مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* اسرار القلب والروح 2 - بصمة الدماغ - قلب الرجل والمرأة

اذهب الى الأسفل

* اسرار القلب والروح 2 - بصمة الدماغ - قلب الرجل والمرأة Empty * اسرار القلب والروح 2 - بصمة الدماغ - قلب الرجل والمرأة

مُساهمة  طارق فتحي الأحد يناير 09, 2011 10:45 am

تناولت دراسة أوروبية جانباً آخر للإجهاد، إذ أظهر بحث بريطاني تأثير الإجهاد السلبي على القلب وما يمكن أن يتسبب به من أمراض، لتؤكد علمياً الاعتقاد السائد منذ القدم بارتباطه بالنوبات القلبية. ويؤكد الخبراء أن كل ضغط نفسي تتعرض له يضعف أداء القلب وكأنك تضغط عليه بأداة حادة!!
وأُخضع كل المشاركين لاختبارات ضغط ومن ثم قيست مستويات هرمون الكورتيزول، وهو هرمون الإجهاد الابتدائي الذي ينتجه الجسم عندما يتعرض إلى ضغوطات نفسية أو جسدية، ويؤدي في حال إطلاقه إلى تضييق الشرايين. ولاحظ الباحثون أن المشاركين ممن أصيبوا بالإجهاد جراء الاختبارات كانوا الأكثر عرضة، وبواقع الضعف، للإصابة بضيق الشرايين، عن أولئك الذين احتفظوا بهدوئهم.

نرى في هذا الرسم الآلية التي يعمل بها الكورتيزول cortisol وهو عبارة عن هرمون منشط ينظم ضغط الدم ووظيفة القلب الوعائية وجهاز المناعة، كما يسيطر على استعمال الجسم للبروتين والكربوهيدرات والدهون ونتيجة لزيادة الضغوط سواء البدنية مثل المرض أو الصدمة، ويزيد إنتاج هرمون الكورتيزول كردّ طبيعي وضروري في الجسم إذا بقيت مستويات التوتر عالية لفترة زمنية طويلة. وقد وجدت دراسة بريطانية جديدة أن الإجهاد الناجم عن العمل عامل مهم في حدوث أمراض القلب وداء السكري والتعرض لأخطار السكتة الدماغية.
آيات كثيرة تحض على الهدوء النفسي
إن الذي يتأمل القرآن يلاحظ أن كثيراً من الآيات تأمرنا بالصبر وعدم الغضب والتسامح والعفو، ومن هذه الآيات قوله تعالى: (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) [الشورى: 40]. ويقول أيضاً: (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ * وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ * إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) [النحل: 126-128].
ويقول في حق المتقين الذين وعدهم جنات عرضها السموات والأرض: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [آل عمران: 134]. وأفضل طريقة لعلاج الضغوط النفسية هي العفو، لأن الله تعالى يقول: (وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) [البقرة: 237].
فجزء كبير من الضغوط اليومية التي يتعرض لها الإنسان سببها الإحساس بالظلم وعدم القدرة على النيل من الآخرين، ولكن بمجرد أن يمارس الإنسان "العفو" فإن المشكلة تتبخر مثل الحرارة عندما تبخر الماء! ولذلك كان النبي الكريم أكثر الناس عفواً، ويكفي أن نتذكر يوم فتح مكة عندما نصره الله على أعدائه الذين استهزؤوا به وآذوه وأخرجوه وشتموه، ولكنه عفا عنهم وقال: اذهبوا فأنتم الطلقاء!
إن هذا الموقف هو درس لكل مؤمن أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن رحمة الله تعالى بعباده أنه جعل ثواب التسامح والعفو كبيراً جداً في الآخرة، وجعل ثوابه عظيماً في الدنيا وهو التمتع بصحة أفضل واستقرار نفسي أكبر!
وتأملوا معي هذا النص القرآني الرائع: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) [فصلت: 34-35]، فمهما كانت مشكلتك مع الآخرين يمكن حلّها بمجرد المعاملة بالتي هي أحسن وبقليل من الصبر وبكلمة طيبة كما قال الله تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) [إبراهيم: 24-25].
لتفاؤل وأثره على القلب
ما أعظم التعاليم التي جاء بها الإسلام، وما أروع آيات هذا القرآن، وما أجمل أحاديث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم... فقد كان دائم التفاؤل ويستبشر برحمة الله، ولم يكن يحزن على أمر من أمور الدنيا أبداً، بل كان في كل لحظة يمتثل قول الله تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [يونس: 58]. وقد كان صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل الحسن، وكان أبعد الناس عن التشاؤم، بل كان ينهى عن التطيُّر و"النظرة السوداء" للمستقبل.
وبما أن الله تعالى قال: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) [الأحزاب: 21]، فإنه من الواجب أن نقتدي بسنته ونهتدي بهديه فلا نتشاءم ونتفاءل بالخير دوماً، وهذا خلق من أخلاق النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم، ولكن ماذا عن العلم الحديث، وهل هناك من اكتشاف علمي يؤكد صدق تعاليم نبيّ الرحمة عليه الصلاة والسلام؟
أكدت دراسة أمريكية بأن التشاؤم قد يهلك صاحبه، بعد أن كشفت عن زيادة احتمال تعرض مرضى القلب للوفاة بسبب معاناتهم القلبية، في حال أكثروا من التشاؤم في تعاطيهم مع حالتهم الصحية. ويقول الدكتور جون بيرفوت من المركز الطبي التابع لجامعة ديوك الأمريكية، تعد هذه من أولى الدراسات التي تختبر كيفية تأثر صحة المريض بنظرته وتوجهاته حيال مرضه، وهو ما يؤثر في النهاية على فرصه في النجاة.
وقد ركزت الدراسات السابقة على تأثير توقعات المريض، فيما يختص بحالته المرضية، على قدرته على استئناف الحياة بشكل طبيعي، وبالتحديد فيما يتعلق بالعمل وقيامه بالتمارين الرياضية، إلا أن الدراسة الأخيرة ساعدت في الكشف عن تأثير توجهات الفرد حيال مرضه على صحته البدنية.
وتشير نتائج هذه الدراسة إلى ارتفاع مخاطر الوفاة عند المرضى الذي أظهروا تشاؤماُ تجاه وضعهم الصحي، وذلك بمقدار الضعف مقارنة مع المرضى الآخرين.
ومن وجهة نظر الباحثين، فقد بات من المعلوم وجود علاقة بين الاكتئاب وزيادة معدلات الوفيات عند الأشخاص، غير أن النتائج الحالية تظهر حجم تأثير توقعات المريض، على تعافيه من المرض، بغض النظر عن أية عوامل نفسية أو اجتماعية أخرى.
ويؤكد الدكتور "بيرفوت" على أن الدراسة تقدم نصيحة للطبيب حول أهمية التنبه إلى ما يعتقده المريض حيال مرضه، لما لذلك من تأثير على تعافيه. كما تبين للمرضى بأن توقعاتهم الإيجابية تجاه هذا الأمر، لن تحسن من شعورهم فحسب، وإنما قد تمكنهم من العيش فترة أطول.
وفي ظل هذه النتائج العلمية ندرك أهمية أن يستبشر المؤمن برحمة من الله، فهو القائل: (يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ) [آل عمران: 171]. وقد عجب النبي صلى الله عليه وسلم من حال المؤمن فكان كل حاله خير: إذا أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، وإذا أصابته سراء شكر فكان خيراً له!!
من هنا نتعلم درسين من دروس التقوى: الصبر والشكر. فالمؤمن يتميز على غير المؤمن بهاتين الصفتين أثناء تعامله مع ظروف الحياة وصعوباتها، فتجد أن الصبر والشكر يجعلان المؤمن أكثر تفاؤلاً وأبعد ما يكون عن التشاؤم، لأنه يدرك أن الله معه، وأن المستقبل له، وأن الجنة بانتظاره، فلا يحزن على شيء فاته، ولا يخاف من شيء سيأتيه، ولذلك قال تعالى: (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [يونس: 62-64]. فهل هناك أجمل من أن يمتلك المؤمن البشرى في الدنيا والآخرة، فماذا يريد بعد ذلك؟
القلب والروح
نشرت جريدة ديلي ميل بتاريخ 9/4/2008 مقالاً مهماً بعنوان Can we really transplant a human soul? هل يمكننا حقاً أن نزرع الروح لإنسان؟ وبسبب الوقائع المثيرة التي سردتها المقالة أحببت أن أنقلها وأعلق عليها لنرى أن كل ما يكشفه العلماء اليوم وما يستغربون منه قد تحدث عنه القرآن وأشار إليه بوضوح بما يشهد على إعجاز هذا الكتاب العظيم.
1- إن زراعة الأعضاء ليست كما كان يظنها العلماء مجرد زراعة أو نقل من شخص لآخر، إنها نقل لجزء من ذكرياته وعواطفه وروحه! ولذلك فإن العديد من المشاكل تواجه العلماء بسبب تغير شخصية المريض بعد أن يتم نقل عضو جديد له. وربما يكون أوضح هذه الحالات ما حدث منذ أيام لشخص يدعى سوني غراهام، والذي كان رجلاً محباً للخير والحياة وبعد أن أجريت له زراعة قلب من شخص مات منتحراً، حدثت تغيرات عميقة في شخصية هذا الرجل حتى انتحر بنفس الطريقة!!
2- كلير هي امرأة عمرها 47 عاماً أصيبت بارتفاع ضغط الدم الرئوي الأساسي، وأشرفت على الموت، وتصادف أن مات شاب عمره 18 عاماً بحادث دراجة نارية فأخذوا قلبه ورئتيه وتمت زراعتهما لكلير. تقول كلير: على الفور وبعد انتهاء العملية أحسست أن في صدري قلب يختلف عن قلبي وضرباته تختلف.
إن أول سؤال سأله الصحفيون لكلير بعد العملية ماذا تشعرين الآن: قالت أشتهي "البيرة" بشكل كبير، واستغرب كل من حولها من أهلها، فهي لا تشرب "البيرة" أصلاً ولا تحبها، فماذا حدث؟ تتابع كلير قصتها فتقول: لقد بدأت بعد شهر من العملية أشتهي بعض الأطعمة التي لم أكن أحبها مثل الدجاج، وبدأتُ أتصرف مثل الرجال، وكنتُ أحس بأنني رجل ولست امرأة! وبدأت أشعر بميول نحو النساء بدلاً من الرجال! بدأتُ أرى حلماً وهو أن شاباً كان صديقاً لي أحببته ولم أستطع مفارقته وأحسست أننا سنكون معاً للأبد، واسمه "تيم"، وبعدما أفقت من الحلم اكتشفت بعد بحث طويل أن "تيم" هذا هو متبرع القلب والرئتين والذي مات بحادث.
وبعد ذلك بدأت "كلير" تبحث عن عائلة المتبرع، لأن الأطباء لا يجوز لهم أن يخبروها عنه، هكذا هي القوانين، لا يسمح بإظهار المتبرع. وبعد بحث طويل بمساعدة الأصدقاء استطاعت الوصول للعنوان المطلوب، وعندما ذهبت إلى بيتهم سألتهم عن اسمه كانت المفاجأة أن اسمه بالفعل هو "تيم" وسألتهم عن شخصيته فقالوا إنه كان يحب البيرة والدجاج والأطعمة ذاتها التي أصبحت "كلير" تحبها!
3- هناك مئات الحالات المشابهة لحالة كلير والتي تحدث نتيجة زرع القلب والرئتين والأعضاء، لقد رفض الأطباء في أمريكا التعامل مع مثل هذه الحالات على الرغم من إلحاح المرضى معرفة من تبرع لهم وما هي صفاته، ولكن القوانين تمنع ذلك عندهم، ولذلك تبقى هذه الحالات غير مدروسة. ويؤكد الكاتب PAUL THOMPSON أن هناك أكثر من 70 حالة موثقة تشبه حالة سوني وكلير، حدثت لها تغيرات في الشخصية تشبه تماماً شخصية المتبرع.
4- البرفسور Gary Schwartz في جامعة أريزونا يؤكد أن هناك أعداداً هائلة من المرضى حدثت لهم تغيرات شخصية بعد زراعة أعضاء لهم، ويقول إن هذه الحالات تشكل تحدياً للطب الحديث الذي عجز عن تفسيرها بحقائقه الحالية!
فقد وثّق البروفسور Gary Schwartz حالة غريبة، وهي امرأة شاذة جنسياً تحب الوجبات السريعة عمرها 29 عاماً، وقد أصيبت بفشل في قلبها وتم زرع قلب لها مأخوذ من فتاة نباتية لا تأكل الحوم عمرها 19 عاماً، وبعد الزرع مباشرة أصبحت هذه المرأة طبيعية: زال الشذوذ وأصبحت تكره الوجبات السريعة تماماً مثل صاحبة القلب الأصلي!!
ملاحظة: في حالة هذه المرأة الشاذة وكيف تغير الشذوذ الجنسي لديها وأصبحت طبيعية بتغيير قلبها، دليل على أولئك الذين يدعون أن الشذوذ الجنسي هو حالة طبيعية موجودة في جينات الإنسان الشاذ، ولذلك يقولون لماذا يعاقبه الله على أفعاله الشاذة؟ ونقول يا أحبتي إن مركز الصلاح والفساد هو في القلب، فبمجرد أن تم تغيير قلب المرأة "السحاقية" تغيرت على الفور وتزوجت وأصبحت طبيعية جداً! ماذا يعني ذلك؟ إنه يعني أن القلب هو مستودع المعلومات وينبغي علينا أن نقوم بصيانته وتخزين المعلومات المفيدة فيه، وعلى رأسها القرآن.
5- حالة أخرى توضح أن زراعة الكلية تعطي صفات صاحب الكلية، فقد تم توثيق حالة امرأة اسمها Lynda Gammons تبرعت لزوجها بإحدى كليتيها، وبعد نجاح العملية أصبح الزوج يحب تنظيف المنزل والطبخ والتسوق، وهذه الأعمال كان يكرهها قبل العملية! إذاً الذاكرة موجودة في كل خلية من خلايا جسدنا!

مقطع في الخلايا العصبية للقلب، وهي خلايا عددها أكثر من 40000 خلية، ويؤكد بعض الأطباء "الشجعان" أن هذه الخلايا مسؤولة عن التفكير وعن توجيه الدماغ ولها دور كبير في التحكم بكل الجسد! ومنهم البروفسور Gary Schwart الذي وثق عشرات الحالات التي تثبت أن للقلب دوراً كبيراً في التحكم بشخصية الإنسان وأفعاله وذكرياته، بل إن القلب هو الذي يحدد مستوى الإيمان أو الكفر لدى الإنسان!
6- تؤكد صحيفة ديلي ميل أن الأطباء في الصين مهتمون بهذه الظاهرة ويدرسونها الآن، وإذا كانت هذه الظاهرة صحيحة فإنها ستحطم الكثير من الحقائق في الطب الحديث، ولكن لو تأملنا القرآن والسنة الشريفة لوجدنا وصفاً واضحاً للقلب وعمله، يقول صلى الله عليه وسلم: (ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)، صدق رسول الله. وانظروا معي إلى حالة الرجل الذي كان قلبه سليماً من الناحية الإيمانية، ولكنه مريض طبياً، كيف أقدم على الانتحار بعد تغيير قلبه، ماذا يعني ذلك؟
نستطيع أن نستنتج من الوقائع السابقة:
1- أن القلب هو مركز الإيمان، فقد انقلب هذا الرجل من الإيمان إلى الإلحاد، فأوصله ذلك إلى الانتحار. يقول تعالى عن قلوب الكفار: (وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ) [المائدة: 41].
2- القلب هو مركز التفقه والإدراك، يقول تعالى: (لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا) [الأعراف: 179].
3- القلب هو مركز العقل، يقول تعالى: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا) [الحج: 46].
4- للقلب دور في إدراك ما يسمعه الإنسان، فحالة الرجل الذي انتحر ولقي مصير صاحب القلب الأصلي تؤكد أنه في وضع غير طبيعي، وبالتالي يتصرف كإنسان أعمى لا يبصر، فكل ما يشغله هو الانتحار، وهنا نستنتج أن المريض أصبح يرى الأشياء رؤية جديدة كما كان يراها صاحب القلب الأصلي، ولذلك يمكننا أن نقول إن القلب هو مركز البصيرة، يقول تعالى: (فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) [الحجر: 46].
5- للقلب دور في إدراك ما يسمعه الإنسان وما يراه، لأن العلماء يؤكدون أنه مع كل زراعة قلب، تتغير نظرة المريض للحياة وتتغير طريقته في فهم الأشياء والتعامل مع الواقع، فهو يرى الأمور بمنظار صاحب القلب الأصلي، ويسمع الأشياء كما كان يسمعها صاحب القلب الأصلي، ولذلك قال تعالى: (وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ) [الأعراف: 100].
6- تؤكد حالة الرجل الذي انتحر، أن صاحب القلب الأصلي كان قلبه مريضاً ويحمل أفكاراً إلحادية ولا يؤمن بالآخرة وليس في قلبه إلا الانتحار، وانتقلت الفكرة ذاتها وهذا يدل على أن القلب يمرض مرضاً يفقد معه إيمانه بالله، يقول تعالى: (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا) [البقرة: 10].
7- حالة المرأة التي تم تغيير قلبها ورئتيها وكيف انقلبت انقلاباً جذرياً تدل على أن الصدر هو مستودع للذكريات أيضاً وأن الرئتين لهما دور في التفقه والإيمان والكفر، يقول تعالى: (وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) [آل عمران: 154].
8- إن الحالات السابقة تؤكد أن القلب هو مخزن المعلومات وليس الدماغ، والدماغ تابع للقلب، وهذا ما أكده القرآن بقوله تعالى: (يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ) [آل عمران: 167]. إذاً القلب مستودع الذكريات، يقول تعالى: (فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ) [الفتح: 18].
يؤكد العلماء أن القلب قد يكون مركز الروح، وعندما يتم زرعه في شخص آخر تنتقل أجزاء من روح الإنسان صاحب القلب الأصلي، ولكنهم يقولون إن العلم على الرغم من تطوره لا يزال يقف عاجزاً أمام تفسير هذه الظاهرة المحيرة بسبب نقص المعلومات. ألا تظن أخي القارئ أن القرآن قد أزال الحيرة عندما قال: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) [الإسراء: 85].
وأخيراً: ربما تدرك الآن لماذا اهتم المصطفى صلى الله عليه وسلم بالقلوب، وأمرنا أن نغذيها بكلام الله، فمثل القلب الذي لا يذكر الله كالبيت الخرب، وربما تدرك لماذا كان أكثر دعاء النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم: (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك). نسأل الله تعالى أن يثبت قلوبنا على الإيمان، وأن نكون من الذين قال فيهم: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) [الأنفال: 2-4].
وأخيراً نسأل الله تعالى أن يثبت قلوبنا على الإيمان، ونتذكر أكثر دعاء النبي: (يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك)، وندعو بدعاء المؤمنين: (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) [آل عمران: 8]. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


تناولت دراسة أوروبية جانباً آخر للإجهاد، إذ أظهر بحث بريطاني تأثير الإجهاد السلبي على القلب وما يمكن أن يتسبب به من أمراض، لتؤكد علمياً الاعتقاد السائد منذ القدم بارتباطه بالنوبات القلبية. ويؤكد الخبراء أن كل ضغط نفسي تتعرض له يضعف أداء القلب وكأنك تضغط عليه بأداة حادة!!
وأُخضع كل المشاركين لاختبارات ضغط ومن ثم قيست مستويات هرمون الكورتيزول، وهو هرمون الإجهاد الابتدائي الذي ينتجه الجسم عندما يتعرض إلى ضغوطات نفسية أو جسدية، ويؤدي في حال إطلاقه إلى تضييق الشرايين. ولاحظ الباحثون أن المشاركين ممن أصيبوا بالإجهاد جراء الاختبارات كانوا الأكثر عرضة، وبواقع الضعف، للإصابة بضيق الشرايين، عن أولئك الذين احتفظوا بهدوئهم.
نرى في هذا الرسم الآلية التي يعمل بها الكورتيزول cortisol وهو عبارة عن هرمون منشط ينظم ضغط الدم ووظيفة القلب الوعائية وجهاز المناعة، كما يسيطر على استعمال الجسم للبروتين والكربوهيدرات والدهون ونتيجة لزيادة الضغوط سواء البدنية مثل المرض أو الصدمة، ويزيد إنتاج هرمون الكورتيزول كردّ طبيعي وضروري في الجسم إذا بقيت مستويات التوتر عالية لفترة زمنية طويلة. وقد وجدت دراسة بريطانية جديدة أن الإجهاد الناجم عن العمل عامل مهم في حدوث أمراض القلب وداء السكري والتعرض لأخطار السكتة الدماغية.
آيات كثيرة تحض على الهدوء النفسي
إن الذي يتأمل القرآن يلاحظ أن كثيراً من الآيات تأمرنا بالصبر وعدم الغضب والتسامح والعفو، ومن هذه الآيات قوله تعالى: (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) [الشورى: 40]. ويقول أيضاً: (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ * وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ * إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) [النحل: 126-128].
ويقول في حق المتقين الذين وعدهم جنات عرضها السموات والأرض: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [آل عمران: 134]. وأفضل طريقة لعلاج الضغوط النفسية هي العفو، لأن الله تعالى يقول: (وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) [البقرة: 237].
فجزء كبير من الضغوط اليومية التي يتعرض لها الإنسان سببها الإحساس بالظلم وعدم القدرة على النيل من الآخرين، ولكن بمجرد أن يمارس الإنسان "العفو" فإن المشكلة تتبخر مثل الحرارة عندما تبخر الماء! ولذلك كان النبي الكريم أكثر الناس عفواً، ويكفي أن نتذكر يوم فتح مكة عندما نصره الله على أعدائه الذين استهزؤوا به وآذوه وأخرجوه وشتموه، ولكنه عفا عنهم وقال: اذهبوا فأنتم الطلقاء!
إن هذا الموقف هو درس لكل مؤمن أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن رحمة الله تعالى بعباده أنه جعل ثواب التسامح والعفو كبيراً جداً في الآخرة، وجعل ثوابه عظيماً في الدنيا وهو التمتع بصحة أفضل واستقرار نفسي أكبر!
وتأملوا معي هذا النص القرآني الرائع: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) [فصلت: 34-35]، فمهما كانت مشكلتك مع الآخرين يمكن حلّها بمجرد المعاملة بالتي هي أحسن وبقليل من الصبر وبكلمة طيبة كما قال الله تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) [إبراهيم: 24-25].
لتفاؤل وأثره على القلب
ما أعظم التعاليم التي جاء بها الإسلام، وما أروع آيات هذا القرآن، وما أجمل أحاديث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم... فقد كان دائم التفاؤل ويستبشر برحمة الله، ولم يكن يحزن على أمر من أمور الدنيا أبداً، بل كان في كل لحظة يمتثل قول الله تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [يونس: 58]. وقد كان صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل الحسن، وكان أبعد الناس عن التشاؤم، بل كان ينهى عن التطيُّر و"النظرة السوداء" للمستقبل.
وبما أن الله تعالى قال: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) [الأحزاب: 21]، فإنه من الواجب أن نقتدي بسنته ونهتدي بهديه فلا نتشاءم ونتفاءل بالخير دوماً، وهذا خلق من أخلاق النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم، ولكن ماذا عن العلم الحديث، وهل هناك من اكتشاف علمي يؤكد صدق تعاليم نبيّ الرحمة عليه الصلاة والسلام؟
أكدت دراسة أمريكية بأن التشاؤم قد يهلك صاحبه، بعد أن كشفت عن زيادة احتمال تعرض مرضى القلب للوفاة بسبب معاناتهم القلبية، في حال أكثروا من التشاؤم في تعاطيهم مع حالتهم الصحية. ويقول الدكتور جون بيرفوت من المركز الطبي التابع لجامعة ديوك الأمريكية، تعد هذه من أولى الدراسات التي تختبر كيفية تأثر صحة المريض بنظرته وتوجهاته حيال مرضه، وهو ما يؤثر في النهاية على فرصه في النجاة.
وقد ركزت الدراسات السابقة على تأثير توقعات المريض، فيما يختص بحالته المرضية، على قدرته على استئناف الحياة بشكل طبيعي، وبالتحديد فيما يتعلق بالعمل وقيامه بالتمارين الرياضية، إلا أن الدراسة الأخيرة ساعدت في الكشف عن تأثير توجهات الفرد حيال مرضه على صحته البدنية.
وتشير نتائج هذه الدراسة إلى ارتفاع مخاطر الوفاة عند المرضى الذي أظهروا تشاؤماُ تجاه وضعهم الصحي، وذلك بمقدار الضعف مقارنة مع المرضى الآخرين.
ومن وجهة نظر الباحثين، فقد بات من المعلوم وجود علاقة بين الاكتئاب وزيادة معدلات الوفيات عند الأشخاص، غير أن النتائج الحالية تظهر حجم تأثير توقعات المريض، على تعافيه من المرض، بغض النظر عن أية عوامل نفسية أو اجتماعية أخرى.
ويؤكد الدكتور "بيرفوت" على أن الدراسة تقدم نصيحة للطبيب حول أهمية التنبه إلى ما يعتقده المريض حيال مرضه، لما لذلك من تأثير على تعافيه. كما تبين للمرضى بأن توقعاتهم الإيجابية تجاه هذا الأمر، لن تحسن من شعورهم فحسب، وإنما قد تمكنهم من العيش فترة أطول.
وفي ظل هذه النتائج العلمية ندرك أهمية أن يستبشر المؤمن برحمة من الله، فهو القائل: (يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ) [آل عمران: 171]. وقد عجب النبي صلى الله عليه وسلم من حال المؤمن فكان كل حاله خير: إذا أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، وإذا أصابته سراء شكر فكان خيراً له!!
من هنا نتعلم درسين من دروس التقوى: الصبر والشكر. فالمؤمن يتميز على غير المؤمن بهاتين الصفتين أثناء تعامله مع ظروف الحياة وصعوباتها، فتجد أن الصبر والشكر يجعلان المؤمن أكثر تفاؤلاً وأبعد ما يكون عن التشاؤم، لأنه يدرك أن الله معه، وأن المستقبل له، وأن الجنة بانتظاره، فلا يحزن على شيء فاته، ولا يخاف من شيء سيأتيه، ولذلك قال تعالى: (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [يونس: 62-64]. فهل هناك أجمل من أن يمتلك المؤمن البشرى في الدنيا والآخرة، فماذا يريد بعد ذلك؟
القلب والروح
نشرت جريدة ديلي ميل بتاريخ 9/4/2008 مقالاً مهماً بعنوان Can we really transplant a human soul? هل يمكننا حقاً أن نزرع الروح لإنسان؟ وبسبب الوقائع المثيرة التي سردتها المقالة أحببت أن أنقلها وأعلق عليها لنرى أن كل ما يكشفه العلماء اليوم وما يستغربون منه قد تحدث عنه القرآن وأشار إليه بوضوح بما يشهد على إعجاز هذا الكتاب العظيم.
1- إن زراعة الأعضاء ليست كما كان يظنها العلماء مجرد زراعة أو نقل من شخص لآخر، إنها نقل لجزء من ذكرياته وعواطفه وروحه! ولذلك فإن العديد من المشاكل تواجه العلماء بسبب تغير شخصية المريض بعد أن يتم نقل عضو جديد له. وربما يكون أوضح هذه الحالات ما حدث منذ أيام لشخص يدعى سوني غراهام، والذي كان رجلاً محباً للخير والحياة وبعد أن أجريت له زراعة قلب من شخص مات منتحراً، حدثت تغيرات عميقة في شخصية هذا الرجل حتى انتحر بنفس الطريقة!!
2- كلير هي امرأة عمرها 47 عاماً أصيبت بارتفاع ضغط الدم الرئوي الأساسي، وأشرفت على الموت، وتصادف أن مات شاب عمره 18 عاماً بحادث دراجة نارية فأخذوا قلبه ورئتيه وتمت زراعتهما لكلير. تقول كلير: على الفور وبعد انتهاء العملية أحسست أن في صدري قلب يختلف عن قلبي وضرباته تختلف.
إن أول سؤال سأله الصحفيون لكلير بعد العملية ماذا تشعرين الآن: قالت أشتهي "البيرة" بشكل كبير، واستغرب كل من حولها من أهلها، فهي لا تشرب "البيرة" أصلاً ولا تحبها، فماذا حدث؟ تتابع كلير قصتها فتقول: لقد بدأت بعد شهر من العملية أشتهي بعض الأطعمة التي لم أكن أحبها مثل الدجاج، وبدأتُ أتصرف مثل الرجال، وكنتُ أحس بأنني رجل ولست امرأة! وبدأت أشعر بميول نحو النساء بدلاً من الرجال! بدأتُ أرى حلماً وهو أن شاباً كان صديقاً لي أحببته ولم أستطع مفارقته وأحسست أننا سنكون معاً للأبد، واسمه "تيم"، وبعدما أفقت من الحلم اكتشفت بعد بحث طويل أن "تيم" هذا هو متبرع القلب والرئتين والذي مات بحادث.
وبعد ذلك بدأت "كلير" تبحث عن عائلة المتبرع، لأن الأطباء لا يجوز لهم أن يخبروها عنه، هكذا هي القوانين، لا يسمح بإظهار المتبرع. وبعد بحث طويل بمساعدة الأصدقاء استطاعت الوصول للعنوان المطلوب، وعندما ذهبت إلى بيتهم سألتهم عن اسمه كانت المفاجأة أن اسمه بالفعل هو "تيم" وسألتهم عن شخصيته فقالوا إنه كان يحب البيرة والدجاج والأطعمة ذاتها التي أصبحت "كلير" تحبها!
3- هناك مئات الحالات المشابهة لحالة كلير والتي تحدث نتيجة زرع القلب والرئتين والأعضاء، لقد رفض الأطباء في أمريكا التعامل مع مثل هذه الحالات على الرغم من إلحاح المرضى معرفة من تبرع لهم وما هي صفاته، ولكن القوانين تمنع ذلك عندهم، ولذلك تبقى هذه الحالات غير مدروسة. ويؤكد الكاتب PAUL THOMPSON أن هناك أكثر من 70 حالة موثقة تشبه حالة سوني وكلير، حدثت لها تغيرات في الشخصية تشبه تماماً شخصية المتبرع.
4- البرفسور Gary Schwartz في جامعة أريزونا يؤكد أن هناك أعداداً هائلة من المرضى حدثت لهم تغيرات شخصية بعد زراعة أعضاء لهم، ويقول إن هذه الحالات تشكل تحدياً للطب الحديث الذي عجز عن تفسيرها بحقائقه الحالية!
فقد وثّق البروفسور Gary Schwartz حالة غريبة، وهي امرأة شاذة جنسياً تحب الوجبات السريعة عمرها 29 عاماً، وقد أصيبت بفشل في قلبها وتم زرع قلب لها مأخوذ من فتاة نباتية لا تأكل الحوم عمرها 19 عاماً، وبعد الزرع مباشرة أصبحت هذه المرأة طبيعية: زال الشذوذ وأصبحت تكره الوجبات السريعة تماماً مثل صاحبة القلب الأصلي!!
ملاحظة: في حالة هذه المرأة الشاذة وكيف تغير الشذوذ الجنسي لديها وأصبحت طبيعية بتغيير قلبها، دليل على أولئك الذين يدعون أن الشذوذ الجنسي هو حالة طبيعية موجودة في جينات الإنسان الشاذ، ولذلك يقولون لماذا يعاقبه الله على أفعاله الشاذة؟ ونقول يا أحبتي إن مركز الصلاح والفساد هو في القلب، فبمجرد أن تم تغيير قلب المرأة "السحاقية" تغيرت على الفور وتزوجت وأصبحت طبيعية جداً! ماذا يعني ذلك؟ إنه يعني أن القلب هو مستودع المعلومات وينبغي علينا أن نقوم بصيانته وتخزين المعلومات المفيدة فيه، وعلى رأسها القرآن.
5- حالة أخرى توضح أن زراعة الكلية تعطي صفات صاحب الكلية، فقد تم توثيق حالة امرأة اسمها Lynda Gammons تبرعت لزوجها بإحدى كليتيها، وبعد نجاح العملية أصبح الزوج يحب تنظيف المنزل والطبخ والتسوق، وهذه الأعمال كان يكرهها قبل العملية! إذاً الذاكرة موجودة في كل خلية من خلايا جسدنا!
مقطع في الخلايا العصبية للقلب، وهي خلايا عددها أكثر من 40000 خلية، ويؤكد بعض الأطباء "الشجعان" أن هذه الخلايا مسؤولة عن التفكير وعن توجيه الدماغ ولها دور كبير في التحكم بكل الجسد! ومنهم البروفسور Gary Schwart الذي وثق عشرات الحالات التي تثبت أن للقلب دوراً كبيراً في التحكم بشخصية الإنسان وأفعاله وذكرياته، بل إن القلب هو الذي يحدد مستوى الإيمان أو الكفر لدى الإنسان!
6- تؤكد صحيفة ديلي ميل أن الأطباء في الصين مهتمون بهذه الظاهرة ويدرسونها الآن، وإذا كانت هذه الظاهرة صحيحة فإنها ستحطم الكثير من الحقائق في الطب الحديث، ولكن لو تأملنا القرآن والسنة الشريفة لوجدنا وصفاً واضحاً للقلب وعمله، يقول صلى الله عليه وسلم: (ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)، صدق رسول الله. وانظروا معي إلى حالة الرجل الذي كان قلبه سليماً من الناحية الإيمانية، ولكنه مريض طبياً، كيف أقدم على الانتحار بعد تغيير قلبه، ماذا يعني ذلك؟
نستطيع أن نستنتج من الوقائع السابقة:
1- أن القلب هو مركز الإيمان، فقد انقلب هذا الرجل من الإيمان إلى الإلحاد، فأوصله ذلك إلى الانتحار. يقول تعالى عن قلوب الكفار: (وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ) [المائدة: 41].
2- القلب هو مركز التفقه والإدراك، يقول تعالى: (لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا) [الأعراف: 179].
3- القلب هو مركز العقل، يقول تعالى: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا) [الحج: 46].
4- للقلب دور في إدراك ما يسمعه الإنسان، فحالة الرجل الذي انتحر ولقي مصير صاحب القلب الأصلي تؤكد أنه في وضع غير طبيعي، وبالتالي يتصرف كإنسان أعمى لا يبصر، فكل ما يشغله هو الانتحار، وهنا نستنتج أن المريض أصبح يرى الأشياء رؤية جديدة كما كان يراها صاحب القلب الأصلي، ولذلك يمكننا أن نقول إن القلب هو مركز البصيرة، يقول تعالى: (فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) [الحجر: 46].
5- للقلب دور في إدراك ما يسمعه الإنسان وما يراه، لأن العلماء يؤكدون أنه مع كل زراعة قلب، تتغير نظرة المريض للحياة وتتغير طريقته في فهم الأشياء والتعامل مع الواقع، فهو يرى الأمور بمنظار صاحب القلب الأصلي، ويسمع الأشياء كما كان يسمعها صاحب القلب الأصلي، ولذلك قال تعالى: (وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ) [الأعراف: 100].
6- تؤكد حالة الرجل الذي انتحر، أن صاحب القلب الأصلي كان قلبه مريضاً ويحمل أفكاراً إلحادية ولا يؤمن بالآخرة وليس في قلبه إلا الانتحار، وانتقلت الفكرة ذاتها وهذا يدل على أن القلب يمرض مرضاً يفقد معه إيمانه بالله، يقول تعالى: (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا) [البقرة: 10].
7- حالة المرأة التي تم تغيير قلبها ورئتيها وكيف انقلبت انقلاباً جذرياً تدل على أن الصدر هو مستودع للذكريات أيضاً وأن الرئتين لهما دور في التفقه والإيمان والكفر، يقول تعالى: (وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) [آل عمران: 154].
8- إن الحالات السابقة تؤكد أن القلب هو مخزن المعلومات وليس الدماغ، والدماغ تابع للقلب، وهذا ما أكده القرآن بقوله تعالى: (يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ) [آل عمران: 167]. إذاً القلب مستودع الذكريات، يقول تعالى: (فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ) [الفتح: 18].
يؤكد العلماء أن القلب قد يكون مركز الروح، وعندما يتم زرعه في شخص آخر تنتقل أجزاء من روح الإنسان صاحب القلب الأصلي، ولكنهم يقولون إن العلم على الرغم من تطوره لا يزال يقف عاجزاً أمام تفسير هذه الظاهرة المحيرة بسبب نقص المعلومات. ألا تظن أخي القارئ أن القرآن قد أزال الحيرة عندما قال: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) [الإسراء:
وأخيراً: ربما تدرك الآن لماذا اهتم المصطفى صلى الله عليه وسلم بالقلوب، وأمرنا أن نغذيها بكلام الله، فمثل القلب الذي لا يذكر الله كالبيت الخرب، وربما تدرك لماذا كان أكثر دعاء النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم: (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك). نسأل الله تعالى أن يثبت قلوبنا على الإيمان، وأن نكون من الذين قال فيهم: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) [الأنفال: 2-4].
وأخيراً نسأل الله تعالى أن يثبت قلوبنا على الإيمان، ونتذكر أكثر دعاء النبي: (يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك)، وندعو بدعاء المؤمنين: (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) [آل عمران: 8]. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
بصمة الدماغ
حقائق علمية تنكشف أمامنا كل يوم لتؤكد أن الإنسان أعقد مما نتصور فهو مخلوق متكامل وتتجلى فيه قدرة الخالق عز وجل ....
كشف العلماء حديثاً أن الدماغ له بصمة أيضاً، فدماغ كل واحد منا يصدر ترددات كهرطيسية بشكل دائم تتناسب مع نشاط المخ ونوع العمليات التي يقوم بها. فالإنسان عندما يتذكر تفاصيل موقف ما فإن دماغه يصدر ترددات تختلف عن تذكره لمشهد آخر.
الدماغ مصمم ليطلق موجات كهرطيسية معقدة أثناء تفاعله مع الأحداث، ويسعى العلماء اليوم لقراءة هذا الدماغ ومحاولة فهم أسراره الغريبة.
لقد طور تقنية بصمات الدماغ الدكتور لاري فارويل وهي عبارة عن طريقة لقراءة الدفقات (الترددات) الكهربائية اللاإرادية التي تصدر عن المخ استجابة لرؤية بعض الصور المتعلقة بمشهد ما. وسوف تُستخدم هذه التقنية للتعرف على كذب أو صدق المجرمين أثناء التحقيق معهم.
وعلى خلاف جهاز كشف الكذب الذي يقارن دوما به، فإن دقة تقنية بصمات المخ تكمن في قدرتها على التقاط إشارة كهربية تعرف باسم بي 300 قبل أن يستطيع المشتبه به التحكم في انفعالاته.
هل تتصوروا أن يأتي ذلك اليوم الذي يتمكن فيه الإنسان من تشغيل جهاز الكمبيوتر أو القيام بطباعة صفحات ما بمجرد التفكير في الأمر؟ في الواقع هذا الحلم كان مجرد خيال علمي وقد بدأ يتحقق في ظل التطور التقني الكبير وازدياد فهمنا لدماغ الإنسان ولما يرسله من إشارات كهربية. وبالفعل تمكن العلماء في معهد التشغيل الآلي في مدينة بريمن الألمانية من التوصل إلى جهاز جديد للتحكم عن بعد في جهاز الكمبيوتر!
ويقول د. فارويل إن هذه التقنية علمية جدا، بصمات المخ لا علاقة لها بالمشاعر ولا بإفرازات العرق، بل هي ببساطة تحدد بشكل علمي إذا كانت المعلومات موجودة في الدماغ أم لا. كما أنها لا تعتمد على التأويل غير الموضوعي للشخص الذي يجري الاختبار (على شخص آخر). فالكمبيوتر يراقب المعلومات ويفيد بماهية المعلومات الموجودة والمعلومات غير الموجودة وتبلغ دقة هذا الجهاز 100%.
وأقول يا أحبتي انظروا كيف وضع الله في دماغ كل منا شاهداً على نفسه، ولا نستغرب إذا علمنا أن الجلد والسمع والبصر سيشهد علينا يوم القيامة، يقول تعالى: (حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [فصلت: 20-21].
إن هذه الآيات تدعونا للتفكر في أنفسنا فالله تعالى هو القائل: (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) [الذاريات].
قلب الرجل وقلب المرأة
تبين حديثاً أن قلب الرجل مختلف عن قلب المرأة من حيث الحجم والعمليات الفيزيائية وإفراز الهرمونات....
لا يزال العلم يكشف اختلافات جوهرية بين الذكر والأنثى ... فقد وُجد أن حجم دماغ المرأة أقل من حجم دماغ الرجل من 10-15 % وطريقة عمل دماغ المرأة تختلف عن طريقة عمل دماغ الرجل، وكذلك هناك اختلافات في طريقة التفكير وطريقة معالجة المعلومات واختلافات في الاستجابة للمؤثرات الخارجية...
إن هذه الاختلافات تثبت أن الذكر يختلف عن الأنثى ولا يمكن أن يكونا متساويين، وهذا يدحض حجج الملحدين الذين يدعون للمساواة بين الرجل والمرأة في كل شيء، ويؤكد صدق كلام الله تعالى عندما قال: (وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى) [آل عمران: 36].
ومن أحدث الاكتشافات التي تؤكد هذا الكلام أن العلماء قد وجدوا اختلافات جوهرية بين قلب الرجل وقلب المرأة، ففي خبر علمي أفاد باحثون أمريكيون بأن الرجال والنساء الذين تجرى لهم عمليات زرع أعضاء تكون احتمالات الموت لديهم مرتفعة إذا كان المتبرع من الجنس الآخر.
وأشار باحثون من جامعة هوبكنز في بالتيمور إلى أن السبب غير واضح ولكن قد يكون نتيجة اختلافات الحجم في القلب، حيث يعتقد أن قلوب الرجال أكبر حجماً أو عوامل هرمونية ومناعية ما.
وأوضح الباحثون أن المرضى الذين تزرع لهم أعضاء من متبرعين من الجنس الآخر يزيد خطر الموت لديهم بنسبة 15 بالمئة مقارنة مع هؤلاء الذين كان المتبرعون لهم من نفس جنسهم، ولذلك على الأطباء أن يمنحوا المريض الذي يحتاج لعملية زرع قلباً من نفس جنسه.
وأكدت جمعية القلب الأمريكية أن أكثر من 2000 عملية زرع قلب تجرى في الولايات المتحدة كل عام ويشكل الرجال نحو ثلاثة أرباع المرضى.
أحبتي في الله! إن عمليات زراعة القلب من ضمن العمليات الهادفة لإطالة عمر الإنسان والله تعالى يقول: (وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [المنافقون: 11]. وقد خُيّر النبي الكريم عليه الصلاة والسلام بين لقاء الله وبين الدنيا فاختار الرفيق الأعلى!
فعمليات زراعة القلب لم تقدم شيئاً للإنسان سوى إطالة عمره سنوات قليلة مترافقة مع الألم وجرعات الدواء والتكاليف الباهظة، ولو أراد الله لأطال عمر هذا الإنسان من دون اللجوء إلى مثل هذه العمليات.
وبما أنه ثبت علمياً أن القلب مسؤول عن التفكير والإدراك وحتى الإيمان والكفر فإن المؤمن ينبغي أن يبتعد عن مثل هذه العمليات وأن يرضى بلقاء الله تعالى، فهو القائل: (مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآَتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [العنكبوت: 5].
ويجب أن نعتقد أن الله كتب لكل نفس أجلاً محدداً لن تتجاوزه، يقول تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) [آل عمران: 185]. وقد ثبت علمياً أن كل محاولات إطالة العمر باءت بالفشل الذريع، والسبب أن الموت يُخلق داخل خلايا أجسامنا وهو عملية منظمة ومقدرة ولذلك قال تعالى: (نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ) [الواقعة: 60].
بقلم عبد الدائم الكحيل
www.kaheel7.com/ar
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى