مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* الجزء الثالث: أحلام الصهيونية بين الواقع والخيال ص 3

اذهب الى الأسفل

* الجزء الثالث: أحلام الصهيونية بين الواقع والخيال ص 3 Empty * الجزء الثالث: أحلام الصهيونية بين الواقع والخيال ص 3

مُساهمة  طارق فتحي السبت أبريل 29, 2017 3:12 pm

1946. المؤتمر الصهيوني الثاني والعشرون:
•       عقد فى مدينة بازل بسويسرا ، برئاسة وايزمان فى ديسمبر 1946.
•       وقد حضر التصحيحيون هذا المؤتمر.
•       وكان المناخ الذي انعقد في ظله المؤتمر هو محاولة الضغط على بريطانيا لخلق الدولة الصهيونية
•   ولذا فقد تزعَّم التصحيحيون الاتجاه الداعي إلى تبنِّي سياسة متشددة إزاء بريطانيا انطلاقاً من الاعتقاد بأنها لم تنفذ ما تعهدت به وفق نص الانتداب.
•        كما طالبوا بتدعيم حركة المقاومة العبرية التي هاجمت بعض المنشآت البريطانية.
•   وفي مواجهة هذا الموقف، تبنَّى وايزمان رأياً يدعو إلى الدخول في حوار مع بريطانيا حرصاً على استمرار علاقات طيبة مع الدولة التي تملك إمكانية فتح أبواب فلسطين لهجرة يهودية واسعة.
•    وإزاء هذا الصراع قدَّم وايزمان استقالته من رئاسة المنظمة الصهيونية، وأخفق المؤتمر في اختيار بديل له.
•        وقد اختير ناحوم جولدمان رئيساً للجنة التنفيذية في نيويورك، وبيرل لوكر رئيساً لهذه اللجنة في القدس.

1947وايزمان والرئيس الأمريكي هاري ترومان
في عام 1947 وأثناء إقامة وايزمان في الولايات المتحدة عرضت بريطانيا القضية الفلسطينية برمتها على الأمم المتحدة، وركز وايزمان جهده لمتابعة مشروع تقسيم فلسطين كما عرض آنذاك.
اتفق وايزمان ورئيس الولايات المتحدة الأمريكية ترومان على خطة التقسيم التي ستعمل الولايات المتحدة بثقلها على إقرارها في داخل أروقة الأمم المتحدة، واتفق معه على أن صحراء النقب ستكون تابعة لإسرائيل بعد أن أثبتت الأبحاث العلمية وجود المياه الجوفية بها وعلى أن يكون لإسرائيل منفذ على البحر الأحمر.
وصدر قرار التقسيم بالفعل في 29/11/1947 بموافقة 33 صوتا ضد 13 صوتا وامتناع 10عن التصويت، ومن المضحك المُبكي أن بريطانيا امتنعت عن التصويت.
أما أمريكا فقد بذلت جهوداً جبارة لقرار التقسيم مما أدّى إلى استـهجان واستغراب الكثير من أوساط المجتمع الدولي، ولكن أمريكا حين بدأت تحل محل بريطانيا في السيطرة العالمية، أخذت تلعب دوراً مهماً في السياسة الدولية بالإضافة إلى اللوبي الصهيوني، والمسيحية الصهيونية، التي أخذت تنمو وتتحكم في أمريكا.
انتقد بعض الأمريكيين هذا الضغط الأمريكي فقال "ستيفن بل بنـزور"-رئيس جامعة بيروت الأمريكية-: (إن المناورة السياسية التي أدت إلى موافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة نـهائياً على تقرير أغلبية لجنة الأمم المتحدة الخاصة بفلسطين إنما تعد من أسود الصفحات في تاريخ السياسة الأمريكية)
وقال وزير الدفاع الأمريكي "جمس فورستال": (إن الأساليب الجماعية والتعسفية للضغط على الأمم المتحدة الممثلة في الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة وإكراهها للتصويت لصالح دولة إسرائيل والاعتراف بـها بلغت حدود الفضيحة).
وقد راهنت الدول العربية على أغلبية الأصوات ضد المشروع لكن أمريكا أجّلت التصويت ومارست ضغطها على الدول مما جعل الأغلبية تصوت لصالح المشروع.
كان سكان فلسطين في ذلك الوقت 1.685.000 نسمة، يشكِّلُ العربُ 66.4% والباقي يهود مهاجرين، وأعطى القرار 56% من الأراضي لليهود بينما لا يشكل اليهود 33.5%، وأُعطي للعرب 43% وهم الأغلبية، وجعل القدس دوليةً.
رفض العرب القرار، ورفضت الحركات الوطنية والهيئة العربية العليا قرار القسيم، كما رفضت جميع الشعوب العربية قرار التقسيم، ودعت الجامعة العربية إلى اجتماعٍ طارئ في 7/10/1947م حضره زعماء الدول العربية السبع: مصر، العراق، السعودية، الأردن، سوريا، اليمن، لبنان، ومن خلال الاجتماع تشكلت لجنة تقديم المساعدات للشعب الفلسطيني ودعت إلى تجنيد المتطوعين للدفاع عن فلسطين.
ثم قررت الدول العربية أن ترسل قواتـها بعد انتـهاء انتداب بريطانيا لفلسطين لمنع قيام دولة يهودية.
وقبل اليهود القرار على الفور لأنه أعطاهم الأرض التي كانوا يحلمون بها، بينما قاوم العرب هذا القرار ولكي تتجنب واشنطن الغضب العربي والإسلامي تحايلت على الوضع فقررت في 19/3/1948 إعادة النظر في الأمر وعرض الموضوع على الجمعية العامة للأمم المتحدة لاتخاذ قرار بوضع فلسطين تحت الوصاية الدولية بمجرد انتهاء الانتداب يوم 15 مايو/ أيار 1948، لكن كان رد وايزمان قاطعا "إنني لا أقيم وزن لخرافة القوة العربية العسكرية ولا بد لليهود من إعلان استقلالهم في اليوم التالي لانتهاء الانتداب هذه هي الخطوة العملية للخروج من هذا الموقف" وبالفعل في 14 مايو/ أيار 1948 أعلن بن غوريون قيام الدولة اليهودية واعترفت بها على الفور الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.

في هذه الأثناء أيقن الانتداب البريطاني خطورة الموقف في فلسطين حيث تكونت خلايا مسلحة كانت تطلق على نفسها خلايا "الكف الأخضر"، ولم تظهر عملياتها ضد الاحتلال البريطاني والمهاجرين اليهود إلا في عام 1935، حيث شهدت البلاد ثورة الشيخ عز الدين القسام الذي كان قد وهب نفسه هو وثلة من المجاهدين للدفاع عن أرض فلسطين، فقد انتقل قائد تلك الخلايا الشيخ عز الدين القسام إلى الريف وبالتحديد إلى منطقة جنين ليبدأ عملياته المسلحة من هناك، ولم يمهله القدر ليواصل جهاده، فقد اكتشفت القوات البريطانية مكان اختبائه فحاصرته وطالبته بالاستسلام، لكنه رفض واشتبك مع تلك القوات حتى سقط هو وأتباعه المحاصرون شهداء في موقعة عسكرية مع جنود من جيش الانتداب، وبعد هذه الحادثة مباشرة أوعزت بريطانيا إلى مندوبها السامي "واكهوب" بعد شهر واحد من استشهاد القسام ليقوم بطرح مشروع المجلس التشريعي على العرب واليهود جواباً على المطالب التي قدمتها لجنة الأحزاب الفلسطينية في تشرين الثاني/ نوفمبر والذي جاء فيه:
1- إن عرض الحكومة في كانون الأول/ ديسمبر (1935م) لمشروع دستور جديد كان يمثل خطوة عملية نحو الحكم الديمقراطي حين اقترح مجلساً تشريعياً بغالبية غير رسمية كبيرة.
2- بخصوص بيع الأراضي: عزمت الحكومة على سن قانون يمنع بيع الأراضي إلا إذا كان المالك العربي قد احتفظ بقطعة من الأرض تكفي احتياجات أسرة.
3- جرى قياس لمعدل الهجرة اليهودية بعناية وفقاً لمقدرة البلاد الاستيعابية، وقد أنشئ مكتب إحصائي جديد لتقدير هذا المعدل.
رد

الجزء الرابع:(1) أحلام الصهيونية بين الواقع والخيال:تاسعا: فلسطين ما بين هجرة اليهود وتهويد القدس:الصهيونية: الفصل السادس: بني صهيون

الفصل السادس: بني صهيون
الصهيونية:


تاسعا: فلسطين ما بين هجرة اليهود وتهويد القدس.
(1) أحلام الصهيونية بين الواقع والخيال:
الجزء الرابع



1947م قرار التقسيم:
في أيلول/ سبتمبر (1947م) شكلت لجنة في الأمم المتحدة بناء على طلب من الحكومة البريطانية وأطلق عليها لجنة الأمم المتحدة الخاصة بفلسطين "انسكوب" "UNSCOP"
UNITED NATION SPECIAL COMMITTEE ONPALESTINE.
وتكونت اللجنة من أحد عشر عضواً بعد أن تم استبعاد الدول الخمس الكبرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن بحجة أن اشتراكها قد يفضي إلى وضع تقرير متحيز، وتم اختيار الأحد عشر عضواً من دول استراليا والسويد وكندا والهند وتشيكوسلوفاكيا وإيران وهولندا وجواتيمالا وبيرو والأورغواي ويوغسلافيا، وعيّن القاضي "أميل ساندو ستروم" السويدي رئيساً للجنة، على أن تقدم تقريرها في أيلول/ سبتمبر ويكون التقرير شاملاً لحل المشكلة بما تراه اللجنة من مقترحات.
واحتج العرب على إرسال لجنة أخرى إلى فلسطين وتم التصويت ضد القرار وكان تشكيل اللجنة في حد ذاته يمثل تحيزاً ضد العرب، لأن بعض أعضائها معروفون بميولهم للصهيونية أو يقعون تحت الضغط الأمريكي.
أنهت اللجنة تقريرها وعرضته على الجمعية العامة للأمم المتحدة وكان التقرير قد اشتمل على إحدى عشرة توصية.

ويدعو قرار التقسيم إلى:
- تقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية وجزء منها تحت الوصاية الدولية تتولى إدارته الأمم المتحدة، بحيث يكون ما يقارب 56% منها لليهود.
- تصبح الدولتان مستقلتان بعد فترة انتقالية تدوم سنتين، ابتداء من أول أيلول/ سبتمبر (1947م) والموافقة على دستور كل منهما وتوقيع معاهدة اقتصادية وإقامة اتحاد اقتصادي وتوحيد الرسوم الجمركية والنقد.
- كما نص قرار التقسيم على تنظيم الهجرة اليهودية.

الهيئة العربية العليا سنة 1936
وبعد عرض تلك التوصيات كانت الهيئة العربية العليا قد أعلنت رفضها لتلك المشاريع، وفي اليوم التالي من نشر التقرير عبرت "غولدا مايرسون مائير" ممثلة الوكالة اليهودية عن قبولها الضمني بمشروع الأكثرية.
فيما عبّر العرب عامة وعرب فلسطين خاصة عن استيائهم الشديد من هذا المشروع، وكان الاستياء العام قد عبرت عنه الشعوب العربية بكاملها حيث قامت المظاهرات في العراق وسوريا ولبنان ومعظم الأقطار العربية. وعلى أثر ذلك سارعت اللجنة السياسية في جامعة الدول العربية إلى عقد اجتماع لها في صوفر بلبنان في 6 أيلول/ سبتمبر لدراسة محتوى تقرير اللجنة واتخاذ موقف سياسي عربي موحد، وعلى غرار الاجتماع تم اتخاذ القرارات التالية:
1- ترى اللجنة السياسية في تنفيذ هذه المقترحات خطراً محققاً يهدد الأمن والسلام في فلسطين والبلاد العربية، ولذا فقد وطدت العزم على أن تقاوم بجميع الوسائل الفعالة تنفيذ هذه المقترحات.
2- ترى اللجنة السياسية أن تكاشف الشعوب العربية جميعاً بحقيقة المخاطر التي تحيط بقضية فلسطين، وتدعو كل عربي إلى تقديم ما في وسعه من معونة وتضحية.
3- قررت اللجنة السياسية إرسال المذكرات إلى حكومتي الولايات المتحدة وبريطانيا، تعلمها بأن كل قرار يتخذ بصدد قضية فلسطين دون أن ينص على قيام دولة عربية مستقلة يهدد بإثارة اضطرابات خطيرة في الشرق الأوسط.
4- قررت اللجنة أن توصي دول الجامعة بتقديم أقصى ما يمكن من معونة عاجلة لأهل فلسطين من مال وسلاح ورجال.
وعلى أثر قرار التقسيم قام عرب فلسطين بمقاومة الاستيطان الصهيوني بدعم عربي، وكانت هذه المقاومة قد اتسعت وشملت جميع أنحاء البلاد، وقامت معارك طاحنة استخدمت فيها كافة الأسلحة وراح ضحيتها العديد من القتلى والجرحى.
وبسبب هذه الاضطرابات الخطيرة انعقد مجلس الأمن الدولي في 19 آذار/ مارس للنظر في الحالة الخطيرة التي آلت إليها الأوضاع في فلسطين، أتضح أنه وإزاء هذه الأوضاع لا يمكن العمل على تنفيذ مشروع التقسيم بالطرق السلمية، ويجب أن يتم تنفيذ المشروع، وهنا قرر اليهود إحباط كل محاولة يقوم بها مجلس الأمن قد تبطل مفعول قرار التقسيم ولوضع الأمم المتحدة أمام الأمر الواقع بدأ اليهود هجومهم المسلح  في عملية "نخشون" ونجم عنها الاستيلاء على قرية القسطل العربية قضاء القدس.


وفي 9 نيسان/ ابريل استطاع عبد القادر الحسيني والمجاهدين معه في معركة حربية قوية طرد اليهود من القسطل، حيث سقط شهيداً فيها، فعاد اليهود بعد ساعات مستغلين تشييع المواطنين والمجاهدين لزعيمهم واحتلوا القرية بعد أن دمروها كاملة. وفي نفس الوقت وكجزء من خطة الهجوم بادر الصهاينة إلى تدبير مذبحة "دير ياسين" الواقعة قرب القدس، حيث اقتحموا القرية بالأسلحة الثقيلة ومثّلوا بأهلها فراح ضحية هذه المجزرة (250) فلسطينياً أغلبهم من النساء والأطفال، ووصف الكاتب اليهودي "جون كيمي" هذه المذبحة المريعة بأنها "أبشع وصمة في تاريخ اليهود".
كان الإنجليز عوناً لليهود في تحقيق مآربهم، حيث قاموا بتدريبهم خلال فترة الانتداب ومدهم بالسلاح، وكلما انسحبوا من منطقة في عام (1948م) سلموها إلى اليهود. وانتهت هذه الفترة من عام (1948م) والتي سميت بنكبة عام (1948م) باحتلال اليهود لمعظم أراضي فلسطين وتهجير مواطنيها باستثناء غزة والضفة الغربية ومدينة القدس الشرقية.
في غضون ذلك كان البيت الأبيض قد استدعى ممثل الوكالة اليهودية في واشنطن "إلياهو ايشتاين"، وتم إبلاغه بأن الولايات المتحدة قررت أن تعترف اعترافاً واقعياً باستقلال إسرائيل شرط أن تتلقى واشنطن طلباً بهذا الاعتراف. وفي الساعة السادسة تماماً حسب توقيت واشنطن أعلن نبأ نهاية الانتداب على فلسطين، وفي الساعة السادسة ودقيقة واحدة أُعلن قيام دولة إسرائيل. وفي الساعة السادسة وأحدى عشرة دقيقة اعترفت الولايات المتحدة الأمريكية بدولة إسرائيل.

مشاريع لجنة التوفيق الدولية
مقدم المشروع : لجنة التوثيق الدولية 1946-1951
1- إلغاء كل المطالب الناتجة عن الأعمال الحربية في حرب 1948.
2- موافقة الحكومة الإسرائيلية على إعادة عدد محدد من اللاجئين وعلى أسس تمكنها من دمجهم في الاقتصاد الإسرائيلي .
3- قبول المحكمة الإسرائيلية دفع تعويضات عن الممتلكات التي يتركها اللاجئون الذين لا يعودون ، ويكون التعويض مبلغا يقدر على أسس القيمة التي توصل إليها مكتب لجنة اللاجئين وأن توضع خطة للدفع تأخذ بعين الاعتبار قدرات الحكومة الإسرائيلية على ذلك ، توضع هذه الخطة من قبل لجنة خاصة من الخبراء الاقتصاديين والماليين يتم تعيينها من قبل هيئة الأمم المتحدة.
4- توافق حكومات كل من مصر والأردن وسوريا ولبنان وإسرائيل على رفع الحجز عن كافة الحسابات المصرفية المجمدة وعن القدرة على دفعها بالجنيه الإسترليني.
5- تنظر الحكومات المذكورة تحت إشراف هيئة الأمم ، بإمكانية تعديل أو إعادة النظر في اتفاقات الهدنة وخاصة فيما يتعلق بالقضايا التالية:
أ- إجراء تعديلات إقليمية بما فيها إنشاء مناطق منزوعة السلاح.
ب- إنشاء وكالة دولية للمياه تعالج مشكلات استخدام مياه نهري الأردن واليرموك وروافدهما بالإضافة إلى مياه بحيرة طبريا.
ت- مستقبل قطاع غزة الذي تديره مصر حاليا.
ث- إقامة مرفأ حر في حيفا.
ج- إجراء ترتيبات خاصة بالنسبة للحدود بين إسرائيل وجيرانها مع اهتمام خاص بمسألة العبور الحر إلى الأماكن المقدسة في منطقة القدس وبيت لحم.
ح- ضبط كل ما يتعلق بقضايا الصحة والمخدرات والمواد الممنوعة على خط الحدود.
خ- إجراء ترتيبات هدفها تسهيل النمو الاقتصادي للمنطقة وإعادة الاتصالات والعلاقات الاقتصادية بين الطرفين.
الموقف الإسرائيلي:
وفي 26 تشرين الأول رفض الوفد الإسرائيلي هذه المقترحات والاستمرار في المفاوضات وتوقفت مهمة لجنة التوفيق وبقيت أوراقها على الرف.
الموقف العربي من المشروع:
وافقت الدول العربية على مذكرة لجنة التوفيق الدولية بشرط أن توافق حكومة إسرائيل على إعادة اللاجئين كشرط أساسي لأية تسوية .
الموقف الصهيوني من المشروع: رفض الوفد الصهيوني هذه المقترحات والاستمرار في المفاوضات وتوقفت مهمة لجنة التوفيق وبقيت إدارتها ومحاولاتها على الرف.

1948 مشروع الكونت برنادوت
مقدم المشروع : الكونت فولك برنادوت 1948
في حزيران 1948 قدم الكونت برنادوت مقترحاته التالية:
1. ينشأ في فلسطين، بحدودها التي كانت قائمة أيام الانتداب البريطاني الأصلي في عام 1922 (بما فيها شرقي الأردن) اتحاد من عضوين، أحدهما عربي والآخر يهودي، وذلك بعد موافقة الطرفين اللذين بعنيهما الأمر على دراسة هذا الاقتراح.
2. تجري مفاوضات يساهم فيها الوسيط لتخطيط الحدود بين العضوين على أساس ما يعرضه الوسيط من مقترحات، وعندما يتم الاتفاق على النقاط الرئيسية تتولى لجنة تخطيط الحدود نهائياً.
3. يعمل الاتحاد على تدعيم المصالح الاقتصادية المشتركة، وإدارة المنشآت المشتركة وصيانتها، بما في ذلك الجمارك والضرائب. والأشراف على المشروعات الإنشائية وتنسيق السياسة الخارجية وتدابير الدفاع المشترك.
4. يؤدي الاتحاد وظيفته عن طريق مجلس مركزي وغيره من الهيئات الأخرى التي يتفق عضوا الاتحاد على إنشائها.
5. لكل عضو سلطة الإشراف على شؤونه الخاصة، بما فيها السياسة الخارجية وفقا لشروط الاتفاقية العامة للاتحاد.
6. تكون الهجرة إلى أراضي كل عضو محدودة بطاقة ذلك العضو الأخر، ووضع نظام يتمشى والمصالح للاتحاد، وفي أحالة المشكلة إلى المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع لهيئة الأمم المتحدة، ويجب أن يكون القرار مستندا إلى مبدأ الطاقة الاستيعابية، ويجب أن يكون قرار المجلس الاقتصادي والاجتماعي ملزما للعضو الذي أثيرت مشكلته.
7. كل عضو مسئول عن حماية الحقوق المدنية وحقوق الأقليات على أن تضمن هيئة الأمم المتحدة هذه الحقوق .
8. تقع كاهل كل عضو تبعة حماية الأماكن المقدسة، والأبنية والمراكز الدينية، وضمان الحقوق القائمة في هذا الصدد.
9. لسكان فلسطين الذين غادروها بسبب الظروف المترتبة على النزاع القائم، الحق في العودة إلى بلادهم دون قيد واسترجاع ممتلكاتهم.

ملحق لتعديل الحدود
وقد اتبع الكونت برنادوت مقترحاته السابقة بملحق تضمن الآتي:
"بالإشارة إلى الفقرة الثانية من المقترحات، يبدو أنه من الأوفق عرض مقترحات تكون أساسا لتخطيط الحدود بين العضوين:
1. ضم منطقة النقب بأكملها أو جزء منها إلى الأراضي العربية (للدولة العربية).
2. ضم منطقة الجليل الغربي بأكملها أو جزي منها إلى الأراضي اليهودية (الدولة العبرية).
3. إعادة النظر في وضع مدينة يافا.
4. ضم مدينة القدس إلى الأراضي العربية، ومنح الطائفة اليهودية فيها استقلال ذاتيا لإدارة شؤونها واتخاذ التدابير اللازمة لحماية الأماكن المقدسة.
5. إنشاء ميناء حر في حيفا، على أن تشمل منطقة الميناء الحر مصانع تكرير البترول ونهاية خط الأنابيب.
6. إنشاء ميناء جوي في مطار اللد (حر)، واقترح برنادوت اتحاد شرق الأردن وفلسطين آخذا بعين الاعتبار الوضع الجغرافي.
الموقف العربي من المشروع:
علق الملك عبد الله على مقترحات برنادوت في تصريح صحفي أدلى به لمندوب الأهرام أثناء زيارته لبغداد قال فيه:
"لقد أحسن برنادوت بهذه المقترحات، إذ ساق العرب إلى التشدد فيما اعتزموه وأضرم الحرب مرة وأخرى لأنها جاءت أعنف وأسوأ من التقسيم الذي قالت به منظمة الأمم المتحدة.
الموقف الصهيوني من المشروع:
عبر الصهاينة عن موقفهم المباشر من مشروع الكونت برنادوت عمليا من خلال القيام باغتيال الكونت برنادوت على يد عصابة "شتيرن الصهيونية" في مدينة القدس يوم 17/ أيلول 1948.


1948 مشروع حكومة عموم فلسطين
مقدم المشروع : عبد الرحمن عزام الأمين العام لجامعة الدول العربية 1948
أولا: تؤلف في فلسطين إدارة مدنية مؤقتة لتسيير الشؤون المدنية العامة والخدمات الضرورية على أن لا يكون من اختصاصها في الوقت الحاضر الشؤون السياسية العليا.
ثانيا: يتولى جهاز الإدارة هذا مجلس مؤلف من رئيس وتسعة أعضاء يشرف كل منهم على إحدى الدوائر المدنية الآتية ويديرها:
1- رئاسة المجلس والشؤون الإدارية العامة- وتقوم هذه الدوائر بالواجبات التي كان يقوم بها السكرتير العام للحكومة الفلسطينية وتشرف على حكام المقاطعات والمدن والأقضية.
2- القضاء - تقوم هذه الدائرة بالإشراف على النيابة العامة والمحاكم المدنية في المدن والأقضية.
3- الخدمات الصحية: تشرف هذه الدائرة على المستشفيات والإسعاف والخدمات الصحية العامة والمحاجر الصحية وغيرها.
الشؤون الاجتماعية - تشرف على شؤون اللاجئين المنكوبين ودوائر المعارف والعمال.الخ..
5- المواصلات- وتشمل الطرق العامة والمواصلات ودوائر البرق والبريد والهاتف.
6- المالية- وتشمل ما يتعلق بالشؤون المالية ودوائر ضريبة الدخل وضرائب المدن والقرى والجمارك ودوائر المراقبة العامة.
7- الاقتصاد الوطني - وتشمل جميع ما يتعلق بشؤون التموين والاستيراد والتصدير ودائرتي التجارة والصناعة.
8- الشؤون الزراعية- وتشمل جميع ما يتعلق بالشؤون الزراعية ودوائر الإحراج والبيطرة ومصائد الأسماك وغيرها.
9- الأمن العام الداخلي- وتشرف هذه الدائرة على كل ما يتعلق بالبوليس النظامي وضبط الأمن والبوليس البلدي والإضافي والسجون والميلشيا الوطنية.
10 - شؤون الدعاية- وتشرف هذه الدائرة على الدعاية العامة والنشر والتوجيه الوطني والجرائد والمطبوعات والإذاعات اللاسلكية.
ثالثا: تشمل صلاحية مجلس الإدارة المدنية هذه ، جميع المناطق المحتلة الأن من قبل الجيوش العربية أو التي تحتل إلى أن تشمل فلسطين العربية بأجمعها.

رابعا: يعين مجلس المديرين هذا ما يحتاج إليه من موظفين من بين الموظفين العرب الذين انتهت خدماتهم بانتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين.
خامسا: تسير جميع هذه الدوائر والخدمات الاجتماعية بموجب الأنظمة والقوانين التي كان معمولا بها عند انتهاء الانتداب البريطاني إلا ما كان منها يتعارض مع المصلحة العربية العامة.
سادسا: يجتمع هذا المجلس بعد تسمية أعضائه وتعيينهم بدعوة من رئيسه ويقرر في اجتماعه الأول مركز الإدارة المدنية هذه ، ونظام المجلس الداخلي وطريقة سير العمل فيه.
سابعا: تسير جميع خدمات هذه الدوائر المدنية لمصلحة جميع السكان، ولمصلحة جميع الجيوش العربية المتواجدة في فلسطين.
ثامنا: تحدد من قبل مجلس الجامعة وحكومات البلاد العربية المختصة صلاحيات هذا المجلس وأعضائه مع صلاحيات الحكام العسكريين الذين قد تم تعينهم الجيوش العربية في المناطق المحتلة.
تاسعا: يسترشد مجلس الإدارة المدنية هذا بالقرارات أو التوجيهات التي قد يصدرها مجلس الجامعة العربية أو اللجنة السياسية .
عاشرا: إذا استقال أحد أعضاء هذا المجلس أو توفى أو انقطع عن العمل لسبب من الأسباب يرشح المجلس المذكور عضوا آخر لملء الفراغ بموافقة مجلس الجامعة أو اللجنة السياسية .
حادي عشر: يصدر مجلس الجامعة قرارا بـتأليف هذا الجهاز الإداري وتعيين أعضائه، ويطلب إلى جميع أهالي فلسطين تأييده وتسهيل مهمته.
ثاني عشر: يحضر المجلس في أول جلسة يعقدها في فلسطين ميزانيته العامة، متوخيا الاقتصاد التام وتسيير الخدمات الضرورية بأقل عدد ممكن من الموظفين وتتوسع أعماله ودوائره المختلفة عند تنمية موارده المالية.
ثالث عشر: لما كان الجهاز الإداري هذا لا يمكن أن يقوم بعمل إلا إذا توفرت لديه الأموال اللازمة، وخصوصا لتسيير الخدمات الاجتماعية والصحية وغيرها، وإلى أن تستقر الدوائر .ّ
 
وثيقة إعلان قيام دولة إسرائيل

1948 إعلان دولة إسرائيل:
كانت الحكومة البريطانية قد أعلنت في منتصف شهر آذار 1948م أنها ستنهي انتدابها لفلسطين في مهلة أقصاها 15 أيار 1948م، وكانت المنضمات الصهيوني بحاجة إلى سرعة في العمل من اجل السيطرة على المدن والقرى الفلسطينية قبل انتهاء الموعد المحدد للانسحاب فبدأت القيام بأعمال إرهابية وحاولت الحكومات العربية أن ترسل جيوشها إلى فلسطين غير أن المنظمات الصهيونية وسلطات الانتداب البريطاني منعتها.
في الساعة الرابعة من بعد ظهر يوم الجمعة الموافق في الرابع عشر من أيار 1948م وفي قاعة متحف تل أبيب قرأ بن غوريون تصريحا أعلن فيه قيام دولة إسرائيل وذلك بحضور رجال الوكالة اليهودية
أشار بن غوريون إلى ما سماه الروابط التاريخية بين اليهود وفلسطين واعتبر تصريح بلفور اعترافا لهم بحقهم في فلسطين واعتبر أيضا صك الانتداب اعترافا دوليا، وذكر بن غوريون بقرار جمعية الأمم المتحدة في 29 تشرين الثاني 1947م وجاء في ختام تصريحه أن دولة إسرائيل مستعدة لاستيعاب المهاجرين اليهود من كافة أنحاء العالم.

إثر إعلان قيام دولة إسرائيل دخلت فلسطين وحدات من جيوش مصر والأردن وسوريا والعراق ولبنان، غير أن عدد هذه الجيوش كلها كان اقل من عدد القوات الصهيونية البالغة نحو 70 ألف، وكان من أسباب عدم نجاح الجيوش العربية نقص الأسلحة والعتاد لديها وضعف التنسيق السياسي والعسكري بين هذه الجيوش وقيادتها، وقد استطاعت إسرائيل أن تفرض خلال هذه الحرب التي امتدت حتى عام 1949م هدنا متعددة من قبل الأمم المحتدة ومن قبل الدول الكبرى، تمكنت إسرائيل خلال هذه الهدنات أن تحتل مناطق أخرى وتتزود بالسلاح.
لقد أسفر قيام دولة إسرائيل وحرب عام 1948م عن مشكلة إنسانية خطيرة ما زالت قائمة حتى اليوم وستضل وصمة عار على جبين كل الدول الكبرى إلا وهي مشكلة اللاجئين الفلسطينيين فقد طرد من فلسطين عام 1948م 800 ألف من أهلها ليتشردوا في مخيمات الشتات دون مراعاة لأدنى حقوق الإنسان.

مقدمات حرب فلسطين 47 – 48م وتطورات الأحداث
استطاعت بريطانيا خلال فترة انتدابـها على فلسطين تأهيل اليهود للمشروع الصهيوني بعد أن ضربت المؤسسات العربية في فلسطين ولاحقت القيادات فاعتقلت من اعتقلت، وقتلت من قتلت، وهجّرت من هجّرت، بل إن العرب عندما صدر قرار التقسيم في29 نوفمبر 1947م وجدوا أن جميع الأسلحة الثقيلة في فلسطين تحولت ليدِ اليهود، فقد سلمت بريطانيا اليهود 24 طائرةً حربيةً و1000سيارة نقلٍ كبيرةٍ.
مضافاً إلى ذلك الآلات العسكرية، والمدافع والأسلحة الخفيفة والرشاشات.
ولأن بريطانيا أعلنت أنـها لن تسحب قواتـها من فلسطين قبل 15 مايو 1948م لذلك قررت الجيوش العربية بأنـها لن تدخل فلسطين قبل هذا الموعد. هذا الوضع جعل الشعب الفلسطيني يتحمل تبعات الحرب مع اليهود بمفرده لمدة ست أشهر ولم يشارك سوى القليل من المتطوعين.

فوزي القاوقجي
أما الجامعة العربية فقد قامت بتشكيل "جيش إنقاذٍ" من المتطوعين العرب والمسلمين، وعهدت قيادتـه إلى فوزي القاوقجي، ولقد كان لهذه القيادة سيء الأثر على الجهاد في فلسطين لما وجد فيها من تسيبٍ وإهمالٍ وضعفٍ، يصل أحيانا إلى مستوى الخيانة، وتقع على هذه القيادة تحمّل مسؤولية سقوط العديد من المدن الفلسطينية بيد اليهود، خاصةً وأن هذا الجيش كان يضم بين أفراده الكثير من أصحاب السوابق الذين أساءوا إلى عمليات هذا الجيش، بل عاثوا في كثيرٍ من المدن الفلسطينية الفساد من نـهبٍ وسرقةٍ أثناء عملية الجهاد ضد اليهود، وليس أدلَّ على ذلك إلا ما أحدثوه في مدينة يافا.

جيش الإنقاذ بقيادة فوزي القاوقجي
رئيس جيش الإنقاذ "فوزي القاوقجي"
عندما بدأت العمليات الجهادية ضد اليهود، كان الشعب الفلسطيني أعزلاً من السلاح، ولم يكن في يده سوى خمسة آلاف قطعةٍ من السلاح معظمها من مخلفات الحرب، ورغم ذلك استطاع هذا الشعب بقيادة عبد القادر الحسيني الذي كان قائداً (لجيش الجهاد المقدس) الذي تألَّف عن طريق الهيئة العربية العليا، أن ينازل اليهود في عدة مواقع، وينـزل بـهم هزائم، كادت أن تنـهي المشروع الصهيوني.
هذا الشعب الذي خاض هذه المعركة بـهذه الإمكانيات المتواضعة، لم يثنيه عن الجهاد سوى تخاذل الدول العربية في ذلك الحين إلى حدٍ يصلُ إلى درجة المؤامرة، ولنعد إلى حياة "لورانس" واتفاقياتـه مع هؤلاء القادة. إن السلاح الذي وصل فلسطين كان سلاحاً هزيلاً لا يصل إلى ربع الكمية المقررة لهذا الشعب حتى يستطيع الدفاع عن وطنـه ومقدسات الأمة، ورغم هذا نجدهم يقارعون اليهود ويقبضون على زمام الأمور مما جعل اليهود يفكرون بقوةٍ بالتسليم، وقبول التعاون مع العرب في إقامة دولةٍ واحدةٍ تضم الشعبين، حتى إن الدول الكبرى كالولايات المتحدة، التي اتخذت قراراً في الكونجرس 19 ديسمبر 1945م بجعل فلسطين وطناً قومياً لليهود، تراجعت عن ذلك في 19 مارس 1948م رسمياً أمام الأمم المتحدة، وسحبت حكومتـها تأييدها للتقسيم هذا يعني أن جهاد شعب فلسطين قد آتى ثماره واستطاع التأثير في مجريات الأحداث، إلا أن الأحداث التي تلت هذه الفترة ودخول الجيوش العربية إلى ساحة القتال قد أثّر تأثيراً بالغاً في سير الجهاد.
النواة الأولى للجيش العربي الأردني
الأردن وقيادة الحرب 1948م
من العجيب أن تكون القيادة العربية بيد الملك عبد الله الذي أُعلن ملكاً على شرق الأردن عام 1946م، ودخل مع بريطانيا في اتفاقية دفاعٍ، وأُجبر على وضع قواتٍ بريطانيةٍ في مطارات الأردن – في المفرق – وعمّان!
والأكثر غرابةً أن الجيش الأردني الذي كان يُعرف بالجيش العربي كان أغلب ضباطه من الإنجليز، وكان عددهم 48 ضابطاً يسيطرون على معظم قطاعات الجيش، ولم يكن من الضباط الأردنيين سوى أربعةٍ، منـهم المجاهد البطل عبد الله التل!!

المجاهد البطل عبد الله التل
هؤلاء الضباط الإنجليز الذين كانوا سبباً في هزيمة القوات العربية في كثيرٍ من المعارك، وكانت القيادة السياسية منفصلةً عن القيادة العسكرية، وتتخذُ القراراتِ دون الرجوع إلى القيادة العسكرية، مما جعل الهزيمة أكثر مرارةً وقسوة. وكثيرٌ من الدماء التي أريقت تقع على عاتق أولئك الذين كانوا في مركز القرار، ولم يسمحوا لقواتـهم أن تخوض حربـها بأمانةٍ في فلسطين، بل إن دماء الشهداء والقتلى كلها ليُسألون عنـها أمام الله تعالى.
لقد لعبت الأردن الدور المنوط بها  سياسيا وعسكريا في المؤامرة ضد الشعبين العربي والفلسطيني لتطبيق قرار التقسيم على أرض الواقع، وتحويل إسرائيل من مشروع دولة إلى دولة

الأمير عبدالله بن الحسين
أولا: الجانب السياسي في المؤامرة ضد الشعب الفلسطيني.
عندما أرادت بريطانيا استرضاء حلفائها العرب بعد الحرب العالمية الأولى، انتزعت شرق الأردن من سوريا الكبرى، وجعلتـه إمارةً أقامت عليها الأمير عبد الله بن الحسين.
حاول عبد الله. بن الحسين لدى بريطانيا الحصول على منطقةٍ خصبةٍ من الأراضي الواقعة شرق الأردن أو من العراق أو سوريا ولكن لم يتسن له ذلك.
لذا فإن عبد الله بن الحسين الذي وقّع على منح اليهود أرضاً في فلسطين عندما رفض والده التوقيع لدى محاولة "لورانس" أَخْذِ هذا التوقيع، خطر بباله الاستفادة من قرار التقسيم بضم أراضٍ غرب نـهر الأردن وفقا لما كان يحلم بـها، لذلك فإن الأمير عبد الله عندما رفض العرب قرار التقسيم كان هو موافقاً ضمنياً ولو أنـه تظاهر برفض هذا القرار، وليس أدلَّ على هذا من الاتفاقيات والمحادثات التي تمت بين رئيس وزرائه توفيق باشا أبو الهدى مع وزير الخارجية البريطاني السير بيفن والتي كشفها، الجنرال كلوب بعدما طُرد من الأردن وقد ذكر ذلك في مذكراتـه.
اللفتنانت جنرال جون باجوت جلوب، ويطلق عليه كلوب باشا
فقد رافق كلوب أبو الهدى في محادثاتـه كمترجمٍ وجاء في هذه المحادثات السرية أن بريطانيا ستسحب قواتـها من فلسطين 15 أيار 1948م وأن اليهود جاهزين عسكرياً وإدارياً لإقامة دولةٍ بينما العربُ ليسوا كذلك، لذا فان اليهود سيقومون باحتلال كامل فلسطين حتى نـهر الأردن أو أن الحاج أمين الحسيني سيعين نفسه حاكماً عاماً على فلسطين.
وكلا هذين الأمرين ليسا في صالح بريطانيا ولا في صالح الأردن، وغالباً سيقوم العرب في فلسطين بالاستنجاد بالجيش الأردني لصد اليهود عنـهم.
لذا فإنني أعرض عليكم أنـه حيال انتـهاء الانتداب على فلسطين سيقوم الجيش الأردني بدخول مناطق فلسطين العربية فقط والتي جاءت في قرار التقسيم ويضمه إلى الأردن متظاهراً أمام العرب أنـه يخوض حرباً ضد اليهود.
وتعهَّد أبو الهدى عدم دخول الجليل أو قطاع غزة أو أي شبرٍ من المناطق اليهودية ويرد عليه بيفن قائلاً: (إن هذا هو الحل الوحيد المعقول) ، كذلك تعهد أبو الهدى بعدم التفكير في إقامة سوريا الكبرى حال توسع الأردن بالضفة.
وعندما سأل أبو الهدى عن موافقة الملك عبد الله على ذلك، أجاب أنـه لا يقطع أمراً دونـه.
من خلال هذا الحديث نجد أن الملك عبد الله بن الحسين من خلال حديث رئيس وزرائه أبو الهدى كان يخطط لضم جزءٍ خصب من فلسطين إلى الأردن وهذا الذي كان يسعى إليه عبد الله منذ فترة طويلة لإحياء شرق الأردن الصحراوي.
أضف إلى ذلك أن هذا الحديث يدلنا على موافقة عبد الله ورئيس وزرائه على قرار التقسيم الذي رفضه العرب.وإن هذا الحديث نفسه دار بين رئيس وزراء الأردن أبو الهدى و"كلاتيون" أحد مسئول المخابرات البريطانية في الشرق والذي أبرق بـها إلى وزارة الخارجية بعد أن وثقها، ووقع عليها عبد الله، نشر هذا كله في وثيقةٍ سريةٍ من الوثائق البريطانية ورقم القيد 45 في 14/ ديسمبر /1947م.
1946. المؤتمر الصهيوني الثاني والعشرون:
•       عقد فى مدينة بازل بسويسرا ، برئاسة وايزمان فى ديسمبر 1946.
•       وقد حضر التصحيحيون هذا المؤتمر.
•       وكان المناخ الذي انعقد في ظله المؤتمر هو محاولة الضغط على بريطانيا لخلق الدولة الصهيونية
•   ولذا فقد تزعَّم التصحيحيون الاتجاه الداعي إلى تبنِّي سياسة متشددة إزاء بريطانيا انطلاقاً من الاعتقاد بأنها لم تنفذ ما تعهدت به وفق نص الانتداب.
•        كما طالبوا بتدعيم حركة المقاومة العبرية التي هاجمت بعض المنشآت البريطانية.
•   وفي مواجهة هذا الموقف، تبنَّى وايزمان رأياً يدعو إلى الدخول في حوار مع بريطانيا حرصاً على استمرار علاقات طيبة مع الدولة التي تملك إمكانية فتح أبواب فلسطين لهجرة يهودية واسعة.
•    وإزاء هذا الصراع قدَّم وايزمان استقالته من رئاسة المنظمة الصهيونية، وأخفق المؤتمر في اختيار بديل له.
•        وقد اختير ناحوم جولدمان رئيساً للجنة التنفيذية في نيويورك، وبيرل لوكر رئيساً لهذه اللجنة في القدس.

1947وايزمان والرئيس الأمريكي هاري ترومان
في عام 1947 وأثناء إقامة وايزمان في الولايات المتحدة عرضت بريطانيا القضية الفلسطينية برمتها على الأمم المتحدة، وركز وايزمان جهده لمتابعة مشروع تقسيم فلسطين كما عرض آنذاك.
اتفق وايزمان ورئيس الولايات المتحدة الأمريكية ترومان على خطة التقسيم التي ستعمل الولايات المتحدة بثقلها على إقرارها في داخل أروقة الأمم المتحدة، واتفق معه على أن صحراء النقب ستكون تابعة لإسرائيل بعد أن أثبتت الأبحاث العلمية وجود المياه الجوفية بها وعلى أن يكون لإسرائيل منفذ على البحر الأحمر.
وصدر قرار التقسيم بالفعل في 29/11/1947 بموافقة 33 صوتا ضد 13 صوتا وامتناع 10عن التصويت، ومن المضحك المُبكي أن بريطانيا امتنعت عن التصويت.
أما أمريكا فقد بذلت جهوداً جبارة لقرار التقسيم مما أدّى إلى استـهجان واستغراب الكثير من أوساط المجتمع الدولي، ولكن أمريكا حين بدأت تحل محل بريطانيا في السيطرة العالمية، أخذت تلعب دوراً مهماً في السياسة الدولية بالإضافة إلى اللوبي الصهيوني، والمسيحية الصهيونية، التي أخذت تنمو وتتحكم في أمريكا.
انتقد بعض الأمريكيين هذا الضغط الأمريكي فقال "ستيفن بل بنـزور"-رئيس جامعة بيروت الأمريكية-: (إن المناورة السياسية التي أدت إلى موافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة نـهائياً على تقرير أغلبية لجنة الأمم المتحدة الخاصة بفلسطين إنما تعد من أسود الصفحات في تاريخ السياسة الأمريكية)
وقال وزير الدفاع الأمريكي "جمس فورستال": (إن الأساليب الجماعية والتعسفية للضغط على الأمم المتحدة الممثلة في الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة وإكراهها للتصويت لصالح دولة إسرائيل والاعتراف بـها بلغت حدود الفضيحة).
وقد راهنت الدول العربية على أغلبية الأصوات ضد المشروع لكن أمريكا أجّلت التصويت ومارست ضغطها على الدول مما جعل الأغلبية تصوت لصالح المشروع.
كان سكان فلسطين في ذلك الوقت 1.685.000 نسمة، يشكِّلُ العربُ 66.4% والباقي يهود مهاجرين، وأعطى القرار 56% من الأراضي لليهود بينما لا يشكل اليهود 33.5%، وأُعطي للعرب 43% وهم الأغلبية، وجعل القدس دوليةً.
رفض العرب القرار، ورفضت الحركات الوطنية والهيئة العربية العليا قرار القسيم، كما رفضت جميع الشعوب العربية قرار التقسيم، ودعت الجامعة العربية إلى اجتماعٍ طارئ في 7/10/1947م حضره زعماء الدول العربية السبع: مصر، العراق، السعودية، الأردن، سوريا، اليمن، لبنان، ومن خلال الاجتماع تشكلت لجنة تقديم المساعدات للشعب الفلسطيني ودعت إلى تجنيد المتطوعين للدفاع عن فلسطين.
ثم قررت الدول العربية أن ترسل قواتـها بعد انتـهاء انتداب بريطانيا لفلسطين لمنع قيام دولة يهودية.
وقبل اليهود القرار على الفور لأنه أعطاهم الأرض التي كانوا يحلمون بها، بينما قاوم العرب هذا القرار ولكي تتجنب واشنطن الغضب العربي والإسلامي تحايلت على الوضع فقررت في 19/3/1948 إعادة النظر في الأمر وعرض الموضوع على الجمعية العامة للأمم المتحدة لاتخاذ قرار بوضع فلسطين تحت الوصاية الدولية بمجرد انتهاء الانتداب يوم 15 مايو/ أيار 1948، لكن كان رد وايزمان قاطعا "إنني لا أقيم وزن لخرافة القوة العربية العسكرية ولا بد لليهود من إعلان استقلالهم في اليوم التالي لانتهاء الانتداب هذه هي الخطوة العملية للخروج من هذا الموقف" وبالفعل في 14 مايو/ أيار 1948 أعلن بن غوريون قيام الدولة اليهودية واعترفت بها على الفور الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.

في هذه الأثناء أيقن الانتداب البريطاني خطورة الموقف في فلسطين حيث تكونت خلايا مسلحة كانت تطلق على نفسها خلايا "الكف الأخضر"، ولم تظهر عملياتها ضد الاحتلال البريطاني والمهاجرين اليهود إلا في عام 1935، حيث شهدت البلاد ثورة الشيخ عز الدين القسام الذي كان قد وهب نفسه هو وثلة من المجاهدين للدفاع عن أرض فلسطين، فقد انتقل قائد تلك الخلايا الشيخ عز الدين القسام إلى الريف وبالتحديد إلى منطقة جنين ليبدأ عملياته المسلحة من هناك، ولم يمهله القدر ليواصل جهاده، فقد اكتشفت القوات البريطانية مكان اختبائه فحاصرته وطالبته بالاستسلام، لكنه رفض واشتبك مع تلك القوات حتى سقط هو وأتباعه المحاصرون شهداء في موقعة عسكرية مع جنود من جيش الانتداب، وبعد هذه الحادثة مباشرة أوعزت بريطانيا إلى مندوبها السامي "واكهوب" بعد شهر واحد من استشهاد القسام ليقوم بطرح مشروع المجلس التشريعي على العرب واليهود جواباً على المطالب التي قدمتها لجنة الأحزاب الفلسطينية في تشرين الثاني/ نوفمبر والذي جاء فيه:
1- إن عرض الحكومة في كانون الأول/ ديسمبر (1935م) لمشروع دستور جديد كان يمثل خطوة عملية نحو الحكم الديمقراطي حين اقترح مجلساً تشريعياً بغالبية غير رسمية كبيرة.
2- بخصوص بيع الأراضي: عزمت الحكومة على سن قانون يمنع بيع الأراضي إلا إذا كان المالك العربي قد احتفظ بقطعة من الأرض تكفي احتياجات أسرة.
3- جرى قياس لمعدل الهجرة اليهودية بعناية وفقاً لمقدرة البلاد الاستيعابية، وقد أنشئ مكتب إحصائي جديد لتقدير هذا المعدل.
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى