مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* الطريق نحو الإمبراطورية - الملوك الآشوريين البارزين

اذهب الى الأسفل

* الطريق نحو الإمبراطورية - الملوك الآشوريين البارزين  Empty * الطريق نحو الإمبراطورية - الملوك الآشوريين البارزين

مُساهمة  طارق فتحي الجمعة فبراير 04, 2011 6:59 pm

الطريق نحو الإمبراطورية
كان الهم الأول لـتغلات بيلاصر الثالث الحفاظ على الجزء الغربي من الهلال الخصيب المنفذ البحري الأهم للدولة الآشورية وكذلك الحفاظ على المراكز التجارية في هذا الجزء، وقد تمكن من ذلك عبر سلسلة من المعارك أهمها المعركة الأكبر والاقوى في المنطقة التي احتل بها ، مملكة دمشق، عام 733 ق.م
وتوجه بعدها لترسيخ الحكم في الدولة الممتدة من الخليج العربي حتى سيناء، كما كانت عليه سابقاً في زمن آشور ناصربال وشلمنصر الثالث قبل ذلك بحدود المائة عام والتي لم يحافظ عليها، وهذا ما أراد تغلات بلاصر الثالث عدم تكراره قام بتقسيم الدولة إلى مقاطعات ( إدارات ) تحكم من قبل ولاة يعينهم بنفسه، وعمل على تطبيق سياسة الترحيل الإجباري
(النفي والتوطين) لمجموعات كبيرة طالت المئات من المدن والقرى في المنطقة بما في ذلك الآشوريين أنفسهم الذين وطنوا بالآلاف أحياناً في المناطق الحدودية والأقاليم الزراعية البعيدة، ووعلى العكس من ذلك في بعض المدن التي تم ترحيل سكانها إلى العاصمة الآشورية والمدن المحيطة بها، وحسب النصوص يمكن الحديث عن نقل 100000 إنسان فقط في زمن تغلات بيلاصر الثالث،
مما سهل عملية السيطرة على أرجاء الدولة، بقطع الروابط الدموية و العشائرية بين المهجرين وجماعاتهم السابقة وجعلهم معتمدين بأماكنهم الجديدة على الدولة في تدبير أمورهم مما ساهم في عملية مزج للبشر في المنطقة وساهم أيضاً في إضعاف اللهجات ( اللغات المحلية ) لتحل محلها لغة جديدة جامعة.
بالإضافة لذلك كله كانت عقوبات تغلات بلاصر الثالث للجماعات المتمردة على الدولة تصل درجة الوحشية وهي مسجلة في حولياته بتفاصيل لتكون عبرة لمن يراها كما قام تجلات بيلاصر الثالث بتتويج نفسه في بابل بعد قلاقل حدثت هناك، وبذلك يتوحد التاج الملكي لبابل وآشور لأول مرة في التاريخ وبعد موته عام 727 ق.م ترك لابنه (شلمنصر الخامس) دولة قوية حسنة التنظيم .
ذروة القوة
لم يتمكن شلمنصر الخامس من الحكم طويلاً ففي العام 722 ق.م . أعتلى سرجون الثاني 722- 705 ق.م العرش إثر تمرد قاده ،حيث لم تصلنا عن هذا الامر سوى معلومات قليلة عنه . ويقول الكثير من الباحثين بأنه ليس وأحداَ من ورثة العرش من السلالة الملكية، وأحد الدلائل هو عدم ذكر سلفه أبداً في حولياته، وبعد أن استقر له الأمر توجه لضبط الأوضاع حيث جنحت بعض مدن المملكة للتمرد .
وذلك قبل توليه الحكم , توجه أولاً نحو بابل حيث كان الأمير مردوخ آبلا عدياني قد نصب نفسه على العرش ولم يتمكن من هزيمته فعقد معه اتفاقاً وتوجه غرباً ليضم قبرص وآسيا الصغرى ويعقد مع (الفريجين) هدنة ثم أن الوقت كان قد حان لتوجيه ضربة لأورارتو تنهي التهديد الذي مارسته على آشور، وتم له ذلك في العام 714 ق.م وكانت نهاية هذا التهديد فرصة لإعادة ترتيب البيت الداخلي فتوجه سرجون الثاني مجدداً إلى بابل في العام 710 ق.م ،وما كان من ملكها إلا أن فرّ جنوباً
هذا وكان سرجون الثاني قد أمر في العام 717 ق.م ببناء مقر جديد للحكم باسم (دور شروكين= قلعة سرجون) بالقرب من خورسيباد الحالية وانتهى العمل بالبناء عام 706 ق.م وأسكن فيها مجموعات من المرحلين كما يشير نصه:
( أخذت غنائم بأمر الإله آشور سيدي أقوام من الجهات الأربعة، بألسنة غريبة ولغات مختلفة، كانت تسكن في الجبال والسهول [...]جعلت غايتهم واحدة، وجعلتهم يسكنون هناك في (دور شروكين)، وأرسلت مواطنين من بلاد آشور، مهرة في كل شيء مراقبين ومشرفين لإرشادهم على العادات ولخدمة الآلهة والملك )
إلا أن هذا المقر لم يستخدم كمقر للحكم بسبب موت سرجون الثاني بعد سنة من هذا التاريخ في أحد المعارك، بعد وفاته تولى ابنه سنحاريب 704 – 681 ق.م العرش، ونقل العاصمة إلى نينوى، حيث أمر بتحسينها وببناء قصور ومعابد وأقنية فيها، وخاض معارك عديدة في سبيل المحافظة على الدولة فأخمد العصيان البابلي عام 701 ق.م وتوجه غرباً ليخضع من تمرد من مدن غرب الهلال الخصيب،
وأخيراً اصطدم بقوات الملك المصري (ترقا) ولم يستطيع هزيمتها، فقفل عائداً بعد نشوب تمرد جديد في بابل والذي أنهاه سنحاريب في العام 689 ق.م مسبباً دماراً كبيراً في المدينة وما حولها. وبعد موت سنحاريب تولى ابنه الأصغر آسرحدون 681- 669 ق.م وأولى أعماله كانت إعادة بناء بابل وإعادة المهجرين منها، كذلك وطد علاقاته مع الميديين في الشمال الشرقي، وقد أخمد تمرد صيدا التي ثارت في عهده، كما وطد علاقاته مع التجار العرب في أعالي شبه الجزيرة العربية حفاظاً على خطوط القوافل التجارية من جنوب العربة حتى مصر عبر سيناء .
توجه في العام 675 ق.م إلى مصر عابراً سيناء بمشقة وبعد معارك عديدة حتى 671 ق.م هزم الجيش المصري بقيادة ترقا ودخل منفس العاصمة، ناصباً نفسه ملكاً على مصر السفلى والعليا وعلى أثيوبيا، إلا أن هذا الوضع لم يدم طويلاً كان أسرحدون قد وصى بأن يحكم ابنه شمش شم اوكن بابل وابنه آشور بانيبال نينوى، وهذا ما حدث بالفعل بعد وفاته في العام 669 ق.م .
بقيادة آشور بانيبال 669- 627 ق.م بلغت الدولة الآشورية أقصى امتداد لها في تاريخها، فإضافة إلى الهلال الخصيب شملت مصر بإخضاعه عاصمتها طيبة وإيران بإخضاعه عاصمتها سوسا، كما ازدهرت المملكة ليس فقط سياسياً وإنما أيضاً اقتصادياً وثقافياً، والأرشيف الضخم الذي جمع في عصره يعتبر من أكبر مكتبات العالم القديم، عقب موته توالت سنوات ليست جيدة التوثيق
الاضمحلال
في العام 616 ق.م زحف نابو بلاصر 625- 606 ق.م حاكم بابل ومؤسس الدولة البابلية الحديثة بمعونة الميديين واخضع أشور عام 614 ق.م في عهد الابن الثاني لـ (آشور بانيبال) الملك سين شار اوشكن وبعد معارك أخرى أخضع نينوى في العام 612 ق.م وبذلك كانت نهاية الوجود السياسي الآشوري لقد كان التوسع الذي حققته الدولة الأشورية سبباً من أهم الأسباب التي أدت إلى نهايتها .
دور- شاروكين
دور - شاروكين شخصية فذة تمتعت بامكانيات كبيرة فقد تمكن خلال فترة حكمة ما بين 2050- 2284 ما قبل الميلاد ان يبني امبراطورية واسعة قوية ولهذا حيكت حوله اساطير عديدة تتحدث عن صفاته واشهرها تلك التي تتحدث عن ولادته ونشأته حيث لم يكن يعرف والده. وحيث كانت والدته كاهنه عند الاله وبدا كيش حياته السياسية في كيش المدينة السامية الكبرى حيث كان ساقياً عند الملك اورز بابا ويبدوا انه ثار على سيدة وقام بانشاء مملكه خاصه به وهي اكاد وجعلها عاصمه لدولته .
وعرف الاكاديون لغتهم ودولتهم نسبة لهذه المدينة واطلق شاروكين على نفسه ملك اكاد وبعدها قام بالسيطرة على بلاد عيلام ( إيران ) وشمال سوريا واطلق على نفسه ملك الجهات الاربع وبنى لنفسه قصراً في العاصمة اكاد ومعبداً لزبابا اله الحرب في مدينة كيش .
نمرود
هو نمرود بن كنعان الملك الذي حآج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك
مدينة نمرود / كالخو :إحدى كبرى مدن مملكة آشور
اصل كلمة نمرد هي كردية وهي تعني الخالد اوالابدي الذي لايموت دلالة على تاله هذا الملك كما الفراعنة وهي مستمدة من مردن و نامرد تعني لم يمت ( نمروت بالكردية انقلب التاء الى دال كما هو الحاصل في كثير من الكلمات المعربة ) وتعني تحديدا عديم الموت .
التاريخ القديم لدولة آشور:
ان استخدام اسم دولة آشور للفترة قبل النصف الاخير من الالفية الثانية ق م ينطوي على مفارقة تاريخية؛ ان الدولة الآشورية ( على عكس دولة مدينة آشور) لم تصبح دولة مستقلة لغاية 1400 ق م. وللسهولة فان المصطلح سيستخدم خلال هذا القسم. على عكس جنوب بلاد مابين النهرين او منطقة اواسط الفرات ( ماري)، فان المصادر المكتوبة في الدولة الاشورية لم تبدأ الا في المراحل المتاخرة جدا، قبيل اور الثالثة.
ونعني بالدولة الآشورية ( وهي منطقة لا يمكن رسمها جغرافيا بدقة) الاراضي الكائنة على نهر دجلة شمال مجرى النهر خلال المنطقة الجبلية وجبل حمرين الى نقطة شمالي نينوى، اضافة الى المساحة الكائنة بين الزابين الاسفل والاعلى ( وهما رافدان لدجلة في الشمال) والى الشمال من الزاب الاعلى. حدت الدولة الاشورية من الشمال، فيما بعد، دولة اورارتو؛ وجاورها من الشرق والجنوب الشرقي المنطقة المحيطة بنوزي القديمة ( قرب كركوك الحالية)،"آرابجيتيس" (ارابخا) الاغريقية).
كانت المدن الرئيسة في هذه المنطقة اوائل الالفية الثانية هي آشور ( 160 ميلا الى الشمال – الشمال الغربي لبغداد الحالية)، العاصمة ( اسمها مرادف لاله المدينة والالوهية الوطنية)؛ نينوى وتع مقابل الموصل الحديثة؛ و اوربيلوم ، والتي سميت فيما بعد ارابيلا ( اربيل الحالية، وتقع على بعد 200 ميلا شمالي بغداد) .
كانت الدولة الآشورية تستخدم الكتابة الاكدية منذ البداية، وكانت آشور تحت حكم سلالة اور الثالثة مركز مقاطعة. من المستبعد ان تكون الدولة الآشورية ككل منطقة مؤمنة باستمرار، مادامت اوربيلوم قد ورد ذكر تدميرها مرتين في عهد شولكي و آمارسوينا. ان الآراء المطروحة حول سكان آشور في الالفية الثالثة غير دقيقة. لا يعرف كم من الوقت استوطنت القبائل السامية هناك.
وكان سكان جنوب بلاد مابين النهرين يسمون الدولة الاشورية ب " شوبر" بالسومرية وبالاكدية " سوبارتو"؛ قد يشير هذان الاسمان الى الشعب السوبري المرتبط بالحرانيين. ان "جاسور" والتي عرفت فيما بعد ب "نوزي" كانت تتبع منطقة اللغة الاكدية في حوالي سنة 2200 ولكنها خسرتها الى الحرانيين في الربع الاول من الالفية الثانية. ان اللهجة الآشورية من اللغةالأكدية التي اكتشفت في بداية الالفية الثانية تختلف بدرجة كبيرة عن لهجة بابل. ان هذين الصنفين من اللغة الاكدية استمرت للالفية الاولى. على عكس ملوك جنوب بلاد مابين النهرين فان حكام آشور نصبوا انفسهم ليس كملوك ولكن جزئيا "اسياكوم" ، وهي مرتبة اكدية توازي اينسي عند السومريين، وجزئيا "روباؤم" او العظيم.
لسوء الحظ لا يمكن ضبط توقيت الحكام مع ملوك جنوب بلاد مابين النهرين قبل شمسي اداد الاول ( 1813 – 1781 ق م). فمثلا،
لا يعرف متى حصلت رحلة الوشوما الى الجنوب الشرقي، والمسجلة في مخطوطة. تباهي الوشوما بانه حرر الاكديين وابناءهم من الضرائب. في حين يذكر مدن نيبور واور ومواقع اخرى مدرجة في القائمة واقعة في المنطقة شرقي دجلة. ان الحادثة ذاتها قد تكون انها حصلت في حكم اشمة داكان لمنطقة إسن ( 1953 – 1935 ق م ) وبالرغم من انه لا يعرف مدى تطابق كلمات الوشما مع الحقائق. ففي النصوص البابلية لا توجد اشارات الى التدخل الآشوري.
ان مشكلة تحديد التواريخ قد تفاقمت عموما بحقيقة ان الاشوريين، وعلى عكس البابلين، لم يستخدموا صيغ التاريخ التي غالبا ما تحتوي على تفاصيل تاريخية مشوقة؛ وبدلا عن ذلك فان كل سنة خصصت باسم موظف رفيع ( تاريخ مرتبط باسماء). ان حصاد مشاعر التقاليد القديمة تنعكس من خلال حقيقة ان حاكمين من آشور في القرن التاسع عشر اطلقا على نفسيهما اسم سرجون ونارام سن تيمنا بالشخصيتين المشهورتين ابان الحكم الاكدي.
لو تركنا جانبا التقارير القليلة عن مشاريع البناء، فلا تتوفر حاليا اية معلومات عن مدينة آشور وما يحيطها. الا انه يوجد مصدر غير متوقع مادته من المستعمرات التجارية لآشور في الاناضول.

النصوص ترد اساسا من كانش ( حاليا كول تبه، قرب قيصري في تركيا) ومن هاتوسا ( حاليا بوغاز كوي، في تركيا)، الاخيرة كانت عاصمة الحثيين. في القرن التاسع عشر ق م ارتبطت ثلاث اجيال من الاشوريين بتجارة البضائع الحيوية ( وخاصة النسيج والمعادن) بين موطنهم وبلاد الاناضول، ويساهمون كذلك بالتجارة الداخلية المربحة. وكما يعمل معاصروهم في جنوب بلاد مابين النهرين فقد بدأوا اعمالا تجارية خاصة متحملين مسؤوليتهم، وكانوا يعيشون بامان واحيانا يتزاوجون مع سكان الاناضول.
لقد منحت الحرية للاشوريون ما داموا يدفعون الضرائب للحكام المحليين.وواضح ان هذه الغزوات من قبل التجار الاشوريين ادت الى زراعة بعض الثقافة من بلاد مابين النهرين في بلاد الاناضول. ولهذا فقد تينى الاناضوليون الكتابة المسمارية واستخدموا اللغة الاشورية. في الوقت الذي اثر هذا النفوذ دون شك في الحثيين الاوائل الذين وصلوا الى الاناضول، فليس من اثر مباشر يمكن العثور عليه من فترة هذه المستعمرات التجارية الى عهد امبراطورية الحثيين.
كانت الدولة الاشورية من 1813 ولغاية 1781 تحكم من قبل شمسي اداد الاول، معاصرا لحمورابي وشخصية لا تقل عنه باي حال من الاحوال. كان ابو شمسي اداد،) عموري الاصل حكما بالاسم) قد حكم قرب ماري. ولما لم يكن الابن من اصل آشوري، فقد ارتقى العرش الاشوري كغريب وبطريقة ملتوية غير مباشرة، بعد ان قضى بعض الوقت منفيا في بابل. كان له ابنين حكما كنائبين للملك في اكالاتوم على دجلة وفي ماري، على التوالي الى ان خلف الكبير "إشمي داغان اباه على العرش. من خلال ارشيف المراسلات في قصر ماري، تمكن الباحثون من الالمام بمعلومات وافية عن حكم شمسي اداد والكثير عن شخصيته. كان لدولة شمسي اداد حدودا معلومة مع دولة بابل في عهد حمورابي. وبعيد وفاة شمسي اداد، انفصلت ماري واعلنت استقلالها تحت حكم سلالة العموريين الذين كانوا يعيشون هناك لعد ة اجيال؛ وفي الاخير تمكن حمورابي من احتلال وتدمير ماري. بعد وفاة إشمي داغان فقد التاريخ الاشوري لمدة تقارب من 100 عام.
نشوء الدولة الاشورية
يمكن ان يقال القليل عن شمالي دولة آشور خلال الالفية الثانية ق م. ولكن المعلومات عن العاصمة القديمة، آشور، الواقعة في جنوب القطر، اكثر. قائمة الملوك القديمة تشير الى ان نفس السلالة حكمت آشور باستمرار من حوالي 1600. جميع اسماء الملوك موجودة ولكن القليل غير ذلك معروف عن آشور قبل 1420 . تقريبا جميع الامراء يحملون اسماء اكدية، ويمكن الافتراض ان نطاق نفوذهم كان صغيرا ومحدودا. وبالرغم من ان آشور كانت تتبع مملكة ميتاني لمدة طويلة، فيبدو ان آشور استعادت استقلالا معينا. ولوقوعها بالقرب من الحدود مع بابل فلقد لعبت دورا ضد امبراطورية ميتاني كلما امكنها ذلك. وابرم بوزور-آشور الثالث معاهدة حدودية مع بابل في حدود 1480 كما فعل آشور- بيل – نيشيشو في حوالي 1405 واستطاع آشور – نادن – آهي (1392 – 1383 ) الحصول حتى على دعم من مصر، التي ارسلت له شحنة من الذهب.
كان آشوراوباليت (1354 – 1318 ) اول تابع الى الملك توشراتا ملك ميتاني بعد 1340 ، وعلى اية حال فقد هاجم توشراتا، من المحتمل سوية مع سوبيلوليوماس الاول ملك الحثيين. وبعد ان انتزع من مملكة ميتاني اجزاءا من شمال شرقي بلاد مابين النهرين، وسمى آشور اوباليت نفسه بعد ذلك " الملك العظيم" ووضع نفسه اجتماعيا مع ملك مصر على قدم المساواة، مستثيرا نقمة وسخط ملك بابل. كان آشور اوباليت اول من اطلق اسم " ارض آشور" على دولته، لان الاسم القديم "سوبارتو" كان غالبا ما يستخدم بازدراء في بابل. ولقد امر ان تكتب مخطوطاته القصيرة جزئيا باللهجة البابلية بدلا عن الاشورية، على اعتبار ان هذا الاسلوب كان يعتبر راقيا.
ولقد زوج ابنته من بابلي، وتدخل هناك بصورة فعالة حين اغتال احد نبلاء الكيشيين حفيده. واعتبرته الاجيال اللاحقة حقا المؤسس الحقيقي للامبراطورية الاشورية. ولقد قاتل ابنه انليل نيراري ( 1326 – 1318 ) ضد البابلين ايضا. واستدار آريك دين ايلي ( 1308 – 1297 ) غربا، حيث اصطدم بالقبائل السامية والذين يدعون بمجموعة أخلامو.
وتحققت نجاحات اكبر من قبل أداد نيراري الاول ( 1295 – 1264 ). الذي هزم ملك الكيشين نازيماروتاش، واجبره على التراجع. وهزم بعد ذلك ملوك ميتني، اولا شاتورا الاول، ثم واساشاتا. هذا ما مكنه لبعض الوقت من ضم كل بلاد مابين النهرين كمقاطعة في امبراطوريته، وبالرغم من صراعات لاحقة خسر اجزاء كبيرة الى الحثيين. وفي الشرق كان راضيا عن اسلوب الدفاع عن اراضيه تجاه القبائل الجبلية.
كانت مخطوطات أداد نيراري اوسع من مخطوطات الملوك الذين اعقبوه وكانت مكتوبة باللهجة البابلية. كتب فيها انه يشعر بانه دعي الى تلك الحروب من قبل الالهة، وقد ردد هذه العبارة ملوك آخرين من بعده. وبعد كنية الملك العظيم القديمة اطلق على نفسه "ملك الجميع". ووسع المعبد والقصر في آشور وطور التحصينات هناك، وخاصة على ضفاف دجلة. وعمل في مشاريع بناء واسعة في المقاطعات.
هاجم ابنه شالمنصر الاول ( شالمانو-آشاريدو؛ 1263 – 1234 ) اورواترو ( وسميت فيما بعد اورارتو) جنوب ارمينيا، والتي ادعت الانفصال.
وعلى اية حال فقد وضعه شاتورا الثاني ملك هانيغالبات في موقف صعب حين قطع الماء عن جيشه. وبشجاعة ولدتها حالة الياس استطاع الاشوريون ان يحرروا انفسهم من ذلك الموقف بالقتال. وبعد ذلك قلصوا ماتبقى من مملكة ميتاني وضموه كمقاطعة الى الدولة الآشورية. ادعى الملك انه قلع احدى عيني 14.400 من الاعداء ( كحرب نفسية استخدمت باستمرار مع مرور الزمن). وحاول الحثيون استرداد هانيغالبات ولكن دون نتيجة. وحاربوا متحدين مع البابلين حربا اقتصادية ضد الاشوريين لعدة سنوات. وكان شالمنصر كابيه عظيما في مجال البناء. فقد اسس في موقع استراتيجي عند ملتقى دجلة بنهر الزاب الكبير عاصمة ثانية "كلخ" ( وردت في الانجيل كلح، وحاليا نمرود) . كان ابنه توكولتي نينورتا ( 1233 – 1197 ) والمعروف "نينوس" بالاساطير الاغريقية. كان ملهما لكنه متهورا، استطاع ان يجعل من دولته قوة عظمى. ولقد ازاح الاف الحثيين بالقوة من شرق الاناضول. وقاتل بقسوة خاصة ضد البابلين، ولقد نفى كاشتيليش الرابع الى الدولة الاشورية. ان العلاقة بين الملك وعاصمته بدات بالتردي بصورة سريعة.
ولهذا السبب بدأ الملك بناء مدينة جديدة، كار – توكولتي – نينوترا، على الجانب الاخر من نهر دجلة. واخيرا حتى ابناءه ثاروا ضده وفرضوا عليه حصارا في مدينته، وقد اغتيل في النهاية. ان انتصاراته على البابليين قد ارخت بملحمة شعرية ولكن امبراطوريته تفككت بسرعة بعيد وفاته. وتدهورت قوة الدولة الاشورية في حين ارتفعت قوة الدولة البابلية . لقد عانت الدولة الاشورية من ظلم الحثيين ومماكة ميتاني. ان صراعها وكفاحها من اجل التحرر والحروب المريرة التي تلت كانت سببا في تطورها الى قوة عسكرية. كان الملك في عاصمته آشور، يعتمد على طبقة المواطنين والكهنة، اضافة الى النبلاء الاقطاعيين الذين كانوا يمدوه بقطعات خيالة عربات القتال.
اظهرت الوثائق والرسائل اهمية الدور الذي لعبته الزراعة في تقدم الدولة. كانت الدولة الاشورية على عكس الدولة البابلية، اقل اعتمادا على وسائل الري الصناعي. وكانت تجري عمليات تكاثر وتربية الخيول بكثافة وكانت باقي التوجيهات المفصلة حول تدريبها موجودة. وكانت التجارة من الامور الواضحة الاهمية، كانت المعادن تستورد من الاناضول وارمينيا، والقصدير من شمال غرب ايران والالواح الخشبية من الغرب. ان فتح منافذ وطرق تجارية جديدة كانت غالبا سببا ودافعا لاندلاع حرب.
ان الفن المعماري الاشوري المستمد من مزيج من التاثير البابلي والميتاني، قد نتج عنه اسلوبا متفردا.
كانت جدران القصور غالبا مزينة بنقوش ملونة. استمر فن قطع الاختام المأخوذ غالبا عن الميتانيين وبابداع ذاتي. اما المدارس التي كان يتدرب فيها كل الموظفين فقد كانت تدرس باللهجتين البابلية والاشورية للغة الاكدية.كانت الاعمال الادبية البابلية قد جرى استيعابها في اللغة الاشورية وغالبا اعيدت بشكل آخر. اما التقاليد الحرانية فقد بقيت قوية في المجالين العسكري والسياسي في الوقت الذي اثرت فيه حتى على مفردات اللغة.
الدولة الاشورية بين الاعوام 1200 و 1000 ق م
بعد فترة من الانحدار اعقبت توكولتي نينورتا الاول، عادت الدولة الاشورية الى الاستقرار والقوة تحت حكم آشور دان الاول ( 1179 – 1134) .
و آشور رش إشي،) 1133- 1116) اجبرت عدة مرات على القتال ضد الدولة البابلية، والتي استطاعت ان تدافع عن نفسها حتى امام هجوم نبوخذنصر الاول . وحسب المخطوطات فان معظم جهود البناء كانت في نينوى بدلا من العاصمة القديمة آشور.
واستطاع ابنه تيغلاث بلصر ( توكولتي ابل اشارا (1115 – 1077 ) من الارتقاء بقدرات الدولة الاشورية الى ارتفاعات جديدة. استدار اولا ضد جيش موشكي الكبير الذي دخل الى جنوب ارمينيا من الاناضول ودحره منتصرا عليه نصرا مبينا. وبعد ذلك اجبر دويلات الحرانيين الصغيرة في جنوب ارمينيا على دفع الجزية. وبعد ان تدربوا على الحروب الجبلية وبمساعدة الرواد استطاع الاشوريون من التقدم بعيدا والتوغل في المناطق الجبلية.
وكان العدو الرئيس هم الآراميون وهم قبائل رحل من الساميين والذين كانت العديد من دويلاتهم الصغيرة تجتمع ضد الاشوريين. وذهب تيغلاث بلصر الاول الى سوريا وحتى وصل الى البحر المتوسط، حيث ذهب برحلة بحرية. ادت هذه الحملات بعد 1100 الى صراع مع الدولة البابلية. واحتل تيغلاث بلصر شمال الدولة البابلية وتوغل في بابل، دون حسم منتصرا على مردوخ نادين آهي. واهتم الملك داخل بلده بالزراعة وزراعة اشجار الفاكهة وتطور النظام الاداري وطور اساليب جديدة لتدريب الموظفين.
حكم ثلاثة من ابنائه بعد تيغلاث بلصر، بضمنهم آشور بيل كالا (1074 – 1057 ). وكما عمل ابوه فقد حارب في جنوب ارمينيا وضد الآراميين متخذا البابليين كحلفاء له. وعلى اية حال فانه لم يكن من المستطاع تاخير تفكك الامبراطورية. اما آشورناصربال الاول( 1050 – 1032)، حفيد تيغلاث بلصر، كان مريضا وغير قادر من الدفاع بطريقة صحيحة ضد اعداء الدولة الآشورية. هناك ثلاث شضايا محفوظة من صلواته للالهه عشتار؛ بضمنها صلاة توبة والتي يتساءل فيها عن سبب الضراء والحظ العاثر. مشيرا الى العديد من افعاله الجيدة ومعترفا بذات الوقت بذنبه، طلب منها العفو والصحة. حسب ادعاء الملك فان بعضا من ذنوبه هو اغاله تعليم مواطنيه الخوف من الاله. ولا يعرف بعده بمائة عام الا القليل.
لم تكن الدولة والمجتمع في عهد تيغلاث بلصر تختلف كثيرا عنها في القرن الثالث عشر. فمجموعات القوانين، والمسودات ومراسيم المحكمة يرجع تاريخها الى القرن الرابع عشر ق م. من المرجح معظمها بقيت سارية المفعول. احدى الرقم التي تعرف قوانين الزواج تظهر ان الوضع الاجتماعي للمرأة في الدولة الآشورية كانت اوطأ منها في الدولة البابلية او عند الحثيين.
كان يحق للرجل ان يطلق زوجته برغبته متى ما شاء سواء اعطاها مؤخر صداقها او لم يعط. وكان يحق له في حالة الزنى قتلها او ايذاءها. وكان يفرض على المرأة الكثير من القيود خارج بيتها، مثل لبس الخمار. انه ليس من الواضح ان كانت مثل هذه التعليمات تحمل صفة القانون، ولكن يبدو انها كانت تمثل ردود فعل ضد ممارسات تبدو انها مفضلة لدى النساء. هناك عقدي زواج قديمين نوعا ما يمنحان الزوجين حقوقا متساوية للزوجين حتى الطلاق.
كانت نساء الملك من الحريم عرضة لعقوبات قاسية، بضمنها الضرب والآذى والقتل بضمنهم من يتولون حمايتهن ورعايتهن. ان قوانين العقوبات كانت في ذلك الوقت اقسى في الدولة الآشورية عنها في الدول الاخرى في الشرق. كانت عقوبة الاعدام من الامور المعروفة. وفي الحالات الاقل كانت العقوبة هي الاشغال الشاقة بعد الجلد. وفي بعض الحلات الخاصة كانت هناك محاكمات بالتعذيب. احد الرقم الذي عالج موضوع حقوق الملكية. التجاوزات على حدود الاراضي المثبته كانت مدعاة لعقوبات قاسية. كان من حق الدائن ان يجبر مدينه للعمل لديه سخرة، ولكن دون ان يكون له الحق ببيعه.
ان اكبر قسم من الادب الاشوري إما اخذ عن البابليين او كتب من قبل الاشوريين بلهجة بابلية، الذين صاغوا اعمالهم حسب نماذج بابلية اصلية. كانت تستخدم اللهجة الآشورية في الوثائق الرسمية، والمحاكم وطقوس المعابد، ومجموعات الوصفات – على سبيل المثال، طرق صناعة العطور. شكل جديد من اشكال الفن مع حكاية مصورة : مسلسلة من الصور محفورة على رخامة مربعة. الصور تظهر مشهدا حربيا او مشهد صيد تبدأ من قمة قطعة الرخام وتستمر حولها الى الاسفل مع كتابات اسفل الصور للتوضيح. هذه والأختام المصقولة القطع تظهر ان الفنون الجميلة في الدولة الآشورية كانت بداية لنقل ما اقتبس عن البابليين. فن العمارة وغيره من الفنون الحرفية تطورت ايضا مثل المعبد المزدوج ذو البرجين ( الزقورة). وقد استخدمت البلاطات الملونة لتزيين الواجهات.

الملوك الآشوريين البارزين
شلمنصر الأول
الذي دام حكمه 1266 - 1243 ق.م، وتطلع إلى توجيه العديد من الحملات العسكرية وعمل على استبدال العاصمة "آشور" بمدينة "نمرود". أما العمل الأبرز فكان على يد الملك توكلتي ننورتا .
توكلتي ننورتا
1243 - 1221 ق.م، الذي تمكن من السيطرة على بلاد بابل، وتوسيع سلطانه في الجهات الشرقية والغربية. لكن بعد وفاة هذا الملك دخلت آشور في مرحلة الضعف السياسي، نتيجة لوصول ملوك ضعاف الشخصية، غير قادرين على إدارة مقاليد الحكم، واستمرت هذه الفترة حوالي مائة عام، حتى بلوغ الملك تجلات بلاسر الأول
تجلات بلاسر الأول
1116 - 1090 ق.م إلى سدة الحكم، لتكون هذه الفترة مليئة بالإنجازات العسكرية الكبيرة، حيث تمكن من تحقيق الإنتصارات المتوالية في الأصقاع البعيدة، في البحر الأسود وسواحل آسيا الصغرى والمدن الفينيقية على الساحل السوري، هذا بالإضافة إلى استعادة السيطرة على مملكة بابل ، وإعاد نقل العاصمة إلى المدينة القديمة "آشور" والعمل على إعادة بنائها من جديد، وذلك بعد أن توفرت الأموال اللازمة التي كانت تأتي إلى العاصمة من مختلف الأقاليم التي تمت السيطرة عليها.
وعلى الرغم من الجهود التي بذلها "تجلات بلاسر" في تدعيم الملك الآشوري وبناء الدولة، إلا أن الخطر الآرامي مثل تهديداً حقيقياً للآشوريين، لاسيما خلال القرن الحادي عشر ق.م. لكن القرن التاسع عشر ق.م، شهد نهوضاً آشورياً جديداً على يد الملك آداد نيراري الثاني .
آداد نيراري الثاني
913 - 890 ق.م، الذي عمل على مواجهة الخطر الآرامي من خلال إخضاعهم للسلطان الآشوري، وتطلع نحو محاربة بابل لتسفر عن توقيع معاهدة بين الطرفين، اعترفت فيها مملكة بابل بترسيم الحدود مع الجانب الآشوري.
أما المرحلة اللاحقة فقد تميزت في تحركات القبائل الجبلية في المناطق الشمالية من سوريا، وتطلعات الآراميين في المنطقة الغربية حتى جاء الملك آشور ناصر بال الثاني .
آشور ناصر بال الثاني
883 - 859 ق.م، الذي وضع لمساته الخاصة في مجال التنظيمات العسكرية، حيث توسع في مجال استخدام العربات العسكرية والخيالة، مع العناية بالجانب الإداري، حيث كان للتوسع الكبير في الفتوحات، أثره في أهمية الاعتماد على ولاة ينوبون عن الملك في إدارة الأقاليم، لاسيما البعيدة منها. وكان الملك شلمنصر الثالث
شلمنصر الثالث
824 - 810 ق.م، قد وافق بالزواج من الأميرة البابلية "سميراميس" التي صارت الوصية على عرش ولدها الصغير بعد وفاة والده الملك. قد عمل على توسيع رقعة الحكم الآشوري، ليفرض الجزية على الممالك الواقعة في رأس الخليج العربي. هذا بالإضافة إلى الحملات التي وجهها نحو جنوب سوريا. ولعل الحادث الأكثر جسامة في تاريخ الملك شلمنصر،
كان قد تمثل في الإنتصار الذي حققه في معركة "قرقارة" عام 853 ق.م، عندما واجه التحالف الذي تم بين الآراميين، خصوصاً بعد تعرض مدينة "دمشق" لهجوم شلمنصر، وعلى الرغم من تمكن الملك من مواجهة جيوش إثنتا عشر مملكة آرامية، إلا أنه لم يتمكن من دخول "دمشق".
ومما فاقم في الأوضاع تدهورا ، ظهور حالة من التمرد الداخلي في الأسرة الحاكمة، حيث أعلن أحد أبناء الملك راية العصيان، مما كان له الأثر البالغ في فقدان مملكة آشور لبعض الأقاليم الآشورية-البابلية، من خلال إقدام الملك شمش آداد الخامس .
شمش آداد الخامس
824 - 810 ق.م، للزواج من الأميرة البابلية "سميراميس" التي صارت الوصية على عرش ولدها الصغير بعد وفاة والده الملك. والواقع أن مملكة آشور كانت قد وقعت تحت حكم بعض الملوك الضعاف الذين لم يتمكنوا من تقديم، أي إنجاز سياسي، حتى ظهور الملك تجلات بلاسر الثالث .
تجلات بلاسر الثالث
745 - 727 ق.م. ما يميز عصر هذا الملك، الاتجاه الشديد والقاسي، نحو فرض العقوبات الصارمة بأعدائه، فقد تمكن من دخول مدينة دمشق عام 732 ق.م، وعمد إلى نقل سكانها إلى خارج المدينة، من أجل القضاء على نفوذ الدولة الآرامية بدمشق، وكان هذا الأسلوب قد ابتدعه ليسير خلفاؤه من بعده عليه،
ومن جانب آخر كان تركز تجلات بلاسر على محاربة الميديين في بلاد فارس، فيما تمكن من احتلال مدينة بابل عام 729 ق.م، وإعلان نفسه ملكاً عليها. وكان من نتائج التوجه نحو الفتوح والحركات العسكرية المستمرة، أن توسعت رقعة الإمبراطورية الآشورية، لتشمل مناطق بعيدة أتاحت لخلفه الملك شلمنصر الخامس
شلمنصر الخامس
727 - 722 ق.م، أن يحظى بمملكة واسعة الأرجاء، محكمة البنيان، تدخل خزانتها الأموال الواسعة الكبيرة، إلا أنه تعرض للإنتفاضة الداخلية، لينتقل الحكم إلى أخيه الملك سرجون الثاني .
سرجون الثاني
722 - 705 ق.م، الذي واجه الأطماع المصرية في المنطقة بعد أن فقدت نفوذها في فلسطين، ودولة بابل التي حاولت التخلص من السيطرة الآشورية المباشرة.
فيما تميزت خطوات "سرجون الثاني" بالتؤدة والحكمة، حتى أنه صفح عن ألد أعدائه، وعينهم في مناصب مهمة، مثل حكام إمارات، كل هذا من أجل حفظ الموازنات ، ليتمكن بالتالي من الحصول على لقب ملك بابل.من جانب آخر قيض لهذا الملك أن يتم له القضاء على مملكة السامرة عام 722 ق.م، ويعمد إلى طرد أهلها واستبدالهم بسكان جدد، وبعدد أكبر مما كان، وعين عليها حاكماً آشورياً مع فرض الجزية. وفي الوقت ذاته برزت التدخلات المصرية في المنطقة الغربية، حيث عمدت إلى تقديم الدعم من أجل ظهور التمرد والثورات ضد النفوذ الآشوري. لكن سرجون الثاني لم تخمد همته، بل حرص بالإضافة إلى نشاطاته العكسرية، إلى تأمين الطرق التجارية في سوريا عند الشمال الغربي وفي جزيرة العرب واليمن وحضرموت .
أما في الأقاليم الشمالية من سورية فإن جهوده أثمرت عن مد سلطانه إلى طوروس وآرارات وعمد إلى احتلال قبرص، بل وحرص على فرض نفوذه في مناط التخوم مع الجنوب من بلاد مصر وسيناء وفلسطين. أما في المجال العمراني، فقد حرص على تطوير مدينة "آشور" العاصمة القديمة، لينتقل بعدها إلى مدينة "نمرود"، فانتقاله مرة أخرى إلى مدينة "نينوى"، لكنه حرص في العام 713 ق.م، على إنشاء مدينة جديدة "خرسباد" بعد أن أحاطها بسور حصين، و تم بناء مائة وخمسون برجاً عليه، مع ثمان بوابات مرسوم عليها الثيران المجنحة لحراسة المدينة، وقد تم افتتاح المدينة عام 706 ق.م، بعد أن خططت بشكل دقيق وحاذق يثير الإعجاب، ليكون دلالة عميقة على التطور الفني والعمراني الذي بلغه الآشوريون، لاسيما وأن حالة الاتصال مع الثقافات الأخرى كان له الأثر البارز في هذا المجال. لكن المدينة سرعان ما أهملت، خصوصاً وأن خلفه الملك سنحاريب .
سنحاريب
705 - 681 ق.م ، وقد نقل العاصمة إلى "نينوى".مايميز عهد "سنحاريب" حالة التقارب والتحالف مع الفينيقيين واليونان، الذين قدموا له الدعم في إنشاء السفن التي استخدمها في محاربة الممالك البابلية الموجودة في أقصى الجنوب عند رأس الخليج العربي، لاسيما بابل وبعض الممالك السورية كانت قد وقفت بالضد من بلاد آشور. في شرق سوريا والهلال الخصيب. أما الملك أسرحدون .
أسرحدون
680 – 669 ق.م الذي قيض له أن يقمع الفتنة التي ظهرت في أعقاب والده سنحاريب، فقد توجه بكل ثقله نحو محاربة مصر في شرق الدلتا عام 675 ق.م
وبوفاة الملك "أسرحدون" المفاجئة، تعرضت الأسرة الحاكمة إلى مشكلة وراثة الحكم، حيث تمكن الابن الثالث آشور بانيبال .
آشور بانيبال
669 - 626 ق.م، من السيطرة على الحكم في بلاد آشور، أما الابن الأكبر شمش شوم أوكين .
شمش شوم أوكين
فقد عين وريثاً شرعياً للمملكة في بابل، وكان التعاون بين الأخوين قد استمر لمدة عشرين عاماً، لكن الأطراف المناوئة للنفوذ الآشوري، حاولت التقرب إلى الملك "شمش شوم"، محرضيه على أهمية التمرد على أخيه الملك "آشور بانيبال".
وقد عملت عدة أطراف في هذا المجال منها الكلدانيون والعيلاميون والممالك السورية وامراء القبائل العربية، ليسفر عن ذلك حصار لمدينة بابل عام 652 ق.م، دام حوالي السنتين انتهى بوفاة الملك "شمش شوم" وتدمير مدينة بابل، ليتوجه "آشور بانيبال" بعدها إلى تأديب الحلفاء حيث هاجم العيلاميين، وعمد إلى تدمير مدينة "سوسة".
وكعادة الآشوريين، فإن مشكلة ولاية العهد كانت الأكثر حضوراً في الواقع السياسي، حتى أن وفاة أي ملك منهم، تمثل مرحلة قلاقل وصدامات بين الأمراء، إذ عادت الحروب بين الإخوان حول ولاية العهد والفوز بالمنصب الملكي، وقد استثمرها ملوك الأقاليم للإنفصال عن الحكم الآشوري، حيث انفصلت فلسطين وسوريا وأرمينيا، وظهرت الأسرة الكلدانية في بابل، وبدأ الميديون بتهديد العاصمة الآشورية.
وقد بلغ الأمر قمته عندما تم التحالف بين الميديين والبابليين لاقتسام مملكة آشور وتدمير العاصمة "نينوى" ونهب كنوزها.وكان للطبيعة الحربية التي نشأ عليها الآشوريون، قد انعكست في مجال الاعتقاد والعبادات الدينية، حيث يغلب على آلهتهم الصفة الحربية، وهذا ما يتجسد في كبير الآلهة لديهم وهو الاله آشور.
الاله آشور : اشور إله الحرب، حيث يجسد في رسم محارب قاسي الملامح يحمل العدّة الحربية الكاملة والجاهزة.
الآلهة "عشتار"
وفي المرتبة الثانية تأتي منزلة الآلهة "عشتار" زوجة "آشور"، حيث يتم رسمها وفق السمة الحربية، حيث تحمل السيف والقوس وتضع على كتفها السهام المعدة للقتال. والواقع أن عبادة الآشوريين لم تتوقف على هذين الإلهين، بل إن الاحتكاك مع الأقوام والثقافات المختلفة ومنهم الاراميين، جعلتهم يتوجهون نحو عبادة العديد من الآلهة مثل؛ "شمش، سن، آدد، نابو، بعل، مردوخ، إينورتا".
المملكة القديمة
يمكن تتبع وجود الآشوريين في منطقة دجلة الوسطى منذ الألف الثاني قبل الميلاد، فقد وسع (شمشي آدد 1745-1712 ق.م)الذي ينتمي لأسرة أمورية، سيطرت مدينة آشور على منطقة شمال بابل إثر تراجع السيطرة السومرية- الأكادية، وكان(شمشي آدد) قد بدأ حكمه في مدينة (شباط إنليل) تل ليلان في سوريا حالياً - ولقب نفسه (ملك الكل) وبذلك بدأت فترة النفوذ الآشوري القديمة في منطقة الهلال الخصيب والتي استمرت من 1800 حتى 1375 قبل الميلاد،
إلا أن الجزء الأكبر من بلاد ما بين النهريين بقي في هذه الفترة تحت سيطرت مدينة بابل، ووسع الآشوريين في هذه الفترة نشاطهم التجاري وأنشؤوا شبكة تجارية واسعة والعديد من المناطق التجارية(المستعمرات) في الأناضول، للتجارة بالمعادن، و تلا ذلك فترة تنازع على النفوذ في سوريا مع الحوريين الذين أسسوا مملكة ميتاني والحيثيين، وقد تمكن الملك شلمنصر الأول من حولي 1400 ق.م من إخضاع ميتاني التي خضت من الضغط الحيثي من الشمال ثم عادت المملكة لتخضع لميتاني بعد الضعف الذي أصابها نتيجة الهجوم الحيثي 1450 ق.م
المملكة المتوسطة تمكن (آريبي آداد 1392- 1366 ق.م) من تخليص آشور من السيطرة الميتانية، إلا أنه كان على أشور خوض المزيد من المعارك مع (Hanigalbat) الموقع الذي أسسه الحثيين، وذلك لسيطرة على المنطقة .
تمهيد الطريق
بقيادة آشور أوبليط الأول 1363- 1328 ق.م بسطت أشور نفوذها على جنوب بلاد الرافدين، ولتدعيم علاقته مع بابل، زوج ابنته لملكها، إلا أن قتل حفيده في إحدى العصيانات في بابل دفعه لدخولها وتعيين حاكم جديد فيها .
ذروة النفوذ الأولى
بعد النصر الذي حققه توكولتي نينورتا 1244- 1207 ق.م) على الحثيين والبابليين، نال لقب (مللك الكل) وتجدر الإشارة أن في عهده تظهر أول إشارة لعملية التوطين والنفي، والتي طبقت في الدولة الآشورية الحديثة بشكل واسع، إلا أنه نتيجة للخلافات الداخلية في الأسرة الحاكمة خسرت الدولة الآشورية بابل لعيلام، ليعاود بعد ذلك الملك آشور ريشايشي 1132- 1115 ق.م سياسة التوسعات ممهداً الطريق أمام ابنه
التوسع إلى البحر الأبيض المتوسط
تابع الملك (تغلات بلاصر الأول 1114- 1076 ق.م) سياسة أبيه التوسعية وقد استخدم الجيش في عهده الأسلحة الحديدية لأول مرة، وقد مكنه ضعف الكاشيون المسيطرون على بابل حينها من إعادتها لسيطرة الآشورية، وتقدم في الشمال والغرب بسهولة .
بسبب كون الدولة الحيثية لم يعد لها وجود – ليصل سواحل المتوسط ويصف في إحدى النصب رحلة بحرية له يصطاد فيها حيوان بحري (ربما دلفين)، إلا أن من لحقه من الحكام لم يستطيعوا المحافظة على المملكة الواسعة النفوذ، كما كان لتزايد وجود ونفوذ الآراميين في شمال الهلال الخصيب دوراً في انحسار النفوذ الآشوري في المنطقة 0
المملكة الحديثة
ساهم الملوك الذين حكموا مباشرة قبل آشور ناصربال الثاني 883- 859 ق.م في إحكام النفوذ الآشوري على شرق الهلال الخصيب، إلا أن آشور ناصربال الثاني كان قد وضع نصب عينيه الطرق الموصلة إلى البحر الأبيض المتوسط والتي كانت ضمن الدولة الآشورية زمن تغلات بلاصر الأول، وهذا ما دفعه لتقنية إنشاء الحصون في المناطق المسيطر عليها خلال مسيرته نحو إخماد العصيان الذي كان يحدث في المناطق البعيدة عن مركز المملكة .
أما ابنه شلمنصر الثالث 858- 824 ق.م فقد وسع حدود الدولة وخاض معارك عدة في الجناح الغربي للهلال الخصيب أشهرها معركة قرقره شمال مدينة حماة عام 854 ق.م، والتي واجه بها تحالف من المالك الآرامية-الكنعانية التي أخرت السيطرة الآشورية على غرب الهلال الخصيب إلى حين، وفي إحدى النصوص التذكارية لمعاركه يقول:
( لقد هزمت هدد عدر ملك إميريشو مع اثني عشر أمير من حلفائه، وجندلت 29000 من محاربيه الأقوياء، ودفعت بمن تبقى من قواته إلى نهر العاصي، فتفرقوا في كل اتجاه يطلبون أرواحهم، هدد عدر انتهى واغتصب العرش مكانه حزئيل ابن لا أحد، فدعا الجيوش الكثيرة في وجهي، فقاتلته وهزمته وغنمت كل مراكبه، أما هو فقد هرب طالباً حياته، فتعقبته إلى دمشق مقره الملكي، حيث قطعت أشجار بساتينه " أيضاً واجه شلمنصر الثلث تحد جديد من قبل مملكة أورارتو في جبال الأنضول الشرقية )
الأزمات الداخلية
لم يكن من الممكن للحكام اللاحقين بعد شلمنصر الثالث الحفاظ على مناطق نفوذ الدولة وذلك للأزمات الداخلية التي حاقت بالمملكة بدءاً من عهد شلمنصر الثالث نفسه ولمدة 80 عاماً تليه، وزاد في الصعوبات، المواجهات المستمرة مع مملكة أوراراتو التي استعصت على الجيش الآشوري للطبيعة الجبلية القاسية فيها والمعارك التي خاضها ابنه (هدد نيراري الثالث) في إعادة النفوذ كانت التمهيد للمرحلة القادمة .
إصلاح الأقاليم
عندما أعتلا تغلات بلاصر الثالث (745- 727 ق.م)العرش كانت تفتك بالدولة الآشورية أخطار العصيان والتمرد وكذلك الخطر القادم من الشمال عبر(أورارتو) لم يتضح حتى اليوم كيف وصل تغلات بيلاصر الثالث إلى الحكم، وكون استلامه الحكم كان عن طريق تمرد عسكري قام به، يرجحه عدم انتمائه للأسرة الحاكمة .

ويخمّن بعض الباحثين أن يكون أحد ولاة المقاطعات الآشورية الكبيرة، الذين نما سلطانهم وأصبحت مناصبهم وراثية، وما أن استلم الحكم حتى ضاعف عدد الولايات كخطوة للحد من قوة حكام الولايات بتصغير ولاياتهم وبالتالي منعهم من المنافسة على عرش الإمبراطورية
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى