مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* فرق الموت في العراق وسوريا - مجازر الموصل و كركوك - مذبحة المماليك في بغداد.

اذهب الى الأسفل

* فرق الموت في العراق وسوريا -  مجازر الموصل و كركوك - مذبحة المماليك في بغداد. Empty * فرق الموت في العراق وسوريا - مجازر الموصل و كركوك - مذبحة المماليك في بغداد.

مُساهمة  طارق فتحي السبت يوليو 23, 2011 5:11 pm

فرق الموت في العراق وسوريا
مُساهمة  طارق فتحي في الإثنين 24 نوفمبر 2014 - 19:26
سوريا واعادة نموذج العراق في استخدام فرق الموت Death Squads تحت عدة مسميات وبمنهج أكثر كارثية لبدء الحرب الفعلية على العالم الإسلامي
فرق الموت..هو مصطلح استخدم في العديد من مناطق النزاعات في العالم ومنها العراق وسوريا حالياً.. وكان يشير إلى المنظمات السرية في المناطق الساخنة من المخولة بخلق حالة ما يسمى بـ(الفوضى الخلاقة) وهي عبارة عن سلسلة لا تنتهي من أعمال القتل العشوائي والتفجير والتخريب والسرقات تمارسه هذه الفرق الخاصة في بلدان النزاعات تلك... وأطلق مصطلح فرق الموت مؤخرا على جماعات مسلحة في كل من العراق وسوريا.. حيث نسب لعصابات تقوم بقتل المدنيين والعسكريين على السواء حسب طائفة أو عقيدة او انتماء الضحية .. وبصورة عامة.. ففرق الموت عناصر تنتمي إلى تنظيمات تعمل لحساب اجندات خارجية... ويعتبر توظيف فرق الموت جزءاً من الخطة الاستخبارية-العسكرية المحكمة للولايات المتحدة الأمريكية... فتاريخ الولايات المتحدة الطويل والرهيب في التمويل السري ودعم كتائب الموت والعمليات الخاصة والاغتيالات المستهدفة ...ويأتي تشكيل فرق الموت في سورية استمراراً تاريخياً لما فعلته الولايات المتحدة في العراق، وبناءاً على خبرتها في رعاية كتائب الإرهاب هناك في إطار برنامج البنتاغون لـ "مكافحة التمرد"...

تأسيس فرق الموت في العراق
بدء تأسيس فرق الموت في العراق خلال الأعوام 2004–2005 بمبادرة قادها السفير الأمريكي جون نيغروبونتي الذي أُرسِل إلى بغداد من قبل وزارة الخارجية الأمريكية في يونيو 2004... وفي يناير 2005 أعلن البنتاغون بأنه يدرس:
"تشكيل قوات ضاربة من المقاتلين الأكراد والشيعة لاستهداف قادة التمرد في نقلة نوعية تحاكي جهود مكافحة رجال العصابات اليساريين في أمريكا الوسطى قبل عشرين عاماً"... ففي إطار ما سمي "الخيار السلفادوري".. ستكلف القوات العراقية والأمريكية باختطاف وقتل قادة التمرد، بل وحتى مطاردتهم في سورية، حيث كان بعضهم يقيمون كلاجئين... ونظراً لما كانت تثيره أعمال فرق الموت تلك من حساسيات، فإن معظمها سيبقى طي الكتمان...
ومثل هذه العمليات السرية عادة ما تدار من قبل الـ CIA بعيداً عن الإدارة القائمة للبنتاجون بما يمنح المسؤولين الرسميين الأمريكيين القدرة على إنكار معرفتهم بالأمر...
وفيما كان الهدف المعلن للـ"الخيار السلفادوري في العراق" هو "القضاء على التمرد".. فإن كتائب الإرهاب المدعومة أمريكياً انخرطت في أعمال قتل روتينية للمدنيين بهدف إثارة العنف الطائفي... وبدورهما.. فإن جهازي الاستخبارات الأمريكية CIA، والبريطانية MI6 كانا يراقبان عن كثب وحدات "تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين" المنخرطة في الاغتيالات المستهدفة للشيعة... والأمر اللافت أن فرق الموت كانت مدمجة وتتلقى التوجيه من القوات الخاصة الأمريكية على نحو سري!!!!!
لكن الأجدر بالملاحظة ان روبرت ستيفن فورد –الذي عين لاحقاً سفيراً للولايات المتحدة في سورية- كان عضواً في فريق نيغروبونتي في بغداد في العامين 2004-2005... وفي يناير 2004، عين ممثلاً للولايات المتحدة في مدينة النجف الشيعية التي كانت معقلاً قوياً لجيش المهدي والذي بادر إلى عقد الصلات معه!!!!
في يناير 2005، عين روبرت فورد وزيراً مستشاراً للشؤون السياسية في السفارة الأمريكية تحت قيادة السفير جون نيغروبونتي... وكان شريك نيغروبونتي في التأسيس للخيار السلفادوري. وقد تم إنجاز جزء من العمل التمهيدي في النجف قبل نقل فورد إلى بغداد... وكلف نيغروبونتي وفورد بتجنيد فرق الموت العراقية... وفيما قام نيغروبونتي بإدارة العمليات من مكتبه في السفارة الأمريكية.. عُهِدَ إلى روبرت فورد.. الذي يتقن العربية والتركية.. بمهمة التأسيس لعلاقات استراتيجية مع مجموعات المليشيا الشيعية والكردية خارج “المنطقة الخضراء”... وأشرف على اختيار وتدريب أعضاء من قوات بدر وجيش المهدي، كبرى الميليشيات الشيعية في العراق، وذلك لاستهداف قيادات وشبكات دعم المقاومة التي كان يغلب عليها الطابع السني... ونمت فرق الموت تلك خارج نطاق السيطرة لتصبح مصدراً رئيساً للموت في العراق...
وللأسف فان أعداد الجثث التي تحمل آثار التعذيب والتمثيل التي كانت تلقى يومياً في شوراع بغداد كانت حصيلة لأعمال فرق الموت التي كان يديرها جون نيغروبونتي... وكان من شأن ذلك العنف الطائفي دفع العراق إلى الكارثة الطائفية التي يتخبط فيها اليوم... وتؤكد التقارير أن الجيش الأمريكي حول الكثيرين من المعتقلين إلى كتيبة وولف (الذئب) Wolf Brigade، الكتيبة الثانية المرهوبة الجانب في قوات المغاوير التابعة لوزارة الداخلية والتي تولت ضرب وتعذيب السجناء... وفي ظل قيادة نيغروبونتي في السفارة الأمريكية في بغداد، أطلقت موجة من الاغتيالات والقتل المستهدف للمدنيين.. وكذلك استهدف أطباء ومهندسون وعلماء ومثقفون وفظائع مهولة ارتكبت تحت رعاية البرنامج الأمريكي لمكافحة التمرد!!! وقد أشير إلى ظهور فرق الموت لأول مرة في مايو 2005… حيث عثر على العشرات من الجثث ملقاء بدون اكتراث في مساحات خالية حول بغداد... وكان جميع الضحايا مقيدي الأيادي ومصابون بالرصاص في رؤوسهم، وظهرت على الكثيرين منهم علامات التعذيب الوحشي. …
وكانت قوات مغاوير الشرطة وكتيبة وولف تخضع للبرنامج الأمريكي لمكافحة التمرد في وزارة الداخلية العراقية.. حيث تم تشكيل مغاويرالشرطة تحت وصاية وإشراف خبراء أمريكيين مخضرمين في مكافحة التمرد.. ومنذ بدايتها قامت بعمليات مشتركةمع نخب سرية للغاية من الوحدات الخاصة الامريكية …كان جيمس ستييل من الشخصيات الرئيسة في تطوير مغاوير الشرطة الخاصة، وهو ضابط سابق في القوات الخاصة للجيش الامريكي خدم طويلاً في فيتنام قبل الانتقال لتوجيه البعثة العسكرية الأمريكية في السلفادور في ذروة الحرب الأهلية في ذلك البلد. …
كذلك كان الحال مع مساهم آخر في البرنامج.. ويدعى ستيفن كاستيل كبير المستشارين الأمريكيين في وزارة الداخلية، لكون الدور الاسنادي الذي كان يؤديه في تجميع المعلومات الاستخبارية وإعداد قوائم الموت هو من العلامات المميزة لانخراط الولايات المتحدة في برامج مكافحة التمرد، وهو يشكل الخيط الخفي الذي يربط بين أحداث كان يمكن أن تبدو كعربدات قتل عشوائية متفرقة.

سوريا واعادة نموذج التجربة العراقية...
لقد استخدم النموذج العراقي الشنيع للـ”الخيار السلفادوري” بإشراف السفير جون نيغروبونتي كـ"قدوة" في إنشاء كونتراس "الجيش السوري الحر"... فقد كان الهدف في سوريا خلق الانقسامات الطائفية بين السنة والعلويين والأكراد والمسيحيين... وفيما يختلف السياق السوري تماماً عن العراقي، فإن هناك تشابهات مذهلة فيما يتعلق بالإجراءات التي اتُبِعَت في تنفيذ أعمال القتل وغيرها من الفظائع...
ويؤكد تقرير نشر في مجلة ديرشبيغل حول الفظائع التي ارتكبت في مدينة حمص السورية حصول عمليات منظمة للقتل والإعدامات الجماعية بلا محاكمة على خلفية طائفية تقارن بتلك التي ارتكبتها فرق الموت التي كانت تديرها سلطات الاحتلال الأمريكي في العراق!!!!
كان الناس في حمص يصنفون كـ"أسرى" (العلويون والشيعة) أو كـ"خونة"... وفئة “الخونة” هذه تضم المدنيين السنة في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون والذين يعبرون عن معارضتهم أو عدم تأييدهم لحكم إرهابيي الجيش السوري الحر: يقول أبو رامي "منذ صيف 2011 أعدمنا ما يقل قليلاً عن 150 رجلاً، وهو عدد يشكل حوالي 20% من سجنائنا" ..ولكن الإعدامات في حمص كانت أكثر بين الخونة في صفوفهم منها بين أسرى الحرب... ويضيف المقاتل "إذا ألقينا القبض على سُنيّ يتجسس علينا أو على مواطن يخون الثورة فإننا نحسم الأمر بسرعة"... ووفقاً لما يرويه أبو رامي، فإن كتيبة الدفن التي كان يعمل فيها قد نفذت الإعدام في عدد يتراوح ما بين 200 إلى 250 خائناً منذ اندلاع الانتفاضة...(ديرشبيغل، 30 مارس 2012)
ولا ريب في أن التحضيرات الحثيثة لعملية سوريا قد انطلقت بعيد استدعاء فورد من الجزائر أواسط عام 2008 وتعيينه في السفارة الأمريكية في العراق... تطلب المشروع برنامجاً أولياً لتجنيد وتدرب المرتزقة. وقد أدخلت فرق موت تضم وحدات من السلفيين اللبنانيين والأردنيين عبر الحدود الجنوبية مع الأردن أواسط شهر مارس 2011... وكان الكثير من العمل التأسيسي قد أنجز قبل وصول روبرت ستيفن فورد إلى دمشق في يناير 2011.
لقد أعلن عن تعيين فورد سفيراً في سوريا في وقت مبكر من عام 2010... وكانت العلاقات الدبلوماسية قد قطعت في العام 2005 عقب اغتيال رفيق الحريري، حيث القت واشنطن باللائمة على دمشق في ارتكابه... وكان وصول فورد إلى دمشق بالكاد قبل شهرين من اندلاع التمرد...

الجيش السوري الحر
استنسخت واشنطن في سوريا الخصائص الرئيسة للطبعة العراقية من "الخيار السلفادوري"، وهو ما تمخض عن الجيش السوري الحر وفصائله الإرهابية الأخرى بما في ذلك جبهة النصرة التابعة للقاعدة!!!!.. وفيما أعلن عن قيام الجيش السوري الحر في يونيو 2011، فإن تجنيد وتدريب المرتزقة الأجانب كان قد بدء قبل ذلك بوقت طويل..
وبأكثر من معنى، فإن الجيش السوري الحر ليس إلا مجرد ستار دخاني يقدم من جانب الإعلام الغربي على أنه كيان عسكري بريء نشأ كنتيجة لانشقاقات جماعية كبيرة عن القوات الحكومية... بيد أن أعداد المنشقين لم تكن لا كبيرة ولا كافية لتكوين بنية عسكرية متماسكة ذات إمكانيات للقيادة والسيطرة... لكن الحقيقة ان الجيش السوري الحر لا يمثل كياناً عسكرياً احترافياً، بل شبكة مخلخلة من الكتائب الإرهابية، والتي تتشكل بدورها من العديد من الخلايا شبه العسكرية التي تعمل في مناطق متفرقة من البلاد.... وتعمل كل من هذه التشكيلات الإرهابية على نحو مستقل... ولا يمارس الجيش السوري الحر وظائف القيادة والسيطرة بما في ذلك التنسيق بين هذه التشكيلات المتنوعة شبه العسكرية... فهذه الوظائف إنما تمارسها القوات الخاصة وعملاء الاستخبارات التابعين للولايات المتحدة والناتو المدمجين في صفوف هذه التشكيلات الإرهابية المتفرقة...
وتتواصل هذه القوات الخاصة المنتشرة في الميدان (وأغلب عناصرها من موظفي الشركات الأمنية الخاصة) بصورة منتظمة مع وحدات القيادة التابعة للاستخبارات العسكرية للولايات المتحدة والناتو. ولا ريب في أن هذه القوات الخاصة تشارك في عمليات التفجير المخططة بعناية ضد المنشآت الحكومية والعسكرية والمواقع المدنية..الخ..
وتتكون فرق الموت في سوريا من مرتزقة جرى تجنيدهم وتدريبهم من قبل الولايات المتحدة والناتو وحلفائهم في مجلس التعاون الخليجي... وهم يعملون تحت إشراف القوات الخاصة والشركات الأمنية الخاصة التي تعاقد معها البنتاغون والناتو... وفي هذه الصدد، تؤكد التفارير اعتقال نحو 200 – 300 من موظفي الشركات الأمنية الخاصة المدمجين في صفوف قوات التمرد...

جبهة النصرة
توصف جبهة النصرة -التي يقال بأنها ترتبط بالقاعدة- بأنها الجماعة "المعارضة" الأكثر كفاءة عسكرياً في ميادين القتال، وينسب إليها العديد من أعمال التفجير المحكمة... ومع أن جبهة النصرة تصوَّر على أنها عدو لأمريكا (أدرجت على قائمة المنظمات الإرهابية لدى وزارة الخارجية) فإن العمليات التي نفذتها تحمل بصمات المنهجية الأمريكية للتدريب شبه العسكري على التكتيكات الإرهابية... فالفظائع التي ارتكبتها جبهة النصرة ضد المدنيين شبيهة بتلك التي نفذتها فرق الموت المدعومة أمريكياً في العراق...
وبكلمات أبو عدنان أحد قادة جبهه النصرة في حلب: "تضم جبهة النصرة في صفوفها قدامى المحاربين السوريين في العراق، وهؤلاء يحملون معهم إلى الجبهة السورية خبرات قيمة خصوصاً في تصنيع العبوات الناسفة"...
وكما كان الحال في العراق، يجري التحريض على العنف الطائفي والتطهير العرقي بصورة حثيثة... ففي سوريا، كانت الطوائف العلوية والشيعية والمسيحية أهدافاً لفرق الموت التي ترعاها أمريكا والناتو... وكانت الطوائف المسيحية على وجه الخصوص إحدى الأهداف الرئيسة لبرنامج الاغتيالات... كما توكد وكالة أخبار الفاتيكان:
مسيحيو حلب هم من بين ضحايا الموت والدمار الناتجان عن القتال الذي يدور في المدينة منذ شهور. وقد تعرضت الأحياء المسيحية في الآونة الأخيرة لضربات قوات المتمردين الذين يقاتلون ضد الجيش النظامي مما تسبب بحركة نزوح كبيرة للمدنيين.. كما تقوم بعض المجموعات الشرسة في المعارضة، وبعض المجموعات الجهادية، بـ”إطلاق القذائف على مباني وبيوت المسيحيين لإجبارهم على الهرب منها واحتلالها [تطهير إثني] (وكالة فيدس. أخبار الفاتيكان، 19 أكتوبر، 2012)
والهدف بالطبع الضغط لسرعة التدخل الدولي لاضطهاد مسيحيو سوريا.. خاصة بعد تاكيد التقارير تدفق فرق الموت المرتبطة بالسلفيين والقاعدة وكذلك بالكتائب التي يرعاها الإخوان المسلمون إلى سوريا منذ بداية الثورة السورية في مارس 2011...
كذلك فإنه وعلى غرار تأسيس حركة المجاهدين لشن حرب الـCIA الجهادية أيام الصراع الأفغاني، فإن الناتو والقيادة التركية العليا أطلقتا حملة لتجنيد آلاف المتطوعين المسلمين في بلدان الشرق الأوسط والعالم الإسلامي للقتال إلى جانب المتمردين السوريين. وسيقوم الجيش التركي بإيواء هؤلاء المتطوعين وتدريبهم وتأمين عبورهم إلى سورية. (ديبكافايل، الناتو يزود المتمردين بأسلحة مضادة للدبابات، 14 أغسطس، 2011).

شركات الأمن الخاصة وتجنيد المرتزقة
وفقاً للتقارير، تقوم شركات أمنية خاصة انطلاقاً من دول الخليج بتجنيد وتدريب المرتزقة... وتشير التقارير إلى إنشاء معسكرات للتدريب في قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة... وخاصة في مدينة زايد العسكرية "يجري إنشاء جيش سري" تحت إشراف شركة Xe Services التي كانت تعرف سابقاً بالاسم Blackwater. وكانت الصفقة لإنشاء معسكر تدريب عسكري للمرتزقة في دولة الإمارات قد وقعت في يوليو 2010، قبل تسعة شهور من نشوب الحرب في ليبيا وسوري...
وآخر التطورات في هذا الصدد قيام الشركات الأمنية المتعاقدة مع الناتو والبنتاغون بتدريب فرق الموت التي تاخذ سمة "المعارضة" على استخدام الأسلحة الكيماوية: مسؤول أمريكي كبير وعدد من الدبلوماسيين البارزين أبلغوا برنامج سي إن إن صنداي الأخباري "تستخدم الولايات المتحدة وبعض حلفائها الشركات الأمنية الخاصة لتدريب المتمردين السوريين على كيفية تأمين مخزونات الأسلحة الكيماوية في سورية" (سي إن إن ريبورت، 9 ديسمبر، 2012)..

خلف الأبواب المغلقة لوزارة الخارجية
كان روبرت ستيفن فورد واحداً من فريق صغير في وزارة الخارجية الأمريكية اضطلع بالإشراف على تجنيد وتدريب الكتائب الإرهابية، إلى جانب كل من دايريك شوليه وفردريك سي. هوف، شريك أعمال سابق مع ريتشارد إرميتاج، والذي عمل كمنسق واشنطن الخاص للشؤون السورية... وعين دايريك شوليه أخيراً في منصب مساعد وزير الدفاع لشؤون الأمن الدولي (ISA)... وقد عمل هذا الفريق تحت قيادة المساعد (السابق) لوزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان...
وكان فريق فيلتمان ينسق عن كثب عمليات تجنيد وتدريب المرتزقة في تركيا وقطر والسعودية وليبيا (من باب المجاملة، أرسل النظام الذي خلف القذافي 600 عنصراً من الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، إلى سوريا عن طريق تركيا عقب سقوط حكومة القذافي في سبتمبر 2011)...
مساعد وزير الخارجية فيلتمان كان على اتصال مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ووزير الخارجية القطري الشيح حمد بن جاسم. وكان أيضاً مسؤولاً عن مكتب “التنسيق الأمني الخاص” حول سوريا، والذي ضم ممثلين عن وكالات الاستخبارات الغربية والخليجية وكذلك عن ليبيا. وكان الأمير بندر بن سلطان، الشخصية البارزة المثيرة للجدل في الاستخبارات السعودية ضمن هذه المجموعة.. وفي يونيو 2012، عين جيفري فيلتمان مساعداً للأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، وهو منصب استراتيجي يُعنى عملياً بصياغة جدول أعمال الأمم المتحدة (بالنيابة عن واشنطن) حول قضايا تتعلق بـ”حل النزاعات” في العديد من “النقاط الساخنة سياسياً” حول العالم (بما في ذلك الصومال، لبنان، ليبيا، سورية، اليمن، ومالي)... وللسخرية المريرة فإن البلدان التي تشكل موضوعاً لـ"حل النزاعات" بالنسبة للأمم المتحدة، هي ذاتها التي تستهدفها الولايات المتحدة بالعمليات السرية...
وبالتنسيق بين وزارة الخارجية الأمريكية والناتو ومقاوليه الخليجيين في الدوحة والرياض، فإن فيلتمان رجل واشنطن، هو من يقف وراء "مقترحات السلام" التي يحملها الأخضر الابراهيمي...
وفيما تستمر في ريائها حول مبادرة الأمم المتحدة للسلام، فإن الولايات المتحدة والناتو تعمل على تسريع عمليات تجنيد وتدريب المرتزقة لتعويض الخسائر الفادحة التي لحقت بقوات المتمردين... ولا يعي أحد إن الهدف النهائي الذي تسعى إليه الولايات المتحدة في سوريا ليس تغيير النظام.. ولكنه تدمير سورية كدولة وتمزيقها واستخدامها لاشعال الحرب المزمعة في المنطقة... وإن تعبئة فرق الموت التابعة للـ”معارضة” لقتل المدنيين لهو جزء من هذه المهمة!!!!.. حيث باختصار "الهدف غير القابل للتصريح به" لواشنطن في تحطيم سوريا كدولة ذات سيادة على أسس طائفية وعرقية وتحويلها إلى كيانات سياسية "مستقلة" هو امر اكبر من ديكتاتورية بشار الأسد او من قد يأتي بعده.. انها تلك النواة المخططة سلفا لتلك الكارثة التي تم من قبل اختراق الشرق الأوسط من اجلها.. الحرب القادمة على العالم الاسلامي وبأيدينا!!!!!

مجازر الموصل و كركوك سنة 1959
قبل الحديث عن أسباب وتفاصيل هاتين المجزرتين بحق الأنسانية والتي راح ضحيتها ألأبرياء العراقيون في كل من مدينتي الموصل و كركوك ... وأسبابهما والجزّارين ، لابد من الأشارة الى أنهما حصلتا خلال السنة الأولى (1959) من جمهورية عبد الكريم قاسم و بعد أنهاء الملكية الدستورية في العراق في 14 تموز 1958 بتسعة أشهر. ويعتبر حكم عبد الكريم قاسم باكورة الدكتاتوريات التي أبتلى بها الشعب العراقي.
والأنظمة الدكتاتورية -عموما- تعتبرالولاء المطلق لها هومقياس الوطنية والشجاعة والاءقدام وهو الأساس في كل شيء وجوهر كل الأعمال والسـبب في استمرار حياة الأفراد وبقاء المجتمع ودوامه. ويعد الولاء أيضا لهم بمثـابة الروح بالنسبة للأنسان والمجتمع فبه يستمران في الحياة ومن دونه لاحياة لهما. عندئذ تتعامل السلطة مع الشعب كما يتعامل الراعي مع قطعانه تماما. وعند اعتماد حياة الأنسان في المجتمعات الدكتاتورية على خميرة الولاء للقيادة عندئذ تداس الأعتبارات الأخرى تحت ألأقدام. . وهذا حال مجتمعنا الآن- أي مجتمع كان – عندما تسيطرعليه الأ نانية والأهواء وخسة الطباع والسبب يعود الى تدهـور الحالة الأخلاقية وضعف الوازع الديني والوطني وعدم وجود مشروع حضاري في الأذهان مما يؤدي بالنتيجة الى المهالك.
تعود بداية مأسات العراقيين الى بدايته هو عندما ترك سلك التعليم و دخل الكلية العسكرية بعد تأثره وأعجابه بأبن عمته الذي كان قائدا للقوة الجوية (آنذاك) وتخرج منها برتبة ملازم في 1541934 مما أدى الأمر به الى الأنتشاء لوضعه النفسي حيث ألتف حوله المنافقون والأنتهازيون من العسكريين الذين أسمعوه كلمات الأطراء به وبشخصه. وما أن قتل أبن عمته مع بكر صدقي في الموصل في 1937 حتى أصيب بصدمة عنيفة وهو يشاهد تفرق هؤلاء الأنتهازيين واختفاء مشاعر الود وألأطراء عنه. عندئذ أتخذ موقفا من أقرانه وأدرك ضرورة أعادة التوازن لشخصيته ولكنه حقد على القومية العربية (وكان يحمل عرقا غير عربيا أصلا) وكذلك حقد على الوحدة العربية لاحقا (والتي لم يكن مؤمنا بها أصلا) نتيجة قتل القوميين لأبن عمته في الموصل والذي أبعد هو على أثره ونقل الى الديوانية ثم أعيد الى بغداد سنة 1938 بمنصب آمر فصيل في الكلية العسكرية حينها بدأ بالتعرف على العديد من ضباط المستقبل. تشير المصادرالعسكرية وكتب التأريخ بأن عبد الكريم قاسم لم ينتمي لأية فئة سياسية أو جماعة سياسية رغم ما أشيع عنه بأنتماءات وولاءات أجنبية غير أن الشيوعيون أشاعوا بأنه كان منتميا للحزب الشيوعي مما أدى الى تصديق ذلك من قبل بعض الضباط ألأحرار.
لفد كانت لعبد الكريم قاسم هفوات سياسية كثيرة بدءا من خطبه المرتجلة الكثيرة الأخطاء (وذلك لقلة قرآته ومحدودية ثقافته) وكانت آراءه غير منطقية للكثير من المواقف السياسية والثورات والشخصيات وكان متأثرا بصحيفة (الأهالي) وأفكارها. ومنذ البداية ألتف حوله الشيوعيون حتى يتسنى لهم منعه من الوحدة مع جمال عبد الناصر وأخذ الهمس يدور و بدأت المؤامرات تحاك مما أنعكس ذلك على علاقته مع عبد السلام عارف( الذي كان بمنصب نائب للقوات المسلحة) والشك به مما حدا بعبد الكريم الى أتهام كل من عبد السلام عارف ورشيد عالي الكيلاني بالتآمر عليه وأنتهز محاكمتهما فرصة للهجوم على دولة الوحدة وعلى القوميين و عبد الناصر. و في يوم 5121958 أعلن الحزب الشيوعي عن وجود مؤامرة يدبّرها بعض القوميين وأن قائد المؤامرة هو رشيد عالي الكيلاني مع بعض رؤساء العشائر حيث أعلنتها الحكومة في بيان رسمي لكن أغلق الموضوع بعد حين . وأزداد نشاط الشيوعيين وتحركوا بعد ذلك لتأجيج الخلاف بين قاسم وعارف وأزداد نفوذهم وسيطرتهم على مؤسسات الدولة مما أدى بالنتيجة الى أبتعاد القوميين من عبد الكريم قاسم ولم يبق أمامه في الساحة سوى الشيوعيين. وتلا ذلك تجريد عبد السلام من منصب نائب القائد العام للقوات المسلحة في 1191958 ببيان رسمي بحجة أن رتبته أقل من رتب قادة الفرق الآخرين وتم تجريده من مناصبه كافة في 3091958 وعين سفيرا في ألمانيا. وما أن أنتهى قاسم من عزل عارف حتى أصدر قانون الأصلاح الزراعي رقم 30 لسنة 1958 حيث خرج الشيوعيون لتأييدها والتهريج لها لغرض تغطية عزل عارف من مناصبه. ثم أعتقل عارف وحكم بالأعدام لكن بقي الحكم بدون تنفيذ حينها برز الشيوعيون فعلا وانحسر المد القومي لصالح عبد الكريم قاسم حيث أنفرد بعد ذلك في الحكم.
ثم بدأ الشيوعيون بطرح الكتب الماركسية في الأسواق و بالأعتداء على الدين وعلى الله والرسول والمصلين في الجوامع ورمي روث الحيوانات عليهم أثناء الصلاة وأهانة التراث العربي وتهديد وضرب المصلين مما زاد من نقمة الشعب على عبد الكريم قاسم لسكوته على كل ما يجري. فتدخل عندئذ المرحوم عبد الوهاب الشواف لما سمع من أعتداءات الشيوعيين على القرآن والأسلام وأعلن سخطه على عبد الكريم قاسم وعلى حكومته غير أن قاسم لم يتدخل لايقاف ما يجري. وتلا ذلك استمرار الغوغائية خصوصا بعد بدأ صدور جريدة (أتحاد الشعب) والتي تلاها أيضا صدور جريدة أخرى للحركة الأنفصالية الكردية بأسم (صوت الشعب الكردي) فعاد حينها مصطفى البرزاني من منفاه في الأتحاد السوفيتي
(1) . وكان من المفروض بعد قيام ثورة 14 تموز 1958 أن يعلن تشكيل مجلس لقيادة الثورة حسبما كان متفقا ولكنه لم يتم! وكان هنالك نوع من التنافس ومنذ البداية بين كل من عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف حول وضع خطة الثورة وعدم اخبار اللجنة العليا للضباط الأحرار وطموحهما بالأنفراد بالسلطة كان سببا في كل المشاكل والصراعات الدموية التي شهدها العراق فيما بعد. وأدى لقاء عارف بعبد الناصر في القاهرة بعيد الثورة الى ألتفاف القوميين حول عارف وألتفاف الشيوعيين حول قاسم مما أدى الى قيام قاسم بالأستفادة منهم وأستعمالهم لضرب الوحدة العربية والداعين لها وقادتها القوميين. ويقال أن السفارة البريطانية هي التي كشفت برقية مفادها ان عبد السلام عارف يخطط لأزاحة قاسم ويعمل من أجل الوحدة!
(2). وبعد قيام ثورة 14 تموز تم حل حركة الضباط الأحرار لأنتفاء الحاجة لها حيث عم السخط بينهم غير أن الحركة تمكنت من بناء نفسها سرا فيما بعد وبدأ التكتل من جديد حول العقيد رفعت الحاج سري (مدير الأستخبارات العسكرية آنذاك) في بغداد والزعيم الركن ناظم الطبقجلي (قائد الفرقة الثانية في كركوك آنذاك) وبدأت فكرة أعادة بناءها بسبب أنحراف عبد الكريم قاسم ودكتاتوريته ولسيطرة الأنتهازيين والرجعية على المناصب المهمة ومن أجل العمل على الأطاحة باللواء الركن عبد الكريم قاسم. وفي الموصل أعيد بناء حركة الضباط الأحرار من جديد بقيادة الرائد الركن محمود عزيز وأنظم مئات الضباط لهم في غضون أشهر قليلة وبدأ العمل سرا وتقرر القيام بالثورة في 6 آذار 1959 (3) غير أنها أجـّلت الى الساعة 12 من ليلة 78 آذار 1959.
وكانت الأسلحة تصل الى الموصل تحت حماية المقاومة الشعبية ويخزنها الشيوعيون في جهة مجهولة الى حين وصول التعليمات من اللجنة المركزية الى اللجنة المحلية في الموصل.
وعقد أجتماع فوري للحزب الشيوعي العراقي في كنيسة ماركوركيس في 10 شباط 1959 وحضرها أعداد غفيرة منهم شيوعيو سوريا (خالد بكداش وبشرى الخوري)، غالب العياش، فاجير الياهو (من شيوعيي أسرائيل)، سليم رضا (حزب تودة الأيراني)، و أحمد وف (من الشيوعيين السوفييت)، وأعضاء من اللجنة المركزية والمحلية للشيوعيين العراقيين وأعضاء من المقاومة الشعبية ومنهم بعض النساء وكان المجموع أكثر من 850 عضوا مدّربا لخوض المجازر. وتم ألأتفاق على المخطط الذي سمي ب المخطط 28 ن لأبادة القوميين في الموصل عن طريق القتل والسحل ووزعت عليهم الأسلحة. ويبدو أن أمر الثورة كان مكشوفا للشيوعيين لضلوع الدوائر الأستعمارية بالأمر
وكان رئيس الجلسةهو فاجير الياهو الأسرائيلي الذي حث الحضور على الأنتقام من القوميين وكونهم رجعية وأثبات حسن نوايا الشيوعين للزعيم وأثبات وجودهم على الساحة العراقية. ثم تلاه سكرتير عام حزب تودة الأيراني ثم بكداش ممثل سوريا. وكانت صحيفة اتحاد الشعب قد هيأت الناس مسبقا فكريا ونفسيا بأن الوحدة العربية تعتبر مؤامرة على العراق مما أدى الى أنتشار الفوضى وتدهور الأوضاع الأمنية والمعاشية وأهانة تأريخ الأمة الأسلامية في المنابر والجامعات!
وقبل شهر من هذه الأحداث بدأت احتجاجات الوزراء على ما يحدث من تجاوزات من قبل الشيوعيين غير أن قاسم رفض مطاليبهم مما أدى ألى أستقالة الوزراء القوميين بصورة جماعية في 7 شباط 1959 وقبل قاسم أستقالتهم بدون تردد. وأستمرت جريدة أتحاد الشعب في تشويه سمعة القوميين والمطالبة بأعدامهم من جهة والتمجيد وتعظيم شأن قاسم من جهة أخرى مما أدى بالنتيجة الى تعاظم جنون العظمة فيه حيث كان مختالا ومزهوا بنفسه وهو يسمع هتافات الشيوعيين ك(القائد الملهم، أبن الشعب البار، والزعيم الأوحد، والزعيم الأمين و ماكو زعيم الاّ كريم والخ من التمجيدات البشرية) مما جعلته يعتمد على هؤلاء المنافقين في سياسته الداخلية .
وكان من المقرر أن ينعقد مهرجان السلام في مدينة الحلـّة غير أن قاسم أصـّر على أقامتها في مدينة الموصل بناءا على طلب الشيوعيين أنفسهم وذلك من أجل التأثير على معنويات القوميين لعداءهم للشيوعية من خلال تنفيذ المخطط 28 ن وتطهير كل من اللواء الخامس في الموصل والفرقة الثانية في كركوك من العناصر الغير مخلصة للثورة. عندئذ أحس القوى الثورية في الموصل وأهاليها بأن هنالك مؤامرة مبيتة بحقهم. فذهب بعض وجهاء مدينة الموصل الى المرحوم ناظم الطبقجلي وأبدوا تخوّفـهم من أحتمالات الفوضى وأعمال القتل وسفك الماء في المدينة من قبل أنصار السلام في حالة أجتماعهم في الموصل. وعندما تد ّخل الطبقجلي في منع الشيوعيين من ذلك جوبه طلبه بالرفض من قبل قاسم الذي أصـّر عليه
وتلى ذلك تدخل عبد الوهاب الشواف كذلك ولمرات عديدة غير أن طلباته جوبهت بالرفض الكامل من قبل عبد الكريم قاسم وفي الأخير أجابه أجابة أنتهازية قائلا " أنني أنتظر أن يخرج الشيوعيون عن الخط حتى أكسر رؤوسهم!" الا أن ذلك كان ذرا للرماد في العيون ليس الا. حينها أتصل المرحوم الشوّاف بالعقيد رفعت الحاج سري بتأريخ 2 آذار 1959 وكان الشوّاف عازما على القيام بثورته قبل وقوع الكارثة. ثم ألتقى المرحوم الشوّاف بقاسم مرة اخرى في 3 آذار وشرح له مخاوفه غير أن قاسم أجابه مبتسما " أنك تهوّل الأمور وليس هنالك من شيء يثير قلقك".
وفي يوم الخميس المصادف 5 آذار1959 تحرك قطار السلام من بغداد الى الموصل وقد حاول بعض الشباب وكان عددهم عشرون شابا من أهل الموصل بالتصدي الى القطار- وهو مازال في سامراء - بالحجارة غير أنهم جرحوا في معركة غير متكافئة وحاول آخرون من الشباب بنسف السكة الحديدية مابين حمام العليل والموصل غير أنهم أخفقوا في مسعاهم للأسف. وبدأت الأستفزازات بعد أن تم الأعتداء على مقهى (القومية العربية) وعلى صاحبها وأمام الزبائن طالبين منه أنزال اللوحة فذهب الأخير الى الشرطة ليشتكي وهنالك تم توقيفه من قبل الشرطة!
وفي اليوم التالي (6 آذار الجمعة) سارت مواكب أنصار السلام من محطة القطار الى ملعب الأدارة المحلية مرورا بأغلب شوارع الموصل ومن أمام الجوامع التي كان الخطباء يلقون خطبهم فيها أمام المصلين ورائحة التهديد والأستفزاز واضحة من هتافاتهم وهم يهتفون
أهل الموصل ياكرام أحنه أنصار السلام
مدينة الموصل فدوه لأبن قاسم
ماكو مؤامرة تصير والحبال موجودة
بدأ المهرجان
في الساعة الثانية ظهرا وأنتهى في الرابعة لرداءة الطقس. ثم خرج المتضاهرون من ملعب الأدارة المحلية الى شوارع الموصل وهم يلّوحون بالسكاكين والهراوات فهاجموا مقهى القومية العربية ودمروها ثم دخلوا مكتبة الراية العربية ونثروا جميع كتبها ومصاحفها ثم تلاهما مكتبة الجمهورية القومية ومكتبة الوثبة وأبادوا كل ما فيها وكل شيء يحمل أسم العروبة ضمن خطة مقصودة. وفي اليوم التالي (7 آذار) خرج أهالي الموصل في تظاهرات صاخبة للأعلان عن شجبهم للأعمال التخريبية و تأييدهم للقومية العربية. وفي المساء أشتبك الشيوعيون مع أهل الموصل مرة أخرى بالرصاص والعصي مما حدى بالشوّاف الى أعلان منع التجول أعتبارا من الساعة الرابعة عصرا. وقام العقيد الركن الشوّاف بأعتقال جميع الشيوعيين المتبقين من أنصار السلام وعددهم 48 وحجزهم في مستودع الجيش. عندئذ أعلنت الثورة....ثُورة الِشوّاف.
وأبلى الموصليون بلاءا حسنا في حماية مدينتهم وأستبشروا في تلك الليلة بهلال رمضان. وأنزلت جميع صور قاسم من دوائر الدولة ورفعت بدلا عنها صور عبد الناصر. ولكن عبد الكريم قاسم أحال العقيد الركن عبد الوهاب الشوّاف الى التقاعد وحث الجيش بأعتقاله وخصص مكافأة نقدية قدرها 10000 دينار لمن يقبض عليه حيا أو ميتا. ولكن الجماهير خرجت لتأييد ثورة الشوّاف في كل من بغداد والموصل الا أنها قمعت وقمعت الثورة بواسطة شرطة العمادية وعشائر الشمّر في الموصل. وأصر الشوّاف بمواصلة ثورته ورفض التكلم مع قاسم عندما أرادالأخير التفاوض معه لكن قاسم تحدث مع الرائد الركن محمود عزيز الذي رفض الأستجابة لأوامر الزعيم قاسم.
وأجتمع الشواف مع ضباطه لتنفيذ مالم ينفذ بعد. الا أن قوافل المأجورين من أقضية سنجار وتلكيف قاموا بسد مداخل الطرق المؤدية الى الموصل منعا من وصول الأمدادات وتمكنت ثلاث طائرات من الأغارة على مقر الشوّاف فجرح الشوّاف ثم نقل الى وحدة الميدان الطبية للعلاج غير أنه آثر الأنتحار عندما هوجم من قبل الشيوعيون من أن يقع يأيدي هؤلاء المجرمين. ثم هرب محمود عزيز الى سوريا .
واستبيحت بعد ذلك مدينة الموصل ولمدة ثلاثة أيام بأيدي الشيوعيين وبموافقة قاسم وقتل وسحل خيرة أبناء الموصل البررة تنفيذا للخطة المرسومة من قبل الشيوعيين. ولم يكتفي قاسم بالمجازر بحق أبناء الموصل بل ساق الآخرين الى أعواد المشانق وساحة الرمي في ساحة أم الطبول في بغداد.. حينها كان الأبطال يهتفون يسقط الطاغية قاسم، يسقط الشيوعية والله أكبر نموت فداءا للوطن.
يمكن الأستنتاج مما ذكر أعلاه بأن قاسم كان يعادي فكرة القومية العربية والقوميين كذلك فخطط لأبادتهم بواسطة الشيوعيين ليستمر في دكتاتوريته وأنفراده بالسلطة. ولم يكن برجل دولة نهائيا بقدر ما كان عسكريا ناجحا وكان يفتقر للثقافة العامة ويحب المدح والأطراء من الآخرين. أما ما فعله الشيوعيون من مجازر بحق الأبرياء فأن ذلك ترجمة لأفكارهم الماركسية في بسط السلطة والحكم بقوة الحبال والسكاكين. ستكون لهذه المقالة تكملة حول مجازر كركوك في تموز 1959 بحق التركمان من أهالي كركوك.
المصادر:
1). عبد الكريم قاسم . البداية والسقوط . جمال مصطفى مردان 1989 المكتبة الشرقية ، بغداد.
2). العراق الجمهوري. ليث الزبيدي (ص141 ).
3). أنتفاضة الشوّاف في الموصل، حازم حسن العلي| آفاق عربية العدد 6 حزيران 1986.
4)ز مذكرات سفير عراقي في تركيا، طالب مشتاق.
5). الملحمة الموصلية.
6). مذكرات محمد حسنين هيكل 1431959
المصدر : د. أيوب البزاز

مذبحة المماليك في بغداد
كانت ولاية داود باشا التي بدأت سنة 1816 الولاية الأخيرة في عهد المماليك في العراق ، وبنهايتها انقضت أيامهم ، وهي من أهم العهود التاريخية في العهد العثماني في العراق . وتعود أصول المماليك إلى جورجيا ومن بلاد الشركس وداغستان وبلاد جبال القوقاز الأخرى ،حيث استمر حكمهم العراق زهاء 82 عاما بولاية سليمان باشا المكنى بـ(أبو ليلة) في سنة 1749 م وانتهى بعزل داود باشا من منصب والي بغداد سنة 1831 م .
وبدأت النهاية عندما شعر السلطان محمود الثاني، وهو في سبيل إعادة هيبة الدولة العثمانية وإجراء الإصلاحات فيها بعد أن دب الفساد والضعف في أغلب مفاصلها ، بأن والي بغداد داود باشا أخذ بسياسة مستقلة عن الدولة ، وتوقفت دفعات المبالغ المرسلة إلى عاصمة الدولة من بغداد . وعندما أرسل السلطان مبعوثه صادق أفندي إلى بغداد لتقصي أحوال الولاية ، واجهه داود باشا بكل حزم ، وعثر عليه مقتولا بعد أيام .
كان لمقتل صادق أفندي صدى واسع في الأستانة وفي مختلف الولايات العثمانية . فقررالباب العالي إنهاء حكم داود باشا مهما كلف الأمر . كلف السلطان العثماني محمود الثاني والي حلب علي رضا باشا بإعداد جيش ضخم للهجوم على بغداد ، فتحرك هذا الجيش نحو بغداد في شباط 1831 بإسناد عدد كبير من العشائر، وفرض حصاره على بغداد التي ساءت الأحوال فيها ، ثم داهمها مرض الطاعون حاصدا عشرات الآلاف من سكانه ، فضلا عن تعرضها لفيضان مدمر ، فدخل الجيش العثماني بغداد يوم 14 أيلول من سنة 1831 م بعد حصار طويل عليها .
وبعد إحكام السيطرة على بغداد واستتباب الأمن وضع علي رضا باشا خطة متقنة لقتل المماليك ،حيث تظاهر في بادئ الأمر بالرضا عن المماليك وولى بعضهم مناصب رفيعة في الدولة . و دعا علي رضا باشا المماليك مع جماعة من أعيان بغداد وعلمائها إلى اجتماع بحجة الاستماع لقراءة الفرمان الذي وصل مؤخرا من الأستانة، وما أن شرب جميع المدعوين القهوة ودخنوا الجبوق حتى انهال عليهم الجنود الألبانيون الذين هيأهم علي رضا على المماليك الحاضرين وتم قتلهم بدم بارد .
أما داود باشا فقد ألقي القبض عليه في وقت سابق وأرسل معززاً مكرماً إلى العاصمة اسطنبول ، وتم الصفح عنه وإرساله إلى المدينة المنورة .
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى