مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* افلا يتدبرون القرآن 3

اذهب الى الأسفل

* افلا يتدبرون القرآن 3 Empty * افلا يتدبرون القرآن 3

مُساهمة  طارق فتحي الجمعة يناير 07, 2011 7:02 pm

افلا يتدبرون القرآن
اعداد : طارق فتحي
("في سورة الفلق تعوذ بصفة واحدة من أربعة أشياء عظيمة، بينما في سورة الناس
تعوذ بثلاث صفات من شيء واحد؛ فتدبر لتعلم أي عدو يلازمك؟". [أ.د. ناصر
((ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين، ونبلو أخباركم[ محمد/31]) علق
الحافظ الذهبي على الابتلاء الذي تعرض له الإمام مالك - وربطه بهذه الآية - فقال:
"فالمؤمن إذا امتحن صبر، واتعظ، واستغفر، ولم يتشاغل بذم من انتقم منه، فالله حكم
مقسط، ثم يحمد الله على سلامة دينه، ويعلم أن عقوبة الدنيا أهون وخير له". [سير
أعلام النبلاء]
(عندما بشر زكريا بالولد، قال: (رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام
إلا رمزا[آل عمران/41]) فأمسك عليه لسانه، فلم يتكلم بشيء من كلام الناس، ثم قال
له: (واذكر ربك كثيرا) فلو أذن لأحد بترك الذكر لأذن لزكريا عليه السلام. [د.محمد
الخضيري]
("(ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال[الكهف/18]) تأمل قوله: (نقلبهم) ففيه دليل على
أن فعل النائم لا ينسب إليه، فلو طلّق، أو قال: في ذمتي لفلان كذا، لم يثبت؛ لأنه لا
قصد له.
وفي تقليبهم، وعدم استقرارهم على جنب واحد فائدة بدنية، وهي توازن الدم في
الجسد". [ابن عثيمين]
((وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا * الذين كانت أعينهم في غطاء من ذكرى
وكانوا لا يستطيعون سمعا [الكهف/100-101]"وهذا يتضمن معنيين: أحدهما: أن
أعينهم في غطاء عما تضمنه الذكر من آيات الله، وأدلة توحيده، وعجائب قدرته،
والثاني: أن أعين قلوبهم في غطاء عن فهم القرآن وتدبره، والاهتداء به، وهذا الغطاء
للقلب أولا، ثم يسري منه إلى العين". [ابن القيم]
((وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه، وقولوا لهم قولا
معروفا [النساء/8]): "يؤخذ من هذا المعنى، أن كل من تطلع وتشوف إلى ما حضر
بين يدي الإنسان ينبغي له أن يعطيه منه ما تيسر". [ابن سعدي]
(انهارت الأسهم، وغلت الأسعار، وأعدمت ملايين الطيور، ونفقت آلاف الإبل،
وأجدبت الأرض، كل هذا من البلاء، ولو تحققنا بهذه الآية لجاء الفرج ممن لا يخلف
الوعد: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا *
ويمددكم بأموال وبنين * ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا * مالكم لا ترجون لله
وقارا).
(ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - أن هذه الآية (رب السماوات والأرض
وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا[مريم/65]) جمعت أنواع
التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات، فحاول
أن تستخرجها، زادك الله فهما لكتابه.)
(في قول امرأة إبراهيم: (عجوز عقيم[الذاريات/29]) "فيه حسن أدب المرأة عند
خطاب الرجال، واقتصارها من الكلام على ما تحصل به الحاجة؛ فلم تقل: أنا عجوز
عقيم، واقتصرت على ذكر السبب الدال على عدم الولادة، ولم تذكر غيره، وأما في
سورة هود فذكرت السبب المانع منها ومن إبراهيم وصرحت بالعجب. [ابن القيم]
("سورة النحل افتتحت بالنهي عن الاستعجال، واختتمت بالأمر بالصبر، وسورة
الإسراء افتتحت بالتسبيح، وختمت بالتحميد".)
(المتدبر لمناسبة مجيء سورة الشرح بعد "الضحى" ينكشف له كثير من المعاني
المقررة في السورة، ومنها ما في قوله: (فإن مع العسر يسرا * إن مع العسر يسرا)
فمجموع السورتين يعطيان مثالا حيا لتقرير هذه السنة، فسورة الضحى تمثل جوانب
العسر التي عانها نبينا عليه السلام؛ ليعقبها جوانب اليسر في "الشرح" حتى إذا انتهى
المثل، يأتي التعقيب بأن مجيء اليسر بعد العسر سنة لا تتخلف. [د.فلوة الراشد]
((فما لهم عن التذكرة معرضين * كأنهم حمر مستنفرة * فرت من قسورة
[المدثر/50-51]) "فشبه هؤلاء في إعراضهم ونفورهم عن القرآن بحمير رأت
أسودا، أو رماة ففرت منهم، وهذا من بديع القياس والتمثيل، فإن القوم في جهلهم بما
بعث الله به رسوله كالحمير، وهي لا تعقل شيئا، فإذا سمعت صوت الأسد أو الرامي
نفرت منه أشد النفور وهذا غاية الذم لهؤلاء" [ابن القيم]
("قد لا تختم الآية الكريمة بأسماء الله الحسنى صراحة، ولكن قد تذكر فيها أحكام تلك
الأسماء، كقوله تعالى - لما ذكر عقوبة السرقة، فإنه قال في آخرها -: (نكالا من الله،
والله عزيز حكيم [المائدة:38])، أي: عز وحكم فقطع يد السارق، وعز وحكم فعاقب
المعتدين شرعا، وقدرا، وجزاء". [ابن سعدي]
(قال ابن عقيل: "من حسن ظني بربي، أن لطفه بلغ أن وصى بي ولدي إذا كبرت
فقال: {فلا تقل لهما أف}" [الآداب الشرعية]
فما أحوجنا - أهل القرآن - أن نحسن الظن بربنا مهما طال الزمن واشتدت المحن،
قال تعالى - في الحديث القدسي -: "أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء")
(قال قتادة في قوله تعالى: {ألا تطغوا في الميزان [الرحمن/8]}: "اعدل يا ابن آدم
كما تحب أن يُعدل لك, وأوف كما تحب أن يُوفَى لك، فإن العدل يصلح الناس" [الدر
المنثور]
(نقل ابن عطية عن أبيه في تفسير قوله تعالى: {إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها
لنبلوهم أيهم أحسن عملا [الكهف:7]} قوله: "أحسن العمل: أخذ بحق، وإنفاق في
حق مع الإيمان، وأداء الفرائض، واجتناب المحارم، والإكثار من المندوب إليه")
({المال والبنون زينة الحياة الدنيا [الكهف:46]} "وتقديم المال على البنين في
الذكر؛ لأنه أسبق لأذهان الناس، لأنه يرغَب فيه الصغير والكبير، والشاب والشيخ،
ومن له من الأولاد ما قد كفاه" [ابن عاشور]
("فمن تدبر القرآن، وتدبر ما قبل الآية وما بعدها، وعرف مقصود القرآن تبين له
المراد، وعرف الهدى والرسالة، وعرف السداد من الانحراف والاعوجاج" [ابن
تيمية]
({إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا [التوبة: 40]} قال الشعبي: عاتب الله عز
و جل أهل الأرض جميعا - في هذه الآية - إلا أبا بكر الصديق رضي الله عنه.
[تفسير البغوي]
(علق ابن تيمية على قول الله تعالى: {لا يمسه إلا المطهرون[الواقعة: 79]} بقوله:
"كما أن اللوح المحفوظ الذي كتب فيه حروف القرآن لا يمسه إلا بدن طاهر، فمعاني
القرآن لا يذوقها إلا القلوب الطاهرة، وهى قلوب المتقين" [ابن تيمية]
(لفتة من عالم ناصح:
"وإني أحثكم أيها الشباب على الحرص التام على تدبر القرآن ومعرفة معانيه؛ لأن
القرآن إنما نزل ليدبر الناس آياته وليتذكروا به، إذ لا فائدة بتلاوة اللفظ دون فهمٍ
للمعنى، وإذا أشكل عليكم شيء فاسألوا عنه" [ابن عثيمين]
("الله تعالى إذا ذكر (الفلاح) في القرآن علقه بفعل المفلح" [ابن القيم]
وليتضح كلامه - رحمه الله - تأمل أوائل سورة البقرة، فإن الله تعالى بين أن سبب
فلاح أولئك المتقين هو إيمانهم بالغيب، وإقامتهم للصلاة والإنفاق مما رزقهم الله...
الخ صفاتهم، وعلى هذا فقس، زادك الله فهما.)
((إنه يعلم الجهر من القول[الأنبياء:110]): "اختص الله تعالى بعلم الجهر من القول
من جهة أنه إذا اشتدت الأصوات وتداخلت فإنها حالة لا يسمع فيها الإنسان, ولا يميز
الكلام, أما الله عز وجل فإنه يسمع كلام كل شخص بعينه، ولا يشغله سمع كلام عن
سمع آخر" [الوزير ابن هبيرة]
("في قول موسى للخضر: {هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا
[الكهف:66]} التأدب مع المعلم، وخطابه بألطف خطاب، وإقراره بأنه يتعلم منه،
بخلاف ما عليه أهل الجفاء أو الكبر، الذي لا يظهر للمعلم افتقاره إلى علمه، بل
يدعي أنه يتعاون هو وإياه، بل ربما ظن أنه يعلم معلمه، وهو جاهل جدا، فالذل
للمعلم، وإظهار الحاجة إلى تعليمه، من أنفع شيء للمتعلم" [ابن سعدي]
({قل إنما أمرت أن أعبد الله ولا أشرك به[الرعد:36]} سئل سهل التستري: متى
يصح للعبد مقام العبودية؟ قال: إذا ترك تدبيره ورضي بتدبير الله فيه. [منار
السالكين]
({وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم
وأنتم لا تعلمون[البقرة : 216]} في هذه الآية عدة حكم وأسرار ومصالح للعبد، فإن
العبد إذا علم أن المكروه قد يأتي بالمحبوب، والمحبوب قد يأتي بالمكروه لم يأمن أن
توافيه المضرة من جانب المسرة، ولم ييأس أن تأتيه المسرة من جانب المضرة؛ لعدم
علمه بالعواقب فإن الله يعلم منها مالا يعلمه العبد" [ابن القيم]
(- كلُّ ما رد في القرآن "زعم" فالمراد به الكذب.
- وكلُّ "ظن" ورد في القرآن في الآخرة أو يوم القيامة فهو يقين.
- كلُّ ما ذكر في القرآن "رزق كريم" فالمقصود به الجنة ونعيمها. [عن كتاب
- الألفاظ في التفسير]
({هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم[الجمعة : 2]} في قوله: "منهم" فائدتان:
الأولى: أنه كأمته الأمية، لم يقرأ كتابا، ولا خطه بيمينه، ومع ذلك أتى بهذا القرآن
الذي ما سمعوا بمثله، وهذا برهان صدقه.
والثانية: التنبيه على معرفتهم بنسبه، وشرفه، وعفته، وصدقه، بل لم يكذب قط، فمن
لم يكذب على الناس أفيكذب على الله؟ [ابن رجب]
("وفيها – أي سورة الحج – من التوحيد والحكم والمواعظ على اختصارها ما هو
بين لمن تدبره، وفيها ذكر الواجبات والمستحبات كلها: توحيدا وصلاة وزكاة
وصيام؛ قد تضمن ذلك قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا
ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون}، فهذه الآية والتي بعدها لم تترك خيرا إلا جمعته
ولا شرا إلا نفته" [ابن تيمية))
("عند التأمل في آيتي: {فمن فرض فيهن الحج}، {وأتموا الحج والعمرة لله} مع أن
الحج قد يكون تطوعا؛ لكنه أوجبه على نفسه بمجرد دخوله فيه، ففي هذا درس في
تعظيم شأن الالتزام بإتمام أي عمل إيجابي يشرع فيه المسلم، وعدم الخروج منه إلا
بمسوغ معتبر عقلا وشرعا، وفي الصحيح: (أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل)"
[أ.د.ناصر العمر]
(وصف الله المسجد الحرام بقوله: {الذي جعلناه للناس [الحج: 52]} "للإيماء إلى
علة مؤاخذة المشركين بصدهم عنه؛ لأجل أنهم خالفوا ما أراد الله منه, فإنه جعله
للناس كلهم يستوي في أحقية التعبد به العاكف فيه - أي: المستقر في المسجد –
والبادي - أي: البعيد عنه إذا دخله -" [ابن عاشور]
("{وتزودوا فإن خير الزاد التقوى [البقرة:197]} أمر الحجاج بأن يتزودوا لسفرهم
ولا يسافروا بغير زاد, ثم نبههم على زاد سفر الآخرة وهو التقوى, فكما أنه لا يصل
المسافر إلى مقصده إلا بزاد يبلغه إياه, فكذلك المسافر إلى الله تعالى والدار الآخرة لا
يصل إلا بزاد من التقوى, فجمع بين الزادين, فذكر الزاد الظاهر والزاد الباطن"
[ابن القيم]
("جاء لفظ القرآن في بيان الرخصة بالأسهل فالأسهل: {ففدية من صيام أو صدقة أو
نسك [البقرة:196]} ولما أمر النبي صلى الله عليه وسلم كعب بن عجرة بذلك أرشده
إلى الأفضل فالأفضل فقال: (انسك شاة، أو أطعم ستة مساكين, أو صم ثلاثة أيام)
متفق عليه, فكل شيء حسن في مقامه" [ابن كثير]
(بعد أن ذكر الله المناسك - في سورة الحج - قال: {ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو
خير له عند ربه [الحج:30]} ففيه إشارة إلى أن الحج ليس أقوالا وأعمالا جوفاء،
وأن الخير الكثير إنما هو لمن تنسك؛ معظما لحرمات الله، متقيا معصيته، ولعل في
افتتاح السورة بالأمر بالتقوى، واختتامها بالجهاد في الله حق المجاهدة تأكيدا على
ذلك. [د.عبدالله الغفيلي]
("قال تعالى: {ولا تحلقوا رؤوسكم [البقرة:196]} ولم يقل: ولا تقصروا، ففيه دلالة
على أن الحلق أفضل, وهو مقتضى دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم للمحلقين
ثلاثا, وللمقصرين مرة" [القرطبي]
("لما نهى الله عباده عن إتيان القبيح قولا وفعلا: {فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في
الحج [البقرة: 197]} حثهم على فعل الجميل، وأخبرهم أنه عالم به، وسيجزيهم عليه
أوفر الجزاء يوم القيامة: {وما تفعلوا من خير يعلمه الله}" [ابن كثير]
(قال تعالى في سياق آيات الحج: {وبشر المخبتين[الحج:34]} "ثم ذكر للمخبتين أربع علامات:
وجل قلوبهم عند ذكره - والوجل خوف مقرون بهيبة ومحبة
وصبرهم على أقداره.
وإتيانهم بالصلاة قائمة الأركان ظاهرا وباطنا.
وإحسانهم إلى عباده بالإنفاق مما آتاهم" [ابن القيم]
فما أجمل أن ترى الجاج وقد جمل ظاهره وباطنه بهذه العلامات)
(قال تعالى: {لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم [الحج: 37]}
"فالعبادات إن لم يقترن بها الإخلاص وتقوى الله، كانت كالقشور الذي لا لب فيه،
والجسد الذي لا روح فيه" [ابن سعدي]
({ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن
العالمين [آل عمران:97]} "هذا من أوكد ألفاظ الوجوب عند العرب، وإنما ذكر الله
سبحانه الحج بأبلغ ألفاظ الوجوب؛ تأكيدا لحقه، وتعظيما لحرمته، وتقوية
لفرضه"[ابن العربي]
("ركزت آيات الحج في سورة [البقرة] على إظهار كمال الشريعة بتضمنها للتخفي
والتيسير, وإبطال ما أحدثه المشركون وأهل الكتاب في الحج من تحريف وتغيير بعد
ملة إبراهيم عليه السلام، بينما ركزت سورة الحج على مقاصد الحج الكبرى بربطه
بالتوحيد، وتأكيد الإخلاص، وتعظيم الشعائر والحرمات" [د.محمد الربيعة]
({يأتوك رجالا وعلى كل ضامر [الحج:27]} "في تقديم ذكر الرجال على الركبان
فائدة جليلة وهي أن الله تعالى شرط في الحج الاستطاعة, ولا بد من السفر إليه لغالب
الناس, فذكر نوعي الحجاج لقطع توهم من يظن أنه لا يجب إلا على راكب, فقدم
الرجال اهتماما بهذا المعنى وتأكيدا، أو أن هذا التقديم جبرا لهم لأن نفوس الركبان
تزدريهم" [ابن القيم]
("هذا يوم صلة الواصلين: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي} ويوم
قطيعة القاطعين: {أن الله برئ من المشركين ورسوله} ويوم إقالة عثر النادمين
وقبول توبة التائبين: {ربنا ظلمنا أنفسنا} ويوم وفد الوافدين:{وأذن في الناس بالحج
يأتوك رجالا}" [الرازي]
(في مثل هذا اليوم نزل قوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي
ورضيت لكم الإسلام دينا [المائدة:3]} "وهذه أكبر نعم الله تعالى على هذه الأمة
حيث أكمل لهم دينهم، فلا يحتاجون إلى دين غيره، ولا إلى نبي غير نبيهم؛ ولهذا
جعله الله خاتم الأنبياء، فلا حلال إلا ما أحله، ولا حرام إلا ما حرمه، ولا دين إلا ما
شرعه" [ابن كثير]
(في قوله تعالى: {فإذا قضيتم مناسككم} - أي: بعد التحلل من النسك - {فاذكروا الله
[البقرة:200]} قال عطاء: هو كقول الصبي: "أبه، أمه" أي: فكما يلهج الصبي بذكر
أبيه وأمه، فكذلك أنتم، فالهجوا بذكر الله بعد قضاء النسك.)
("{فصل لربك وانحر} ولم يقل: فصل لنا؛ لما في لفظ الرب من الإِيماء إلى
استحقاقه العبادة لأجل ربوبيته فضلا عن فرط إنعامه" [ابن عاشور]
("ورد في آيات الحج من العناية بأمر القلوب ما لم يرد في أي ركن من أركان
الإسلام؛ لما في أعمال الحج من مظاهر قد تصرف عن مقاصده العظيمة إلى
ضدها، تأمل: {لن ينال الله لحومها ولا دماؤها، ولكن يناله التقوى منكم} فتعاهد قلبك
حين أداء نسكك" [أ.د.ناصر العمر]
({ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب [الحج:32]} "أضاف التقوى إلى
القلوب؛ لأن حقيقة التقوى في القلب؛ ولهذا قال عليه الصلاة والسلام - كما في
الصحيح -: (التقوى هاهنا) ثلاثا، وأشار إلى صدره"[ القرطبي]
("بعد أن أباح الله التعجل لمن اتقاه قال: {واعلموا أنكم إليه تحشرون [البقرة:203]}
فالعلم بالجزاء من أعظم الدواعي لتقوى الله؛ فلهذا حث تعالى على العلم بذلك" [ابن
سعدي]
({فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى [البقرة:203]}
"وفي هذا دليل على أن الأعمال المخير فيها إنما ينتفي الإثم عنها إذا فعلها الإنسان
على سبيل التقوى لله عز وجل دون التهاون بأوامره؛ لقوله تعالى: {لمن اتقى} وأما
من فعلها على سبيل التهاون، وعدم المبالاة فإن عليه الإثم بترك التقوى، وتهاونه
بأوامر الله" [ابن عثيمين]
("من بلاغة القرآن في قوله تعالى - عن الهدي -: {فمن لم يجد فصيام ثلاثة
أيام...الآية [البقرة:196]} أنه لم يحدد ما الذي لم يوجد؛ ليشمل من لم يجد الهدي،
ومن لم يجد ثمنه، فاستفدنا زيادة المعنى، مع اختصار اللفظ" [ابن عثيمين]
("سورة الكافرون فيها توحيد العبادة، وسورة الصمد فيها توحيد الربوبية والأسماء
والصفات، وتسميان سورتي الإخلاص؛ ولذا تشرع فراءتهما في أول يوم في سنة
الفجر وفي ركعتي الطواف، وفي آخر الوتر، تحقيق للتوحيد وتجديدا له" [د.محمد
الخضيري]
("لو لم يكن للعلم وأهله العاملين به من شرف إلا أن بركة علمهم تبقى، ويمتد أثرها
حتى في عرصات القيامة، فهم شهود الله على بطلان عبادة المشركين كما في سورة
النحل[27]، وشهود على منكري البعث كما في سورة الروم[55-56]" [ابن القيم]
(ختم الله سورة الحج بقوله: {وجاهدوا في الله حق جهاده} وفي ذلك – والله أعلم –
إشارة إلى استمرار الجهاد والمجاهدة بعد الحج، وأن ذلك ليس خاصا به، بل العبد
محتاج لها في الصلاة، والزكاة، والاعتصام بالله، مبينا أن الانضباط بالشريعة – مع
حاجته إلى المجاهدة – ليس فيه أي حرج أو عسر، بل هو سمة هذا الدين، ومنهج
أبينا إبراهيم، فهل يتنبه لذلك من يركن للراحة والدعة والتفريط بعد الحج؟ [أ.د.
ناصر العمر]
({إذ نادى ربه نداء خفيا [مريم:3]}
"إخفاء الدعاء، والإسرار بالمسألة: مناجاة للرب، وإيمان بأن الله سميع، وذل
واستكانة، وسنة من سنن المرسلين" [د.عبد الله السكاكر]
("{إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم} حفظها القرآن في ثلاثة مواضع
عن نبينا صلى الله عليه وسلم لما أريد على دينه ورسالته، فما أحوج المؤمن أن
يعلنها مدوية كلما أريد على دينه، أو عرضت له معصية تقطعه عن سيره إلى الله
تعالى" [د.عمر المقبل]
(عن ابن عباس قال: أجار الله تابع القرآن من أن يضل في الدنيا أو يشقى في الآخرة،
ثم قرأ: {فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى} قال: لا يضل في الدنيا ولا يشقى في
الآخرة. [تفسير ابن أبي حاتم]
({ويدعوننا رغبا ورهبا [الأنبياء:90]} قال الحسن البصري: دام خوفهم من ربهم
فلم يفارق خوفه قلوبهم، إن نزلت بهم رغبة خافوا أن يكون ذلك استدراجا من الله
لهم، وإن نزلت بهم رهبة خافوا أن يكون الله عز وجل قد أمر بأخذهم لبعض ما سلف
منهم. [الدر المنثور]
(عن قتادة في قوله تعالى: {ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى [طه:2]} لا والله، ما جعله
الله شقيا، ولكن جعله الله رحمة ونورا ودليلا إلى الجنة. [الدر المنثور] فتأمل الآية
وتعليق هذا الإمام عليها، ثم لك أن تتعجب أن يتقلب مسلم في الشقاء وكتاب الله بين
يديه!)
({أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور * وحصل ما في الصدور} ومناسبة الآيتين
لبعضهما أن بعثرة ما في القبور إخراج للأجساد من بواطن الأرض، وتحصيل ما في
الصدور إخراج لما تكنه فيها، فالبعثرة بعثرة ما في القبور عما تكنه الأرض، وهنا
عما يكنه الصدر، والتناسب بينهما ظاهر. [ابن عثيمين]
({ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها
[الكهف:49]} قال عون بن عبد الله: ضج والله القوم من الصغار قبل الكبار.
فتأمل - وفقك الله - هذه اللفتة من هذا الإمام في التحذير من صغار الذنوب التي
يحتقرها كثير من الناس، مع أنها قد تجتمع على المرء فتهلكه)
({فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا [الكهف:11]} ذكر الجارحة التي هي
الآذان - التي منها يكون السمع - لأنه لا يستحكم نوم إلا مع تعطل السمع، وفي
الحديث: "ذلك رجل بال الشيطان في أذنه" أي: استثقل نومه جدا حتى لا يقوم بالليل.
[أبو حيان]
(قال ابن عقيل: ما أخوفني أن أساكن معصية، فتكون سببا في حبوط عملي وسقوط
منزلة إن كانت لي عند الله تعالى، بعدما سمعت قوله تعالى: {لا ترفعوا أصواتكم
فوق صوت النبي [الحجرات:2]}.
وقد علق ابن مفلح قائلا: وهذا يجعل الفطن خائفا وجلا من الإقدام على المآثم،
وخوفا أن يكون تحتها من العقوبة ما يماثل هذه. [الآداب الشرعية]
("في قوله تعالى: {ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء [النساء:48]} نعمة عظيمة من
وجهين:
أحدهما: أنه يقتضي أن كل ميت على ذنب دون الشرك لا نقطع له بالعذاب وإن كان
مصرا.
والثانية: أن تعليقه بالمشيئة فيه نفع للمسلمين، وهو أن يكونوا على خوف وطمع"
[ابن الجوزي]
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى