مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* اسرار الاعجاز القرأني - التعريف - بين الدنيا والاخرة - انواع الاعجاز

اذهب الى الأسفل

* اسرار الاعجاز القرأني - التعريف - بين الدنيا والاخرة - انواع الاعجاز  Empty * اسرار الاعجاز القرأني - التعريف - بين الدنيا والاخرة - انواع الاعجاز

مُساهمة  طارق فتحي السبت يناير 08, 2011 9:33 am

تعريف إعجاز القرآن الكريم
اعداد : طارق فتحي
المطلب الأول : تعريف إعجاز القرآن الكريم :
القرآن في اللغة : من قرأ مرادف للقراءة ، ومنه قوله تعالى : ( إِنَّ عََليْنَا جَمْعَهُ وَُقرْآنَهُ * َفإَِذا قَرَأْنَاهُ َفاتَّبِعْ ُقرْآنَهُ )
( (القيامة: ١٨
القرآن في الإصطلاح : هو كلام الله المترل على محمد المنقول إلينا بالتواتر المتعبد بتلاوته المتحدى بأقصر صورة منه
قال تعالى : (َأَفلا يَتَدَبَّرُو َ ن الُْقرْآ َ ن وََلوْ كَا َ ن مِنْ عِنْدِ َ غيْرِ اللَّهِ َلوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا) (النساء: ٨٢ ) فهو إذن ¨
كلام الله .
وقال تعالى : (وَرَتِّلِ الُْقرْآ َ ن تَرْتِي ً لا)(المزمل: من الآية ٤) وقال تعالى : (َأَفلا يَتَدَبَّرُو َ ن الُْقرْآ َ ن َأمْ عََلى ُقُلوبٍ َأْقَفاُلهَا) ¨
(محمد: ٢٤ ) فكانت تلاوته والتدبر فيه عبادة لله .
وقال : (وَإِنْ ُ كنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّْلنَا عََلى عَبْدِنَا َفْأتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَ ُ كمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِ ْ ن ُ كنْتُمْ ¨
صَادِقِينَ) (البقرة: ٢٣ )فقد تحداهم بالإتيان بسورة من مثله .
إِنَّا نَحْنُ نَزَّْلنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا َلهُ َلحَافِ ُ ظو َ ن) (الحجر: ٩) فقد تكفل الله بحفظه من التحريف الذي لحق بالكتب التي ) ¨
سبقت – محاضرات في علوم القرآن الكريم للصابوني .
الإعجاز : من التعجيز والتثبيط والنسبة إلى العجز ، يقال أعجزه الشئ أي فاته ، ومنه قوله تعالى : (َفبَعَ َ ث اللَّهُ
ُ غرَابًا يَبْحَ ُ ث فِي الَْأرْضِ لِيُرِيَهُ َ كيْفَ يُوَارِي سَوْءََة َأخِيهِ قَا َ ل يَا وَيَْلتَى َأعَجَزْتُ َأ ْ ن َأ ُ كو َ ن مِثْ َ ل هَ َ ذا الْغُرَابِ فَُأوَارِيَ
( سَوْءََة َأخِي َفَأصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ) (المائدة: ٣١
ويقال معجزة النبي (ص) أي ما أعجز به الخصم عند التحدي – القاموس المحيط .
المطلب الثاني : القرآن معجزة محمد (ص) من عند الله تعالى :
لقد أيد الله تعالى رسله بمعجزات ، وكانت معجزة نبينا (ص) هي القرآن الكريم الذي عجزت الإنس والجن عن
الإتيان بمثله ، قال تعالى : (ُق ْ ل َلئِنِ اجْتَمَعَتِ اْلأِنْسُ وَالْجِنُّ عََلى َأ ْ ن يَْأتُوا بِمِثْلِ هَ َ ذا الُْقرْآنِ لا يَأْتُو َ ن بِمِثْلِهِ وََلوْ كَا َ ن
بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا) (الاسراء: ٨٨ ) وقد شهد بإعجازه أعدائه ، ثم تحداه بالإتيان بعشر سور من مثله ، قال تعالى :
{ َأمْ يَقُوُلو َ ن افْتَرَاهُ ُق ْ ل َفْأتُوْا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُ ْ فتَرَيَاتٍ وَادْعُوْا مَنِ اسْتَ َ طعْتُم مِّن دُونِ الّلهِ إِن ُ كنتُمْ صَادِقِينَ } – هود
١٣ ، ثم تحداهم أن يأتوا بسورة من مثله ، قال تعالى : (َأمْ يَقُوُلو َ ن افْتَرَاهُ ُق ْ ل َفْأتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَ َ طعْتُمْ
مِنْ دُونِ اللَّهِ إِ ْ ن ُ كنْتُمْ صَادِقِينَ) (يونس: ٣٨ ) وتمثلت المعجزة أيضًا في وصوله لنا عن طريق المصطفى (ص) وهو لم
يمسك قلمًا ولم يكتب أو يقرأ .
المبحث الثاني : الإعجاز اللغوي في القرآن
المطلب الأول : البلاغة في القرآن :
معجزة القرآن الكريم تتمثل في وجوه كثيرة ، أولها البلاغة ، وكونه فصيحًا بلسان عربي مبين ، قال تعالى : (قُرْآنًا
عَرَبِيًّا َ غيْرَ ذِي عِوَجٍ َلعَلَّهُمْ يَتَُّقو َ ن) (الزمر: ٢٨ ) ، وقد عجزت العرب رغم فصاحتهم بالإتيان بمثله لما فيه من حسن
بلاغة وقوة في المعاني وبراعة الألفاظ ودقة التشبيه وحسن ترابط وتسلسل ورغم ذلك كان بلسان عربي بليغ ومبين
، قال تعالى : { بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ } – الشعراء ١٩٥ ، وأعجزت بلاغته فصحاء قريش وخطباءها ، فإﺗﻬموا محمدًا
(ص) بأنه شاعر ثم سرعان ما رأوا أنه ليس بشعر ، قال تعالى : (وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي َلهُ إِ ْ ن هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ
وَقُرْآ ٌ ن مُبِينٌ) (يّس: ٦٩ ) ، ثم قالوا إنه ساحر كما فعل الوليد بن المغيرة ، فقال تعالى على لسانه : { فَقَا َ ل إِ ْ ن هَ َ ذا
٢٥ ، ثم قالوا إنه كاهنًا تارة وتارة إﺗﻬموه بالجنون ، قال - إِلَّا سِحْرٌ يُؤَْثرُ * إِ ْ ن هَ َ ذا إِلَّا َقوْلُ الْبَشَرِ } – المدثر ٢٣
تعالى : { َف َ ذكِّرْ َفمَا َأنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وََلا مَجْنُون * َأمْ يَقُوُلو َ ن شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ } –ٍ الطور
٣٠ ، ومنهم من قال إنه يقول أساطير الأولين ، قال تعالى : { إَِذا تُتَْلى عََليْهِ آيَاتُنَا قَا َ ل َأسَاطِيرُ الَْأوَّلِينَ } - -٢٩
القلم ١٥ ، كل هذا بكفرهم وعنادهم وقد إستيقنت أنفسهم بأنه من عند الله وعرفوا أنه الحق ولكن الكبر وإتباع
الآباء والخوف على الجاه والمكان بين الناس منعهم من قبوله .
المطلب الثاني : مخاطبة العقل والقلب معًا :
ومن معجزات القرآن أنه يخاطب العقل والقلب معًا ، فتجد له وقعًا على كليهما ، وجعله الله شفاء للقلوب ورحمة
ونور ، قال تعالى : { يَا َأيُّهَا النَّاسُ َقدْ جَاءتْ ُ كم مَّوْعِ َ ظٌة مِّن رَّبِّ ُ كمْ وَشَِفاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمٌَة لِّلْمُؤْمِنِينَ
} - يونس ٥٧ ، وقال : (وَنُنَزِّلُ مِنَ الُْقرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمٌَة لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا) (الاسراء:
٨٢ ) ، كما أن معظم القرآن إنما يخاطب العقل ويحثه على التفكر في خلق الله كالسماوات والأرض وإمعان النظر
في الكون وفي الأنفس والآفاق وجعل ذلك وسيلة للوصول إلى الإيمان بالله ، قال تعالى : { َأوََلمْ يَن ُ ظرُوْا فِي مَلَ ُ كوتِ
السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خََلقَ اللّهُ مِن شَيْءٍ وََأنْ عَسَى َأن يَ ُ كو َ ن َقدِ اقْتَرَبَ َأجَلُهُمْ َفبَِأيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُو َ ن } -
الأعراف ١٨٥ ، وقد جعله الله تعالى مصدرًا لتثبيت النفس وعوﻧﻬا على الصبر ومصدر هداية وتبشير للمؤمنين كما
ثبت به الله تعالى فؤاد النبي (ص) ، قال تعالى : { ُق ْ ل نَزََّلهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيَُثبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوْا وَهُدًى
وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ } – النحل ١٠٢ ، كما جعله مصدر راحة وإطمئنان للمؤمن ، قال تعالى : { الَّذِينَ آمَنُوْا
وَتَطْمَئِنُّ ُقُلوبُهُم بِذِكْرِ الّلهِ َأ َ لا بِذِكْرِ الّلهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } - الرعد ٢٨ ، وكم أسعد هذا القرآن قلوبًا مولعة
ومشتاقة للرحمن ومتعطشة للقاءه ، فتجد كلامه تعالى خير دواء وسكن يترل بردًا وسلامًا على القلب والروح
فتسعد النفس بترتيله فما أعظمها نعمة هي نعمة القرآن ، وهذا إنما يفهمه ويشعر به المؤمن كامل الإيمان الذي يتوق
للقاء الرفيق الأعلى .
المطلب الثالث : أمثال القرآن :
ومن إعجاز القرآن ووسائله للوصول إلى العقول والأفهام ضرب الأمثال التي تقرب المعاني وتفتح الأذهان المغلقة
والعقول الحائرة فتقنع كل إنسان يريد أن يصل إلى الحقيقة ولم يقل كما قالت بنو إسرائيل قلوبنا غلف ، بل من
يريد الحق ولم يعاند ويكابر لابد وأن يجد الحقيقة في القرآن واضحة كوضوح الشمس في وسط النهار ، قال تعالى :
(وََلَقدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَ َ ذا الُْقرْآنِ مِنْ ُ كلِّ مََثلٍ َلعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُو َ ن) (الزمر: ٢٧ ) ، أما المعاندين الذين عرفوا الحق
واستكبروا عليه وكفروا به قال عنهم : (وََلَقدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَ َ ذا الُْقرْآنِ مِنْ ُ كلِّ مََثلٍ وََلئِنْ جِْئتَهُمْ بِآيَةٍ َليَقُوَلنَّ
الَّذِينَ َ كَفرُوا إِ ْ ن َأنْتُمْ إِلَّا مُبْطُِلو َ ن) (الروم: ٥٨ ) ، ورغم بيان الأمثال جادل فيها الكفار وتكبروا عليها ، قال تعالى :
. ( (وََلَقدْ صَرَّْفنَا فِي هَ َ ذا الُْقرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ ُ كلِّ مََثلٍ وَكَا َ ن الْأِنْسَا ُ ن َأكَْثرَ شَيْءٍ جَدَ ً لا) (الكهف: ٥٤
المطلب الرابع : الإيقاع المنتظم للقرآن الكريم :
ومن إعجاز القرآن أيضًا الإيقاع المنتظم للقرآن الذي جعل كفار قريش يتهمون محمدًا بالسحر مرة ومرة بالشعر
ومرة بالكهانة ، قال تعالى : (َفَلمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا َقاُلوا إِنَّ هَ َ ذا َلسِحْرٌ مُبِينٌ) (يونس: ٧٦ ) ، ومن ذلك ما
نسمعه عندما نقرأ سورة القمر مث ً لا ، فلنقرأ معًا سورة القمر ولنستمع لروعة البيان ومزمار من مزامير داود ، ولنتلو
سورة الرحمن ونستمع لما يعجز المتنبئ وأبي فراس وأحمد شوقي وغيرهم عن الإتيان بكلام كهذا ، كما يعجز عبد
الحليم وأم كلثوم ووليد توفيق وغيرهم من الفسقة عن أن يأتوا بما في القرآن من روعة وإنسجام ، إن هؤلاء
المذكورين وأشباههم لمحرومون من سماع مثل هذا ويا لضياعهم وغرورهم بما هم فيه من باطل ومعصية وما يتلفظون
به من سخافة ألفاظ وسماجة ألحان وهوي زائغ وما يتبعهم إلا الغاوون فيا لهم من ضالين مضلين ، أما كلام الله
تعالى فلا يأتيه الباطل ولا يخلق من كثرة الرد ، وقال (ص) لأبي موسى عندما إستمع لتلاوته بأنه أوتي مزمارًا من
َلوْ رََأيْتَنِى وََأنَا َأسْتَمِعُ » : مزامير داوود ، عَنْ َأبِى مُوسَى قَا َ ل قَا َ ل رَسُو ُ ل اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لأَبِى مُوسَى
البخاري ١٨٨٨ ، ويكفي هذا الحديث في فضائل - « لِقِرَاءَتِكَ الْبَارِحََة َلَقدْ ُأوتِيتَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ
القرآن : عن الحارث الأعور قال: مررت في المسجد فإذا الناس يخوضون في الأحاديث، فدخلت على علي فقلت:
يا أمير المؤمنين ألا ترى الناس قد خاضوا قال: أو قد فعلوها؟ قلت: نعم، قال: أما إني سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول: إﻧﻬا ستكون فتنة قلت: ما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: كتاب الله فيه نبأ من قبلكم، وخبر ما
بعدكم، وحكم ما بينكم هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله
الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به
الألسنة، ولا تشبع منه العلماء، ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى
قالوا: {إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به}. من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل،
. ومن دعا إليه هدى إلى الصراط المستقيم. خذها إليك يا أعور. سنن الترمذي ٢٨٣١
المبحث الثالث : الإعجاز التشريعي في القرآن
المطلب الأول : أحكام القرآن :
لقد أرسل الله رسله بالبينات ليقوم الناس بالقسط – ابن القيم ، قال تعالى : (َلَقدْ َأرْسَْلنَا رُسَُلنَا بِاْلبَيِّنَاتِ وََأنْزَْلنَا
مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَا َ ن لِيَُقومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ)(الحديد: من الآية ٢٥ ) ، وكان القرآن هو أفضل الكتب المترلة على
الإطلاق ، أنزله الله تفصي ً لا لكل شئ ، وفرقانًا بين الحق والباطل ، وشرع فيه لعباده ما تقوم به حياﺗﻬم ويصلح به
معادهم ، قال تعالى : (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّ َ ل الُْفرْقَا َ ن عََلى عَبْدِهِ لِيَ ُ كو َ ن لِلْعَاَلمِينَ نَذِيرًا) (الفرقان: ١) ، وجعله تذكرة لمن
يخاف وعيده وكان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ، قال تعالى : (َف َ ذكِّرْ بِالُْقرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ)(قّ: من الآية
٤٥ ) ، وبه بيان للأحكام العامة التي يقوم ﺑﻬا أمر الأمة وأحكام الحدود والديات والأسرة والمواريث وغيرها مما
يستقيم به أمر الأمة ، قال تعالى : (وَنَزَّْلنَا عََليْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِ ُ كلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمًَة وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ)
(النحل: من الآية ٨٩ ) ، فجاءت أحكامه كلها لما فيه صلاح الأمة وخيرها ولقد رأينا كيف كانت الأمة الإسلامية
في عهد الصحابة والتابعين عندما كان يطبق فيها شرع الله تعالى فكانت الأمة الإسلامية حينها في قمة قوﺗﻬا وأمنها
وإستقرارها ورخائها ، أليس هذا بخير مما فيه الأمة اليوم من ضياع وضعف وعدم أمن وعدم إستقرار ، كل هذا
لأﻧﻬا رمت أحكام القرآن وأخذت بأحكام الشيطان وما شرعه شياطين الإنس من قوانين وضعية ففسد النظام
وضاع الأمن وإنتشرت السرقة والزنا والخمر وغيرها من فساد.. فسبحان الذي أرسل لنا القرآن رحمة للعالمين .
المطلب الثاني : أخبار الأمم السابقة :
ومن معجزات القرآن أيضًا قصص القرآن التي هي أحسن القصص ، قال تعالى : { نَحْنُ نَُقصُّ عََليْكَ َأحْسَنَ
اْلَقصَصِ بِمَا َأوْحَيْنَا إَِليْكَ هَ َ ذا الُْقرْآ َ ن وَإِن ُ كنتَ مِن َقبْلِهِ َلمِنَ الْغَافِلِينَ } – يوسف ٣ ، وكانت من معجزات
النبي (ص) لأنه أخبر بأحداث كانت قبل آلاف السنين كقصة نوح وقصة موسى وفرعون وقصة بلقيس وسليمان
وقصة يوسف وامرأة العزيز وقصة إبراهيم وأبيه وقومه وقصة صالح وناقته وقصة شعيب وقومه وقصة يعقوب وابنائه
وغيرها من قصص القرآن التي أخبرت عن أحوال الأمم السابقة ، ومنها قصص بني اسرائيل ، قال تعالى : (إِنَّ هَ َ ذا
( الُْقرْآ َ ن يَُقصُّ عََلى بَنِي إِسْرائي َ ل َأكَْثرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلُِفو َ ن) (النمل: ٧٦

المطلب الثالث : حال العرب قبل و بعد نزول القرآن :
تبدلت حال العرب بعد الإسلام وأصبحوا أمة علم وقوة وسلطان ورفعهم الإسلام إلى أعلى المنازل حيث إختارهم
الله من بين الأمم ليكونوا حملة الإسلام إلى العالم فنالوا ذلك الشرف وكانوا خير مبلغين وتوسعت رقعة الدولة
الإسلامية حتى فتحت للنبي (ص) قصور كسرى وقيصر وحكموا العالم وأعزهم الله بنوره نور الإسلام وأصبحوا
قادة العالم وفي الآخرة أنالهم الله شرف أن يكونوا شهداء على الناس ، قال تعالى : (وَ َ ك َ ذلِكَ جَعَْلنَا ُ كمْ أُمًَّة وَسَطًا
لِتَ ُ كونُوا شُهَدَاءَ عََلى النَّاسِ وَيَ ُ كو َ ن الرَّسُو ُ ل عََليْ ُ كمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَْلنَا الْقِبَْلَة الَّتِي كُنْتَ عََليْهَا إِلَّا لِنَعَْلمَ مَنْ يَتَّبِعُ
الرَّسُو َ ل مِمَّنْ يَنَْقلِبُ عََلى عَقِبَيْهِ وَإِنْ َ كانَتْ َل َ كبِيرًَة إِلَّا عََلى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَا َ ن اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ
( بِالنَّاسِ َلرَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (البقرة: ١٤٣
المبحث الرابع : الإعجاز العلمي في القرآن
الإعجاز العلمي في القرآن من المواضيع التي بدأ إنتشارها مؤخرًا بصورة كبيرة وبلغت البحوث العلمية أوجها
وأكتشفت كثير من الحقائق التي تحدث عنها القرآن قبل أربعة عشر قرن من الزمان ولا يزال المزيد يكتشف خاصة
في مجال الفلك وعلم الأجنة والتشريح والجيولوجيا وعلم الحيوان والنبات وآيات لا حد لها بينها الله تعالى في القرآن
تكفي لتبيين أنه الحق من عند الله وأن الله هو الحق المبين ، قال تعالى : (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي َأنْفُسِهِمْ حَتَّى
يَتَبَيَّنَ َلهُمْ َأنَّهُ الْحَقُّ َأوََلمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ َأنَّهُ عََلى ُ كلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (فصلت: ٥٣ ) ، ولكن عمت قلوب العباد عن تدبر
القرآن وفهم ما فيه بما ران عليها من الذنوب والمعاصي ، قال تعالى : (َأَفلا يَتَدَبَّرُو َ ن الُْقرْآ َ ن َأمْ عََلى ُقُلوبٍ َأْقَفاُلهَا)
(محمد: ٢٤ ) ، وهذا الموضوع كبير جدًا لذا سنكتفي بتوضيح مثال لكل علم .
المطلب الأول : نماذج من الإعجاز العلمي للقرآن في الطب :
قديمًا كان الناس يعتقدون أن إحساس الألم يمكن من أي مكان ولكن مؤخرًا اكتشف أن الجلد فقط هو الذي به
مناطق الإحساس حيث وجدوا بالنظر تحت اﻟﻤﺠهر أن الأعصاب تتركز في الجلد ووجدوا أن أعصاب الإحساس
متعددة وأﻧﻬا أنواع مختلفة : منها ما يحس باللمس ومنها ما يحس بالضغط ومنها ما يحس بالحرارة ومنها ما يحس
بالبرودة ووجدوا أن أعصاب الإحساس بالحرارة والبرودة لا توجد إلا في الجلد فقط وعليه إذا دخل الكافر النار يوم
القيامة وأكلت النار جلده يبدله الله جلدًا ليصير العذاب مستمر ، قال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ َ كَفرُوْا بِآيَاتِنَا سَوْفَ
نُصْلِيهِمْ نَارًا ُ كلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّْلنَاهُمْ جُُلودًا َ غيْرَهَا لِيَذُوُقوْا الْعَذَابَ إِنَّ الّلهَ كَا َ ن عَزِيزًا حَكِيمًا ) النساء : ٥٦
وأما قوله تعالى : ( وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا َفَقطَّعَ َأمْعَاءهُمْ ) محمد: ١٥ ولماذا هنا قطع امعاءهم ؟ لأﻧﻬم وجدوا تشريحيا
أنه لا يوجد أبدا أعصاب للإحساس بالحرارة أو البرودة بالأمعاء وإنما تتقطع الأمعاء فإذا قطعت الأمعاء ونزلت في
الأحشاء فإنه من أشد أنواع الآلام تلك الآلام التي عندما تترل مادة غذائية إلى الأحشاء عندئذ يحس المريض كأنه
يطعن بالخناجر فوصف القرآن ما يكون في الجلد ووصف ما يكون هنا بالمعدة والأمعاء وكان وصفا لا يكون إلا
من عند من يعلم سر تركيب الجلد وسر تركيب الأمعاء - "العلم طريق الإيمان " للشيخ عبد اﻟﻤﺠيد الزنداني –
بتصرف .
المطلب الثاني : نماذج من الإعجاز العلمي للقرآن في علم الكون :
وجدوا أن القمر يسير بسرعة ١٨ كيلو مترا في الثانية والواحدة والأرض ١٥ كيلومترا في الثانية والشمس ١٢
كيلومترا في الثانية .. الشمس تجري والأرض تجري والقمر يجري قال الله تعالى ( وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتََقرٍّ لَّهَا َذلِكَ
تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَالَْقمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِ َ ل حَتَّى عَادَ َ كالْعُرْجُونِ الَْقدِيمِ * َلا الشَّمْسُ يَنبَغِي َلهَا َأن تُدْرِكَ الَْقمَرَ وََلا
اللَّيْ ُ ل سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي َفَلكٍ يَسْبَحُو َ ن ) عليّ يجري ومحمد يسير بمنازل وعليّ لا يدرك محمدا ما معنى هذا ؟
معناه أن عليّا يجري ومحمد يجري ولكن عليّا لا يدرك محمدا الذي يجري الله يقول : ( وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتََقرٍّ لَّهَا
) ثم قال : ( َلا الشَّمْسُ يَنبَغِي َلهَا َأن تُدْرِكَ الَْقمَرَ ) يكون القمر قبلها أم لا ؟ .. القمر قبلها وهي تجري ولا تدركه
وتجري ولا تدركه لأن سرعة القمر ١٨ كيلومترا والأرض ١٥ كيلو مترا والشمس ١٢ كيلومترا فمهما جرت
الشمس فإﻧﻬا لا تدرك القمر ولكن ما الذي يجعل القمر يحافظ على منازله ؟ وكان من الممكن أن يمشي ويتركها
؟وجدوا أن القمر يجري في تعرج يلف ولا يجري في خط مستقيم هكذا ولكنه جري ﺑﻬذا الشكل حتى يبقى محافظا
على منازله ومواقعه تأملوا فقط في هذه الحركة القمر ، الشمس ، الأرض ، النجوم تجري لو اختلف تقدير
سرعاﺗﻬا.. كان اليوم الثاني يأتي فنقول : أين الشمس ؟ نقول والله تأخرت عنا عشرين مرحلة ! ويجئ بعد سنة من
يقول : أين الشمس ؟ نقول : والله ضاعت ..! من أجرى كل كوكب ؟ ( وَكُلٌّ فِي َفَلكٍ يَسْبَحُو َ ن ) يسبح
ويحافظ على مداره ويحافظ على سرعته ويحافظ على موقعه صنع من ؟ ذلك تقدير العزيز العليم ! هل هذا تقدير أم
لا ؟ وهل يكون التقدير صدفة ؟ .. لا إن التقدير يكون من إرادة مريد .. هذا التقدير من قويّ .. من قادر سبحانه
وتعالى وضع كل شئ في مكانه وأجراه في مكانه
- " وغدا عصر الأيمان " للشيخ عبد اﻟﻤﺠيد الزندانى
المطلب الثالث : نماذج من الإعجاز العلمي للقرآن في الكيمياء :
قال أشهر علماء العالم في مؤتمرات الإعجاز العلمي للقرآن الكريم .. الدكتور استروخ وهو من أشهر علماء وكالة
ناسا الأمريكية للفضاء .. قال : لقد أجرينا أبحاثا كثيرة على معادن الأرض وأبحاثا معملية .. ولكن المعدن الوحيد
الذي يحير العلماء هو الحديد .. قدرات الحديد لها تكوين مميز .. إن الالكترونات والنيترونات في ذرة الحديد لكي
تتحد فهي محتاجة إلى طاقة هائلة تبلغ أربع مرات مجموع الطاقة الموجودة في مجموعتنا الشمسية .. ولذلك فلا يمكن
أن يكون الحديد قد تكون على الأرض .. ولابد أنه عنصر غريب وفد إلى الأرض ولم يتكون فيها قال تعالى : (
وََأنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعَْلمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسَُلهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ َقوِيٌّ عَزِيزٌ ) سورة الحديد
- " الأدلة المادية على وجود الله " لفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي
الخاتمة
وفي خلاصة الأمر فإن القرآن الكريم كلام الله الذي أنزله للعالمين رحمة ويشف به صدور قوم مؤمنين وينذر به قومًا
لدًا ، فيه دستور كامل للدولة الإسلامية ومنهج كامل ينظم حياة الفرد واﻟﻤﺠتمع ويضبط به جماح الشهوات والأهواء
ويصنع من الإنسانية مجتمع طاهر منظم تعمه الرحمة والتكافل ، ولا يزال القرآن يمدنا بأنواع من العلوم ويفجر لنا
كنوز المعرفة ويحي عقولنا بإثارة الفكر ، وفوق كل هذا نور يهدينا إلى سواء السبيل ويقودنا إلى جنات النعيم المقيم
.. فاللهم اهدنا به واجعله حجة لنا لا علينا واجعلنا ممن قرأه فوعاه وحفظه وعمل به .. يا ربنا إنك للدعاء سميع
(6) بين الدنيا... والآخرة
المؤمن بحاجة إلى آيات جديدة تثبت صدق القرآن أكثر من غير المؤمن، لماذا؟ لأن الذكرى تنفع المؤمنين، فالذي يكذب بالقرآن في الدنيا، ماذا ينتظر يوم القيامة؟ في هذا الفصل دلائل رقمية على كلمات تحدثت عن الدنيا... والآخرة, قد وضعها الله تعالى وفق نظام شديد الدقة ليُظهر لنا عجزنا أمام كتابه, ولنزداد إيماناً بقدرة الله وعلمه وعسى أن تكون هذه المعجزة الرقمية وسيلة نرى من خلالها عظمة هذا القرآن.
وتجدر الإشارة إلى أن كلمة (الدنيا) تكررت في القرآن (115) مرة, كلمة (الآخرة) أيضاً تكررت في القرآن (115) مرة, وبصفّ هذين العددين نجد عدداً جديداً هو 115115 من مضاعفات الرقم 7 بالاتجاهين:
115115 = 7 × 16445
عند قراءة العدد من اليمين لليسار أي 511511 نجده قابلاً للقسمة على تماماً:
115115 = 7 × 73073
والناتج أيضاً يقسم على 7:
73073 = 7 × 10439
ولا ننسى أن مجموع أرقام هذا العدد هو:
2 × 7 = 14 = 5 + 1 + 1 + 5 + 1 + 1
وإلى مثال من كتاب الله نجد فيه مقارنة بين الحياة الدنيا ومتاعها والآخرة, وأن ما عند الله هو خير وأبقى.
الدنيا متاع
ما عند الله خير من الدنيا وما فيها, وما الحياة الدنيا إلا متاع قليل فانٍ والآخرة خير وأبقى. هذه الحقيقة تحدَّث عنها القرآن بكلماتٍٍٍ بليغة: تكررت مرتين في كامل القرآن في سورتين:
1 ـ (وَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ) [القصص: 28/60].
2ـ (فَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) [الشورى: 42/36].
كما نرى في كلتي الآيتين أن ما عنده خير وأبقى من الدنيا وما فيها. لنرى لغة الأرقام تؤكد هذا الكلام، إن العدد الذي يمثل أرقام السورتين هو: 4228 يقبل القسمة على 7 تماماً:
4228 = 7 × 604
وجاء التدرج العقائدي كما يلي: في الآية الأولى قال الله: (أَفَلَا تَعْقِلُونَ)، أما الآية الثانية فقال: (وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)، وكما نعلم أول يجب أن نعقل ثم نتوكل على الله تعالى, ولذلك جاء ترتيب الآيتين في القرآن: (تَعْقِلُونَ)... ثم (يَتَوَكَّلُونَ).
بقي شيء آخر هو:
رقم سورة القصص هو: 28 = 7 × 48
رقم سورة الشورى هو: 42 = 7 × 6
ومجموع هذين العددين هو:
70 = 42 + 28
بعدد مرات ذكر كلمة (القيامة) في القرآن, فقد تكررت هذه الكلمة في القرآن كله 70 مرة أي: 7 × 10، ولا ننسى بأن الآيتين تتحدثان عن الدنيا مقارنة بالآخرة.
الباقيات الصالحات
ما أكثر الحقائق في كتاب الله... ما أكثر أسرار القرآن, ولكن أين من يتدبر ويتذكر ويتفكَّر؟ الكل يجري وراء الحياة الدنيا وينسَى الآخرة, المال... البنون, كلها مُتعة مؤقتة ولا يبقى إلا العمل الصالح خير رصيد للمؤمن عند لقاء ربه.
حقيقة أخرى نجدها في القرآن: (وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ) تكررت مرتين في كامل القرآن في آيتين:
1ـ (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً) [الكهف: 18/46].
2ـ (وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ مَّرَدّاً) [مريم: 19/76].
أرقام السورتين تشكل عدداً هو 1918 يقبل القسمة على 7 تماماً:
1918 = 7 × 274
وكما نرى كلمة (الباقِياتُ) دائماً ترافقها كلمة (الصّاِلحاتُ) وتتبعها عبارة (خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً) ليؤكد لنا الله تعالى على أن العمل الصالح هو الذي يبقى وهو الذي يحبُّه الله تعالى ويجزي به وهو خير عند الله ثواباً ومردّا.
دقّة النص القرآني
من عظمة الإعجاز الرقمي في كتاب أننا نجد أنفسنا أمام نظام رقمي يتناسب مع كل كلمة وكل عبارة وكل آية وكل سورة, حتى الحركات الإعرابية (الضمَّة والفتحة وغيرها) لها نظام رقمي وهذا الكمال الإعجاز في كتاب الله تعالى.
لقد شبَّه الله تعالى الحياة الدنيا بمتاع الغُرور, فتكررت كلمة (الغُرور) 4 مرات في كامل القرآن في 4 سور نكتبها حسب تسلسلها في القرآن:
1ـ (كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ) [آل عمران: 3/185].
2ـ (فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ) [الأعراف: 7/22].
3ـ (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) [الحديد: 57/20].
4ـ (أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنصُرُكُم مِّن دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ) [الملك 67/20].
نلاحظ أن الله تعالى وضع كلمة (غُرور) مع: الحياة الدنيا ـ في قصة إبليس مع آدم عليه السلام (فدلاّهما بغُرور) ومع الكافرين. إذن يجب ألا تَغُرَّنا الحياة الدنيا ولا إبليس ولا الكافرون, ذلك لأن من اتبع الحياة الدنيا سيؤدي به إلى اتباع إبليس وبالنتيجة سيكون من الكافرين. هذا التدرج لغوياً يرافقه تدرج رقمي للسور الأربعة بما يتناسب مع النظام الرقمي القرآني، فالعدد الذي يمثل أرقام السور الأربع هو: 675773 يقبل القسمة على 7 تماماً:
675773 = 7 × 96539
بقي أن نشير إلى أن مجموع أرقام هذا العدد هو:
3 + 7 + 7 + 5 + 7 + 6 + = 35 = 7 × 5
لننتقل الآن إلى كلمة أخرى هي (الغَرور)، لنجد أنها تكررت في كامل القرآن 3 مرات، ويبقى النظام الرقمي قائماً:
1ـ (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ) [لقمان: 31/33].
2ـ (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ) [فاطر: 35/5].
3ـ (يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاء أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ) [الحديد: 57/14].
والعدد الذي يمثل السور الثلاثة هو 573531 يقبل القسمة على 7 تماماً:
573531 = 7 × 81933
ونلاحظ كيف دخل العدد 57 (رقم سورة الحديد) في تركيب العددين السابقين لكلمتي (الغُرور) و (الغَرور) وكل عدد منهما يقبل القسمة على 7. بقي أن نشير إلى أن كلمة (الغُرور) تكررت 4 مرات, وكلمة (الغَرور) 3 مرات في كامل القرآن فيكون مجموع تكرار الكلمتين هو 7 مرات بالضبط.
فَذَرْهُمْ
أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بأن يترك هؤلاء المكذبين حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون... فهل يؤمنون في ذلك اليوم؟ لنرى كيف تكررت كلمة (يُلاقوا) في كامل القرآن:
1ـ (فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ) [الزخرف: 43/83].
2ـ (فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ) [الطور: 52/45].
3ـ (فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ) [المعارج: 70/42].
ونلاحظ أن الآيات الثلاث تحمل المضمون ذاته مما يدل على أن ذلك اليوم ـ يوم القيامة ـ واقع لا ريب فيه، ولنرى النظام الرقمي للسور الثلاثة ليصدِّق وعد الله تعالى:
إن أرقام السور الثلاثة تشكل عدداً هو 705243 يقبل القسمة على 7 مع ملاحظة أن: (مجموع أرقام هذا العدد من مضاعفات الـ 7:
3 + 4 + 2 + 5 + 0 + 7 =21 = 7 × 3
705243 = 7 × 100759
هناك ميِّزة أخرى لهذه الآيات الثلاثة أنها كلها تبدأ بكلمة (فَذَرْهُمْ) مما يدل على أن كلمة (يُلاقُوا) تسبقها دائماً كلمة (فَذَرْهُم) للتأكيد على أن الذي لا يؤمن بآيات الله تعالى ولا بقرآنه، فبأي شيءٍ يؤمن إذن؟
المصدر : طارق فتحي
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى