مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* سعاد السامر - سعاد العكري - خيري العمري - حاتم هضم - حسين امين - طارق الهاشمي .

اذهب الى الأسفل

* سعاد السامر - سعاد العكري - خيري العمري - حاتم هضم - حسين امين - طارق الهاشمي . Empty * سعاد السامر - سعاد العكري - خيري العمري - حاتم هضم - حسين امين - طارق الهاشمي .

مُساهمة  طارق فتحي السبت أبريل 05, 2014 6:59 pm

#شخصية من بلادي .
سعاد السامر
سعاد مفتن بدن السعيد السامر هي من بيت السامر سومرية الاصل ومن عائلة مشهورة بكتابة الشعر ، ولدت في محافظة البصرة عام 1959 ، أكملت دراستها الابتدائية والمتوسطة في مدارس قضاء العشار ، حلمها بالفن الذي بدأ معها منذ الاول ابتدائي كنشاط مدرسي في الفن فاهتم بها الاساتذه العاملين بالنشاط المدرسي وكانت تشارك باسم المحافظه بالخطابه والشعر .
• تم قبولها في معهد الفنون الجميلة في بغداد عام 1975 قسم المسرح والسينما وفي المرحلة الرابعه اختارت السينما.
• تخرجت وكانت اطروحتها فلم السياب وهو اول فلم سينمائي تقوم بتصويره واخراجه وكتابة السيناريو
• في البصره التحقت بدار الثقافة الجماهيريه لقراءة الكتب والقاء القصائد والمواضيع النثرية كان يرئسها الشاعر محمد راضي جعفر
• عملت مخرجه برامج في قسم المنوعات لاذاعة بغداد منها ( صباح الخير ياعراق / برنامج اقبل الليل / الشعر والليل / كلمة في ساعه / كاتب وكتاب / وشمس العافيه )
• اخرجت برامج المرأة تخصصت بما يخدم المرأة والاسره عملت مع اقدر المذيعات هدى رمضان ، امل المدرس ، كلادس يوسف ، خوله رجب الاطرقجي وسهام محمود
• عام 1983 تم تعيينها رسمياً بالتلفزيون
فكان عمل التلفزيون سهل عليها بحيث طورت البرامج التي كلفت بها واخرجتها من الاستديو الى الميدان وتقطيع مشاهدها سينمائيا
ومن ابرزها
- بيوت في ذلك الزقاق اكثر من مئة حلقة كان من اعداد المخرج الدكتور فارس مهدي وقدم على شكل دراما تسجيلية يعني الاستغناء عن الممثل وتذهب لصاحب الفعل الحقيقي ليمثل دوره المسلط عليه الضوء
- بيوت عراقيه قدمته معها المذيعه حنان عبد اللطيف
- برامج للمرأه مثل نسائنا ، مرايا ، للنساء فقط ، هيَّ
- برنامج مدن عراقيه تم أخراجه بطريقة الافلام التلفزيونية القصيره حيث غطت العديد من المدن والقصبات
- سلسلة من الافلام التلفزيونيه لبرنامج مساجد العراق تراث وحضاره 110 حلقه وكان يرافقهم المؤرخين الدكتور حسين علي محفوظ ، دكتور حسين امين ، بهنام ابو الصوف ،دكتور جاسم المشهداني وكان البرنامج باشراف دكتور مظفر الادهمي مباشرة وكانت ترافق المؤرخين الى كل المواقع في العراق وبعد عرض البرنامج كان اهتمام لهذه المواقع وعلى اثرها تم ترميم مسجد براثاٌ
- فلم بعنوان الحسين شاركت به في مهرجان القاهرة
- فلم رجال موعدهم الشمس
- فلم لاطفالنا
- فلم شهادة بيضاء ضد حقد اسود عرض في بروكسل
- فلم سفينة السلام
- ثلاثة افلام بنايروبي عملتها للمرأه
- برنامج تلفزيوني قدمته المذيعة نضال علي الحسون شارك به العراق في مهرجان بتونس
• عملت لمحطة ART برنامج عالمها انتاج الاستاذ فيصل الياسري
• عملت سلسله حلقات عروض ازياء
• كانت مع الاستاذ فيصل الياسري في تاسيس قناة الديار وأخرجت برنامج تراثيات تجاوز الخمسين حلقه وبرامج المرأه وتناوبت مع المخرج صفاء الياسري على ادارة شركة سومر
• لها ثلاثة افلام عن الاهوار
• عملت في مدينة الانتاج الاعلامي بالقاهرة مع قناة البغدادية واعدت واخراجت ( برنامج اشجان عراقيه ، امي ، صالون البغداديه ، شهرزاد
• عضوة نقابة الفنانيين
• عملت سلسلة اعمال عن نساء عربيات افلام قصيره وقامت بمونتاجها ( شهادت بيضاء ضد حقد اسود ) ضمت سيرة حياة مناضلات عربيات
• هي من بيت السامر سومرية الاصل
جمعت بين شبعاد وبينها كماضي وحاضر بالغاء الزمن شبعاد والقيثارة حياة وأنس بعيدا عن طبول الحروب
انها شبعاد
انا من سجد الزمان لها
والدهر حياها
وقبل مقلتها
واستعطر من طيب محياها
كتب : موفق الربيعي

سعاد ارشد العمري
السيدة سعاد ارشد العمري المهندسة ومصممة الديكور ومديرة أورزدي باك ببغداد
ابراهيم العلاف
السيدة سعاد ارشد العمري ، من النساء البارزات الرائدات اللواتي ينتمين الى الاسرة العمرية العريقة في الموصل والوطن العربي والعالم الاسلامي .وهي ابنة رئيس وزراء العراق في العهد الملكي ارشد العمري (1888-1982 ) .
السيدة سعاد العمري 1927- 1998 مهندسة معمارية ، وبارعة في مجال التصميم والديكور ، وكان لها مكتبا للاستشارات الهندسية في هذا المجال ببغداد .تسلمت مناصب عديدة في الدولة العراقية أبرزها منصب المدير العام لشركة المخازن العراقية المعروفة ب(أورزدي باك ) .
ذكرها كثيرون منهم الاستاذ وليد الاعظمي في كتابه (أعيان الزمان وجيران النعمان في مقبرة الخيزران ) واذي نشرته مكتبة الرقيم ببغداد سنة 2001 .. توفيت سنة 1998 وتعرف بأنها كانت صاحبة ذوق رفيع في التصميم والديكور وتنسيق الزهور والاتيكيت .
كتبتْ بعض المواقع ، ومنها موقع مجلة (الكاردينيا ) انها تسلمتْ في الخمسينات من القرن الماضي منصب ( أمين العاصمة ) لكن هو غير صحيح ، والصحيح ان والدها أرشد العمري هو من عمل امينا للعاصمة ولمدة سنتين وابتداءا من شهر تشرين الثاني 1931 .وقد ورد ذكرها ايضا في موقع الويكيبيديا الالكتروني وجاء عنها انها من مواليد بغداد سنة 1927 مع انها من اسرة موصلية لكن ظروف والدها وعمله وسكناه في بغداد هو ما جعلها تدرس في بغداد وتكمل دراستها الثانوية هناك ، وبعدها سافرت الى استانبول وحصلت من جامعتها على شهادة البكالوريوس في الهندسة المعمارية .
تميزت بنشاطها المدني النسوي الاجتماعية ..وكانت لها علاقات وصداقات مع سيدات من الاسر البغدادية المعروفة . وترأست لفترة (جمعية الهلال الاحمر ) النسائية اواخر الخمسينات من القرن الماضي وكان والدها ارشد العمري هو من اسس جمعية الهلال الاحمر وكان اول رئيس لها سنة 1932 .
السيدة سعاد العمري تعد من النساء العراقيات الرائدات في مجال التصميم والديكور والعمل النسوي الاجتماعي ؛ لذلك حظيت بإحترام وتقدير كبيرين ولايزال الناس في بغداد يتذكرونها ويشيدون بإنجازاتها الادارية ، وعقليتها التجارية ، وذوقها الرفيع رحمها الله وجزاها خيرا على ماقدمت لوطنها .
كتب : الدكتور ابراهيم العلاف

خيري محمد آمين العمري (1926-2003)
صاحب المؤلفات العديدة في تاريخ العراق المعاصر ، واحد من هؤلاء المؤرخين، فمن هو؟ وما أهم مؤلفاته؟ وما أثره في الكتابة التاريخية المعاصرة؟.
ينتمي خيري العمري الى الأسرة العمرية المعروفة في الموصل، وقد قدمت من المدينة المنورة في القرن السادس عشر، واستقرت في الموصل. ولد في محلة علي أفندي قرب جامع علي أفندي ببغداد سنة 1926، وقد قضى طفولته في الكرادة الشرقية، حيث كان والده آمرا للكلية العسكرية، ثم انتقلت أسرته سنة 1933 الى دار إبتنته في شارع الزهاوي، وهناك دخل المدرسة المأمونية وقضى المرحلة المتوسطة في المدرسة الغربية، أما الاعدادية فقد اتمها في المدرسة المركزية. وقد دخل كلية الحقوق وتخرج منها سنة1950. وبعد تخرجه عمل مدة قصيرة في المحاماة، ثم عين في مديرية التسوية العامة، وبعدها انتقل الى المحاكم.
لقد اهتم خيري العمري بتقديم نمط من الدراسة التاريخية يعد جديدا في العراق، ويقوم هذا النمط على ربط الشخصيات بالاحداث التي لها أهمية في تاريخ العراق الحديث ، وهو حين يدرس هذه الشخصيات، يحاول ان يكون موضوعيا ومحايدا جهد امكانه، فيذكر ما لها وما عليها دون ان يظهر عليه أي تحيّز. ويعد العمري من أبرز المؤرخين الذين اعتمدوا طريقة"المقالات الشخصية" مع الذين لهم صلة بما يكتبه، وكان يعتمد تقديم اسئلة مكتوبة، ويطلب من تلك الشخصية الاجابة عنها، وكثير ما كان يستخدم المذكرات الشخصية غير المنشورة لمن يكتب عنه.
ومنهج العمري في دراسة بعض الاحداث يستهدف"التوصل الى حقيقة العوامل المؤثرة بها والاساليب التي ادت اليها، والنتائج التي أسفرت عنها".ومنهجه هذا يعتمد الى حد كبير على ثقافة القانون التي تقوم على الادلة والبراهين قبل اصدار الاحكام.
اصدر خيري العمري الجزء الأول من كتابه الأول"شخصيات عراقية" سنة 1955 وهو في حدود الثامنة والعشرين من عمره، فاستقبل استقبالا جميلا وكتبت عنه أكثر من ثلاثين مقالة . واتفق معظم الذين كتبوا عنه انه كان فتحا جديدا في المكتبة التاريخية العراقية. وفي سنة 1966 اصدر كتابه"حكايات سياسية من تاريخ العراق الحديث". وقد تناول فيه بعض الأحداث البارزة التي وقعت في العراق الحديث وشغلت الرأي العام واثارت إهتماماته ردحا من الزمن. ومن ابرز هذه الحكايات : ناظم باشا وسارة خاتون وحزب الاتحاد والترقي، ومعركة السفور والحجاب في العراق، وكتاب وأزمة، ومأساة عبدالمحسن السعدون. ويلقي هذا الكتاب اضواء على مشاكل من تاريخ العراق الحديث والمعاصر، فكل حادث يتطرق اليه الكاتب، ويعرض جوانبه يعكس دلالة ويبرز مغزى، فعلى سبيل المثال ان اهتمامه بحادثة العلاقة بين ناظم باشا والي بغداد سنة 1910 والفتاة الارمنية سارة،يعكس الصراع الحزبي الذي كان دائرا بين حزب الاتحاد والترقي الحاكم آنذاك، وحزب الحرية والائتلاف المعارض. كما ان دراسته حول العرش العراقي تبرز طبيعة التيارات السياسية والفكرية التي ظهرت في العراق في أعقاب الحرب العالمية الاولى وتنازعات الرأي العام العراقي وسلطات الاحتلال البريطاني. كما اصدر سنة 1978 كتابه الشهير " يونس السبعاوي سيرة سياسي عصامي "، وفيه عرض لحياة وجهاد محمد يونس السبعاوي الكاتب والوزير العراقي الذي أسهم إسهاما فاعلا في ثورة مايس 1941 وتأجيج التوجهات القومية العربية في العراق ودفع حياته ثمنا لهذا حيث اعدم من قبل السلطة الملكية، وفي سنة 1979 نشر كتابه " الخلاف بين البلاط الملكي ونوري السعيد ". ولخيري العمري مقالات عديدة نشرها في الصحف والمجلات العراقية والعربية منها على سبيل المثال مقالته " عندما جاء موند الى بغداد " التي نشرها في مجلة الاقلام (البغدادية) (السنة 2 ، الجزء 6 ، شباط 1966) ومقالته " ذكريات عن كامل الجادرجي " (نشرت في مجلة الهلال القاهرية ،السنة 76 ، العدد 4 ، أول ابريل - نيسان 1968) ومقالته عن " كامل الجادرجي في الثلاثينات "، ونشرت في مجلة دراسات عربية التي تصدر ببيروت ( السنة 6 ، العدد 4 ، شباط 1950) ، ومقالته عن " جريدة الاهالي من 1932 الى 1937 "والمنشورة في مجــلة الاقـلام (السنة 6 ، الجزء 1 ، تشرين الاول 1969) . وجميع مقالاته تكشف جوانب خفية من تاريخ العراق المعاصر، لذلك فأن الباحثين يجدون فيها مادة خاما لما يكتبونه من دراسات ورسائل جامعية تخص العراق. وفي منهجه في كتاب السير وحياة الشخصيات البارزة ، ابتعد العمري عن الأسلوب الذي ينتهجه بعض كتاب السير من قصر العناية على بيان ميلاد البطل وسنة وفاته والوظائف التي شغلها والمراكز التي تولاها ، واسرته ونسبه واصله ، والتركيز على الجوانب اللامعة والايجابية، وتحاشي الخوض في الجوانب الداكنة السلبية والتهرب من القضايا الخاصة، ما يجعل تلك السيرة جافة ، لا تنبض بروح الحياة ولا تصور صاحبها انسانا له (ضعفه) و (قوته) و ( نزواته) و (أهواؤه) ، بل تصوره ملاكا يسمو عن البشر واخطائهم ، ويرتفع عن الآدميين وأهوائهم . وانما حاول ان يتقرب مما يسمى بـ(الاسلوب الواقعي) في كتابة السيرة ، وهو الاسلوب الذي يقوم على " أساس كشف الحقائق المتعلقة بالحياة (البطل) سواء تلك التي تتعلق بحياته الخاصة، أو حياته العامة، خلافا لأسلوب ازجاء الثناء الذي يتحاشى فيه بعض كتاب السير من التطرق الى الحياة الخاصة للعظماء ، وكشف النقاب عنها ، ورفع الاستار عن خفاياها”. ويرفض العمري مثل تلك النظرة مقررا أنها لم تعد مقبولة، لأنه أصبح من الصعب رسم خطوط فاصلة بين ما هو خاص وما هو عام، ويضيف:"انه اذا كانت تلك الخطوط تبدو واضحة المعالم قبل عصر التحليل النفسي، فأنها لم تعد كذلك في ظل هذا العصر، اذ اصبح كل شيء عن حياة البطل يتصل بأعماله من قريب أو بعيد ، يمكن الاستعانة به لفهم مواقفه ولمعرفة تصرفاته وتقويم أدواره.
واذا اردنا ان نجد معيارا رئيسا لتقويمنا أعمال خيري العمري الخاصة بالسير والتراجم ، فسوف لا نجد الا معيارا واحدا وهو مدى اقترابه، وهو يؤرخ سير بعض الشخصيات العراقية ، من الهدف التربوي والتثقيفي الذي ننشده عندما نقدم ما أنجزه العمري في هذا المجال الى القراء. والحق ان العمري نجح نجاحا جيدا وهذا ليس بغريب عليه، وهو الذي قدم"شخصيات عراقية"و"حكايات سياسية"و"يونس السبعاوي" و"كامل الجادرجي"و"ياسين الهاشمي" وغيرهم . وتكشف كتاباته عن ان العمري، فضلا عن كونه مؤرخا دؤوبا على العمل بصمت ، يتمتع بأمرين مهمين، أولهما : ثقافة تاريخية وقانونية واسعة يرفدها جهد علمي جاد ومتميز . وثانيهما : معرفة دقيقة بفن السير والتراجم.ومن هنا يعد العمري من أوائل الذين أولعوا بتاريخ العراق المعاصر، وفطنوا إلى أهمية تدوينه، ووجهوا عنايتهم إلى معالجة موضوعاته بدقة وأمانة.
توفي خيري العمري،رحمه الله، في اليوم الثلاثين من كانون الأول سنة 2003 وترك بيننا إنتاجا غزيرا يذكرنا به.



1 -  

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2 - ابو طبر اخطر مجرم في تاريخ العراق الحديث.

كان المجرم يعمل في القوة الجوية ونقل الى احدى الدوائر الادراية في سلك الشرطة بسبب سلوكة السئ وعدم انضباطه. مابين عام 1973 و1974. استحلفت اجواء الرعب والخوف في ضواحي بغداد بشكل خاص. ودب القلق في لاجهزة الامنية بعد دوي سلسلة من الجرائم البشعة من قبل عصابة اختارت الخسة والرذالة ان يكون زعيمهما المجرم(حاتم كاظم هضم) الملقب (بأبي طبر) و زوجته (ساجدة) .
ابو طبر ينحدر من اسرة في محافظة بابل قضاء المسيب كان يعمل في صنف القوة الجوية غير ان سلوكه المخالف حول الاداريات لتبدأ رحلته مع لاجرام. سمي بأبي طبر كونه يعتمد على الطبر في جرائمه غير ان الحقيقة اتضحت انة كان يستعمل قطعة من الحديد وابو طبر كان مريضا نفسيا ويمتلك ستة اصابع في احدى قدميه كما اشارة تقرير الشرطة لايرلندية وكان ذكيا حتى انه كان يشارك الشرطة والواجيات ويردد (اشوكت نخلص من ابو طبر) استمرت الحالة لفترة طويلة حتى خانتة احدى الليالي حينما سطا على منزل فارغ يعود لاسرة مهاجرة. فرات احدى السيدات الاضواء فاسرعت الى تبليغ الشرطة. بوجود لص وبعد ذالك تم القاء القبض على حاتم كاظم هضيم.

لم يعد ليل بغداد ينعم بالهدوء والطمأنينة مع حلوي ل عام(1973) فعندما يتثائب المساء ويعلن عن موعده تجتاح موجة الرعب والخوف والحذر في صدور العوائل البغدادية التي طالما تعودت على النوم في أسطح بيوتها المتقاربة ومتلاصقة الجدران احيانا. ولعل احد الجيران قد فزع من نومة مذعورعا. اثر دوي طرقعة باب المنزل . او يرعبة صوت صراخ طفلة حالمة او صوت امرأة او رجل استيقظا من كابوس تراءى لهما فيه خيال لظل السفاح(

لا يزال البغداديون يتساءلون.. السفاح أبو طبر.. قاتل مريض.. أم رعب يتجول بموافقة رسمية؟!

مابين عامي 1973 و 1974 إستفحلتْ أجواء الرعب و الخوف على ضواحي
بغداد بشكل خاص و دبَّ القلق في الاجهزة الامنية بعد دوي سلسلة من
الجرائم البشعة من قبل عصابة إختارت الخسة و الرذيلة ان يكون زعيمها
المجرم (حاتم كاظم هضم)الملقب بأبي طبر و زوجته (ساجدة) ابو طبر
ينحدر من اسرة في محافظة بابل/قضاء المسيب كان يعمل في صنف
القوة الجوية غير ان سلوكه المخالف حوله الى الاداريات لتبدأ رحلته مع
الاجرام معيثا ً بليل بغداد فساد و سمي بأبي طبر
كونه يعتمد على الطبر في جرائمه غير ان الحقيقة اتضحت انه كان
يستعمل قطعة من الحديد و ابو طبر كان مريض نفسيا ً
و يمتلك ست اصابع في احدى قدميه كما اشار تقرير الشرطة الايرلندية و
كان ذكياً حتى انه كان يشارك الشرطة الواجبات
و يردد( شوكت نخلص من ابو طبر)استمر الحال لفترة طويلة حتى خانته
احدى الليالي حينما سطى على منزل فارغ يعود
لأسرة مهاجرة فرأت احدي السيدات الاضواء فسارعت الى تبليغ الشرطة
بوجود لص و بعد ذلك تم القاء القبض على حاتم كاظم هضم و إليكم
جانب من اللقاء النادر الذي تم مع المجرم حاتم كاظم هضم:
1-سأله المُقدِم ماهي أصعب جريمة إرتكبتها؟
أجاب ابو طبر عندما قررت قتل عائلة احد ضباط الشرطة بقيت منتظر اً
اياهم 12 ساعة في مكان واحد و دون طعام. .
2-هل أصابك الخوف في عصرك الإجرامي؟
أجاب كل قوى الامن لم ترعبني و لكن طفل صغير أرعبني فذات مرة كنت
أسير في شارع الرشيد فأ قتربت مني عجوز و معها طفل صغير فأشار
نحوي (بيبي هذا أبو طبر). ..
3-ما هو الموقف الذي تأثرت به؟
أجاب (لاتزال صرخة الطفل تدوي في أُذني )ففي احدى ليالي المنصور
دخلت الى منزل وكان افراد العائلة في نوم عميق فضربت ُ الأب على
رأسه ثم الأخ ثم الزوجة فرأيت ُ طفلاً يبلغ السادسة من العمر يرتجف
تحت(البطانية) إقتربتُ منه و سمعته
يبكي بصوتٍ خافت فكشفت عنه(ا لبطانية) فصرخ بأعلى صوته و دموعه
تنهال (عمو حباب لتقتلني) فضربته بقوة على رأسه
فمات. ..
4-هل كنت تتلذذ و انت ترتكب جرائمك؟
أجاب نعم و هناك موقف اسعدني عندما كنت في اليرموك في واجب
فرميت ُ حجارة على احد المنازل فبدأت الاطلاقات تصدر
و تبعته المنا زل المجاورة بالرمي فأدركت ان الناس هنا لا تنام و سعيد
لأنني قذفتُ فيهم الرعب ...
5-ماذا تقول في الختام؟
أجاب ابو طبر أقول أنني مستعد أن أشرب من دم الانسان... .
بعد المحاكمة صدر حكماً بالإعدام على المجرم و تم إعدامه بالكرسي
الكهربائي لتنتهي صفحة مرعبة من تاريخ بغداد .

لم يعد ليل بغداد ينعم بالهدوء والطمأنينة مع حلول عام (1973)، فعندما يتثائب المساء ويعلن عن موعده، تجتاح موجة من الرعب والخوف والحذر في صدور العوائل البغدادية التي طالما تعودت على النوم في أسطح بيوتاها المتقاربة ومتلاصقة الجدران أحياناً.
ولعل أحد الجيران، قد يفز من نومه مذعوراً، اثر دوي طرقعة باب لمدخل منزله، أو يرعبه صوت صراخ طفلة حالمة أو صوت امرأة أو رجل استيقضا من كابوس تراءى لهما فيه خيال لضل السفاح (ابو طبر) وهو ينقض على ضحية جديدة من ضحاياه!، وعندما يدرك الصباح وجهه، يطلق الجيران العنان لأنفسهم ويهمون لتبادل الحوارات الصباحية الساخنة لوقائع الليلة الماضية بكل تفاصيلها، وربما ينبري أحدهم ويعلن عن شجاعته واقدامه على مواجهته البطولية للسفاح قبل أن يقبل على ضحيته وربما أقسم الرجل بأنه أجبره على الفرار في حينها!!
بدأ الذعر ينتشر في نفوس الناس بعدما عثرت الشرطة على عائلة مغدورة بأكملها، تمت بطريقة الذبح، ثم تلتها في الأيام المقبلة عدة عوائل في حوادث مماثلة، وحين شاع الخبر عم الذعر بين الناس وفي عموم أحياء بغداد، وخصوصاً بعدما تأكدت السلطات بأن القاتل يتبع الاسلوب ذاته في الذبح، ويستخدم الوسائل عينها باستخدامه سلاحاً واحداً في جرائمه وهو آلة (الطبر) وهي نوع من الفؤوس الحادة، يقطع بها رؤوس ضحاياه، ثم يكتب بدم الضحايا داخل جدران منازلهم اسم (أبو طبر)، لقد كان في يومها شبحاً مرعباً يجوب العاصمة، ويتجول في الأحياء والأزقة، في أي وقت يشاء -على حد قول الشرطي المتقاعد أبو ياسين (70) عاماً- والذي قضى خدمته في سلك الشرطة وبمراكز عديدة في منطقة الكرخ من العاصمة بغداد.
في يومها -يضيف أبو ياسين- صدرت الأوامر من وزارة الداخلية بالقاء القبض على كل السراق والحرامية من الذين انتهت مدة محكوميتهم، وتم اجراء التحقيق معهم، واذا ما ألقي على أحد السراق الجدد، فمع أول لكمة أو صفعة يتلقونها على وجوههم فيقسمون ويعترفون بأنهم حرامية، لكنهم ليسوا بالسفاح أبو طبر!
أبو احسان (60عاماً) من سكنة حي الجعيفر القدامى والواقع على ضفاف دجلة من جانب الكرخ، مازالت ذاكرته مفعمة بأحداث أبو طبر وتداعياتها على أهالي المحلة يقول أبو احسان..
ربما يعلم الجميع ان بيوتات الكرخ كانت ومازالت تشغلها اكثر من عائلة، وفي أيام أبو طبر، اجتمع وجهاء المحلة، واتفقنا للبدء بعملية التناوب في الخفارات المسائية والتجوال ليلاً بين البيوت بمعاونة الحراس الليليين المعروفين باسم (النواطير) وتركت العوائل النوم في أسطح منازلها، فيما راح عدد من أصدقاؤنا الميسورين الذين يسكنون الأحياء الراقية مثل المنصور والحارثية واليرموك وغيرها، يقوم بعضهم بشراء الكلاب الثمينة من نوع (_وولف دوك، دوبر مان) لحراستهم وعوائلهم.
ثم يضيف أبو احسان.. ما أشيع لدى العراقيين في يومها ان شخصية السفاح أبو طبر، قد ظهرت في هذه الفترة بالذات كانت تتخبط من المخابرات العراقية لتنفيذ عدد من الاغتيالات والاعتقالات لعدد من الشخصيات السياسية المعارضة لنظام حكم البعث وخصوصاً انها جاءت بعد فترة من حادث الانقلاب الفاشل الذي تزعمه السفاح ناظم كزار مدير الأمن العام، للاطاحة بنظام حكم البكر وصدام، ما دعا غالبية المقاهي والنوادي الليلية والأسواق التجارية أن تقفل محالها في أول الليل خوفاً من مداهمة الأجهزة الأمنية وادعائها بأن السفاح متواجد في هذا المكان أو ذاك.
وتشير احدى تقارير الشرطة السرية لمكتب مكافحة الاجرام، بأن المجرم حاتم كاظم هضم الملقب بـ(أبو طبر) وزوجته ساجدة ينحدران من محافظة بابل/ قضاء المسيب، وكان يعمل المجرم في القوة الجوية ونقل الى احدى الدوائر الادارية في سلك الشرطة بسبب سلوكه السيء وعدم انضباطه وقد أصيب بمرض نفسي مزمن، وقد ثبت في التحقيق انه كان يستخدم (هيم حديدي) كأداة لجريمته وليس أداة (الطبر) بالرغم من شيوعها، وكونه يتمتع بقامة ضخمة وقوة عضلات تمكنه من الاجهاز على ضحيته بضربة واحدة لا أكثر بواسطة أداة (الهيم) وهذا ما ذكره تقرير خبراء الأدلة الجنائية، بعد فحص المبرزات الجرمية من خطوط وبصمات دماء من مخلفات جرائمه التي انتهت بالقاء القبض عليه في منطقة الكرادة حي (52) واعترف حاتم كاظم بجرائمه وتم تشكيل لجنة مشتركة من الشرطة والأمن والمخابرات تولت التحقيق معه، كان مقرها في حاكمية المخابرات للوقوف على صحة اعتقاد السلطات البعثية بأن أبو طبر ربما يكون عميلاً لاحدى دوائر المخابرات الأجنبية ولم يثبت صحة ذلك -على حد ما جاء في التقرير الأمني- وقد أصدرت المحكمة الجنائية قراراً باعدامه شنقاً حتى الموت وقيل آخرون انه أعدم بواسطة الكرسي الكهربائي وشاهد العراقيون على شاشة تلفزيون العراق عام(1974) السفاح أبو طبر يقدم اعترافاً بجرائمه.
وظهر صوت مقدم البرنامج دون ظهور هيئته ويبدو وكأنه أحد ضباط التحقيق

المؤرخ الدكتور حسين أمين والعراق السلجوقي 447-552 هجرية 1038-1157 ميلادية
أ.د . إبراهيم خليل العلاف
أستاذ متمرس –جامعة الموصل
لعل الأستاذ الدكتور حسين أمين (رحمة الله عليه ) من الأساتذة المؤرخين العراقيين المعاصرين الرواد، الذين اهتموا بالعراق السلجوقي، واختار هذا العصر موضوعا لأطروحته التي قدمها منذ سنة 1962 إلى كلية الآداب –جامعة الإسكندرية في مصر. وكان أول عراقي ينال هذه الشهادة من هذه الجامعة . وقد تم طبع الكتاب ونشر ببغداد سنة 1958 .ترأس قسم التاريخ بكلية التربية –جامعة بغداد وأسس( الجمعية التاريخية العراقية) سنة 1975 ،وانتخب أمينا عاما لاتحاد المؤرخين العرب. وله دراسات وبحوث كثيرة وزار جامعات عالمية وألقى فيها محاضرات منها جامعات كمبردج وإدنبرة وفرانكفورت ومارتن لوثر ومدريد.
نشر كتاب (العراضة في الحكاية السلجوقية) ، للوزير السلجوقي محمد بن محمد الحسين اليزيدي المتوفى سنة 743 هجرية -1432 الميلادية وكان فيلسوفا يقول انه ينتهل كل رأى مصيب لأي إنسان و((الاصطفاء لما أرى من أخلاقه الفاضلة ، فان اللؤلؤة النادرة والغالية لاتهان لهوان غائص الذي استخرجها من قاع البحر )) .
ركز المؤرخ الاستاذ الدكتور حسين أمين، في كل نشاطه العلمي، على فكرة مهمة وهي أن العراق شهد في( عصر السلاجقة) نهوضا في كل ميادين الحياة وخاصة في الجوانب العلمية وبناء الجامعات .هذا فضلا عن أن العلاقة بين السلاجقة والخلفاء العباسيين في بغداد كانت قائمة على الاحترام، خاصة وإنهم كانوا يذهبون مذهب أبو حنيفة النعمان بن ثابت نفسه. وكان السلاطين السلاجقة يتمتعون بأخلاق عالية .وقد وصف ابن الأثير المؤرخ الكبير طغرلبك بأنه كان عاقلا ، حكيما ، حليما ، ومن أشد الناس احتمالا ، وأكثرهم كتمانا للسر ، وكان يحافظ على الصلاة ،ويصوم يومي الاثنين والخميس، وكان كريما.
وقد حرص السلاطين السلاجقة على تولي التفويض من الخليفة العباسي. كما أن بعضهم ارتبط برباط المصاهرة مع الخلفاء. وفي عهدهم حرصوا على تحقيق التوازن بين موارد الدولة ونفقاتها ،وقد صانوا " بيت المال " وكافئوا العاملين المخلصين، واشتهروا بالعدل ، واستمعوا إلى ظلامات الناس، فأزدهر الاقتصاد، وعلا شأن العلم والعلماء ،وتميز عصرهم بتأسيس المدارس والجامعات ، وتخصيص النفقات العظيمة لها . ويمكن الإشارة هنا إلى الجامعة النظامية التي أنشأها ( نظام الملك ) في بغداد وفتحت للتدريس سنة 459 هجرية -1066 ميلادية للفقهاء من مختلف المشارب ،وانفق على بنائها مئتي ألف دينار وكتب عليها إسمه وبنى حولها أسواقا تكون محبسا عليها .وتعد هذه الجامعة بداية الجامعات الإسلامية، واتخذ لها نظاما جديدا وفيه أصبح لكل موضوع أستاذ وكان الإمام الغزالي من اكبر أساتذتها ومن مؤلفاته: (( إحياء علوم الدين)) ، و((الاقتصاد في الاعتقاد )) ،و((تهافت الفلاسفة)) . كما درس فيها مجد الدين أبو طاهر بن محمد الشيرازي الفيروز آبادي مؤلف كتاب ((قاموس المحيط )) .وكانت الدراسة فيها أربع سنوات يدرس فيها الطالب علوما نقلية وعقلية .وكان لهذه الجامعة فروعا منها " الجامعة النظامية" في الموصل.
وقد اهتم السلاجقة بإقامة نوع من نظام التربية لأولادهم واستعانوا بالمقربين الذين التفوا حولهم وترعرعوا في كنفهم وهم الذين عرفوا فيما بعد ب" الاتابكة" الذين تسلموا مقاليد الحكم ، وحافظوا على استمرارية السلطة السلجوقية وتحملوا فيما بعد مسؤولية الدفاع عن الدولة ونذكر منهم آل زنكي في الموصل الذين كان لهم دور في مقاومة الغزو الصليبي .
لقد أرخ الأستاذ الدكتور حسين أمين للعراق السلجوقي بمنهج تاريخي علمي صارم ،واعتمد المصادر الأصيلة، وقام بتحليلها، ومحاكمتها ، وخرج بنتائج مهمة ذكرنا جانبا منها ،وقد جعلته جهوده تلك يحتل مكانة بارزة بين المؤرخين الأفذاذ في العالم وبحثنا يحاول عرض كل ذلك .
*ملخص بحث ألقي في ندوة (سلجوق ) أقيمت في تركيا قبل سنوات .

طارق الهاشمي
مُساهمة طارق فتحي في الخميس 6 مارس 2014 - 22:55

متسكّع العواصم و"التلاشي" السياسي
=================
أيكون طارق الهاشمي مَوْتُوراً لم يدرك هدفه، أم طموحاً جامحاً استعجل الصعود بأموال الخليجين ودماء ضحايا التفجيرات التي دعمها وأشرف على تنفيذها؟.

أهو وطنيّ، متطرّف لبلده، أم يُعَصَّب برأْسِه أَمر طائفته ؟..

أسئلة تحتشد في تفسير "الانتقامية" الشديدة التي طبعت شخصية الرجل الارستقراطي المزاج، كما هو يشيع بين المقرّبين له والصفوة المنتقاة طائفياً من حوله، فلطالما تحدّث عن عراقة اسرته، يوم كان جدّه ضابطاً في الجيش العثماني ( هذا سيرسم هواه التركي الذي يتغنى به الى الان )، و خاله طه ياسين الهاشمي، الذي أصبح فيما بعد رئيس وزارة عراقية ابان العهد الملكي، واستشهد في فلسطين أثناء الحرب، ومدفون الى الان في الجامع الاموي قرب قبر صلاح الدين الايوبي في دمشق.

لكن الهاشمي (مواليد بغداد العام 1942) لم يسعه ان يتذكّر أمجاد العائلة الا بعد العام 2003، ولم يكن له ذلك في عهد صدّام المخلوع، حين اتاحت له العملية الديمقراطية الصعود الى اعلى المراتب في الدولة، وهو حلم كان يراوده على الدوام، ارضاء لغرور المجد العائلي التليد في دواخله.

بحث الهاشمي ابن العائلة المتوسطة عن صلة قرابة مُتَخَيّلة بعائلة السياسي العراقي المعروف الراحل طه الهاشمي، وهوسه بهذا الانتماء تبلور في دواخله مثل هوس في رؤى غير حقيقية، فعندما سأله صحافي عن سر اهتمام معلمته به حين كان تلميذا في الصف الثاني الابتدائي، قال " نعم كان هناك اهتمام خاص بي ولأسباب غير معلومة لدي، ربما لانتسابي الى العائلة الهاشمية".

وقد يكون انتماء الهاشمي "بالحث" أو "باللصق"، للعائلة المالكة الحاكمة، يفسر سر كرهه للزعيم عبد الكريم قاسم ايضا، على رغم انه يعزو هذه الكراهية الى "فسح" عبد الكريم قاسم المجال للشيوعيين للنفوذ الى السلطة، وهم الذين بغضهم الهاشمي، لاسباب يفصح عنها بالقول "لم تكن لدي ميول سياسية، لكني يا سبحان الله كنت أكره الفكر الماركسي والحزب الشيوعي برغم ان اقارب والدتي كانوا ينتمون الى الحزب الشيوعي، فيما كانت ميولي دينية".

وهذه الميول الدينية التي يتحدث عنها الهاشمي هي التي جعلته ينتمي فيما بعد الى ما اسماها "الحركة الاسلامية" حين حضر اجتماعاتها في الجامع، قبل ان ينتمي الى الحزب الاسلامي العراقي، الواجهة السياسية لتنظيم الاخوان المسلمين العالمي.

يقول الهاشمي ان انتماءه للحزب الاسلامي كان السبب وراء طرده من الجيش، الا ان الاوساط السياسية والعسكرية في العراق تعرف السبب الحقيقي لذلك، فقد كان الهاشمي من الاوائل على دفعته لينسّب معلماً في جامعة البكر، حتى باع الاسئلة الامتحانية لطلاب الكلية من العرب بمبلغ 5 دنانير، وبعد أن افتضح أمره، قُدم للمحاكمة، ليطرد من الجيش، وكان برتبة مقدم ركن.

لكن الهاشمي "سليل" العائلة الهاشمية لم يسعه ان يتذكر ذلك، في زمن النظام البعثي السابق، الذي لم يتح للهاشمي ولا لغيره، الاّ خيار الاذعان والطاعة، وهي احدى صفات الهاشمي التي ميّزته عن الكثير من المعارضين الذين فضّلوا الفرار وتحمل مشقة الغربة عن البقاء تحت اذلال البعث، ما قاده الى تبوأ منصباً في الجيش العراقي، لم يكن ليتسع الا للمخلصين للبعث والنظام، حتى حصل على الماجستير في العلوم الإدارية والعسكرية من كلية الأركان والقيادة خلال العام 1971، وهو أمر متاح لأنصار السلطة فحسب، بل واستمر في الخدمة العسكرية حتى تقاعده نهاية الثمانينات من دون ابداء معارضة أو تململ من النظام الدموي الذي حكم العراقيين بالدم والحديد.

وليس من تفسير لحنينه الى الماضي، الا التعصب الطائفي، فعلى رغم المنصب البسيط الذي حظي به في زمن صدام، افصح الهاشمي في لقاء تلفزيوني مع قناة "الجزيرة" القطرية، عمّا يجيش في داخله من فوضى الفكر والاعتقاد، وتناقض السلوكيات السياسية، اذ قال ان " إسقاط صدام مؤامرة على القضية الفلسطينية" وهي عبارة لا تُفسَّر الا كونها نتاج العقل "البعثي" و"الطائفي" في عقل الهاشمي الباطن، الذي يحفزه على سلوكيات متناقضة، فمن جهة هو مشارك في العملية السياسية وقطب رئيسي فيها، ومن جانب آخر، بعثي الهوى، داعم لإرهاب يسعى الى افشال النظام الديمقراطي في العراق، عبر تحوّله الى اداة داعمة للعنف، وجسر يوصل الدعم الخليجي والاقليمي الى الجماعات المسلحة.

وهكذا قاده تهوّره الى "ركل" نعمة، اتاحتها له العملية السياسية العراقية ليعود مثلما كان بعد تقاعده من خدمة الجيش العراقي في الثمانينيات، متسكعاً بين الدول.

لكنّ مراقبين، لا يرون في سلوكيات الهاشمي السياسية في هذا الصدد، ملامح "تآمر" فحسب، بل انعكاسات ل "جهل" وقلّة تجربة، فقد "جنت على نفسها براقش"، باعتماده أسلوب ممارسة العنف والإرهاب بصورة مباشرة، وبتوجيه شخصي من قبله الى حماياته والجماعات المرتبطة بهم، ما كشفه، بشكل واضح.

ففي 30 كانون الثاني 2012 أعلنت وزارة الداخلية اعتقال 16 شخصاً من حماية الهاشمي، مؤكدة أن المعتقلين متهمون بتنفيذ عمليات اغتيال ضد ضباط وقضاة، من بينهم عضو محكمة التمييز نجم عبد الواحد الطالباني في العام 2010، شمالي بغداد.

هذه الاعترافات أوقعته، بين فكيّ الحقيقة المرة، فلم يكن له الاّ الهرب في 19 كانون الأول 2011 إلى إقليم كردستان في شمال العراق، متجنباً مواجهة الحقائق بالحقائق، بعد أن صدرت بحقه مذكرة اعتقال بتهمة الإرهاب، بموجب اعترافات مجموعة من أفراد حمايته بشأن قيامهم بأعمال عنف بأوامر منه، لتصدر محكمة الجنايات العراقية المركزية في 1 نوفمبر 2012 حكماً غيابياً بالإعدام شنقاً بحقه.

لكن أي قشّة قصمت ظهر الهاشمي؟

أهي اعترافات افراد حمايته، ام وقائع أوقعته في المصيدة ؟.

انها من كل ذلك، أسرَعَ في نضجها "طيش" الهاشمي وتذمّره من فشل مخططاته، فبات يضرب في "المليان" كما يقول المصريون، لكنه رصاص طائش قتل ابرياء، ولم يقتل خصوماً.

وهكذا انكشفت اوراقه السرية وأعماله وراء كواليس السياسة في بلاده، في حديقة خلفية محصّنة، بعيدة عن الضوء، لا يجيد العمل فيها الا محترفي القتل والجريمة، ليواجه اتهامات من جانب السلطات المركزية في بغداد بالضلوع في التخطيط لعمليات إرهابية ما جعل الشرطة الجنائية الدولية "الانتربول" تتعقب خطواته لاعتقاله كونه مشتبهاً به في تمويل هجمات إرهابيةّ، داعيةً دول العالم ال 190 الى المساعدة في المسْك به.

لم يصمت الهاشمي الذي ظلّ بلا لسان طوال حكم صدام خانعاً له، فحين وقعت "الفأس في الرأس"، وتأكد بما لا يقبل الشك ان العدالة صنفته ارهابياً يجب ان ينال جزائه، سعى لان يكون بطلا "صوتيا" لكن ليس في اللحظة المناسبة، والبطولة في غير محلّها حماقة، فقد اعترف بعدما فرّ واحتمى بدول اقليمية معادية للعراق من على فضائية "الجزيرة" بأنه "خطّط لعدة محاولات إنقلابية، بالتنسيق مع بعثيين".

وهكذا اوقع الرجل نفسه مرة أخرى في هوة التناقض، فكيف ينقلب على عملية سياسية هو أحد اقطابها ما لم يكن متآمراً؟.

والأكثر حمقاً في السياسة التي اتبعها، ما صرّح به من عمّان مطالباً القوى "الإرهابية " المسلحة بتغيير إستراتيجيتها والانضمام الى "المقاومة"، ما جعله في مرمى، ليس المشاركين في العملية السياسية ايضا، بل الارهابيين الذين ردوا على دعوته في بيان يقول "مرة أخرى يطل علينا ابن العملية السياسية البار طارق الهاشمي ليتحدث منظّراَ وناصحاً ل(لمقاومة الجهادية) ناسياً أو متناسياً أن دخوله في المكان الذي هو فيه هو خذلان ل(المقاومة) وتثبيط لأهلها".

بل وأكثر من ذلك، فقد اعتبر اولئك "المقاومون" الذين قتلوا من العراقيين الآلاف، الهاشمي وصولياً من أرباب الكراسي، ولم يتردّدوا في تحدّيه واذلاله، فقبل أسبوع واحد من تسلّمه مسؤولياته الدستورية نائباً لرئيس الجمهورية، قامت الميليشيات المسلحة بقتل شقيقه محمود الهاشمي بتاريخ 13 نيسان / أبريل 2006.

وبعد أسبوعين فقط من ذلك التاريخ تكرر الأمر مع شقيقته ميسون الهاشمي في 27 نيسان / أبريل 2006.

وفي 10 تموز / يوليو 2006، وخلال شهر رمضان، قتلوا شقيقه الفريق أول عامر الهاشمي في بيته.

لكن ما الذي يعنيه ذلك؟..

إنّ من الواضح ان محاباة الارهابيين من قبله لم تجد نفعاً، لكنها لم تكن مصادفة، بل هي نتاج انانية طائفية، تصنّف الناس على أساس المذهب، وليس على قاعدة المواطنة، ليجني الهاشمي ما زرعت يداه جراء ضبابية المواقف تجاه "الارهابيين" الذين تعاون معهم فيما بعد بحسب الاعترافات الموثقة لأفراد حمايته، وأقرباء له وأنصار.

وكان مخاض ذلك كله، اتهامه بنحو 300 جريمة قتل وتفجير حُكم عليه من جرائها بالإعدام.

استلهم الهاشمي، فكرَه المتعاطف مع التطرف من خلفية اسلاموية، بانتمائه الى الحزب الاسلامي العراقي، العام 1975، وفي عام 2004 اصبح امينا عاما له. لكن تذبذبه الفكري وإرهاصاته السياسية غير المستقرة، وديدنه الوصولي الى المناصب جعله على فراق مع الحزب الذي يعتبر الواجهة السياسية لجماعة "الإخوان المسلمين" في العراق، وكان الهاشمي من بين قادته.

غير ان الهامشي، حاول حتى استثمار انشقاقه على رفاق الدرب الاسلامويين، فأرجع خروجه على الحزب الى رغبته في "لجم وحش التخندق الطائفي"، مشيرا في العام 2009 الى "ضرورة انهاء التخندق"، ما ادى الى استقالته من منصب رئيس الحزب، وانضمامه إلى تحالف وطني بقيادة إياد علاوي ضمن القائمة العراقية الوطنية، مشاركا إياه في الانتخابات البرلمانية الثانية بعد 2003. وفي انتخابات كانون الأول 2005 وبعد حملة انتخابية قادها في جبهة التوافق حصلت بموجبها على (44) مقعداً في مجلس النواب، أنتُخب نائباً في المجلس عن بغداد، ومن ثم رشحته الجبهة لمنصب نائب رئيس جمهورية العراق في 22 نيسان 2006.

غير ان هذا الادعاء كان كلاماً فحسب، ولم يرْق الى الفعل والممارسة بحسب وقائع الساحة العراقية، فلم يصل الهاشمي الى ما وصل اليه الا عبر الخطاب الطائفي الذي كان يتناوله سراً، في حين يدعو جهراً الى محاربة الطائفية، فتدافع مع آخرين على عزف اسطوانة مظلومية (السُنّة)، داعيا الى قلب كلّ الموازين وإعادة الأمور إلى ما قبل التاسع من نيسان، وإعادة الحكم إلى "السُنّة" في العراق لكونهم "الأكثرية" كما يزعم.

ولم تكفه الميزانية الضخمة التي رُصدت له باعتباره سياسياً من أصحاب المنازل الرفيعة، فاستعان بميزانيات دول مثل قطر والسعودية، ليست لفائدة طائفته، بل امعاناً في الارهاب الذي طال الجميع من سنة وشيعة.

وهذا ما أكده النائب حسن العلوي بحسب ما نقلته وسائل الاعلام على مواقع النت، حين قال إنّ "أحد الأسباب التي دفعته الى الانسحاب من القائمة العراقية هو ما جرى من كلام تفوّه به الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز خلال لقائه طارق الهاشمي".

ويقول العلوي في الحوار المنقول عنه "بعد دعوة الهاشمي للسعودية، ذهبت معه برفقة أعضاء آخرين في القائمة العراقية، وعند استقبالنا تقدم الملك السعودي نحو الهاشمي مباشرة فسلّم عليه وهو يقول له.. مليارين ونص اعطيتك ولا زال الشيعة في الحكم.. ثم اعاد الملك هذه العبارة مرة أخرى".

ويردف العلوي "ابتسم الهاشمي حينها وقال للملك السعودي ان من الاخوة في الوفد مَنْ هم من الشيعة، فلا ندعهم (يزعلون)، في اشارة منه لي".

وكشفت مواقع رقمية عن وثائق تفيد ان طارق الهاشمي عمل لصالح المخابرات القطرية مستجدياً الاموال السياسية من مشايخها مقابل استمرار النزيف العراقي.

كما كشفت مصادر أمنية في شهر آب 2012، أن القوات الأمنية عثرت على كاميرا خفية في مكتب الهاشمي، تحتوي تسجيلاً للقاءات له وزعيم القائمة العراقية اياد علاوي ورئيس مجلس النواب اسامة النجيفي، تتضمن كلاما مسيئا الى مرجعيات شيعية، لكن هناك من اعلن عبر وسائل الاعلام ان الشريط "مفبرك".

وغير ذلك الكثير مما يؤخذ على الهاشمي، تنكره لوطنه وللعملية الديمقراطية التي أتاحت له فرصة الظهور والزعامة، ليصبح من "الضباط" القلائل في العالم الذين "يستغربون" و"يستكثرون" على بلدهم، تعزيزه لقدراته العسكرية وتنويع مصادرها فيدبّج مقالاً في جريدة "الشرق الاوسط"، عنوانه "صفقة السلاح مع روسيا.. لماذا الآن؟"، يخلص فيه الى انه "لا ينبغي شراء اسلحة من روسيا"، وحجته في ذلك، لان "مثيل هذا السلاح يستخدمه بشار الاسد في قتل الشعب السوري"، والمصلحة الوطنية حسبما يقول تقتضي "تأجيل إبرام الصفقة لأن توقيتها الآن مدعاة للريبة ما دامت ليست هناك دواع أمنية طارئة أو ضاغطة".

ويخلص ايضا الى ان "العراق لا يواجه عدواناً خارجياً، لا الان، ولا في المستقبل، فلماذا هذه الاسلحة ؟".

وإذا كان العراق في رأي الهاشمي لا يواجه "عدواناً خارجياً"، فلماذا تشكيل الجيش اساسا؟ ولماذا التباكي على حل "الجيش السابق" ايضا ؟.

ان من بديهيات السياسة، ومآل الأقدار، ان تكون نهاية الهاشمي مخزية، بعدما آل به المصير الى متسكّع في عواصم الدول ومدنها، تضيق عليه النوافذ يوميا بعدما طرده الاتحاد الاوربي الشهر الماضي من بروكسل، وتقلّصت علاقاته مع الدول العربية والإقليمية.
prof sami alhashmy
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى