مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* تفسير سورة مريم 4

اذهب الى الأسفل

* تفسير سورة مريم 4 Empty * تفسير سورة مريم 4

مُساهمة  طارق فتحي الأحد يناير 09, 2011 8:20 pm

تفسير سورة مريم
اعداد : طارق فتحي

( وَيَقُولُ الْإِنسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيّاً (66) أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً (67) فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيّاً (68) ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيّاً (69) ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيّاً ) .
----------
( وَيَقُولُ الْإِنسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيّاً ) يخبر تعالى عن الإنسان الكافر أنه يتعجب ويستبعد إعادته بعد بعثه ، زعماً منه أنه إذا مات لا يمكن أن يحيا بعد الموت ، كما قال تعالى (وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذَا كُنَّا تُرَاباً أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ الْأَغْلالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) .
فرد الله عليه فقال :
( أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً ) يعني : أيقول الإنسان الكافر مقالته هذا في إنكار البعث ، ولا يذكر أنّا أوجدناه الإيجاد الأول ولم يك شيئاً ، بل كان عدماً فأوجدناه ، وإيجادنا له المرة الأولى دليل قاطع على قدرتنا على إيجاده بالبعث مرة أخرى .
وهذا البرهان ذكره الله في مواضع أخرى :
كقوله تعالى (وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ) .
وقوله تعالى (أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ) .
وقوله تعالى ( فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ) .
وفي الحديث الصحيح قال الله تعالى : ( كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك,,وشتمني ولم يكن له ذلك ,فأما تكذيبه إياي فقوله : لن يعيدني كما بدأني ,,وليس أول الخلق بأهون على من إعادته  ، وأما شتمه إياي فقوله : اتخذ الله ولدا وأنا الأحد الصمد لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفوا أحد   ) .
وهذه إحدى طرق إثبات البعث التي ذكرها بالقرآن وهي سبع طرق [ سأذكرها بالفوائد إن شاء الله ) .
( فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ) أقسم الرب تبارك وتعالى بنفسه الكريمة أنه لا بد أن يحشر هؤلاء المنكرين للبعث  وشياطينهم وليجمعنهم لميقات يوم معلوم .
كما قال تعالى (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ) .
وقوله تعالى (حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ) .
( ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيّاً ) أي نحضر هؤلاء المجرمين حول جهنم جثياً ، ومعنى جثياً : أي جالسين على ركبهم من شدة الأهوال ، وفظاعة الأحوال ، منتظرين  لحكم العلي الكبير .
كما قال تعالى (وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً ) .
( ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ ) أي لنستخرجن .
( مِن كُلِّ شِيعَةٍ ) من كل أمة وفرقة .
( أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيّاً ) أي لنستخرجن من كل طائفة وفرقة من طوائف الفساد والغي أعصاهم فأعصاهم ، وأعتاهم فأعتاهم فيبدأ بتعذيبه ، وهم في تلك الحال متلاعنون ، يلعن بعضهم بعضاً .
كما قال تعالى (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَاباً فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ) .
وقال تعالى ( وليحملن أثقالهم وأثقالاً مع أثقالهم ) .
( ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيّاً ) أي أن الله تعالى أعلم بمن يستحق من العباد أن يصلى بنار جهنم ويخلد فيها ، وبمن لا يستحق تضعيف العذاب .
- صلياً : الصلي : إذا قاسى ألمها وباشر حرها .
الفوائد :
1- إثبات البعث ، وقد تنوعت طرق القرآن في إثباته :
الطريقة الأولى :
آيات صريحة في إثبات ذلك :
قال تعالى : (ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ) .
وقال تعالى : (وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ) .
وقال تعالى : (وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ) .
وقال تعالى : (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) .
وقال تعالى : (أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ . لِيَوْمٍ عَظِيمٍ . يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) .
وأمر نبيه أن يقسم به على المعاد :
فقال تعالى : (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ ) .
وقال تعالى : (وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ) .
وقال تعالى : (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) .
وذم الله المكذبين بالمعاد :
فقال تعالى : ( قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ) .
وقال تعالى : (وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً ) .
الطريقة الثانية :
التذكير بنشأة الإنسان الأولى :
قال تعالى : (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ . خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ . يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ . إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ) .
وقال تعالى : (وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ . قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ) .
الطريقة الثالثة :
الاستدلال بإنبات النبات على إحياء الأموات :
قال تعالى : (فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
وقال تعالى : (وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ . ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ) .
وقال سبحانه : (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) .
الطريقة الرابعة :
الإشارة ولفت الانتباه إلى خلق السماوات :
قال تعالى : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) .
الطريقة الخامسة :
تنزيه الله سبحانه عن العبث ، فلو فرضنا أنه لا جزاء ولا حساب ولا بعث ، فما فائدة الأوامر والنواهي :
قال تعالى : (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ . فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ ) .
وقال تعالى : (أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً) . أي : لا يؤمر ولا ينهى ، وقيل لا يبعث .
الطريقة السادسة :
تنزيه الله عن الظلم :
فلو لم يكن هناك بعث لا استوى الناس ، فاستوى المؤمن الذي ترك كثيراً من الشبهات مخافة ربه ، والكافر لا يعرف ربه أصلاً .
قال تعالى : (أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) .
الطريقة السابعة :
ذكر وقائع وأحداث يستدل بها على البعث .
كما في قصة قتيل بني إسرائيل .
وقصة الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت .
وقصة الذي مرّ على قرية وهي خاوية على عروشها .
وقصة إبراهيم  والطيور الأربعة .
وقصة أصحاب الكهف ، فقد أماتهم الله في الكهف ثلاثمائة وتسع سنين ، قال تعالى في قصتهم : (وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ ... ) .




( وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً (71) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً )
----------
( وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً ) قال الطبري : وإن منكم أيها الناس إلا وارد جهنم كان على ربك يا محمد إيراداً قضاء مقضياً ، قد قضى ذلك وأوجبه في أم الكتاب .
وقد اختلف العلماء في المراد بالورود هنا على أقوال :
فقيل : المراد دخولها ، وقيل : الدنو منها ، وقيل : الورود مختص بالكافرين ، وقيل : المرور عليها وهذا قول ابن مسعود وقتادة ورجحه الحافظ ابن حجر والنووي وهو الصحيح .
( ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا ) قال ابن كثير : أي إذا مر الخلائق كلهم على النار وسقط فيها من سقط من الكفار والعصاة ذوي المعاصي بحسبهم ، نجى الله تعالى المؤمنين المتقين منها بحسب أعمالهم ، فجوازهم على الصراط وسرعتهم بقدر أعمالهم التي كانت في الدنيا .
• تقوى الله تكون بفعل أوامره واجتناب نواهيه .
( وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ ) أي ونترك الذين ظلموا أنفسهم بالكفر والمعاصي .
( فِيهَا جِثِيّاً ) أي في جهنم قعوداً على الركب .
الفوائد :
1- ما من إنسان إلا وسيمر على الصراط .
2- إثبات الصراط .
مباحث الصراط :
• تعريف الصراط :
لغة : الطريق .
وشرعاً : الجسر الممدود على جهنم ليعبر الناس عليه إلى الجنة .
• وهو ثابت بالكتاب والسنة والإجماع .
قال تعالى : (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيّاً) .
فسرها عبد الله بن مسعود وقتادة وزيد بن أسلم بالمرور على الصراط .
وعن أبي سعيد الخدري  قال : قال رسول الله  في حديث طويل : ( ... ثم يضرب الجسر على جهنم ، وتحل الشفاعة ، ويقولون : اللهم سلم سلم ) . متفق عليه
• صفة الصراط :
قيل : إنه طريق واسع .
لأن كلمة الصراط مدلولها اللغوي هو هذا .
ولأنه جاء في الحديث حينما سئل النبي عن الصراط قال ( دحض ومزلة ) .
والدحض والمزلة لا يكون إلا بطريق واسع .
وقيل : إنه طريق دقيق جداً .
ففي صحيح مسلم من حديث أبي سعيد الخدري  أنه قال : ( بلغني أنه أدق من الشعر وأحد من السيف ) .
وروى الإمام أحمد نحوه عن عائشة – رضي الله عنها – مرفوعاً .
• العبور على الصراط وكيفيته :
لا يعبر على الصراط إلا المؤمنون على قدر أعمالهم .
ففي حديث أبي سعيد الخدري  قال : قال رسول الله  : ( ... فيمرّ المؤمنون كطرف العين ، وكالبرق ، وكالريح ، وكالطير ، وكأجاويد الخيل والركاب ، فناجٍ مُسَلَّم ، ومخدوش مرسل ، ومكدوس في نار جهنم ... ) . متفق عليه
وفي صحيح مسلم عن حذيفة  قال : قال رسول الله  : ( ... ونبيكم قائم على الصراط يقول : ربّ سلم سلم ، حتى تعجز أعمال العباد ، حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفاً ، قال : وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة بأخذ من أمرت به ، فمخدوش ناج ومكدوس في النار ) .
وفي صحيح البخاري : ( حتى يمر آخرهم يسحب سحباً ) .
• وأول من يعبر الصراط من الأنبياء محمد  ، ومن الأمم أمته  .
قال  : ( فأكون أنا وأمتي أول من يجيزها ولا يتكلم يومئذٍ إلا الرسل ، ودعاء الرسل يومئذٍ : اللهم سلم سلم ) .رواه البخاري
• فإذا عبروا الناس وقفوا في مكان يقال له القنطرة :
وهي جسر صغير ليقتص بعضهم من بعض اقتصاصاً غير الاقتصاص الأول الذي في عرصات القيامة ، الهدف منه إزالة ما في القلوب من الغل والحسد .
لأن أهل الجنة لا يدخلون الجنة حتى تطهر قلوبهم من الغل والحسد :
قال تعالى (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا ) .
3- إثبات النار .
4- أن الله إذا قضى قضاء فإنه لا يرد .
5- الحذر الشديد من النار .
6- فضل عظيم للمتقين .
7- على الإنسان أن يحرص أن يكون من المتقين لأنها من أسباب النجاة من النار .
8- أن النار مأوى الظالمين المكذبين .

( وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَاماً وَأَحْسَنُ نَدِيّاً (73) وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثاً وَرِئْياً ) .
-------------------------
( وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ ) يخبر تعالى عن الكفار حين تتلى عليهم آيات الله ظاهرة الدلالة بينة الحجة واضحة البرهان ، أنهم يصدون ويعرضون عن ذلك ويقولون عن الذين آمنوا مفتخرين عليهم ومحتجين على صحة ما هم عليه من الدين الباطل بأنهم :
(قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَاماً ) أي أحسن منازل وأرفع دوراً .
( وَأَحْسَنُ نَدِيّاً ) وهو مجتمع الرجال للحديث ، أي ناديهم أعمر وأكثر وارداً وطارقاً ، يعنون فكيف نكون ونحن بهذه المثابة على باطل .
كما قال تعالى (قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ) .
وقال تعالى (وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالاً وَأَوْلاداً ) .
وقال تعالى (وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ) .
وقال صاحب الجنتين ( أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً)  .
وقال تعالى (أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ . نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ) .
فقال تعالى راداً على شبهتهم :
وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثاً وَرِئْياً ) أي وكم من أمة وقرن من المكذبين قد أهلكناهم بكفرهم (هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثاً ) أي كانوا أحسن من هؤلاء أموالاً وأمتعة (وَرِئْياً ) أي منظراً وشكلاً ؟
كما قال تعالى ( فلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ ) .
وقال تعالى (وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْماً وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ ) .
الفوائد :
1- أن آيات القرآن بينات واضحات .
2- شدة عناد الكفار .
3- أنه ليس كل أحد ينتفع بالآيات .
4- اعتقاد الكفار أن المنزلة عند الله بالمال والجاه .
قال تعالى ( وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عند زلفى ) .
5- أن العبرة عند الله بالإيمان والعمل الصالح لا بالأموال والأحساب والأنساب .
6- أن الله أهلك كثيراً من الأمم .
7- أن الله لا يعجزه  شيء .
8- شدة عقوبة الله للمكذبين .
9- وجوب الاعتبار بإهلاك الله للأمم الماضية .

( قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدّاً حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضْعَفُ جُنداً ) .
------------------------
يقول تعالى ( قل ) يا محمد لهؤلاء المشركين بربهم المدعين أنهم على الحق وأنكم على الباطل (مَن كَانَ فِي الضَّلَالَةِ ) أي منا ومنكم (فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدّاً ) أي فأمهله الرحمن فيما هو فيه حتى يلقى ربه وينقضي أجله (إِمَّا الْعَذَابَ ) يصيبه (وَإِمَّا السَّاعَةَ ) بغتة تأتي (فَسَيَعْلَمُونَ ) حينئذ (مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضْعَفُ جُنداً ) في مقابلة ما احتجوا به من خيرية المقام وحسن الندي .
وعلى هذا المعنى : فالآية مباهلة للمشركين . واختاره ابن جرير ولم يحك ابن كثير غيره .
وقيل في معنى الآية : هذا إخبار عن سنة الله في الماضين ، فإن الله يمهل الظالم ويملي له كما قال تعالى (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ) وكلا التفسيرين صحيح .
قال القرطبي : والعذاب هنا إما أن يكون بنصر المؤمنين عليهم فيعذبونهم بالسيف والأسر ، وإما أن تقوم الساعة فيصيرون إلى النار .
الفوائد :
1- أن الله يمهل ولا يهمل .
2- أن نصر الله لأوليائه ثابت وعقوبته للكفار حق وثابت وقريب .
3- أن الكافر يعلم أنه على باطل إذا رأى نصر الله وجاءهم العذاب ، أو إذا رأى الساعة .
كما قال تعالى ( فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين  . فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا باسنا ) .
4- التهديد الشديد للمكذبين .

(وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ مَّرَدّاً )
---------
( وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى ) أي أن الذين آمنوا وسلكوا طريق الهداية يزيدهم الله هداية إلى ما هم فيه من الهداية وييسر لهم أمر طاعتهم وأمر استقامتهم ويثبتهم على طريق الإيمان .
وقد جاءت أخر تبين ذلك :
قال تعالى (فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى . وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى . فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ) أي سنهيئه لعمل الخير .
وقال تعالى (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ ) .
وقال تعالى (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) .
وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ ) سبق تفسيرها في الكهف وأنها الأعمال الصالحة ومنها : سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله .
• سميت باقية لأنها تبقى للإنسان .
( خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً ) أي جزاء .
( وَخَيْرٌ مَّرَدّاً ) أي عاقبة ومرداً على صاحبها .
الفوائد :
1- فضل الهداية والاستمرار عليها ، وأنها سبب لزيادة الله لهم من الهدى والنور والتوفيق .
2- إثبات أن الإيمان يزيد وينقص .
قال تعالى ( وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً ) .
وقال تعالى ( ويزداد الذين آمنوا إيماناً ) .
وقال تعالى ( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ) .
وقال تعالى ( هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم ) .
وقال  ( ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن .... ) متفق عليه .
وقال  ( أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً ) رواه أبو داود .
وعن ابن مسعود أنه قال ( اللهم زدنا إيماناً ويقيناً وفقهاً ) .رواه ابن بطة بإسناد صحيح .
وعن أبي الدرداء أنه كان يقول ( الإيمان يزداد وينقص ) رواه ابن ماجه .
3- فضل العمل الصالح حيث أنه هو الذي يبقى لك بعد الموت .
4- الحرص على استغلال الدنيا بكل ما يقرب إلى الله من عمل صالح أو قول .
ولذلك قال  ( خيركم من طال عمره وحسن عمله وشركم من طال عمره وساء عمله ) رواه الترمذي .
5- التحذير من الاشتغال بالدنيا .
6- إثبات الجزاء والحساب .
(أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً (77) أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْداً (78) كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدّاً (79) وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْداً (80) وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزّاً (81) كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً (82) أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً (83) فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً ) .
---------
( أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً ) جاء في صحيح البخاري عن خباب قال ( كنت رجلاً قَيْناً ، وكان لي على العاص بن وائل ديْنٌ ، فأتيته أتقاضاه ، فقال لي : لا أقضيك حتى تكفر بمحمد ، قال : قلت لن أكفر به حتى تموت ثم تبعث ، قال : وإني لمبعوث من بعد الموت ؟ فسوف أقضيك إذا رجعتُ إلى مالٍ وولدٍ ، قال : فنزلت : أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْداً  كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدّاً  وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْداً ) .
قال الله تكذيباً له وتوبيخاً :
( أَطَّلَعَ الْغَيْبَ ) قائل هذه المقولة ، هل أحاط علمه بالغيب حتى علم ما يكون ، وأن من جملة ما يكون ، أنه يؤتى يوم القيامة مالاً وولداً ؟؟
( أَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْداً ) أي أم أعطاه الله عهداً أنه سيفعل له ذلك .
فلما لم يطلع على الغيب ، ولم يعهد الله إليه عهداً ، علم أنه كذاب افترى على الله كذباً .
قال السعدي : وهذا التقسيم والترديد ، في غاية ما يكون من الإلزام وإقامة الحجة ، فإن الذي يزعم أنه حاصل له خير عند الله في الآخرة لا يخلو : إما أن يكون قوله صادراً عن علم بالغيوب المستقبلية ، وقد علم أن هذا لله وحده ، فلا أحد يعلم شيئاً من المستقبلات الغيبية إلا من أطلعه الله عليه من رسله .
وإما أن يكون متخذاً عهداً عند الله بالإيمان به واتباع رسله الذين عهد الله لأهله .
فإذا انتفى هذان الأمران ، علم بذلك بطلان الدعوى . ولهذا قال تعالى :
( كلا ) أي : ليس الأمر كما زعم هذا الكافر .
( سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ ) أي سنحفظ عليه ما يقول فنجازيه في الآخرة .
( وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدّاً ) أي نزيده من أنواع العقوبات ، كما ازداد من الغي والضلال .
( وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ ) أي مال وولد نسلبه منه عكس ما قال إنه يؤتى في الدار الآخرة مالاً وولداً ، بل في الآخرة يسلب من الذي كان له في الدنيا كما قال تعالى (إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ ) .
وقال تعالى (وَإنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ ) .
( وَيَأْتِينَا فَرْداً ) أي منفرداً لا مال له ولا ولد ولا خدم ولا غير ذلك .
كما قال تعالى (وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاء ظُهُورِكُمْ ) .
وقال تعالى (وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفّاً لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ) .
وقال تعالى ( وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً ) .
وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزّاً ) يخبر تعالى عن الكفار المشركين بربهم أنهم اتخذوا من دونه آلهة لتكون تلك الآلهة
( عزاً ) يعتزون بها ويستنصرون بها .كما قال تعالى (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ) .
(كَلَّا ) زجر وردع لهم عن ذلك الظن الفاسد الباطل ، أي ليس الأمر كذلك ! لا تكون المعبودات التي عبدتم من دون الله عزاً لكم، بل تكون بعكس ذلك ، ولهذا قال تعالى :
( سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ ) أي أن المعبودات تكفر وتتبرأ من عبادتهم .
وهذا جاء مبيناً في آيات أخر : المعبودون من دون الله يتبرءون ممن عبدهم يوم القيامة :
قال تعالى (كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً ) .
وقال تعالى (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاء أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ  قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاء وَلَكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْماً بُوراً  فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً وَلَا نَصْراً ) .
وقال تعالى (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاء إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ  قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ ) .
وقال تعالى (وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ  مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ .. ) .
( وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً ) أي خلاف ما ظنوا فيه ، فهذه الآلهة التي عبدوها من دون الله تكون أعداء لهم يوم القيامة .
قال الشوكاني : أي تكون هذه الآلهة التي ظنوها عزاً لهم ضداً عليهم ، أي ضداً للعز وضد العز الذل .
كما قال تعالى (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ  وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاء وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ ) .
وقال تعالى (ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ) .
( أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً ) أي ألم تر يا محمد أنا سلطنا الشياطين على الكافرين تغريهم وتهيجهم وتزعجهم إلى الكفر والمعاصي .
وما ذكره تعالى في هذه الآية الكريمة من أنه سلط الشياطين على الكافرين وقيضهم يضلونهم عن الحق بينه في مواضع أخر من كتابه:
كقوله تعالى (وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاء فَزَيَّنُوا لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ) .
وقال تعالى (وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ) .
( فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ ) أي لا تعجل يا محمد على هؤلاء في وقوع العذاب بهم .
( إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً ) أي إنما نؤخرهم لأجل معدود مضبوط ، وهم صائرون لا محالة إلى عذاب الله ونكاله .
قال بعض العلماء : أي نعد الأعوام والشهور والأيام التي دون وقت هلاكهم ، فإذا جاء الوقت المحدد لذلك أهلكناهم .
وقد أخبر تعالى في آيات كثيرة أن عذاب الكفار حدد له أجل معدود .
قال تعالى (وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ ) .
وقال تعالى (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَوْلَا أَجَلٌ مُّسَمًّى لَجَاءهُمُ الْعَذَابُ ) .
وقال تعالى (وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لِأَجَلٍ مَّعْدُودٍ ) .
وقال تعالى (وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ ) .
• قال بعض العلماء : ( إنما نعد لهم عداً ) : أي نعد أنفاسهم ، لكنه قول ضعيف .
الفوائد :
1- أن منكر البعث كافر .
2- شدة عناد هذا الكافر .
3- أن أعمال العبد مكتوبة عليه سواء من خير أو شر .
4- كذب هذا الكافر .
5- أن الإنسان يحشر وحيداً لا مال ولا ولد ولا شيء .
6- إثبات الحشر والمعاد .
7- خطر المال إذا كان في معصية الله .
8- أن من اتخذ آلهة غير الله ستكون عليه يوم القيامة .
9- سخافة من اتخذ آلهة غير الله لا تنفع ولا تضر .
10- التهديد الشديد للمكذبين وأن الله سيعذبهم بوقت محدد .
11- أن الله يمهل ولا يهمل .

( يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْداً (85) وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْداً (86) لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْداً (87) وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً (89) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً (90) أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً (91) وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً (92) إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً (94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً ) .
---------
( يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْداً ) يخبر تعالى عن أوليائه المتقين الذين خافوه في الدار الدنيا واتبعوا رسله وصدقوهم فيما أخبروهم أنه يحشرهم يوم القيامة وفداً إليه ، والوفد هم القادمون ركباناً .
وأما المجرمون المكذبون للرسل فقد قال تعالى :
( وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْداً ) أي عطاشاً ، والسوق : الحث على السير .
( لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ ) أي ليس لهم من يشفع لهم كما يشفع المؤمنون بعضهم لبعض كما قال تعالى عنهم (فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ . وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ ) وقال تعالى (وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ) .
( إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْداً ) الاستثناء منقطع والمعنى ولكم من اتخذ عند الله عهداً بالإيمان به ، وتصديق رسوله ، والإقرار بما جاء به ، والعمل بما أمر به .
( وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً ) الذين نسبوا لله الولد هم : اليهود قالوا : عزير ابن الله ، والنصارى : قالوا المسيح ابن الله .
ومشركي العرب : قالوا الملائكة بنات الله .
قال تعالى (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ) .
وقال تعالى (وَيَجْعَلُونَ لِلّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُم مَّا يَشْتَهُونَ ) .
( لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً ) أي منكراً عظيماً قبيحاً .
ومن عظيم أمره :
( تَكَادُ السَّمَاوَاتُ ) على عظمتها وصلابتها .
( يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ ) أي يتشققن من هذا القول .
( وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ ) تتصدع وتنفطر منه .
( وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً ) أي تندك الجبال .
( أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً ) أي من أجل هذه الدعوى القبيحة ، تكاد هذه المخلوقات أن يكون منها ما ذكر .
( وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً ) أي لا يليق ولا يصلح به لجلاله وعظمته ، لأنه لا كفء له من خلقه ، لأن جميع خلقه عبيد له .
• أن ادعاء أن لله ولداً يستلزم :
أولاً : أن الله ناقص .
ثانياً : أن الله يحتاج من يساعده .
ثالثاً : فيه تشبيهاً له بالمخلوق .
رابعاً : نقص في غناه وصمديته .
خامساً : أن له زوجة .
سادساً : ليس كاملاً ليستحق الإلهية .
(  إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً ) أي ذليلاً منقاداً ، غير متعاص ولا ممتنع ، الملائكة والإنس والجن وغيرهم ، الجميع مماليك ، متصرف فيهم ، ليس لهم من الملك شيء ، ولا من التدبير شيء ، فكيف يكون له ولد ، وهذا شأنه وعظمة ملكه .
• فادعاء الولد لله أمر خطير وعظيم وكبير .
كما قال تعالى (إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيماً ) .
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - عَنِ النَّبِيِّ  قَالَ « قَالَ اللَّهُ كَذَّبَنِي ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ ، وَشَتَمَنِي وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ ، فَأَمَّا تَكْذِيبُهُ إِيَّايََ فَزَعَمَ أَنِّى لاَ أَقْدِرُ أَنْ أُعِيدَهُ كَمَا كَانَ ، وَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ لي وَلَدٌ ، فَسُبْحَانِي أَنْ أَتَّخِذَ صَاحِبَةً أَوْ وَلَداً » .
( لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً ) أي قد علم عددهم منذ خلقهم إلى يوم القيامة ، ذكرهم وأنثاهم ، وصغيرهم وكبيرهم .
قال السعدي : لقد أحاط علمه بالخلائق كلهم ، أهل السموات والأرض ، وأحصاهم وأحصى أعمالهم ، فلا يضل ولا ينسى ، ولا تخفى عليه خافية .
( وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً ) أي لا أولاد ولا مال ولا أنصار ولا معه إلا عمله ، فيجازيه الله ويوفيه حسابه ، إن خيراً فخير ، وإن شراً فشر كما قال تعالى (وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ) .
الفوائد :
1- فضل التقوى .
2- نوع من أنواع عذاب المجرمين وأنهم يساقون إلى جهنم عطاشاً .
3- أن الشفاعة بيد الله .
4- عظم ملك الله تعالى وأن كل شيء بيده .
5- فضل الإيمان والعمل الصالح .
6- شدة جرم من قال إن لله ولداً .
7- وجوب إثبات صفات الكمال لله تعالى .
8- وجوب تنزيه الله عن كل عيب ونقص وعن مشابهة المخلوقين .
9- أن جميع من في الأرض والسماء عبيد مقهورون لله تعالى .
10- عموم علم الله تعالى وأنه لا تخفى عليه خافية .
11- إثبات الحشر والمعاد .
12- أن الإنسان يحشر لوحده من غير مال ولا ولد .

( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً (96) فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً (97) وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُم مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً ) .
---------
( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً ) يخبر تعالى أنه يغرس لعباده المؤمنين الذين يعملون الصالحات وهي الأعمال التي ترضي الله عز وجل لمتابعتها الشريعة المحمدية ، يغرس لهم في قلوب عباده الصالحين محبة ومودة ، وهذا أمر لا بد منه ولا محيد عنه .
وفي الصحيحين عن أبي هريرة . قال : قال رسول الله  ( إن الله إذا أحب عبداً دعا جبريل فقال : يا جبريل ! إني أحب فلاناً فأحبه ، قال : فيحبه جبريل ، قال : ثم ينادي في أهل السماء : إن الله يحب فلاناً فأحبوه ، قال : فيحبه أهل السماء ، ثم يوضع له القبول في الأرض ) .
( فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ ) أي القرآن .
( بِلِسَانِكَ ) أي يا محمد وهو اللسان العربي المبين الفصيح الكامل .
( لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ ) أي تبشر به المتقين الذين اتقوا عقاب الله ، بأداء فرائضه ، واجتناب معاصيه بالجنة  .
• التبشير : الإخبار بما يسر . ويكون بالأمور السارة غالباً ، وقد يكون بالأمور غير السارة تهكماً كما قال تعالى ( فبشره بعذاب أليم ) .
( وَتُنذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً ) أي ولتنذر بهذا القرآن قوماً معاندين شديدي الخصومة والجدال .
• معنى لداً : جمع ألد وهو شديد الخصومة ومنه قوله تعالى ( وهو ألد الخصام ) .
• ما جاء مبيناً في هذه الآية من أن القرآن للتبشير والإنذار جاء في آيات كثيرة .
قال تعالى (فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ) .
كما قال تعالى (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً) .
وقال تعالى (فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدّاً) .
وقال تعالى ( المص . كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ) .
( وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ ) أي كم من الأمم الماضية أهلكناهم بتكذيبهم للرسل ( وكم للتكثير ) .
( هَلْ تُحِسُّ مِنْهُم مِّنْ أَحَدٍ ) أي هل ترى منهم أحداً .
( أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً ) أي أو تسمع لهم صوتاً خفياً ؟ والمعنى أنهم بادوا وهلكوا وخلت منهم الديار ، وأوحشت منهم المنازل ، فكما أهلكنا أولئك نهلك هؤلاء .
الفوائد :
1- فضل الإيمان والعمل الصالح وأن ذلك سبب للمحبة في قلوب الخلق .
2- تيسر الله للقرآن الكريم .
3- أن القرآن الكريم مبشر ومنذر .
4- البشرى لمن آمن وصدق بالقرآن .
5- التحذير الشديد لمن كذب بالقرآن .
6- أنه ليس كل أحد ينتفع بالقرآن .
7- أن المتقين هم المنتفعون بالقرآن كما قال تعالى ( هدى للمتقين ) .
8- أن الله أهلك كثيراً من الأمم بسبب ذنوبها .
9- الاعتبار والاتعاظ بهلاك الأمم السابقة .
10- الحذر من الكفر والتكذيب فيحل بنا العذاب كما حل بالأمم الماضية .
11- أن القليل من القرى آمنت وصدقت .
12- شدة هلاك الله للأمم الماضية حيث لا تسمع لهم صوتاً ولا تشعر بهم ، بادوا عن آخرهم .
13- الاعتبار بقصص الأمم الماضية .

هذا والله أعلم
وصلى الله وسلم على نبينا محمد

المصدر : الشيخ اللهيميد
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى