مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* أحلام الصهيونية بين الواقع والخيال: 2

اذهب الى الأسفل

* أحلام الصهيونية بين الواقع والخيال: 2 Empty * أحلام الصهيونية بين الواقع والخيال: 2

مُساهمة  طارق فتحي السبت أبريل 29, 2017 2:49 pm

ماكس نوردو
1905.المؤتمر الصهيوني السابع :عقد فى بازل فى أغسطس 1905.
- انتقلت رئاسة المؤتمر إلى ماكس نوردو بعد وفاة هرتزل .
- كانت القضية الأساسية التي طُرحت للنقاش هي مسألة الاستيطان اليهودي خارج فلسطين ، وخصوصاً في شرق أفريقيا.
- جاء تقرير اللجنة التي أُوفدت إلى هناك ليفيد بعدم صلاحية المنطقة لهجرة يهودية واسعة.
- إلا أن بعض أعضاء المؤتمر دافع عن ضرورة قبول العرض البريطاني بدون أن تفقد الحركة أطماعها في فلسطين، وسُمِّي أنصار هذا الرأي الذي عبَّر عنه زانجويل باسم «الصهاينة الإقليميون».
- غير أن غياب هرتزل، واعتراض المستوطنين البريطانيين في شرق أفريقيا على توطين أجانب في إحدى المستعمرات البريطانية، وكذا اعتراض اليهود المندمجين على المشروع، رجَّح إلى حدٍّ بعيد وجهة النظر الرافضة للاستيطان اليهودي خارج فلسطين .
- الأمر الذي جعل أغلبية المؤتمر تُصوِّت ضد هذا المشروع .
- وهو ما أدَّى إلى انسحاب الإقليميين وتأسيسهم المنظمة الإقليمية العالمية.
- واستمرت الأغلبية في تأكيد ضرورة الاستيطان في فلسطين.
- واكتسب أنصار الصهيونية العملية (الاستيطانية) قوة جديدة من هذا الموقف فتضمنت قرارات المؤتمر أهمية البدء بالاستيطان الزراعي واسع النطاق في فلسطين عن طريق شراء الأراضي من العرب وبناء اقتصاد مستقل لليشوف الاستيطاني داخل فلسطين .
- وهو أمر يكتسب أهمية خاصة في تاريخ الحركة الصهيونية على ضوء حقيقة أنه جاء عقب بداية وصول موجة الهجرة اليهودية الثانية (1904) إلى فلسطين، وهي الهجرة التي وضعت الأُسس الحقيقية للاستيطان الصهيوني وأسهمت إلى حدٍّ كبير بالاشتراك مع الهجرة الثالثة في تحديد معالمه، وامتد تأثيرهما معاً إلى فلسفة وأبنية الكيان الإسرائيلي عقب تأسيس الدولة.

1907المؤتمر الصهيوني الثامن:عقد فى لاهاي فى أغسطس 1907، برئاسةماكس نوردو.
- تركزت المناقشات فيه على برامج الاستيطان وإنشاء المستعمرات الزراعية في فلسطين.
- ولما كانت المنظمة الصهيونية تفتقر إلى مركز في فلسطين للإشراف على الأنشطة الاستيطانية.
- قرر المؤتمر تأسيس «مكتب فلسطين» ليتولى شراء الأراضي ومساعدة المهاجرين اليهود ودعم الاستيطان الزراعي.
- كما وافق المؤتمر ع%E وهي التي سُجلت ـ ف%1ى تأسيس شركة لشراء واستثمار الأراضيEDما بعد ـ في بريطانيا باسم «شركة تنمية الأراضي في فلسطين».
بطاقة بريدية تصور نيازي بك وأنور_بك مع السلطان عبد الحميد
1908التخلص من السلطان عبد الحميد من خلال انقلاب جمعية الاتحادوالترقي.
- ظل السلطان عبد الحميد، حجر عثرة في طريق ثالوث الشر الصليبي الصهيوني الماسوني، إلى أن تآزرت دسائس الحقد في الإجهاز عليه، وكان - رحمه الله - قد تولى الحكم والدولة مثخنة بجراحها، ولم تسعفه صيحة "يا مسلمي العالم اتحدوا"، لأن الاستعمار كان قد سبقه إلى احتلال كبرى حواضر الإسلام، واستمر حال التردي والتراجع، إلى أن تمكن الأعداء من ضرب حامية الخلافة العثمانية في مقتل، تظل الأمة الإسلامية تنزف عليه من آلامها دماً حتى تبرأ الجراح، وأنّى لها
- وفي مذكراته يقول - رحمه الله - في رسالة كتبها بعد خلعه من الحكم، إلى شيخه "محمود أبو الشامات": (أنني لم أتخل عن الخلافة الإسلامية لسبب ما، سوى أنني بسبب المضايقة من رؤساء جمعية الاتحاد، المعروفة باسم جون تورك، وتهديدهم، اضطررت وأجبرت على ترك الخلافة، إن هؤلاء الاتحاديين قد أصروا علىّ بأن أصادق على تأسيس وطن قومي لليهود في الأرض المقدسة، ورغم إصرارهم لم أقبل بصورة قطعية هذا التكليف، وأخيراً وعدوا بتقديم 150 مليون ليرة إنجليزية ذهباً، فرفضت هذا التكليف. لقد خدمت الملة الإسلامية والأمة المحمدية ما يزيد على ثلاثين سنة، فلم أُسَوّد صحائف المسلمين آبائي وأجدادي من السلاطين والخلفاء، وبعد جوابي القطعي اتفقوا على خلعي وأبلغوني أنهم سيبعدونني إلى (سلانيك)، فقبلت هذا التكليف الأخير، وحمدت المولى وأحمده، أني لم أقبل أن ألطخ الدولة العثمانية والعالم الإسلامي بهذا العار الأبدي الناشئ عن تكليفهم بإقامة دولة يهودية في الأراضي المقدسة).
- ويقول بعض المؤرخين: "إن الانقلاب العثماني، أمر بَيّتَ له يهود سالونيك منذ نصف قرن، حتى يتم على أيدي متأسلمين كانوا يهوداً في الأصل، فأسلموا لأجل هذه الغاية، ولا ريب أن هذا الانقلاب قد أسلم زمام تركيا لليهود الماسون الدونمة: (طلعت وجاويد وجمال ونيازي وكمال).
- فقد أرسلت الحكومة التي تولاها كمال أتاتورك، الحاخام حاييم ناحوم، مندوباً لها إلى لاهاي، وأناطت به معالجة القضية التركية، فمهد السبيل إلى الصلح الذي أقرت فيه تركيا بالتنازل عن صبغتها الإسلامية، وعن اللغة العربية، والشريعة الإسلامية.
- قام يهود الدونمة بدور فعال في نصرة القوى المعادية للسلطان عبد الحميد والتي تحركت لعزله، وهم الذين سمموا أفكار الضباط الشباب ولا يزالون حتى وقتنا الحاضر يسعون لذلك، ولهم صحف ودور نشر، كما تغلغلوا في الاقتصاد العثماني وكل مناحي الحياة في الدولة العثمانية.

وقد استطاعوا أن يُأثروا في جمعية الاتحاد والترقي، وكان السلطان عبد الحميد الثاني عارفاً بحقيقة الدونمة ويؤكد هذه الحقيقة الجنرال "جواد رفعت أتلخان"، حيث يقول في هذا الصدد: "إن الشخص الوحيد في تاريخ الترك جميعا، الذي عرف حقيقة الصهيونية والشبتائية وأضرارهما على الترك والإسلام وخطرها تماماً، وكافح معهما مدة طويلة بصورة جدية لتحديد شرورهم هو السلطان التركي العظيم، كافح هذه المنظمات الخطيرة لمدة ثلاث وثلاثين سنة بذكاء وعزم وبإرادة مدهشة جداً كالأبطال".
- وفي حقيقة الأمر، اهتم عبد الحميد بإبقاء الدونمة في ولاية سلانيك، وعدم وصولهم إلى "الآستانة"، بغية عدم السيطرة عليها والتجنب من تحركاتهم، ونتيجة للموقف الجاد من عبد الحميد إزاء فرقة الدونمة اتبعوا إستراتيجية مضادة له، حيث تحركوا ضده على مستوى الرأي العام العثماني والجيش.
- يقول "سيتون واتسون". في كتابه (نشأة القومية في البلقان) مايلي: "إن أعضاء تركية الفتاة الذين كان غرب أوروبا على اتصال دائم بهم، كانوا رجالا منقطعين وبعيدين عن الحياة التركية، وطراز تفكيرها، لكونهم قضوا ردحا طويلا من الزمن في المنفى، كانوا متأثرين وبشكل سطحي بالحضارة الغربية، وبالنظريات غير المتوازنة للروح الوحشية للثورة الفرنسية، وكان كثيرا منهم أشخاص مشبوهين. إن العقول الحقيقية للحركة كانت عقول يهودية أو يهودية مسلمة".
ويكمل (واتسون) قائلا: "ومواردهم المالية كانت تأتيهم عن طريق "الدونمة" ويهود سلانيك الأثرياء، كما كانت تأتيهم المعونات من بعض الجمعيات الدولية أو الشبيهة بالدولية من فيينا وبودابست و برلين، وربما من باريس و لندن أيضاً".

زعماء جمعية الاتحاد والترقي
- جمعية تركيا الفتاة أو الأتراك الشباب، هو اتحاد لمجموعات عديدة ماسونية تسعى لإثارة القومية التركية الطورانية التي كان شعارها الذئب الأخضر، وكانت تسعى لمجموعة أهداف منها الإطاحة وتفكيك السلطنة العثمانية عن طريق إثارة القوميات التي كانت تحكمها السلطنة العثمانية كرد فعل على تتريك الأتراك. ومن المعلوم أن كل قادة الجمعية هم ماسونيون وليس فيهم مسلم واحد.
- في عام1889م بدأت الحركة في صفوف الطلاب العسكريين وامتدت بعدها لتشمل قطاعات أخرى، وكانت بدايتها كممانعة للسطلة المطلقة للسلطان عبد الحميد. عند تأسيس جمعية الاتحاد والترقي في 1906م، ضمت الجمعية معظم أعضاء تركيا الفتاة. فبنت الحركة واقعا جديدا للانشقاقات التي صاغت الحياة الثقافية والسياسية والفنية للإمبراطورية العثمانية في الفترة الأخيرة قبل إلغائها. حكم الباشوات الثلاثة المنتمين لتركيا الفتاة الإمبراطورية العثمانية منذ التحول عام 1913 م وحتى نهاية الحرب العالمية الأولى.
- من أهم الأدلة التي تُثبت علاقة جمعية الاتحاد والترقي باليهود بشكل عام، وخاصة بيهود الدونمة، وهي وثيقة السفير البريطاني (لاوزر) سنة 1910م، حول العلاقة بين الاتحاديين واليهود.
هذه الوثيقة السرية هي أصلاً رسالة سرية جداً أرسلها السفير البريطاني في القسطنطينية (السير جبرار ولاوزر) بتاريخ 29/5/1910م إلى وزير خارجية بريطانيا (السير ش.هارونج) وتحوي معلومات دقيقة حول العلاقة بين جمعية الإتحاد والترقي واليهود. وقد كشف عنها النقاب في بريطانيا حديثاً، وقد نشرتها مجلة (المجتمع الكويتية)ابتداء من (25/12/1978م) في الأعداد (425،429) نقلا عن مجلة آفاق العراقية نقتطف منها الأجزاء الأهم:
0 في المدينة مائة وأربعون ألفاً، منهم ثمانون ألف نسمة يهودي من أصل أسباني أي هربوا من أسبانيا، وعشرون ألف يهودي من سبط (لاوي) أو من
يهود المتظاهرين بإسلام دونمة.
0معظم اليهود من اصل أسباني، يتمتعون بالجنسية الإيطالية، وهم ماسونيون ينتمون إلى المحافل الإيطالية، فهم لذالك يتمتعون بالحصانة الممنوحة للأجانب في الدولة العثمانية ضد الملاحقة والتفتيش.
0 أسس اليهودي (قره صو) قبل بضعة أعوام بالتعاون مع الماسونية الإيطالية محفل (ماسيدونيا روزيتا) وأقنع رجال تركيا الفتاة ضباطاً ومدنيين بالانتماء إلى الماسونية، وهدفه فرض النفوذ اليهودي على الأوضاع الجديدة في تركيا.
0 كان المخططون لحركة تركيا الفتاة بالدرجة الأولى من اليهود. وجميع اليهود على الإطلاق كانوا مؤيدين متحمسين للعهد الجديد. وقد أصبح كل يهودي جاسوساً لجمعية الإتحاد والترقي. وحينها بدأ الناس يقولون: "إن الحركة يهودية أكثر منها تركية".
0عينت إيطاليا اليهودي (بريمو ليفي) قنصلاً عاماً، وعينت الولايات المتحدة (أوسكار شتراوس) سفيراً لها في قسطنطينية، وكان شتراوس بالتعاون مع (جاكوب شنب) قد أثر على يهود الولايات المتحدة ليهاجروا إلى العراق، معنى ذلك أن شتراوس يهودي.
0 العقيد اليهودي الدونمي (رمزي بيك) كان قائد الأفواج الأربعة التي أرسلت خصيصاً إلى القسطنطينية، وقد عينه رئيساً لأركان حرب السلطان محمد الخامس، وعندما خلع السلطان (عبد الحميد) واعتقل عين أخ لرمزي بيك مشرفاً على السلطان في سجنه.
0 أعلن المؤتمر الصهيوني التاسع المنعقد في هاسبورج في شهر كانون الأول سنة 1909م أن انقسام اليهود إلى صهيونيين ودعاة للهجرة إلى مناطق أخرى غير فلسطين قد انتهى بفضل (معجزة الثورة التركية) بمعنى أن فلسطين أصبحت مضمونة بلا شك.
0 بعد خلع عبد الحميد أعلنت الأحكام العرفية لمدة سنتين، وكان معظم الضباط في المحاكم العرفية ماسونيين. مدير المطبوعات في الدولة يهودي من له سلطة إيقاف أي جريده. وكالة الأنباء التلغرافية التي تقدم رأي الاتحاديين في الأحداث الداخلية والخارجية، مديرها يهودي من بغداد.
0 اهتم اليهود أعظم الاهتمام بالاحتفاظ بنفوذهم المطلق في مجلس وزراء تركيا الجديدة. الممولون اليهود راحوا يرحبون بتقديم القروض للعهد الجديد في تركيا مقابل مكاسب اقتصادية.
0 أصبح لليهود نفوذ هائل في الصحافة الأوروبية. وصار اليهود يسعون إلى تحقيق أهداف إسرائيل العليا في المستقبل بعد أن احكموا سيطرتهم على هؤلاء الأتراك الشبان. اليهود يمولون جريدة (تركيا الفتاة) وعدداً آخر من الجرائد في القسطنطينية. والممولون الأوروبيون -ومعظمهم من اليهود- أصبحوا يزودون تركيا الآن بالمبالغ المطلوبة.
0 جمعية الإتحاد والترقي الماسونية تشجع الثوريين اليهود والأرمن على تفجير القلاقل والاضطرابات والتوازن في روسيا القيصرية.
0 أعضاء جمعية الإتحاد والترقي يقلدون الثورة الفرنسية في أساليبها بتوجيه من اليهود. اليهود يزينون للأتراك الالتقاء مع الهنغاريين المجر بدافع القومية الطورانية، لأن المجريين من أصل طوراني. وجميع هذه المعلومات حصلنا عليها من ماسونيين محليين في سرية تامة". - انتهت وثيقة السفير البريطاني (لاوزر) التي كتبها سنة 1910م -
- لقد أدرك اليهود أن طريق السلطان محفوف بالخطر، إذن فليزول السلطان، وليفتح الطرق أتباعهم الاتحاديون، فيقول طه الولي: (كانت غاية اليهود؛ إزاحة السلطان عبد الحميد من طريقهم الموصل إلى فلسطين، ولذلك تمكنوا من رشوة بعض رجال الدين، ودفع الاتحاديين إلى الثورة عليه والتخلص نهائياً منه، تمهيداً للتخلص من الإسلام نفسه فيما بعد، وقد واتت هذه الحركة الارتجاعية أملها بالنصر لليهود، فقام الجيش بحركته الحاسمة، متقدماً نحو يلدز، طالباً إزاحة العرش من تحت سيده الذي رفض النزول عند مغريات اليهود لتحقيق مطامعهم).
وهكذا تطورت الأمور بسرعة، حتى تحرك الجيش الثالث العثماني في مقدونيا، وضخمت الصحافة الخاضعة للنفوذ الصهيوني هذا التحرك، وكأن الجيش العثماني بتمامه قد هب في وجه السلطان عبد الحميد، وأن هذه الانتفاضة نابعة من الشعب التركي، وأدى ذلك إلى نجاح حركة الجيش في 24 يوليو 1908ص، وخضوع السلطان عبد الحميد لمطلب الجيش، ثم إلى تنحيته تماماً عن العرش عام 1909، وكان الذي أبلغ السلطان قرار الخلع هو(قره صو) عضو حزب الاتحاد والترقي، اليهودي، مؤسس محافل سلانيك الماسونية، وانتخب حاييم ناحوم؛ حاخاماً أكبر، عقب سقوط السلطان، واستطاع أن يحصل لليهود على عدة امتيازات في البلاد التي تتألف منها السلطة العثمانية.
- رأى الاتحاديون ضرورة التخلص من السلطان عبد الحميد وإسقاط حكمه، واتفقت هذه الرغبة مع رغبة الدول الأوروبية الكبرى خاصة بريطانيا التي رأت في ذلك الخطوة الأولى لتمزيق الإمبراطورية العثمانية، وشعر اليهود والأرمن أنهم اقتربوا كثيرًا من أهدافهم؛ لذلك كانت أحداث 31 مارت (هو الشهر الأول من شهور السنة الرومية، ويقابل شهر إبريل، مع فارق بين الشهرين مقداره 18 يوما) ويوافق يوم 13 إبريل 1909؛ حيث حدث اضطراب كبير في اسطنبول قتل فيه بعض جنود الاتحاد والترقي.
- وعلى إثر ذلك جاءت قوات موالية للاتحاد والترقي من سلانيك، ونُقلت إلى اسطنبول ، وانضمت إليها بعض العصابات البلغارية والصربية، وادعت هذه القوات أنها جاءت لتنقذ السلطان من عصاة اسطنبول ، وأراد قادة الجيش الأول الموالي للسلطان عبد الحميد منع هذه القوات من دخول اسطنبول والقضاء عليها إلا أن السلطان رفض ذلك، وأخذ القسم من قائد الجيش الأول بعدم استخدام السلاح ضدهم؛ فدخلت هذه القوات اسطنبول بقيادة محمود شوكت باشا وأعلنت الأحكام العرفية، وسطوا على قصر السلطان وحاولوا الحصول على فتوى من مفتي الدولة بخلع السلطان لكنه رفض، فحصلوا على فتوى بتهديد السلاح.

- اتهم المتآمرون الثائرون السلطان بأنه وراء حادث 31 مارت، وأنه أحرق المصاحف، وأنه حرّض المسلمين على قتال بعضهم بعضًا، وهي ادعاءات كاذبة كان هدفها خلع السلطان عبد الحميد، وأعلنوا عزله. ندب الثائرون أربعة موظفين لتبليغ السلطان بقرار العزل، وهم: يهودي وأرمني وألباني وجرجي، وهكذا أخذ اليهود والأرمن ثأرهم من عبد الحميد الثاني. واعترف الاتحاديون بعد ذلك بأنهم أخطئوا في انتخابهم لهذه الهيئة.
- تنازل السلطان عبد الحميد الثاني عن العرش لأخيه محمد رشاد في 27 أبريل 1909م ، وانتقل مع 38 شخصًا من حاشيته إلى سلانيك بطريقة مهينة ليقيم في المدينة ذات الطابع اليهودي في قصر يمتلكه يهودي بعدما صودرت كل أملاكه وأمواله، وقضى في قصره بسلانيك سنوات مفجعة تحت رقابة شديدة جدًا، ولم يسمح له حتى بقراءة الصحف.
ومن المعلوم أن قادة الاتحاد والترقي كلهم على الإطلاق من الماسونيين و ليس منهم واحد مسلم الأصل أو تركي العرق. فأنور باشا بولندي و جاويد -يهود الدونمة و كراسو - يهودي أسباني.
بدأت جمعية الاتحاد والترقي بفرض عملية التتريك على جميع المحافظات العربية وغيرها. ففرضت اللغة التركية في الدواوين و المدارس و المناهج.
كانت سياسات الحكومة الاتحادية بعد خلع عبد الحميد الثاني قد مهدت لأمرين هامين :
أولهما : تحقيق المشروع الصهيوني في فلسطين.
ثانيهماً : تفكيك الدولة العثمانية والعمل على إضعافها وتمثلت هذه السياسات والقرارات بما يلي :
0 بدأوا تغيرات إدراية في فلسطين بعد الانقلاب الأول مباشرة فقبل عام 1908 كان مجلس مدينة القدس الإداري (البلدي ) يتكون من تسعة أشخاص، ستة من المسلمين واثنان من المسيحيين ويهودي واحد، غير أن هذا المجلس البلدي للقدس تغيرت تركيبته في نفس العام 1908 م / 1326 هـ حيث ارتفعت نسبة تمثيل اليهود في المجلس إلى عضوين.
0 تأسست مباشرة بعد الانقلاب عام 1908 في فلسطين ( شركة التطوير الأنجلو-فلسطينية ) وهي مؤسسة يهودية في يافا، ودخلت مباشرة في مفاوضات مع أطراف شبه رسمية بغرض الحصول على أراضي في رفح على الجانب المصري، من أجل إقامة مستعمرة زراعية يهودية هناك.
0 بعد الانقلاب وفي نفس العام عين فيكتور جاكوبسون وهو صهيوني روسي المولد وكان يعمل مديراَ لفرع الشركة الانجلو - فلسطينية ببيروت، عين ممثلاً للمنظمة الصهيونية باسطنبول، حيث أصبح مقره (وكالة صهيونية )في العاصمة العثمانية ويصف أحمد النعيمي دور هذه الوكالة بأنه أصبح مراقبة النظام السياسي الجديد وموقفه من الصهيونية، إلى جانب مراقبة النواب العرب ونشاطهم في البرلمان العثماني، والمساهمة في كل الأنشطة الإعلامية التي تخدم الصهيونية إضافة إلى التنسيق مع كبير الحاخامات والبرلمانيين اليهود الأربعة أو الخمسة في العاصمة لصالح المشروع الصهيوني.
0 سمح قائمقام طبرية العثماني لليهود بتكوين حرس خاص بهم ( أي جيش صهيوني جديد ) بدعوى أن الخطر الذي بات يهدد اليهود لم يقتصر على غزوات البدو للمستعمرات - كما كان في الماضي- ولكن كما ذكر فرانك - امتد مع زيادة الهجرة فأصبح هذا الخطر موجوداً في كل أنحاء فلسـطين ، وقد لاحظت جريدة (نهضة العرب ) ذلك واتهمت الاتحاديين بالتفاهم مع اليهود.
0 في عام 1909 بدأ اليهود بدعم من روتشيلد، أحد أكبر البيوتات اليهودية التي تسيطر على اقتصاديات العالم وتوجه السياسات العالمية ، بتشييد أول مدينة يهودية كبيرة في فلسطين هي مدينة تل أبيب, إلى جانب الميناء الغربي لمدينة يافا وقد وصفتها المؤرخة الإنجليزية المنصفة كارن أرمسترون بأنها (( أصبحت "واجهة عرض" يهوديتهم الجديدة )).
0 قامت حكومة الاتحاد والترقي بتعطيل عدد من الصحف العربية المعارضة للهجرة اليهودية إلى فلسطين في عام 1909، وهي صحيفة الكرمل بحيفا التي قدم رئيس تحريرها إلى المحاكمة بتهمة سب اليهود، وصحيفة المقتبس بدمشق وصحيفة فلسطين في يافا.
0 أصدر اليهود طوابع بريدية تحمل اسم هرتزل ونوردو، وزاد نفوذهم بفلسطين ، دون اتخاذ إجراءات لإبطال خطواتهم .
0 بعد الانقلاب الذي أعاد الاتحاد والترقي للحكم عام 1913 نشط الصهاينة مرة أخرى بعد أن خاطب الحاخام اليهودي باسطنبول والذي انتخب حاخاماً أكبر لتركيا بعد الانقلاب في عام 1908، خاطب وزير العدل والثقافة ، طالباً إلغاء جواز السفر الأحمر الذي يعطى لليهود غير الأتراك عند دخولهم فلسطين، وإزالة القيود ضد حيازة اليهود لمساحات شاسعة من الأرض خارج المـدن والقرى الفلسطينية، بدعوى أن هذه الإجراءات (( تجرح وبعمق الحس الوطني والديني اليهودي)). وقد استجاب الوزير وألغيت كذلك مهلة ثلاثة الأشهر التي كانت تحدد مدة بقاء اليهود الزوار لفلسطين، بحجة أن ولاة القدس وبيروت العثمانيين قرروا أن هذه الإجراءات لم تحقق الغرض منها.
0 أدى تولي جمعية الاتحاد والترقي الحكم، التي أعلنت تطبيقها لمبادئ الثورة الفرنسية. والواقع أن تولي الاتحاد والترقي الحكم لم يؤسس الديمقراطية، وإنما تحول النظام إلى حزب واحد وديكتاتورية واحدة حوت جميع العناصر الراغبة في تمزيق الدولة.
0 كان هدف جمعية الاتحاد والترقي الإطاحة بالدولة العثمانية (رجل أوروبا المريض) . فبعد وصلها إلى سدة الحكم في الدولة العثمانية بعد انقلابها على السلطان عبد الحميد الثاني في 27 ابريل 1909 ورطت الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى مما أدى إلى سقوطها وتقاسم الدول الأجنبية لأراضيها.

أنصار الجامعة الطورانية
0 حملت حركة الاتحاد والترقي، بين طياتها دعوة أشمل منها وأشد خطورة على الوحدة الإسلامية، ألا وهي (الجامعة الطورانية) التي قامت على إعلاء الجنس التركي، وإن جذوره تنتهي عند الحضارة المغولية وجنكيز خان، وأنهم أمة أشد عراقة في التاريخ من العرب، ومن ثم يجب صهر جميع عناصر الدولة العثمانية في الجامعة الطورانية وتتريك العرب أنفسهم.
0 كانت (الجامعة الطورانية) تهدف إلى خلع الجذور الإسلامية للدولة العثمانية وإعادة توثيقها الحضارة المغولية، كما كانت تسعى إلى صناعة الصراع بين شقي الدولة العرب والترك ، حيث أظهرت العداء للعرب حتى أصبحت كلمة (بيس عرب) ( عربي قذر) تُسمع بشكل مستمر في شوارع اسطنبول من منطلق التعصب التركي – الطوراني المعادي للعرب والعروبة، وذلك لأن جمعية الاتحاد والترقي دعت إلى تتريك عناصر، ومنهم العرب الذين حتماً لن يقبلوا هذه الدعوة، وينشأ الصراع بينهم وبين الترك، مما ينتهي بانفصالهم وتمزيق الخلافة الإسلامية التي قامت على توحيد جميع المسلمين تحت راية الإسلام.
السلطان عبد الحميد يفتتح مجلس المبعوثان في 1908
0 غذى النفوذ الغربي اتجاه هؤلاء الدعاة المتطرفين، وأيدهم، ووجد فيهم منْ يحقق هدفه؛ من تمزيق هذا الكيان السياسي وتقسيمه، والسيطرة علية عن طريق الاحتلال، وقد أتاح هذا فعلاً للاستعمار، أن يحقق هدفه خلال الحرب العالمية الأولى وبعدها، في السيطرة على وحدات العالم العربي وحكمها، ولذلك فقد أطلق بعض المؤرخين على حركة الدستور العثماني 1907ص، وسقوط عبد الحميد 1909ص، وتسلم الاتحاديين زمام السلطة اسم الثورة الصغرى، وأن قيام كمال أتاتورك بإلغاء الخلافة في عام 1924ص، هو الثورة الكبرى.

1909 المؤتمر الصهوني التاسع:
- عقد فى هامبورج فى ديسمبر 1909، برئاسة كل من مناحيم أوسيشكين وحاييم وايزمان وناحوم سوكولوف .
- وهو أول مؤتمر يُعقَد في ألمانيا .
- أولى المؤتمر اهتماماً واضحاً لبحث النتائج المترتبة على الثورة التركية بالنسبة لمشاريع الاستيطان اليهودي في فلسطين.
- شهد المؤتمر زيادة ثقل الصهاينة العمليين ورغبتهم في ابتلاع فلسطين دون انتظار توافر الظروف السياسية الدولية المناسبة.
- ولهذا، قرر المؤتمر إنشاء مستوطنات تعاونية مثل الكيبوتس والموشاف .
المؤتمر الصهيوني العاشر:
- عقد فى بازل فى أغسطس 1911، برئاسة مناحم أوسيشكين
- أتضح في هذا المؤتمر أن المؤتمرات الصهيونية إطار يتسع لوجود الاتجاهات والتيارات الصهيونية كافة .
- برغم ما يبدو عليها ظاهرياً من تناقضات ، ففي الوقت الذي أكد فيه المؤتمر أن المسألة اليهودية لا يمكن أن تحل إلا بالهجرة إلى فلسطين ، وأن المهمة الملحة للمنظمة الصهيونية العالمية هي تشجيع وتنظيم الهجرة إلى فلسطين .
- فقد نوقشت أيضاً مسألة إحياء وتدعيم الثقافة العبرية .

المؤتمر الصهيوني الحادي عشر:
- عقد فى فيينا فى سبتمبر 1913، برئاسة ديفيد ولفسون .
- وهو آخر المؤتمرات الصهيونية قبل اندلاع الحرب العالمية الأولى .
- تمت فيه الموافقة بشكل مبدئي على إنشاء جامعة عبرية في القدس ، -- جاء ذلك تأكيداً لنفوذ وايزمان المتزايد حيث كان هو وأوسيشكين وبوبر من أبرز دعاة المشروع .
- كما أعلن المؤتمر تشجيعه للجهود الرامية لشراء وتنمية الأراضي في فلسطين .
- كما أصدر المؤتمر قراراً يتناول الهجرة اليهودية إلى فلسطين كواجب والتزام صهيوني على كل منْ يملك القدرة المادية على خلق مصالح اقتصادية ملموسة في فلسطين .
- وأشار القرار إلى أن كل يهودي يجب عليه أن يضع مسألة الاستيطان في فلسطين كجزء من برنامج حياته وسعيه لتحقيق مثاليته وكماله الخلقي .

1912م لقاء المصالح:
- تجنبت بريطانيا الدخول في مشروعات دولية لتصفية الدولة العثمانية؛ خوفًا من سقوط أجزائها الهامة في يد روسيا، إلا أنها بدأت قبيل الحرب العالمية الأولى في تشجيع الشخصيات والاتجاهات العربية المناهضة لديكتاتورية الاتحاديين في تركيا، وأصبحت القاهرة مركزًا لنشاطهم، وأقام الإنجليز صلات مع بعضهم، غير أن الصلات العربية تبلورت آخر الأمر وتركزت في العلاقة مع الشريف حسين أمير مكة، حين بدأت الحرب تشتعل.
- رأى الإنجليز في الشريف القوة العسكرية المنظمة التي تستطيع أن تقوم بدور فعال في حالة قيام الحرب، أما الشريف حسين فكانت علاقاته مع العثمانيين متوترة بسبب سياسة الاتحاديين الأتراك التي كانت تقوم على المركزية وربط الولايات العثمانية شبه المستقلة –مثل الحجاز- بالدولة الأم في القسطنطينية، وكان هذا يعني تحطيم نفوذ الشّرَافَة في مكة؛ لذلك ازدادت العلاقات تدهورا بين الجانبيين خاصة بعد تعيين الاتحاديين "وهيب باشا" واليًا على الحجاز، على أن يجمع في يده السلطة المدنية والعسكرية، ويحاول القضاء على الشرافة، ووجد الشريف حسين في مد الدولة العثمانية خط سكة حديد الحجاز من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة خطرًا كبيرًا عليه إذا تمّ؛ لأنه يربط الحجاز كله بالشام والدولة العثمانية، ومن هنا فإن الصدام بينهما كان على وشك الوقوع، وتطلع الشريف حسين إلى دولة كبرى تساعده.
- مهدت هذه الظروف الطريق للاتصالات بين بريطانيا والشريف حسين، وكانت البداية سنة (1331هـ = 1912م) عندما زار عبد الله ابن الشريف حسين، المعتمد البريطاني في القاهرة "كتشنر"، وعرض عليه الموقف في الحجاز وسأله عن موقف الإنجليز إذا نشبت الحرب بين الحسين والاتحاديين، ويبدو أن الإنجليز قد رفضوا التورط في خطة لمساعدة الشريف حسين؛ حفاظًا على الصداقة مع العثمانيين، وكان موضوع المفاوضة ينحصر في مسألة الشرافة، فالشريف حسين لم يكن يفكر في كافة الادعاءات التي تبناها بعد ذلك مثل قيام دولة عربية مستقلة، وأن تكون الخلافة عربية، إلا أن هذه الاتصالات لفتت نظر الإنجليز بقوة إلى إمكانية الاستفادة من العرب في حالة الحرب مع تركيا.
- عندما اشتعلت الحرب العالمية الأولى تم تعيين كتشنر وزيرا للحربية البريطانية، فبدأت سلسلة من الاتصالات بين الإنجليز والشريف حسين، ويرجع ذلك بالأساس إلى موقف بريطانيا العسكري؛ حيث إن قيام ثورة عربية يجبر تركيا على حجز جزء من قوتها العسكرية في البلاد العربية بعيدًا عن جبهات القتال الرئيسية، ولا سيما الجبهة الروسية.
- بالإضافة إلى أن قيام ثورة عربية يمكن أن يعزل بين القوات العثمانية الرئيسية في الشام والجيوب العسكرية العثمانية في جنوب الجزيرة العربية، يضاف إلى ذلك أن ألمانيا كانت تأمل في استخدام تحالفها مع الدولة العثمانية لإيجاد جسر لها يوصل بين المستعمرات الألمانية في شرق إفريقيا وألمانيا عن طريق اليمن؛ وبالتالي فإن الثورة ضد العثمانيين في وسط شبه الجزيرة العربية تفسد هذه الخطة على الألمان بما يمثل مصلحة لبريطانيا.
- كما رأت بريطانيا في الخلافة العثمانية خطرًا على وجودها في الهند؛ نظرًا لارتباط المسلمين الهنود الروحي بالسلطان العثماني، ومكمن الخطر في ذلك أن أي دعوة جهاد يعلنها السلطان على الإنجليز في حالة قيام حرب ستجد صداها في الهند.
- أدرك الشريف حسين رغبة الإنجليز في التحالف معه، فلم يعد يطالب بالشرافة، بل أصبح يطالب بالخلافة وقيام دولة عربية كبرى، فبدأ يتحسس موقف زعماء العرب وأمرائهم في شبه الجزيرة العربية في إمكانية مساندته في القيام بثورة في الحجاز ضد العثمانيين، ورأى في موقفهم ما يشجع على الثورة؛ نظرًا لانشغال كل منهم بأطماعه ومصالحه، غير أن أكبر اتصال قام به كان بالجمعيات الوطنية في سوريا؛ ويرجع ذلك إلى أن التيار الغالب في سوريا والعراق هو تيار الثورة على العثمانيين؛ بسبب قمع "جمال باشا" قائد الجيش العثماني الخامس في سوريا للحركة القومية العربية، وإعدام كثير من الشاميين، فلما اتصل الشريف حسين بالقوميين العرب في سوريا ارتضوا أن تنطلق الثورة العربية من مركز رئيسي وهو الحجاز، على أن يكون دورهم في سوريا دورًا مساعدًا.
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى