مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* تحريف أهل الكتاب للتوراة والإنجيل.

اذهب الى الأسفل

* تحريف أهل الكتاب للتوراة والإنجيل. Empty * تحريف أهل الكتاب للتوراة والإنجيل.

مُساهمة  طارق فتحي الجمعة أغسطس 26, 2016 7:39 pm

أدلة بطلان صلاحية التوراة و الإنجيل
مُساهمة طارق فتحي في الإثنين 8 ديسمبر 2014 - 17:30

بالقرآن و أحكام الكفر و الإيمان
مقدمة:
في هذا البحث أحاول تفسير النساء 170 " يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم فآمنوا خيرا لكم وإن تكفروا فإن لله ما في السماوات والأرض وكان الله عليما حكيما " .
هذا البحث له أهمية بالغة لأنه يؤكد بالأدلة الشرعية والبراهين المنطقية والعقلية أن الله تعالى ألغى وأبطل صلاحية ومفعول التوراة والإنجيل بالقرآن، وأن كل من لا يؤمن بالقرآن ولا يعمل بأحكامه الشرعية ولا يعبد الله عز و جل طبقا لمقتضياتها كافر ومعرض لعذاب الله عز و جل في الدنيا ونار جهنم في الآخرة بعد البعث الحتمي إذا لم يتب توبة نصوحا صادقة ونهائية قبل الموت، أما الذي آمن بالقرآن وعمل بأحكامه قولا وعملا سرا وعلانية حتى الموت فجزاؤه رحمة الله تعالى وسعادة الدنيا و الآخرة والحياة الدائمة الأبدية مع الله في الجنة.
وأهمية هذا البحث تتجلى كذلك في إبطال وتكذيب ادعاءات اليهود والنصارى وغيرهم من الكفار الذين حرفوا وزوروا التوراة والإنجيل فابتدعوا أديانا خاصة بهم ووضعوها لا علاقة لها بدين الله تعالى الحق وهو الإسلام مثل اليهودية والمسيحية بفروعها والبوذية و الهندوسية وغيرها، فاليهود اعتبروا عزير بن الله والنصارى اعتبروا المسيح عيسى بن مريم هو الرب، ويقومون بالدعاية لاعتقاداتهم الخاطئة لتكفير المسلمين وزعزعة عقيدة الإسلام.
ومن خلال تفسير النساء 170 المذكورة سأبين بالأدلة الشرعية القاطعة والبراهين المؤكدة عدم صحة ادعاءات أعداء الإسلام وأحدد أحكام الإيمان والكفر.
الله تعالى وحده لا شريك له خلق الكون وما فيه و يدبر أموره ويملك كل ما فيه ومنهم النصارى و اليهود أنفسهم، وهو مستوى على العرش بالسماوات ومع كل ما خلق بسمعه وبصره وعلمه وتصرفه وكلامه، و لكن كثيرا من الناس لا يستخدمون عقولهم لتدبر آيات الكون الدالة على هذه الحقائق.
سوف أقارن هذه الآية النساء 170 بآيات القرآن الأخرى وأحدد العلاقة التشريعية القائمة بينها لمعرفة الآيات التي تفسرها وتؤكدها وتؤيد صحة إشكالية موضوع البحث وهي أن الله تعالى فعلا وحقا وصدقا أبطل وألغى مفعول وصلاحية التوراة والإنجيل بالقرآن وخصص أحكاما للإيمان والكفر بالقرآن ولهذا سأبين الأدلة الشرعية الدالة على هذه الحقيقة.
وقبل ذلك ولكي يفهم الناس فعلا هذه الأدلة التي سأبينها أقول بأن من قواعد فهم القرآن الأساسية لا يجوز شرعا تعديل النص القرآني وجعله مطابقا للتطورات الاجتماعية والاقتصادية التي عرفتها الإنسانية، ولا يجوز تكييف الآيات القرآنية حسب الظروف والواقع الإنساني والحضاري لأن ذلك تحريف وتزوير لإرادة الله تعالى التي حددها في آيات القرآن.
الله عز و جل هو الذي خلق البشر وحدد لهم النظام الشامل لحياتهم في الدنيا، وهذا النظام له أسس ومبادئ عامة آمرة ملزمة لا يجوز تعديلها. فالأحكام الشرعية تابثة وملزمة وصالحة لكل زمان ومكان، والوقائع الاجتماعية وسلوك الناس هو الذي يجب أن يكون مطابقا للنص القرآني ومكيفا معه، لا يجوز شرعا تكييف النص القرآني مع وقائع مخالفة لشرع الله عز وجل خاصة و أن العالم غزته حضارة الغرب المبنية على الكفر والمعادية لدين الله الحق الإسلام و كتابه القرآن الذي شرعه لكافة الناس بالكون .
فحضارة الغرب التي غزت حتى البلدان الإسلامية مبنية على مؤسسات وقوانين وضعها الكفار تبعا لهواهم وشهواتهم واعتقادهم الخاطئ وكفرهم . فلا يجوز للمسلمين تقليد الغرب فيما يتعارض مع القرآن. و كمثال مضمون حقوق وحريات الإنسان في الحضارة الغربية مخالف لأحكام القرآن المتعلقة بحريات وحقول الإنسان المسلم.
فالقرآن أنزله الله تعالى على رسوله محمد بن عبد الله عليه و على كل الرسل صلاة الله وسلامه في أواخر القرن السادس الميلادي لكافة الناس بالكون ومنهم النصارى واليهود، ونسخ به الله تعالى كل الشرائع السابقة ومنها التوراة والإنجيل و قد خصص الله تعالى الجزاء للإيمان و الكفر بالقرآن.
وتفسيرا للنساء 170 المذكورة سأعالج البحث في محورين طبقا للتصميم الآتي:
المبحث الأول: أدلة بطلان صلاحية التوراة و الإنجيل بالقرآن.

إخبار التوراة والإنجيل عن رسالة القرآن
مُساهمة طارق فتحي في الإثنين 8 ديسمبر 2014 - 17:32


أخبر الله عز وجل في التوراة والإنجيل بأن مفعول وصلاحية وإلزامية هاتين الشريعتين السماويتين سوف تنتهي بنزول رسالة القرآن بمعنى أنه عندما أنزل الله تعالى القرآن على رسوله محمد بن عبد الله في أواخر القرن السادس الميلادي انتهت المدة الزمنية التي حددها الله تعالى لتطبيق الإنجيل الذي هو أيضا ألغى به الله عز و جل مدة تطبيق التوراة قبله.
والأدلة على هذا الإخبار هي: الصف 6 " وإذ قال عيسى بن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي " والشعراء 192 – 197 " وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين وإنه لفي زبر الأولين أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل " والأنعام 114 "أفغير الله أبتغي حكما وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا والذين أتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين " و الأعراف 156 – 157 "ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون " . لهذا قال الله تعالى معاتبا أهل الكتاب عن إنكار هذه الحقيقة في سورة المائدة 68 "قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم و ليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا فلا تأس على القوم الكافرين " .
فالمراد من إقامة التوراة والإنجيل الاعتراف بالأحكام الواردة فيهما التي أخبرت عن رسالة القرآن، الله تعالى حرم تطبيق التوراة في عهد الإنجيل وحرم تطبيق الإنجيل والتوراة في عهد القرآن. فالمائدة 42 – 43 – 47 عدلتها المائدة 48 – 49 حيث أمر الله تعالى بتطبيق القرآن على أهل الكتاب جاء في سورة المائدة 48 " فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق " والمائدة 49 " وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك " . فكلمة بينهم في الآية تعود على أهل الكتاب، وهذا دليل على إلزامهم بمفعول وصلاحية القرآن وإلغاء وإبطال صلاحية ومفعول التوراة والإنجيل. وهناك آيات أخرى كثيرة مؤكدة لهذه الحقيقة سأتعرض لها في النقطة المتعلقة بنسخ القرآن، للشرائع السابقة ومنها التوراة والإنجيل.
قد يتساءل البعض عن أدلة الإخبار عن رسالة القرآن في التوراة والإنجيل ويطالب بالنص الحرفي الوارد فيهما، وأجيب بأنني لم أحصل على نسختي التوراة والإنجيل الأصليتين التي أنزلهما الله عز وجل على رسوليه موسى وعيسى عليهما صلاة الله وسلامه. و لكن الله تعالى وهو الصادق والحق والعدل الذي أنزل التوراة والإنجيل أخبرنا في القرآن بهذه الحقيقة التي أكدتها الآيات السابقة فلسنا في حاجة إلى الدليل من التوراة والإنجيل لأن الذي شرعهما وأنزلهما هو الله عز وجل.
والقرآن كلام الله وقضاؤه وقدره وتصرفه وشرعه ومن آيات القرآن المؤكدة لإخبار التوراة والإنجيل عن رسالة القرآن البقرة 146 " الذين أتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون " والأنعام 20 – 21 " الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته إنه لا يفلح الظالمون " والأنعام 114 " أفغير الله أبتغي حكما وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين " . ولهذا قال الله عز وجل لرسوله محمد عليه صلاة الله وسلامه في يونس 94 " فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين " والحق الذي جاءه هو القرآن وغيره باطل وملغي.
و قد عاتب الله تعالى أهل الكتاب عن إنكارهم الإخبار الوارد في التوراة والإنجيل عن رسالة القرآن، وخصص لهم العذاب في الدنيا ونار جهنم في الآخرة بعد البعث الحتمي.
وهذا دليل آخر وبرهان قوى على إلغاء وإبطال مفعول وصلاحية التوراة والإنجيل بالقرآن وهو قضاء وقدر من الله تعالى، والدليل على هذا العتاب آل عمران 99 " يا يأهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من آمن تبغونها عوجا وأنتم شهداء وما الله بغافل عما تعملون " والبقرة 40 – 43 " يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعدكم وإياي فارهبون وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا أول كافر به ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا وإياي فاتقون ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين " .
فالمراد في الآية من عبارة مصدقا لما معكم أن القرآن شرع فيه الله تعالى كثيرا من الأحكام الواردة في الكتب السماوية السابقة ومنها التوراة والإنجيل . وسأبين أمثلة منها فيما يلي، والبقرة 140 " أم تقولون إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هودا أو نصارى قل أأنتم أعلم أم الله ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله وما الله بغافل عما تعملون " وآل عمران 187 " وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليل فبئس ما يشترون " وآل عمران 70 – 71 " يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله و أنتم تشهدون يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل و تكتمون الحق و أنتم تعلمون " لهذا أمرهم الله تعالى بالإعتراف بالأحكام التي تخبر عن رسالة القرآن في التوراة والإنجيل في المائدة 68 المذكورة سابقا والمائدة 47 " وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون " فأهل الكتاب إذا لم يعترفوا بالحكم الوارد في التوراة والإنجيل حول الإخبار عن رسالة القرآن فإنهم فاسقون عن أمر الله تعالى.
ومن الأدلة البقرة 89 – 90 " ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين بئس ما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباؤوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين " .
ولكن الكفار من أهل الكتاب وعلماءهم لم ينكروا فقط الإخبار عن رسالة القرآن الوارد من الله تعالى في التوراة والإنجيل بل حرفوا ما أنزل الله وكتبوا كتبا خاصة بأيديهم سموها توراة وإنجيلا.

تحريف أهل الكتاب للتوراة والإنجيل.
إن أهل الكتاب وعلماءهم حرفوا التوراة والإنجيل لتحقيق أهدافهم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وكتبوا كتبا خاصة بهم . وقد سمعت في إحدى القنوات أحد رجال الكنيسة المسيحية في هذا الشهر يقول: إن المسيح كلمة الله ولسنا في حاجة إلى كتاب . وسمعت من يقول منهم أن المسيح عيسى بن مريم هو الرب فهذا ناتج عن تزوير وتحريف كتابي الله التوراة والإنجيل وإنكار نزولهما من طرف البعض وهذا كذب على الله تعالى الذي خلق موسى وعيسى بن مريم وأنزل عليهما التوراة والإنجيل لتبليغهما للناس كل حسب الفترة الزمنية التي أرادها له الله عز وجل.
والأدلة على تحريف أهل الكتاب للتوراة والإنجيل كثيرة منها البقرة 75 " أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون " والبقرة 79 " فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون " .
و آل عمران 75 " ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون " فما كتب النصارى واليهود من أناجيل وتوراة محرفين شرع الله لا يمكن قبوله ولا يمكن اعتباره توراة أو إنجيلا. وآل عمران 78 " وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون " والنساء 45 – 46 " والله أعلم بأعدائكم وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه " والأنعام 91 " وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون ."
و المائدة 70 " لقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل وأرسلنا إليهم رسلا كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقا كذبوا وفريقا يقتلون " البقرة 211 " سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية بينة ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شديد العقاب " . ونعمة الله في هذه الآية هي التوراة التي حرفها اليهود والمائدة 13 " فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه " والمائدة 14 " ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة وسوف ينبئهم الله بما كانوا يصنعون " وهذا كلام الله تعالى وإخباره عن تحريف اليهود والنصارى للتوراة والإنجيل و هو الصدق و الحق.
والمائدة 41: " يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم و لم تؤمن قلوبهم ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم آخرين لم يأتوك يحرفون الكلم من بعض مواضعه " ... وإبراهيم 28 – 30 " ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها و بئس القرار وجعلوا لله أندادا ليضلوا عن سبيله قل تمتعوا فإن مصيركم إلى النار " .
فنعمة الله تعالى في هذه الآية هي التوراة والإنجيل وقد حرفهما اليهود والنصارى لتحقيق مصالحهم المالية والاجتماعية والسياسية. و قد أخبرنا الله تعالى عن هذه الحقيقة في التوبة 34 " يا أيها الذين امنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله " .
لهذا قال الله تعالى عن تجاهل أهل الكتاب وإنكارهم شريعة الله المنزلة إليهم في سورة الجمعة 5 " مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين " . فالحمار يحمل الكتب على ظهره ولكنه يجهل ما فيها . فكذلك أهل الكتاب تركوا شرع الله المنزل عليهم قبل القرآن واتبعوا ما كتبه علماؤهم بشكل يخالف التوراة والإنجيل الأصليين. ونفس الملاحظة يمكن قولها بالنسبة للذين يدعون الإسلام ويتصرفون بسلوك خاص بهم مخالف للقرآن الذي يحتفظون بمصاحفه في مكتباتهم وسياراتهم ومنازلهم بل هناك منهم من يحفظ القرآن عن ظهر قلب و لكن لا يفهمه و يعمل ما يخالف أحكام القران. و استدل بواقعتين من كثير من الوقائع وقعتا الشهر الماضي و هما على سبيل المثال، شاهدت رجلا يقرأ القرآن في المسجد بعد صلاة الفجر عدة مرات و لكنه يتجول نهارا أمام الملأ مع ابنته البالغة و هي متبرجة. و هناك إمام مسجد تابعته الشرطة القضائية لاغتصابه طفلا من الأطفال الذين يحفظهم القرآن رغم أنه يعلم أن القرآن حرم إتيان دبر الذكر و الأنثى و حرم الزنا و تبرج المرأة. بل منهم من ينادي باتباع أقوال وأفعال نسبت كذبا للرسول محمد عليه صلاة الله وسلامه ومخالفة للقرآن. ومنهم من يمجد الرسول بدرجة اعتباره في مرتبة إله مقدس بينما هو بشر من الناس بعثه الله رسولا لتبليغ شرع الله القرآن وهو مثل الناس عبد من عباد الله تعالى وملزم بأحكام ما كلف بتبليغه لهم وسوف أبين الأدلة على ذلك فيما بعد ومنها الكهف 110 " قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا " وآل عمران 144 "وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين " وآل عمران 80 " ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة و النبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون " .
وأتابع إخبار الله تعالى ومعاتبته لأهل الكتاب عن تحريفهم للتوراة والإنجيل والأدلة الصف 7 – 8 " ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى إلى الإسلام والله لا يهدى القوم الظالمين يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون " عبارة ليطفئوا نور الله بأفواههم مجازية. والمعنى الحقيقي أن اليهود والنصارى يكذبون على الله ويتقولون عليه الكذب ويحرفون كلام الله وشرعه لكن لا يطبقوا شرع الله الحق وهو القرآن ولكن لا يؤمن به الناس ولكن قدرة الله تعالى فوق اليهود والنصارى وغيرهم فقد حفظ الله تعالى القرآن الذي اتبعه فعلا المسلمون والدعوة الإسلامية قائمة والحمد لله رب العالمين.
وهناك المائدة 15 " يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب و يعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين " . هذه الآية دليل قاطع من الله تعالى عالم الغيب والشهادة بما تخفي وتعلن كل نفس بشرية على تحريف أهل الكتاب للتوراة والإنجيل. و الآية الكريمة دليل قاطع على أن القرآن منزل لكافة الناس ومنهم أهل الكتاب. قال لهم الله عز وجل بان محمد بن عبد الله رسول للنصارى واليهود مثل كافة الناس وأن القرآن، وهو نور الله تعالى كتاب منزل للنصارى واليهود وكافة الناس ولا يجوز شرعا وعقلا الالتزام بالقرآن والتوراة والإنجيل في آن واحد لأن القرآن هو الحق. و عبارة يعفو عن كثير الواردة في المائدة 15 دليل على إلغاء القرآن و إبطاله لكثير من الأحكام الشرعية التي وردت في التوراة و الإنجيل و غيرهما . فاطر 31 " و الذي أوحينا إليك من الكتاب هو الحق مصدقا لما بين يديه إن الله بعباده لخبير بصير " . و لا يجوز اتباع الشرع الذي فرضه الله وهو القرآن و الشرع الذي أبطله الله تعالى وألغاه وهو الشرائع السماوية السابقة للقرآن ومنها التوراة والإنجيل و ما كتبه علماء أهل الكتاب بشكل محرف لتحقيق أغراضهم ومصالحهم الخاصة الغير المشروعة. التوبة 34 " يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار و الرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل و يصدون عن سبيل الله " وقد بين الله تعالى في القرآن بعض أوجه هذا التحريف والدليل التوبة 30 – 32 " وقالت اليهود عزير بن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون " والمائدة 17 " لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح بن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شيء قدير " و المائدة 72 " لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم و قال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي و ربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة و مأواه النار و ما للظالمين من أنصار " و قد أمر الله تعالى في شرائعه بعبادته وحده و الدليل آل عمران 79 " ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب و الحكم و النبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله " و آل عمران 80 " و لا يأمركم أن تتخذوا الملائكة و النبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون " و الأنبياء 25 " و ما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون " . فالنصارى يدعون أن المسيح عيسى بن مريم قد صلب و قتل فإذا كان ربا لهم كما يدعون فلماذا صلب وقتل . إذن ليست له قدرة على حماية نفسه فبالأحرى نفع أو ضر الناس . هذا دليل على أنه لا قدرة ولا حول له ولا تصرف له في الكون فأين هو وما مظاهر تصرفه. الواقع أنه مخلوق من مخلوقات الله تعالى وعبد من عباده طبق عليه قانون الله تعالى حيث توفاه فمات وأحياه وبعثه كالأموات ورفعه الملكان عند الله في أرض الجنة و النار بالسماوات. وقد كذب الله ادعاء النصارى بعدة آيات راجع البحث الذي أنجزته حول موضوع من هو الله تعالى وأين هو المنشور في موقعي بالانترنيت لتتأكدوا بأن الله وحده لا شريك له خالق الكون وما فيه ومنه المسيح عيسى بن مريم وهو مدبر أمور الكون وما فيه.
فالأديان التي ابتدعها النصارى واليهود قائمة على الشرك بالله وتحريف التوراة والإنجيل والكذب على الله والدليل آل عمران 23 – 25 " ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه ووفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون " . في هذه الآية وآيات أخرى أكد الله تعالى بان الدين السماوي الوحيد المشروع هو دين الإسلام وشريعته القرآن وكل الأديان التي وضعها النصارى واليهود والبوذيون و الهندوس وغيرهم أديان كفر وهي محرمة وكل من اتبعها مصيره عذاب الله ونار جهنم فلهذا قال الله تعالى الكافرون 1 – 6 " قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون و لا أنتم عابدون ما أعبد و لا أنا عابد ما عبدتم و لا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم و لي دين " غافر 66 " قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله لما جاءني البينات من ربي و أمرت أن أسلم لرب العالمين " فالقرآن ليس من كتابة الرسول أو الصحابة و غيرهم بل هو وحي من الله تعالى أنزله على رسوله محمد بن عبد الله عليه وعلى كل الرسل صلاة الله وسلامه قد كتبت آياته ورتبت حسب ما أراده الله تعالى لأن جبريل هو الذي أمر بكتابة القرآن وترتيبه بأمر من الله تعالى ووافق عليه كما هو بين أيدينا. و المصحف القرآني واحد وتوزع منه الملايين من النسخ في العالم والدليل الإنسان 23 " إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا " والبروج 21 – 22 " بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ " وقد حفظ الله تعالى القرآن من التزوير والتحريف والدليل الحجر 9 " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ."

القرآن نسخ به الله تعالى كل الشرائع السابقة
خلق الله تعالى آدم وحواء ومنهما ذريتهما التي نحن منها ولما استخلفهم في أرض الدنيا بعد إنزالهم من أرض الجنة بالسماوات أكد حكما أساسيا ثابتا هو أن كل الناس بالكون في أرض الدنيا ملزمون بالشرع الذي ينزله لهم سبحانه وتعالى، والدليل البقرة 38 – 39 " قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون " . فهدى الله تعالى الذي ينزله على الناس هو كتابه وشرعه ونظام استخلاف الناس في الدنيا ومادة امتحانهم واختبارهم وابتلائهم.
هذه الآية في سورة البقرة 38 – 39 تؤيدها وتؤكدها الأعراف 35 " يا بني آدم إما يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون " .
تدبروا إخواني هذه الأحكام القرآنية إننا مستخلفون في أرض الدنيا لإعمارها من جهة والتمتع بمتاعها الذي أنعم به الله علينا في إطار الحلال والتقوى ولاختيار الذين يفوزون بالحياة الدائمة الخالدة إما في جهنم وإما في الجنة حسب أعمالنا ونتيجة امتحان الدنيا الذي مادته شرع الله المنزل . هناك حركة ونظام سنه الله تعالى حتمي وحق يخلق الله الناس ويموتون ثم يحييهم ويصعد بهم الملائكة عند الله في أرض الحساب والجزاء بالسماوات إلى أن تأتي نهاية وجود الإنسان في ارض الدنيا حيث يفني الله تعالى كل من عليها ويصعد الملائكة بما تبقى من المبعوثين يوم القيامة الكبرى النهائية .والأدلة كثيرة لا داعي لذكرها كلها ومنها البقرة 30 " و إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة " ويونس 14 " ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون " فاطر 39 " هو الذي جعلكم خلائف في الأرض فمن كفر فعليه كفره و لا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتا لا يزيد الكافرين كفرهم إلا خسارا " والكهف 7 " إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا " والملك 1 – 2 " تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور " هود 61 " هو أنشأكم من الأرض و استعمركم فيها ."
فتدبروا إخواني المحترمين هذه الآيات الكريمة فالحياة المؤقتة في أرض الدنيا مرحلة امتحان وابتلاء وهي التي تحدد نتيجتها أي عمل الإنسان فيها الحياة الدائمة في أرض الجزاء والحساب في الآخرة فإما العذاب الدائم في جهنم وإما الحياة السعيدة في الجنة . وطبعا يستفيد المسلم المؤمن الصالح المتقي حتى في الدنيا حيث ينال رحمة الله عز وجل وحمايته وينجو من عذابه.
و ذرية آدم التي منها كل إنسان في الكون في تكاثر مستمر وتزايد الظروف الاجتماعية في تطور إلا أن يفني الله تعالى كل من على أرض الدنيا. وساعة الفناء لا يعلمها إلا الله تعالى . لهذا أنزل الله عز وجل عدة كتب حسب ما يراه صالحا للعباد. وهناك أحكام كثيرة مشتركة بين الشرائع السماوية كل شريعة تنسخ من سبقها والقرآن آخرها وناسخها كلها.
بعد هذه المقدمة التمهيدية سأعالج هذه النقطة حول نسخ القرآن لكل الشرائع السابقة له ومنها التوراة والإنجيل كما يلي:
1/. لكل أمة رسول وكتاب ومدة زمنية لصلاحيته ومفعوله.
2/. كل شريعة سماوية تنسخ الشرائع السابقة لها.
3/ الأحكام المشتركة بين الشرائع السماوية.
و هذه المحاور الثلاثة من الأدلة والبراهين دالة على إلغاء الله تعالى وإبطاله للتوراة والإنجيل بالقرآن وهذا ما بين بأن اليهود والنصارى على خطأ وضلالة وأنهم يضيعون فرصة الحياة الدنيا إذا استمروا في كفرهم بالقرآن الذي أنزله الله إليهم ولكافة الناس بالكون.

لكل أمة رسول وكتاب ينسخ ما سبقه
منذ تزايد الناس وتكاثروا بعد أن أنزل الله تعالى آدم وزوجته والشيطان من الجنة إلى ارض الدنيا كما أخبرنا الله تعالى في البقرة 36 " وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين " منذ ذلك التزايد وظهور النزاعات بين الناس بعث الله تعالى أول رسول للناس هو نوح عليه وعلى كل الرسل صلاة الله وسلامه وأنزل عليه شريعته ليلتزم بها الناس لأنها مادة امتحانهم وابتلائهم وتنظيم استخلافهم وحياتهم في الدنيا.
ومنذ ذلك العهد قطع الله عز وجل الناس إلى أمم. وتعني الأمة حسب هذا التقطيع الرباني كل الناس الذين يؤمنون بشرع الله المنزل في الكون كله والدليل الأحقاف 18 " أولائك الذين حق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن و الإنس إنهم كانوا خاسرين " والبقرة 213 " كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه " وفاطر 24 " إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا و إن من أمة إلا خلا فيها نذير " والأعراف 168 " وقطعناهم في الأرض أمما منهم الصالحون ومنهم دون ذلك و بلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون " والروم 47 " ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاؤوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا علينا نصر المؤمنين " والرعد 38 – 39 " ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله لكل أجل كتاب يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب " المؤمنون 43 " ما تسبق من أمة أجلها و ما يستأخرون " كل أمة يبعث لها الله رسولا لبليغ كتابه إلى الناس وكل رسول تنتهي صلاحيته بموته والكتاب المبلغ من طرفه تنتهي صلاحيته بإنزال الله تعالى لكتاب بعده.
والقرآن آخر كتاب شرعه الله تعالى للناس وأنزله على رسوله محمد بن عبد الله عليه وعلى كل الرسل صلاة الله وسلامه فقد انتهت صلاحية التوراة بالإنجيل وانتهت صلاحية التوراة والإنجيل بالقرآن . وانتهت الأمم السابقة لأمة القرآن التي تضم كل المؤمنين به في الكون كله والدليل الرعد 30 " كذلك أرسلناك في أمة قد خلت من قبلها أمم لتتلوا عليهم الذي أوحيا إليك " . وهذا كلام الله عز و جل الموجه لرسوله محمد بن عبد الله الذي انزل عليه القرآن فتدبروا أيها النصارى واليهود هذه الآية فالله تعالى وهو الصدق والعدل والحق أكد أن امة التوراة وأمة الإنجيل والأمم الأخرى السابقة قد انتهت وصعد أعضاؤها الذين ماتوا وبعثهم الله تعالى إلى أرض الحساب والجزاء بالسماوات.
والأمة الشرعية التي أرادها الله تعالى منذ أواخر القرن السادس الميلادي وإلى ما شاء الله تعالى هي أمة القرآن . وتضم كل المؤمنين به في الكون والدليل الأنعام 114 – 115 " أفغير الله أبتغي حكما وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا و الذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم " والأحزاب 45 - 46 " يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا " . طبعا الرسول ليس في حد ذاته وشخصه سراجا منيرا بل القرآن هو السراج المنير لأنه يهدى من اتبعه إلى الصراط المستقيم فيزيل أمامه الظلام أي يبعده من الضلالة وينير له الطريق أي يجعله في طريق و الجنة السعادة الخالدة. والدليل الأعراف 157 " فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون " والنساء 174 " يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا " الله تعلى أنزل القرآن ولم ينزل الرسول فالقرآن هو السراج المنير والنور الذي يهدي من اتبعه إلى طريق الجنة. و الدليل المائدة 15 " قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين " ومن الناحية العقلية والمنطقية إذا كان الرسول في حد ذاته وشخصه سراجا منيرا للناس فمن يكون لهم سراجا منيرا بعد موته. لهذا فالقرآن هو السراج المنير الذي أنزله الله عز وجل لكافة الناس بالكون والرسول بدون القرآن ليس سراجا منيرا.
و من الأدلة على أنه لا وجود إلا لأمة القرآن منذ أواخر القرن السادس الميلادي المزمل 15 " إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولا " لكن شهادة الرسل لا تتعلق بمراقبة الناس لأنهم لا يعلمون الغيب نهائيا ومعزولون بعد موتهم عن الدنيا. سوف أوضح هذه المسألة في النقطة المتعلقة بالإيمان. و النتيجة التي نستخلصها من هذه النقطة أن أمة التوراة وأمة الإنجيل والأمم السابقة قد أنهى الله تعالى وجودها وأنهى وألغى وأبطل الكتب التي أنزلت لها ومنها التوراة والإنجيل بالقرآن .
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى