مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* مكتشفات فضائية وحقائق علمية

اذهب الى الأسفل

* مكتشفات فضائية وحقائق علمية  Empty * مكتشفات فضائية وحقائق علمية

مُساهمة  طارق فتحي الخميس مايو 15, 2014 9:41 pm


أهم عشر اكتشافات كونية في المئة سنة الماضية
أن أهم عشر اكتشافات كونية في المئة سنة الماضية ، قد كشفها القرآن قبل أربعة عشر قرناً ....
يتميز عصرنا الحديث بأنه عصر الفضاء ، حيث تمكن الإنسان من كشف #أسرار_الكون و الوصول إلى حقائق مذهلة غيرت نظرتنا إلى العالم من حولنا . و العجيب أن نجد هذه الحقائق جلية واضحة في كتاب أنزل قبل أكثر من 1400 سنة في زمن كانت علوم الفضاء عبارة عن شعوذة و دجل و خرافات و أساطير ! و قد أودع الله هذه #الحقائق_الكونية في كتابه لتكون دليلاً لكل مشكك في هذا العصر يرى من خلالها نور الحق و عظمة رسالة الإسلام ... و من أهم هذه الحقائق :
1 - اكتشاف بداية الكون
من أهم اكتشافات #القرن_العشرين أن العلماء دحضوا فكرة الكون الأزلي الخالد ! و أثبتوا بالبرهان القاطع أن للكون بداية على شكل انفجار هائل سمي الانفجار العظيم ، و قد بدأ العلماء يكتشفون تفاصيل هذا الانفجار و قالوا بأن الكون كله كان كتلة واحدة فانفجرت و تشكلت المادة و خلال بلايين السنين تطور الكون إلى شكله الحالي .
و نرى بعض العلماء يفضلون استخدام مصطلحات أكثر دقة من "انفجار" مثل " تباعد" أو " كثافة " المهم أنهم يريدون أن يصلوا إلى نتيجة تقول إن الكون بدأ من كتلة واحدة ( رتقاً ) ثم تباعدت أجزاؤها ( انفتقت ) و شكلت النجوم و المجرات و الأرض ... إن القرآن سبق علماء الغرب بأربعة عشر قرناً إلى النتيجة ذاتها في قوله تعالى : ( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ) [ الأنبياء : 30 ] ، و السؤال لكل من ينكر صدق القرآن : من كان يعلم زمن نزول القرآن بأن الكون كان كتلة واحدة ( رَتْقًا ) ثم انفتقت و تشكل الكون الذي نراه ؟ أليس هو الله جل و علا !
2 - اكتشاف توسع الكون
ربما يكون أهم اكتشاف كوني في القرن العشرين أيضاً ما كشفه العلماء حول توسع الكون ، حيث وجدوا أن المجرات تتحرك مبتعدة عن بعضها بسرعات كبيرة جداً مما يسبب اتساع الكون بشكل مذهل . هذه النتيجة وصل إليها العلماء بعد تجارب مريرة و مراقبة طويلة و نفقات باهظة على مدى قرن من الزمان ، و العجيب أن القرآن كشف لنا حقيقة اتساع الكون قبل 14 قرناً في قوله تعالى : ( وَ السَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَ إِنَّا لَمُوسِعُونَ ) [الذاريات : 47 ] ، و بذلك يكون القرآن أول كتاب أشار إلى توسع الكون ، أليست هذه معجزة تستحق التفكر ؟!
3 - اكتشاف نهاية الكون
نظريات كثيرة وُضعت لتصور نهاية الكون ، تختلف فيما بينها و لكن العلماء يتفقون على أن للكون نهاية ، و لا يمكن أن يستمر التوسع لما لا نهاية بسبب قانون انحفاظ الطاقة الذي يقرر أن كمية المادة و الطاقة في الكون ثابت ، و بالتالي سوف يتوقف الكون عن التوسع و يبدأ بالانكماش على نفسه و العودة من حيث بدأ ! العجيب أن القرآن أشار إلى هذه النهاية للكون بل وحدد شكل الكون و هو مثل الورقة المنحنية ، و هذا الشكل هو الذي يقرره معظم العلماء اليوم . يقول تعالى : ( يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ) [ الأنبياء : 104 ] ، فسبحان الله !
4 - اكتشاف الثقوب السوداء
إنها ظاهرة عظيمة بحثها العلماء لأكثر من نصف قرن و تأكدوا أخيراً من وجودها و هي ما سمّي : #الثقوب_السوداء . حيث يؤكد العلماء أن النجوم تكبر حتى تنفجر و تنهار و تتحول إلى ثقب أسود بجاذبية فائقة تجذب لها كل شيء حتى الضوء لا تسمح له بالمغادرة فلا نراها أبداً !
و يصف العلماء هذه المخلوقات بثلاث صفات : فهي لا تُرى ، و هي تجري و هي تكنُس و تجذب أي شيء يقترب منها ، و العجيب أن القرآن كشف لنا هذه النتيجة الدقيقة في قوله تعالى : ( فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ ) [ التكوير : 14-15 ] . و الخُنَّس : أي التي تخنُس فلا تُرى ، و الجوار : أي التي تجري بسرعة ، و الكنَّس : أي التي تجذب و تكنس صفحة السماء ... و هذا ما يقرره العلماء ، فسبحان الله !
5 - اكتشاف النجوم النابضة
من الاكتشافات التي أحدثت ضجة في القرن العشرين " النجوم النابضة " و هي عبارة عن نجوم في السماء تصدر صوتاً يشبه صوت المطرقة ، و لذلك سماها العلماء " المطارق العملاقة " و يقول العلماء إنها تصدر موجات ثاقبة تخترق أي جسم في الكون ، فهي طارقة و ثاقبة و هذه النتيجة وصل إليها العلماء بعد مراقبة و دراسة طويلة . و لكن القرآن كشف الحقيقة ذاتها بكلمات بليغة و معبرة حيث أقسم الله بهذه النجوم فقال : ( وَ السَّمَاءِ وَ الطَّارِقِ * وَ مَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ ) [ الطارق : 1-3 ] . إنها آيات تشهد على صدق منزلها سبحانه و تعالى .
6 - اكتشاف النسيج الكوني
و في #القرن_الحادي_و_العشرين قام العلماء بأضخم عملية حاسوبية على الإطلاق كان هدفها اكتشاف شكل الكون ، و استخدموا الكمبيوتر العملاق بمشاركة ثلاث دول هي #الولايات_المتحدة_الأمريكية و #ألمانيا و #بريطانيا . و بعد جهود عظيمة قام السوبر كمبيوتر برسم صورة مصغرة للكون . لقد كانت المفاجأة أن الكون ظهر على شكل نسيج !! و استنتج العلماء أن المجرات تتوضع على خيوط نسيج محكم و قوي و تمتد خيوطه لملايين السنوات الضوئية ، و يقولون إن الكون قد حُبك بالمجرات . المفاجأة أن القرآن كشف لنا سر هذا النسيج بدقة مذهلة يؤكد فيها أن السماء هي عبارة عن نسيج محبوك ، و ذلك في قوله تعالى : ( وَ السَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ ) [ الذاريات : 7 ] . و السؤال : كيف علم النبي صلى الله عليه و سلم بهذه الحقيقة الكونية الدقيقة لو لم يكن رسولاً من عند الله ؟ !
7 - اكتشاف الحياة في الفضاء
بعد اكتشاف آثار لحياة بدائية على سطح أحد النيازك القادمة من الفضاء الخارجي ، بدأ العلماء بالسفر عبر الفضاء لاكتشاف المخلوقات الكونية ، و بعدما تأكدوا من وجود الماء على سطح المريخ و كواكب أخرى ، أصبح لديهم حقيقة كونية تقول : إن الحياة منتشرة في كل مكان ! هذه الحقيقة التي لم يتأكد منها العلماء إلا في القرن الحادي و العشرين ، طرحها القرآن في القرن السابع الميلادي في قوله تعالى : ( وَ مِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ مَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَ هُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ ) [ الشورى : 29 ] . و بالفعل يقول العلماء إن هناك إمكانية كبيرة لاجتماع سكان الأرض بمخلوقات من الفضاء ! فمن الذي أخبر النبي الأمي عليه الصلاة و السلام بذلك ؟
8 - اكتشاف البناء الكوني
طالما نظر العلماء إلى الكون على أنه فضاء واسع و فراغ مستمر ، و لكن الاكتشافات الجديدة بيَّنت أن الكون عبارة عن بناء محكم أطلقوا عليه البناء الكوني ، و لم يعد لكلمة " فضاء " أي معنى في ظل الاكتشافات الجديدة . فالمجرات تشكل كتل بناء ، و تربط بينها المادة المظلمة و الطاقة المظلمة التي لا نعرف عنها شيئاً حتى الآن ! العجيب أن القرآن لم يستخدم أبداً كلمة " فضاء " بل وصف السماء بأنها " بناء " و ذلك في قوله تعالى : ( الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَ السَّمَاءَ بِنَاءً ) [البقرة : 22 ] . و في آية ثانية نجد الحقيقة ذاتها في قوله عز و جل : ( وَ السَّمَاءِ وَ مَا بَنَاهَا ) [ الشمس : 5 ] . و هذه الكلمات تؤكد أن القرآن دقيق جداً من الناحية العلمية بما يشهد على صدق هذا الكتاب العظيم .
9 - اكتشاف الدخان الكوني
لسنوات طويلة اعتقد العلماء أن الكون يحوي غباراً كونياً تبين أخيراً أن هذا الغبار هو عبارة عن " دخان كوني " يشبه الدخان الذي نعرفه، و توجد منه كميات ضخمة في الكون منذ بداية تشكله . و أظهرت التحاليل لجزيئات غبار التقطها علماء #وكالة_ناسا أنها لا تشبه الغبار ، بل هي دخان يعود تشكله إلى بدايات خلق الكون قبل مليارات السنين . و المفاجأة أن القرآن وصف لنا بداية خلق السماء في قوله تعالى : ( ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَ هِيَ دُخَانٌ ) [ فصلت : 11 ] و السؤال لكل من يشك بهذا القرآن ، من أين جاء محمد صلى الله عليه و سلم بهذا العلم قبل أربعة عشر قرناً ؟!

10 - اكتشاف المادة المظلمة
يوجد سباق اليوم بين علماء الفلك على اكتشاف المادة المظلمة ، و هي مادة تملأ الكون و تشكل نسبة كبيرة منه . و قد وجد العلماء أن النجوم و المجرات تتوضع عبر هذه المادة المظلمة ، و المادة المظلمة شديدة و تسيطر على توزع المادة المرئية في الكون . في كتاب الله تعالى وصف دقيق لهذه المادة المظلمة و التي سماها القرآن : السماء ! يقول تعالى : ( وَ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَ حِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ) [فصلت : 12] ، فالنجوم تزين السماء طبعاً نحن لا نرى السماء مباشرة بل نرى النجوم و هي تزين السماء . و هذه السماء شديدة جداً ، يقول تعالى : ( وَ بَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا ) [ النبأ : 12 ] و هي السموات السبع ... فسبحان الله .
والله يا أحبتي لو أن القرآن لا يحوي سوى هذه الحقائق الكونية العشرة لكفى بها دليلاً على صدق و إعجاز هذا الكتاب العظيم ، فكيف إذا علمنا أن القرآن يحوي مئات الحقائق العلمية في البحار و الجبال و الأرض و الطب و النفس ... و كلها تشهد على صدق قول الحق تبارك و تعالى : ( سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) [ فصلت : 53

اكتشاف كوكب يدور حول نفسه بسرعة جنونية
قال علماء، إنهم اكتشفوا كوكباً خارج المجموعة الشمسية، يبعد حوالي 63 سنة ضوئية عن كوكب الأرض، يدور حول نفسه بسرعة جنونية.
وأوضح العلماء أن سرعة دوران الكوكب، الذي أطلق عليه اسم "بيتا بيكتوريس"، حول نفسه تفوق مثيلتها في أي كوكب بمجموعتنا الشمسية إذ تصل إلى 100 ألف كيلومتر في الساعة تقريباً.
وسرعة دوران كوكب المشتري، وهو الأسرع في المجموعة الشمسية حوالي 47 ألف كيلومتر في الساعة، بينما سرعة دوران كوكب الأرض 1700 كيلومتر في الساعة تقريباً.
ويبلغ طول اليوم على كوكب "بيتا بيكتوريس" 8 ساعات فقط، مقارنة بعشر ساعات على كوكب المشتري و24 ساعة على كوكب الأرض.
ورصد العلماء، الذين نشروا نتائج الاكتشاف في دورية "نيتشر"، حوالي 1800 كوكب خارج المجموعة الشمسية، لكن لا يعرفون إلا القليل عنها مثل تكوين هذه الكواكب وكيفية دورانها حول نجومها.
وكوكب "بيتا بيكتوريس" أحد أفضل ما درسه العلماء من بين هذه الكواكب. وهو أحد 12 كوكباً فقط منها أمكن للعلماء رصدها مباشرة وليس بوسائل الرصد غير المباشر التي يمكن للعلماء من خلالها رصد تأثير الكوكب على النجم الذي يدور حوله.
وقال أستاذ الفلك بجامعة ليدن في هولندا وأحد الباحثين الذين اكتشفوا الكوكب الجديد بيرهارد براندل: "لو عرفنا المزيد عن الكواكب الأخرى مثل درجة الحرارة عليها وغلافها الجوي وسرعة دورانها فسوف نرى كم هو متفرد موقع كوكبنا في الكون."
والكوكب الجديد أكبر حوالي 3000 مرة من كوكب الأرض، ويزيد حجمه 7 مرات على كوكب المشتري، وهو الأكبر ضمن مجموعتنا الشمسية.
ويبلغ عمر الكوكب الجديد نحو 20 مليون سنة فحسب بالمقارنة مع نحو 4.5 مليار سنة لكوكب الأرض.

البحث عن قوانين الكون المرئ
البحث عن قوانين الكون المرئي الظاهرة والخفية
د جواد بشارة
تتجسد الملحمة العلمية المعاصرة في محاولة البحث عن النظرية العلمية الموحدة والجامعة والوحيدة التي تجيبنا عن كافة تساؤلاتنا والتي حلم بها آينشتين طيلة حياته العلمية. وتمثلت في محاولة الجمع بين المستوى الميكروسكوبي، المجهري وما دون الذري، والمستوى الماكروسكوبي، الذي نعرفه ونلمسه في حياتنا اليومية ويمتد إلى آفاق الكون المرئي الرحبة، ومن ثم صياغتها في معادلة رياضية واحدة، أو بعبارة أخرى، محاولة التوفيق بين قوانين فيزياء اللامتناهي في الصغر " أي الكموم"، وواجهتها الفيزيائية وهي النظرية المعيارية، واللامتناهي في الكبر، أي الكون المرئي بما فيه من محتويات، من ذرة الرمل إلى المجرات ونجومها وكواكبها وغازاتها والتجمعات المجرية والسدم وغيرها" أي النظرية المعيارية النسبوية لنماذج البغ بانغ أو الانفجار العظيم، وواجهتها نظرية النسبية الخاصة والعامة. ومن المنتظر من هذه النظرية النهائية أن تصف مكونات الوجود المادي بكل أبعادها وما يحصل فيها من تفاعلات جوهرية، أي سبر غور الطبيعة وكشف حقيقتها وأسرارها وقوانينها حسبما قاربتها نظريتي الأوتار الفائقة ونظرية التناظر أو التماثل الفائق les théories de supercordes et supersymétrie، اللتان جاءتا تتويجاً لنظريات الفيزياء المعاصرة وعلى رأسها نسبية آينشتين وميكانيكا الكموم أو الكوانتوم. يتطلب الخوض في ذلك بالطبع البحث في عالم الجسيمات أو الجزئيات الأولية بكل أشكالها من البوزونات والفيرميونات والهيدرونات، والمادة السوداء والطاقة المعتمة أو الداكنة والمادة المضادة وغيرها من الألغاز الكونية الغامضة.
لم يختر علماء الجسيمات أو الجزئيات الأولية، مهمة سهلة، فهم يتعاملون مع دقائق أو جزيئات دقيقة ومواد ليس بوسع أحد أن يراها بالعين المجردة ولا حتى بالميكروسكوبات المتاحة حالياً نظراً لصغرها المتناهي. كما يهتمون بتفاعلاتها المتبادلة، وهي تفاعلات جوهرية وعددها أربعة: الجاذبية أو الثقالة، وهي الأقل كثافة وشدة بكثير من الثلاثة الباقية، وبعدها يأتي التفاعل الكهرومغناطيسي، وتفاعلين نوويين لا يحدثان إلا على مستوى ميكروسكوبي ما دون ذري، الأول هو التفاعل النووي الضعيف الذي يسير ويدير ويتحكم بالعمليات الإشعاعية radioactif، والآخر التفاعل النووي القوي أو الشديد الذي يربط بين البروتونات والنيوترونات ويؤمن تماسكها باعتبارها مكونات النوى الذرية.
وبالرغم من صعوبة مثل هذه المهمة إلا أنها لم تمنع علماء الجسيمات أو الجزيئات الدقيقة الأولية من تحقيق نجاحات ملموسة وأحياناً قفزات باهرة وعملاقة خلال القرن العشرين عبر تجارب وجهود بحثية هائلة ومضنية، وتوصلوا إلى اكتشاف وتصنيف عدد كبير من الجسيمات أو الجزيئات الأولية، ومن ثم أثبتوا إبان سنوات الثمانينات من القرن المنصرم، أن التفاعل الكهرومغناطيسي والتفاعل النووي الضعيف، بالرغم من تباينهما الظاهر، إلا أنهما ليسا مستقلين أحدهما عن الآخر. ففي الماضي البعيد للكون المرئي أو المنظور، كانا يشكلان معاً قوة واحدة انفصلت عن بعضها فيما بعد بفعل التضخم والتوسع والتغير الحراري.
كانت حصيلة الاستخدام الذكي من قبل العلماء لأطروحة التناظر أو التماثل الفائق استنتاج هيكيلية أو بنية التفاعل بين جسيمين أو جزيئين من خلال خصائصهما التناظرية أو التماثلية فقط. وبدا الأمر في نهاية المطاف، كما لو أن التحولات غير المتنوعة التي تتركها الجزيئات أو الجسيمات هي الأكثر أهمية وجوهرية وأساسية من الجزئيات ذاتها، عندها لم يبق أمام العلماء سوى تشخيص التماثلات أو التناظرات المرتبطة بالتفاعلات الكهرومغناطيسية والنووية الضعيفة لوضعهما وجمعهما أو ربطهما بإطار رياضي واحد أي توحيدهما رياضياً mathématiquement ومن ثم توسيع وتعميم هذه الطريقة لتطبيقها على التفاعل النووي القوي أو الشديد، وكانت النتيجة المستخلصة مذهلة وقوية جداً حيث تم ربط وتوحيد التفاعل النووي الشديد بالاثنين السابقين، أي الكهرومغناطيسية والنووية الضعيفة، والتوصل إلى صياغة رياضية تجمع التفاعلات الجوهرية الثلاثة. وكانت هذه النتيجة هي التي أوصلتنا لما نسميه اليوم بالنموذج المعياري modèle standard في فيزياء الجسيمات أو الجزيئات الأولية الدقيقة، والذي تم اختباره واثبات صحته بدقة في مصادمات ومسرعات الجسيمات أو الجزئيات الأولية، وهي منشئات عملاقة ومكلفة جداً وقمة في مكوناتها التكنولوجية مثل LHC الموجود على الحدود السويسرية الفرنسية بالقرب من جنيف.
كانت تداعيات هذا الاكتشاف والتوحيد للقوى الجوهرية الثلاثة، مهمة جداً لأنها سمحت لنا أن نؤكد على أن القوى الكونية ليست مجرد مكونات ينبغي إدراجها على نحو عشوائي في النظريات الفيزيائية إلى جانب الجسيمات أو الجزئيات الخاصة بل تبدو وكأنها نتائج لخصائص التناظر أو التماثل التي تخضع لها أو تطيعها تلك الجسيمات أو الجزيئات.
وبفضل النموذج المعياري بات بوسع الفيزيائيين شرح وتفسير سلوك الجسيمات أو الجزيئات الأولية الدقيقة في مستوى يعادل 10-18 من المتر، أي مليار من جزء من مليار من المتر. ولكن في المستويات الأدنى من هذا يدخل مبدأ النظرية المعيارية للجسيمات أو الجزئيات الأولية في تصادمات، وتتعطل المعادلات الرياضية، ويغدو الأمر بأمس الحاجة لفيزياء جديدة يتعين عليها الأخذ في الحسبان الجاذبية أو الثقالة، التي ألقيت جانباً أو أهملت في النموذج المعياري الجسيمي، في حين يحدث العكس في النموذج المعياري النسبوي حيث يهمل التفاعل النووي الضعيف والشديد أو القوي ولا يأخذ في الحسبان سوى الجاذبية أو الثقالة. من هنا تبرز الصعوبة في عملية التوحيد، و يتعاظم حجم التحدي أمام العلماء، ولكن الأمل موجود في نظرية التناظر أو التماثل الفائق التي وضع خطوطها وأسسها الأولى العالم الفرنسي بيير فايت Pierre Fayet حيث تقوم هذه النظرية بإقامة جسر بين المادة وتفاعلاتها إذ تم وصف القوى الجوهرية والجزئيات أو الجسيمات الأولية بطريقة متشابهةsimilaire، بيد أن هذا التساوي غير ممكن إلا في حالة مضاعفة كمية المادة في الكون المرئي أو المنظور. فلكل جسيم أو جزيء معروف هناك جسيم أو جزيء قرين أو شريك تناظري أو تماثلي فائق partenaire super symétrique مما يضاعف عدد الجسيمات أو الجزيئات الأولية، وهذا يعني أن التناظر أو التماثل الفائق يتجاوز حدود النموذج المعياري محققاً خطوة جديدة في الطريق الطويل نحو توحيد القوى الجوهرية للكون المرئي.
كان هدف التوحيد للقوى الجوهرية للكون المرئي رهاناً شبه ميتافيزيقي في البدء، لأنه كان يسعى للفهم الكلي والتام والشامل للكون المرئي أو المنظور إنطلاقاً من عنصر أولي أو مبدأ وحيد. ومن ثم، مع مرور الوقت، تحول إلى نوع من برنامج علمي طموح تبنته الفيزياء الحديثة التي تعمل على كشف وتشخيص الأشياء والمكونات الأولية وعزل القوانين الجوهرية لتحديد خواصها، ومن ثم التوصيل والربط فيما بينها إلى أن يتم توحيدها رياضيا وتقديم الوصف الأكمل والأشمل الذي يمكننا التوصل إليه في الوقت الحاضر لهذا الكون الذي نعيش فيه وندرسه. وليس مصادفة إذا كانت النجاحات الكبرى في حقل الفيزياء قد فسرت، إما بكونها ناجمة عن دمج للمفاهيم أو التقريب بين الأطروحات المتمايزة. وتتوجه الأنظار في العقدين الأولين من القرن الواحد والعشرين نحو تحقيق هذا الهدف وتنعقد الآمال في قدرة العلماء على توحيد الرؤى الفيزيائية بشأن فرضية التناظر أو التماثل الفائق كونها نظرية أنيقة جداً لكنها قد لا تكون كافية لأن ما هو جميل وأنيق ليس بالضرورة مصيب وحقيقي. ومع ذلك يجب إخضاعها للاختبار والتجربة في مصادمات ومسرعات الجسيمات أو الجزيئات الحديث والمتطورة والعملاقة لإثبات صحة توقعاتها وتنبؤاتها.
jawadbashara@yahoo.fr

حقائق علمية عن يوم القيامة
نعيش رحلة من أحداث يوم القيامة ونحللها علمياً لنخرج بنتيجة وهي أن كل ما جاء به القرآن يتفق مع العلم والحقائق العلمية، وهذا دليل على صدق ذلك اليوم....
عندما يكون الحديث في القرآن الكريم عن يوم القيامة، فهذا يعني أن الله تبارك وتعالى يصور لنا ذلك اليوم وكأننا نعيشه ونراه، فالله تبارك وتعالى أنزل القرآن لنتعرف على يوم القيامة، لأن هذا اليوم هو أهم يوم في حياة كل واحد منا.
ولذلك فإن الله قد ختم كتابه بآية تأمرنا أن نتقي الله عز وجل وأن نعمل لذلك اليوم، ولذلك فإن الله تبارك وتعالى قال في آخر آية نزلت من القرآن: (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) [البقرة: 281] ينبغي أن نعيد حساباتنا وأن نفكر بأننا سيأتي علينا يومٌ نقف فيه أمام الله، ينبغي أن نجهّز الإجابة منذ هذه اللحظة لأن الله تبارك وتعالى سيسألنا ماذا فعلنا بهذا القرآن، وماذا قدمنا له، يقول عز وجل: (وَإِنَّهُ) أي القرآن (لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ) [الزخرف: 44]، ولكن الملحد دائماً ينكر ذلك اليوم، ويعتقد أنه إذا مات انتهى كل شيء، ولذلك فإن الله تبارك وتعالى في آيات كثيرة، حدثنا عن يوم القيامة.
والعجيب في هذه الآيات أن الله تبارك وتعالى يستخدم الحقائق العلمية ويقسم بالظواهر الكونية التي خلقها على أن ذلك اليوم حق، وأنه سيأتي يومٌ تعلمُ فيه كل نفس ما كسبت وما أحضرت وما قدمت وأخرت، فإذا تأملنا كثيراً من الآيات نلاحظ أن الله تبارك وتعالى يقول: (وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا) [الكهف: 49] يوم القيامة سيرى كل إنسان أعماله وكأنها تعرض أمامه ويراها رؤية يقينية: (وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا) أي سوف يحضر الله تعالى هذه الأعمال ويضعها أمام هذا الإنسان ويراها.
هناك آيات كثيرة تتجلى عن يوم القيامة وأحداث القيامة، ولكن الملحد لا يقتنع إلا بالحقائق العلمية، فبعض الملحدين يقولون كيف يمكن أن نرى أعمالنا في ذلك اليوم وكيف يمكن مثلاً للجلد أن يتكلم وينطق يقول تبارك وتعالى: (وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [فصلت: 21]. فالله عز وجل أودع في الدنيا أمثلة لكي نلجأ إليها في تقريب نظرتنا وفهمنا ليوم القيامة.

عندما يقول الله تبارك وتعالى: (فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ) [الرحمن: 37]. هذه آية من آيات الله تحدثنا عن انشقاق السماء وأنها ستكون وردة كالدهان، نلاحظ أن العلماء حديثاً وجدوا بعض النجوم التي تنفجر ومجرات تنفجر بأكملها وجدوا أنها ترسم لوحة تشبه اللوحة الزيتية بألوان زاهية وهذه اللوحات التي ترسمها النجوم أثناء انهيارها طبعاً لا تمثل يوم القيامة إنما هي صورة مصغرة عن يوم القيامة. هذه الصورة لانفجار نجم في السماء، وهي لا تمثل يوم القيامة إنما صورة مصغرة عن انهيار السماء في ذلك اليوم.
نحن طبعاً لن نستطيع أن نرى تكور الشمس، يقول تبارك وتعالى: (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) [التكوير: 1]. لن نستطيع أن نرى هذا النجم الذي هو الشمس وهو ينفجر مثلاً، أو يتكور على نفسه، ولكننا نستطيع أن نرى انهيار النجوم وموت النجوم من خلال التلسكوبات التي تلتقط آلاف الصور يومياً عن موت هذه النجوم وانفجارها، فهذه صورة مصغرة عن نهاية الكون.

عندما يقول تبارك وتعالى: (وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ) [التكوير: 6]. أي أحميت، والعرب تقول: سجر التنور، أي أحماه ورفع درجة حرارته، ولكي نتمكن من تخيل هذا الأمر ونستطيع أن ندرك كيف سيحدث هذا الأمر، فإن الله أودع في أعماق هذه البحار شقوقاً وصدوعاً وأماكن تتدفق منها الحمم المنصهرة لترفع درجة حرارة الماء إلى أكثر من ألف درجة ونرى وكأن الماء ترتفع حرارته ويتم إحماؤه بشدة، فهذا المشهد لا يمثل يوم القيامة إنما هو صورة مصغرة عن ذلك اليوم، ولذلك فإن الله تبارك وتعالى أقسم بهذه الظاهرة الكونية (ظاهرة البحر المسجور) فقال: (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُور * إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ) [الطور: 6-7].
وهذا يدل على أن الله تبارك وتعالى يكلمنا عن يوم القيامة بلغة الحقائق العلمية، ولو تأملنا آيات القرآن نلاحظ أن هنالك الكثير من الآيات التي تتحدث عن هذا الأمر. فكلمة (البحار) أثناء الحديث عن يوم القيامة ذكرت مرتين في القرآن فقط، في قوله تعالى في سورة التكوير: (وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ) [التكوير: 6]. وفي السورة التي تليها سورة الانفطار: (وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ) [الانفطار: 3].
وهاتين الآيتين كانتا مدخلاً لأولئك المشككين عندما قالوا: إن محمداً صلى الله عليه وسلم ينسى ما كتبه فتارة يقول (سُجِّرَتْ)، وتارة (فُجِّرَتْ)، وهذا اتهام باطل لأن القرآن ليس كلام محمد صلى الله عليه وسلم، إنما هو كلام رب محمد سبحانه وتعالى، هو كلام الخالق الذي خلق هذه البحار وهو أعلم بها.
وإذا تأملنا هاتين السورتين نرى إعجازاً في تسلسل مراحل هذا الانفجار، فنحن نعلم إذا درسنا فيزياء المياه وتركيب هذه المياه، أن الماء يتألف من ذرتين من الهيدروجين وذرة واحدة من الأوكسجين، وعندما ترتفع درجة حرارة الماء إلى حدود كبيرة (آلاف الدرجات المئوية)، تتفكك هذه الذرات وتشكل مزيجاً غازياً شديد الانفجار وهذا ما يحدث في المختبرات عندما نقوم بوضع كمية من الماء ونقوم بتحليلها كهربائياً، نرى أن فقاعات الهيدروجين والأوكسجين تذهب وتتجمع، فهذا المزيج من الهيدروجين والأوكسجين، يقول العلماء عنه هو مزيج شديد الانفجار يعني يمكن أن ينفجر بأقل شرارة.
ولذلك فإن البحار الذي حدثنا الله تبارك وتعالى عنها وجعل قيعانها دائماً تتدفق منها الحمم المنصهرة وآلاف الفوهات من البراكين وآلاف الشقوق، وهنالك دائرة في قاع المحيطات يسميها العلماء دائرة النار، محاطة بحلقة كبيرة جداً تمتد لآلاف الكيلو مترات وتتدفق منها الحمم المنصهرة وكأننا نرى البحر يحترق أو يشتعل ولذلك فإن الله تبارك وتعالى قال: (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ * إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ) [الطور: 7]، فانظروا كيف ربط البيان الإلهي بين البحر المحمَّى المسجور وبين عذاب الله بنار جنهم، وأن عذاب الله سيكون أعظم من هذا المشهد بكثير، فعندما يأتي يوم القيامة سوف تشتعل البراكين في قاع المحيطات، وهذا ما يقوله العلماء، هذا ليس كلاماً نظرياً، إنما هو كلام عملي، لأن هذه الألواح التي تغلف الأرض (قشرة الأرض رقيقة جداً، أقل من 1% من قطر الأرض) هذه القشرة هي عبارة عن ألواح تتحرك باستمرار وكلما تحرك لوحان وابتعدا عن بعضهما تتدفق ملايين الأطنان من الصخور الملتهبة ودرجة حرارتها آلاف الدرجات المئوية. وتتدفق بكثرة عبر هذه الصدوع. وسوف يأتي زمن هو يوم القيامة تضطرب فيه حركة هذه القشرة الأرضية، وبعد ذلك سوف تزداد هذه الصدوع وتتدفق كميات كبيرة مما يعني أن البحر ستبلغ درجة حرارته آلاف الدرجات وتتفكك هذه الذرات من الماء إلى الأوكسجين والهيدروجين ويتشكل ذلك المزيج المنفجر الذي ينفجر وبالتالي يتحقق وعد الله تبارك وتعالى: (وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ) [الانفطار: 3].
لو تأملنا أي انفجار ودرسناه فيزيائياً نلاحظ أن الانفجار حتى يحدث لا بد من ارتفاع في درجة الحرارة أي أن هنالك عملية تسخين أولاً، ثم انفجار، وهذا ما حدثنا القرآن عنه: فقال في سورة التكوير أولاً: (وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ) [التكوير: 6]. ثم في السورة التي تليها قال: (وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ) [الانفطار: 3]. إذاً.. التسجير والإحماء وارتفاع درجة الحرارة أولاً.. ثم التفجير.
إذاً في ترتيب هاتين الآيتين ليس هناك أخطاء علمية أو أنه كما يقولون إن النبي صلى الله عليه وسلم أخطأ أو نسي فتارة يقول فجرت وتارة يقول سجرت.. لا.. هناك تسلسل علمي من الله تبارك وتعالى أودعه لنا لنكتشفه في هذا العصر وليكون لنا دليلاً على صدق هذا القرآن وصدق يوم القيامة. ولذلك بعدما عدد لنا الله تلك الأحداث التي ستتم يوم القيامة من تكوير للشمس، وانكدار للنجوم، وتسجير البحار.... يقول: (عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ) [التكوير: 14].
وفي السورة التي تليها يقول الله تبارك وتعالى: (إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ * وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ * وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ * عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ * يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ) [ الانفطار: 1-6]. وهنا نأتي إلى الهدف من ذكر هذه الحقائق، المخاطب دائماً بهذه الحقائق هو الإنسان، لأن هذا الإنسان هو المعني بهذا الخطاب الإلهي ليتذكر يوم القيامة ويعد له العدة، فالله تبارك وتعالى عندما يحدثنا عن هذا اليوم ويحدثنا عن حقائق علمية وظواهر كونية سوف تحدث، ونأتي إلى العلماء وما يكشفونه من حقائق وجميعهم يؤكدون أن هذه الظواهر ستحدث: الشمس ستتكور على نفسها. النجوم سوف تنكدر وتنطفئ وتختفي. والزلازل سوف تكثر.
يقول تبارك وتعالى: (إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا) [الزلزلة: 1-2] وانظروا إلى كلمة (أَثْقَالَهَا) هذه الكلمة تدل على أن في الأرض أشياء ثقيلة، والعلماء يقولون كلما نزلنا في الأرض زادت كثافة المادة، أي أن كثافة القشرة الأرضية أقل من الطبقة التي تليها، وكلما تعمقنا تزداد الكثافة إلى حدود كبيرة ولذلك يزداد ثقل هذه الطبقات، وهكذا نرى أن الله تبارك وتعالى قال: (إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا * يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا) [الزلزلة: 1-5]. فهذه الآيات هنالك هدف منها وهو أن تتذكر أيها الإنسان هذه الأحداث التي ستمرّ بك وسوف تقف بين يدي الله تبارك وتعالى.
وإذا رجعنا إلى قوله تعالى: (وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا) وطرحنا السؤال: كيف يمكن للإنسان أن يتخيل أن الأحداث التي صنعها في الدنيا سيجدها تماماً أمامه: (وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا)؟ تقول النظرية النسبية: إننا إذا استطعنا أن نسير بسرعة تساوي سرعة الضوء، سوف يتوقف عند هذه النقطة الزمن، فالإنسان الذي يسير بسرعة الضوء فإنه سوف يتوقف الزمن من حوله، وإذا تجاوز هذه السرعة سوف يعود ويرى الماضي حقيقة واقعة أمامه، ولذلك قال تعالى: (وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا). فهذا إثبات علمي على إمكانية رؤية الماضي!
لماذا هذه الحقائق العلمية؟
إن هذه الحقائق العلمية هي وسيلة لتقريب الصورة إلى أذهاننا، فتفكير الإنسان محدود، عندما خاطبه الله تبارك وتعالى وأخبره عن نعيم الجنة مثلاً، وأخبره بأن الجنة فيها أنهار من عسل مصفى وفيها أيضاً أنهار من ماء غير آسن وفيها أنهار من لبن لم يتغير طعمه.. فحتى نتخيل هذه الأنهار خلق الله تعالى لنا في الدنيا العسل، وخلق لنا اللبن، وخلق لنا مثلاً الفاكهة، وحدثنا أن الجنة يوجد فيها فاكهة ولكن فاكهة الدنيا غير فاكهة الآخرة..
فدائماً أحب أن أؤكد على هذه النقطة الجوهرية وهي أن الحقائق العلمية هي فقط لتدبر وفهم القرآن، وليست حجة على القرآن، أي نحن لا نستخدم الحقائق العلمية لأننا نشك في هذا الكتاب أو لأن إيماننا ضعيف! لا.. نحن نتأمل هذه الحقائق من باب التدبر لكتاب الله، لأن الله تبارك وتعالى قال: (وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [آل عمران: 191]. فعندما نتفكر في خلق السموات والأرض فهذا يعني أننا ينبغي أن ندرس مادة هذه السموات ومادة الأرض وينبغي أن ندرس الفيزياء والكيمياء والفلك والنجوم والكواكب والجبال والبحار دراسة علمية لنستجيب لنداء الله تبارك وتعالى: (وَيَتَفَكَّرُونَ).
ولكن جميع الأحداث التي تتحدث عن يوم القيامة هي أحداث للعبرة وعندما نقول مثلاً يقول تبارك وتعالى عن يوم القيامة: (وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ) [القيامة: 9]، وعندما نأتي لعلماء الغرب ونجد أنهم يصدرون بحثاً جديداً عن إمكانية أن تبتلع الشمس القمر وأن يجتمعان مع بعضهما، فنحن طبعاً لا نقول إن هذا المشهد هو يوم القيامة، نحن نقول هنالك إمكانية علمية لحدوث مثل هذه الظاهرة التي حدثنا الله تبارك وتعالى عنها في كتابه لتكون هذه الحقائق وهذه الآيات دليلاً لأولئك المشككين أن يوم القيامة لا بد أن يأتي وأن كل إنسان سيجد أعماله حاضرة أمامه.
بقلم عبد الدائم الكحيل

مسبارات ناسا إلى الكواكب
قامت ناسا بأرسال العديد من المسبارات لفدراسة وفحص كواكب المجموعة الشمسية :
مسبار ميسنجر إلى عطارد ، لدراسة سطحه ومجاله المغناطيسي وقد عثر على رواسب بركانية
مسبارات متعددة إلى المريخ من ضمنها كيوريوسيتي و أبورتيونيتي و مارس جلوبال سيرفيور ومارس أوديسي
مسبار دون إلى النيزك فيستا و الكوكب القزم سيريس ، بغرض التعرف على أحوال الأزمنة الأولي لتكون المجموعة الشمسية
المسبار جونو إلى المشتري سيلقي نظرة على جوه الكثيف ومعرفة التركيب الكيميائي لجوه ، وكذلك دراسة الأعاصير عليه وبصفة خاصة اعاصير البقعة الحمراء المميزة .
المسبار كاسيني إلى زحل ، استطاع تسجيل مياه مالحة على سطح القمر "انكلادوس " ( والتي قد تحتوي على بعض المواد العضوية) ، كما استكشف قمره تيتان الذي يعتقد العلماء انه مشابه للأرض قبل نشأة الحياة عليها .
فوياجر 1 و فوياجر 2 اللذان أديا عبورا بالقرب من المشتري وزحل ، كما قام فوايجر 2 بدراسة أورانوس ونبتون . وقد غادر الإثنان المجموعة الشمسية ودخلال الفضاء بين النجوم.
مسبار نيوهورايزونز إلى بلوتو و حزام كايبر ، سوف يقوم بدراسة بلوتو وأقماره ، وحزام مذنبات ثلجية تحيط بالمجموعة الشمسية.

من الفضاء إلى التربة
من الفضاء إلى التربة في سبع دقائق
عندما نقول عن مركبة جوالة إن صنعتها حذقة وماهرة sophisticated، فإننا نعني أنها كبيرة وثقيلة. وفيما يتعلق بكيوريوسيتي، فإن حجمها قريب من حجم السيارة الصغيرة المعروفة Mini Cooper، ووزنها نحو طن متري. والكبسولة capsule التي تحملها عبر الفضاء البيكوكبي(7)، أكبرُ من تلك التي حملت رواد أپولو. ومن ثم، فالطريقة التي ستهبط بها الجوالة كيوريوسيتي جريئة وغير مسبوقة.
وفي مدخل الكبسولة وضعت لصاقة سُجل عليها:
➊(1) الجوالة: تنفصل أولا عن نظامها الذي يزودها بالطاقة، ويجعلها تندفع في الفضاء البيكوكبّي.
➋(2) تقذف الكبسولة ثِقَلَ الموازنة(Cool (المكون من قطع معدنية وَتَنگستين tungsten) لتحويل مركز ثقلها إلى جناح يمكنه توجيه الكبسولة، التي تقابل جو المريخ الأعلى بسرعة فوصوتية hypersonic تساوي نحو ستة كيلومترات في الثانية. تقوم درع حرارية بامتصاص الطاقة الهائلة الناجمة عن إبطاء التسارع الناتج.
➌(3) بعد ذلك، تطير السفينة الفضائية أفقيا، وتنخفض السرعة تدريجيا نتيجة قيام صواريخ الدسر الجانبية بتوجيه السفينة باتجاه موقع هبوطها.
➍ (4) وحين تصبح على ارتفاع 10 كيلومترات، تنشر مظلة هبوط(9) طولها 50 مترا وقطرها 21.5 متر. وعند بلوغ هذه المرحلة تظل سرعة الجوالة فوصوتية. هذا، وقد كان تصميم المظلة جزءا مهما من البعثة، إذ إنه مَثّل تحديا خاصا لها. فالفيزياء المتعلقة بكيفية انتفاخ المظلة (أو اهتزازها، أو عدم انتفاخها) بهذه السرعات، غير مفهومة جيدا، ومن الصعوبة بمكان نمذجتها.
➎ (5) وبعد وقت قصير من انتفاخ المظلة، تتخلص السفينة الفضائية من الدرع الحرارية، وتُشغِّل نظامها الراداري لاستشعار أرض سطح المريخ. وعلى ارتفاع منه يقارب كيلومترين، تكون سرعة طيران السفينة الفضائية نحو 100 متر في الثانية - وهذه قريبة من سرعتها النهائية، وهي أبطأ سرعة للمركبة يمكن للجو كبح حركتها باتجاهه؛ ومع ذلك، فهي سرعة عالية جدا لهبوط آمن على سطح الكوكب. وعند ذلك، تتخلى الجوالة عن المظلة بواسطة صاروخِ دسرٍ محمولٍ على ظهر الجوالة للتحكم في هبوطها.
➏ (6) وعلى ارتفاع نحو 20 مترا فوق سطح المريخ، يجري إنزال الجوالة على ثلاثة كبال cables - بشكل يُطلق عليه اسم الرافعة السماوية sky crane - وتحط على السطح بعد نشرها ثلاثة دواليب ونظاما للتعليق suspension. وتلامس دواليبُ الجوالة السطحَ بسرعة قريبة من 0.75 متر في الثانية.
➐(7) وبعد انتظار مدته ثانيتان للتوثق من أن الجوالة على أرض صلبة، تطلق عدة تجهيزات متفجرة صغيرة لقطع الكبال، وحبلا سُرّيا umbilical خاصا بالبيانات data. بعدئذ، تُقْذَفُ مرحلةُ الهبوط الآلي وتدمَّرُ على بعد نحو 450 مترا من المركبة. وخلال ساعة، أو نحو ذلك، يجب أن نحصل على أول صور من السطح؛ وبحلول نهاية الشهر الثاني، يكون المختبر الموجود على متن الجوالة قد حلّل أول عينتين للتربة والصخور

معزوفة جاما
دار الأوبرا الكونية تقدم لكم أحدث المعزوفات الفلكية
معزوفة جاما
كيف يمكن أن يبدو انفجار أشعة جاما؟ حقيقة لا أحد يدري، لكن أعضاء الفريق العاملين مع تلسكوب Fermi الواسع LAT يترجمون قياسات اشعة جاما إلى نوطات موسيقية ليؤلفوا "أغنية" من فوتونات أحد أعظم هذه الانفجارات طاقة GRB 080916C الذي حصل في ايلول 2008، وذكر الفريق:"لدى ترجمة قياسات أشعة جاما إلى نوطات موسيقية، قمنا بتوزيع الفوتونات كي تعزف على آلات موسيقية مختلفة (قيثارة ، تشيلو ، بيانو)، وذلك بناء على الاحتمالات التي تعبر عن مصدر كل فوتون في الانفجار"، و يضيف:" أصبح لدينا طريقة جديدة لتمثيل البيانات والاستماع للكون"، في بداية الأغنية وقبل أن يبدأ الانفجار، تبدأ القيثارة بعزف منفرد لبعض النوطات، وبعدها يشترك البيانو مع هذه الخلفية للقيثارة، وتبدأ النوطات الموسيقية بالتراكم أكثر، ومن ثم يدخل البيانو لهذه الجوقة عند بدء الانفجار، مكونا صوتا كاملا صاخبا.
استمع لأوتار الغلاف المغناطيسي للأرض
منذ 2012 تقوم أقمار RBSP (مجسات حزام العاصفة الإشعاعية) التوأم بالتقاط تسجيلات لأمواج راديوية ضمن النطاق المسموع، والتي يشعها المجال المغناطيسي للأرض، إن سيل الصفير المسموع في الفيديو المرفق يتألف من 5 أحداث صوتية مختلفة التقطت بواسطة مجموعة أجهزة RBSP، وأطلق اسم الجوقة على هذه الظاهرة، إن الموجات الصوتية والتي تعتبر ترددات قابلة للسماع بالأذن البشرية، يتم إشعاعها من خلال جسيمات طاقية ضمن الغلاف المغناطيسي الأرضي، والتي بدورها تؤثر وتتأثر بالأحزمة الإشعاعية، وقامت مهمة RBSP بوضع زوج من الأقمار الصناعية المتطابقة ضمن مدارات منحرفة، بحيث ستبعدها المدارات عن بعضها من 603 كم وحتى 32186 كم، وأثناء العبور ضمن مداراتها، ستمر الأقمار خلال أحزمة Van Allen المستقرة في الداخل والمتقلبة في الخارج، وأثناء عبورها في مدارها، فإنها ستستكشف الجسيمات المكونة للأحزمة، وستتعرف على النشاط الحاصل ضمن الأماكن المنعزلة - أيضا ضمن مناطق كبيرة.

معزوفة الأورورا
هل تصدر الأورورا (الشفق القطبي) صوتا ؟ يمكن استخدام راديو عبارة عن مستقبل VLF (تردد صغير جدا) حيث تتحول الموجات الراديوية ضعيفة التردد التي تصدرها الاورورا إلى موجات صوتية عبر موصلات، يمكن أيضا التقاط الكثير من الأشياء عدا عن الأورورا، بما في ذلك طنطنة "غير طبيعية" كبيرة من التيار المتناوب .
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى