مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* معجزات قرآنية:الحياة مناعة لجسمك- الكون - الامواج العميقة- الغيوم ونزول المطر- -النوم والسمع

اذهب الى الأسفل

* معجزات قرآنية:الحياة مناعة لجسمك- الكون - الامواج العميقة- الغيوم ونزول المطر- -النوم والسمع Empty * معجزات قرآنية:الحياة مناعة لجسمك- الكون - الامواج العميقة- الغيوم ونزول المطر- -النوم والسمع

مُساهمة  طارق فتحي الأحد يناير 09, 2011 9:50 am

نظرتك إلى الحياة تحدد مناعة جسمك
اعداد : طارق فتحي
بحث أمريكي جديد يؤكد أن الذين يتمتعون بنظرة إيجابية تجاه الحياة، يتمتعون بصحة أفضل،....
كشف بحث أمريكي جديد أن نوعية نظرة الإنسان إلى الأمور من حوله تحدد نظام المناعة لجسمه، حيث تقول الدراسة إن النظرة الإيجابية في الحياة لها تأثير مفيد على الصحة وتعزز نظام المناعة في الجسم، وهذا الكشف قد يكون له تأثير كبير على أساليب العلاج.
وكشف البحث المشترك بين جامعتي "كنتاكي" و"لويزفيل" أن الشعور المتفائل بخصوص المستقبل قد يؤدي لشعور أفضل في الواقع، وأن التفاؤل مفيد للصحة إذ من شأنه تعزيز قدرة الجسم على محاربة العدوى.
وخلصت نتائج البحث الذي نشر في دورية "علم النفس" إلى أن قوة الاستجابة المناعية للجسم ترتفع أكثر بين المتفائلين، وتكون الاستجابة بطيئة بين المتشائمين.
وفي دراسة سابقة تبيّن أن التفاؤل مفيد للصحة وقد يمنع، إلى حد كبير، فرص الإصابة بالسكتات القلبية أو حتى الموت.
تؤكد الأبحاث العلمية أن تفاؤل الشخص بالمستقبل يتم التحكم به من خلال جزء صغير في مقدمة وسط الدماغ. وأظهرت الدراسة أن تلك المنطقة التي تقع في العمق خلف العينين، تتفاعل عندما تراود الشخص أفكار إيجابية حول ما يمكن أن يحدث في المستقبل. كذلك يقول العلماء إن المتفائلين أقل عرضة من المتشائمين للإصابة بالاكتئاب أو اللجوء للتدخين، كما أنهم يبدون أصغر سناً، وينالون قسطاً أوفر من التعليم ويتلقون دخلاً أفضل، كما أنهم أكثر تديّناً، وفق الدراسة التي نشرت في دورية "جمعية القلب الأمريكية."
مواقف من القرآن والسنّة
إن الذي يتأمل آيات القرآن الكريم يجدها مليئة بالتفاؤل بل وتعلمنا كيف ننظر إلى الحياة نظرة إيجابية، فلا مكان لليأس في حياة المؤمن ... لدرجة أن القرآن اعتبر الذي ييأس من رحمة الله كافراً! يقول تعالى: (وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) [يوسف: 87].
وحتى في أصعب المواقف التي تعرض لها النبي عليه الصلاة والسلام نجد الفرح برحمة الله وعدم الحزن، يقول تعالى: (إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) [التوبة: 40]... ولذلك فقد خاطب الله المؤمنين ألا يحزنوا مهما كانت الظروف فقال: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [آل عمران: 139]..
إن القرآن اعتبر كل من يقنط من رحمة الله ضالاً! يقول تعالى: (وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ) [الحجر: 56]. وانظروا معي إلى هذا النداء الإلهي لمن ابتلُي بالمعاصي بل وأسرف بالذنوب والسيئات، يقول تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر: 53] وركزوا معي على هذه الكلمات (لَا تَقْنَطُوا)... (لَا تَحْزَنُوا)... (لَا تَيْأَسُوا)... جميعها أوامر مباشرة من الله لعباده ليصححوا نظرتهم إلى الحياة لتكون نظرة إيجابية.
بينما نجد غير المؤمن يائساً من رحمة الله، يقول تعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [العنكبوت: 23]. ولذلك نجد أثر الدين على الصحة النفسية والجسدية للإنسان المؤمن، فكلما كانت ثقة المؤمن بربه أكبر كلما تمتع بصحة أفضل ومناعة أقوى.

من نحن أمام هذا الكون؟!
سوف نجري مقارنة سريعة بين حجم كرتنا الأرضية وبين حجم جزء صغير من الكون لنرى من نحن ....
يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ) [الانفطار: 6-8]... لنبدأ برحلة تأملية عسى أن ندرك حجمنا أمام عظمة الكون. لنتأمل كرتنا الأرضية كما تبدو من الخارج:
هكذا تبدو أرضنا بالنسبة لرواد الفضاء، إنها أرض عملاقة وكبيرة... هكذا نحسبها ولكن هل هي كذلك بالفعل؟ دعونا نتأمل هذه الصورة لكرتنا الأرضية أمام الشمس بالحجم الحقيقي:
انظروا معي إلى هذه الكرة الصغيرة الزرقاء على يمين الشمس كم هي صغيرة أمام لهب الشمس! وانظروا إلى لسان اللهب المنطلق من الشمس والذي يبلغ من الحجم أضعاف الأرض، لو أنه اقترب من كرتنا الأرضية ماذا سيفعل بها؟ بلا شك سيفني الحياة على ظهرها خلال دقائق معدودة.
ولكن هذا ليس كل شيء، دعونا نتأمل هذه الشمس العملاقة من الخارج كيف تبدو؟
إن الشمس تبدو وكأنها نجم لامع صغير لا نكاد نميزه بين هذه النجوم!! إن هذا المارد العملاق والذي يفوق حجم الأرض بأكثر من مليون مرة، لا يكاد يرى في هذه الصورة!
ولكن دعونا نبتعد أكثر حتى نخرج من مجرتنا، طبعاً مجرتنا تحوي أكثر من 100000000000 شمس!!! تأملوا معي هذه المجرة التي نعيش فيها:
هذه صورة لمجرتنا من الخارج هكذا تبدو كما يصورها العلماء، ولكن هل يستطيع أحدكم أن يميز نجماً مثل الشمس من بين أكثر من مئة ألف مليون شمس تظهر في هذه الصورة؟؟! بلا شك إن الشمس تكاد لا تُرى أبداً بين هذا الزحام من النجوم.
ولكن دعونا من جديد نبتعد عن مجرتنا فماذا يمكن أن نرى؟ وكيف ستبدو هذه المجرة الهائلة من على بعد؟ انظروا معي إلى هذه الصورة:
هل يستطيع أحدكم أن يميز مجرتنا الآن؟ طبعاً تبدو المجرة العملاقة بنجومها الذي يتجاوز مئة ألف مليون نجم، تبدو كنقطة صغيرة وبعيدة تسبح في ظلام بارد. يقول العلماء إن الكون يحوي مئات المليارات من المجرات!!
ومن جديد دعونا نبتعد عن هذه المجرات فماذا نرى؟ إننا أمام مشهد جديد: إنه خيط كوني عملاق تصطف عليه آلاف المجرات انظروا معي ودققوا جيداً:
نرى على هذا الخيط الكوني المجرات كنقاط مضيئة، سبحان الخالق العظيم، أي قوة تمسك هذه المجرات وتصفّها بهذا الشكل المتقن؟ إنها بلا شك قدرة الله عز وجل.
ولكن لنبتعد من جديد ونكشف زاوية من زوايا الكون، كيف يبدو كوننا من الخارج؟ وأين نحن من هذا الكون؟ لنتأمل هذه الصورة:

هذا هو النسيج الكوني الذي سماه القرآن "الحُبُك" يتألف من ملايين الخيوط الكونية وكل خيط تتوضع عليه آلاف المجرات وكل مجرة تحوي مليايات النجوم وكل نجم هو شمس كشمسنا أو أكبر أو أصغر...
والآن عزيزي القارئ: هل يمكنك رؤية الأرض هنا؟ إن رؤية المجرة مستحيلة في هذه الصورة لأن كل نقطة منها هي عبارة عن تجمع للمجرات يحوي المئات، فأين أنت أيها الإنسان أمام هذا الكون؟ وأين أنت أمام عظمة الله تبارك وتعالى؟
إن كل هذا الكون لا يتجاوز حجمه حجم الذرة أمام عظمة الخالق عز وجل؟ فإذا كان الكون كله كذلك لا يساوي شيئاً أمام الله، فماذا عنك أيها الإنسان، ماذا تساوي حتى تتحدى خالقك ورازقك وإلهك الذي أكرمك بنعمة الوجود؟
أيها المعاند المستكبر! كيف تتجرَّأ على خالق الكون سبحانه وتعالى، وتنكر فضله ووجوده ونعمه؟ كيف تتحدى هذا الإله العظيم وتقول إن الكون وُجد بالمصادفة؟ كيف تجحد آلاء الرحمن عز وجل وتتكبر في أرضه وتحت سمائه، وهو القادر على إهلاك الكون كله؟
ولكن هذا الإله العظيم غفور رحيم بك ولا يردّ من يتوب إليه، بل هو يناديك ويقول لك: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر: 53].
فالله خلقك ثم تعصيه، ورزقك ثم تنسى نعمته، وحفظك من الشر ثم تجحد فضله وكرمه، ورغم كل ذلك يدعوك ليغفر لك ويطهرك ويمنحك السعادة في الدنيا والآخرة، فهل هناك أرحم من هذا الإله الكريم؟

معجزة قرآنية: العلماء يكتشفون الأمواج العميقة
هذا عنوان بحث جديد بقلم علماء غير مسلمين يعترفون بأنها المرة الأولى التي يشاهدون فيها الأمواج العميقة في المحيط الهادئ،....
آية عظيمة كلما تذكرتها أتذكر عظمة الخالق سبحانه وتعالى يقول فيها: (أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ) [النور: 40]. يشبّه الله أعمال الكفار برجل يعيش في أعماق المحيط حيث تتغشاه الأمواج العميقة من فوقه ثم هناك طبقة ثانية من الأمواج على سطح الماء وفوق هذا الموج سحاب كثيف يحجب ضوء الشمس، فهو يعيش في ظلمات بعضها فوق بعض.
في هذه الآية العظيمة حقيقة علمية لم تنكشف يقيناً للعلماء إلا في نهاية عام 2007 وذلك من خلال اكتشافهم لأمواج عميقة في المحيط لأول مرة تختلف عن الأمواج السطحية على سطح الماء، أي أن هناك موج عميق وموج سطحي، وهو ما عبرت عنه الآية بقوله: (مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ). وقبل سرد الاكتشاف العلمي لابد من التنبيه لما يقوم به بعض الملحدين من تشكيك في صحة هذه المعجزات الواضحة.
فقد حاولت الرد كثيراً على الملحدين الذين ينكرون إعجاز القرآن في الحديث عن الأمواج العميقة، ولكن في كل مرة كانوا يخترعون كذبة جديدة، فمرة يقولون إن العلماء اكتشفوا تيارات في أعماق المحيطات وهذه تختلف عن الأمواج، فالقرآن يتحدث عن (موجWave ) والعلماء يتحدثون عن "تيار" Current ، ويقولون إنه من المستحيل أن توجد أمواج حقيقية في الأعماق كالتي تحدث عنها القرآن، وهذا يعني أن القرآن أخطأ في هذا التعبير: (مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ) ويكفي أن نجد خطأ واحداً في القرآن لنثبت أنه ليس من عند الله لأن الله لا يُخطئ!
هذا قولهم بأفواههم، وكما قال تعالى: (كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) [البقرة: 118]. والملحد يا إخوتي يراوغ ويلف ويدور وهو يدرك في قرارة نفسه أن القرآن هو الحق، ولكن الكِبر يمنعه من الإيمان به، وهذا ما أخبرنا به القرآن: (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) [النمل: 14].
فتارة يقولون إنكم تخرجون عن التفسير المألوف للقرآن بما تقدمونه من إعجاز مزعوم، وتارة يقولون: إن الحقائق العلمية التي تعتمدون عليها غير صحيحة، وعندما نواجههم بالدليل القوي على أن القرآن تحدث عن هذه الحقيقة العلمية بوضوح كامل يتهربون من المواجهة ويقولون: إنها مصادفة!!!
ولذلك أقدم هذا الاكتشاف العلمي الصريح الذي يرد على هؤلاء، وسوف نستخدم ما جاء في المقال الأصلي حرفياً وباللغة الإنكليزية ليكون كلامنا موثقاً ولا يحتمل التأويل، وندعوهم لإعادة النظر ليكونوا منصفين وعادلين، فلن ينفعهم استكبارهم ولن يجدوا مهرباً من الله إلا إليه. ونحن نريد لهم الخير والهداية والنجاة من عذاب يوم عظيم: (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) [الشعراء: 88-89].
اكتشاف علمي جديد
نشرت جريدة تيلي غراف في 13/12/2007 مقالاً بعنوان: "العلماء يكتشفون الأمواج العميقة في المحيط" Deep ocean waves discovered by scientists
وجاء في هذا الخبر أن اكتشاف هذه الأمواج العميقة في المحيط قد سببت مفاجأة للعلماء لأنهم لم يتوقعوا أن يشاهدوا أمواجاً تشبه تلك التي نعرفها في أعماق المحيط، لنقرأ:
British scientists have discovered waves that flow deep in the Pacific Ocean
علماء بريطانيون اكتشفوا أمواجاً تتدفق في أعماق المحيط الهادئ!
They were known to occur on or near the ocean's surface but the scientists were surprised to find them in the deep ocean.
لقد علموا أن مثل هذه الأمواج يمكن أن تشاهد على أو قرب سطح المحيط، ولكن العلماء كانوا مندهشين لأنهم وجدوا هذه الأمواج في المحيط العميق.
Prof Karen Heywood, an oceanographer at the University of East Anglia (UEA) and co-author of the research, said: "We were both surprised and delighted. "We expected to find something at about 50m because satellite imagery indicated it was there but we were really excited when we got a result at 1,500 metres. It opens up the possibility that there may be more waves even deeper down."
لقد جاء على لسان البرفسورة Karen Heywood من جامعة UEA ومؤلفة مشاركة في هذا البحث:
لقد كنا مندهشين وفرحين! لقد كنا نتوقع وجود شيء ما على عمق 50 متراً كما أشارت إلى ذلك الصور القادمة من الأقمار الاصطناعية، ولكن الذي أثارنا حقيقة أن نجد هذه الأمواج على عمق 1500 متراً، وهذا يفتح باب الاحتمالات على أن هناك أمواجاً على أعماق أكبر.
Dr Adrian Matthews, a meteorologist in UEA's School of Environmental Sciences and lead author of the new research, said: "Everyone thought that there would be nothing to see below about 200m.
يقول الدكتور Adrian Matthews أحد علماء الجامعة المذكورة والذي يقود هذا البحث: كل واحد منا ظن أنه لا يمكن رؤية أي أمواج تحت عمق 200 متر.
ويؤكد العلماء أن هذا الاكتشاف يحدث للمرة الأولى في نهاية العام 2007 وأنه سيشكل قفزة في دراسة المحيطات والبيئة بشكل عام، ويحاول العلماء حشد جهودهم للتعرف على المزيد من هذه الأمواج الغريبة.
لقد استخدموا في هذا الاكتشاف الأقمار الاصطناعية والغواصات والمختبرات العائمة، وقد أظهرت الصور وجود أمواج عميقة ولكن المفاجأة أنهم لم يتوقعوا أن تكون عميقة لهذا الحد، أليس هذا ما حدثنا عنه القرآن بقوله تعالى: (بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ)، بحر لجي: أي بحر عميق. مصدر الصورة: وكالة ناسا NASA
لنتأمل الآن قول الحق تبارك وتعالى: (أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ) [النور: 40]. فقد تحدثت الآية بدقة عن أمواج في بحر عميق، وهذا ما كشفه العلماء أخيراً.
وهنا نود أن نقول لأولئك الملحدين: كيف جاء ذكر هذه الأمواج في كتاب أنزل قبل أربعة عشر قرناً؟ وهل كانت هذه الحقيقة معروفة في ذلك الوقت؟ إن علماء الغرب يعترفون بأن أول مرة يرون هذه الأمواج كانت في العام 2007، فمن الذي أخبر النبي الأعظم بهذه الحقيقة اليقينية؟ وما الذي يدعو هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم للحديث عن حقيقة علمية معقدة كهذه؟ وكيف علم أن من يعيش في البحر اللجي العميق سوف يغشاه الموج العميق ويكون في ظلام دامس؟؟؟
ونقول أيضاً لمن يعتقد أن الإعجاز العلمي هو تحميل للآيات غير ما تحتمل: ماذا يمكن أن نسمي حديث القرآن عن هذه الأمواج العميقة، هل نسميه إعجازاً أم مصادفة؟ الله تبارك وتعالى يتحدث عن موج والعلماء يكتشفون هذه الأمواج Waves والله يتحدث عن (بحر لجي) أي عميق والعلماء يتحدثون عن المحيط العميق Deep ocean إذاً أين هذا التحميل لمعاني الآية؟
إن كل صاحب عقل لابد أن يرى في هذه الآية معجزة شديدة الوضوح، بل لو كان في اللغة كلمة أكبر من "إعجاز" لاستخدمتها للتعبير عن عظمة وروعة هذا الكتاب العظيم. نسأل الله تعالى أن يجعل هذه المعجزة نوراً لكل مؤمن وحجة على كل ملحد ينكر هذا القرآن، ونقول كما قال تعالى: (وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَأَيَّ آَيَاتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ) [غافر: 81].

معجزة تشكل الغيوم ونزول المطر
علينا دائماً أن نتذكر نعم الله علينا، وأن نتفكر في هذه المخلوقات التي سخرها الله لنا، وإن الذي يتأمل عالم الغيوم يرى أشياء عجيبة....
يعترف علماء وكالة ناسا أنه بالرغم من التطور التقني الهائل إلا أن المعرفة البشرية بالغيوم وأسرار تشكلها لا زالت متواضعة، ولا زال العلماء يجهلون الكثير. ولكن العصر الحديث شهد تطوراً لافتاً في دراسة الغيوم وتشكلها وتجمعها، ألا وهو استخدام الأقمار الاصطناعية التي تتيح لنا دراسة الغيوم من أعلى!
إن التطابق العجيب بين ما هو مقرر في كتاب الله وبين العلم الحديث، إن دل على شيء فإنما يدل على وحدانية الخالق عز وجل، فهو مُنَزِّل القرآن وهو خالق الكون بما فيه من أسرار وعجائب. ولو كان هذا القرآن من عند غير الله لوجدناه مناقضاً للعلم الحديث مثله مثل بقية الكتب القديمة. ولكننا عندما نرى التوافق والتطابق بين العلم والقرآن فهذا يعني أنه كتاب مكن عند الله القائل: (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً) [النساء: 82]. فلم يترك القرآن شيئاً إلا وتحدث عنه، فهو الكتاب الذي أنزله الله تبياناً لكل شيء، قال تعالى: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) [النحل: 89].
وفي بحثنا هذا سوف نرى التطابق الكامل والمذهل بين ما جاء في كتاب الله، وبين الكلام الذي يطلقه الغرب اليوم حول أسرار الغيوم، حتى إننا نرى الكلمة القرآنية ذاتها ترد على ألسنة علماء الغرب وهم من غير المسلمين!
إنها الغيوم! حاول الناس معرفة أسرارها منذ آلاف السنين، ونُسجت حولها الأساطير وكانت بعض الشعوب تدعي أن للغيوم آلهة! فكانوا يسجدون لها ويخافون منها، ويطلبون منها أن ترزقهم، ولذلك جاء القرآن ليصحح هذه المعتقدات وليخبرنا بأن تشكل الغيوم ونزول المطر هو ظاهرة طبيعية، الله تعالى هو من يتحكم بها بالكامل!
لقد تطورت وسائل القياس كثيراً، وأصبح العلماء يستخدمون الأقمار الاصطناعية في دراسة الغيوم، فبعد تطور علم الأرصاد وتطور أجهزة قياس الحرارة والضغط والكثافة والرطوبة، أصبح بالإمكان إجراء دراسات دقيقة على الغيوم لمعرفة أسرار المطر. ومن الحقائق المهمة اكتشاف الغيوم الركامية. فقد تبين أن الغيوم تبدأ على شكل ذرات من البخار تتكثف وتتجمع بفعل الشحنات الكهربائية والغبار الموجود في الهواء ثم تشكل غيوماً صغيرة.
هذه الغيوم تتراكم فوق بعضها حتى تصبح كالجبال! والعجيب أن القرآن الكريم تحدث بدقة تامة عن مراحل تشكل السُّحُب. يقول تعالى: (ألم تر أن الله يزجي سحاباً ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاماً) [النور: 43]. وعندما قاس العلماء ارتفاع هذه الغيوم تبيّن أنها تمتد في الجو آلاف الأمتار، تماماً بنفس ارتفاع الجبال، فسبحان الله!
إن رحلة تشكل الغيوم تبدأ بدفع ذرات بخار الماء من البحار باتجاه الأعلى بواسطة الرياح. ثم يتم التأليف بين هذه الذرات من البخار لتشكل غيوماً. ثم تتراكم هذه الغيوم فوق بعضها حتى تصبح جاهزة لإنزال الماء منها، يتابع البيان الإلهي: (فترى الودْقَ يخرج من خلاله) والودق هو المطر الذي يخرج من خلال هذه السُّحُبْ.

صورة للغيوم الركامية ملتقطة بواسطة القمر الصناعي من الفضاء، ويقول العلماء إن هذه الغيوم ترتفع مثل الأبراج بحدود 20 كيلو متر، وهي أشبه بالجبال! حيث نلاحظ القاعدة العريضة والقمة في الأعلى تماماً مثل الجبل، ونؤكد أنه لا يمكن لأحد من البشر أن يصف الجبال بالغيوم إلا إذا كان يراها من الأعلى، ولذلك سماها القرآن بالجبال، وهذا دليل على أن الذي أنزل القرآن يرى هذه الغيوم من أعلى!
ثم يأتي تصوير شكل هذه السُّحُب على أنها جبال، يقول تعالى: (ويُنَزِّل من السماء من جبالٍ فيها من بَرَدٍ) فالبَرَد الذي نراه هو في الحقيقة من الغيوم العظيمة كالجبال ولا يمكن أن ينْزل البرد من غيوم صغيرة. لذلك نجد أن البيان الإلهي دقيق جداً، فجاء الحديث عن البَرَد وقبله حديث عن جبال من الغيوم للدلالة على أن البَرَد لا يتشكل إلى في حالةٍ خاصة من حالات تشكل الغيوم وهي الغيوم على شكل الجبال (الركام) والباردة جداً.
هذه صورة لسلسلة من الغيوم التُقطت من خارج الأرض، وتبدو هذه الغيوم أشبه بسلسلة جبال، ولذلك فإن العلماء اليوم يشبهون الغيوم الركامية بالجبال، لأنها ترتفع لعدة كيلو مترات ولها قاعدة عريضة مثل قاعدة الجبل وقمة مثل قمة الجبل.
تصنف الغيوم حسب ارتفاعها:
1- الغيوم العالية من 6 إلى 8 كيلو متر.
2- الغيوم المتوسطة من 2 إلى 6 كيلو متر.
3- الغيوم المنخفضة وهي أقل من 2 كيلو متر.
وتعتبر الغيوم الركامية العالية من أهم أنواع الغيوم لأنها تعطينا الأمطار الغزيرة ولا يتشكل البرد إلا في الغيوم العالية وكذلك البرق والرعد.
من حديث القرآن في علم المياه أنه حدد أوزان السحب التي تغطي معظم أجزاء الكرة الأرضية، إن أوزان هذه السُّحُب تبلغ آلاف البلايين من الأطنان! وإذا علمنا أن مساحة أسطح البحار التي تغطي ثلثي الأرض تقريباً تبلغ أكثر من (340) مليون كيلو متر مربع، فتخيل معي حجم التبخر الحاصل على مدار العام من أسطح بحار الأرض، وكم هو هائل وزن الغيوم المبسوطة في السماء.
إن الأوزان الثقيلة للغيوم لم يتم تقديرها إلا مؤخراً بعد معرفة أسرار السحاب، ولكن كتاب الله تعالى يتحدث عن هذه الغيوم الثقيلة وإنشائها بقول الحق تعالى: (هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ) [الرعد: 12]. وتأمل معي كيف ربط القرآن بين البرق والسحاب والثقال، ونحن نعلم اليوم بأن أثقل الغيوم وأكثفها هي تلك التي يرافقها البرق!
هنالك دور مهم للرياح وهو إثارة السحاب، لأن تجميع قطرات الماء حول ذرات الغبار هو مرحلة أولى، وهنالك مرحلة ثانية، وهي إثارة هذه القطرات لتشكل الغيوم بواسطة الحقول الكهربائية. وهذه العملية لم يتم كشفها إلا في السنوات القليلة الماضية، إن الحقول الكهربائية تتشكل بشكل أساسي بواسطة الرياح التي تدفع بذرات الماء وذرات البخار وبسبب الاحتكاك بين هذه الذرات وتلك تنشأ الشحنات الكهربية الموجبة والسالبة.
تتشكل الغيوم نتيجة وهج الشمس الذي يقوم بتيخير ماء البحر وصعوده بفعل تيارات الهواء القوية، أي أن هناك علاقة بين المطر النازل والسراج الوهاج الذي هو الشمس، وهذا ما أشار إليه القرآن في آية عظيمة، يقول تعالى: (وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا * وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا) [النبأ: 13-14].
إن نوعية الشحنات هذه تتحكم في شكل الغيوم وانبساطها في السماء، وكل هذه العمليات تجري وفق قوانين رياضية دقيقة ومُحكمة وشديدة التنظيم. بعدما أُثيرت ذرات بخار الماء واجتمعت تشكل قِطَعاً من الغيوم ضخمة أو (كِسَفاً من الغيوم)، وعندها تكتمل العملية وتبدأ المياه بالنُّزول من خلال هذه الغيوم. ويؤكد العلماء اليوم في اكتشاف جديد أن الظروف الكونية المحيطة بالأرض تؤثر على تشكل الغيوم وعلى حالة الطقس بشكل عام.
فالرياح الشمسية وما تبثه من جسيمات مشحونة كهربائياً تساهم في تغيير المجالات الكهرطيسية المحيطة بذرات بخار الماء والمتصاعدة للأعلى، ويقول العلماء هناك عمليات تآلف وانسجام دقيقة جداً تحدث قبيل تشكل الغيوم، ولولا هذه العمليات الكهربائية لم يكن للغيوم أن تتشكل. وهذا ما أشار إليه القرآن الكريم في عبارة رائعة عندما قال تعالى: (ثم يؤلف بينه) أي أن الله تعالى يهيء الظروف والشروط البيئية المناسبة لالتقاء واجتماع ذرات بخار الماء لتشكل قطع الغيوم.
صورة لغيوم ركامية يبلغ ارتفاعها عن سطح البحر 8-12 كيلو متر، وتصل سرعة الرياح التي ساهمت في تشكيل هذه الغيوم إلى 290 كيلو متر في الساعة. تمتد هذه الغيوم لمئات الكيلومترات فوق المحيط. ويقول العلماء لولا وجود الحقول الكهرطيسية وتوافق هذه الحقول مع بعضها وتآلفها، ما أمكن لهذه الغيوم أن تتشكل وتجتمع. وهذا ما أشار إليه القرآن بقوله تعالى: (ألم تر أن الله يزجي سحاباً ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاماً)، أي يجعل هذه القطع من الغيوم تتقارب من بعضها وتتجاذب تبعاً للشحنة الكهربائية التي تحملها، فتجد الموجب ينجذب للسالب، فسبحان الله!
إن الشيء العجيب أن القرآن يتحدث عن هذه العمليات الدقيقة بشكل مذهل، يقول عز وجل: (اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) [الروم: 48].
وتأمل معي المراحل التي حددتها الآية الكريمة:
1ـ إرسالُ الرياح: لترفع ذرات الماء من البحار إلى الجوّ.
2ـ إثارة السحاب: من خلال تلقيحه وتجميعه.
3ـ بسطُ السحاب: من خلال الحقول الكهربائية.
4ـ جعلُه كِسَفاً: أي قطعاً ضخمة وثقيلة.
5ـ نزول الودْق: وهو المطر الغزير.
أليست هذه المراحل مطابقة لأحدث الأبحاث العلمية عن آلية نزول المطر؟ يقول تعالى في آية أخرى: (وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ) [فاطر: 9].
صورة للغيوم من فوق سطح الأرض، وتظهر بأشكال هندسية رائعة، إن علماء الأرصاد يعجبون من القوى التي تتحكم بهذه الغيوم، وتسوقها لتشكل هذه المجموعات وهذه اللوحات الرائعة. وأكثر عجب هؤلاء العلماء من هذه القطع من الغيوم التي يسمونها (خلايا) والعجيب أن القرآن حدثنا عن ذلك وسمى هذه الغيوم (كِسَفًا) أي قطعاً متوضعة بانتظام، فقال: (اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا) [الروم: 48].
لنتأمل الآن ما تقوله الموسوعات الغربية عن تعريف الغيوم وأنواعها ومهامها، وهي تلخص ما وصلت إليه المعرفة في القرن الحادي والعشرين [10]:
إن أهم أنواع الغيوم هي تلك الغيوم التي تتشكل عمودياً على شكل طبقات بعضها فوق بعض وتدعى الغيوم الركامية، وهذه الغيوم تكون ثقيلة جداً، ولها شكل يشبه الجبال أو الأبراج، وهذه الغيوم مسؤولة عن الأمطار الغزيرة والبرق والبرد.
وهنا يعجب المرء من هذا الوصف، صدقوني عندما قرأت هذه المقالة على أحد المواقع الغربية ظننتُ بأني أقرأ تفسيراً للقرآن، لأن الكلام ذاته موجود في كتاب الله تعالى قبل أربعة عشر قرناً: يقول تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ) [النور: 43].
للجبال دور مهم في تشكل الغيوم ونزول المطر، وفي تجميع الماء في الوديان أسفل الجبال، وقد ربط البيان الإلهي بين الجبال الشامخات وبين الماء الفرات العذب الذي نشربه، قال تعالى: (وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا) [المرسلات: 27].
والآن لنتأمل هذه المراحل من جديد ونرى التطابق الكامل بين العلم والقرآن:
1- يقول العلماء: إن أول خطوة في تشكل الغيوم هي الرياح! إن الرياح لها دور كبير في تشكل الغيوم وهذا ما أكده القرآن بقوله: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا).
2- ويؤكدون أن الخطوة الثانية هي التوافق والانسجام والتآلف بين الحقول الكهربائية لذرات بخار الماء ولقطع الغيوم، وهذا ما عبر عنه القرآن بقول الحق تبارك وتعالى: (ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ).
3- هم يسمون هذه الغيوم "ركاماً" cumulus والقرآن ذكر هذا الاسم: (ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا).
4- بعد القياسات وجدوا أنها ثقيلة وتزن ملايين الأطنان، ويقولون إنها ذات كتلة هائلة heavy masses وهذا ما قرره القرآن، يقول تعالى: (وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ).
5- وجدوا أن الغيوم الركامية تعطي الأمطار الغزيرة، وهذا ما أشار إليه القرآن بكلمة (الودق) وهو المطر الغزير، وهو ما يعبر عنه العلماء بمصطلح showers of rain يقول تعالى: (فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ).
6- بعدما صوروا هذه الغيوم بالأقمار الاصطناعية وجدوا أنها تشبه الجبال، فاستخدموا هذا التشبيه الدقيق في القرن الحادي والعشرين، ويقولون في موسوعاتهم بالحرف الواحد whose summits rise in the form of mountains أي أن قمم هذه الغيوم تشبه الجبال، ولكن القرآن سبقهم غليه يقول تعالى: (وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ).
7- بعد أن اخترقوا هذه الغيوم الركامية وجدوا أن البرد لا يتشكل إلا فيها، لأن تشكل البرد يحتاج لعاصفة بردية hailstorms وهذه العاصفة لا يمكنها أن تهب إلا في الغيوم التي على شكل جبال، وهذا ما حدثنا به القرآن: (بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ).
8- وجدوا أيضاً أن هذه الغيوم هي البيئة المناسبة لتشكل العواصف الرعدية thunderstorms التي يحدث فيها البرق، وهذا ما أخبر به القرآن صراحة بقوله تعالى: (يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ).
إذا نظرنا من حولنا، ألا نجد النظام يشمل كل شيء في خلق الله تعالى؟ وفي الصور التي تلتقطها الأقمار الاصطناعية لكوكب الأرض ألا نلاحظ توزيعاً محدداً للرياح على سطح الأرض؟ أيضاً في القرآن حديث عن التصريف أو التوزيع الدقيق لخارطة الرياح، يقول عز وجل: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) [البقرة: 164]. وتأمل معي كيف ربط البيان الإلهي بين توزع الرياح وتصريفها، وبين السحاب، وذلك للدلالة على دور الرياح في تشكل السحاب. فسبحان الذي حدثنا عن هذه العلوم قبل أن يكتشفها العلماء بقرون طويلة!
وهنا يتعجب المؤمن من روعة البيان القرآني ودقة وصفه لحقائق الأمور، وهنا تتجلى حكمة الله البالغة في إبقاء المؤمن في حالة تأمل لعظمة خلق الله تعالى ليدرك عظمة الخالق، وليزداد إيماناً وخشوعاً لهذا الإله الكريم وليبقى في حالة تفكر وتدبر لكلام الله تعالى ويردِّد هذا الدعاء لله تعالى: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّار) [آل عمران: 191].

معجزة النوم والسمع
لنتأمل هذه اللطيفة من لطائف الإعجاز في القرآن وكيف تأتي الكلمة في مكانها المناسب، حيث ربط الله تعالى بين النوم والسمع وقد أثبت العلماء هذا حديثاً....
لم يترك القرآن شيئاً إلا وحدثنا عنه، كيف لا وهو الكتاب الذي وصفه الله تعالى بأنه تفصيل لكل شيء، يقول تعالى عن كتابه: (مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) [يوسف: 111]. ومن الحقائق التي حدثنا عنها: آية النوم، فالنوم آية ومعجزة تشهد على عظمة الخالق ودقة صنعه وإتقانه، ويقول العلماء بعد سنوات طويلة من البحث: إن النوم عملية معقدة جداً وهي ضرورية لاستمرار الحياة، ومن دون النوم لا وجود للحياة!
ولكن قبل ذلك ينبغي أن ندرك أن النوم مهم جداً لبناء الإنسان واستمراره وتطوره وذكائه. وقد قام الباحثون بتجارب كثيرة على النوم ولا زالوا وأجمعوا على أن النوم من العمليات المعقدة جداً، وكلما زادت معرفتهم بالنوم أكثر أدركوا جهلهم بهذه العملية المعقدة. ولذلك فإن الله تبارك وتعالى أخبر البشر بأن علمهم محدود، يقول تعالى: (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) [الإسراء: 85].
تبقى الأذن تعمل وتدخل إليها أي ترددات صوتية وتنقلها إلى الدماغ، الذي يقوم بمعالجة هذه المعلومات الواردة، ومع أن الإنسان وهو نائم لا يشعر بأي شيء، إلا أن حاسة السمع تقوم بالكثير بل وتحافظ على التوازن أثناء النوم، فالنوم هو آية تستحق أن نتفكر فيها، وهذه الأذن سخرها الله لنا فأقل شيء نقدمه كشكر لله أن نستخدمها لنسمع بها كلام خالقنا ورازقنا سبحانه وتعالى.
إن النائم يغمض عينيه فلا يرى شيئاً، وتتوقف لديه حاسة اللمس، وكذلك حاسة الشمّ، ولكن هناك حاسة وهي السمع تبقى متنبهة لأي صوت خارجي، لذلك نرى كثيراً من النائمين وهو نائم يرى حلماً تدور أحداثه حول كلمة ألقيت بجانبه.
مثلاً إذا جئنا بإنسان نائم وأجرينا عليه مسحاً لدماغه بواسطة جهاز المسح بالرنين المغنطيسي الوظيفي fMRI فإننا نلاحظ أن دماغه يستجيب للأصوات التي تتردد بجانبه، بل إن الدماغ يعالج هذه الأصوات وبالتالي يمكننا أن نقول إن حاسة السمع لها عمل مهم أثناء النوم.
صورة للدماغ بواسطة جهاز المسح fMRI وقد تبين للعلماء أن الدماغ يبقى في حالة نشاط أثناء النوم، حيث يقوم بمعالجة المعلومات التي اختزنها طيلة النهار وترتيبها وتنسيقها في خلايا خاصة، والإشارات الصفراء على الصور هي للمناطق التي تنشط من الدماغ أثناء النوم بعد التأثير على هذا النائم بكلمات محددة. طبعاً هذه المناطق تختلف من شخص لآخر وتختلف مع نفس الشخص حسب حالته النفسية وحسب الحلم الذي يراه وهو نائم وحسب الأصوات التي يسمعها وهو نائم.
وهنا نود أن نشير إلى طريقة مهمة جداً للحفظ أثناء النوم! فإذا أردت أن تحفظ القرآن من دون أي جهد، فاترك صوت القرآن يعمل من أي وسيلة إلكترونية مثل التلفزيون أو الكمبيوتر، وسوف تجد أن الآيات التي تسمعها أصبحت مألوفة لك ويسهل حفظها. وهذه الطريقة جربتها ووجدتُ أنها من أفضل الطرق للحفظ من دون أي جهد!! وربما نتذكر هنا قوله تعالى عن تيسير القرآن لنا: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) [القمر: 17].
يتأثر الدماغ بالصوت ويقول العلماء إن النشاط الدماغي يختلف حسب نوع الصوت الذي يحيط به، فكل كلمة ننطقها تؤدي إلى نشاط في الدماغ يختلف عن الكلمة الأخرى! سبحان الله تأملوا كم من النشاطات التي تجري في الدماغ مع كل حرف ننطقه أو نسمعه، ولذلك فإن عمل الدماغ أثناء النوم هو آية من آيات الله تعالى.
ويؤكد العلماء أن عمل الدماغ معقد جداً حيث يتأثر بالكلمات التي يسمعها، ويحاولون رسم خرائط للدماغ بهدف معرفة ما يفكر به الإنسان. أي يقومون بعملية عكسية، يرصدون نشاط الدماغ لتحويله إلى كلمات! ويا ليت أطباء المسلمين يقومون بتجارب حول تأثير القرآن على الدماغ، بل تأثير كل كلمة من كلمات القرآن على الدماغ وبخاصة كلمة (الله) سبحانه وتعالى. لماذا لا نجري تجارب عن تأثير القرآن على الإنسان النائم؟ مع أنها تجارب بسيطة جداً ولكن تجد أنه لا أحد يقوم بها!!
طالما ظن الإنسان أن النوم عملية بسيطة، ولكن تبين حديثاً أنها من أعقد العمليات الطبيعية التي تحدث فقد اكتشف العلماء أن هناك مراحل للنوم، وأن الدماغ يطلق موجات كهرطيسية أثناء النوم بترددات مختلفة. ولذلك فإن الله تعالى نبَّهنا إلى هذه النعمة العظيمة بقوله (ومن آياته) أي من معجزاته، فالنوم هو بحق معجزة ونعمة وآية تستحق أن نتفكر فيها. نلاحظ في الشكل خمس مراحل للنوم، كل مرحلة تتميز بإن الدماغ يصدر ترددات تختلف عن الأخرى (موجات كهرطيسية)، والمرحلة العميقة هي تلك التي يطلق الدماغ فيها ترددات منخفضة جداً (أقل من 3 هرتز) وهي مرحلة مهمة للإبداع والشفاء، وهذه الترددات تنطلق من منطقة الناصية التي كان النبي الأعظم يسلمها لله تعالى فيقول في دعائه: (ناصيتي بيدك). وربما هذه الترددات موجودة في صوت القرآن الذي نسمعه والله أعلم.
هل من معجزة قرآنية حول هذا الموضوع؟
يتميز القرآن بأن كل عبارة فيه جاءت في موضعها المناسب، وقد أودع الله في هذه العبارات معجزة تشهد على أنه لا يمكن لأحد أن يغير حرفاً من كتاب الله ولو حدث ذلك سيختل النظام المحكم لهذه العبارات. ولكن دعونا نتساءل: هل هناك علاقة بين النوم والسمع؟ علمياً أثبت العلماء هذه العلاقة، ولكن قرآنياً كيف تحدث الله عن النوم؟ يقول تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ) [الروم: 23]. وهنا نتوقف قليلاً ونتوقع ماذا يمكن أن يأتي بعد هذه الكلمات الإلهية الرائعة، فالآية تحدثنا عن آية النوم أي معجزة النوم، لأن كلمة (آية) تعني (معجزة)، أي أن تفسير الآية هو: ومن معجزاته نومكم في الليل وفي النهار.
والعجيب أن الله تعالى ختم هذه الآية بقوله جل وعلا: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) سبحان الله!! ربط بين النوم وبين السمع، وهذه إشارة قرآنية لطيفة إلى أهمية الاستماع إلى القرآن أثناء النوم، والله أعلم. ولذلك من المنطقي والطبيعي أننا عندما نتحدث عن النوم أن نتحدث عن السمع، وهذا ما فعله القرآن عندما ربط بين النوم بالليل والنهار: (مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ) وبين السمع (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ).
مع العلم أن سورة الروم حيث وردت هذه الآية فيها كثير من هذه العبارات، ودائماً تأتي العبارة مرتبطة بما قبلها وبما يتناسب مع النص القرآني، وهذا إعجاز يُضاف للرصيد الإعجازي اللامنتهي لكتاب الله تعالى.
مثلاً يقول تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً) [الروم: 21]، لاحظوا معي كيف تتحدث هذه الآية عن الخلق والسكون للزوجة فهذه العملية تحتاج لتفكير ودراسة وتعمق وتحتاج إلى تدبر وتفكّر، ولذلك ختمت الآية بقوله تعالى: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).
ويقول في نفس السورة: (وَمِنْ آَيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا) [الروم: 24]، إن دراسة ظاهرة البرق ونزول المطر وتشكله وخروج النبات من الأرض هذه عمليات عقلية تحتاج لدراسة علمية لاكتشاف القوانين الفيزيائية التي تحكم هذه الظواهر، أي لابد من استخدام العقل، ولذلك خُتمت الآية بقوله تعالى: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ).
أما بعض المواضيع المتعلقة بالإيمان بالغيب والمستقبل فلا ينفع معها المنطق، بل تحتاج إلى إيمان، مثل الرزق، يقول تعالى في نفس السورة: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ) [الروم: 37] فالرزق ليس له قانون محدد ولا يمكن لإنسان أن يتنبأ برزقه، وموضوع الرزق يتطلب إيماناً من المؤمن، ولذلك خُتمت هذه الآية بقوله تعالى: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)..... وهكذا نجد كل آية تختتم بعبارة محددة تتناسب مع المعنى اللغوي للآية. وهذا ضروري لمن يحب أن يحفظ القرآن، من الضروري أن يتأمل هذا الترابط لكي لا تختلط عليه نهايات الآيات كما يحدث مع كثيرين.
أذن الطفل تكون حساسة لأي تغيرات في الصوت مهما كانت طفيفة، ويؤكد العلماء أن أشد الأصوات تأثيراً على برمجة دماغ الطفل عندما يكون مولوداً حديثاً، وربما ندرك الحكمة النبوية الشريفة من التكبير في أذن المولود (طبعاً بصوت منخفض لكي لا نؤذي الطفل) لتكون أول كلمات يستقبلها دماغه هي (الله أكبر)! لأن هذه الكلمات تساهم في برمجة خلايا الدماغ لدى الطفل على صوت الحق، ليبقى هذا النداء (الله أكبر) مطبوعاً في دماغه حتى نهاية حياته.
ولا يسعنا إلا أن ندعو الله تعالى أن يرزقنا حفظ كتابه، وسوف أطرح عليكم هذا السؤال يا أحبتي وأترك لكم أن تتخيلوا معي: هل هناك أجمل من أن تلقى الله تعالى يوم القيامة وأنت حافظ لكلامه؟
المصدر : الكحيل
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى