مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

*من بمشي على بطنه - خلق كل دابة من ماء - الاحجار الكريمة - انتشار الاسلام - كيف تحب القرآن

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

*من بمشي على بطنه - خلق كل دابة من ماء - الاحجار الكريمة - انتشار الاسلام - كيف تحب القرآن  Empty *من بمشي على بطنه - خلق كل دابة من ماء - الاحجار الكريمة - انتشار الاسلام - كيف تحب القرآن

مُساهمة  طارق فتحي الثلاثاء ديسمبر 04, 2012 2:54 am

* فمنهم من يمشي علي بطنه
في قوله تعالى ‏:...‏ فمنهم من يمشي علي بطنه ومنهم من يمشي علي رجلين ومنهم من يمشي علي أربع‏...*:‏
يوضح هذا النص الكريم أن طرائق تحرك الدواب هي وسيلة من وسائل تصنيفها الجيدة‏,‏ وحركة الدابة هي انتقالها من مكان إلي آخر سعيا وراء طلب الطعام والشراب‏,‏ أو للهرب من الأعداء‏,‏ أو للارتحال عند التغيرات البيئية إلي مكان أنسب‏.‏
والطريقة الأولي التي حددتها الآية الكريمة في حركة الدواب هي المشي علي البطن كما هو شائع في الديدان وهي من اللافقاريات عديمة الأطراف التي تتبع قبائل عدة‏,‏ وفي العديد من طائفة الزواحف‏(ClassReptilia),‏ وهذه الطائفة الزاحفة زودها الله‏(‏ سبحانه و تعالى ‏)‏ بجلد سميك‏,‏ خال من الغدد‏,‏ ومغطي عادة بالعديد من القشور والحراشيف القرنية الجافة والصلبة‏,‏ والتي تحمي جسمها من المؤثرات الخارجية‏,‏ وتحفظه من الجفاف‏.‏ وتنتشر هذه الحراشيف علي جميع أجزاء جسم الزاحف بما في ذلك الأطراف والذنب‏.‏

وتختلف هذه الحراشيف والقشور في أشكالها وأحجامها من نوع إلي آخر فقد تكون صغيرة الحجم ومحببة كالدرنات‏,‏ أو كبيرة الحجم بيضية الشكل‏,‏ أو مربعة‏,‏ أو مستطيلة‏,‏ أو مثلثة كما هو الحال في السحالي‏,‏ أو علي هيئة صندوق يحيط بجميع الجسم كما هو الحال في السلاحف‏.‏ والزواحف عامة من ذوات الدم البارد‏(‏ أي
المتغير في درجة حرارته‏),‏ وغالبيتها تبيض بيضا ذا قشور صلبة‏,‏ يلقح في بطن الأنثي‏,‏ وينمو الجنين في داخل البيضة علي اليابسة أو في داخل جسم الأنثي حتي تفقس البيضة ويخرج منها‏.‏
والجنين في داخل البيضة يعيش وسط سائل خاص موجود داخل غشاءين‏,‏ ويتصل الجنين في منطقته البطنية بكيس محي به الغذاء اللازم له أثناء مراحل نموه الجنيني حتي تكتمل‏,‏ كما انه مرتبط بكيس آخر لتخزين المواد الإخراجية‏.‏ وعلي الرغم من سمك قشرة البيضة إلا انه يسمح بمرور الغازات اللازمة لتنفس الجنين وهو بداخلها‏,‏ ولكنه لا يسمح بدخول الماء‏.‏
وتاريخ الزواحف علي الارض يرجع الي ثلاثمائة مليون سنة مضت أي إلى نهايات العصر الفحمي أو الكربوني‏(TheLateCarboniferousEpoch),‏ وقد سادت حقب الحياة المتوسطة سيادة واضحة‏(‏ من‏245‏ مليون سنة مضت الي‏65‏ مليون سنة مضت‏)‏ والذي عرف باسم حقب الزواحف العملاقة‏,‏ ثم دالت دولة تلك الزواحف العملاقة بانتهاء حقب الحياة المتوسطة‏,‏ وإن استمرت الطائفة ممثلة بأفراد أقل عددا وأصغر حجما من مثل السحالي أو‏(‏ العظاءات‏)‏ ومنها‏,‏ الضب‏,‏ والبرص والحرباء والورل‏,‏ ومنها رتب الثعابين والسلاحف والتماسيح وجنس واحد هو جنس سفينودون‏(Sphenodon)‏ أو تواتارا‏(Tuatara)‏ من رتبة مندثرة عرفت باسم‏(OrderRhynchocephalia).‏
والزواحف تضم حيوانات بطيئة الحركة بصفة عامة‏,‏ لانها تزحف ببطنها علي سطح الارض‏,‏ ويعرف منها قرابة الستة آلاف نوع منتشرة في مختلف أرجاء الارض‏.‏

والأرجل في الزواحف إما غائبة تماما أو ذات اثر ضعيف لايكاد يدرك كما هو الحال في الثعابين بمختلف انواعها‏,‏ وفي بعض انواع السحالي‏,‏ وقد تكون الارجل موجودة ولكنها ضعيفة لا تكاد تقوي علي حمل الجسم بعيدا عن سطح الارض كما هو الحال في رتبتي السلاحف والتماسيح بصفة عامة‏,‏ او موجودة وقوية كما هو الحال في بعض السحالي‏.‏
وفي الزواحف عديمة الأطراف يرتكز الحيوان ببطنه علي الارض ارتكازا كاملا‏,‏ ويتحرك بالزحف علي بطنه فوق مستوي سطح الارض مستخدما في ذلك عضلات جسمه القوية التي تدفعه الي الامام في حركات متعرجة‏.‏
ومن الزواحف ما تدفن جسدها في انفاق تحفرها تحت سطح التربة‏,‏ وتعرف باسم الزواحف الحفارة‏.‏
أما الزواحف ذات الارجل الاربعة من مثل بعض السحالي‏(‏ العظاءات‏)‏ فإنها تستطيع ان تدب علي سطح الارض بأقدامها الاربعة‏,‏ سيرا او عدوا‏,‏ وقد تتحور هذه الاطراف الي ما يسمي الاطراف القابضة كما هو الحال في الحرباء كي تساعدها علي تسلق الاشجار‏,‏ كما قد تتحور الي زعانف كما هو الحال في السلاحف المائية لتساعدها علي السباحة في الماء‏,‏ وقد تتحور الي أجنحة في بعض أنواع الزواحف الطائرة‏,‏ وهي قليلة في زماننا الراهن ومنها السحالي‏(‏ العظاءات‏)‏ المسماة باسم دراكو‏(Draco).‏
والزواحف ذات الأرجل الاربعة لها زوج عند مقدمة الجذع‏,‏ وآخر عند مؤخرته‏,‏ والزوج الأمامي قد يختصر كثيرا علي هيئة زوج من الايدي القصيرة نسبيا ويبقي الزوج الخلفي قويا يحمل الزاحف مهما كان وزنه كما هو الحال في بعض الزواحف العملاقة المنقرضة من رتبة الديناصورات‏(Dinosauria).‏
والزواحف من الفقاريات التي قد يصل عدد الفقار في عمودها الفقاري الي أربعمائة فقرة كما هو الحال في بعض الثعابين الطويلة‏,‏ وتترتب تلك الفقار من خلف الرأس مباشرة الي نهاية الذنب في تناسق عجيب باتصالات مفصلية متعددة‏,‏ ودقيقة وشديدة المرونة‏,‏ وعالية الاتقان تمكن الزاحف من التحرك بسرعة كبيرة وبكفاءة عالية في حركات تموجية عنيفة دون أن تنفصل تلك الفقرات عن بعضها البعض‏.‏

*
قال الله تعالى Sadوَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {45}) هـذه الآية الكريمة جاءت في بدايات الثلث الأخير من سورة النور‏,‏ وهي سورة مدنية‏,‏ وآياتها أربع وستون بعد البسملة‏,‏ وقد سميت بهذا الاسم لورود الإشارة فيها إلي أن الله‏(‏ تعالى ‏)‏ هو نور السماوات والأرض‏,‏ وأنه‏(‏ سبحانه و تعالى ‏)‏ هو الذي يهدي لنوره من يشاء من عباده‏,‏ وأن كل مخلوق في هذا الوجود لا يهتدي بنور الله فإنه لن يهتدي أبدا‏.

ويدور المحور الرئيسي لسورة النور حول عدد من التشريعات الإلهية الضابطة لسلوك المسلم في كل من حياته الخاصة والعامة‏,‏ والحاكمة لعلاقاته في داخل أسرته ومع غيره من الخلق صونا لحرمات الناس وكراماتهم‏,‏ والله يقول الحق‏,‏ وهو يهدي إلي سواء السبيل‏.‏

وتبدأ سورة النور بالتأكيد علي أنها من جوامع سور القرآن الكريم لأن الله‏(‏ تعالى ‏)‏ فرض فيها علي عباده فرائض ألزمهم بها‏,‏ وفي مقدمة ذلك تحريم الزنا‏,‏ وتشريع الحدود الرادعة للواقعين فيه‏,‏ ووصفه بأنه من أكبر الجرائم في حقوق الناس‏,‏ ولذلك بشعها إلي كل صاحب ضمير حي وذلك بقول الحق‏(‏ تبارك و تعالى ‏):‏
(الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) (‏ النور‏:3)‏
وكما حرمت سورة النور الزنا بكل مقدماته فإن هذه السورة الكريمة تنهي عن الخوض في أعراض الناس‏,‏ مؤكدة أن الخائضين في هذا الأمر بغير دليل قاطع هم من الفاسقين الذين يستحقون العقوبات الرادعة‏,‏ وتعتبرهم من الخارجين علي دين الله‏.‏
قال الله تعالى : (إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) (‏ النور‏:5)‏.
وتشرع سورة النور للملاعنة كوسيلة من وسائل درء الشبهات بين الأزواج‏,‏ وتشير إلي فرية حديث الإفك‏,‏ وتبرئ المظلومين من دنسه‏,‏ وتغلظ العقوبة للذين افتروه‏,‏ وتحذر من العودة إلي افتراء مثله أبدا‏,‏ كما تحذر من إتباع خطوات الشيطان لأنه يأمر بالفحشاء والمنكر‏,‏ وتحض علي الإنفاق لذي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله‏,‏ وتكرر النهي عن رمي المحصنات الغافلات المؤمنات‏,‏ وتغلظ العقوبة علي ذلك‏.‏
وتنهي سورة النور عن دخول البيوت دون استئذان وسلام علي أهلها‏,‏ وتضع الضوابط الشرعية لذلك‏,‏ كما تأمر بغض البصر‏,‏ وحفظ الفرج‏,‏ وستر العورات‏,‏ وبالاحتشام في الملبس والمظهر‏,‏ كما تنهي عن التبرج بزينة‏,‏ وتضع ضوابط حجاب المرأة المسلمة‏,‏ وضوابط الزواج الإسلامي‏,‏ وتحرم البغاء بكل صوره‏,‏ وأشكاله وتعتبره من أبشع الجرائم المهدرة لكرامة الإنسان‏.‏
وتؤكد السورة الكريمة أن الله تعالى هو نور السماوات والأرض‏,‏ وأنه يهدي لنوره من يشاء‏,‏ وتدعو إلي عتق رقاب الأرقاء‏,‏ وإلي بناء المساجد والقيام علي عمارتها وتطهيرها طمعا في مرضاة الله‏(‏ سبحانه و تعالى ‏),‏ وتجنبا لأهوال يوم القيامة‏.‏
وتبشر سورة النور أهل المساجد بأن الله تعالى سوف يجزيهم أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله‏,‏ وفي المقابل تحذر الكفار بأن أعمالهم الجيدة سوف يجزون عليها في الدنيا‏,‏ ولا رصيد لهم عند الله‏(‏ سبحانه و تعالى ‏)‏ في الآخرة‏,‏ وتشبه أعمالهم السيئة بأحلك الظلمات المتراكبة فوق قيعان البحار العميقة‏,‏ مؤكدة أن‏:‏
‏...‏ وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ )(‏ النور‏40).‏
وتؤكد السورة الكريمة أن جميع من في السماوات والأرض يسبح لله الذي له ملك كل شيء وإليه المصير‏,‏ وتحذر من النفاق والمنافقين‏,‏ وتفصح عن شيء من دخائل نفوسهم‏,‏ وتقارن بين مواقفهم الكافرة‏,‏ ومواقف المؤمنين الصادقين‏,‏ وتأمر بطاعة الله ورسوله‏,‏ جازمة أن ما علي الرسول إلا البلاغ المبين‏,‏ مؤكدة أن وعد الله تعالى للذين آمنوا وعملوا الصالحات قائم إلي قيام الساعة‏.‏
وتعاود سورة النور الأمر بإقامة الصلاة‏,‏ وإيتاء الزكاة‏,‏ وطاعة رسول الله صلي الله عليه وسلم‏,‏ كما تعاود الأمر بمزيد من ضوابط السلوك في البيت المسلم خاصة في حضرة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأزكي التسليم ومن بعده في حضرة كل مسئول عن العمل الإسلامي‏,‏ وتحذر من مخالفة ذلك درءا للفتن في الدنيا وللعذاب في الآخرة‏.‏
وتختتم السورة الكريمة بالتأكيد مرة أخري أن لله ما في السماوات والأرض‏,‏ وأنه تعالى عليم بخلقه الذين سوف يرجعون جميعا إليه فينبئهم بما فعلوا ويجازيهم عليه‏.‏
هذا وقد استعرضت سورة النور العديد من الآيات الكونية للتدليل علي صدق كل قضية غيبية جاءت فيها‏,‏ وقد تم استعراض ذلك في مقالات سابقة ولا حاجة لإعادتها مرة أخري هنا‏.‏

*وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء
من أقوال المفسرين في تفسير قوله تعالى ‏:‏
(وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {45})
‏*‏ ذكر ابن كثير‏(‏ رحمه الله‏)‏ ما مختصره‏:‏ يذكر تعالى قدرته التامة وسلطانه العظيم في خلقه أنواع المخلوقات‏,‏ علي اختلاف أشكالها وألوانها وحركاتها وسكناتها من ماء واحد‏,(‏ فمنهم من يمشي علي بطنه‏)‏ كالحية وماشاكلها‏,‏ ومنهم من يمشي علي رجلين كالإنسان والطير‏,‏ ومنهم من يمشي علي أربع كالأنعام وسائر الحيوانات‏,‏ ولهذا قال‏‏ يخلق الله مايشاء‏)‏ أي بقدرته‏,‏ لأنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن‏,‏ ولهذا قال‏:‏ إن الله علي كل شيء قدير‏.‏
‏*‏ وجاء في الظلال‏(‏ رحم الله كاتبها برحمته الواسعة‏)‏ ما مختصره‏:‏ وهذه الحقيقة الضخمة التي يعرضها القرآن بهذه البساطة‏,‏ حقيقة أن كل دابة خلقت من ماء‏,‏ قد تعني وحدة العنصر الأساسي في تركيب الأحياء جميعا‏,‏ وهو الماء‏,..‏ فهي ذات أصل واحد‏.‏ ثم هي ـ كما تري العين ـ متنوعة الأشكال‏.‏ منها الزواحف تمشي علي بطنها‏,‏ ومنها الإنسان والطير يمشي علي قدمين‏.‏ ومنها الحيوان يدب علي أربع‏.‏ كل أولئك وفق سنة الله ومشيئته‏,‏ لا عن فلتة ولا مصادفة‏‏ يخلق الله ما يشاء‏)‏ غير مقيد بشكل ولا هيئة‏.‏ فالنواميس والسنن التي تعمل في الكون قد اقتضتها مشيئته الطليقة وارتضتها‏(‏ إن الله علي كل شيء قدير‏).‏
‏*‏وذكر أصحاب المنتخب في تفسير القرآن الكريم‏(‏ جزاهم الله خيرا‏)‏ ما نصه‏:‏ الله خالق كل شيء‏,‏ وأبدع الأشياء بإرادته‏,‏ وخلق كل حي يدب من أصل مشترك هو الماء‏,‏ لذلك لايخلو الحي منه‏,‏ ثم خالف بينها في الأنواع والاستعدادات ووجوه الاختلاف الأخري‏,‏ فمن الدواب نوع يزحف علي بطنه كالأسماك والزواحف‏,‏ ومنها نوع يمشي علي رجليه كالإنسان والطير‏,‏ ومنها نوع يمشي علي أربع كالبهائم‏,‏ يخلق الله ما يشاء من خلقه علي أية كيفية تكون للدلالة علي قدرته وعلمه‏,‏ فهو المريد المختار‏,‏ وهو القادر علي كل شيء‏.‏
وجاء في تعليق الخبراء بالهامش ما نصه‏‏ الماء في الآية الكريمة هو ماء التناسل‏....,‏ والآية الكريمة لم تسبق ركب العلم فقط في بيان نشوء الإنسان من النطفة‏..‏بل سبقته كذلك في بيان أن كل دابة تدب علي الأرض خلقت كذلك بطريق التناسل‏...,‏ ومما تحتمله الآية من معان علمية أن الماء قوام تكوين كل كائن حي‏,‏ فمثلا يحتوي جسم الإنسان علي نحو‏70%‏ من وزنه ماء‏...‏ ولم يكن تكوين الجسم واحتواؤه هذه الكمية الكبيرة من الماء معروفا مطلقا قبل نزول القرآن‏.‏ والماء أكثر ضرورة للإنسان من الغذاء‏..,‏ فبينما الإنسان يمكنه أن يعيش‏(60‏ يوما‏)‏ بدون غذاء‏,‏ فإنه لايمكنه أن يعيش بدون الماء إلا لفترة قصيرة تتراوح بين‏3‏ و‏10‏ أيام علي أقصي تقدير‏.‏ والماء أساس تكوين الدم والسائل اللمفاوي والسائل النخاعي‏,‏ وإفرازات الجسم كالبول والعرق والدموع واللعاب والصفراء واللبن والمخاط والسوائل الموجودة في المفاصل‏,‏ وهو سبب رخاوة الجسم وليونته‏,‏ ولو فقد الجسم‏20%‏ من مائه فإن الإنسان يكون معرضا للموت‏.‏ والماء يذيب المواد الغذائية بعد هضمها فيمكن امتصاصها‏,‏ وهو كذلك يذيب الفضلات من عضوية ومعدنية في البول والعرق‏.‏ وهكذا يكون الماء الجزء الأكبر والأهم من الجسم‏,‏ وذلك يمكن القول بأن كل كائن حي مخلوق من الماء‏.‏
‏*‏ وجاء في بقية التفاسير كلام مشابه لما ذكره السابقون من المفسرين ولا حاجة إلي تكراره هنا‏.

*الدلالات العلمية للآية والله خلق كل دابة من ماء‏:‏
من الدلالات العلمية للآية الكريمة
أولا‏:‏ في قوله تعالى ‏:‏ والله خلق كل دابة من ماء‏:‏
‏(‏الدابة‏)‏ في اللغة هي كل ما يدب علي الأرض أي يمشي عليها بخفة‏,‏ وجمعها‏(‏ دواب‏),‏ وإن كان من اللغويين من يعتبر لفظة‏(‏ دابة‏)‏ جمعا لكل شيء يدب علي الأرض قياسا علي خائنة جمع خائن‏.‏ ولذلك يقال‏ دب‏),(‏ يدب‏)(‏ دبا‏)‏ و‏(‏ دبيبا‏)‏ لكل من مشي بخفة علي الأرض‏.‏
وقد قيل إن الفعل يستعمل للتعبير عن حركة الحيوان أكثر من استعماله للإنسان‏,‏ وللحيوان الذي يحيا علي اليابسة بالذات دون الحيوان الذي يحيا في الماء‏,‏ ولكن الأولي إطلاقه علي عموم من مشي علي الأرض وذلك لقول الحق‏(‏تبارك و تعالى ‏):‏
(وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ )(‏ النحل‏:61).‏
ومن الدلالات العلمية لقول الحق‏(‏ سبحانه و تعالى ‏):‏والله خلق كل دابة من ماء‏...*.(‏ النور‏:45)‏
مايلي‏:‏
‏(1)‏ أن خلق الماء سابق لخلق جميع الأحياء‏,‏ وهو ما أثبتته الدراسات الأرضية‏.‏
‏(2)‏ أن الله‏(‏ تعالى ‏)‏ خلق كل صور الحياة الباكرة في الماء‏,‏ والدراسات لبقايا الحياة في صخور قشرة الأرض تشير إلي أن الحياة ظلت مقصورة علي الماء لمدة تصل إلي نحو‏3400‏ مليون سنة‏(‏ من‏3800‏ مليون سنة مضت إلي نحو‏400‏ مليون سنة مضت حين خلقت أول نباتات أرضية علي اليابسة‏),‏ وأن خلق النبات كان سابقا لخلق الحيوان في الوسطين المائي واليابس‏,‏ لأن الحياة الحيوانية علي اليابسة لم تعرف قبل‏365‏ مليون سنة مضت‏(‏ في نهاية العصر الديفوني‏).‏
‏(3)‏ أن كل صور الحياة‏(‏ الإنسية‏,‏ والحيوانية‏,‏ والنباتية‏)‏ لايمكن لها أن تقوم في غيبة الماء لأنه أعظم مذيب علي الأرض‏,‏ وبذلك يشكل الوسيط الناقل لعناصر ومركبات الأرض إلي مختلف أجزاء النبات‏,‏ ومنها إلي أجساد كل من الإنسان والحيوان‏,‏ وذلك بما للماء من صفات طبيعية وكيميائية خاصة من مثل اللزوجة العالية‏,‏ والتوتر السطحي الشديد‏,‏ والخاصية الشعرية الفائقة‏.‏
‏(4)‏ أن الماء يشكل العنصر الأساسي في بناء أجساد جميع الأحياء‏,‏ فيكون ما بين‏71%‏ من جسم الإنسان البالغ‏,‏ و‏93%‏ من جسم الجنين ذي الأشهر المعدودة‏,‏ ويكون أكثر من‏80%‏ من تركيب دم الإنسان‏,‏ وأكثر من‏90%‏ من تركيب أجساد العديد من النباتات والحيوانات‏.‏
‏(5)‏ أن جميع الأنشطة الحياتية وتفاعلاتها المتعددة لاتتم في غيبة الماء‏,‏ من التغذية‏,‏ إلي الهضم‏,‏ والتمثيل الغذائي‏,‏ والإخراج والتخلص من سموم الجسم وفضلات الغذاء‏,‏ ومن التنفس إلي التعرق والنتح‏,‏ إلي التمثيل الضوئي في النباتات الخضراء‏,‏ ومن النمو إلي التكاثر‏,‏ وإلي غير ذلك من الأنشطة الحياتية ومن أهمها حفظ درجتي حرارة الجسم ورطوبته‏.‏
‏(6)‏ أن وحدة مادة خلق الأحياء ـ وهي هنا الماء ـ تؤكد وحدانية الخالق‏(‏ سبحانه و تعالى ‏),‏ الذي أشرك به كثير من الجهال الضالين في القديم والحديث‏.‏
‏(7)‏ أن في البناء المعقد لأجساد الكائنات الحية من الماء شهادة لله‏(‏ تعالى ‏)‏ بطلاقة القدرة المبدعة في الخلق‏,‏ وشهادة بقدرته‏(‏ سبحانه و تعالى ‏)‏ علي إفناء خلقه وعلي إعادة بعثه‏.‏

*كم عدد الأحجار الكريمة التي تم ذكرها في القرآن ؟ وفي أي سورة ذُكرت ؟ وهل لهذه الأحجار أي أهمية روحانية ؟؟؟
الجواب : ( الحمد لله ،،، مقصود القرآن الأعظم هو دلالة الخلق على الله ، ليوحدوه ويعبدوه ، وليفوزوا بجنته ورضوانه ، وليس القرآن كتاب علوم أو طب أو فلك ، وإن اشتملت آياته على شيء من ذلك .
ولهذا فلا ينبغي للمسلم أن ينشغل عن الهدف الأعظم من تلاوة القرآن إلى البحث عن عدد الأحجار أو الأنهار أو أنواع الحيوانات المذكورة فيه .
وقد ورد ذكر بعض الأحجار الكريمة كالياقوت واللؤلؤ والمرجان :
قال سبحانه : ( كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ ) الرحمن / 58 .
وقال : ( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ) الرحمن / 22 .
وقال : ( كَأَمْثَالِ الْلُؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ) الواقعة / 23 .
وقال : ( وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً ) الإنسان / 19 .
وليس لهذه الأحجار أهمية روحانية ، وإنما ذكرت في القرآن الكريم لبيان ما أنعم الله على عباده من البحار وما يستخرج منها ، أو للتشبيه وتقريب الصورة ، فشبّه الحور العين بالياقوت والمرجان واللؤلؤ المكنون ، بجامع الصفاء في الياقوت ، والبياض في اللؤلؤ والمرجان .
وشبه الولدان باللؤلؤ المنثور دلالة على الجمال وحسن المنظر. والله أعلم .
أما الاعتقاد بالعلاج بخصائص الأحجار الكريمة فيقول الدكتور ( فوز كردي ) :
( العلاج بالخصائص السرية للأحجار الكريمة : حيث يدعي أهل هذا العلاج بأن الأحجار الكريمة والبلورات لها خصائص سرية تحسن صحة البدن والنمو الروحي والاستقرار النفسي وبحسب الناحية النفسية تحدد الأحجار المناسبة منها ما يزيد قدرة الشخص على التواصل الاجتماعي ، ومنها ما يعالجه عضويا، ومنها ما يزيد من الثقة بالنفس، ومنا ما يعادل النفسية بصحة عامة ويضمن الطمأنينة والتفاؤل ! ولذا يوجهون طلاب العلاج إلى اختيار الأحجار المناسبة بدقة بحسب ما يوصي الخبراء وإما أن تلبس كحلي أو يحتفظ بها في جيب أو توضع في غرفة بحسب نوعية الأثر المطلوب تحقيقه.
ومن ذلك أيضاً العلاج بخصائص الروائح والألوان والبخور والشموع والإضاءات الخافتة أو التماثيل الرمزية ( أصنام) !!!
ويرى مروجو هذه العلاجات أن اليقين التام بها واتباع تعاليم المعالج هو الأساس في توفير المراد من الحماية والأجواء المفعمة بالأمل والحيوية .
هذه بإيجاز بعض أنواع العلاجات ولم أفصل في بيان باطلها فذلك يطول ويكفي المؤمن معرفة أنها لاتخرج عن نوع من أنواع الشرك نسأل الله العافية )

*الاسلام انتشر بفضل دولتين اسلاميتين عظمتين ا
اولا :
الدوله الامويه
بالرغم ان حكمها دام مايقارب 80 سنه
وكانت تمتد من غربي الصين إلى جنوب فرنسا حيث كانت الغزوات الإسلامية وقتها تمتد من شمال أفريقيا إلى إسبانيا وجنوب فرنسا بغرب أوروبا, وبالسند في وسط آسيا وفيما وراء نهري جيحون وسيحون. واقيمت المؤسسات الإسلامية والمساجد والمكتبات في كل البقاع التي غزاها الأمويون.

وحاول الخلفاء الأمويون بدمشق غزو مدينة القسطنطينية عام 717 م. وإبان حكمهم غزوا جميع البلاد في شمال أفريقيا. وكان أول نزول لقوات الدعوة الإسلامية في عصر الدولة الأموية وضمت أرض الأندلس بشبه جزيرة إيبريا (أسبانيا والبرتغال). فكان أول انتصار للمسلمين هناك عام 92 هجرية (711 م) في معركة وادي البرباط, لتبدأ مسيرة الغزوات الإسلامية بجنوب إيطاليا وصقلية. فلقد بلغت الدعوة الإسلامية برنديزي والبندقية بإيطاليا على بحرالأدرياتيك. وخضعت كل جزر البحر الأبيض المتوسط من كريت شرقا حتى كورسيكا غربا للحكم الإسلامي [بحاجة لمصدر].
وكانت الخلافة الأموية الثانية بالأندلس 756 – 1031 م عاصمتها قرطبة التي شيدها الأمويون على غرار عاصمتهم دمشق. وكانت أكبر مدينة في أوروبا. وحكموا الأندلس وكانت هذه الخلافة منارة للحضارة في الغرب , واصلوا غزواتهمم حتي أصبحت تولوز وليون ونهر اللوار تحت السيادة الإسلامية وكان الفاتحون قد بلغوا نهر السين وبوردو وجنوب إيطاليا (أطلقوا عليه البر الطويل).
ثانيا :
الدوله العثمانيه
وكان السقوط الأخير للقسطنطينية(عام 1453 م), عاصمة الإمبراطورية البيزنطية(الروم). وكان هذا السقوط علي يد محمد الفاتح العثماني. وأطلق عليها إسلام بول (إستانبول) بعدما جعلها عاصمة للخلافة العثمانية (الإمبراطورية العثمانية) (1350 - 1924 م). وكان لسقوط القسطنطينية صداه في العالم الإسلامي كله حيث أقيمت الزينات بدمشق والقاهرة وشمال أفريقيا لأن هذا النصر كان نهاية للكنيسة الشرقية ولاسيما بعد تحويل مقرها إلي أيا صوفيا. ثم أستطاع العثمانيون غزو رومانيا والصرب والبوسنة والهرسك والمجر والبانيا واليونان وجورجيا وكرواتيا واجزاء شاسعه من روسيا (القوقاز) واوكرانيا (القرم)ولقد حاصروا فيينا قلب أوروبا المسيحيه ثلاث مرات أيضا وما كانوا . وحشد البابا في الفاتيكان قوات أوروبا لوقف هذا الزحف الإسلامي وأستطاع أن يرد العثمانين بعد بقائهم لمدة شهرين فقط في معركة فيينا في 1683. ومن بعدها كان خبز الكرواسون ومعناه الهلال (بالفرنسية) يصنع على هيئة الهلال ليأكله الأوربيون في أعيادهم للإحتفال بالإنتصار على العثمانيين الذي كان علمهم يحتوي على هلال وكل هذا فضلا عن بلوغ التتار المسلمين القوة التي مكنتهم من محاصرة موسكو وغزوها لولا ان قبل اهلها بدفه الجزية للتار المسلمين.

*كيف تحب القرآن ؟؟؟
عندما تصلنا رسالة من شخص عزيز علينا نقرأها مرااات ومراااات ونود لو انا فتحنا قلوبنا ووضعناها داخلها لان هذا الشخص غالى لدينا جدااا ممكن ان يكون اب ,ام, اخ ,صديق مقرب .. ولله المثل الاعلى فالقرآن هو كلام الله جل فى علاه.. ولا يوجد اغلى فى قلوبنا من الله واهب كل شىء جميل لنا فى حياتنا فمن اغلى من الله فى قلوبنا؟؟؟؟؟
بل لو ان هناك شىء اغلى فلنزيله سريعا ليكون الحب الوحيد المسيطر على قلوبنا هو حب ربنا ليتحقق معنى التوحيد فى لا اله الا الله محمد رسول الله
وطبعا اى شىء ياتى من ربى حبيبى فهو حبيبى.. فالقرآن كلام ربى اضعه فى قلبى
وهنا ان شاء الله سنناقش كيف يكون القرآن حياتنا والزاد التى تحيا به نفوسنا فنسعد فى حياتنا وآخرتنا
فاننا لو تأملنا في حال الناجحين في الحياة بدءاً من النبي صلى الله عليه وسلم وانتهاءً بالمعاصرين من الصالحين لوجدنا أن القاسم المشترك بينهم هو القيام بالقرآن وفي صلاة الليل خاصة، والعمل المتفق عليه عندهم الذي لا يرون التهاون به في أي حال هو الحزب اليومي من القرآن
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل" إنه الحرص على عدم فواته مهما حالت دونه الحوائل ، أو اعترضته العوارض ، لأنهم يعلمون يقينا أن هذا هو غذاء القلب الذي لا يحيا بدونه ، إنهم يحرصون على غذاء القلب قبل غذاء البدن ، ويشعرون بالنقص متى حصل شيء من ذلك ، بعكس المفرطين الذين لا يشعرون إلا بجوع أبدانهم وعطشها ، أو مرضها وألمها، أما ألم القلوب وعطشها وجوعها فلا سبيل لهم إلى الإحساس به.
إن قراءة القرآن في صلاة الليل هي أقوى وسيلة لبقاء التوحيد والإيمان غضا طريا نديا في القلب .
إنها المنطلق لكل عمل صالح آخر من صيام أو صدقة أو جهاد وبر وصلة.
إن تدبر القرآن يحقق لك التوحيد والإخلاص والاستكانة والتضرع والعبودية لله رب العالمين.
فهيااا معااا نعرف كيف السبيل الى ذلك؟؟؟ كيف يكون القرآن دمائنا وحياتنا ؟؟؟
أولا يجب أن نعرف أن القلب هو آلة الفهم والعقل وهناك أكثر من مائة آية تدل على ذلك منها قول الله تعالى :
-قول الله تعالى:﴿ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ ﴾ [(57) سورة الكهف].
2-وقوله تعالى : ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾ [(46) سورة الحـج ].
3-وقوله تعالى: ﴿مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ﴾[(4) سورة الأحزاب] .
فمن هنا نستنتج أن القلب آلة الفهم والعقل والإدراك ، ومن ذلك فهم القرآن وتدبره
ثانيا علينا أن ندرك شيئا هاماً هو أن القلب بيد الله وحده جل فى علاه يفتحه متى شاء ويغلقه متى شاء بحكمته وعلمه سبحانه .. قال تعالى :
-قال الله تعالى : ﴿وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهَِ﴾[(24) سورة الأنفال]
2-وقل تعالى :﴿ إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه ﴾[ (57) سورة الكهف ]
3-وقال تعالى :﴿سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون ﴾ [ (164) سورة الأعراف ]
للوقوف على أخ
وقد جعل لذلك أسبابا ووسائل ، من سلكها وفق ، ومن تخلف عنها خذل ... فهياا معااا نعرف كيف نأخذ بهذه الأسباب حتى يتملك القرآن القلوب والألباب
اهم شىء هو أننا عندما نقرأ القرآن ونحاول فهمه فاننا نعلم أن القلوب بيد الله تعالى فالفتح من الله وحده .. وأنه عندما يفتح الله علينا ونتدبر آية فهذه نعمة عظيمة تتوجب الشكر لا الفخر .. فالحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
هنا ستتساءلون وماهى علاقة حب القرآن بالتدبر؟؟؟؟
من المعلوم أن القلب إذا أحب شيئا تعلق به ، واشتاق إليه ، وشغف به ، وانقطع عما سواه ، والقلب إذا أحب القرآن تلذذ بقراءته ، واجتمع على فهمه ووعيه فيحصل بذلك التدبر المكين ، والفهم العميق، وبالعكس إذا لم يوجد الحب فإن إقبال القلب على القرآن يكون صعبا ، وانقياده إليه يكون شاقا لا يحصل إلا بمجاهدة ومغالبة ، وعليه فتحصيل حب القرآن من أنفع الأسباب لحصول أقوى وأعلى مستويات التدبر .

والواقع يشهد لصحة ما ذكرت ، فإننا مثلا نجد أن الطالب الذي لديه حماس ورغبة وحب لدراسته يستوعب ما يقال له بسرعة فائقة وبقوة ، وينهي متطلباته وواجباته في وقت وجيز ، بينما الآخر لا يكاد يعي ما يقال له إلا بتكرار وإعادة ، وتجده يذهب معظم وقته ولم ينجز شيئا من واجباته .
فينبغى لكل منا أن يسأل نفسه .. هل أحب القرآن؟؟؟
ولمعرفة ذلك فلنسأل أنفسنا هذه الأسئلة البسيطة
هل أفرح بلقائه؟؟؟
هل أجلس معه أوقاتا طويلة دون ملل؟؟؟
هل اشتاق الى قراءته والتطلع فيه حتى لو كان عندى مشغوليات .. اسرع اليه بقلبى ولا اتحمل مفارقته؟؟؟
هل ارجع اليه واستشيره فى اى امر يقف امامى واثق فى توجيهاته ؟؟؟ هل آخذ بحكمه فى كل أمور الحياة صغيرها وكبيرها؟؟؟ فنبينا صلى الله عليه وسلم كما وصفته امنا عائشة كان قرآنا يمشى على الأرض
إن بعض المسلمين لو سئل هل تحب القرآن ؟ يجيب : نعم أحب القرآن ، وكيف لا أحبه ؟ لكن هل هو صادق في هذا الجواب ؟
كيف يحب القرآن وهو لا يطيق الجلوس معه دقائق ، بينما تراه يجلس الساعات مع ما تهواه نفسه وتحبه من متع الحياة.
قال أبو عبيد : "لا يسأل عبد عن نفسه إلا بالقرآن فإن كان يحب القرآن فإنه يحب الله ورسوله"
إننا ينبغي أن نعترف بالتقصير إذا لم توجد فينا العلامات السابقة ، ثم نسعى في التغيير
كيف نحب القرآن؟؟؟
· أولا : التوكل على الله تعالى والاستعانة به:
الدعاء بحب القرآن أمر عظيم، من استجيب له سعد في حياته سعادة لا يشقى بعدها أبدا ، ومن رزقه الله حب القرآن فقد رزقه الإيمان ،وسهل له طريق الجنان، وما دام الأمر بهذه الأهمية فإننا لم نترك فيه هملا فقد بينه الله ورسوله لنا أوضح بيان وهو في أربعة أمور:
الأول: الفاتحة
فقد تضمنت الفاتحة سؤال الهداية إلى الصراط المستقيم ، وهو صراط الذين أنعم الله عليهم ، ومن أهم نعم الله عليهم أن فتح لهم أبواب كتابه ويسر لهم العيش في رحابه ، فعندما تقرأ الفاتحة فأنت تدعو الله تعالى أن يرزقك حب كتابه العظيم ليحصل لك بذلك الغوص في أعماقه والنجاة به في الحياة الدنيا والآخرة .
الثاني: الاستعاذة
فإن الشيطان قد قطع على نفسه العهد أن يقطع عليك طريق الوصول إلى القرآن الكريم الذي هو صراط الله المستقيم ، وقد أمرنا الله أن نستعيذ من الشيطان في كل مرة نريد قراءة القرآن الكريم : ﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴾ [ سورة النحل - الآية : 98 ].
الثالث: البسملة
البسملة حقيقتها دعاء وتوسل إلى الله تعالى بثلاثة من أسمائه: الله ، الرحمن ، الرحيم ، ليمدك بالعون والبركة فيما أنت مقبل عليه ، وما تريد أن تقوم به.
الرابع: دعاء حب القرآن
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما قال عبد قط إذا أصابه هم أو حزن : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله همه وأبدله مكان حزنه فرحا قالوا يا رسول الله ينبغي لنا أن نتعلم هذه الكلمات قال أجل ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن"
وهذا الدعاء من الأدعية المستجابة لأنه تضمن ثلاثة أمور:
الأول: التوسل بالعبودية لله تعالى .
الثاني: التوسل بجميع أسماء الله وصفاته ومنها الاسم الأعظم الذي إذا دعي الله به استجاب كما ثبت في الحديث الصحيح
الثالث: الوعد من النبي صلى الله عليه وسلم بأن من دعا به أن يذهب الله همه ويبدله مكان حزنه فرحا ،
فماذا ننتظر بعد كل هذه التأكيدات؟؟؟؟
وقد جاء في الحديث وصف أقوام بأن القرآن لا يجاوز تراقيهم أو حناجرهم ،أي لم يصل نور القرآن وروحه إلى قلوبهم بل الطريق إليه مسدود فهو متوقف في الحناجر ولم يفتح له ليصل إلى القلب فكما قال تعالى: :﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [ سورة الشورى - الآية : 52 ] فالقرآن الكريم روح ونور
، فالذي يدعو بهذا الدعاء فهو يسأل الله تعالى أن يزيل هذه العوائق ويفتح الطريق إلى القلب ليصل إليه نور القرآن وروحه. ف ليس كل من قرأ القرآن قد وصل القرآن إلى روحه وقلبه ونفسه ، بل الكثير منهم محرومون من ذلك . فلنتذكر أن الحاجة المطلوبة في هذا الدعاء عظيمة يتوقف عليها سعادة الإنسان الأبدية ؛ وهي أن يكون القرآن ربيع قلبه؛ أي الماء الذي يسقي قلبه فيحييه ويقويه بعد أن كان قاسيا مريضا ، وكذلك الدعاء بأن يكون القرآن نور صدره ، وما ظنكم بصدر دخله نور القرآن..هل يبقى فيه شيء من القلق أو الهم أو المرض؟؟؟؟؟ وما ظنكم بقلب دخله روح القرآن كيف تكون قوته وثباته .
فهذا الدعاء حاجتنا إليه أشد من حاجتنا للطعام والشراب والنفس ، من استجيب له هذا الدعاء فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها ، ومن حرم منه فقد فاته كل شيء وإن حصل كل ملذات الدنيا وشهواتها.
وللاسف فإن بعض الناس لا يعرف الإلحاح في المسألة إلا في مطالبه الدنيوية المادية ، أما الأمور الدينية فتجد سؤاله لها باردا باهتا ، هذا إن دعا وسأل .
فعلى كل مسلم أن يكرر هذا الدعاء كل يوم ثلاثا ، خمسا ، سبعا ، ويتحرى مواطن الإجابة ، ويجتهد أن يكون سؤاله بصدق ، وبتضرع ، وإلحاح ، وشفقة ، وحرص شديد أن يجاب وأن يعطى.
وعليه بالصبر والاستمرار حتى يستجاب له ويحصل على مطلوبه ؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل ، قيل يا رسول الله ما الاستعجال ؟ قال يقول قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجيب لي فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء
إن القرآن كتاب من ينجحْ فيه يمنحْ ملكا لا حدود له .
إن الكثير من المسلمين تعظيمه للقرآن تعظيم مجمل ، فحد علمهم : أنه كتاب منزل من عند الله ، تعبَّدنا بتلاوته في الصلاة ، ونقرؤوه على المرضى للشفاء ، أما العلم التفصيلي بعظمة القرآن ومكانته وما يحققه من نجاح للإنسان في هذه الحياة فهو محل جهل عند الكثيرين ، وأضرب لذلك مثالا : لما تسمع عن شخص عظيم له أثر في التاريخ يتكون لديك صورة إجمالية عنه ، ويصبح له مكانة في نفسك ، وعندما تقرأ كتابا من 600 صفحة عن بطولاته وتضحياته وقصص كرمه وبره للناس ، وما حققه من إنجازات ، وما قام به من مروؤات ، تعيش مع هذا الكتاب مدة شهر حرفا حرفا فبكل تأكيد أن صورة هذا القائد أو المصلح ستزداد عمقا ، ويزداد حبك وتعظيمك له ، وهذا التأثر أمر مشاهد لا يمكن لأحد إنكاره ، فلم لا نوظفه لزيادة حبنا وتعظيمنا للقرآن الكريم وتعلقنا به ، فإذا فعلنا ذلك فإن هذا الكتاب العظيم سيزيد حبنا وتعظيمنا لله عز وجل ، وبهذا نصل إلى مرتبة ودرجة أولياء الله المتقين ، الذين لا خوف عليهم ولا هم يخزنون ، الذين لو أقسم الواحد منهم على الله لأبره ، وحقق له أمنيته .


عدل سابقا من قبل طارق فتحي في الأربعاء أغسطس 17, 2016 3:50 am عدل 1 مرات
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

*من بمشي على بطنه - خلق كل دابة من ماء - الاحجار الكريمة - انتشار الاسلام - كيف تحب القرآن  Empty رد: *من بمشي على بطنه - خلق كل دابة من ماء - الاحجار الكريمة - انتشار الاسلام - كيف تحب القرآن

مُساهمة  (¯°·brave heart·°¯) السبت يناير 05, 2013 12:48 pm

روعه الموضوع أستاذي الكريم .

الله لا يحرمنه من مواضيعك الجميله والمفيدة .

تقبل مروري المتواضع .
(¯°·brave heart·°¯)
(¯°·brave heart·°¯)

عدد المساهمات : 2
تاريخ التسجيل : 29/07/2011
العمر : 33
الموقع : https://alba7th.yoo7.com/

https://alba7th.yoo7.com/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى