مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* الثقوب السوداء مالها وما عليها - 2

اذهب الى الأسفل

* الثقوب السوداء مالها وما عليها - 2 Empty * الثقوب السوداء مالها وما عليها - 2

مُساهمة  طارق فتحي الخميس يوليو 11, 2013 8:52 am


هل تخضع الثقوب السوداء لقوانين الجاذبية؟
بداية, هذه الصورة مقدمة من قبل التلسكوب تشاندرا الفضائي العامل بالأشعة اكس, و توضح هذه الصورة مركز مجرتنا درب التبانة مع الثقب الأسود الفائق الكتلة الموجود في مركزها و المعروف بالقوس A* (و اختصارا Sgr A*). و من خلال المراقبات المتقطعة لتلسكوب تشاندرا لهذا الثقب الأسود اكتشف في أيام عدة إصدارات قوية جدا له من الأشعة اكس. و تم رؤية هذه الإصدارات بواسطة بيانات مأخوذة بالأشعة تحت الحمراء من التلسكوب العملاق ESO الموجود في تشيلي.
تخضع الثقوب السوداء لكافة قوانين الفيزياء, بما فيها قوانين الجاذبية. و الخواص المميزة للثقوب السوداء ما هي في الحقيقة إلا نتائج مباشرة للجاذبية.
في العام 1687, برهن إسحاق نيوتن على أن جميع الأجسام في الكون تقوم بجذب بعضها البعض عبر ما نسميه بقوة الجاذبية. و في الحقيقة الجاذبية هي واحدة من أضعف القوى المعروفة على الإطلاق في الفيزياء. و في حياتنا اليومية, فإن القوى الأخرى مثل القوى الكهربائية, المغناطيسية, أو الضغط تعطي تأثير أقوى بكثير من الجاذبية. و على أية حال قامت الجاذبية بإعطاء كوننا شكله الحالي لأنها تجعل من نفسها محسوسة و ممتدة على مسافات هائلة. على سبيل المثال, فإن نيوتن برهن على أن قوانينه في الجاذبية تقوم بشرح الحركة المشاهدة للأقمار و الكواكب في النظام الشمسي.
لقد قام ألبرت اينشتاين بصقل معرفتنا عن الجاذبية من خلال نظريته في النسبية العامة. فقام في البداية, بالبرهان على حقيقة أساسية و هي أن الضوء يتحرك بسرعة ثابتة (671 مليون ميل بالساعة- 300000 كم في الثانية), و هذا يؤدي إلى أمر أساسي جدا ألا و هو أن الزمان و المكان لا بد لهما من أن يكونا مرتبطين. و بعد ذلك في العام 1915, برهن اينشتاين على أن الأجسام الفائقة الكتلة تشوه استمرارية الأبعاد الأربعة المكان- الزمان, و هذا التشوه الحاصل في الأبعاد ندركه على شكل الجاذبية. و الآن تم التحقق من تنبؤات اينشتاين و اختبارها من خلال العديد من التجارب المختلفة. و من أجل الحقول الجاذبية الضعيفة نسبيا مثل تلك الموجودة على الأرض, تتطابق نظريتا اينشتاين و نيوتن تقريبا. و لكن من أجل الحقول الجاذبية الهائلة و القوية جدا, مثل تلك التي نصادفها في القرب من الثقب الأسود, تتنبأ نظرية اينشتاين بالعديد من الظواهر الجديدة المذهلة.

ماذا يوجد داخل الثقب الأسود؟
لا يسعنا إعطاء لمحة عن الأشياء الموجودة داخل أفق الحدث للثقب الأسود لأن الضوء أو أي مادة أخرى من هناك لا يمكننا الوصول إليها أبدا. و حتى لو تمكنا من إرسال مستكشف إلى داخل الثقب الأسود, فإنه لا يستطيع أن يتصل بنا على الإطلاق.
النظريات الحالية تتنبأ بأن كل المادة الموجودة في الثقب الأسود متراكمة في نقطة مفردة في مركزه, و لكن لا يمكننا فهم آلية عمل هذا المتفرد المركزي. و ربما لفهم مركز الثقب الأسود لا بد لنا من دمج نظرية الثقالة مع النظرية التي تصف سلوك المادة عند سلالم القياس الأصغر, و التي تدعى ميكانيك الكم. هذه النظرية الموحدة بالفعل تم إعطاءها اسم و هو الثقالة الكمومية, و لكن آلية عملها لا تزال مجهولة. و هذه واحد من أكثر المسائل أهمية في الفيزياء و التي لم يتم حلها إلى الآن. و دراسة الثقوب السوداء من الممكن أن تقدم لنا في يوم ما مفتاح الحل لهذا الغموض.
تسمح نظرية النسبية العامة لاينشتاين بوجود مميزات غير اعتيادية للثقوب السوداء. على سبيل المثال, المتفرد المركزي يمكن أن يشكل جسرا إلى كون آخر. و هذا مشابه لما يسمى بالنفق الدودي (و هو حل غامض لمعادلات اينشتاين و لا يوجد ضمن هذا الحل أفق للحدث). و يمكن لهذه الجسور و الأنفاق الدودية أن تسمح بالانتقال إلى كون آخر أو الرحيل عبر الزمن. و نحن لا نعرف فيما إذا كانت الجسور و الأنفاق الدودية موجودة في الكون, أو حتى أنها تشكلت من حيث المفهوم. و على النقيض من ذلك, تم ملاحظة و مراقبة الثقوب السوداء في الكون و تم إثبات وجودها و نحن نفهم و ندرك تماما آلية تشكلها.

أين يقع أقرب ثقب أسود إلينا و كم يبعد عنا ؟
من الصعب عمليا تحديد البعد الذي يفصلنا عن الثقوب السوداء, و لكن أقرب الأجسام التي يعتقد أنها ثقوب سوداء بالنسبة إلينا و بالاعتماد على المراقبات لإصدار الأشعة اكس القوية هو Cygnus X-1, و يع على بعد حوالي 6000 سنة ضوئية منا. Cyg X-1 هو عبارة عن نجم عادي يُعتقد أنه يدور حول ثقب أسود. هناك عدة مرشحين آخرين يُعتقد أنها ثقوب سوداء قريبة و هي:
GRO J0422+32 و يبعد بين 4715 و 6500 سنة ضوئية
A0620-00 و يبعد بين 2827 و 3412 سنة ضوئية
XTE J1118+480 و يبعد بين 2697 و 5850 سنة ضوئية

كم هو كبير الثقب الأسود ؟
الثقب الأسود
كم هو كبير الثقب الأسود؟
كامل المادة في الثقب الأسود تتقلص ضمن منطقة لها حجم لا متناهي في الصغر, و تدعى هذه المنطقة المتفرد المركزي. و أفق الحدث هو عبارة عن كرة تخيلية و ي مقياس على كم يمكن لنا الاقتراب بأمان من المتفرد المركزي. و حالما تدخل ضمن أفق الحدث, يصبح من المستحيل لك الهروب: سوف تعلق حينها بجاذبية الثقب الأسود و سحبه الثقالي الهائل و بعد ذلك سوف يتم سحقك في المتفرد المركزي.
إن حجم أفق الحدث متناسب مع كتلة الثقب الأسود (و يسمى نصف قطر أفق الحدث هنا بنصف قطر شفارتزشيلد, نسبة إلى الفيزيائي الألماني الذي اكتشفه عندما كان يحارب في الحرب العالمية الأولى). و لقد وجد الفلكيين ثقوب سوداء بأفاق حدث تتغير أنصاف أقطارها بين 6 ميل إلى حجم مجموعتنا الشمسية. و لكن من حيث المبدأ, يمكن للثقوب السوداء أن تتواجد مع أفق حدث أصغر من ذلك أو حتى أكبر من تلك الحدود التي وجدها العلماء. و على سبيل المقارنة, فإن نصف قطر شفارتزشيلد للأرض يبلغ حجم رخامة. و هذا يعطينا صورة عن كم نحتاج من الضغط للأرض حتى نحولها إلى ثقب أسود. و لا تتطلب الثقوب السوداء أن تكون كبيرة الكتلة جدا, و لكن يجب أن تكون مضغوطة بشكل هائل.
بعض الثقوب السوداء تدور حول محور, و حالة مثل هذه الثقوب معقدة جدا. و الفضاء المحيط بمثل هذه الثقوب السوداء يتم سحبه, ما يخلق حولها دوامة كونية. المتفرد المركزي هو عبارة عن حلقة رفيعة جدا و بشكل لا متناهي و ليس على الإطلاق نقطة. و يتكون أفق الحدث من كرتين تخيليتين بدلا من واحدة. و هناك منطقة تدعى الأرجوسفير تكون محددة بنهاية و حدود ساكنة, حيث تجبر هناك على الدوران بنفس اتجاه دوران الثقب الأسود على الرغم من بقاء امتلاكك في هذه المنطقة لإمكانية الإفلات من الثقب الأسود.
و نختصر ما قلناه في نقطتين:
- الثقب الأسود غير الدوار, يكون لديه متفرد مركزي نقطي محاط بكرة تخيلية تدعى أفق الحدث. و يسمى حجم هذه الكرة بنصف قطر شفارتزشيلد.
- الثقب الأسود الدوار, و يمتلك هذا النوع من الثقوب السوداء متفرد مركزي حلقي و يكون محاط بأفقي حدث, و الأرجوسفير و الحد الستاتيكي.
و الصورة المرفقة توضح هذين النوعين من الثقوب السوداء.

مصطلحات فلكية
الثقب الأسود هو منطقة في الفضاء تحوي كتلة كبيرة في حجم صغير يسمى بالحجم الحرج لهذه الكتلة، والذي عند الوصول إليه تبدأ المادة بالانضغاط تحت تأثير جاذبيتها الخاصة، ويحدث فيها انهيار من نوع خاص بفعل الجاذبية ينتج عن القوة العكسية للانفجار، حيث أن هذه القوة تضغط النجم وتجعله صغيرًا جدًا وذا جاذبية قوية خارقة. وتزداد كثافة الجسم (نتيجة تداخل جسيمات ذراته وانعدام الفراغ البيني بين الجزيئات)، تصبح قوّة جاذبيته قوّية إلى درجة تجذب أي جسم يمر بالقرب منه، مهما بلغت سرعته. وبالتالي يزداد كمّ المادة الموجودة في الثقب الأسود، وبحسب النظرية النسبية العامة لأينشتاين، فإن الجاذبية تقوّس الفضاء الذي يسير الضوء فيه بشكل مستقيم بالنسبة للفراغ، وهذا يعني أن الضوء ينحرف تحت تأثير الجاذبية.
يمتص الثقب الأسود الضوء المار بجانبه بفعل الجاذبية، وهو يبدو لمن يراقبه من الخارج كأنه منطقة من العدم، إذ لا يمكن لأي إشارة أو موجة أو جسيم الإفلات من منطقة تأثيره فيبدو بذلك أسود. أمكن التعرف على الثقوب السوداء عن طريق مراقبة بعض الأشعاعات السينية التي تنطلق من المواد عند تحطم جزيئاتها نتيجة اقترابها من مجال جاذبية الثقب الأسود وسقوطها في هاويته.
لتتحول الكرة الأرضية إلى ثقب أسود، يستدعي ذلك تحولها إلى كرة نصف قطرها 0.9 سم وكتلتها نفس كتلة الأرض الحالية، بمعنى انضغاط مادتها لجعلها بلا فراغات بينية في ذراتها وبين جسيمات نوى ذراتها، مما يجعلها صغيرة ككرة الطاولة في الحجم ووزنها الهائل يبقى على ما هو عليه، حيث أن الفراغات الهائلة بين الجسيمات الذرية نسبة لحجمها الصغير يحكمها قوانين فيزيائية لا يمكن تجاوزها أو تحطيمها في الظروف العادية.

تاريخ مفهوم الثقوب السوداء
كان طرح فرضية إمكانية وجود مثل هذه الظاهرة هو اكتشاف رومر أن للضوء سرعة محدودة، وهذا الاكتشاف طرح تساؤلاً وهو لماذا لا تزيد سرعة الضوء إلى سرعة أكبر؟. فُسر ذلك على أنه قد تكون للجاذبية تأثير على الضوء، ومن هذا الاكتشاف كتب "جون مينشل " عام 1783 م، مقالاً أشار فيه إلى أنه قد يكون للنجم الكثيف المتراص جاذبية شديدة جدًا، إلا أن الضوء لا يمكنهُ الإفلات منها، فأي ضوء ينبعث من سطح النجم تعيده هذه الجاذبية.[2] هناك فرضية تقول أيضًا أنه هناك نجوم عديدة من هذه النجوم، مع أننا لا يمكننا أن نرى ضوئها، لأنها لا تبعثه إلا أننا نستطيع أن نتحسس جاذبيتها. هذه النجوم هي ما نسميها بـ "الثقوب السوداء"، أي الفجوات في الفضاء. أهملت هذه الأفكار، لأن النظرية الموجية للضوء كانت سائدة في ذلك الوقت. وفي 1796 م، أعاد العالم الفرنسي بيير سيمون لابلاس هذه الفكرة إلى الواجهة في كتابه (بالفرنسية: Exposition du Système du Monde) (مقدمة عن النظام الكوني)،[3][4] لكن معاصريه شككوا في صحة الفكرة لهشاشتها النظرية.[5] إلى أن جاءت نظرية النسبية العامة لالبرت اينشتاين، التي برهنت على إمكانية وجود الثقوب السوداء.[6] فبدأ علماء الفلك في البحث عن آثارها، حيث تم اكتشاف أول ثقب أسود سنة 1971 م.
وتحولت الآراء حول الثقب الأسود إلى حقائق مشاهدة عبر المرقاب الفلكي الراديوي الذي يتيح للراصدين مشاهدة الكون بشكل أوضح، وجعل نظرية النسبية حقيقة علمية مقبولة عند معظم دارسي علوم الفيزياء.

لثقوب السوداء والنظرية النسبية
تشوهات المتسببة نتيجة الجاذبية الهائلة للثقب الأسود أمام سحابة ماجلان الكبرى (تفسير تصوري)
أفق الحدث هو (حدود منطقة من الزمان والمكان التي لا يمكن للضوء الإفلات منها) وبما أنه لا شي يمكنه السير بأسرع من الضوء، فإن أي شي يقع في هذه المنطقة سوف يبلغ بسرعة منطقة ذات كثافة عالية ونهاية الزمان.
وتتنبأ النسبية العامة بأن الأجسام الثقيلة المتحركة سوف تتسبب ببث موجات جاذبية وهي تموجات في أنحناء الفضاء (هذه التموجات على حسب فهمي هي ليست مثل موجات الراديو بل هي موجات في الزمكان تخيل أنك تمشي في بركة ماء سوف تتكون موجات من الماء بسبب حركة في البركة وهذه الموجات الناشئة هي مكانية ذات ثلاث أبعاد وموجة مثلها معها زمانية لتكون موجات من بعد رابع هي التي يقصد بها أنحناءات الفضاء) تنتقل بسرعة الضوء وتشبه موجات الضوء التي هي تموجات الحقل الكهرمغناطيسي إلا أنها يصعب اكتشافها وهي كالضوء تأخذ الطاقة من الأجسام التي تبثها وبالتالي يتوقع أن ينهار نظام من الأجسام الضخمة ويعود في النهاية إلى وضع مستقر لان الطاقة في أي حركة سوف تحمل بعيدا.
على سبيل المثال دوران الأرض حول الشمس يولد موجات جاذبية ويكون تأثير مسارات الطاقة في تغير مدار الأرض حول الشمس الذي يؤدي في آخر المطاف إلى أن الأرض تقترب من الشمس حتى تستقر داخلها ومعدل ضياع الطاقة ضئيل جدا.
وشوهد هذا التأثير في نظام النجم النابض وهو نوع خاص من النجوم النيوترونية تبث نبضات منتظمة من موجات الراديو، ويضم هذا النظام نجمين نيترونيين يدوران حول بعضهما البعض.

شكل النجوم التي تكون منها الثقب الأسود
وفي عام 1967 م، حدثت ثورة في دراسة الثقوب السوداء على يد العالم "ورنر إزرائيل " Werner Israel - وهو عالم كندي ولد في برلين – بين أن الثقوب السوداء ليست دوارة، فوفقا للنظرية النسبية العامة إن كانت دوارة فلابد أن تكون كروية تماماً. ولا يتوقف حجمها إلا على كتلتها، وأي ثقبين سوداوين، بكتلة متساوية هما متساويان بالحجم. وقد أمكن وضعهما عن طريق حل خاص لمعادلات أينشتاين قبل النسبية العامة بقليل.
وكان من المعتقد أن الثقب الأسود لا يتكون إلا عند انسحاق جسم كروي تماما. وأن النجوم ليست كروية تماما، ولا يمكن بالتالي أن يسحق إلا بشكل تفرد ثقاليا عاريا، لكن هناك تفسيرات مختلفة لنتيجة " إزرائيل " تبناها روجر بنروز و"جون ويلر " فقد أبديا أن الحركات السريعة في انسحاق النجم يعني أن موجات الجاذبية المنبعثة منه تجعله أكثر كروية إلى أن يستقر في وضع ثابت ويصبح كروياً بشكل دقيق. ووفق هذه النظرية فأن أي نجم دوار يصبح كرويا مهما كان شكله وبنيته الداخلية معقدتين، وسوف ينتهي بعد انسحاقه بالجاذبية إلى ثقب أسود كروي تماما يتوقف حجمه على كتلته فقط.
واكتشف أول نباض عام 1967 مؤيدا للنظرية النسبية. وتبين ان تلك النباضات ما هي إلا نجوم نيوترونية. حتى ذلك الحين كانت النجوم النيوترونية والثقوب السوداء ترى على أنها أجسام نظرية ولا وجود لها في الطبيعة.
وخلال تلك الفترة كثرت حسابات النظرية النسبية التي تؤدي إلى امكانية نشأة ثقب أسود. من خلال عمل فرنر إسرائيل وبراندون كارتر
نشأت " نظرية لا شعر" والتي تشير إلى أن حل الثقب الأسود الثابت يمكن وصفه بثلاثة إحداثيات طبقا لمقياسية كتلة، والعزم الزاوي والشحنة الكهربائية.
وكانت ظواهر الثقب الأسود المحسوبة بواسطة النظرية النسبية لا تزال تعتبر نظرية بحتة وناشئة عن شروط تناظر مفترضة في حل المعادلات. كان من العلماء الذين اعتنقوا تلك الفكرة فلاديمير بلينسكي وأيزاك خالاتنيكوف وافيجني ليفشيتز الذي حاول اثبات ظهور تلك الحلول في الحال العام أيضا. ولكن في الستينيات من القرن الماضي قام روجر بنروز
وستيفن هوكينج باستخدام طريقة شاملة لإثبات أن حالة التفرد الثقالي تظهر أيضا في الحلول العامة لمعادلات النظرية النسبية العامة.
وفي عام 1963 م، وجد "دوي كير " مجموعة من الحلول لمعادلات النسبية العامة تصف الثقوب السوداء الدوارة التي أغفلها "إزرائيل ". فإذا كانت الدورات صفر يكون الثقب الأسود كروي تماما ويصبح الحل مماثلاً لحل "شفارزشيلد". أما إذا كان الدوران ليس صفرا ينتفخ الثقب الأسود نحو الخارج قرب مستوى خط استوائه تماما مثل الأرض منبعجة من تأثير دورانها. لقد أفترض إزرائيل أن أي جسم ينسحق ليكون ثقبا أسود سوف ينتهي إلى وضع مستقر كما يصف حل كير.

حجم الثقوب السوداء وأدلة وجودها
في عام 1970 م بين "براندون كارتر " أن حجم وشكل أي ثقب أسود ثابت الدوران يتوقف فقط على كتلة ومعدل دورانه بشرط يكون له محور تناظر، وبعد فترة أثبت ستيفن هوكنغ أن أي ثقب أسود ذى دوران ثابت سوف يكون له محور تناظر. واستخدم "رو بنسون " هذه النتائج ليثبت أنه بعد انسحاق الجاذبية بان الثقب الأسود من الاستقرار على وضع يكون دوارا ولكن ليس نابضا، وأيضا حجمه وشكله يتوقفان على كتلته ومعدل دورانه دون الجسم الذي انسحق ليكونه.
ماهي الأدلة على وجود هذه الثقوب؟
الثقوب السوداء لا دليل عليها سوى حسابات مبنية على النسبية لذلك كان هناك من لم يصدق بها. وفي عام 1963 م، رصد "مارتن سميدت " وهو عالم فلكي أمريكي الانزياح نحو الأحمر في طيف جسم باهت يشبه النجم في اتجاه مصدر موجات الراديو فوجد أنة أكبر من كونه ناتج عن حقل جاذبية فلو كان انزياحه بالجاذبية نحو الأحمر لكان الجسم كبير الكتلة وقريبا منا بحيث تنزاح مدرات الكواكب في النظام الشمسي. وهذا الانزياح نحو الأحمر ناتج عن توسع الكون وهذا يعني بدوره أن الجسم بعيداً جدا عنا ولكي يرى على هذه المسافة الكبيرة لابد وأنه يبث مقدار هائلاً من الطاقة والتفسير الوحيد لهذا ناتج انسحاق بالجاذبية ليس لنجم واحد بل لمنطقة مركزية من إحدى المجرات بكاملها وتسمى الكوازار وتعني شبيه النجوم.

رصد الثقب الاسود
ثقب أسود يمر بين المشاهد ومجرة تقع خلفه، ويرى تشوه ضوء المجرة القادم إلينا (محاكاة تشبيهية)
قد نفتش عن أشعة غاما التي تبثها الثقوب السوداء الأولية طوال حياتها مع إن إشعاعات معظمها سوف تكون ضعيفة بسبب بعدها عنا بعدا كبيرا، ولكن اكتشافها من الممكن. ومن خلال النظر إلي خلفية أشعة غاما لا نجد أي دليل على ثقوب سوداء أولية ولكنها تفيد بأنه لا يمكن تواجد أكثر من 300 منها في كل سنه ضوئية مكعبة من الكون. فلو كان تواجدها مثلا أكثر بمليون مرة من هذا العدد فإن أقرب ثقب أسود إلينا يبعد ألف مليون كيلومتر، وكي نشاهد ثقبا أسودا أوليا علينا أن نكشف عدة كمات من أشعة غاما صادرة في اتجاه واحد خلال مدى معقول من الزمن كأسبوع مثلا،
ولكن نحتاج إلى جهاز استشعار كبير لأشعة غاما وأيضا يجب أن يكون في الفضاء الخارجي لأن الغلاف الجوي للأرض يمتص قدرا كبيرا من أشعة غاما الآتية من خارج الأرض.. إن أكبر مكشاف أشعة غاما يمكنه التقاطها وتحديد نقطة الثقوب السوداء موجود لدينا هو الطبقة الهوائية للأرض بكاملها. فعندما يصطدم كم عالي من الطاقة من أشعة غاما بذرات جو الأرض يـُولد أزواجا من الإلكترونات والبوزيترونات (نقيض الإلكترون) ونحصل على وابل من الإلكترونات السريعة التي تـُشع ضوءاً يدعى إشعاع شيرنكوف. إن فكرة إشعاع الثقوب السوداء هي من أمثلة التنبؤ الفيزيائي المبني على النظريتين الكبيرتين المـُكتشفتان في هذا القرن : النظرية النسبية العامة وميكانيكا الكم. وهذه أول إشارة إلى أن ميكانيكا الكم قادرة على حل بعض التفردات الثقالية التي تنبأت بها النسبية العامة.
وعلى الرغم من عدم تمكننا من رؤية أو تصوير الثقوب السوداء، فهناك سبل لمعرفة مكانها. وقد استطاع العلماء الالمان في السنوات القليلة الماضية اكتشاف حقيقة تواجد أحد تلك الثقوب السوداء في مركز المجرة. بالطبع لم يروه رؤية مباشرة، ولكنهم دئبوا على مراقبة حركة نجم كبير قريب من مركز المجرة لمدة سنوات عديدة، ويدور هذا النجم في مدار حول مركز خفي.
وعلى أساس معرفة كتلة النجم ونصف قطر فلكه، استطاع العلماء استنتاج وجود الثقب الأسود في مجرتنا وحساب كتلته التي تبلغ نحو 2 مليون ضعف لكتلة الشمس.

الثقوب السوداء والنظريات الفيزيائية
من المعروف أن قوانين الفيزياء مبنية على النظريات وعلى هذا الأساس بما أنه توجد أجسام تسمى ثقوب سوداء، يمكن للأشياء السقوط فيها بلا عودة فإنه يجب أن تكون هناك أجسام تخرج منها الأشياء تسمى الثقوب البيضاء ومن هنا يمكن للمرء افتراض إمكانية القفز في ثقب أسود في مكان ما ليخرج من ثقب أبيض في مكان آخر.
فهذا النوع من السفر الفضائي ممكن نظريا، فهناك حلول لنظرية النسبية العامة يمكن فيها السقوط في ثقب أسود ومن ثم الخروج من ثقب أبيض أيضا لكن الأعمال التالية بينت أن هذه الحلول جميعها غير مستقرة : فالاضطراب الضئيل قد يدمر أخدود الدودة أو المعبر الذي يصل بين الثقب الأسود والثقب الأبيض (أو بين كوننا وكون موازي له)، إن كل هذا الكلام الذي ذكر يستند إلى حسابات باستخدام النظرية النسبية العامة لأينشتاين وتعتبر هذه الحسابات تقريبية وغير صحيحة تماما لأنها لا تاخذ مبدأ عدم التأكد في الحسبان.
اعتبر في الماضي أن الثقب الأسود لا يفقد مادة فهو لا يسمح حتى للضوء بمغادرته، ولكن أعاد ستيفن هوكنغ التفكير ويميل إلى أن بعض الجسيمات يمكنها الانطلاق منه. ولو أفترضنا أنه كانت هنالك مركبة فضاء قفزت إلى هذا الثقب ماذا يحدث؟ فيقول ستيفن هوكينج بناءً على عمل أخير له إن المركبة سوف تذهب إلى كون (طفل) صغير خاص بها كون صغير مكتف ذاتيا يتفرع عن منطقتنا من الكون (الكون الطفل يمكن توضيحه وذلك بأن تتخيل كمية من الزيت في حوض ماء وهي متجمعة حرك هذه الكمية بقلم سوف تنفصل كرة صغيرة من الزيت عن الكرة الكبيرة هذه الكرة الصغيرة هي الكون الطفل والكرة الكبيرة هي عبارة عن كوننا ولاحظ أن الكرة الصغيرة قد ترجع وتتصل مع الكرة الكبيرة) وقد يعود هذا الكون الطفل إلى الانضمام ثانية إلى منطقتنا من عالم الزمكان فأن فعل سيبدو لنا كثقب أسود آخر قد تشكل ثم تبخر والجسيمات التي سقطت في ثقب أسود تبدو كجسيمات مشعة من ثقب آخر.
ويبدو هذا وكأنه المطلوب للسماح بالسفر الفضائي عبر الثقوب السوداء لكن هناك عيوب في هذا المخطط لهذا السفر الكوني أولها أنك لن تستطيع تحديد مكان توجهك أي لا تعلم إلى أين سوف تذهب وأيضا الأكوان الطفلة التي تأخذ الجسيمات التي وقعت في الثقب الأسود تحصل فيما يدعى بالزمن التخيلي يصل رجل الفضاء الذي سقط في الثقب الأسود إلى نهاية بغيضة مؤلمة فهو يستطيل مثل "المعكرونة الاسباجتي" ثم يتمزق بسبب الفرق بين القوى المطبقة على رأسه وقدميه. حتى الجسيمات التي يتكون منها جسمه سوف تنسحق تواريخها في الزمن الحقيقي وستنتهي في متفرد ثقالي. ولكن تواريخها في الزمن التخيلي سوف تستمر حيث تعبر إلى كون طفل ثم تعود للظهور كجسيمات يشعها ثقب أبيض، إن على من يسقط في ثقب أسود أن يتخذ الشعار : (فكر تخيليا). وما نعنيه هو إن الذهاب عبر ثقب أسود ليس مرشحا ليكون طريقة مرضية وموثوق بها للسفر الكوني لأنها ما زالت في طور الفلسفة النظرية ولربما نتمكن بعد سنوات من الدراسات من دخول الثقب الأسود فبعض العلماء قالو ان الثقب الأسود بوابة لمجرة بعيدة أو عالم آخر

معتقدات في الثقوب السوداء
يفسر بعض العلماء المسلمين ما جاء في سورة التكوير في الآية 15، 16 في القرآن ((فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ)) بأنها تشير إلى الثقب الأسود، حيث أن حقيقة علمية وهي أن الثقوب السوداء تسير وتجري وتكنس كل ما تصادفه في طريقها، وقد جاء في الدراسات حديثاً عن الثقوب السوداء ما نصه: It creates an immense gravitational pull not unlike an invisible cosmic vacuum cleaner. As it moves, it sucks in all matter in its way — not even light can escape.
وهذا يعني: إنها - أي الثقوب السوداء – تتميز بقوة جاذبية هائلة تعمل مثل مكنسة كونية لا تُرى، عندما تتحرك تبتلع كل ما تصادفه في طريقها، حتى الضوء لا يستطيع الهروب منها. وفي هذه الجملة نجد أن الكاتب اختصر حقيقة هذه الثقوب في ثلاثة أشياء:
هذه الأجسام لا تُرى: invisible
جاذبيتها فائقة تعمل مثل المكنسة: vacuum cleaner
تسير وتتحرك باستمرار: moves
فقد اختصر القرآن كل ما قاله العلماء عن الثقوب السوداء بثلاث كلمات فقط حيث يقول القرآن: (فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ) [التكوير: 15-16]. ونحن في هذا النص أمام ثلاث حقائق
الْخُنَّسِ :
أي التي تختفي ولا تُرى أبداً، وقد سمِّي الشيطان بالخناس لأنه لا يُرى من قبل بني آدم. وهذا ما يعبر عنه العلماء بكلمة invisible أي غير مرئي.
الْجَوَارِ:
أي التي تجري وتتحرك بسرعات كبيرة. وهذا ما يعبر عنه العلماء بكلمة move أي تتحرك.
الْكُنَّسِ:
أي التي تكنس وتبتلع كل ما تصادفه في طريقها. وهذا ما يعبر عنه العلماء بكلمة vacuum cleaner أي مكنسة.
يرى آخرون أن التفاسير تشير إلى غير ذلك (كما في تفسير ابن كثير والطبري): روى مسلم في صحيحه والنسائي في تفسيره عند هذه الآية من حديث مسعر بن كدام عن الوليد بن سريع عن عمرو بن حريث قال : صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم الصبح فسمعته يقرأ " فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس " ورواه النسائي عن بندار عن غندر عن شعبة عن الحجاج بن عاصم عن أبي الأسود عن عمرو بن حريث به نحوه قال ابن أبي حاتم وابن جرير من طريق الثوري عن أبي إسحاق عن رجل من مراد عن علي " فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس " قال هي النجوم تخنس بالنهار وتظهر بالليل.
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى