مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

*تقاليد بغدادية -الملا-اللهجات -الشناشيل -الاحتفالات-ترنيمات-الشقاوات

اذهب الى الأسفل

*تقاليد بغدادية -الملا-اللهجات -الشناشيل -الاحتفالات-ترنيمات-الشقاوات Empty *تقاليد بغدادية -الملا-اللهجات -الشناشيل -الاحتفالات-ترنيمات-الشقاوات

مُساهمة  طارق فتحي الأربعاء أكتوبر 21, 2015 4:49 pm

من تقاليد اهالي بغداد لعبة الكسارة والمنجنيق
مُساهمة طارق فتحي في الثلاثاء 13 نوفمبر 2012 - 21:20
كانت لعبة (الكسار) بسكون الكاف لعبة غريبة ونادرة يتبارى فيها شباب محلتي (الفلاحات والفحامة) بجانب الكرخ من بغداد القديمة . عشنا هذه اللعبة الخشنة ولا أدري ما المفيد منها وانما كانت مباراة بين فريقين من شباب المحلتين وصبيانها كما تتبارى فرق كرة القدم واللعبة هذه او المعركة تجري بناءاً على اتفاق بين فريقي المحلتين بعد تحديد صباح يوم الجمعة في فترات متفاوتة خلال السنة وذلك لاستعراض قوة شباب كل فريق تجاه الآخر اذ كانت ساحة المباراة تقع في فضاء بين حدود المحلتين وبين "مكينة الهندي" (معمل الثلج) ، واحياناً كان موقع المباراة في الفضاء الواسع الذي يمتد بين مستشفى (العزل) (الكرامة) حالياً وبين مقبرة الشيخ معروف الذي يقع غرب المحلتين
ويتهيأ كل فريق بان يحمل كل من افراده اكياساً صغيرة يضعون فيها كمية من حجارة (كسر الطابوق) والحصى حيث يحمل كل منهم بيده آلة رمي الحجارة ويسمونها "المعجال" واسميها (المنجنيق اليدوي) . والمعجال هو عبارة عن حبلين قصيرين يبلغ طول الواحد منها (50) سم تقريباً وتربط بينهما قطعة صغيرة من النسيج
بحجم وشكل الكف تسمى (طاسة المعجال)توضع فيها الحجارة لرميها على الخصم بواسطة المعجال , وان هذا المعجال كان يصنع غالباً من حياكة خيوط القطن الملونة .
وعندما تبدأ المباراة او المعركة تقف مجموعة كل فريق تجاه الفريق الآخر تفصل بينهما ساحة المعركة . وباشارة من احد الفريقين يبدأ رمي الحجارة بينهما بالمعاجيل (جمع معجال) . ثم يحاول كل منهما الهجوم على الفريق الخصم وتشتد المعركة بينهما بالرمي للحجارة التي يحملونها بأيديهم او بمعاجيلهم حتى يفرغ خزين الاكياس من الحجارة فيلجأ كل فريق الى الحجارة المنتشرة في ساحة المعركة التي رميت بالمعاجيل فيلتقطونها من الارض يرمونها على خصمهم بالايدي بعد ان يقترب الفريقان من بعضهما . وبطبيعة الحال سيصاب بعض افراد الفريقين بأصابات جارحة او بخدوش ويسيل الدم من بعض اجسامهم خصوصاً منطقة الرأس والصدر والاطراف . وفي هذه المرحلة عندما تكون الاصابة شديدة
ومؤثرة في احد الفريقين يبدأ
بالتراجع رويداً رويداً وينهزم امام الفريق الآخر ويتجه افراد الفريق المهزوم الى محلته وهكذا تنتصر المحلة التي لم ينهزم فريقها وتفوز في هذه المباراة . وكانت آخر مباراة شهدتها عام 1945 انتصر فيها فريق محلتنا (الفلاحات) على فريق (الفحامة) عندما كنت صبياً وكانت مهمتي ان اجمع الحجارة من ارض المعركة واقدمها الى فريق محلتنا .
قد تعود هذه الذكرى الى مخيلتي كلما شاهدت ابطال الحجارة من الشباب والصبيان في فلسطين وهم يرمون الحجارة على أليات ودبابات العدو الصهيوني المحتل الغاصب لارضنا المقدسة فلسطين وقد يتساءل بعضهم ويقول لماذا كانت تلك اللعبة الخشنة وهل تتضمن نوعاً من الرهان وما اصل هذه اللعبة وتاريخها .؟! الذي اتصوره هو ان هذه اللعبة تعد استعراض قوة بين شباب المحلتين . اما اصلها وتاريخها فله علاقة مع ما اورده الدكتور علي الوردي بشأن الصراع بين محلات بغداد في عهد الحكم العثماني للعراق وفي فترة حكم المماليك . فكان المماليك يتنافسون للحصول على منصب (والي بغداد) وكان تعيينهم يتم من قبل السلطان في اسطنبول بناءاً على توصية من اعيان وعلماء بغداد الذين يوقعون عليها وبهذا تنقلب ميادين بغداد ومساكنها الى ساحات حرب يصول بها شجعان المحلات واشقياؤها وقد تزغرد النساء اثناء المعارك تشجيعاً لهم في المعركة مما يزيدهم حماسة وعنفاً ويكون المملوك الغالب هو القوي الذي يرشحه الاعيان والعلماء لمنصب الوالي .
ويرسلونها الى السلطان وتتضمن اسم الوالي المرشح من المماليك ويكون هذا المملوك من الاقوياء في بغداد لذلك كان التنافس بين المماليك في بغداد على اشده للحصول على (مركز القوة) التي تسيطر على الاعيان والعلماء . فكان كل مملوك يستمد قوته من محلة من محلات بغداد حيث يجمع رؤساء ورجال المحلة واشقياءها واغنياءها فيسلحهم ويستنجد بهم ليكونوا قوة رادعة ضد منافسه الذي يكون هو الآخر قد استنجد بشخصيات محلة اخرى وهكذا يبدأ الصراع بين قوي المحلات ويقود كل محلة مملوك يستصرخ رجال المحلة المسلحين للهجوم على رجال المحلة الاخرى التي يقودها المملوك المنافس فتنشب المعارك الطاحنة بين ابناء المحلات وبين مملوك وآخر وبهذا تنقلب ميادين بغداد ومساكنها الى ساحات حرب يصول بها شجعان المحلات واشقياؤها وقد تزغرد النساء اثناء المعارك تشجيعاً لهم في المعركة مما يزيدهم حماسة وعنفاً ويكون المملوك الغالب هو القوي الذي يرشحه الاعيان والعلماء لمنصب الوالي .
وهكذا ترك لنا الاستعمار العثماني البغيض ذكريات وعادات وصوراً من المآسي التي كان يعيشها العراق في ظل حكمه .

لمحات من تقاليد الملا في بغداد
بغداد - ثقافة شعبية
زمان وفي النصف الاول من القرن الماضي، كانت أنشطة التعليم لاتزال في بداياتها في بغداد حيث تنتشر الكتاتيب (الملة) في محلات بغداد القديمة، يتولون تعليم الاطفال الذين لاتتجاوز اعمارهم ست سنوات القراءة والكتابة وحفظ القران الكريم، والذاكرة العراقية تختزن صورا عن الحياة التعليمية انذاك، وعن هذا الموضوع، التقينا في مقهى الشاهبندر احد البغاددة القدامى المعروفين وهو مقرئ القرآن والمناقب النبوية والقصائد الحسينية الملة علي حسن داوود الذي حدثنا عن الكتاتيب ايام زمان و موضوع تعليم الاطفال في فترة الاربعينيات من القرن الماضي قائلا:-
اعتادت العوائل البغدادية انذاك، ارسال اولادهم الذين تتجاوز اعمارهم ست سنوات الى المدرسة، اما الاطفال الذين هم اقل عمرا من ست سنوات من ذكور واناث، يرسلونهم الى الكتاتيب (الملالي) وهم من الرجال والنساء ولكن الاغلبية كانوا من النساء، حيث يتخذن من بيوتهن مكانا لتعليم الاطفال القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم، والتعليم عند الملة له عادات وتقاليد، فالملة تجلس على كرس عال امام طلابها وبيدها عصا طويلة غالبا ما تستعملها للتأشير اولتنبيه الاطفال على الانتباه للدرس، وعلى الطلاب ان يجلبوا معهم صباح كل يوم (تختة خشبية) او مندر للجلوس عليه اثناء الدرس. وهناك مهفة كبيرة مصنوعة يدويا، يجري تحريكها من قبل احد الصناع لتهوية مكان الطلاب الذي هو بمثابة الصف المدرسي وخاصة ايام فصل الصيف الحار.
ويضيف الملة علي بان على عائلة الطالب ان يدفعوا الى الملة شهريا مبلغ قدره (75) فلسا مقابل تعليم ابنهم، وعادة تبدأ الملة بتعليم الطلاب الجدد الحروف الابجدية ( الاليفات) وبعد اكمالها وحفظها تبدأ معهم بتعليم القرآن الكريم ابتداء من جزء عمة وعندما يصل الطلاب الى سورة البينة التي تبدأ بأولها (لم يكن) و يحفظونها، ينشدون نشيدهم الشعبي:_
لم يكن الحلو يكن
شدة ورد لملتي
ماعون كباب للصناع
وعندما يصلون سورة الفجر ويحفظونها ، ينشدون بعدها:_
الفجري خروفان تجري
للملة وقت العصري
وحين وصولهم جزء تبارك واكماله وحفظه.. ينشدون:_
كملنا جزء تبارك
خروفان تتعارك
وعند ختم القرآن الكريم تقوم الملة بتجميع الصناع وتخرج معهم من منزلها مع الطالب الذي ختم القرآن الكريم وبيده رحلة خشبية صغيرة فيها نسخة القرآن الكريم وهو يعتمر في رأسه الطاقية (العرقجين) واذا كانت بنت فأنها ايضا تحمل بيدها رحلة فيها القرآن الكريم وهي محجبة الرأس بالبوشي، يخرج هذا الموكب الكرنفالي الشعبي الجميل الذي تقوده الملة في ازقة المحلة متوجها الى بيت الطالب، ضمن اجواء الفرح والبهجة حيث تنشد الملة اثناء الموكب:_ الحمدلله الذي تحمداه ويرد عليها الصناع كلمة (أمين)
وأنزل القرآن نورا وهدى...امين
انزله بالحق والبرهان وكسر الاصنام والاوثان ....امين.
وعند وصول الموكب دار الطالب يتناولون وجبة الغذاء الدسمة ويتم تكريم الملة.ومن اشهرالملاة المعروفات في محلات بغداد القديمة في فترة الاربعينيات الملة بطـــــــــــــــــــــــة في محلة العوينة والملة مرزوقة في محلة فضوة عرب والمـــــــــــــــــــــــلة زمزم في قهوة شكر والملة غزالة في صوب الكرخ والملة قنبورة في محلة الحيدرخانة والـملة مدينة داوود في بني سعيد.

بعض الكلمات العراقيه واصولها
شروكي: كلمة سومرية ليس لها علاقة بالقادمين من الشرق والشروكي هو السومري المستوطن، يعني انا شروكي اذا انا سومري وعراقي اصيل وغير الشروكي مشكوك في عراقيته.
مَشط: في الاكدية ( مُشطو ), ومشط محققة في الاكدية عن الحقبة الآشورية والبابلية القديمة.
منجل: وتلفظ في الاكدية (نكّالو ), وهو اله يقطع بها الحشيش ومنجل محققة في الاكدية من الحقبة الآشورية والبابلية القديمتين.
جـرخ: وتعني اسطوانة أو عجلة أوشكل مدور, وهي سومرية الأصل , ومنها اشتقت كلمة الكرخ للتعبير عن بغداد المدورة.
كش: تقول النساء العراقيات ( كش برد حيلك ) أو ( كش بره وابعيد ) لطرد الشر أو للتخلص من الشؤم, وكش فعل أمر بمعنى ابتعد أو انصرف بعيدا, واصلها في السومرية (كاش ) وتعني اهرب أو انصرف. وهي ذات المفردة المستعملة في لعبة الشطرنج.
جنة: زوجة الابن, وهي مفردة سومرية, أصلها ( گن ) وتطلق على الجارية.
كنبار: واصلها في السومرية كيبار وتعني الرجل الكبير أو كبير القوم.
يدگ حدادي: يقولها العراقي عندما يقع بورطة لا يعرف لها منفذا ومعناها بالآرامية : يضرب كفا بكف.
اسليمة: تعبير (اسليمه كرْ فـَتـَـه ) يطلقه العراقي ( البصرة تحديدا ) على من لا يطيقه. و (سليمه او سليموت) بالبابلية والآرامية تعني الموت او شبح الموت والفعل ﮔـرف يعني جرف اي أخذ ، وعبارة (اسليمة كرفته) عبارة تمني بمعنى ليت الموت يأخذه.
سرسري: كلمة ارامية تعني ذو الاخلاق السيئة ؛ اي سمسار. وهي بنفس المعنى بالفارسية ايضا.
تمريغ: من تمروخ الآرامية بمعنى الدعك او المساج . يقول العراقيون : مرّغوله رجله وفاخ من الوجع . أي دعكوا قدمه وارتاح من الألم
طرئوزي: خيار القثاء ترع أوزي ترع عوز قرية قرب حران وتعني باب الزهرة . وكان صابئة حران يزرعون هذا النبات الحلو في اطرافها، والذي ينتسب الى عائلة الخيار والبطيخ، لفوائده الطبية.
عزه: تقول النساء العراقيات عزا بمعنى ـ المصيبة ـ والعزا ( أزا) بالارامية هي النار المتقدة ـ الحريق اوالكارثة التي تنجم عنه.
بوري: يستخدم العراقيون كلمة (بوري) للدلالة على الانبوب، وكلمة (بوري) هي كلمة عراقية اكدية قديمة تعني قصبة البردي المجوفة وهو النبات المشهورالذي ينبت باهوار العراق ، ومنها جاءت كلمة (بارية) وجمعها (بواري) اي حصيرة القصب . ابتكر العراقيون معنى آخر للبوري فيقولون اليوم : فلانا انضرب بوري ، بمعنى نـُصـب عليه ، احتالوا عليه واستغفلوه.
بلا بوش: قليل الحياء ، الذي لا يستحي . بلا تعنى بدون و (بوش) كلمة ارامية قديمة تعني الخفر او الحياء ، الفرج. وبلا بوش تقال للشخص القبيح اي (بلا حياء)
بوشيه: وهو النقاب.
حريشي: صمم ، سكون او موت ، يقولون يطبّه حريشي اي ليصيبه ( يضربه) الصمم ، الموت.
ركه: سلحفاة ؛ من الأكدية رقو
بربوك: من الألفاظ التي تسب بها النساء ، وجمعها برابيـك. وقد جاء في شعر للبهاء زهير: (( لا تعجبوا كيف نجا سالما من عادة البربوق لا يغرق)) . ومن النادر ان يخاطب بها الرجل .. وقد خرجها في قاموس العوام من البُربُخ .. قال ويشتمون الغلام والمرأة بقولهم بربوك كناية عن (السعة) كأنها مجرى لماء الرجال .. وفي الأمثال البغدادية : (( بربوك ما يغرك)) .
يزي: يكفى ، تم ، كمل . نقول يزي عاد اي يكفي الان.
صـكله: لعبة يمارسها الاطفال في العراق هي كلمة ارامية تعني : تكويم الحصى.
كرَّز ـ كرزّات: قطـّع ؛ يقال كرزت فلانة الحب اي قطعت (قشور) البذور باسنانها ومنه جاءت كلمة (كرزات) العراقية اي مكسرات كما يسميها بعض العرب . و البابلي كان يقول : كرز فلان فلانا اي اتهمه بالباطل. وحاليا يقول البعض (ﮔـصّه) اي اغتابه.
حرمه: بعض الناس يشيرون الى المرأة بالـ " حرمه" ، وترد هذه االكلمة في اللغة الأكدية بصيغة (حرماتو) و (شمخاتو) وتعني (بغي المعبد) او (كاهنة الحب) ، والكلمتان في الأكدية تشيران الى زمرتين من كاهنات معبد عشتار الموكلات بالبغاء المقدس.
دوش: على وزن (خوش) . يقول العراقيون عن اللحمة الدهينة: لحمة دوش ، ودشَـن هو السمين بالآرامية ومنها اسم دشنة (دجنه) وهي المرأة السمينة او الدهينة.
جت: من (دت) الآرامية وهو عشب من انواع البرسيم ترعاه الماشية.
عود أو عودين: على وزن بعدين ، ظرف زمان آرامي بمعنى عندئذ.
ماطول: كلمة آرامية تعني بسبب ، مادام . وترد في السريانية بنفس المعنى ايضاً . نقول : ما أطب بيتك ماطول بيه فلان . اي لا ادخل بيتك بسبب وجود فلان (الذي لا ارغب برؤيته) بداخله
شاغ ، وشاغت روحه: أي ذهبت روحه وغاب وعيه. وهي من الفعل الآرامي (ش غ ا) بمعنى : يضيع ، يُفقد ، يضيّع الهدف ، ينتشي ، يحيد عن ، يخطأ.
ماكو: كلمة سومرية ومنتشره بجميع أنحاء العراق العزيز وتعني لا يوجد او مفقود وهنا أيضا يعود الفضل للأهل الجنوب في الأبقاء علي هذه الكلمة
مسـكوف: السمك المسـكوف هو ملك المائدة العراقية . ومسـﮔوف من الفعل الآرامي (س ق ف) اي خوزق (سيَّخ) . ومسكوف يعني مخوزق (مسيَّخ) ، وذلك لأن من يشوي السمكة يقوم بشقها من الظهر وينظفها ثم يخوزق (يسيَّخ) السمكة عرضيا بأسياخ (أوتاد) خشبية ترفعها عن الأرض وهي تقابل النار .

الشناشيل البغداديــــــه
الشناشيل البغدادية او ما يسمى بالحوش البغدادي ،
تراث معماري جميل ، يشكل امتدادات متكاملة لطراز البناء البغدادي التقليدي.
ففي ازقة وشوارع بغداد القديمة ، كشوارع الكفاح والشيخ عمر والخلفاء والبتاويين والكاظمية والاعظمية والشواكة والكريمات ، وصولا الى شارع
الرشيد وازقته الزاخرة بالطرز المعمارية الرائعة ، يشاهد المرء هذه البيوت العريقة التي ما زالت تحتضن (شناشيلها) الجميلة التي تتميز بتكوينات زخرفية جميلة.
ويرى مهتمون بشؤون العمارة انه من الملفت للنظر ان هذه البيوت تتنوع في الطراز الذي بنيت عليه ، وهو على الاغلب يعود الى العشرينيات من القرن
الماضي ، اذ كان يسمى بـ(الركوكو) وهي الكلمة اليونانية الاصل.
وحتى تلك الاعمدة ، التي تسمى ( الآيونيك) بتلويناتها الساحرة والتي بنيت بطريقة كلاسيكية رائعة الجمال والقياس ، تظهر وبشكل جلي دقة الحرفي البغدادي آنذاك في بناء تلك البيوت والشناشيل ، ككيان جمالي تشم فيه روائح الشعر والفن وسحر الهندسة المعمارية.
وتعد بغداد من أهم المدن في العالم التي تحتوي على أماكن تراثية وحضارية كثيرة ، وهذه الأماكن تعد " كنوزاً لا تقدّر بثمن " كما يشير الباحث في التاريخ سليم عون. ويضيف " ان الأهمية التأريخية والأثرية تنطلق من كون هذه الأماكن والبيوت التراثية تمتد على مساحات واسعة من مدينة بغداد القديمة وعلى جانبي الكرخ ىوالرصافة ، ويعود تأريخ إنشاء بعضها إلى بدايات العصر العباسي أو إلى العصرالعثماني وكذلك إلى العصر الحديث ".
ويؤكد باحثون ان هذا الموروث الحضاري ذو طابع متميز وفريد منذ إولى الحضارات السومرية والأكدية والآشورية والبابلية مروراً بعصر صدر الإسلام
والعصرين العباسي والعثماني، اللذين كانا بداية الإنتقال الى العصورالحديثة والتنوع العمراني الحالي ، حيث مزايا الأبنية تنعكس على الواقع البغدادي

المهرجانات والاحتفالات في محلات بغداد القديمة
نبراس الذاكرة:جرتْ عادة كثير من الامم في اظهار افراحها ومباهجها على الامور المألوفة والاشياء الطبيعية، بل عمدت الى الغرابة والتهويل والسخرية المجسمة واللهو للاعراب عن السرور في مواسم الحبور، كما هي عادة الروم وأبنائهم الايطاليين في الكرنفال. والامم السعيدة لاتنسى مواسم افراحها ولاتتخلى عنها، لأنها تعدها جزءاً أصلياً من سعادتها وأمراً ضرورياً لكمال حياتها، ولايقسرها على اغفال مباهجها الموسمية إلا البؤس والشقاء واختلال الاحوال. وقد سمي هذا الاحتفال باسم (الكرنفال) الذي هو عيد المسافر والتهاويل عند الوثنيين من الروم وبعض الامم المجاورة لهم. ولم يكن الكرنفال في العصر العباسي محدود الزمان كما هو الحال في الكرنفال الروماني الذي نشأ منه بل كان يقام في مناسبات عديدة. في الرابع من ذي القعدة من سنة 480 هـ ولد للخليفة المقتدي بأمر الله العباسي ولد فسماه (جعفر) وكناه أبا الفضل، وزينت بغداد لمولده ونصبت القباب في محلة فهر المعلى، وزينت سوق الصيارفة بأواني الذهب والفضة والجواهر،وأخرج الكافوريون تماثيل من الكافور، واظهر قوم من صناعتهم اشياء عجيبة، وسير الملاحون سفينة على عجلات، واخرج الطحانون ارحية تطحن على وجه الارض، ولم تفصل التواريخ وصف هذا الكرنفال .وفي سنة 488هـ 1095 م خرج الوزير عميد الدولة ابو منصور محمد بن جبير للشروع في بناء سور على الجانب الشرقي من بغداد ايام كانت دار الخلافة العباسية في ذلك الجانب، واذن للعامة بالعمل والتفرج، فخرجوا بأعلام وابواق وطبول ومعهم المعاول وغيرها من آلات البناء وانواع الملاهي من الزمور والحكايات من التمثيلات الهزلية، وصنع اهل باب المراتب والتي تسمى الان المربعة فيلاً من البواري وكذلك زرافة ورجال يسيرون بهما. واتى أهل محلة سوق يحيى والتي تسمى الآن السفينة بناعور يدور عليهم في الاسواق. وفي شعبان سنة 502هـ عبر أهل محلة باب المراتب(المربعة) الى الجانب الغربي من بغداد، ومعهم فيل صنعوه من الخشب، وعليه رجال بالسلاح، وقصدوا زيارة تربة مصعب بن الزبير قرب بلدة(اوانا)، ولما عادوا الى بغداد انكسر فيلهم عند قنطرة باب حرب، جنوب الكاظمية الحالية، فقرأ لهم جماعة سورة الفيل (ألم تر كيف فعل ربك باصحاب الفيل) استهزاء بهم. وفي سنة 522هـ 1157م حاصر بغداد السلطان محمد الثاني بن محمود بن محمد الاول بن ملك شاه السلجوقي، ثم رجع عنها خائبا، ففرح الناس بذلك وخرج الناس يلعبون في محلة نهر عيسى وغيرها بأنواع اللعب والمضحكات ابتهاجا بالسلامة. وكان فريق منهم قد اتخذوا دروعا من بعر الغنم وسلاحا من القصب الفارسي واخرجوا طبلا وبوقا وصلبوا جماعة من تحت ابطاهم للاستهزاء وهم يلعبون، وخرجت جماعات من الناس للتفرج عليهم والضحك ايضا .. وكان الفتيان اصحاب الفتوة لهم دور في عهد الخليفة الناصر لدين الله العباسي يأتون هذا الضرب المعروف في اوربا بالكرنفال، لأن الفتوة تحتوي على ضروب من الاحتفال بذلك أي جعل الطالب في اعداد الفتيان. وفي خلافة المعتصم بالله آخر الخلفاء العباسيين سأل جماعة من شبان محلات بغداد ارباب الحكم ان يأذنوا لهم في الخروج لقتل السباع على مذهب الفتوة الجديد، فاذنوا لهم جريا على العادة القديمة في ايام الخليفة الناصر لدين الله وانعموا عليهم بشيء من البرّ، فاجتمع من كل محلة جوق وسيوفهم مشهورة بين ايديهم اضافة الى ضرب الدفوف والزمور والمغاني وسائر الملاهي وخرجوا شاقين عمود بغداد في الشارع الاعظم ثم حدثت بينهم فتنة ادت الى الاخلال بالامن، خرج جوق سوق المدرسة وبينهم الممثلون والمغاني وغيرها وخرج اهل محلة قراح ظفر، وهي اليوم محلة خان اللاوند في الميدان واركبوا انسانا على ثور وجعلوه اميرا وشهروا بين يديه السيوف وصاروا يناولونه الشكاوى وتكتب بطريقة هزلية ومضحكة، وكذلك فعل جوق محلة سوق السلطان، وهي اليوم محلة الميدان.. وآل امرهم الى ان منعوا من الاحتفال والخروج بعد ذلك لكثرة الفتن بينهم وسببها الغرور.. وقد حاولوا احياء هذا الضرب من الكرنفال سنة 686هـ 1287م على عهد السلطان ارغون بن ابغا بن هولاكو، فانقلب الاحتفال الى اخلال بالامن ايضا وسوء الاحوال، فمنعهم ارباب الدولة واحرقوا السباع التي اصطادوها ..هذا بعض ماعثرنا من اخبار الكرنفال في العصر العباسي ولم تسلم هذه المظاهر الكرنفالية من اعتراض جماعة من العلماء وانتقادهم لها على فاعليها، لأنها كانت تجري في غير ايام العيدين المعروفين وعلى الصورة التي لايرتضيها اولئك العلماء.

هدهدات الطفل في الموروث الشعبي العراقي
إن الهدهدة – في مواضي الأيام ، كان لها صيت طائر وحضور في الموروث الشعبي ، وهي تعبير عن سرور وفرح الأم بطفلها وفلذة كبدها .
عند تناهي الهدهدة مفردة هدهدات التي تنفذ الى القلب طواعية فرحة وشجية ، وحسب ما تمليه حالة ومزاجية الأم آنذاك .. حيث تحيط الأم طفلها بالرعاية والعناية في رضاعته وتربيته وكم تروح تسهر الليالي وتمرض من أجله .
والأطفال عالم يضم بين جوانحه البراءة والأم أي أم تفرح عند ختان ( طهور ) ابنها وتحتضنه بالقبلات وهو طفل .
ويقول الشيخ جلال الحنفي البغدادي عن هدهدة الأم : (( وما تزال الأمهات يغنين لأبنائهن أغاني التنويم المعروفة على نغم المثنوي ومن ذلك :
دللــــــول يا أبنـــي دللــــــول
عدوك عليل وساكن الجول
والأمهات يغنين لأطفالهن أغاني الترقيص وهي كثيرة ومناغاة الأمهات للرضيع شيء معروف غير ان ذلك بدأ ينعدم ويوشك أن يزول ..
زهوري من حلاها
كصايبها وراهـــــــــا
أجه الخطاب يخطبها
أبوها ما نطــــــــــاها
***
الما تكلك يكمر
ريت عجينها لا أختمر
والماتكلك عيني
تعمّه من الثتيني
تكمع رجيل اصباها
ويعله عليها الديني
***
أحبك وحب كلمن يحبك
وحب الورد جوري
عبــنّـــه بلون خدّك
***
هسة يجينه بابه
يجيب التمر بعبابه
بنيتي يا هوه الهاب
ليلو جوه الركاب
لمن تجي من المدرسة
بدواتها تدك الباب
***
خلي المال يولي
لا يهلهل ولا يسلي
كل بوسة من بوساته
تـــــرد الروح يولي
***
يوم المبارك يمشي
ونذبح خروف الجبشي
***
أحمد هل حلو ضيع جناجيله
امه تبسطه وأبوه يحاميله
***
هله بلاب هله بلاب
ليلو جوّه الركاب
لمن يجي من المدرسة
بدوايته يدك الباب
***
يم الولد وشتردين
شعره ذهب وخده تين

شـقــــــــــاوات بغـــــــــــــداد
الاشقياء (الشقاوات) هم افراد من ‏المجتمع خرجوا عن طريق السلوك ‏الاعتيادي السوي للحياة الاجتماعية ‏وتمردوا على النظام والقانون بسبب ‏ظروفهم المادية والمعيشية الصعبة ‏وتدهور الاوضاع العامة السائدة آنذاك ‏في البلد نتيجة السياسة الخرقاء ‏والاضطهاد الذي تمارسه الحكومات ‏المستبدة بحق الناس فوقف هؤلاء ‏الاشقياء بوجه حكوماتهم وشقوا عصا ‏الطاعة بالقيام ببعض التجاوزات، اما ‏بالمنازعات والعراك فيما بينهم او مع ‏الاخرين فمنهم من يسخر من قبل البعض ‏من التجار للاعتداء على منافسيهم في ‏التجارة واحيانا يستخدمهم اصحاب ‏الملاهي لحمايتهم وهناك من الاشقياء ‏من يأخذ (الخاوات) الاتاوات من التجار ‏والاغنياء ويعطياه للفقراء وقسم اخر ‏اتخذ (الشقاوة) لحماية اهل محلته من ‏الغرباء وزيادة احترام الناس له.‏
وبصورة عامة فان الاشقياء ايام زمان ‏لايعتدون على اي فرد من اهالي محلتهم ‏بل بالعكس فهم يدافعون عنهم وبهذا ‏الصدد هناك حكاية بغدادية طريفة ‏تداولها الناس في القرن الماضي تحكي ‏عن اهتمام اهالي المحلة بالشقي ‏ومعاونته انسانيا لكبح جماح اندفاعاته ‏او لتجنب اعتداءاته وقد قرأ هذه الحكاية ‏في كتاب (باب الشيخ والشيخلية عبر ‏التاريخ) لمؤلفه الباحث فهمي محمود ‏شكري ومفادها:‏
يقال ان اهالي محلة اشتكوا ذات يوم الى ‏مختارهم عن شقي يعيش بينهم ومن ‏ابناء محلتهم كان يزعجهم خاصة بالليل ‏عندما يكون مخمورا وطلبوا من المختار ‏ان يجد طريقة لكبح جماحه للعمل على ‏ايقاف اعتداءاته او ازعاجاته فاجاب ‏المختار اصحاب المحلة بانه كان ولايزال ‏ينصح هذا الشقي بالالتزام بالحشمة ‏والهدوء وبعدم ازعاج اهل المحلة ولكن ‏دون جدوى واستطرد المختار قائلا لو ‏استطعنا ان نزوجه فربما سوف نشغله ‏بالزواج وبالاولاد ومعيشتهم عن سلوكه ‏الجامح الحالي قال اهل المحلة: انها ‏لفكرة صائبة حقا لماذا لاتسعى الى ‏تحقيقها اجاب المختار الا ان هذا الشقي ‏مفلس وتحقيق زواجه سيحتاج الى ‏بعض المال فاجابه اهل المحلة نحن ‏مستعدون لجمع المال اللازم تبرعا ‏واتفقوا مع المختار على هذه الخطة ‏وتركوا له التنفيذ فذهب المختار الى ‏الشقي والمختار عادة ما يكون من ‏الشخصيات المحترمة وله اعتبار بين ‏اهل المحلة وهم الذين اختاروه عادة ‏ليكون مختارهم قال المختار للشقي: لقد ‏جئت اخبرك بان هناك شابا تقدم لابنة ‏عمك ليتزوجها فوقف الشقي وصرخ ‏كيف يجرؤ احد ان يتزوج اينة عمي وانا ‏موجود فاجابه المختار هل تريد ان تبقى ‏ابنة عمك عازبة يخاف الناس بالتقدم ‏لزواجها وانت جالس لاتحرك ساكنا فلا ‏يحق لك ان تؤذيها بهذا الشكل ولابد لك ‏ان تتركها لترى طريق حياتها او تعلن ‏رغبتك بالزواج منها قال الشقي كيف ‏ذلك وانا مفلس وعطال بطال وليس لي ‏المال الذي يهيئ لي اتمام الزواج ؟ قال ‏له المختار: هذا ليس شانك فاننا جميعا ‏اهل المحلة نريد لك الخير وسنقوم بكل ‏واجب في دعم زواجك سكت الشقي ‏ونظر الى المختار ثم قال له: اذن اتزوج ‏ابنة عمي وهكذا تم العرس والزواج ‏وبعد عدة سنوات شوهد هذا الشقي ‏يسير في اسواق المحلة على رقبته طفله ‏وعلى كتفه طفله الاخر ويقود ماشيا ‏طفله الاكبر وكان هذا الطفل الذي يسير ‏بجانب والده يحمل رغيفا من الخبز ياكل ‏منه فتبعه احد الكلاب السائبة ليشاركه ‏رغيفه وكل فترة يقفز الكلب على ‏الرغيف وهو بيد الطفل لينتزعه منه ‏والطفل يصرخ ويطلب نجدة والده فتلفت ‏والد الطفل (الشقي المتقاعد) الى الكلب ‏وصرخ به قائلا : اسمع لقد كنت شقيا ‏سائبا ومستهترا اكثر منك وهكذا تراني ‏الان انصحك ان تغرب عن وجهي ‏والافساخبر المختار ليزوجك فيصبح ‏حالك مثل حالي.‏

الأهزوجة الشعبية.. تقليد من يصمد أمام الزحف الحضاري
الأهزوجة هي تقليد من تقاليد الشعوب الآخذة بالزوال أمام الزحف الحضاري وهي موسوعة قامت بتسجيل أعظم فترة من فترات نضال شعبنا العراقي ضد المحتل والغازي لبلادنا، فنجد أن الفلاح العراقي لا تفارق لسانه وقد رددها الأجيال جيلا بعد جيل. وهي الآن تعاني من الانقراض.
والأهزوجة هي رقصة شعبية تؤدى في حالات مختلفة فمنها يؤدى بالقفز على الموضع قفزات متساوية ومتتالية، ومنها بتقديم الرجل اليمنى إلى الأمام وضرب الأرض بها أو أن يتبارز اثنان بأسلحتهما في الوسط ويشكل الباقون دائرة حول هؤلاء ويدورون باتجاه واحد، ولعل الشعر الملقى هو الذي يحدد نوعية الرقصة، وتتكون الأهزوجة عادة من ثلاثة أبيات ذات قافية واحدة ومن خاتمة ايقاعية يسميها الشعراء (الربطة) لأنها تربط الأهزوجة وتنهيها..
وقد تكون الربطة قصيرة كغالب الأهازيج الشعبية البسيطة المعاني حتى يتمكن الآخرون من فهمها واعادتها او قد تكون طويلة جدا وهو نوع نادر وغير مألوف اختصت به قبائل في جنوب العراق يسمون (بني حجيم) وتسمى الأهزوجة (بالحجيمية) نسبة لهذه القبيلة. وبالنظر لطول (ألربطة) تشكل ثلاثة فرق وكل فرقة تردد جزءاً من الأهزوجة. ويطلق الرصاص إثناء ترديد الأهزوجة بغزارة من بنادق الرجال والنساء اللواتي يقمن بالزغردة وهي من علامات الفرح وتطلق الأهازيج أيضا في الوفيات.. والأهازيج الشعبية ميدان لامتحان موهبة الشاعر وقدرته الخطابية، وتكون معظمها ارتجالية. والغرض من الأهزوجة في المرتبة الأولى هو مدح شيخ العشيرة وفي التفاخر والسياسة وفي الرثاء. وتتميز بعض الأهازيج بصعوبتها من حيث التركيب اللغوي. واليك ايها القارئ بعض الأمثلة من هذه الأهازيج:
1. في المديح؛ مدح احدهم الشيخ عبد الواحد السكر وهو رئيس قبيلة (آل فتلة) والرجل الأول لثورة العشرين يقول:
انت هلهل وانت كوسيج وانت نيص
وانت عنتر بالحرايب من يغيص
وانت الازرك من يهب لازم يجيس
هذا الشايل حمله وحمل الطايح شاله وياه
الهلهل: طير وهمي ريشه كالسهام. الكوسج: قلب السمكة. النيص: حيوان يستطيع أن يفتك بالأسد. الازرك: صفة مجازية لريح شباط الباردة جدا.
يجيس: يؤذي.
2. في الفخر: للمجتمع القبلي في العراق ميزة معروفة، هي مسألة ذوبان الفرد ضمن إطار القبيلة فهو نادرا ما يتكلم باسمه وقلما يمثل نفسه. ومن هذه الأهازيج، احدهم يفخر بقبيلته فيقول:
إحنا نور النور وبدور الصباح
إحنا أهل الماو وربات السلاح
إحنا عزراييل قباض الارواح
إحنا النجبله وكلها تصلي اعليه
الماو: السلاح. ربات: تربية. الجبلة: ألقبلة.
ويرد صاحب القبيلة الأخرى:
إحنا بيض الصاف ما ينكض باليد
إحنا مقلاطيس ياكل بالحديد
إحنا عصاة موسى السرط العربيد
إحنا المطويه وسمها تجالع بيه
الصاف: الطير. ما ينكض: لا يمسك. مقلاطيس: مغناطيس. السرط: البلع. العربيد: الثعبان. المطويه: الأفعى. تجالع: تدير به في فمها وتريد أن تقذفه.
3. في السياسة: لعبت القبيلة كتنظيم اجتماعي دورا بارزا في نضال شعبنا ضد الاحتلال، ومن هذه الأهازيج:
بعد أن أجهز على ثورة العشرين وقضي عليها أيام الوصي عبد الإله فكان الشاعر ينظر إلى تتويج الملك فيصل بانه يوم الخلاص فيقول:
عراكنا حزبين ياهل ناس
جزب لبن الوليد وحزب لبن العاص
سمجتنا يفيصل خاست من الراس
اتوج بالله، اتتوج بلجن تلحك عالذناب
كما حصل اثناء ثورة العشرين ان استشهد احد الثوار من الشباب وكان شجاعا لا يخاف الموت، فبكت عليه النسوة وصاحا بالوعيل، قالت ام الشهيد مفتخرة بابنها: غمه التجيب هدان وتكمطه علرجليها ابني مضغة الوجاج وفطامه علسركيه

4. في الرثاء: تستعرض القبيلة بكل افرادها امام جثمان رئيس القبيلة أو احد وجهائها وهي تردد الأهازيج الحزينة وتأتي القبائل الأخرى معزية بأهزوجة فتقابلها القبيلة المنكوبة بأهزوجة أخرى، وعند الالتقاء يشترك الطرفان في أهزوجة مشتركة ويحمل الجثمان على الرؤوس لمدة طويلة وتسمى (بالعراضة) كالأهزوجة التالية:
جينا عد اخو رخيته خطار
سوا المحشي لعند العطار
احسانك علينا صار مكطار
الدارس فنه ما ينساه
وتفسير هذه الأهزوجة: اننا جئنا إلى هذا الشيخ المسمى (اخو رخيته) كضيوف فاستقبلنا أحسن استقبال حتى انه عمل لنا (محشياً) ومن كثرته وصل إلى (الهطار) والهطار مجموعة من نباتات القصب تلف سوية وتوضع على الأوتاد القصبية الضخمة في (المضيف) وهي كما هو واضح مبالغة في الوصف.
أما (مكطار) فمعناها الحسنات المتتالية واحدة بعد أخرى. أما ألربطة فهي أن الذي يتعلم من هذا الشيخ لا يمكن أن ينسى.
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى