مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* الجاسوس حسين الشهرستاني والسقوط الحتمي - فرق الموت في العراق وسوريا.

اذهب الى الأسفل

*  الجاسوس حسين الشهرستاني والسقوط الحتمي - فرق الموت في العراق وسوريا. Empty * الجاسوس حسين الشهرستاني والسقوط الحتمي - فرق الموت في العراق وسوريا.

مُساهمة  طارق فتحي السبت يوليو 23, 2011 5:15 pm

الجاسوس حسين الشهرستاني والسقوط الحتمي
مُساهمة  طارق فتحي في الأربعاء 10 أغسطس 2016 - 4:04
يكشف كتاب الدكتور باسل الساعاتي [ملفات هامة من البرنامج النووي والتصنيع العسكري]، الصادر عن الدار العربية للعلوم 2006 باختصار عن بعض أسماء ومهام الكوادر العراقية في المشروع النووي، وعن ظروف تدريبهم، ووصف الأجواء المشحونة بينهم، بسبب طموحات البعض لتبوء المواقع الإدارية الأعلى، ويصف الكتاب غرور البعض منهم، بادعاء البعض من انه الأكثر علما ومعرفة دون سواه من رفاقه، وقلة ثقة البعض بأنفسهم والخوف من الفشل عندما حامت حول البعض منهم شبهات النقص في قابلياتهم العلمية.
زادت الاجواء ريبة وشكوكاً بين أفراد البعثة بعد توارد اخبار تداولت إعدام حسين الشهرستاني، وهو الحي يرزق في بغداد، أو الاشارة الى ظروف إعتقاله، وإعادة محاكمته مما ساد جو غير طبيعي للعلاقات بين افراد البعثة، وخصوصا مع الكوادر التي شعرت ببعض الخوف عندما تصاعدت أخبار تسفير العراقيين من التبعية الايرانية أو إعتقال المنتمين الى حزب الدعوة من اقاربهم، مما دفع الى تسرب عدد من المتدربين والهرب تاركين العمل والإختفاء عن الانظار.
كان أول المختفين من مركز ساكلي المهندس محمد العطار، الذي يشهد له زملائه، انه واحد من افضل المهندسين العراقيين في مجموعة التجارب، واختفائه جاء بعد طلب رئاسة منظمة الطاقة الذرية العراقية إنهاء تدريبه وإعادته الى بغداد، وقد سبق ذلك علمه بخبر تسفير أهله الى إيران.
بعدها اختفى المهندس كاظم البكري مع عائلته، بعد ان شاعت تهمته انه يحمل ميولا شيوعية هرب قبل ايام من تاريخ عودة الموفدين الى باريس، في ذات الفترة اختفى المهندس عادل علي رضا، واختفى علي كاظم العضاض، الذي كان يعمل ضمن شعبة الحاسبات بعد ان احس بمراقبته من قبل السلطات العراقية التي تسعى للقبض عليه بتهمة علاقته بحزب الدعوة.
كتاب مهم آخر بعنوان (الاعتراف الأخير/حقيقة البرنامج النووي العراقي) وهو لمؤلفيه د. جعفر ضياء جعفر و د. نعمان النعيمي، وقد صدر عن مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت للعام 2005. يروي المؤلفان الخبيران قصة البرنامج النووي العراقي من ألفه إلى يائه (من وجهتي نظريهما)، بوصفهما المعنيين العلميين المباشرين بهذا البرنامج ولفترة طويلة، وشهدا بأم اعينهما ما جرى من وقائع وأحداث للمشروع.
يقول المؤلفان في بداية الكتاب؛ "رأينا من واجبنا تسجيل الحقيقة كما نعرفها، ولا سيما في مجال التسلح النووي، فقد كنا على مدى تسعة أعوام نطوي الليل بالنهار مع مجموعة طيبة من العلماء والمهندسين والفنيين العراقيين، نسعى لإنجاح برنامج نووي عراقي، بجهد وطني خالص، ثم قضينا أربعة عشر عاماً أخرى نتصارع مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية..".
في الفصل الثاني من الكتاب، وتحت عنوان " خلف القضبان " يروي الدكتور جعفر ضياء جعفر عملية اعتقال زميلهما د. حسين الشهرستاني، الذي كان بمرتبة مستشار، بدرجة مدير عام في مشروع الطاقة الذرية: " خلال عام 1979 كان مقر (د. همام عبد الخالق، وزير التعليم العالي الاسبق) في بناية صغيرة ضمن موقع التويثة، وكنت أشاركه المبنى، إضافة إلى مكتبه ومكتب حسين الشهرستاني، وكنت أتولى الشؤون الفنية لمشروع 17 تموز مع الجانب الفرنسي، بينما كان الشهرستاني يتولى مشروع 30 تموز مع الجانب الإيطالي.
وفي 4 كانون الأول/ديسمبر 1979، كنت جالساً في غرفة مع همام نناقش شؤون العمل كعادتنا كل يوم، ورن جرس الهاتف، فرد همام على المتكلم، وفهمت من محتوى الحديث والوجوم الذي أصابه، إن أمراً غير حميد ينتظرنا، وحال إغلاقه الهاتف، طلب مني ان أذهب وأجلس في غرفة الشهرستاني، وخرج مُسرعاً، ثم عاد بعد فترة قصيرة مصطحباً معه خالد إبراهيم سعيد وشاركانا الجلوس في الغرفة، وفجأة دخل النقيب جار الله حاجم، وهو ضابط الأمن العام المقيم في التويثة، ومسؤول أمني عن شؤون الطاقة الذرية. وبعد ان أدى التحية العسكرية طلب متجهماً من حسين الشهرستاني أن يرافقه إلى خارج المبنى؛ مما يعني انه معتقل، وكان وقع كلامه علينا كالصاعقة، ولكن بدا لي ان همام وخالد كانا على علم بالأمر، فلم تكن مفاجأتهما بالحدث كمفاجأتي والشهرستاني، ونظرت من شباك الغرفة لأرى زميلي جالساً بين عنصري امن في المقعد الخلفي من سيارة تحمل رقماً مدنياً وانطلقت بهم بسرعة خارج موقع التويثة. وكانت تلك آخر مرة أرى فيها الشهرستاني لغاية كتابة هذه السطور ".
حكم على حسين الشهرستاني بالاعدام، وحينما ادرك ان الموت سيكون مصيره عرض على الحكومة ان يقدم معلومات خطيرة، لقاء تخفيض الحكم عليه، فوافقت السلطات العراقية على ذلك الطلب، وحينها قدم الشهرستاني معلومات قيل عنها انها كانت غاية في الخطورة حول شبكات تجسس إسرائيلية وإيرانية وأمريكية وبريطانية، وقد تكون شبكات وهمية لان الجاسوس قد تم تدريبه على مثل تلك الحالات، وادعى الشهرستاني انه تعامل مع بعضها بعد أن اوهمها جميعا انه عميلها فقط.
لا احد يعرف إن كانت تلك الاعترافات قد خدم الامن العراقي، حسب كتابات البعض انها كشفت عديد الاسماء التي كانت تتعاون مع تنظيمات حزب الدعوة أو إيران، ومن بين تلك المعلومات المستقاة اعترافاته اعتقال وتجنيد أشخاص عديدين، من بينهم كريم شاهبوري، الملقب بـ (موفق الربيعي) ومعلومات عن ليث كبة، ومقابل اعترافاته التي استفاد من بعضها الامن العراقي تم خفض الحكم عليه من الاعدام الى المؤبد، بناء على امر رئاسي صادر من صدام حسين. ولكنه كان يعامل معاملة خاصة، ويزور بيته وأثناء فترة الحرب على العراق في شتاء عام 1991، وحصول تفكك أمني لفترة قصيرة، هرب حسين الشهرستاني من سجن ابو غريب بعد قضاء 10 سنوات، وذهب الى ايران، ثم من هناك ذهب الى امريكا واستقر هناك.
ومن اهم اعماله بعدها كانت مشاركة احمد الجلبي في تلفيق قصة امتلاك العراق اسلحة دمار شامل، حيث ادلى بشهادة امام الكونغرس الأمريكي، بعد ان ادعى انه كان رئيسا للبرنامج النووي العراقي، وإدعى فيها : ان العراق لديه اسلحة دمار شامل، فصدر القانون المسمى (قانون تحرير العراق) مستندا على تلك الاكاذيب لكي يمهد الجو لغزو العراق واحتلاله وتنصيب العملاء لحكمه.
وفي فترة نيابة رئيس منظمة الطاقة الذرية العراقية من قبل الدكتور عبد الرزاق الهاشمي تواصل وصول المتدربين العراقيين تباعا منذ منتصف 1979 الى مدينة ساكليSaclay التي تبعد حوالي 30 كم عن باريس جنوبا ليتعلموا اللغة الفرنسية بدورات مكثفة في مدينة فيشي وبعدها الانتقال الى مواقع التدريب.
ويعزو د. جعفر سبب اعتقال الشهرستاني: إلى انه " كان متمسكاً بشعائر الطائفة الشيعية ومتديناً، فلا بد ان يكون ذلك قد جعله تحت الشبهة في انتمائه لحزب الدعوة أو في أقل تقدير دعمه لذلك الحزب، مع إنني استبعد ذلك تماماً، ولم اسمع منه أبداً ما يثير الشك في ذلك ". ويضيف جعفر: " غير إنني لمست ان (همام عبد الخالق)، انه كان يساوره ظن بأن حسين الشهرستاني ينتمي إلى ذلك الحزب، وقد يكون احد أقطاب قيادته؛ لما يتمتع به من امكانات علمية، ولما يحمله من شهادة عليا، ولكونه متزوجاً من كندية مسلمة متزمتة.
ويبين لنا د. جعفر: انه " وبعد أربعة أيام فقط من إختفاء زميلي الشهرستاني في أقبية الأمن العامة، تجرأت فبعثت برسالة إلى صدام ذاته راجياً الإفراج عن حسين الشهرستاني موضحاً ان اختفاءه سيؤثر سلباً على برامج الطاقة الذرية العراقية ".
ويتطرق د. جعفر إلى تخبط القيادة السياسية بشأن قيادة لجنة الطاقة الذرية، فنراه يقول : " واستناداً إلى قرار اتخذه صدام حسين عام 1974، عندما كان نائباً لرئيس مجلس قيادة الثورة، بأن يكون رئيس اللجنة هو ذاته نائب رئيس مجلس قيادة الثورة. أصبح رئيس اللجنة، حُكماً، هو عزت إبراهيم الدوري، الذي أصبح نائباً لرئيس مجلس قيادة الثورة منذ تموز 1979، عندما اعتلى صدام حسين جميع المناصب الأولى الرسمية و الحزبية.
غير ان عزت إبراهيم الدوري، لم يكن يهتم ببرامج الطاقة الذرية، سواء الاعتيادية منها أو تلك المتفرعة من البرنامج النووي الوطني. وكان نائب رئيس اللجنة يُعلمه بتطورات البرنامج أولاً بأول؛ غير أن المتابعة الحثيثة والقرارات الأساسية كانت تصدر من صدام حسين، ومن خلال سكرتيره الشخصي حامد يوسف حمادي.
ويروي د. نعمان النعيمي في الصفحة 74، كيف أن صدام قال للدكتور جعفر في قصر الرضوانية: " لو أنتجت القنبلة النووية سأصنع لك تمثالاً شخصياً من ذهب ".
وفي ص 162، يتكلم الدكتور جعفر عن بعض الأساليب التي اتبعوها لإخفاء الوثائق الخاصة بالبرنامج النووي، فيقول انه في أثناء شهر أيار 1991، تم حرق الوثائق التالفة المتروكة في مبنى موقع التويثة، وفي الفترة (3 - 6) حزيران من العام ذاته قررنا وضع جميع وثائق البرنامج داخل عربة قطار في المحطة العالمية للسكك الحديد في جانب الكرخ، وتم غلق باب العربة لحاماً وتركت في المحطة لترتبط بقطارات العراق المغادرة إلى البصرة أو الموصل،
واستمرت العربة تنتقل ذهاباً وإياباً بين هذه المواقع. احتوت العربة على نحو 10 آلاف وثيقة ومخطط وخارطة تصميم وتصنيع، كما تضمنت سبعة صناديق مقفلة، تحتوي المزيد من الوثائق والمخططات، نقلت من مخبئها في ثانوية الصناعة في الطارمية لإخفائها عن الأنظار مع موجودات هذه الغرفة، وأوصينا إدارة السكك بعدم إعطائها العربة إحتراماً أو اهتماماً غير اعتيادي، لكي لا تجلب الإنتباه إلى محتوياتها ".
وبعد عودة الشهرستاني واعتقاله ببغداد، فكر الموساد باصطياد يحيى المشد وتجنيده مهما كان الثمن وبالابتزاز لكونه كان احد اهم العلماء العرب القليلين الذين حازوا على احترام العراقيين والسلطات العراقية العليا، ويبدو انهم فشلوا فقرروا تصفيته.

الجاسوس حسين الشهرستاني واعتقاله في العراق
كان المرحوم الدكتور يحيى المشد والدكتور صباح صادق جعفر قد اوفدا من قبل المنظمة لمهمة ذات علاقة بالمفاعل والوقود. فقد كانت هناك قضية هامة كان على الطرفين العراقي والفرنسي حلها بالتفاوض لان مفاعل "اوزيريس" الفرنسي في ساكلي عند توقيع العقد مع العراق كان يعمل باستخدام اليورانيوم 235 بتخصيب %93.وفي نهاية السبعينيات تم تحويره ليعمل بوقود واطئ التخصيب يدعى بـ "كَراميل Caramel" واستجابة للضغوط التي تعرضت لها فرنسا من الداخل والخارج طلبت فرنسا من العراق الموافقة على تجهيز مفاعل "اوزيراك" بالصيغة المعدلة والمحورة للوقود، أي العمل بوقود الكراميل. لم يوافق العراق على هذا الطلب حينها فكان الرد الاسرائيلي لتأخير الصفقة هو تفجير لب المفاعلين "اوزيراك" و"ايزيس"، وهما في طريق شحنهما الى العراق.
حينها كان الشهرستاني لم يزل بفرنسا قبل عودته مع زوجته مرعوبا من ورطته التي قادت الى تسريب هذه المعلومات الى خلية الموساد في باريس، في ذات الوقت ظل إصرار العراق على ابقاء التشغيل للمفاعل باليورانيوم المخصب بصيغته القديمة ومن دون الكراميل.
وبعد ان وصل المشد في السابع من يونيو/حزيران 1980 لكي يتخذ قرارات نهائية بشأن مصير الصفقة النووية مع فرنسا، وخاصة قضية تبديل الوقود، وما يترتب عليها من تحويرات وتعديلات. تم رصد يحيى المشد، وعرفوا تفاصيل برنامجه وإقامته، وفي الغرفة رقم 9041 في فندق الميريديان من تلك الليلة 13/6/1980 تسلل الى غرفته بمفتاح خاص شخصان، من عملاء الموساد، فذبحاه. وفي اليوم التالي وجدته منظفة غرفة الفندق جثة غارقة بالدماء. ثم اختلقت شهادة احدى المومسات، لتوسيخ سمعة الدكتور يحيى المشد وتلطيخ سمعته وابعاد التركيز عن دور الجاسوس الحقيقي، حتى تلك المومس طالها الاغتيال هي الاخرى لكي تطمس كل معالم الجريمة وتبعد الشبهات عن حسين الشهرستاني.
جاءت في مذكرات بعض عملاء الموساد: ان يحيى المشد تم اعدامه بقرار موقع من قبل رئيس وزراء الاسرائيلي "مناحيم بيغن" نفسه. ان مسارعة الموساد لتصفية الدكتور يحيى المشد هو توصله الى استحالة تجنيد د. يحيى المشد لصالحهم، ولمعرفته الجيدة بموضوع وقود المفاعل "اوزيراك"، وحرصه وإصراره على التجهيز، حسب العقد الموقع مع الطرف الفرنسي.
بعدها وفي ديسمبر/كانون اول 1980 تعرض رئيس وفد مهندسي الطاقة الذرية القادم الى باريس لمتابعة الامور المتعلقة بتشييد وتنفيذ المفاعل والورش المصاحبة له. تعرض المهندس المدني عبد الرحمن رسول الى حالة تسمم وتدهور صحته بسرعة، مات وهو متورم الرأس بعذ أن عانى من تغيير لون إدراره الى لون داكن، حتى فارق الحياة بعد بضعة ايام.
وقد تبين لاحقا انه تناول وجبة الغداء مع بعض الفرنسيين في مطعم لفندق يقع بالقرب من ساكلي، ويعتقد انه قد تم دس السم له في ذلك المطعم. وقد حاول رئيس مكتب مخابرات السفارة العراقية بباريس آنذاك السيد عبد الجبار مظلوم آنذاك بالتعاون مع د. باسل الساعاتي، بصفته المسؤول عن إدارة مجاميع متدربي منظمة الطاقة الذرية العراقية، الى اجراء تحقيق بالتعاون مع الفندق، إلا ان جهودهما باءت بالفشل للوصول الى الحقيقة.
وبخسارة المهندس المدني عبد الرحمن رسول خسرت الطاقة الذرية واحداً من اكثر الخبرات العراقية الهندسية في معرفة مفردات وتفاصيل بناء المنشئآت النووية، التي كان العراق يشيدها في التويثة، وبالذات بناية المفاعل،وتصاميمها الهندسية. ولما عرف عنه من أخلاق وإرادة وطنية لانجاز ما كلف به لوطنه العراق.
لقد عاشت البعثة العراقية حالات من القلق وهي تقترب من مواعيد انتهاء البرامج التدريبية المسطرة بنهاية حزيران 1981 بعد ورود معلومات امنية تشير الى احتمال تعرض المتدربين الى عمليات اختطاف أو إغتيال، فتقرر عودة البعض منهم قبل الوقت المقرر، وتم إعادة البعض منهم الى العراق، كإجراء احتياطي وقائي لحماية حياتهم، في الوقت الذي جاءت الأخبار عن إغتيال الدكتور سلمان رشيد اللامي، الذي تعرض الى وعكة صحية وهو في جنيف. ومن المؤكد ان الاخير قد تعرض هو الآخر الى حالة تسمم.
وتم اخفاء الخبر عن المتدربين في فرنسا خوفا من التأثير على معنوياتهم وحالاتهم النفسية. وقد فارق الشهيد د. سلمان رشيد اللامي، وهو احد كوادر العراق في الهندسة الكهربائية وعلوم الفيزياء. كان قد وصل الى جنيف برفقة زميله د. خلوق رؤوف حمدي لحضور دورة أو ورشة عمل ذات صلة بموضوع فصل النظائر. وبذلك خسر العراق عقلا وذكاء، قلما يمكن التعويض عنهما.
استمر العراق على متابعة حقوقه المترتبة في تنفيذ العقد المبرم مع فرنسا وأعاد كوادره المدربة بسرعة من فرنسا، وفق خطة امنية وسرية تامة. التحق المتدربون كل في قسمه، وقبل ايام من المباشرة بعمليات التهيئة لتحميل الوقود في مفاعل 17 تموز "اوزيراك"، وبعد الظهر على تمام الساعة الرابعة من بعد ظهر الاحد السابع من حزيران 1981 انطلقت 24 طائرة أمريكية من طرازي F15 و F13 لسلاح الجو الإسرائيلي، من بئر السبع، متجاوزة الرادار الأردني في رحلة غادرة، مدتها تسعون دقيقة، ومسافتها 6505 ميلا، عبرت فيها اجواء عربية في الاردن والسعودية، التي كانت أجوائها تحرسها طائرات الأواكس الامريكية لتصل الى منطقة التويثة وتقصفها بصب صواريخها على المفاعل وبوابل من القذائف والصواريخ الموجهة بدقة. وعادت الطائرات، وهي تتزود بالوقود من طائرة بوينغ 707 في سماء الدول العربية المجاورة للعراق. لتزف الى بيغن وطاقمه الوزاري المنتظر بشرى انجاز ونجاح المرحلة النهائية للعملية التجسسية والعسكرية المسماة "بابل" باسم المدينة العراقية العريقة التي أذلت يهود اورشليم وهدمت هيكلهم الى الابد.
لم تسلم بنايات الورش والمختبرات الحارة ومحطة معالجة النفايات المشعة من القصف. كانت الاضرار بالغة في المفاعل، لدرجة لا يمكن إصلاحها، وكذلك الأضرار الاخرى. وتشير مصادر ومعلومات تسربت حول هذه العملية الى اهمية المعلومات والخرائط التي زودها العميل الذي رمزوا لاسمه في بعض الاصدارات باسم "حليم"، الأقرب لفظا الى "حايم"، وهو المقصود "حسين الشهرستاني". كان الطيارون الإسرائيليون يعرفون بالضبط، اين يتوجب عليهم القصف كي يوقعوا اكبر الاضرار الممكنة في المركز النووي، لقد سبق لهم أن تدربوا على نماذج أرضية مجسمة، وكان مفتاح نجاحهم، هو كيفية إنزال قبة المفاعل الى قلب المحطة النووية؛ فقوة القصف والتفجير الارضي الذي رافقها تدمير القبة التي تغطي المفاعل، وقد أُزيلت من أساساتها.
كما ان الجدران المسلحة تسليحا قويا تناثرت، اما المبنيان الرئيسيان الآخران، الحيويان للمحطة، فقد اتلفا كثيرا. وبطبيعة الحال فان دراسة آثار القصف على الموقع لا تقنع احدا ان هذا التدمير الكبير يكون ناتجا عن القصف الجوي الاسرائيلي وحده من دون تفجيرات إضافية كانت متزامنة معه من داخل الموقع ومن تحت الارض.
بطبيعة الحال نشير الى المساعدة الاساسية في تدمير قلب المفاعل بتورط احد التقنيين الفرنسيين الذين كان في قلب المفاعل لحظة القصف ويبدو انه كان يضع كميات من الديناميت في قلب المفاعل لتتفجر عبر إشارة لا سلكية معينة ترسلها الطائرات القاصفة عند شروعها في دخول بغداد لقصف المفاعل.
لقد سبق لهم ان جندوا الفرنسي" دميان شازبيه "، وهو تقني فرنسي كان الموساد قد جنده وحددت له مهمته بوضع حقيبة مليئة بالمتفجرات وجهاز إرسال يرسل إشاراته من داخل الموقع النووي.
لا احد يعرف لماذا ظل هذا الجاسوس المقبور متسكعا في أروقة المفاعل، فكان الضحية البشرية الوحيدة في سجل هذا الهجوم الاسرائيلي الغادر. في ذات الوقت كانت مجموعة الخبراء الفرنسيين الآخرين وعوائلهم يتمتعون في سفرة سياحية بُرمجت لهم في يوم عطلة الأحد الى منطقة بعيدة خارج منطقة الخطر والقصف ما عدا ذلك العميل المكلف لوضع الرتوش الاخيرة لتفجير المفاعل من داخله، وليس كما يظن العالم بفعل القصف الجوي من الخارج.
ويبدو من معطيات أخرى ان للفرنسيين ضلع في التخطيط والتنفيذ والتوقيت. وبهذا التواطؤ والمساهمة فيه تم تحطيم المفاعل في مركز التويثة، كما ارادوا ان يتخلصوا من المشروع كليا بفعل الضغط الصهيوني واختراق الموساد له وبفضل ورطة سقوط حسين الشهرستاني في التجنيد فيه.
ومن المحتمل أيضاً أن المعدات النووية الفرنسية قد تكون اصلا قد وصلت العراق وهي خربة، ولم يتم تصليحها، كما إدعى الفرنسيون، بالشكل الكامل والمطلوب، بعد تفجيرها الاول في مستودعات مدينة " سين سور مير" Seyen-sur-Mer الفرنسية يوم 5/4/1979.
ان اختيار تاريخ الضربة وتوقيته، تم تحديده على ضوء المعلومات الواردة من ان العراق يستعد لاستلام المفاعل رسميا من الطرف الفرنسي، وسيتم تشغيله في الأول من تموز 1981، لهذا تقرر تدميره بأقل من شهر على موعد التسليم النهائي للمفاعل، وتدميره وهو في حالة اشتغال.
مع نهايات 1981 تم اطلاق سراح الدكتور جعفر ضياء جعفر بعد ان كان معتقلا منذ بدايات 1980 لكونه قد دافع عن الدكتور حسين ابراهيم صالح الشهرستاني بعد إعتقاله نهاية 1979 بتهمة الانتماء الى حزب الدعوة الاسلامية المحظور في حينه. وكلاهما عملا بموقع مستشار في مركز البحوث النووية.

فرق الموت في العراق وسوريا
مُساهمة  طارق فتحي في الإثنين 24 نوفمبر 2014 - 19:26
سوريا واعادة نموذج العراق في استخدام فرق الموت Death Squads تحت عدة مسميات وبمنهج أكثر كارثية لبدء الحرب الفعلية على العالم الإسلامي
فرق الموت..هو مصطلح استخدم في العديد من مناطق النزاعات في العالم ومنها العراق وسوريا حالياً.. وكان يشير إلى المنظمات السرية في المناطق الساخنة من المخولة بخلق حالة ما يسمى بـ(الفوضى الخلاقة) وهي عبارة عن سلسلة لا تنتهي من أعمال القتل العشوائي والتفجير والتخريب والسرقات تمارسه هذه الفرق الخاصة في بلدان النزاعات تلك... وأطلق مصطلح فرق الموت مؤخرا على جماعات مسلحة في كل من العراق وسوريا.. حيث نسب لعصابات تقوم بقتل المدنيين والعسكريين على السواء حسب طائفة أو عقيدة او انتماء الضحية .. وبصورة عامة.. ففرق الموت عناصر تنتمي إلى تنظيمات تعمل لحساب اجندات خارجية... ويعتبر توظيف فرق الموت جزءاً من الخطة الاستخبارية-العسكرية المحكمة للولايات المتحدة الأمريكية... فتاريخ الولايات المتحدة الطويل والرهيب في التمويل السري ودعم كتائب الموت والعمليات الخاصة والاغتيالات المستهدفة ...ويأتي تشكيل فرق الموت في سورية استمراراً تاريخياً لما فعلته الولايات المتحدة في العراق، وبناءاً على خبرتها في رعاية كتائب الإرهاب هناك في إطار برنامج البنتاغون لـ "مكافحة التمرد"...

تأسيس فرق الموت في العراق
بدء تأسيس فرق الموت في العراق خلال الأعوام 2004–2005 بمبادرة قادها السفير الأمريكي جون نيغروبونتي الذي أُرسِل إلى بغداد من قبل وزارة الخارجية الأمريكية في يونيو 2004... وفي يناير 2005 أعلن البنتاغون بأنه يدرس:
"تشكيل قوات ضاربة من المقاتلين الأكراد والشيعة لاستهداف قادة التمرد في نقلة نوعية تحاكي جهود مكافحة رجال العصابات اليساريين في أمريكا الوسطى قبل عشرين عاماً"... ففي إطار ما سمي "الخيار السلفادوري".. ستكلف القوات العراقية والأمريكية باختطاف وقتل قادة التمرد، بل وحتى مطاردتهم في سورية، حيث كان بعضهم يقيمون كلاجئين... ونظراً لما كانت تثيره أعمال فرق الموت تلك من حساسيات، فإن معظمها سيبقى طي الكتمان...
ومثل هذه العمليات السرية عادة ما تدار من قبل الـ CIA بعيداً عن الإدارة القائمة للبنتاجون بما يمنح المسؤولين الرسميين الأمريكيين القدرة على إنكار معرفتهم بالأمر...
وفيما كان الهدف المعلن للـ"الخيار السلفادوري في العراق" هو "القضاء على التمرد".. فإن كتائب الإرهاب المدعومة أمريكياً انخرطت في أعمال قتل روتينية للمدنيين بهدف إثارة العنف الطائفي... وبدورهما.. فإن جهازي الاستخبارات الأمريكية CIA، والبريطانية MI6 كانا يراقبان عن كثب وحدات "تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين" المنخرطة في الاغتيالات المستهدفة للشيعة... والأمر اللافت أن فرق الموت كانت مدمجة وتتلقى التوجيه من القوات الخاصة الأمريكية على نحو سري!!!!!
لكن الأجدر بالملاحظة ان روبرت ستيفن فورد –الذي عين لاحقاً سفيراً للولايات المتحدة في سورية- كان عضواً في فريق نيغروبونتي في بغداد في العامين 2004-2005... وفي يناير 2004، عين ممثلاً للولايات المتحدة في مدينة النجف الشيعية التي كانت معقلاً قوياً لجيش المهدي والذي بادر إلى عقد الصلات معه!!!!
في يناير 2005، عين روبرت فورد وزيراً مستشاراً للشؤون السياسية في السفارة الأمريكية تحت قيادة السفير جون نيغروبونتي... وكان شريك نيغروبونتي في التأسيس للخيار السلفادوري. وقد تم إنجاز جزء من العمل التمهيدي في النجف قبل نقل فورد إلى بغداد... وكلف نيغروبونتي وفورد بتجنيد فرق الموت العراقية... وفيما قام نيغروبونتي بإدارة العمليات من مكتبه في السفارة الأمريكية.. عُهِدَ إلى روبرت فورد.. الذي يتقن العربية والتركية.. بمهمة التأسيس لعلاقات استراتيجية مع مجموعات المليشيا الشيعية والكردية خارج “المنطقة الخضراء”... وأشرف على اختيار وتدريب أعضاء من قوات بدر وجيش المهدي، كبرى الميليشيات الشيعية في العراق، وذلك لاستهداف قيادات وشبكات دعم المقاومة التي كان يغلب عليها الطابع السني... ونمت فرق الموت تلك خارج نطاق السيطرة لتصبح مصدراً رئيساً للموت في العراق...
وللأسف فان أعداد الجثث التي تحمل آثار التعذيب والتمثيل التي كانت تلقى يومياً في شوراع بغداد كانت حصيلة لأعمال فرق الموت التي كان يديرها جون نيغروبونتي... وكان من شأن ذلك العنف الطائفي دفع العراق إلى الكارثة الطائفية التي يتخبط فيها اليوم... وتؤكد التقارير أن الجيش الأمريكي حول الكثيرين من المعتقلين إلى كتيبة وولف (الذئب) Wolf Brigade، الكتيبة الثانية المرهوبة الجانب في قوات المغاوير التابعة لوزارة الداخلية والتي تولت ضرب وتعذيب السجناء... وفي ظل قيادة نيغروبونتي في السفارة الأمريكية في بغداد، أطلقت موجة من الاغتيالات والقتل المستهدف للمدنيين.. وكذلك استهدف أطباء ومهندسون وعلماء ومثقفون وفظائع مهولة ارتكبت تحت رعاية البرنامج الأمريكي لمكافحة التمرد!!! وقد أشير إلى ظهور فرق الموت لأول مرة في مايو 2005… حيث عثر على العشرات من الجثث ملقاء بدون اكتراث في مساحات خالية حول بغداد... وكان جميع الضحايا مقيدي الأيادي ومصابون بالرصاص في رؤوسهم، وظهرت على الكثيرين منهم علامات التعذيب الوحشي. …
وكانت قوات مغاوير الشرطة وكتيبة وولف تخضع للبرنامج الأمريكي لمكافحة التمرد في وزارة الداخلية العراقية.. حيث تم تشكيل مغاويرالشرطة تحت وصاية وإشراف خبراء أمريكيين مخضرمين في مكافحة التمرد.. ومنذ بدايتها قامت بعمليات مشتركةمع نخب سرية للغاية من الوحدات الخاصة الامريكية …كان جيمس ستييل من الشخصيات الرئيسة في تطوير مغاوير الشرطة الخاصة، وهو ضابط سابق في القوات الخاصة للجيش الامريكي خدم طويلاً في فيتنام قبل الانتقال لتوجيه البعثة العسكرية الأمريكية في السلفادور في ذروة الحرب الأهلية في ذلك البلد. …
كذلك كان الحال مع مساهم آخر في البرنامج.. ويدعى ستيفن كاستيل كبير المستشارين الأمريكيين في وزارة الداخلية، لكون الدور الاسنادي الذي كان يؤديه في تجميع المعلومات الاستخبارية وإعداد قوائم الموت هو من العلامات المميزة لانخراط الولايات المتحدة في برامج مكافحة التمرد، وهو يشكل الخيط الخفي الذي يربط بين أحداث كان يمكن أن تبدو كعربدات قتل عشوائية متفرقة.

سوريا واعادة نموذج التجربة العراقية...
لقد استخدم النموذج العراقي الشنيع للـ”الخيار السلفادوري” بإشراف السفير جون نيغروبونتي كـ"قدوة" في إنشاء كونتراس "الجيش السوري الحر"... فقد كان الهدف في سوريا خلق الانقسامات الطائفية بين السنة والعلويين والأكراد والمسيحيين... وفيما يختلف السياق السوري تماماً عن العراقي، فإن هناك تشابهات مذهلة فيما يتعلق بالإجراءات التي اتُبِعَت في تنفيذ أعمال القتل وغيرها من الفظائع...
ويؤكد تقرير نشر في مجلة ديرشبيغل حول الفظائع التي ارتكبت في مدينة حمص السورية حصول عمليات منظمة للقتل والإعدامات الجماعية بلا محاكمة على خلفية طائفية تقارن بتلك التي ارتكبتها فرق الموت التي كانت تديرها سلطات الاحتلال الأمريكي في العراق!!!!
كان الناس في حمص يصنفون كـ"أسرى" (العلويون والشيعة) أو كـ"خونة"... وفئة “الخونة” هذه تضم المدنيين السنة في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون والذين يعبرون عن معارضتهم أو عدم تأييدهم لحكم إرهابيي الجيش السوري الحر: يقول أبو رامي "منذ صيف 2011 أعدمنا ما يقل قليلاً عن 150 رجلاً، وهو عدد يشكل حوالي 20% من سجنائنا" ..ولكن الإعدامات في حمص كانت أكثر بين الخونة في صفوفهم منها بين أسرى الحرب... ويضيف المقاتل "إذا ألقينا القبض على سُنيّ يتجسس علينا أو على مواطن يخون الثورة فإننا نحسم الأمر بسرعة"... ووفقاً لما يرويه أبو رامي، فإن كتيبة الدفن التي كان يعمل فيها قد نفذت الإعدام في عدد يتراوح ما بين 200 إلى 250 خائناً منذ اندلاع الانتفاضة...(ديرشبيغل، 30 مارس 2012)
ولا ريب في أن التحضيرات الحثيثة لعملية سوريا قد انطلقت بعيد استدعاء فورد من الجزائر أواسط عام 2008 وتعيينه في السفارة الأمريكية في العراق... تطلب المشروع برنامجاً أولياً لتجنيد وتدرب المرتزقة. وقد أدخلت فرق موت تضم وحدات من السلفيين اللبنانيين والأردنيين عبر الحدود الجنوبية مع الأردن أواسط شهر مارس 2011... وكان الكثير من العمل التأسيسي قد أنجز قبل وصول روبرت ستيفن فورد إلى دمشق في يناير 2011.
لقد أعلن عن تعيين فورد سفيراً في سوريا في وقت مبكر من عام 2010... وكانت العلاقات الدبلوماسية قد قطعت في العام 2005 عقب اغتيال رفيق الحريري، حيث القت واشنطن باللائمة على دمشق في ارتكابه... وكان وصول فورد إلى دمشق بالكاد قبل شهرين من اندلاع التمرد...

الجيش السوري الحر
استنسخت واشنطن في سوريا الخصائص الرئيسة للطبعة العراقية من "الخيار السلفادوري"، وهو ما تمخض عن الجيش السوري الحر وفصائله الإرهابية الأخرى بما في ذلك جبهة النصرة التابعة للقاعدة!!!!.. وفيما أعلن عن قيام الجيش السوري الحر في يونيو 2011، فإن تجنيد وتدريب المرتزقة الأجانب كان قد بدء قبل ذلك بوقت طويل..
وبأكثر من معنى، فإن الجيش السوري الحر ليس إلا مجرد ستار دخاني يقدم من جانب الإعلام الغربي على أنه كيان عسكري بريء نشأ كنتيجة لانشقاقات جماعية كبيرة عن القوات الحكومية... بيد أن أعداد المنشقين لم تكن لا كبيرة ولا كافية لتكوين بنية عسكرية متماسكة ذات إمكانيات للقيادة والسيطرة... لكن الحقيقة ان الجيش السوري الحر لا يمثل كياناً عسكرياً احترافياً، بل شبكة مخلخلة من الكتائب الإرهابية، والتي تتشكل بدورها من العديد من الخلايا شبه العسكرية التي تعمل في مناطق متفرقة من البلاد.... وتعمل كل من هذه التشكيلات الإرهابية على نحو مستقل... ولا يمارس الجيش السوري الحر وظائف القيادة والسيطرة بما في ذلك التنسيق بين هذه التشكيلات المتنوعة شبه العسكرية... فهذه الوظائف إنما تمارسها القوات الخاصة وعملاء الاستخبارات التابعين للولايات المتحدة والناتو المدمجين في صفوف هذه التشكيلات الإرهابية المتفرقة...
وتتواصل هذه القوات الخاصة المنتشرة في الميدان (وأغلب عناصرها من موظفي الشركات الأمنية الخاصة) بصورة منتظمة مع وحدات القيادة التابعة للاستخبارات العسكرية للولايات المتحدة والناتو. ولا ريب في أن هذه القوات الخاصة تشارك في عمليات التفجير المخططة بعناية ضد المنشآت الحكومية والعسكرية والمواقع المدنية..الخ..
وتتكون فرق الموت في سوريا من مرتزقة جرى تجنيدهم وتدريبهم من قبل الولايات المتحدة والناتو وحلفائهم في مجلس التعاون الخليجي... وهم يعملون تحت إشراف القوات الخاصة والشركات الأمنية الخاصة التي تعاقد معها البنتاغون والناتو... وفي هذه الصدد، تؤكد التفارير اعتقال نحو 200 – 300 من موظفي الشركات الأمنية الخاصة المدمجين في صفوف قوات التمرد...

جبهة النصرة
توصف جبهة النصرة -التي يقال بأنها ترتبط بالقاعدة- بأنها الجماعة "المعارضة" الأكثر كفاءة عسكرياً في ميادين القتال، وينسب إليها العديد من أعمال التفجير المحكمة... ومع أن جبهة النصرة تصوَّر على أنها عدو لأمريكا (أدرجت على قائمة المنظمات الإرهابية لدى وزارة الخارجية) فإن العمليات التي نفذتها تحمل بصمات المنهجية الأمريكية للتدريب شبه العسكري على التكتيكات الإرهابية... فالفظائع التي ارتكبتها جبهة النصرة ضد المدنيين شبيهة بتلك التي نفذتها فرق الموت المدعومة أمريكياً في العراق...
وبكلمات أبو عدنان أحد قادة جبهه النصرة في حلب: "تضم جبهة النصرة في صفوفها قدامى المحاربين السوريين في العراق، وهؤلاء يحملون معهم إلى الجبهة السورية خبرات قيمة خصوصاً في تصنيع العبوات الناسفة"...
وكما كان الحال في العراق، يجري التحريض على العنف الطائفي والتطهير العرقي بصورة حثيثة... ففي سوريا، كانت الطوائف العلوية والشيعية والمسيحية أهدافاً لفرق الموت التي ترعاها أمريكا والناتو... وكانت الطوائف المسيحية على وجه الخصوص إحدى الأهداف الرئيسة لبرنامج الاغتيالات... كما توكد وكالة أخبار الفاتيكان:
مسيحيو حلب هم من بين ضحايا الموت والدمار الناتجان عن القتال الذي يدور في المدينة منذ شهور. وقد تعرضت الأحياء المسيحية في الآونة الأخيرة لضربات قوات المتمردين الذين يقاتلون ضد الجيش النظامي مما تسبب بحركة نزوح كبيرة للمدنيين.. كما تقوم بعض المجموعات الشرسة في المعارضة، وبعض المجموعات الجهادية، بـ”إطلاق القذائف على مباني وبيوت المسيحيين لإجبارهم على الهرب منها واحتلالها [تطهير إثني] (وكالة فيدس. أخبار الفاتيكان، 19 أكتوبر، 2012)
والهدف بالطبع الضغط لسرعة التدخل الدولي لاضطهاد مسيحيو سوريا.. خاصة بعد تاكيد التقارير تدفق فرق الموت المرتبطة بالسلفيين والقاعدة وكذلك بالكتائب التي يرعاها الإخوان المسلمون إلى سوريا منذ بداية الثورة السورية في مارس 2011...
كذلك فإنه وعلى غرار تأسيس حركة المجاهدين لشن حرب الـCIA الجهادية أيام الصراع الأفغاني، فإن الناتو والقيادة التركية العليا أطلقتا حملة لتجنيد آلاف المتطوعين المسلمين في بلدان الشرق الأوسط والعالم الإسلامي للقتال إلى جانب المتمردين السوريين. وسيقوم الجيش التركي بإيواء هؤلاء المتطوعين وتدريبهم وتأمين عبورهم إلى سورية. (ديبكافايل، الناتو يزود المتمردين بأسلحة مضادة للدبابات، 14 أغسطس، 2011).

شركات الأمن الخاصة وتجنيد المرتزقة
وفقاً للتقارير، تقوم شركات أمنية خاصة انطلاقاً من دول الخليج بتجنيد وتدريب المرتزقة... وتشير التقارير إلى إنشاء معسكرات للتدريب في قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة... وخاصة في مدينة زايد العسكرية "يجري إنشاء جيش سري" تحت إشراف شركة Xe Services التي كانت تعرف سابقاً بالاسم Blackwater. وكانت الصفقة لإنشاء معسكر تدريب عسكري للمرتزقة في دولة الإمارات قد وقعت في يوليو 2010، قبل تسعة شهور من نشوب الحرب في ليبيا وسوري...
وآخر التطورات في هذا الصدد قيام الشركات الأمنية المتعاقدة مع الناتو والبنتاغون بتدريب فرق الموت التي تاخذ سمة "المعارضة" على استخدام الأسلحة الكيماوية: مسؤول أمريكي كبير وعدد من الدبلوماسيين البارزين أبلغوا برنامج سي إن إن صنداي الأخباري "تستخدم الولايات المتحدة وبعض حلفائها الشركات الأمنية الخاصة لتدريب المتمردين السوريين على كيفية تأمين مخزونات الأسلحة الكيماوية في سورية" (سي إن إن ريبورت، 9 ديسمبر، 2012)..

خلف الأبواب المغلقة لوزارة الخارجية
كان روبرت ستيفن فورد واحداً من فريق صغير في وزارة الخارجية الأمريكية اضطلع بالإشراف على تجنيد وتدريب الكتائب الإرهابية، إلى جانب كل من دايريك شوليه وفردريك سي. هوف، شريك أعمال سابق مع ريتشارد إرميتاج، والذي عمل كمنسق واشنطن الخاص للشؤون السورية... وعين دايريك شوليه أخيراً في منصب مساعد وزير الدفاع لشؤون الأمن الدولي (ISA)... وقد عمل هذا الفريق تحت قيادة المساعد (السابق) لوزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان...
وكان فريق فيلتمان ينسق عن كثب عمليات تجنيد وتدريب المرتزقة في تركيا وقطر والسعودية وليبيا (من باب المجاملة، أرسل النظام الذي خلف القذافي 600 عنصراً من الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، إلى سوريا عن طريق تركيا عقب سقوط حكومة القذافي في سبتمبر 2011)...
مساعد وزير الخارجية فيلتمان كان على اتصال مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ووزير الخارجية القطري الشيح حمد بن جاسم. وكان أيضاً مسؤولاً عن مكتب “التنسيق الأمني الخاص” حول سوريا، والذي ضم ممثلين عن وكالات الاستخبارات الغربية والخليجية وكذلك عن ليبيا. وكان الأمير بندر بن سلطان، الشخصية البارزة المثيرة للجدل في الاستخبارات السعودية ضمن هذه المجموعة.. وفي يونيو 2012، عين جيفري فيلتمان مساعداً للأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، وهو منصب استراتيجي يُعنى عملياً بصياغة جدول أعمال الأمم المتحدة (بالنيابة عن واشنطن) حول قضايا تتعلق بـ”حل النزاعات” في العديد من “النقاط الساخنة سياسياً” حول العالم (بما في ذلك الصومال، لبنان، ليبيا، سورية، اليمن، ومالي)... وللسخرية المريرة فإن البلدان التي تشكل موضوعاً لـ"حل النزاعات" بالنسبة للأمم المتحدة، هي ذاتها التي تستهدفها الولايات المتحدة بالعمليات السرية...
وبالتنسيق بين وزارة الخارجية الأمريكية والناتو ومقاوليه الخليجيين في الدوحة والرياض، فإن فيلتمان رجل واشنطن، هو من يقف وراء "مقترحات السلام" التي يحملها الأخضر الابراهيمي...
وفيما تستمر في ريائها حول مبادرة الأمم المتحدة للسلام، فإن الولايات المتحدة والناتو تعمل على تسريع عمليات تجنيد وتدريب المرتزقة لتعويض الخسائر الفادحة التي لحقت بقوات المتمردين... ولا يعي أحد إن الهدف النهائي الذي تسعى إليه الولايات المتحدة في سوريا ليس تغيير النظام.. ولكنه تدمير سورية كدولة وتمزيقها واستخدامها لاشعال الحرب المزمعة في المنطقة... وإن تعبئة فرق الموت التابعة للـ”معارضة” لقتل المدنيين لهو جزء من هذه المهمة!!!!.. حيث باختصار "الهدف غير القابل للتصريح به" لواشنطن في تحطيم سوريا كدولة ذات سيادة على أسس طائفية وعرقية وتحويلها إلى كيانات سياسية "مستقلة" هو امر اكبر من ديكتاتورية بشار الأسد او من قد يأتي بعده.. انها تلك النواة المخططة سلفا لتلك الكارثة التي تم من قبل اختراق الشرق الأوسط من اجلها.. الحرب القادمة على العالم الاسلامي وبأيدينا!!!!!
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى