهرة بين الناس؟ فبينما هم في ليلة على عشاء انطفأ السراج, فقام بعضهم وأخذ السراج وخرج به يستصبح, وحينما عادوا نظر القاسم بن محمد إلى عبدالله بن مبارك فرأى الدموع قد بلّلت وجهه ولحيته, فقال في نفسه: بهذه الخشية فضل هذا الرجل علينا, ولعله حين فقد السراج فصار إلى الظلمة .. تذكّر القيامة!.
2- نشر العلم.
3- الحكمة في القول والفعل.
4- الزهد مع الغنى.
5- الفقه في الإنفاق.
حكي عنه رحمه الله عليه أنه قال: «خرجت للغزو مرة فلما تراءت الفئتان خرج من صف الترك فارس يدعو إلى البراز فخرجت إليه فإذا قد دخل وقت الصلاة قلت له: تنح عني حتى أصلي ثم أفرغ لك فتنحى فصليت ركعتين وذهبت إليه فقال لي: تنح عني حتى أصلي أنا أيضا فتنحيت عنه فجعل يصلي إلى الشمس فلما خر ساجدا هممت أن اغدر به فإذا قائلا يقول:”وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا” فتركت الغدر فلما فرغ من صلاته قال لي لما تحركت؟ قلت: أردت الغدر بك قال: فلم تركته؟ قلت لأني أمرت بتركه. قال الذي أمرك بترك الغدر أمرني بالإيمان وآمن والتحق بصف المسلمين. فقد دعته أخلاقه ألا يغدر بأعدائه فكانت بركة أخلاقه أن انضم عدوه إلى الإسلام بعد أن كان من المحاربين له».
من أقواله وحكمه
الدنيا سجن المؤمن، وأعظم أعماله في السجن الصبر وكظم الغيظ، وليس للمؤمن في الدنيا دولة، وإنما دولته في الآخرة!
ليس من الدنيا إلا قوت اليوم فقط
سئل عن قول لقمان لابنه: (إن كان الكلام من فضة فإن الصمت ذهب)، فقال: معناه لو كان الكلام بطاعة الله من فضة، فإن الصمت عن معصية الله من ذهب!!
كان يكثر الجلوس في بيته فقيل له: ألا تستوحش ؟ فقال: كيف أستوحش وأنا مع النبي وأصحابه؟
كان يعتزل مجالس المنكر واغتياب الناس فقيل له: إذا صليت معنا لم لا تجلس معنا؟ قال: أذهب مع الصحابة والتابعين. قيل له: ومن أين الصحابة والتابعون؟ قال: أذهب أنظر في علمي فأدرك آثارهم وأعمالهم، فما أصنع معكم وأنتم تغتابون الناس!
كما كان مستجاب الدعوة، فقد دعا للحسن بن عيسى وكان نصرانياً: اللهم ارزقه الإسلام، فاستجاب الله دعوته فيه.
قال ابن المبارك: (الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء).
رؤى الناس في حقه
قال زكريا بن عدي: رأيت بن المبارك في المنام فقلت: ما فعل الله بك ؟ قال: غفر لي برحلتي في الحديث! ورؤى الثوري في المنام فقيل له: ما فعل الله بك ؟ قال: رحمني.. فقال له: ما حال عبد الله بن المبارك ؟ فقال: هو ممن يلج على ربه كل يوم مرتين..
هذا ما رآه الصالحون و(رؤيا المؤمن جزء من ست وأربعين جزءاً من النبوة) كما يقول رسول الله . فرحمة الله ورضي عنه وما أصدق قول الشاعر فيه:
جمال ذي الأرض كانوا في الحياة، وهم…… بعد الممات جمال الكتب والسير (نظرت في أمر الصحابة وأمر بن المبارك، فما رأيت لهم عليه فضلا إلا بصحبتهم النبي وغزوهم معه) هذا ما قاله ابن عيينه
== مكان وفاته==
توفي في مدينة هيت بمحافظة الانبار بغرب العراق سنة 181 هجرية وقبره معلوم وقد شيد الناس على قبره مقام وجامع . وقد فجر المجرمون قبره ومقامه سنة 2005 إلا أن الاهالي اعادوا بناءه لمكانته في قلوب الهيتاويين والانباريين عموما! .

أبو العباس أحمد بن جعفر السبتي الخزرجي المغربي
المدفون خارج مراكش أحد أئمة الأولياء ومشاهير الأصفياء , صاحب المناقب المأثورة والكرامات المشهورة
قال له أبو الحسن الخباز : أما ترى مافيه الناس من القحط والغلاء ؟ فقال إنما حبس المطر لبخلهم , فلو تصدقوا لمطروا , فقل لأصحابك الفلاحين تصدقوا بمثل ما أنفقتم تمطروا , فقال له لا يصدقني أحد , ولكن مرني في خاصة نفسي . فقال له : تصدق بمثل ما أنفقت , فتصدق كما أمره . قال : فخرجت إلى البحيرة التي عمرتها والشمس شديدة الحر , فأيست من المطر ورأيت جميع ما غرسته مشرفاً على الهلاك , فأقمت ساعة فإذا سحابة أمطرت البحيرة حتى رويت , فظننت أن الدنيا كلها مطرت فخرجت فإذا المطر لم يتجاوزها ... انتهى
قال المقري صاحب " نفح الطيب " : ولقد وقفت على قبره مرات وسألت الله تعالى في أشياء يسر لي فيها سؤلي : منها أن أكون ممن يشتغل بالعلم ويوصف به , وأن ييسر علي فهم كتب عينتها , فيأر الله تعالى عليّ ذلك في أقرب مدة .
ورأى عبدالرحمن بن يوسف الحسني النبي صلى الله عليه وسلم في النوم , فقال له : يا رسول الله ما تقول في السبتي ؟ " قال : وكنت سيء الإعتقاد فيه " فقال لي بعد أن تبسم : هو من السباق , قال : فقلت : بين يا رسول الله , فقال : هو ممن يمر على الصراط كالبرق , قال : فخرجت بعد الصبح فلقيني أبو العباس السبتي فقال لي : ما رأيت وما سمعت ؟ والله لا أتركك حتى تعرفني .. فعرفته , فصاح كلمة الصفا من المصطفى صلى الله عليه وسلم .
وقال ابن الزيات : وحدثني أبو العباس الصنهاجي وغيره : أن رجلاً يعرف بابن السماك وكان غنيّاً فدار عليه الزمان وافتقر , حدث أنه وصل لأبي العباس السبتي وعليه ثوب خلق تظهر منه عورته , فشكا إليه حالته , فأخذ بيده إلى أن خرج معه من باب " باغزوت " فجاء إلى مطهرة هنالك , قال : فدخل أبو العباس المطهرة وتجرد من أثوابه وناداني وقال : خذ هذه الثياب , فأخذتها وكان بعد العصر , فأردت أن أرى ما يكون من أمره , فصعدت إلى حائط هناك إلى قرب المغرب فإذا بفتى خرج من الباب على دابة معه رزمة ثياب فلما رأيته نزلت إليه فقال لي : أين الفقيه أبو العباس ؟ فقلت هاهو في الساقية عريان , فقال لي أمسك الدابة , فسمعت الفقيه يقول له : أين تلك الثياب ؟ فأخذها منه وخرج , فلما رآني قال لي : ومالك هنا ؟ قلت : ياسيدي خفت عليك فلم أقدر على الإنصراف وأتركك فقال لي : أفترى الذي فعلت له مافعلت يتركني ؟ ثم سألت الفتى عن سبب وصوله إليه فذكر له أن احدى الكرائم أمرته أن يحمل إليه تلك الثياب وقالت له : لاتدفعها إلا للفقيه ولا يلبسها إلا هو . وهذه قصة صحيحة مشهورة
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى