مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* عين على العراق - عين على الحقيقة - خطر العراق - نعم لاهانة المسلمين.

اذهب الى الأسفل

* عين على العراق - عين على الحقيقة - خطر العراق - نعم لاهانة المسلمين. Empty * عين على العراق - عين على الحقيقة - خطر العراق - نعم لاهانة المسلمين.

مُساهمة  طارق فتحي السبت ديسمبر 10, 2011 9:22 pm

عين على العراق
بقلم : طارق فتحي
و أنهم نصبوا قيادات في بلداننا العربية توصلهم لمبتغاهم عن طريق ذل الشعوب و تجويعها و بذل أقصى الجهود للحد من تنميتها العلمية والثقافية و بقائها الشعوب المستهلكة و ليست المنتجة ومهاجمة الدين و تقسيمه و خلق جماعات دينية تبقينا بتخلف و حرب بيننا و بين أنفسنا ليتسنا لهم استنزاف ثرواتنا ولكن لم يستطيعوا لأن نهضتنا ليست بيدهم بل بيدنا و قوتنا بديننا و بأصولنا و مجتمعاتنا و حضارتنا و تاريخنا

ويعترف مراقبو ومحللو المشهد السياسي الراهن في الولايات المتحدة بأنهم لم يفاجأوا ولا انتابتهم أي دهشة أو استغراب عندما سمعوا الرئيس الأميركي جورج بوش يتكلم عن أهمية ما يصفه بأنه «تغيير النظام» في هذا البلد من العالم أو ذاك.

لأن الأمر لم يكن جديدا بحال من الأحوال: فقد جاءت كلمات بوش أو جاء وعيده السياسي بمثابة حلقة معتادة في سلسلة استغرقت من عمر زماننا الراهن نحوا من 110 من السنوات التي بدأت بتغيير نظام كان حاكما في جزيرة هاواي .

وكان ذلك تحديدا في عام 1893 وبعدها عملت واشنطن على تحقيق مصالحها السياسية والاقتصادية وما يماثلها فكان أن نفذت 14 تغييرا أو إطاحة بحكومات ونظم شتى كان آخرها بالطبع نظام البعث الذي كان حاكما في بغداد.

كان مسرح الجهود الأميركية لتغيير النظم والإطاحة بالحكومات وهذا المسرح من حيث المكان هو خارطة العالم المعاصر، وإن كان التركيز بالذات على الدول التي تتماشى مصالحها وأقدارها مباشرة مع مصالح أميركا وأقدار شعبها ولا سيما في قارة أميركا الجنوبية - اللاتينية، أما المسرح من حيث الزمان فهو بصورة أو بأخرى سنوات القرن العشرين.

ففي الخفاء هناك صلة حيوية مباشرة - والمستترة غالبا - بين شعارات السياسة المعلنة وبين مصالح الاقتصاد المخفية، يقول الكاتب «ستيفن كنزر: في عام 1909 أصدر الرئيس الأميركي (وقتها) ويليام تافت أوامره بالإطاحة برئيس نيكاراغوا وكان اسمه خوسيه سانتوس زيلايا، يومها ادعى الرئيس تافت أنه كان يتصرف لحماية أمن أميركا (تأمل) ولنشر وتعزيز المبادئ الديمقراطية (ولا يزال هذا الشعار - بطبيعة الحال – مرفوعا ) لغاية يومنا هذا .

إن الهدف الحقيقي للسيد تافت كان يتمثل في حماية «حق» الشركات الأميركية في العمل كيفما شاءت في أراضي نيكاراغوا. وبمعنى أوسع كان الرئيس يؤكد «حق» الولايات المتحدة في فرض شكل الاستقرار الذي يروق لها على أراضي البلدان الأجنبية.

من جانبنا قد نقول ان مثل هذه الأحداث أو مثل هذه الملابسات أمور شهدتها مراحل شتى من التاريخ الإنساني .المشكلة أن هذا السلوك أصبح بمثابة نمط متبع بمعنى أنه جاءه ليرسي سابقة يمكن النسج على منوالها.
فالذي حدث هو أن الولايات المتحدة دأبت، على مدار القرن العشرين وحتى مطالعنا الراهنة في القرن الحادي والعشرين، على استخدام القوة العسكرية (السافرة) ودوائر العمليات السرية (المستترة) للإطاحة بالحكومات التي كانت ترفض حماية المصالح الأميركية.

وفي كل مرة كانت تخلع على تدخلها هذا رداء من شعارات طنانة تدور حول التحرير والأمن القومي في حين أنها كانت تتصرف أساسا في معظم الحالات لأسباب اقتصادية وبالتحديد من أجل إرساء ودعم وحماية حق المصالح الأميركية في ممارسة «البيزنس» في كل أنحاء العالم بغير تدخل من سائر الأطراف الأخرى.

ولكن لماذا القرن العشرون بالذات........؟
لأنه القرن الذي شهد نشوء وترعرع المؤسسات التجارية العملاقة والشركات المتعددة الجنسيات وهي التي تمارس عملياتها التجارية والمصرفية والإنتاجية في مقرها في بلد ما ولكنها تجني أرباح امتداد وتوسع هذا النشاط عبر البحار.
هذه المؤسسات - الاحتكارات العملاقة - وعدد من العناصر التي تصدت لرئاستها وإداراتها استطاعوا أن  يجنوا  ثروات طائلة ويكتسبوا نفوذا سياسيا واسع النطاق. صحيح أن الأمر شهد قيام حركات في المجتمع المدني ومعها نقابات العمال والأحزاب السياسية وكلها حاولت أن تجابه أنشطة أو نفوذ هذه الاحتكارات المتعددة الجنسيات وشركاتها عبر الوطنية.

إلا أن كل هذه الأطراف أو الدوائر المعارضة لم تستطع يوما أن تقترب - ناهيك بأن تنافس أو توازي من النفوذ والجاه والسلطان الذي كانت (وما زالت) تتمتع به تلك الشركات العملاقة ـ وقد زاد من بريق وجودها أيضا أن تلك المؤسسات الكبرى نجحت في تصدير نفسها وأنشطتها في ذهنية الجماهير على أنها النموذج المشرق الأخاذ للمثل العليا وللمشروع الحر والمبادرات والمنجزات الفردية والإخلاص في العمل وتحمل مشاقه، هذا فضلا عن قدرتها على المناورة واستقطاب وتجميع أصدقاء وأنصار ومعجبين ومؤيدين ومستفيدين وعملاء وجواسيس ومتربحين وعملت على تصعيد بعضهم إلى المراكز المهمة (صنع القرار) في العاصمة واشنطن.

والحاصل أن شاءت مصادفات تاريخ القرن العشرين أن يتزامن صعود المؤسسات الاقتصادية العملاقة من حيث النشاط والأرباح والنفوذ، مع صعود الولايات المتحدة الأميركية ذاتها من مواقع الدولة الناشئة المعزولة أو شبه المعزولة خلف مياه الأطلسي إلى مكانة الدولة الكبرى ثم الدولة العظمى التي تشكل قوة الحسم في الشؤون الدولية.

في هذا التزامن التاريخي.. ما دفع بالاحتكارات الاقتصادية إلى أن تتوقع من القوة الصاعدة للدولة الأميركية وحكومتها أن تقف في صفها بل وتتحدث باسمها وتدافع عن مصالحها.. حتى ولو وصل التمادي في هذا الدفاع إلى حد الإطاحة بالزعماء الأجانب » غير المتعاونين»، كان أن وافق رؤساء أميركا المتعاقبون - كما يؤكد مؤلف الكتاب - على أن هذا هو النهج القويم من أجل الدفاع عن المصالح الأميركية.
الاطاحة بالزعماء
زاد من التمسك بهذا النهج حقيقة انتقال التأثير للأحداث والتحولات السياسية، بمعنى أن الإطاحة بزعيم هنا تشكل بالضرورة درسا مستفادا وعبرة مستقاه ورادعة في غالب الأحيان لزعيم هناك.

فإن حكاية الانقلابات وتغيير النظم تتشابك فيها السياسة مع الاقتصاد، وتختلط الشعارات مع المصالح وخاصة في إطار ممارسة وإدارة السياسة الخارجية والعلاقات الدولية لبلد كبير ومؤثر وشديد العنفوان - بحكم انتمائه لما يسمى بالعالم الجديد مثل الولايات المتحدة.

ومع بدايات الإحدى عشرة سنة التي أشرنا إليها، كان مزارعو قصب السكر في هاواي يرغبون في إرسال محصولهم الحيوي من الحقول التي يملكونها في الجزيرة إلى البر الرئيسي الأميركي بغير أن يدفعوا ضرائب أو رسوم التصدير.

وكان السبيل الوحيد لذلك هو أن تصبح هاواي جزءاً من أميركا وحينها تتاح فرصة الوصول إلى أسواقها الداخلية المفتوحة والمربحة بغير مكوس ولا من يحزنون، وهكذا أطيح بحكومة هاواي لتحقيق هذا الهدف الاقتصادي - الضريبي في المحل الأول.

لكن هذه الظاهرة ما لبثت أن اكتسبت وجها آخر أو بُعدا أعمق، لقد تحول أرباب الاقتصاد وأصحاب المصالح من مجرد مساعي التأثير وتعبئة الأنصار واسترضاء المؤيدين والناطقين باسمهم - إلى حيث أصبحوا هم صانعو السياسة ومتخذو قرارات المصير.

و من سيرة وزير الخارجية الأميركي الأسبق جون فوستر دالاس (1888 - 1959) فهو الشخصية التي تجسد على أتم وجه هذا الخلط أو الدمج بين المصالح السياسية والمصالح الاقتصادية، لماذا؟ لأن دالاس أمضى عقودا من الزمن وهو يعمل في خدمة أقوى الشركات العالمية وبعدها أصبح وزيرا لخارجية أميركا في عهد الرئيس الأسبق أيزنهاور، ودالاس هو الذي أصدر الأوامر بتنفيذ الانقلاب الذي أطاح بحكومة الدكتور محمد مصدق الوطنية في إيران عام 1953 وكان من الأهداف المنشودة ما «جعل الشرق الأوسط مكانا آمنا لنشاط الشركات الأميركية».

وبعدها بسنة واحدة أمر جون فوستر دالاس بانقلاب آخر في غواتيمالا، الجارة القريبة في منطقة أميركا الوسطى من أجل الإطاحة بحكومتها «الوطنية». وكانت هذه الحكومة قد تحدت سلطات شركة الفواكه المتحدة (يونايتد فروت) واستغلالها أراضي البلد الصغير وموارده وكان دالاس شخصيا محاميا موكلا قبل توليه المنصب الوزاري عن الشركة المذكورة.

وفي هذه المرحلة - منتصف الخمسينات بالذات - شهدت الأخوين دالاس وقد شغلا أهم موقعين من مواقع الإدارة الأميركية: الأول - جون فوستر كان وزيرا للخارجية والثاني ألن دالاس كان مديرا للمخابرات المركزية. وأن الوزير دالاس كان له مواجهات - بلغت حد المصادمات - مع حركة التحرير الصاعدة والمد القومي المتنامي وقتها في المنطقة العربية، ومن ثم كانت مشاريعه لإدخال الأقطار العربية، في المشرق بالذات.

ضمن مناطق النفوذ الغربية من خلال مشاريع من قبيل الحلف المركزي وحلف بغداد. وبعدها تصدى جون فوستر دالاس لإحباط مساعي مصر - الناصرية وقتها لتأميم قناة السويس وتحويل مواردها لصالح بناء السد العالي، حيث كان دالاس هو القوة المحركة وراء رفض البنك الدولي المساهمة في تمويل ذلك المشروع الإنمائي الكبير، بل عمد إلى إعلان هذا الرفض بأسلوب يشكل إهانة سياسية للطرف العربي الذي كان يتطلع وقتها إلى علاقات إيجابية مع الغرب على جانبي الأطلسي، هذا فضلا عن رفض دالاس سياسة الحياد الإيجابي ومبادئ عدم الانحياز التي قادتها كل من مصر والهند ويوغسلافيا ويومها أيضا أعلن دالاس بغير تحفظ أن «الحياد عمل غير أخلاقي».

عين على الحقيقة
مُساهمة  طارق فتحي في السبت 10 ديسمبر 2011 - 10:20

بقلم : طارق فتحي

المقدمة
قد يقول قارئ : هل ما زالت ثمة حاجة إلى المزيد من الكتب عن جرائم الدول الاستعمارية الغربية في بلادنا...؟ ألم يكتب ما يكفي...!
مع أنه صحيح أنه ما من موضوع كتب ونشر فيه قدر ما كتب عنا وعن مشاكلنا ومشاكل أوطاننا العربية، وصحيح أنه نشرت كثير من الكتب والمقالات والأبحاث عن تلك الجرائم، لكن ديمومة الصراع في بلادنا واستمرار الصدام يحتمان البحث دومًا حيث إن مشاكلنا تمس العالم وأمنه واستقراره.
مثلما تؤثر تلك الأحداث في حيواتنا، فإنها تمس المواطن الأوروبي أيضا الذي يرى بلاده تخوض نزاعات وحروبا جديدة في أوطاننا: من أفغانستان إلى الصومال والعراق ولبنان والسودان، وفلسطين. والظاهرة الجديدة القديمة المتمثلة بانقلاب الشعوب العربية على حكامها الصالحين والطالحين منهم على حد سواء ، كما يرى أبناءه يرسلون وقودا لحروب قيل له أحيانا:
إنها دفاعا عن الحضارة الغربية ومبادئها، وأحيانا أخرى: إنها معارك لحماية الغرب وحضارته المسيحية المقدسة في وجه إسلام دموي يحاول الهيمنة على العالم، وفي أحيان ثالثة: إنها لفرض الديمقراطية ومبادئ حقوق الإنسان، وغيرها من الشعارات المضلِّلة.
وفي وجه هذه الدعايات السمجة والممجوجة التي تغرق فيها مختلف وسائط الإعلام الغربي وبعض وسائل الإعلام العربية، المرئية والمسموعة، ثمة حاجة دائمة لمواجهة الكذب بالحقيقة، والخداع بالوضوح .
وكان المثقف العربي جل همه ان يكتشف الحقيقة فهي مغيبة عنه بمقولات مفبركة بمصطلحات سياسية واقتصادية واجتماعية ودينية تعطي اكثر من معنى . وهكذا نرى الدول العربية تتلقى الضربة تلوه الاخرى وبنفس الاسلوب والطريقة التي يبث بها المستعمر سياسته في احتواء المنطقة .
وكان عذر الشارع العربي انه لا يفهم ما يدور حوله وليست لديه ادنى فكرة عن المؤامرات والدسائس التي تحاك ضده . تمهيدا للسيطرة عليه فكريا وجعله يسير في متاهات لولبيه في جنات الوهم الغير حقيقية .
ولكن ما عذر الشارع العربي الان وهو يعلم ويعي جيدا ما يدور حوله من امور اريد بها اذلاله ودولته الى حد الخضوع وإمالة حلمه وآماله وإمالته بعناوين براقة ظاهرها الرحمة والعدل وباطنها العذاب الشديد .
فلما لم نكن نعلم فتلك مصيبة ولكننا الان نعلم فمصيبتنا اعظم ولله الامر من قبل ومن بعد .
وعلى القاريء العربي الذي يشعر بالحاجة إلى معرفة المزيد عن بلاد المشرق العربي، والاطلاع على حقائق الصراعات في بلادنا لا تنقلها وسائل الإعلام "الغربية بالطبع" ويمكننا القول: وحتى وسائل إعلام عربية كما توضح حرب العدو الصهيونية على غزة في أيامنا هذه.

بدأ المستعمرون الجدد بالتفكير في الشرق الاوسط لما يمتلكه من موراد هائلة للطاقة مما تدفع بعجلة الصناعات الراسمالية والامبريالية العالمية واصحاب رؤوس الاموال الضخمة الرساميل وعلى راس القائمة ثلة قليلة من العوائل اليهودية مثل عائلة روتشيلد وغيرها بتشكيل لوبي صهيوني عالمي مهمته الحفاظ على امتيازاتها النفطية واستمرارها فكان لابد من انهيار الخلافة العثمانية وكان لهم ما ارادوا بوسائل الكذب والغش والخداع والدجل وغيرها من الاساليب الاستعمارية الشريرة وانتهاء باندثار الإمبراطورية البريطانية التي بالكاد تشرق عليها الشمس بعد ان كانت بالكاد تغرب عنها ولاحقا الفرنسية التي قضى عليها المجاهدون الجزائريون في حرب الاستقلال، عقب إخفاق العدوان الثلاثي على مصر الذي كان بمنزلة الضربة القاضية التي أنهت حياة تلك الإمبراطورية الظالمة.
واكثر الكتاب الغربيون يتناولون موضوعات الشرق العربي وغيره مدعين الحيادية والحقيقة بل يدعون لانفسهم عين الحقيقة حيث لم يدع إطلاقا ما يسمى "الحيادية والموضوعية" التي عادة ما يتخذها مؤرخون استعماريون ذريعة لذكر نصف الحقائق والتمويه على ما قد يكشف مدى التآمر الغربي على بلاد العرب وشعوبها من مختلف القوميات والأديان والمذاهب، ويحتمون بما يطلقون عليه صفة "البحث الأكاديمي الرزين" وما إلى ذلك من الشعارات المزيفة. مقولات مقولبة وآراء نمطية وأحكام مسبقة وهوس ديني: مثل "هم، نحن، حضارة غربية، حضارة عربية إسلامية" وغيرها،
لماذا يكرهوننا........؟
حيث ان أصل هذه المقولة يعود إلى كاتب الرحلات والقس الإنجليزي الكاثوليكي (1577-1626) الذي كتب "إن الرب منع معارف الإبحار عن الفرس والمغول والعباسيين والصينيين والتتر والأتراك حتى تظهر شمس الحقيقة في الغرب ليضيء بها العالم".
وهناك من يدحض هذه المقولة التمييزية الإقصائية، الخاطئة أصلا لأن العرب والفرس هم من ابتدعوا آلات النوء البحري تلك، ويذكر بأنه لم يكن في الماضي البعيدة فواصل تميز أوروبا من محيطها، وإنما انتقال تدريجي إلى جغرافيات متباينة وثقافات أخرى.
وهنا اذكر حقيقة "غير متداولة" أن الاسم "أوروبا" يعود، وفق الأساطير الإغريقية، إلى أميرة "فينيقية" خطفها أحد آلهة الإغريق "زيوس" إلى جزيرة كريت. في الحقيقة إن الاسم أوروبا/ Europe ما هو إلا صيغة مؤغرقة من الكلمة "الفينيقية" القديمة "عرب" التي تعني في تلك اللغة "غرب" .ومن هنا نؤكد الجذور العنصرية لتلك المقولات وما أنتجته في هذا العصر، ومنها على سبيل المثال "صراع الحضارات" وغيرها.
فمن دون "هم" ليس ثمة من "نحن" وإذا لم يكن ثمة من "برابرة ووحوش" فليس ثمة من حاجة إلى احتلال مختلف بقاع العالم وإخضاع شعوبها بقصد "تحضيرها".
غير أننا نرى أن الجذر الأساس للفكر الإقصائي مسجل في التوراة حيث يتم طرد "كنعان" من سفينة نوح، وهي دعوة واضحة للقضاء عليه.
ان عمل الأطفال ذوي السن السابعة، وانعدام حق الانتخاب، ومنع اليهود من ممارسة مهن محددة، وقتل "إعدام" المجرمين في الساحات العامة. هذا كله، ، يظهر أن طريق الغرب إلى الحضارة ما يزال طويلا حقا.
وإذا كان "الإنسان الغربي" يظهر همجيته ووحشيته في بلاده، فإن تلك الممارسات كانت أشد وحشية بحق الشعوب المستعمَرة. لذا، فإن الجانب المظلم من الحضارة الغربية لم يكن ناتجًا من جهل أو عرضيًا، بل مَرَضَيًا.
كما نلفت الانتباه إلى أن الحرب العالمية الأولى أحدثت شرخا في مفهوم "الحضارة الغربية". فعلى سبيل المثال، الألمان الذين أسهموا إسهاما كبيرا في الفلسفة والشعر والموسيقى والعلم، صاروا بالضرورة "همّا". ولذا نشأت حاجة إلى إلحاق سبب الحرب مع ألمانيا إلى "الأتراك" الآخرين المسلمين.
"الشرخ" في مفهوم "الحضارة الغربية" حدث على جانبي الجبهة: الألمان الأوروبيين تحالفوا مع الأتراك "المسلمين البرابرة" والإنجليز والفرنسيين تحالفوا مع روسيا الآسيوية "نصف البربرية". لكن العرب والمسلمين والبشر السود "البرابرة والوحوش" حاربوا إلى جانب الإنجليز والفرنسيين "المتحضرين".
لذا فإن "الحضارة الغربية" أنتجت عبودية وحروبا عدوانية واستغلالا ومعسكرات إبادة وتسامحا دينيا وفنونا راقية، كل ذلك معا.
من حيث نجادل ونفند ونفكك مقولات "أبوات" المقولات الصدامية لبرنارد لويس وصمويل هنتنغتن وفؤاد عجمي وفرنسس فوكوياما وغيرهم.
ونؤكد أن الأول كان الأب الروحي لمقولة "صدام الحضارات" التي طرحها عام 1964م. كما يعرض كتاب الإنجليزي مارتن برنال "أثينا السوداء" الذي أعاد فيه الحضارة الإغريقية منبع "الحضارة الغربية" إلى أصولها الأفريقية والمصرية مما أثار زوبعة في أوروبا تجاوزت كتاباته وتحليلاته لتناله شخصيا.
كما أشاد سولت بدور المؤرخ البريطاني هملت غب الذي مارس في النصف الأول من القرن الماضي دورا علميا وأكاديميا مهما في التقريب بين أمم العالم وثقافاتها وحضارتها، حيث إنه يمثل نقيض برنارد لويس ودائرته وأتباعه المفكريين والأكاديميين.

اني اترك للقارئ مهمة الرد على ما يجري من حوله فاقول له :
هل شكلت هجمات الحادي عشر من أيلول نهاية القرن الأميركي حتى قبل أن يبدأ........؟
هل تشهد البشرية اقتراب نهاية خمسمائة عام من الهيمنة الغربية على العالم........؟
هل نهاية هذه الهيمنة سيئة للغرب وجيدة لبقية العالم؟ أم إنها جيدة للبشرية جمعاء.......!
ومنها على سبيل المثال ما سمي "الثورة العربية الكبرى" بقيادة الجاسوس البريطاني لورنس الملقب ب ( لورنس العرب ) وكذلك تمرد آل سعود ضد الخلافة العثمانية، من منظور التعامل معهما جزءا من برنامج استعماري بريطاني فرنسي أميركي هدفه القضاء على الخلافة العثمانية.
وجميعنا يعلم أن هاتين الحركتين لم تنتجا سوى شرق أوسط مقسم خاضع يهيمن عليه الصهاينة العدوانيون والعنصريون، الذين تمكنوا من اغتصاب فلسطين وطرد أهلها منها.

لماذا العراق أخطر بلد في العالم؟
مُساهمة  طارق فتحي في الثلاثاء 4 أكتوبر 2011 - 8:09


لماذا العراق أخطر بلد في العالم؟
اعداد : طارق فتحي

هذا ما خلصت إليه الدراسة المستفيضة التي أجراها معهد الاقتصاد والسلام العالمي ومقره في سيدني باستراليا، وهو المعهد الدولي المختص بقياس السلام والاستقرار في دول العالم بأسره، وقد وضع 23 معيارا لتحديد درجة استقرار الدولة المناط تقييم درجة استقرارها داخليا وخارجيا، وبالطبع هذه الدراسة لم يشرف علي إعدادها عربي ولا مسلم واحد حتى لا يبادر أذناب إيران وأمريكا في العراق برفع عقيرتهم بأن الدراسة منحازة وتستهدف تشويه الانجازات العراقية في فترة ما بعد صدام، فالدراسة محض غربية، ولها طابع الدولية ولم تكن مختصة بالعراق وحده بل شملت مائة وخمسين دولة، تربعت فيها نيوزيلندا قائمة الدول الأكثر استقرارا، في حين تذيلت العراق القائمة كأخطر بقعة علي وجه الأرض وأكثرها اضطراباً.

طبعا ناهبو العراق من تحالف الطائفيين والشعوبيين والإيرانيين والأمريكان وغيرهم لم يعجبه وصف العراق الجديد بهذه الأوصاف التي تهيل التراب علي الدعايات الإعلامية الكاذبة عن تحسن الأوضاع الأمنية في العراق ونجاح النظم الديمقراطية فيه وتحسن الأحوال المعيشية بعد رحيل عصر صدام، هذا هو المدعو عبد الحليم الرهيمي الناطق الرسمي باسم لجان المصالحة الوطنية في مجلس الوزراء العراق يضف التقرير بالمنحاز والمفتقر للدقة والمصداقية ـ عجيب يستخدم نفس عبارات الناطق باسم البيت الأبيض عند تبريره لأي جريمة أمريكية علي أرض عربية أو إسلامية - ويتهم المعهد الدولي بالعمل ضد العراق إلي آخر الاتهامات المعروفة سلفا ضد أي تقرير أو دراسة تكشف جزء من واقع العراق الجديد المليء بالرعب والفزع والخراب.

التقرير بالطبع قد اعتمد فيما توصل إليه من نتائج علي العديد من المعايير والمؤشرات والتي أجابت بمنتهي الحيادية عن سر كون العراق أخطر بلاد العالم.

فلماذا العراق أخطر بلاد العالم ؟؟

أمن مفقود وقتلي وجرحي بالملايين:
هذا وهو حصاد سبع سنوات من الاحتلال الأمريكي والتدخل الإيراني، نعم لقد ضرب العراق الأرقام القياسية كلها في عدد القتلى و الجرحى، وبلغ عدد من سقط في العام الأول وحده قرابة المليون عراقي من جراء العمليات الحربية، علي الرغم من أن التحالف الصليبي الذي يقوده الأمريكان قد جاء لاحتلال العراق تحت مسميات براقة مثل تحرير البلاد، وإزالة أسلحة الدمار الشامل، ونشر الديمقراطية، ووقف التوتر في المنطقة، وتحقيق السلام والأمان للعراقيين وجيرانهم من خطر التهديدات الصدامية، ورغم كل هذه الأباطيل والدعايات الكاذبة والتي أخذت الأيام تكشف عن زورها وضلالها،رغم ذلك كله فإن أكثر ما فقده العراق بعد الاحتلال هو الأمن والاستقرار، فالعراقي لا يأمن علي نفسه أن يخرج إلي شئونه اليومية العادية، فقد يقنصه أمريكي مخمور لعبا ولهوا، أو تنسفه قنبلة موقوتة وضعت لتصفية حسابات، أو تحتجزه دورية وهمية من لصوص الداخلية أو قتلة المالكي لتأخذ ما معه من أموال ومتاع، وتقتله دون أن يطرف لهم جفن، أو تفترسه ذئاب المليشيات الطائفية التي تجوب الشوارع العراقية بحثا عن ضحاياها الذين تقتلهم علي الهوية والانتماء الديني.

ففي عراق اليوم الجديد، الأمن منعدم تماما للمواطن العراقي، فالأمن والسلامة قاصر علي الأمريكان ومن والهم، والإيرانيون ومن دار معهم، فقد قال دانييال أندريس ممثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون النازحين عن بلادهم "على الحكومة في العراق العمل على تطبيق معايير حقوق الإنسان واتخاذ خطوات أكثر نحو تنفيذ سيادة القانون، وبغير هذه المعايير فنحن الآن لا نشجع العودة غير الطوعية للنازحين".

وأوضح أندريس أن "مجموع العائدين إلى العراق من المهجرين بلغ 340 ألف نازح، من مجموع أكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون مهجر".

وبين أن "العراق يعد الدولة الأخطر من بين دول العالم للعاملين في مجال المساعدة الإنسانية" ففي العراق الجديد لقوات الأمن والدرك الوطني والداخلية أهداف ومهام أبعد ما تكون عن الحفاظ علي أمن المواطن العراقي، وقد يكون هذا طبيعيا ومبررا في ظل الاحتلال الذي يحرص علي بقاء قوات الأمن موالية له وتحقق أغراضه، ولكن الذي قد لا نفهمه هذا الانحراف والفساد واسع النطاق الذي تعج به قوات الأمن، والذي أصبحت رائحته تزكم الأنوف، وأكبر من أن تخطئها عين رجل الشارع العادي، مما جعل مراكز تجنيد قوات الشرطة هدفا مفضلا ومستديما لعمليات هجوم تفجيرية انتقامية من الجرائم المروعة التي تقوم بها قوات الشرطة والحرس الوطني.

فساد بأرقام قياسية:
الفساد مشكلة تعاني منها دول المنطقة كلها وبنسب متفاوتة، بل هي مشكلة المشاكل التي كانت من أهم أسباب تخلف المنطقة وضعف أدائها الاقتصادي، ولكن الوضع في العراق يختلف كثيرا، فالفساد العراقي متفرد في نوعه، فساد ليس له نظير في العالم بأسره، فالنظام العراقي من أعلاه لأدناه ينخر فيه الفساد، فالمنظمة العالمية للشفافية ولخمسة أعوام علي التوالي، صنفت العراق ضمن الدول الثلاث الأكثر فسادا من بين حوالي 180 دولة، وقال ديفيد نوسبوم، المدير التنفيذي لـ "منظمة الشفافية الدولية" إن التقارير تشير إلي أن الفساد في العراق متفاقم بصورة غير معقولة.

وعندما ينهار الأمن تنهار معه أشياء كثيرة، مثل المراقبة والمحاسبة والتوازنات، وتطبيق القانون، وعمل المؤسسات، مثل السلطة القضائية والتشريعية، إذ أن الجميع يتعرضون للضغط، ويتضرر النظام بدوره الذي يفترض فيه أنه يعمل علي منع الفساد، فبعد أكثر من ست سنوات علي جريمة غزو العراق، وتنصيب حكومات تتصف بكل الصفات إلا صفة (العراقية) والعمل لصالح الوطن، فحكام العراق مستعجلون بجني المغانم والمكاسب قبل فوات الأوان، وبهذا انتشر الفساد ودب في جميع مفاصل الدولة، وشجع عليه احتلال فاسد باشر الفساد حتى قبل أن يبدأ باحتلال العراق من خلال العقود الخيالية التي نالتها شركات أمريكية محددة (هاليبورن مثلا!) لقاء عقود إعادة إعمار العراق وقبل البدء بتدمير العراق!!

ثم جاءت سلطة الائتلاف البريمرية التي حكمت العراق حوالي العامين بكل مفاسدها من الرأس حتى الذيل، حتى بلغ مجموع الاختلاسات المنسوبة لبول بريمر وسلطته سيئة الصيت (الثمانية مليارات دولار)، وانتشرت جرائم النهب والسلب والاحتيال والرشاوى، وانتهاك القوانين وإفساد الذمم واستباحة المال العام وتوزيع الأسلاب علي الأقارب والأصدقاء، بشكل لم تشهد المنطقة والعالم مثيلاً له، القاضي موسي فرج نائب رئيس هيئة النزاهة كشف مؤخرا بأن خسائر العراق منذ الغزو؛ نتيجة الفساد الإداري والمالي بلغت 250 بليون دولار.

واعتُبر الأمانة العامة لمجلس الوزراء هي "البؤرة الأخطر للفساد"، وقال أن العراق خسر خلال هذه الفترة 45 بليون دولار من تهريب النفط الخام الذي تسيطر عليه أحزاب طائفية في الجنوب، ولفت إلي أن السنوات الخمس الماضية لم تشهد تشييد مصفاة واحدة، علي رغم العروض المغرية التي قدمتها شركات عالمية لإنشاء مثل هذه المشاريع ولمدد تتراوح بين السنة والستة أشهر.

وتابع أن ما بقي من الـ250 بليون دولار، أهدرها الفساد في الوزارات والمؤسسات الأخرى. في 18/ 12/ 2008 نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تحقيقاً واسعاً، عن الفساد في العراق، نقلا عن نائب رئيس النزاهة قال فيه: إن العراق يغرق في الفساد والرشوة، وأن كل شيء تقريباً تشتريه الدولة أو تبيعه، من أدوية ومستلزمات حكومية، يمكن الحصول عليه من السوق السوداء.

وإن وزارة الدفاع احتلت المرتبة المتقدمة في الفساد المالي والإداري، خصوصاً في عقود التسليح بما فيها شراء طائرات عمودية قديمة غير صالحة للعمل، وبنادق قديمة مصبوغة رفضتها اللجنة العراقية وفرضتها الشركة الأمريكية المصنعة، واستيراد آليات من دول أوروبا الشرقية بنوعيات رديئة".

وأضاف أن الأدهى من كل ذلك سعي الوزارة إلي الاحتماء وفرض السرية علي ملفاتها، والامتناع عن تسليمها إلي هيئة النزاهة"، بعدما حظيت بموافقة رئيس الوزراء بمنع محققي الهيئة من الحصول علي نسخ الملفات ذات العلاقة بالفساد أو تصوير أية وثائق تخص الوزارة، علي رغم وجود أوامر قضائية بالإطلاع عليها، وفي صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية يوم 8/ 5/ 2009 نشرت تقريرا عن الفساد المنتشر بشكل كبير في العراق والذي أضحي عائقا كبيرا أمام الاستقرار والتقدم في البلاد نقلا عن مسئولين في لجنة النزاهة العراقية أن من المعوقات التي تواجههم هي السلطات التي يتمتع فيها الوزراء بالعفو عن الفاعلين، إضافة للتدخلات الحزبية والطائفية والتدخل والضغوط والاحتراب الداخلي والانتقام والابتزاز والتهديدات بالقتل. ونقلت الصحيفة عن المفوض العام للجنة النزاهة العامة رحيم العقيلي أن سبب الفساد الفظيع في العراق هو اعتقاد الفاسدين إنهم محصنون من المحاكمة من خلال الحماية التي توفرها لهم أحزابهم السياسية والطوائف، وما قيل عن وزارة الدفاع يسري علي باقي الوزارات دون استثناء.

طائفية بطعم العرقية والفدرالية والدم:
في العراق أصبح كل شيء، وأي شيء مطعم بالنكهة الطائفية، فلا صوت يعلو فوق صوت الطائفية، وجني الطائفية الذي ظل محبوسا في قمقمه طوال حكم صدام حسين، وجد طريقه للخروج مرة آخري مع قدوم العدو الأمريكي الذي كان من أهم أدواته للسيطرة والهيمنة علي بلاد العراق، هو جني الطائفية الذي كان له صولات وجولات لا تنسي عبر التاريخ في بلاد العراق، والتي كانت مسرحا عالميا للصراعات بين قطبي رحى الطائفية - السنة والشيعة - منذ مطلع التاريخ الإسلامي، وحتى وقتنا الحاضر،فقد خلصت دراسة نشرتها مجلة "نيو إنجلاند جورنال أوف ميدسين" الطبية إلى أن السبب الرئيسي في موت المدنيين العراقيين هو أعمال القتل "الطائفية"، وليس بسبب التفجيرات والهجمات التي تستأثر باهتمام وسائل الإعلام، وتطرقت الدراسة التي نشرتها المجلة إلى الطابع الطائفي للنزاع في العراق، إذ إن فرق الموت المنتمية إلى طوائف الشيعة تطوف الشوارع بحثا عن أعضاء من الطائفة السنية
ورغم أن مؤلفي الدراسة يسلمون بأن البيانات المتاحة غير شاملة، فإنها تقدم مؤشرا يمكن الاعتماد عليه لقياس كيفية موت العراقيين خلال السنوات الست الماضية منذ احتلال بلادهم.

وتقدم الدراسة أدلة إضافية على عمليات التطهير الطائفي الوحشية وما تبعها من أعمال عنف انتقامي وقد دفعت العراق إلى حافة الحرب الأهلية، وأكد أحد مؤلفي الدراسة، ويدعى "مايكل سباجات"، أن العديد من عمليات القتل "الطائفية" يسبقها التعذيب، في محاولة لإجلاء السكان من منازلهم في الأحياء المحسوبة على طائفة معينة على أمل بث الرعب في القلوب، وتغطي الدراسة الفترة الممتدة من 20 مارس 2003 إلى 19 مارس 2008، وذكرت الدراسة أن 91 ألفا و358 عراقيا قتلوا حسب منظمة إحصاء القتلى في العراق، ورغم أن الدراسة لم تحمّل جهة معينة مسؤولية القتل، فإن الأدلة تشير إلى أن فرق الموت التابعة للميليشيات الشيعية المدعومة من حكومة المالكي الطائفية ومن إيران تقف وراء معظم عمليات القتل التي يشكل العرب السنة أغلبية ضحاياها، حتى إن أحياء بالكامل في بغداد كانت تغص بهم أصبحت شيعية خالصة أو خلت تماما من سكانها الأصليين، ويبقي الإشارة إلي حقيقة مروعة في هذه الدراسة الجدية وهي أن واضعي الدراسة قالوا: إن من الوارد أن يكون عدد الذين قتلوا على طريقة الإعدامات أعلى من الأرقام المتوافرة لأنها لا تشمل الأرقام التي توفرها مشارح العراق.

ولم تشمل الدراسة إحصائيات المشارح لأنها -أي الدراسة- لم تستطع تحديد الطرق المتبعة في قتل بعض الأشخاص، كما أن الدراسة لم تشمل عدد القتلى في صفوف المفقودين.

وإن كان العدوان الأمريكي قد أوقع في العام الأول من الحرب علي العراق مئات الآلاف من العراقيين الأبرياء، فإن من أوقعتهم سواطير ومناشير ومثاقيب جيش المهدي أو فيلق بدر أو مليشيات الجعفري ثم المالكي أضعاف هذا العدد وبطريقة أشد بشاعة وفظاعة.

الطائفية هي أسوأ كوابيس استقرار وأمن أي دولة، وأساس خراب وتشرذم أي مجتمع، وما حدث في بروندي ورواندا في تسعينيات القرن الماضي خير شاهد علي عواقب الطائفية بعد أن سقط قرابة الخمسة ملايين صرعي القتال الطائفي بين عرقية الهوتو والتوتسي، كما أن الطائفية هي إفشال مستمر ومزمن لجهود الإنقاذ، فالطائفية الآن تقف حجر عثرة علي طريق تشكيل حكومة عراقية وطنية ومخلصة تعمل من أجل العراق، والساسة العراقيون منغمسون في الطائفية، فهي عقلهم وقلبهم وقطب أفكارهم، ودينهم الذي يدينون به، الطائفية الآن قد جعلت من العراق أخطر بقعة علي وجه الأرض، فالعراقي الآن يقتل علي الهوية بلا جريرة أو ذنب، قد يقتل لأن اسمه عمر أو عثمان أو طلحة أو غير ذلك، أو يقتل لأنه يسكن في حي سني أو ينتسب لعشيرة سنية.

والتاريخ يشهد علي حقيقة في غاية الأهمية، وهي أن جني الطائفية لا يظهر في بلاد العراق إلا وقت قدوم الاحتلال وسيطرة قوي خارجية علي مقدرات الشعب العراقي، والأمريكان أيقنوا ذلك منذ الوهلة الأولي فتحالفوا مع الشيعة ضد السنة، والآن تريد أمريكا بعث مشروع الهلال أو القوس الشيعي، وليس ذلك قطعاً لمصلحة الشيعة، بل لاستخدامهم لمصلحتها، وخاصة للقضاء على المقاومة العراقية التي تصنفها أمريكا بأنها سنية،وإن إصرار المحتل منذ الأيام الأولى على إبراز مصطلحات لم تكن معروفة مثل المثلث السني أو المقاومة السنية دليل على استهداف أهل السنة بالعداوة.

الطائفية الآن تدفع بالعراق إلي حافة الانتحار الوطني، حيث تتعالي مطالب الشيعة نحو تقسيم العرق إلي ثلاث كيانات علي أساس طائفي عرقي ديني، واحد للشيعة في الجنوب والوسط، وثاني للسنة في الوسط، وثالث للأكراد في الشمال، ويصبح العراق الكبير، ثلاث دويلات مثل حال الأندلس عندما سقطت الدولة الأموية فيه سنة 422 هجرية، وحلت مكانها اثني وعشرون دويلة علي أساس طائفي أيضا، بين العرب والبربر والصقالبة، وفكان عصر ملوك الطوائف وهو العصر الأسوأ في تاريخ الأندلس المجيد.

وفي الدراسة أسباب آخري كثيرة تعرضت لها الدراسة ولكن الذي نريد أن نقوله، أن هذا البلد كان آمنا مطمئنا فترة طويلة من الزمان، ولكنه اليوم ربما يكون أخطر مما وصفته الدراسة، لأن القنبلة العراقية التي علي وشك انفجار ستتطاير شظاياها مصيبة ليس العراقيين فحسب ولكن المنطقة بأسرها.

نعم لإهانة المسلمين .. لا لإهانة اليهود
مُساهمة  طارق فتحي في الثلاثاء 4 أكتوبر 2011 - 8:08


نعم لإهانة المسلمين .. لا لإهانة اليهود
اعداد : طارق فتحي

لم تسمح النيابة العامة الهولندية ببدء التحقيق من أجل الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول – صلى الله عليه وسلم - ولكن حينما تعلق الأمر باليهود قامت بالإجراءات اللازمة، حيث أمرت النيابة العامة في "هولندا" ببدء التحقيق حول الرسوم الكاريكاتورية المتعلقة بالمذابح الجماعية اليهودية، في حين أنها قبل ذلك لم ترَ ضرورة للاستقصاء حول الرسوم التي أثارت ردود أفعال العالم الإسلامي كله.

تم إعلان أن النيابة العامة لمدينة "أوترخت" الهولندية قد بدأت التحقيقات حول الرسوم الكاريكاتورية الموجودة في صفحة الإنترنت الخاصة بالحركة السياسية المسماه "اتحاد عرب أوروبا (AEL)"، ومقرها في "بلجيكا"، ووصفت هذه الرسوم المذابح الجماعية لليهود خلال الحرب العالمية الثانية بأنها "قصة ملفقة".

وأدلت النيابة العامة بتصريح، قالت فيه: إنها ترى أن الرسوم الكاريكاتورية هذه تحتوى على إساءة وتفرقة عنصرية ضد اليهود، ولهذا السبب اتخذت القرار برفع دعوى قضائية.

وأضاف التصريح: إنه تم البدء في التحقيقات وفقًا للاتهام الموجه من قبل مركز الاستخبارات والوثائق الإسرائيلي (CIDI).

قبل ذلك ظلت النيابة العامة صامتة أمام الرسوم الكاريكاتورية التي نشرتها إحدى الصحف الدنمركية، والتي أثارت ردود أفعال العالم الإسلامي كله، وبعد ذلك قامت بنشرها بعض جهات النشر في "هولندا"، كما نشرت أيضًا على صفحة الإنترنت لأحد الأحزاب السياسية.

وفي الدعوة القضائية التي رفعت بهذا الخصوص لم تر النيابة العامة في هذه الرسوم إساءة أو تفرقة عنصرية ضد أي شخص، وعلى هذا لم تجد من الضروري الاستقصاء حولها، موضحةً أنه لا يوجد عنصر جريمة.
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى