مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* عبد المحسن بن فهد السعدون - مزهر الشاوي - صدام حسين المجيد .

اذهب الى الأسفل

* عبد المحسن بن فهد السعدون - مزهر الشاوي - صدام حسين المجيد . Empty * عبد المحسن بن فهد السعدون - مزهر الشاوي - صدام حسين المجيد .

مُساهمة  طارق فتحي السبت فبراير 05, 2011 5:27 pm

الحكومة الوطنية المؤقتة
عبد المحسن بيك السعدون
وبعد ان عقد مؤتمر القاهرة عام 1920م، على أثر ثورة العشرين في العراق ضد الاحتلال البريطاني ،وضد سياسة تهنيد العراق، اصدر المندوب السامي البريطاني بيرسي كوكس أوامره بتشكيل حكومة وطنية عراقية انتقالية برئاسة نقيب اشراف بغداد عبد الرحمن النقيب الكيلاني وتشكيل المجلس التاسيسي الذي تولى من ضمن العديد من المهام وانتخاب ملكاً على عرش العراق، وتشكيل الوزارات والمؤسسات والدوائر العراقية، واختيار الساسة العراقيين لتولي المهام الحكومية.
ثم وُضِع مستشار إنجليزي بجانب كل وزير. وأعلنت بريطانيا عن رغبتها في إقامة ملكية عراقية حيث رشح العراقيون من خلال مجلسهم التأسيسي الأمير فيصل بن الشريف حسين ملكًا على العراق، في 23 أغسطس/آب 1921م بعد إجراء الانتخابات في المجلس كانت نتيجتها 96% لفيصل. وأجبرت بريطانيا فيصل على توقيع معاهدة معها في 10 أكتوبر/تشرين1 1922م، تضمنت بعض أسس الإنتداب البريطاني.
المجلس التأسيسي العراقي
صدرت الإرادة الملكية في 19 أكتوبر 1922م بتشكيل المجلس التأسيسي ليقر تاسيس الوزارات والمؤسسات الحكومية وصياغة دستور المملكة، وقانون انتخاب مجلس النواب، والمعاهدة العراقية البريطانية. واختير عبد الرحمن النقيب الكيلاني أول رئيس وزراء في المملكة العراقية، ثم خلفه الشخصية الوطنية عبد المحسن السعدون، كما سمح الملك فيصل بإنشاء الأحزاب السياسية على النمط الأوروبي في عام 1922 م. وفي عام 1924 تم التصديق على معاهدة 1922 م التي تؤمن استقلال العراق ودخوله عصبة الأمم وحسم مشكلة الموصل.
وقد تشكل المجلس من الشخصيات البارزة والفاعلة من مدنيين وعسكريين على الساحة الوطنية، والذين لعبوا دورا في استقلال العراق وتأسيس دولته، منهم نقيب اشراف بغداد عبد الرحمن النقيب الكيلاني وعبد المحسن السعدون الذي أصبح لاحقا رئيساً للوزراء وبكر صدقي الذي قاد أول انقلاب عسكري في المنطقةعام 1936 ورشيد عالي الكيلاني الذي أصبح عام 1941م، رئيسا لوزراء حكومة الإنقاذ بعد دخول العراق في الحرب العالمية الثانية والفريق نوري السعيد والفريق جعفر العسكري الذي تولى وزارة الدفاع، وعبد الوهاب بيك النعيمي الذي كان ناشطا في الجمعيات السرية التي تدعو لاستقلال العراق، والذي جمع ودون المراسلات والمداولات والتي سميت "مراسلات تأسيس العراق"، والمتضمنة للحقائق والأحداث وراء الكواليس والتي لعبت دورا في تأسيس المجلس التاسيسي والدولة العراقية عام 1921.
مجلس نقيب الأشراف عبد الرحمن الكيلاني
عرفت أسرة عبد الرحمن الكيلاني منذ القدم باصولها العلمية ومجالسها، وكان عبد الرحمن النقيب من العلماء الأعلام حيث أخذ العلم ونهل من مناهل الأدب على نخبة ممتازة من علماء عصره، منهم العلامة عيسى البندنيجي، والشيخ عبد السلام مدرس الحضرة الكيلانية، وغيرهم من مشايخ وعلماء بغداد، فكان يرجع إليه في النوائب والمهمات وكان يتردد على مجلسه في الحضرة الكيلانية أو في قصره الواقع على نهر دجلة في محلة السنك مختلف طبقات الناس، ومن سائر الملل والنحل، وكان مجلسه أشبه بمجمع علمي تبحث فيه مشكلات العلوم وتكشف غوامض أسرار البلد السياسية، فكان محفلا سياسياً وكل ذلك بفضل ما كان يتمتع به شخص عبد الرحمن النقيب من أخلاق فاضلة، وله كتاب (المجالس في المواعظ) كان يلقيه على طلابه في شهر رمضان في جامع الحضرة الكيلانية، وله تفصيل طويل في كتاب نقباء بغداد لمؤلفه إبراهيم عبد الغني الدروبي.
مواقفه السياسية
عارض النقيب الإنجليز بفتوى شرعية بعدم حقهم في حكم العراق، عندما وقف خطيبا امام المس بيل ليقول لها (خاتون، ان امتكم ثرية وقوية، فاين قوتنا نحن؟ انني اعترف بانتصاراتكم، وانتم الحكام وانا المحكوم، ولكن ذلك لن يدوم وحين اسال رايي في استمرار الحكم البريطاني، اجيب انني من رعايا المنتصر، انكم، يا خاتون، تفهمون صناعة الحكم ولكن لاتفهمون ارادة الشعوب الكارهة لكم وغدا لناضره قريب).
وقال لها (انكم بذلتم الاموال والنفوس في سبيل ذلك، ولكم الحق في ان تنعموا بما بذلتم ولنا الحق في الثورة ضدكم) واضاف: انه منع افراد اسرته من التدخل فيما لا يعنيهم، لكن الكثيرين من الناس جاؤوا يطلبون مشورته، فاجابهم ان الإنجليز فتحوا هذه البلاد واراقوا دماءهم في تربتها وبذلوا اموالهم من اجلها، فلا بد لهم من التمتع بما فازوا به شان الفاتحين الاخرين.ولكن من حق العراقيين ان ينتفضو ضد الاحتلال ويجب استخدام كل شي في سبيل الحرية والحرب خدعة
وعندما احتلت بريطانيا العراق، وكلفت حكومتها السر ارنولد ولسن وكيل الحاكم المدني العام في العراق في آخر تشرين الثاني 1918 باستفتاء العراقيين في شكل الدولة التي يريدون اقامتها والرئيس الذي يختارونه لها، ولما ظهرت النتائج قرر ولسن ايفاد جيرترود بيل إلى لندن لكي تشرح للمسؤولين وضع العراق ونتائج الاستفتاء، زارت المس بيل السيد عبد الرحمن النقيب في داره في شباط 1919 قبيل سفرها إلى العاصمة البريطانية، فقال لها؛ ان الاستفتاء حماقة وسبب للاضطراب والقلاقل، واضاف؛ لو ان السر بيرسي كوكس موجود لما كانت هناك حاجة لاستفتاء الناس عن رايهم في مستقبل البلاد لان الناس بصراحة كارهون لكم ومن يقبل بالهوان ياخاتون الشعب العراقي غيور على نفسه وناسه، ولام النقيب الحكومة البريطانية على تعيينها كوكس سفيرا لها في طهران، معتبرا ان هناك الف ومئة رجل بوسعهم ان يشغلوا منصب السفارة في طهران، ولكن ليس من يليق للعراق سوى كوكس الرجل الذي حنكته الايام والمعروف والمحبوب وموضع ثقة اهل العراق على حد رايه لان يعرف قوة العراقين وسعيهم للاستقلال(يذكر ان النقيب كان يكره ان يرى أحد انجال الشريف حسين حاكما في العراق لانه كان متعصبا للعراق والعراقين ولكن شائت الظروف ان يحكم انجال الشريف ولم يمانع).
وكان عبد الرحمن النقيب يطالب بقيام حكومة عربية ويعتبر ان بحث الاستقلال العربي امر يستحق الاهتمام، وكان يرغب في ان يرى العراق تحت عراقية بحتة لا إدارة بريطانية يسندها جيش احتلال لا يقل تعداده عن (40) الفا، وكان يخشى من انتعاش الجمعيات السياسية غيرالدينية.
وعندما شن بعض البريطانيين في صحافتهم وفي مجلس العموم واللوردات حملة على الحكومة لاجبارها على سحب قواتها من العراق قال؛ (انه لا يفهم كيف تسمح الحكومة البريطانية باستمرار هذا الكلام المزعج)لانه يريدافعال لااقوال وهذا هوسرنجاحه في إدارة الدولة الأولى وحين حدد مسؤول إنجليزي بقاء الاحتلال سنتين قبل أن يتقرر مصير (الامارة) قال النقيب هذا (لتكن مصلحة العراق فوق الجميع والاحتلال زائل لامحالة).
ولقد ذيل النقيب توقيعه على الاتفاقية بالعبارة التالية: صاحب السماحة والفخامة السير السيد عبد الرحمن افندي جي بي أي رئيس الوزراء ونقيب اشراف بغداد، ربما لإعطاء الاتفاقية مسحة دينية وقدسية خاصة تحول دون تجرؤ أحد من البريطانيين من نقضها والالتفاف على استقلال العراق والاعتراض عليها.وان إدارة الاوقاف القادرية تمتلك عشرات الوثائق الخاصة بالسيد النقيب وانه كان وطنيا من الطراز الأول ومن هنادعوة لعدم التلاعب بتاريخ الشخصيات العراقية لان ذلك يؤثر وبحق على الوحدة العراقية التاريخية
من مؤلفات عبد الرحمن الكيلاني
الفتح المبين، (وهو كتاب في ترجمة جده الشيخ عبد القادر الكيلاني وأولاده وطريقته الصوفية والرد على مخالفيه). ولحفيده الداعية الشيخ عفيف الدين الجيلاني تحقيق ودراسة لة وهوبحق من الكتب المهمة جدا في موضوعهاو كتاب المجالس في المواعظ. وله مؤلفات عديدة وحواشي كثيرة.

مصادر
كتاب البغداديون أخبارهم ومجالسهم - تأليف إبراهيم عبد الغني الدروبي - مطبعة الرابطة -بغداد - 1958م - المدرسة الداودية/جامع الحيدرخانة - صفحة 20 ،21. =كتاب الامام عبد القادر الجيلاني تفسير جديد للباحث جمال الدين فالح الكيلاني مراجعة الدكتور عماد عبد السلام رؤوف
رؤساء وزراء العراق
فترة الانتداب البريطاني على العراق (1920-1932)
عبد الرحمن الكيلاني النقيب • عبد المحسن السعدون‎ • جعفر العسكري • ياسين الهاشمى • توفيق السويدي • ناجي السويدي • نوري السعيد
فترة الملكية في العراق (1932-1958) ناجي شوكت • رشيد عالي الكيلاني • جميل المدفعي • علي جودت الأيوبي • ياسين الهاشمي • حكمت سليمان • نوري السعيد • حمدي الباجاجي • توفيق السويدي • إرشاد العمري‎ • سيد صالح جبر • سيد محمد الصدر • مزاحم الباجاجي • مصطفى محمود العمري • نورالدين محمود • محمد فضل الجمالي • إرشاد العمري • عبد الوهاب مرجان • أحمد مختار بابان •
جمهوربة العراق (1958-2003) عبد الكريم قاسم‎ • أحمد حسن البكر • طاهر يحيى • عارف عبد الرزاق • عبد الرحمن البزاز • ناجي طالب • عبد الرحمن عارف • طاهر يحيى • عبد الرزاق النايف • صدام حسين • محمد حمزة الزبيدي‎ • أحمد حسين خضر السمري • صدام حسين •
الاحتلال (2003-2004) فترة مجلس الحكم العراقي (معين من سلطة الائتلاف المؤقتة) (2003-2004)
جمهوربة العراق
(2004-حالي) إياد علاوي • إبراهيم الجعفري • نوري المالكي •

عبد المحسن بن فهد
الميلاد 1306هـ/1889م
البصرة
الوفاة 1348هـ/1929م
بغداد
اللقب آل السعدون
الجنسية عراقي
• عبدالمحسن بيك السعدون هو عبد المحسن بن فهد السعدون ولد في ولاية البصرة 1889م، وتقلّد أربع وزارات. وهو واحد من رموز الوطنية العراقية ، عضو المجلس التاسيسي وثاني رئيس وزراء في العهد الملكي في العراق بعد نقيب اشراف بغداد عبد الرحمن الكيلاني النقيب .
• كان ينتمي إلى أسرة آل سعدون،وهي اسرة يرجع نسبها للأشراف من سلالة امراء المدينة المنورة (اعرجية حسينية النسب ) وهم زعماء قبائل امارة المنتفق والتي كانت تضم معظم قبائل جنوب ووسط العراق، وصار عضواً في مجلس النواب العثماني ممثلا مع شخصيات أخرى للولايات العراقية، وكان ضابطا رفيع المستوى في الجيش العثماني وكان من المناهضين للاحتلال البريطاني للعراق كما ساهم في المعارك ضد قوات الجنرال مود، وبعد ذلك كان من المعارضين لسياسة الانتداب البريطانية على العراق. وانتمى للجمعيات السرية التي تدعوا لاستقلال العراق وبعد الاستقلال وأثناء تأسيس الدولة العراقية تم تداول اسمه من قبل المجلس التأسيسي ليخلف عبد الرحمن الكيلاني النقيب حيث ورد اسمه في المراسلات الخاصة بتأسيس العراق والتي حررها وجمعها عبد الوهاب النعيمي الذي رشح اسمه. وفي عام 1922 تولى منصب رئاسة الوزراء أربع مرات في الأعوام 1922, 1925, 1928, 1929.
وفاته
توفي في ظروف غامضة بعد أعلانه مناهضة السياسة البريطانية ورفضه التوقيع على معاهدة عام 1925. وربما أنتحر أو قتل حتى يقال أنهم وجدوا طلقتين في رأسه عندما وجدوه ميتاً عام 1929م، والآن أحفاده متواجدين في الكويت والعراق, والسعودية.

رؤساء وزراء العراق
فترة الانتداب البريطاني على العراق (1920-1932) عبد الرحمن الكيلاني النقيب • عبد المحسن السعدون‎ • جعفر العسكري • ياسين الهاشمى • توفيق السويدي • ناجي السويدي • نوري السعيد •
فترة الملكية في العراق (1932-1958) ناجي شوكت • رشيد عالي الكيلاني • جميل المدفعي • علي جودت الأيوبي • ياسين الهاشمي • حكمت سليمان • نوري السعيد • حمدي الباجاجي • توفيق السويدي • إرشاد العمري‎ • سيد صالح جبر • سيد محمد الصدر • مزاحم الباجاجي • مصطفى محمود العمري • نورالدين محمود • محمد فضل الجمالي • إرشاد العمري • عبد الوهاب مرجان • أحمد مختار بابان •
جمهوربة العراق (1958-2003) عبد الكريم قاسم‎ • أحمد حسن البكر • طاهر يحيى • عارف عبد الرزاق • عبد الرحمن البزاز • ناجي طالب • عبد الرحمن عارف • طاهر يحيى • عبد الرزاق النايف • صدام حسين • محمد حمزة الزبيدي‎ • أحمد حسين خضر السمري • صدام حسين •
الاحتلال (2003-2004) فترة مجلس الحكم العراقي (معين من سلطة الائتلاف المؤقتة) (2003-2004)
جمهوربة العراق
(2004-حالي) إياد علاوي • إبراهيم الجعفري • نوري المالكي •

عبد المحسن السعدون
ولادته ونشاته
ولد عبد المحسن السعدون في الناصرية (مركز لواء المنتفق) عام 1889 , وهو ثاني رئيس وزراء في العهد الملكي بعد عبد الرحمن النقيب , وشغل عضوية المجلس التأسيسي , وتولى رئاسة الوزراء اربع مرات في الاعوام 1922 و1925 و1928 و 1929 . ينتمي الى اسرة ال السعدون , وكان ابوه فهد بن علي السعدون حاكما على لواء المنتفق .
درس في مدرسة العشائر في استانبول ثم في المدرسة الحربية , وتخرج ضابطا في الجيش العثماني , وعينه السلطان عبد الحميد من ضمن مرافقيه , ثم انتخب نائبا عن لواء المنتفق في مجلس النواب العثماني (المبعوثان) , بعد خلع السلطان عبد الحميد .
وزارته الاولى
شغل السعدون منصب وزير الداخلية في حكومة عبد الرحمن النقيب الثانية ,الا انه قدم استقالته
في 6 تشرين الثاني لعدم تمكنه من تنفيذ خطته الرامية لاجراء الانتخابات , وجمع المجلس التأسيسي , ووضع الدستور, وهي نفس رغبة الملك والبريطانيين , لذلك تم الاتفاق سريعا على تأليف الوزارة الجديدة برئاسة السعدون ,وفي 20 تشرين الثاني سنة 1922 وجه الملك كتاب الاسناد الذي جاء فيه : وزيري الافخم السيد عبد المحسن السعدون .
بناءا على استقالة السيد عبد الرحمن نقيب اشراف بغداد من منصب رئاسة الوزراء , ونظرا لما نعهده فيكم من الدراية والاخلاص , فقد وكلنا اليكم الرئاسة المشار اليها , على ان تنتخبوا زملائكم وتعرضوا اسمائهم على سدتنا الملكية والله ولي التوفيق . فتشكلت الحكومة التي تراسها عبد المحسن السعدون وتقلد نفسه وزارة العدلية بالوكالة , واصبح ناجي السويدي وزيرا للداخلية (فيما بعد تقلد السويدي وزارة العدلية واسُند منصب وزارة الداخلية للسعدون بالوكالة) وجاء هذا الاجراء تمهيدا لاتخاذ سياسه قوية وحازمة ضد المعارضين, وذهبت وزارة المالية لساسون حسقيل والاشغال العامة والمواصلات لياسين الهاشمي والدفاع لنوري السعيد والاوقاف لعبد اللطيف المنديل والمعارف لعبد الحسين الجلبي , وفي هذه الفترة اقدم السعدون على اخراج علماء الدين الشيعة من الكاظمية وكربلاء والنجف وتم نفيهم الى ايران .
وزارته الثانية
في 26 حزيران سنة 1925 , عهدت الى السعدون الوزارة من جديد , وقد ألف في تلك الاثناء حزبا سياسيا سماه ( حزب التقدم ) , كما حدث وان انهت اللجنة الاممية تقريرها حول قضية الحدود بين العراق وتركيا او ماتُعرف ب(مشكلة الموصل) , حيث اوصت اللجنة بابقاء المنطقة ضمن الاراضي التابعة للعراق
وزارته الثالثة
اشترط عبد المحسن السعدون حل المجلس النيابي والشروع بانتخاب مجلس جديد , مقابل موافقته على تأليف الوزارة التي شكلها في 14 كانون الثاني سنة 1928 , وكان الغرض من طلب حل المجلس النيابي لاجل التخلص من الاكثرية المعارضة التي تعرقل ابرام المعاهدة الجديده مع بريطانيا , وقد تألفت التشكيلة الوزارية من : عبد المحسن السعدون رئيسا لمجلس الوزراء ووزيرا للخارجية وعبد العزيز القصاب للداخلية ويوسف غنيمه وزيرا للمالية وحكمت سليمان وزيرا للعدلية وعبد المحسن شلاش للاشغال وسلمان البراك للري والزراعة وتوفيق السويد للمعارف والشيخ احمد الداوود للاوقاف كما ان السعدون نصب نفسه وزيرا للدفاع بالوكالة . وقد فشلت حكومة السعدون في وضع حد للغارات النجدية على القبائل العراقية التي كان اخرها في 19 شباط سنة 1928 , والتي اثارت احتجاجات شعبية ورسمية واسعة , واوفدت الحكومة وزير المعارف توفيق السويدي الى مدينة جده للتباحث مع سلطاتها حول هذه التعديات , لكنه فشل في مهمته ولم يتوصل الى نتيجة تذكر . اجريت انتخابات المجلس النيابي حسب رغبة السعدون وعقد المجلس اجتماعه غير الاعتيادي في 19 ايار سنة 1928 , وانتُخب عزيز القصاب رئيسا له , وقد شهدت تلك الجلسة تنديدا من قبل المعاضة بالتدخل الحكومي في سير اعمال المجلس , وفي 20 كانون الثاني سنة 1928 , قدم عبد المحسن السعدون استقالته من الحكومة اثر خلافه مع المعارضة من جهة ومع البريطانيين من جهة اخرى , بسبب تعديل (معاهدة عام 1922) و (معاهدة عام 1927) , وقد قبل الملك استقالته .
وزارته الرابعة وانتحاره
في 19 ايلول سنة 1929 , اسُندت الوزارة للمرة الرابعة لعبد المحسن السعدون , وتم تشكيل الحكومة التي بدت وكأنها قادرة على ابرام المعاهدات مع بريطانيا وتمريرها من خلال مجلس النواب , الذي انتُخب السيد محمد الصدر رئيسا له , غير ان المعارضين هاجموا الحكومة واتهموها بالتعاون مع بريطانيا ضد مصالح الشعب العراقي , وفي تلك الاثناء اقدم رئيس الوزراء عبد المحسن السعدون على الانتحار بعد ان اطلق النار على نفسه في بيته مساء يوم الثالث عشر من تشرين الثاني سنة 1929 , تاركا وصيته لابنه علي , يشكو فيها قلة حيلته ويأسه من اقناع العراقيين والبريطانيين بأهمية افكاره ومشاريعه , ويتألم لاتهامه من قبل البعض بخيانة وطنه . وقد اذاعت الحكومة نبأ انتحار السعدون , وجرى تشييع رسمي كبير حضره كبار المسؤولين في الدولة , وتم دفنه في المقبرة الكيلانية في منطقة باب الشيخ.

مزهر الشاوي اسس اول مدينة حضرية في البصرة
السنوات الخمس التي قضاها مزهر الشاوي مديرا للموانئ العراقية في البصرة تعد من اهم الاحداث المشرقة في ذاكرة البصريين وجعلته منذ ان تبوأ المنصب بتكليف من رئيس وزراءالعراق انذاك المرحوم عبد الكريم قاسم للفترة من 1958 ولغاية مابعد انقلاب شباط عام 1963تلك السنوات التي قضاها الشاوي المولود في عام 1905 في إدارة مصلحة الموانئ العراقية حاضرة ليومنا هذا وبعد مرور اكثر من نصف قرن في حياتهم كونه ساهم في تحسين اوضاعهم المعيشية والخدمية .
ولد مزهر اسماعيل الشاوي في بغداد و تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي فيها وبعد تخرجه التحق بالكلية العسكرية عام (1926) ثم انتقل إلى بريطانيا للدراسة بالكلية العسكرية البريطانية في ساندهيرست، وتخرج برتبة ملازم ثان عام (1929) ثم التحق بكلية الأركان (1936) وتخرج عام (1937)، ليوفد بعد ذلك إلى كلية الأركان البريطانية وتخرج فيها، ثم التحق بدورة الضباط الأقدمين في بريطانيا (1947).
ولهيبته في نفوس محبيه والاجيال التي ولدت بعده ،فان المسؤولين سواء بالمحافظة او في شركة الموانئ العراقية يحاولون احياء فكر ووطنية اللواء الركن الراحل مزهر الشاوي عسى ان يحظى احدهم بتلك المكانة الغالية في نفوس الفقراء الذي نجح في توظيف الموارد المالية لبناء اكبر واجمل مدينة في تاريخ العراق المعاصر الا وهي مدينة المعقل وتمكن من توفير المساكن المجانية لجميع المنتسبين وحول المدينة الى منطقة خضراء تسر لها النفوس ومنتجع للعاملين وعوائلهم.
وخلال الشهر الماضي شارك محافظ البصرة خلف عبد الصمد المواطنين فرحتهم في ازاحة الستار عن تمثال للشاوي وسط مدينته المعقل لكونه احد ابناء العوائل التي سكنت في بيت اسهمت افكار واجراءات الشاوي ببنائه.
قال أن "هذا الرجل العظيم حول المعقل الى افضل مدن البصرة ،تتميز عن باقي مناطقها بسعة شوارعها وحدائقها وعطر نسيمها ورائحة اوراد ملكة الليل ،غير ان النظام الدكتاتوري حولها الى مدينة تطفو على مياه المجاري المتسربة"،مشيرا الى ان الحكومة الحالية تخطط لاعادتها كما كانت مقتدية بما قام به مزهر للفقراء والعمال.
وكشف المحافظ عن اعداد لمشروع خاص للارامل والايتام لغرض لإسكان الاف من الاطفال الايتام والارامل والفقراء بالاعتماد على ما يدخل للبصرة من موارد مالية اضافية كالتخصيصات المالية على النفط المصدر والمصنع في حقول البصرة.
تمثال اللواء الركن الراحل مزهر اسماعيل الشاوي، بالحجم الاعتيادي يعد من اولى الاعمال التي تنصب في مدينة البصرة منذ العام 2003 وتمت بمبادرة من شركة محلية للمقاولات بكلفة 75 مليون دينار وهي مبادرة لتكريم الشخصيات التي تركت بصماتها على تاريخ المجتمع بالمدينة، وازيح الستار عنه في حفل كبير حضره المسؤولون في البصرة وموظفون متقاعدون شهدوا تلك الحقبة والذين وصفوها بالذهبية لما كانت فيها من انجازات مهمة لصالح العمال والفقراء الى جانب تاسيس مديرية للموانئ وتطوير عملها بما يخدم الاقتصاد الوطني.
من جانبه تعهد الكابتن عمران راضي؛ مدير الشركة العامة لموانئ العراق الذي تسلم المنصب مطلع العام الحالي على العمل بما كان يعمل بة الشاوي لتوفير الاحتياجات الحيوية للمنتسبين واضاف "السير على خطى مزهر الشاوي مهم جدا لتوفير الخدمات والسكن للمحتاجين في دائرة الموانئ "، مبينا ان الشركة تواصل عملها وتحقق انجازات كبيرة وان سعيها تكلل في مشروع ميناء الفاو الكبير والمشروع السكني الاستثماري في مدينة ابي الخصيب الذي يتألف من 5 الاف وحدة سكنية ومشروع النجيبية الاستثماري ومشاريع قيد الدراسة ، اضافة الى (مول) في مدينة المعقل هو الاكبر في العالم، و مستشفى حديث وثلاثة فنادق (في الداكير، واخر مجاور لفندق شط العرب سياحي عائم، وفندق اخر في اطراف جزيرة شط العرب)". كما ان حصول الموانئ على جائزة اوباك – جائزة العهد الجديد للتكنولوجيا والاختراع والجودة في برلين- دليل اخر على اختيار طريق التفوق في جميع المجالات.
من ناحيته قال المهندس علي خريبط المدير المفوض لشركة الماس الذي تبرع بتكاليف النصب " لقد عرفت ما للرجل من حضور تاريخي وشخصي في نفوس ابائنا وتاريخنا الذي عشناه في مدينة المعقل كذلك لرغبة الاهالي في بنائه على نفقتهم الخاصة ولكوني احد ابنائهم وافق الجميع على مشروعي في تمويل مشروع نصب تمثال للخالد في ذاكرة فقراء المعقل المزدهرة.
ومن المعاصرين للشاوي الكابتن هاشم عبد الغني – دليل بحري تخرج عام 1958 بعد ثورة 14 تموز ،قال "تسلمنا المهام التي كان يقوم بها البريطانيون وعملنا في حفارات ميناء الفاو،ونجحنا في تعميق القناة وتمكنا من الوصول الى اعماق 28 قدما للجزر الواطئ".
واضاف " أن مزهر الشاوي كان يحفزنا بتكريمنا وحثنا على اكمال الدراسة لمضاعفة، خبرتنا في تطوير عملنا و كان يقدم الدعم للفقراء من ابناء البصرة و كنا نشاهدة يلبس زي العمل والخوذة في الساعة الواحدة ظهرا، ويشارك الفلاحين في حديقة الاندلس ويحثهم على الزراعة حيث تحولت حديقة الاندلس ومدينة المعقل وغيرها من المناطق الى مدن الخيال التي توصف كجنات عدن".

وتابع عبد الغني " ان الشاوي عندما كان يرسل الحفارات الى الهند لغرض الصيانة والتصليح، يكلف ربابنتها بحمل الاشجار النادرة الى البصرة وبيوت مدينة المعقل، وقدم الدعم والتشجيع
للنوادي الرياضية وتحويل البيوت من صرايف الى بناء حديث بالطراز الانكليزي".


صدام حسين المجيد
صدام حسين عبد المجيد التكريتي (28 ابريل 1937 - 30 ديسمبر 2006)، رئيس دولة العراق في الفترة ما بين عام 1979 وحتى عام 2003.
سطع نجمه إبان انقلاب حزب البعث، والذي دعى لتبني الأفكار القومية العربية، والتحضر الاقتصادي، والاشتراكية. لعب صدام دوراً رئيسياً في انقلاب عام1968 السلمي والذي وضعه في هرم السلطة كنائب للرئيس الضعيف والكبير في السن اللواء أحمد حسن بكر.
أمسك صدام بزمام الأمور في القطاعات الحكومية والقوات المسلحة المتصارعتين في الوقت الذي اعتبرت فيه العديد من المنظمات قادرة على الإطاحة بالحكومة. وقد نمى الاقتصاد العراقي بشكل سريع في السبعينات.
كرئيس قام صدام بالحفاظ على السلطة بخوضه حرب الخليج الأولى (1980-1988) وحرب الخليج الثانية (1991)، والتي اتهم في كليهما بانتهاك حقوق الإنسان. في الوقت الذي برز فيه صدام كرمز بطولي للعرب بصموده في وجه الغرب ودعمه للقضية الفلسطينية بدأت تنظر الولايات المتحدة له بارتياب شديد.

بعد هزيمته عام 1991. تمت إزاحته عن السلطة عام 2003 تحت حجة إمتلاكه لأسلحة الدمار الشامل ووجود عناصر لتنظيم القاعدة تعمل من داخل العراق وذلك عندما عندما قامت الولايات المتحدة غزو العراق 2003 وقُبض عليه في 23 ديسمبر من ذلك العام، اعترفت الولايات المتحدة فيما بعد بأن حجج الغزو هذه كانت ملفقة. شبابه .
وُلد صدام في قرية العوجة التابعة لمحافظة صلاح الدين لعائلة تمتهن الزراعة. لم يعرف صدام قط والده الذي توفي قبل ولادته بخمس شهور، والدته السيدة صبحة التي تزوجت مرتين , كما لحقه بقليل أخاه ذو الإثني عشر عاماً والذي توفي جراء إصابته بالسرطان تاركاً أمه تعاني بشدة في فترة حملها الأخيرة. ولقد حاولت إجهاض حملها وقتل نفسها وتخلت عن رعاية ابنها عند ولادته، وقام خاله، خير الله طلفاح، برعايته حينئذ.
تزوجت أم صدام، صبحة طلفاح، للمرة الثانية وأنجبت له ثلاثة أخوة، كما قام زوجها، إبراهيم الحسن،الذي هو عم صدام بمعاملة صدام معاملة جيدة عند عودته للعيش معها.
في سن العاشرة، انتقل الى العاصمة بغداد حيث قام بالعيش مع خاله والذي كان سنياً متديناً. وتجدر الإشارة إلى أن أقارب له من بلدته تكريت كان لهم الأثر الأكبر على حياته كرئيس حين تسلموا مناصب الاستشارة والدعم لاحقاً. وحسب ما يقوله صدام، فإنه قد تعلم من خاله العديد من الدروس،
وخصوصاً ذلك الدرس حينما أخبره أنه يجب أن لا يستسلم لأعدائه مهما كانت كثرتهم وقوتهم. لاحقاً وبتوجيهٍ من خاله، التحق صدام بالثانوية الوطنية في بغداد. وفي سن العشرين عام 1957، ارتبط صدام بحزب البعث الثوري القومي-العربي، والذي كان خاله خير الله طلفاح داعماً له.
كان الحس الثوري القومي هو طابع تلك الفترة من الخمسينات والذي انتشر مده عبر الشرق الأوسط و [[العراق] والذي كان ذو أثرٍ واضح على شباب البعث. وسقطت الملكية في ظل هذا الخطاب في مصر والعراق وليبيا.
صعوده في حزب البعث
بعد عام من انضمام صدام لـحزب البعث العربي الإشتراكي تمكن الضباط الاحرار بقيادة عبدالكريم قاسم من الإطاحة بالنظام الملكي القائم آنذاك بقيادة فيصل الثاني ملك العراق واستحوذوا على الحكم في العراق، ولم يكن البعثيون
يستسيغون نظام قاسم الاشتراكي، وفي عام 1959، حاول البعثيون اغتيال رئيس الوزراء عبدالكريم قاسم وباءت محاولتهم بالفشل وأصيب صدام بطلق ناري في ساقه ولاذ بالفرار الى سوريا ومنها الى القاهرة.
المحافظة على السلطة
عام 1976 عين صدام كجنرال في قوات الجيش العراقي. وبسرعة أصبح رجل الحكومة القوي. وأصبح الحاكم الفعلي للعراق قبل ان يصل الحكم بشكل رسمي عام 1979 بسنوات. وبدأ ببطء بتدعيم سلطته على الحكومة العراقية و حزب البعث من خلال المؤامرات و شراء الذمم و الاغتيالات . وتم إنشاء العلاقات مع أعضاء الحزب الآخرين بعناية، وبسرعة أصبح لدى صدام دائرة دعم قوية داخل الحزب.
وحيث أصبح الرئيس العراقي الضعيف والمسن أحمد حسن البكر غير قادر على القيام بمهامه أكثر وأكثر، بدأ صدام يأخذ دورا أبرز كشخصية رئيسية في الحكومة العراقية، داخليا وخارجيا. وبسرعة أصبح مهندس السياسات العراقية الخارجية ومثل العراق في جميع المواقف الدبلوماسية. وبنهاية السبعينات، ظهر صدام كحاكم العراق الفعلي بشكل لا يقبل التأويل.
تعزير صدام لسلطته وتطوير العراق
عزز صدام قوته في دولة متشبعة بالتوترات السابقة. فقبل صدام بزمن، كان العراق منقسما إجتماعيا،إقتصاديا وسياسيا بين القوميين والشيوعيين والاسلاميين فيما بعد، و عمل على إنشاء حكم قائم على أرهاب النماذج السبئه في الدولة و مطاردتهم و إغتيال المعارضين . صعد صدام بسرعة في درجات المناصب الحكم بدعمه لمحاولات تقوية وتوحيد حزب البعث وأخذه دورا رياديا في معالجة مشكلة العراق الإقتصادية الأساسية، والعمل على توسيع قاعدة منتسبي حزب البعث وتقويه جهازالشرطة سرية التي تنقل كل صغيرة و كبيرة الى ألاجهزه الامنية.
تبنى صدام وبشكل مكثف تطوير العراق وتحدث إقتصاده ما يزيد من المبالغ المالية بين يديه بما يدعم تقدم العراق إلى جانب إنشاء جهاز أمني لحماية السلطة والشعب من الداخل من الإنقلابات العسكرية والتمردات.
في مركز سياسته كان النفط العراقي. ففي 1 يونيو 1972، قاد صدام عمليه مصادرة شركات النفط الغربية، والتي كانت تحتكر نفط العراق. بعدها بعام، إرتفعت أسعار النفط بشكل متزايد نتيجة أزمة البترول العالمية.
وإستطاع صدام متابعة خططه الطموحة في السيطرة و حكم العراق والوصول به الى القمه وتطوير العرق بعائدات النفط الكبيرة.
وبفترة لا تتجاوز العدة سنوات، قدمت الدولة الكثير من الخدمات الإجتماعية للعراقيين ، الأمر الغير مسبوق في دول الشرق الأوسط الأخرى. وبدأ صدام وتابع "الحملة الوطنية لإستصال الأمية" وحملة "التعليم الإلزامي المجاني في العراق" وتحت رعايته إلى حد بعيد، أنشأت الحكومة التعليم الكلي المجاني ، حتى أعلى المستويات العلمية؛ مئات الآلاف تعلموا القراءة في السنوات التي تلت إطلاق تلك البرامج. كما دعمت الحكومة عائلات الجنود، ووفرت العناية الصحية المجانية للجميع، ووفرت المعونات المالية للمزارعين. وأنشا العراق واحدة من أفضل أنظمة الصحة العامة في الشرق الأوسط، وحصل صدام على جائزة من منظمة الأمم المتحدة التعليمية، العلمية والثقافية (UNESCO) .
رئاسة الدولة
في 1979 بدأ الرئيس أحمد حسن البكر بعقد معاهدات مع سوريا، والتي هي أيضا تحت حكم حزب البعث، كانت ستقود إلى الوحدة بين الدولتين. وسيصبح الرئيس السوري حافظ الاسد نائبا للرئيس في ذلك الإتحاد، وكان ذلك سيغيّب صدام عن الساحة. ولكن وقبل حدوث ذلك، إستقال أحمد حسن البكر المريض في 16 يوليو 1979. وأصبح صدام بشكل رسمي الرئيس الجديد للعراق.
بعد ذلك بفترة وجيزة، جمع قيادات حزب البعث في 22 يوليو 1979، وخلال الإجتماع، الذي أمر بتصويره، قال صدام بأنه وجد جواسيس ومتآمرين ضمن حزب البعث، وقرأ أسماء هؤلاء الذين توقع أنهم سيعارضونه. وتم وصم هؤلاء بالخيانة وتم إقتيادهم واحدا تلو الآخر ليواجهوا الإعدام رميا بالرصاص خارج قاعة الإجتماع وعلى مسامع الحاضرين. وبعد إنتهائه من قراءة القائمة، هنأ صدام الباقين لولائهم في الماضي وفي المستقبل.
العلاقات الخارجية
سعى صدام حسين أن يلعب العراق دورا رياديا في الشرق الأوسط. فوقع العراق إتفاقية تعاون مع الإتحاد السوفييتي عام 1972، وأرسل للعراق أسلحة وعدة آلاف من الخبراء. ولكن الإعدام الجماعي للشيوعيين العراقيين عام 1978 وتحول العلاقات التجارية إلى الغرب وتّر العلاقات مع الاتحاد السوفيتي وإتخذ العراق منحى أقرب إلى الغرب منذ ذلك الحين وحتى حرب الخليح عام 1991.
قام صدام بزيارة الى فرنسا عام 1976، مؤسسا لعلاقات إقتصادية وطيدة مع فرنسا ومع الدوائر السياسية المحافظة هناك. قاد صدام المعارضة العربية لتفاهمات كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل عام 1979. وفي 1975 تفاوض على تفاهمات مع إيران إشتملت على تنازلات بخصوص الخلاف الحدودي، وبالمقابل وافقت إيران على التوقف عن دعم المعارضة الكردية في العراق.
أطلق صدام مشروع التقدم النووي العراقي في الثمانينات من القرن الماضي، وذلك بدعم فرنسي. وأسمى الفرنسيون أول مفاعل نووي عراقي بإسم أوسيراك، إله الموت المصري القديم. وتم تدمير المفاعل بضربة جوية إسرائيلية، بحجة ان إسرائيل شكت في أن العراق كان سيبدأ إنتاج مواد نووية تسلحية.
بعد المفاوضات العراقية الإيرانية وإتفاقية عام 1975 مع إيران، أوقف الشاه محمد رضا بهلوي الدعم للأكراد، الذين هزموا بشكل كامل. منذ تأسيس العراق كدولة حديثة عام 1920، كان على العراق التعامل مع الإنفاصاليين الأكراد في الأجزاء الشمالية من البلاد. وكان صدام قد تفاوض ووصل إلى إتفاق في 1970 مع القادة الإنفصاليين الأكراد، معطيا إياهم حكما ذاتيا، ولكن الإتفاق إنهار. وكانت النتيجة قتالا قاسيا بين الحكومة والجماعات الكردية وصل لحد قصف العراق لقرى كردية في إيران مما جعل العلاقات العراقية الإيرانية تسوء.
الحرب الإيرانية العراقية
في 1979 قامت الثورة الإيرانية وتم الإطاحة بالشاه محمد رضا بهلوي، وتم إقامة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بقيادة الخميني. تنامى تأثير التوجه الثوري الإسلامي الشيعي في المنطقة، وخاصة في الدول ذات النسب العالية من السكان الشيعة، وخاصة العراق.
فخشي صدام من إنتشار الأفكار الإسلامية الراديكالية" المعادية لنظام حكمه العلماني" بين أكثرية السكان الشيعة. كان هناك عداء مرير بين صدام والخميني منذ السبعينات. وكون الخميني كان مبعدا من إيران منذ 1964، فإنه اقام في العراق في مدينة النجف لدى الشيعة. حيث أسس هناك ومع الشيعة العراقيين توجه ديني وسياسي عالمي.
وتحت ضغوط من الشاه، الذي وافق على تقارب بين العراق وإيران في 1975، وافق صدام على إبعاد الخميني عام 1978. بعد وصول الخميني للسلطة، بدأت المناوشات من إيران واستمرت لمدة عشرة أشهر وهي تتحرش بالعراق حول الأحقية في معبر شط العرب المائي المختلف عليه، والذي يفصل بين البلدين. فاعتدت ايران على المخافر الحدودية العراقية وتوغلت ضمن شريط حدودي ضيق داخل الاراضي العراقية . ولم يقدم العراق اية شكوى لدى الامم المتحدة او
مجلس الامن بل اكتفى باصدار البيانات والاستنكار. فإجتاح العراق إيران بعد نفاد صبره بالهجوم على مطار ميهراباد قرب طهران ودخل إلى المنطقة الإيرانية الغنية بالنفط خوزستان (الأهواز) . وفي 22 سبتمبر 1980. أعلن صدام خوزستان محافظة جديدة في العراق. وخلال الحرب، كانت الولايات المتحدة الامريكية والإتحاد السوفييتي وكذلك معظم الدول العربية في المنطقة تقدم الدعم لصدام.
في الأيام الأولى من الحرب كان هناك قتال شديد على الأرض وحول الموانئ الإستراتيجية حيث بدأ العراق هجوما على مناطق الثروة النفطية الإيرانية، والمسكونة بشكل كبير من العرب في خوزستان.
وبعد إحراز بعض التقدم الأولي، بدأت القوات العراقية تعاني من الخسائر بسبب الموجات البشرية من إيران. وبحلول 1982 كان العراق يبحث عن طريقة لإنهاء الحرب. وبسرعة تبين للعراق انه غاص في واحدة من أطول حروب الإستنزاف وأحد أكثرها تدميرا في القرن العشرين.
في 16 مارس 1988 قامت القوات العراقية بالهجوم علئ المناطق الکوردية (کردستان) واستخدمت الاسلحة المحرمة دوليا ضد ابناء کردستان ودمر القرى وقتل عدد كبير من النساء والاطفال والشيوخ کما قام بتدمير مدينة حلبجة بالاسلحة المحرمة دوليا مما أدى إلى قتل حوالي خمسة آلاف شخص، معظمهم من المدنيين. وإدعى العراقيون في ذلك الحين ان إيران كانت المسؤولة عن ذلك الهجوم وهجومات الاسلحة الكيماوية ايضاً .
تواصل صدام مع الحكومات العربية الأخرى للدعم المالي والسياسي. وحصل العراق على الدعم الأمريكي في عهد الرئيس الأمريكي رونالد ريغان . وقال الإيرانيون ان على المجتمع الدولي ان يجبر العراق على دفع خسائر الحرب لإيران، رافضة أي إقتراح بوقف إطلاق النار. وأستمرت الحرب حتى عام 1988، ساعية لإسقاط حكومة صدام القومية والتحريض على ثورة شيعية في العراق.
إنتهت الحرب الدموية التي إستمرت 8 سنوات بمأزق، كان هناك مئات الألوف من الضحايا. ولعل مجموع القتلى وصل إلى 1.7 مليون فرد من الطرفين. وان اقتصاد كلا البلدين الذين كانا قويين ومتوسعين قد تحولا إلى دماركامل .
وأصبح العراق مدينا بتكاليف الحرب بدين يقدر بحوالي 75 بليون دولار. مقترضا الأموال من الولايات المتحدة الأمريكية كان يجعل من العراق دولة تابعة، محرجا رجل قوي كان يسعى لتعريف وسيطرة القومية العربية. وواجه صدام الذي إقترض من الدول العربية أيضا مبالغ ضخمة من الأمول أثناء الثمانينات لقتال إيران مشكلة إعادة بناء البنية التحتية العراقية، حاول الحصول مرة أخرى على الدعم المالي، هذه المرة لأجل إعمار ما دمرته الحرب .
بقيت العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية والعراق متوترة بعد حرب الخليج الثانية (عاصفة الصحراء). وأطلقت الولايات المتحدة الأمريكية هجوم صاروخي مستهدفة مركز الإستخبارات العراقية في بغداد في 26 يونيو 1993. متذرعة بالخرق المتكرر لمنطقة الحظر الجوي المفروضة بعد حرب الخليج والتوغلات
في الأراضي الكويتية. وقد خمّن البعض ان يكون لها علاقة بتهمة إضطلاع العراق بتمويل مخطط لإغتيال رئيس الولايات الأمريكية السابق جورج بوش.
بدا صدام ببيع النفط مقابل الغذاء والدواء لكن هذا لم يكن يشكل سوى 10الى 40% من انتاج العراق الحقيقي فاسطاع العراق اعادة بناء البنى التحتية والجسور (خاصة الجسر المعلة الذي اوقفت امريكا المساعدة التقنية عنه) وهناك اتهامات حاليا باساءة استخدام هذه الاموال من قبل صدام بتواطئ بعض موظفي الامم المتحدة كما اشار تقرير فولكر الدولي. وفي عام 1998م زار العراق رئيس دولة الا وهو رئيس فنزويلا شافيز خارقا القرارات الدولية وايظا قامت الخطوط الجوية الملكية الاردنية باستاناف رحلاتها الى العراق .
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى